مراجعة القرآن عند المتخصصين في علم القراءات

ضيف الله الشمراني

ملتقى القراءات والتجويد
إنضم
30 نوفمبر 2007
المشاركات
1,508
مستوى التفاعل
3
النقاط
36
الإقامة
المدينة المنورة
بسم1
الأربعاء 16 جمادى الأولى 1434
مدوامة قراءة القرآن، وختمه مرة تلو أخرى من الأمور المهمة التي ينبغي أن يعتنيَ بها كل مسلم، ويحرص عليها غاية الحرص، بحيث يجعل وِرْدَه القرآنيَّ في أساسيات جدوله اليومي، ولا يفرّط فيه ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
والمتخصص في علم القراءات رأس ماله، وسنام علمه = كتاب الله تعالى، فهو حافظ له، متقنٌ لألفاظه، ضابط لحروفه، يقرؤه آناء الليل وأطراف النهار، ويصحبه حضرًا وفي الأسفار.
المتخصص في القراءات يجب أن يكون مضرب مثل في العناية بالقرآن، فلا يمرُّ عليه ثلث الشهر إلا وهو حالٌّ مرتحل، ينهي ختمة، ويبدأ أخرى، من غير كلل ولا ملل، وإن استطاع أن يختم في سبع أو ثلاث فهو خيرٌ لقلبه، وأشدّ تثبيتًا لحفظه.
إن المتخصص الجادّ في علم القراءات تسمو همّته إلى مراجعة القرآن بالقراءات والروايات التي حفظ متونها، وقرأ بمضمّنها، وأجيز بها، فيتنقّل بين رياض القراءات، وأفانين الروايات، متلذذا بكلام الله، مستبشِرًا بالنعمة الإلهية والفضل الرباّني الذي أكرمه الله به.
سيواجه القارئ إشكالية صعوبة القراءة بالقراءات ختمات كاملات، لكن ستنجلي هذه الصعوبات -بإذن الله- مع المداومة والمراجعة، وسيصبح الأمر ميسورً بإذن الله، كما هو الحال عند بعض المقرئين الكبار الذين اعتادوا ذلك حتى صار سجيّة لهم.
لقد شاع مؤخرا عند بعض طلاب علم القراءات التفريط في مراجعة القرآن، بحيث يمرّ على بعضهم شهر واثنان وثلاثة ولم يختم ختمة واحدة، ويحتجّون على هذا التفريط العظيم بانشغالهم بحفظ متون القراءات، وتكرارهم لها، وقد وقفتُ على ذلك بنفسي، حيث حدّثني بعض الطلاب عن هذه المشكلة، ورأيتُ الخلل ظاهرًا عند امتحان بعض الطلاب في حفظهم للقرآن، ولا شك أن هذا عذر أقبح من ذنب، فكيف يسوغ لعاقل أن يضيّع رأس ماله ليبحث عن الأرباح؟! هذا خلل كبير يجب أن يحذر منه طلاب هذا العلم الذين رغبوا التخصص فيه، وذلك بتنظيم الوقت، وترتيب الأولويات، والجدّية في طلب العلم والإقبال عليه، ومن لم يستطع الجمع بين مراجعة القرآن، وحفظ المتون؛ فلا يتخصص في هذا العلم، بل ليبحث عن تخصص آخر يناسب همّته وقدراته.
جعلنا الله جميعًا من أهل القرآن الحافظين لحروفه وحدوده، المداومين على قراءته وتدبّره آناء الليل وأطراف النهار.
 
وسمعت من الشيخ المقرئ عبدالحكيم عبداللطيف حفظه الله شيخ مقرأة الأزهر الشريف أنه يختم كل أسبوع ختمة يفتتح ختمته يوم السبت ويختمها يوم الخميس ويبدأ ختمته برواية قالون كل ختمة براوي حتى يصل الى خلف البزار ويكون انتهى من الشاطبية والدرة ثم يستأنف بقالون من طريق الطيبة وهكذا حتى ينتهي بخلف البزار وهو من على مشارف الثمانين من العمر إلا إنه آية من آيات الله في الحفظ والاستحضار القراءات والقرآن بشكل عجيب ومعجب جداً بقراءة الإمام أبو جعفر المدني ويقرأ بها كثيراً
 
حدثني أخي الأكبر عن شيخه الشيخ عبد الرشيد صديق إمام - رحمه الله - و هو من كبار تلاميذ العلامة السمنودي و قد قرأ عليه القراءات الأربع عشرة ، و من تلاميذ الشيخ عامر السيد عثمان ، أنه كان مع الشيخ الإمام عامر في سفرة من سفرات الشيخ على ما أذكر إلى الإسكندرية ، و كان الشيخ عامر يقرأ ورده اليومي في القطار ، فقال الشيخ عبد الرشيد لأخي : سمعت الشيخ يقرأ برواية حفص ، و لكنه يقرأ بالسكت من طريق الطيبة ، و لا يجمعها مع قراءة أخرى فتعجبت لذلك فقلت له : يا سيدنا هو حضرتك بتقرأ وردك ولا بتراجع مسألة معينة لحفص ؟!!! ، فقال له الشيخ : أقرأ لحفص بالسكت ختمة كاملة و هو وردي ، إنت عارف عشان أرجع للختمة دي محتاج أقرأ كام ختمة ؟!!!! ، فقال له كم ختمة يا مولانا ؟!!! ، فقال له محتاج أختم ألف ختمة !!!! ، فقال له و لم ؟!!! ، فرد عليه : فهي زها ألف طريق تجمع ، و أنا بختم ختمة لكل طريق !!! . اهـ و أنا أتعجب من همة هذا الجبل الإمام العلامة الشيخ عامر السيد عثمان الذي يحافظ على إتقانه و حفظه و ورده ، بأن يختم لكل طريق ختمة ، فالواحد منا إلا من رحم ربي لو ختم ختمة بالقراءات الكبرى لظن أنه فعل ما لا يفعله الناس في زمانه و ظن أنه بلغ المنتهى ، و هذا الإمام يختم في ورده لكل طريق ختمة ، و لا يعدها شيئا إنما هو ورده اليومي ، رحم الله أئمتنا و بارك في الأحياء منهم ، و أسأل الله أن ينفعنا بالقرآن و أن يذكرنا منه ما نسينا و أن يعلمنا منه ما جهلنا و أن يرزقنا تلاوته آناء الليل و أطراف النهار على الوجه الذي يرضيه عنا ... آمين ، و الشكر موصول لفضيلة الدكتور ضيف الله على هذا الموضوع المهم ، و جزاك الله كل خير
 
بسم1
بارك الله فيك استاذنا ضيف الله الشمراني على هذا الموضوع الرائع والمهم جدا بالنسبة لى اختم القرآن فى 6 ايام ابدأ من يوم السبت واختم الاحد واقوام بمراجعة متن الطيبة يوميا من اول المتن حى فرش سورة البقرة لانه المنهج المقرر علىيا فى كلية القرآن الكريم بطنطا كان الموضوع صعب عليا فى مراجعة متن الطيبة فى اول الامر لكن بتكرار الامر يوميا بدأ المتن يثبت فى رأسى واكاد الان ان اتمكن من تثبيته وانا اقوم بمراجعة المتن بعد صلاة الفجر حتى اذهب الى عملى والقرآن بعد ذلك باقى اليوم اقرأ وردى اليومى 5 أجزاء ............
 
عودة
أعلى