مقتطف من بحث تحت عنوان:
[FONT=AF_Diwani]علم التجويد وأثره[/FONT]
[FONT=AF_Diwani]في[/FONT]
[FONT=AF_Diwani]تقويم اللسان وتصحيح النطق[/FONT]
[FONT=AF_Diwani] [/FONT]
[FONT=AF_Diwani] [/FONT]
[FONT=AF_Diwani]د. أحمد محمد القضاة[/FONT]
[FONT="]المطلب الثاني : مراتب القراءة وأثرها في تقويم النطق [/FONT]
[FONT="]يقسم علماء التجويد مراتب القراءة إلى ثلاث مراتب رئيسة هي:[/FONT]
[FONT="]أ. التحقيق ب. الحدر ج. التدويــر .[/FONT]
[FONT="]وفيما يلي بيان كل مرتبة منها:[/FONT]
[FONT="]أ) التحقيق: [/FONT]
[FONT="]هو الإتيان بالقراءة محققة في أعلى درجات الإتقان والتأني، وقد عرفه الداني بقوله: التحقيق مصدر حققت الشيء، أي عرفته يقيناً. والعرب تقول: بلغت حقيقة هذا الأمر, أي بلغت يقين شأنه، والاسم منه الحق، فمعناه أن يؤتى بالشيء على حقه من غير زيادة فيه ولا نقصان منه[/FONT][FONT="](
[FONT="][1][/FONT])[/FONT][FONT="] [/FONT]
[FONT="]ويبين الداني في كتابه( التحديد ) معنى التحقيق عند علماء القراءة فيقول : اعلموا أن التحقيق الوارد عن أئمة القراءة حده أن تُوفّى الحروف حقوقَها من المد إن كانت ممدودة، ومن التمكين إن كانت ممكنة، ومن الهمز إن كانت مهموزة، ومن التشديد إن كانت مشددة، ومن الإدغام إن كانت مدغمة، ومن الفتح إن كانت مفتوحة، ومن الإمالــة إن كانت متحركة، ومن السكون إن كانت مسكّنة، من غير تجاوز ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف[/FONT][FONT="](
[FONT="][2][/FONT])[/FONT][FONT="]. ويضيف ابن الجزري أن التحقيق إنما يكون: " لرياضة الألسن, وترقيق الألفاظ الغليظة, وإقامة القراءة, وإعطاء كل حرف حقه ".[/FONT][FONT="](
[FONT="][3][/FONT])[/FONT][FONT="] [/FONT]
[FONT="]والأحاديث الدالة على قراءة التحقيق كثيرة منها ما رواه مالك عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت:[/FONT]
[FONT="]ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في سبحته أي نافلته قاعداً قط حتى كان قبل وفاته بعام، فإنه كان يصلي في سبحته قاعداً, ويقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها [/FONT][FONT="](
[FONT="][4][/FONT])[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]وروى النسائي بإسناده عن يعلى بن مملك أنه سأل أم سلمة عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: " مالكم وصلاته، ثم نعتت قراءته فإذا هي تنعت قراءةً مفسرةً حرفاً حرفاً "[/FONT][FONT="](
[FONT="][5][/FONT])[/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]وروى البخاري عن قتادة قال: " سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كان يمد مداً. وفي رواية قال: كانت مداً ثم قرأ ( بسم الله الرحيم الرحمن ) يمد بسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم "[/FONT][FONT="](
[FONT="][6][/FONT])[/FONT][FONT="]. وقد ثبتت قراءة التحقيق بالأسانيد الصحيحة المتصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا يقول أبو عمرو الدانــي:[/FONT]
[FONT="]حدثنا أبو الفتح شيخنا، حدثنا عمر بن محمد، حدثنا الحسن بن أبي الحسن العسكري، حدثنا محمد بن الحسن بن عمير، حدثنا عبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة قال : قرأت على أبي التحقيق وأخبرني أنه قرأ على ورش التحقيق قال : وأخبرني ورش أنه قرأ على نافع التحقيق، قال نافع : إنه قرأ على الخمسة التحقيق[/FONT][FONT="](
[FONT="][7][/FONT])[/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]قال : وأخبرني الخمسة أنهم قرؤوا على عبدالله بن عياش بن أبي ربيعة التحقيق، وأخبرهم عبدالله أنه قرأ على أبي بن كعب التحقيق، وأخبره أنه قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم التحقيق، قال: وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم عليَّ التحقيق[/FONT][FONT="] (
[FONT="][8][/FONT]).[/FONT][FONT="] [/FONT]
[FONT="]قال أبو عمرو :[/FONT]
[FONT="]هذا الخبر الوارد بتوقيف قراءة التحقيق من الأخبار الغريبة والسنن العزيزة التي لا توجد روايته إلا عند المكثرين الباحثين، ولا يُكتب إلا عن الحفاظ الماهرين، وهو أصل كبير في وجوب استعمال قراءة التحقيق, وتعلم الإتقان والتجويد, لاتصال سنده وعدالة نقلته، ولا أعلمه يأتي متصلاً إلا من هذا الوجه[/FONT][FONT="](
[FONT="][9][/FONT])[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]وأورد ابن الجزري هذا السند في كتابه النشر[/FONT][FONT="](
[FONT="][10][/FONT])[/FONT][FONT="]. وذكر سنده المسلسل بالتحقيق إلى أبي عمرو الداني، وجميع من عدهم ابن الجزري في هذا السند من الحفاظ المشهورين بالضبط والإتقان.[/FONT]
[FONT="]والتحقيق له حد يصل إليه وغاية ينتهي إليها لا يجاوزها، لأن ما زاد عن التحقيق فليس بقراءة.[/FONT]
[FONT="]قال أبو عمرو الداني:[/FONT]
[FONT="]فأما ما يذهب إليه بعض أهل الغباوة من أهل الأداء من الإفراط في التمطيط, والتعسف في التفكيك, والإسراف في إشباع الحركات.. إلى غير ذلك من الألفاظ المستبشعة والمذاهب المكروهة, فخارج عن مذاهب الأئمة, وجمهور سلف الأمة[/FONT][FONT="](
[FONT="][11][/FONT])[/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]لكن هذا الاحتراس الذي نبه عليه العلماء لا يمنع من إلزام الطلبة بالقراءة المحققة المتقنة التي فيها شدة وصعوبة عليهم حتى يتعلموا ويتقنوا. بل كان هذا منهجاً لدى كثير من العلماء, يأخذون به طلبتهم, ويشددون عليهم فيه, وهذه بعض النصوص التي تشهد لذلك:[/FONT]
[FONT="]قال قتيبة بن مهران: "كان الكسائي صاحب همز شديد وتحقيق للقراءة " [/FONT]
[FONT="]قال: وسمعت ابن جماز يقرىء بالمدينة الناسَ يأخذ عليهم أخذاً شديداً.[/FONT]
[FONT="]قال: وعامّة من رأيت من القراء كانوا يهمزون ويثقلون[/FONT][FONT="](
[FONT="][12][/FONT])[/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]وقال الثوريّ لحمزة الزيات: يا أبا عمارة، ما هذا الهمز والمد والقطع الشديد.؟. فقال: يا أبا عبدالله هذه رياضة للمتعلم، قال : صدقت[/FONT][FONT="](
[FONT="][13][/FONT])[/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]قال أبو عمرو الداني:[/FONT]
[FONT="]ولهذاالمعنى الذي ذكره حمزة – رحمه الله – يرخِّص في المبالغة في التحقيق من يرخِّص من الشيوخ المتقدمين والقراء السالفين, لترتاض به ألسنة المبتدئين، وتتحكم فيه طباع المتعلمين، ثم يُعَرّفون بعدُ حقيقته, ويوقفون على المراد من كيفيته.[/FONT][FONT="](
[FONT="][14][/FONT])[/FONT][FONT="] [/FONT]
[FONT="]إن اهتمام علماء التجويد منذ وقتٍ مبكر بإتقان نطق الحروف وتحقيقها، والتشديد على تلامذتهم فيها حتى يكون نطقهم بها صحيحاً، يوضح إلى درجة كبيرة أثر علم التجويد في تقويم النطق، فمن جهةٍ اعتنوا بنطق الحروف بطريقة سليمة محققة كما يوضح النص السابق عن أبي عمرو الداني: " أن توفى الحروف حقوقها من المد إن كانت ممدودة, ومن الهمز إن كانت مهموزة, ومن التشديد إن كانت مشددة .."[/FONT]
[FONT="]ومن جهة أخرى حرصوا على أن يكون التحقيق ضمن الحدود التي لا تُخرج القراءة عن حدها كما أشار إلى ذلك قول الداني: " من غير تجاوُز ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف ". كما حرصوا على بيان أن هذه القراءة إنما يُقرأ بها لرياضة الألسنة, وتعويد المبتدئين على إتقان القراءة وتحسين الأداء, كما تقدم بيانه عن حمزة الزيات والكسائي.[/FONT]
[FONT="]ومما يسترعي الانتباه والتأمل حرص أبي عمرو الداني على إنكار القراءة التي فيها إفراط في التمطيط, وإسراف في إشباع الحركات، ولا شك أن هذا الإنكار في موقعه, وله أهميته، فالقراءة لا يجوز بحال أن تخرج عن حدودها اتباعاً لنغم, أو رعاية لطرب أو حسن صوت، وقد نبه كثير من علماء التجويد على هذا الأمر كما نبه الداني(
[FONT="][15][/FONT]) [/FONT]
[FONT="]ب) الحــدر:[/FONT]
[FONT="]أما الحدر فهو القراءة السريعة التي يؤديها القارىء من غير إخلال بالحروف ومخارجها وصفاتها.[/FONT]
[FONT="]والحدر لغةً : مصدر حدر يحدر إذا أسرع, فهو من الحدر الذي هو الهبوط من علو إلى سفل، والحدر في الأذان والقرآن: الإسراع. يقال: حدر القراءة حدراً أي أسرع فيها فحطها عن التمطيط، وسميت القراءة السريعة الحدر لأن صاحبها يحدرها حدراً[/FONT][FONT="](
[FONT="][16][/FONT])[/FONT][FONT="]. وقد اجتمعت كلمة علماء التجويد على أمرين رئيسين في قراءة الحدر هما:[/FONT]
- [FONT="]الإسراع في القراءة.[/FONT]
- [FONT="]مراعاة أحكامها من غير تضييع ولا إخلال.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ولبيان ذلك أورد طائفة من أقوال العلماء.[/FONT]
[FONT="]عرّف أبو عمرو الداني الحدر بقوله: " سرعة القراءة مع تقويم الألفاظ وتمكين الحروف "[/FONT][FONT="](
[FONT="][17][/FONT])[/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]وقال المرادي: "وأما الحدر فهو القراءة السهلة السمحة العذبة الألفاظ اللطيـفة المعنى، التي لا تخرج القارئ عن طباع العرب, وعما تكلمت به الفصحاء". [/FONT][FONT="](
[FONT="][18][/FONT])[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وقال ابن الجزري في تعريف الحدر:[/FONT]
[FONT="]عبارة عن إدراج القراءة وسرعتها وتخفيفها بالقصر والتسكين والاختلاس والبدل والإدغام الكبير وتخفيف الهمز ونحو ذلك, مما صحت به الرواية, ووردت به القراءة مع إيثار الوصل، وإقامة الإعراب ومراعاة تقويم اللفظ وتمكين الحروف, وهو عندهم ضـد التحقيق. [/FONT][FONT="](
[FONT="][19][/FONT])[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وقال ابن البناء (ت471هـ):[/FONT]
[FONT="]يجب أن يُراعي -أي القارئ- في حدره المفتوحَ فيدنيه عن التبليغ، والمخفوض والمرفوع فيوقعهما بلا تخفيف، ويمرن لسانه على المشدد والمهموز والمنون والممدود المقصور والمدغم والمظهر في إعطاء كل نوع حقه في سرعة غير قلقة ولا رخوة، ولا يستلّنَّ مدارج النفس يطلب غايته دون استيداع الحروف مقارَّها. وليحذر أن يفسد بإسراعه الحروف المأخـوذ عليه رعايتها، فليس الحدر يوجب ترك ممدود ولا منون مظهر ولا مدغم ولا مُخفى، وإنما روي عن أبي عمرو بن العلاء أنه كان يترك الهمز إذا أدرج القراءة تخفيفاً، فمن لم يحرس في درجه ما ذكرت كان خلله كثيراً, وفساده عظيماً[/FONT]
[FONT="][FONT="][20][/FONT][/FONT][FONT="]).[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وهذه النقول تشير إلى أهمية العناية بالحروف, وإخراجها من مخارجها, والنطق بالكلام صحيحاً فصيحاً, دون تضييع لحركة أو شد أو همز أو غنة، إذ لابد ان تُستودع الحروف مقارَّها, لتخرج سليمة صحيحة، ومن فعل غير ذلك فقد أفسد القراءة وخرج عن أصولها.[/FONT]
[FONT="]روي الداني بسنده عن جعفر بن شكل قال: جاء رجل إلى نافع فقال: تأخذ علي الحدر؟ فقال نافع: ما الحدر؟ ما أعرفها، أسمعنا. فقرأ الرجل، فقال نافع: الحدر أن لا نسقط الإعراب, ولا ننفي الحروف, ولا نخفف مشدداً, ولا نشدد مخففاً، ولا نقصر ممدوداً, ولا نمد مقصوراً. قراءتنا قراءة أكابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، سهل جزل لا نمضغ ولا نلوك، ننبر ولا نبتهر، نسهل ولا نشدد، نقرأ على أصح اللغات وأمضاها, ولا نلتفت إلى أقاويل الشعراء وأصحاب اللغات ... نسمع في القرآن ولا نستعمل فيه بالرأي.[/FONT][FONT="](
[FONT="][21][/FONT])[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وهذا النص يظهر أهمية العناية بالحروف ومخارجها وصفاتها في أثناء القراءة السريعة، فإعطاء الحروف حقها في النطق هو الأساس، سواء أكانت القراءة بطيئة أم سريعة، كما يظهر مدى عناية علماء القراءة بالمحافظة على الصوت بما فيه من تشديد وتخفيف وهمز ومد وقصر، وأن ذلك كله تم تلقيه بالسماع والعرض, ولا مدخل فيه للرأي والاجتهاد، وإنما يكون الاجتهاد في رسم القواعد وتأصيل الأصول التي تَحفظ السماع, وتحرس النقل من الضياع.[/FONT]
[FONT="]وإنكار نافع للحدر إنما حصل عند سماعه لقراءة الرجل الذي سأله، حيث وقع في محاذير كثيرة: كإسقاط الإعراب, وتضييع بعض الحروف, وتشديد المخفف وتخفيف المشدد. ولذلك نبه على أهمية أن يراعي قواعد النطق وصحة إيقاع الكلام إذا قرأ قراءة سريعة، مشيراً إلى أن قراءة القرآن لا تكون بالرأي والتشهي، وإنما هي محكومة بالنقل والسماع من العلماء المتقنين.[/FONT]
[FONT="]وقد روي عن ابن مجاهد (ت324هـ) أنه سُئل : "من أقرأُ الناس؟ فقال: من حقق في الحدر".[/FONT][FONT="](
[FONT="][22][/FONT])[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ج) التدوير:[/FONT]
[FONT="]التدوير هو الإتيان بالقراءة متوسطة بين التحقيق والحدر.[/FONT][FONT="](
[FONT="][23][/FONT])[/FONT][FONT="] قال ابن الجزري: "وهو الذي ورد عن أكثر الأئمة، ممن روى مد المنفصل ولم يبلغ فيه إلى الإشباع، وهو مذهب سائر القراء, وصح عن جميع الأئمة، وهو المختار عن أكثر أهل الأداء"[/FONT]
[FONT="][FONT="][24][/FONT][/FONT][FONT="])[/FONT][FONT="]. [/FONT]
[FONT="]وذكر ابن الجزري أيضاً هذه المراتب الثلاث في طيبة النشر فقال:[/FONT][FONT="](
[FONT="][25][/FONT])[/FONT][FONT="] [/FONT]
[FONT="]ويقرأ القرآن بالتحقيق مع[/FONT]
[FONT="]حدر وتدوير وكل متبع[/FONT]
[FONT="]مع حسن صوت بلحون العرب[/FONT]
[FONT="]مرتلاً مجوداً بالعربي [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]هذه هي مراتب القراءة التي ذكرها العلماء في مؤلفاتهم، وذكر بعضهم مرتبتين هما: الهذُّ والزمزمة، وهما نوعان أو مرتبتان من مراتب القراءة: [/FONT]
· [FONT="]فالهذُّ لغةً : سرعة القطع وسرعة القراءة. وفي الحديث أن رجلاً قال لابن مسعود: "قرأتُ المُفَصَّل البارحة كله، فقال ابن مسعود: هذّاً كهذّ الشعر!".[/FONT][FONT="](
[FONT="][26][/FONT]) [/FONT][FONT="]فكأن ابن مسعود أنكر على الرجل أن يقرأ المفصل في ليلة يهذُّه هذَّا أي يقرؤه قراءة سريعة. قال النووي (ت676هـ): معناه أن الرجل أخبر بكثرة حفظه وإتقانه، فقال ابن مسعود: تهذُّه هذّاً، وهو بتشديد الذال, وهو شدة الإسراع والإفراط في العجلة، ففيه النهي عن الهذّ, والحث على الترتيل والتدبر وبه قال جمهور العلماء".[/FONT][FONT="](
[FONT="][27][/FONT])[/FONT][FONT="][/FONT]
· [FONT="]والزمزمة : صوت خفي لا يكاد يُفهم، يقال: زمزم العلج إذا تكلف الكلام عند الأكل وهو مطبق فهمه، والزمزمة: الصوت البعيد تسمع له دوياً، وفرس مُزمزِم في صوته إذا كان يطرِّب فيه.[/FONT][FONT="](
[FONT="][28][/FONT])[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وقد ذكر هذين النوعين من القراءة عدد من علماء التجويد، منهم أبو معشر الطبري (ت478هـ) والشيرازي (ت565هـ). ويفهم من كلامهم أن المقصود بالزمزمة: القـراءة في النفس بصوت خفي، سواء أكان هذا الصوت بتؤدةٍ وأناةٍ أم كان بعجلة وإسراع.[/FONT][FONT="](
[FONT="][29][/FONT])[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وإذا كان علماء التجويد لم يغفلوا عن العناية بالأداء الصوتي في أثناء القراءة هذّاً أو زمزمة، فمن باب أولى أن تكون عنايتهم به في أثناء القراءة بصوت مسموع متأنٍ، وهذا يشير إلى أن علماء التجويد اعتنوا عناية فائقة بالأداء الصوتي على جميع المستويات، ونبهوا على أهمية التجويد والتبيين والتحسين، لتكون القراءة محمودة ومقبولة.[/FONT]
[FONT="]وأما الهذُّ فالمقصود به الإسراع في القراءة, بشرط أن لا يكون هناك إخلال بأداء الحـروف ومخارجها وصفاتها، وهو نوع من القراءة صعب؛ لأنه يتطلب الإتقان مع السرعة، وقلما يكون ذلك إلا من بارعٍ ماهر بالقرآن. وقد يُفهم إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل هذه القراءة تلميحاً من إقراره قراءة القرآن في ثلاث ليال، فعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث".[/FONT][FONT="](
[FONT="][30][/FONT])[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ولا شك أن قراءة القرآن في ثلاث ليال تتطلب من القارئ أن يُسرع في قراءته حتى يختم. ولا عجب في ذلك فإن كثرة الرياضة والممارسة تصل بالقارئ إلى درجة من الإتقان مع السرعة بحيث يصدق فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة".[/FONT][FONT="](
[FONT="][31][/FONT])[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]قال المرادي:[/FONT]
[FONT="]والقراء مجمعون على التزام التجويد في جميع أحوال القراءة، من ترتيل وحدر وتوسط، وربما توهم قوم أن التجويد إنما يكون مع الترتيل؛ لاعتقادهم أن التجويد إنما هو الإفراط في المد وإشباع الحركات ونحو ذلك مما لا يتأتى مع الحدر، وليس كما توهموه وإنما حقيقة تجويد القراءة ما قدمته لك، وذلك متأتٍ مع الحدر كما يتأتى مع الترتيل، ولا يُنكَر أن الأخذ بالترتيل أتمُّ مداً وتحريكاً وإسكاناً من الأخذ بالحدر, ولكن لابد في جميع ذلك من إقامة مخارج الحروف وصفاتها[/FONT][FONT="](
[FONT="][32][/FONT])[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]المطلب الثالث[/FONT]
1. [FONT="]أسس علم التجويد:[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref1[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][1][/FONT][/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]الداني ، التحديد ، ص 72.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref2[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][2][/FONT][/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]المرجع السابق، ص 89.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref3[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][3][/FONT][/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]ابن الجزري، التمهيد، ص 61.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref4[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][4][/FONT][/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]مالك بن أنس، الموطأ. رواية يحيى بن يحيى الليثي، ص 98، رقم الحديث 306، دار النفائس، بيروت ط6 سنة 1402هـ = 1982 م. [/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref5[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][5][/FONT][/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]النسائي، أحمد بن علي شعيب، ت 304هـ، سنن النسائي، 2/181 دار الريان للتراث ، القاهرة.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref6[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][6][/FONT][/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]البخاري، أبو عبدالله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم ت 256هـ، الجامع الصحيح 6/112 كتاب فضائل القرآن.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref7[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][7][/FONT][/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]الخمسة شيوخ نافع وهم: أبو جعفر يزيد بن القعقاع، ويزيد ين رومان، وشيبة بن نصاح، وعبدالرحمن من هرمز الأعرج، ومسلم بن جندب. النشر1/207.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref8[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][8][/FONT][/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]الداني، التحديد ص 79.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref9[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][9][/FONT][/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]المرجع السابق ص 80 [/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref10[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][10][/FONT][/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]النشر1/206.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref11[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][11][/FONT][/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]الداني، التحديد / 89.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref12[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][12][/FONT][/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]المرجع السابق ص 88.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref13[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][13][/FONT][/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]المرجع السابق ص 91.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref14[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][14][/FONT][/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]المرجع السابق ص 91.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref15[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][15][/FONT][/FONT][FONT="] ) انظر [/FONT][FONT="]مثلاً: السعيدي، علي بن جعفر، التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي ص 261، تحقيق: غانم قدوري حمد، مجلة المجمع العراقي، والمفيد ص 150، وزكريا الأنصاري ( ت 926 هـ ) شرح الجزرية ص 64، مؤسسة مناهل العرفان – بيروت، ومكتبة الغزالي – دمشق ط2 سنة 1411هـ = 1990 م.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref16[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][16][/FONT][/FONT][FONT="] ) انظر: [/FONT][FONT="]أبا بكر الزبيدي الأندلسي، مختصر العين، 1/285، والنشر 1/207، والزبيدي ( محمد مرتضى ) تاج العروس من جواهر القاموس، 10/554 مادة : حدر طبعة دار الجيل.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref17[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][17][/FONT][/FONT][FONT="] ) [/FONT][FONT="]الداني، التحديد، ص 73.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref18[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][18][/FONT][/FONT][FONT="] ) المرادي، المفيد، ص157، 156.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref19[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][19][/FONT][/FONT][FONT="] ) ابن الجزري، النشر1/207.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref20([FONT="][FONT="][20][/FONT][/FONT] ) ابن البناء, الحسن بن أحمد, بيان العيوب ص42.[FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref21[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][21][/FONT][/FONT][FONT="] ) الداني، التحديد ص93.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref22[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][22][/FONT][/FONT][FONT="] ) حمد، غانم، الدراسات الصوتية ، ص561 نقلاً عن الإيضاح لابن أبي عمر ورقة 67 والتمهيد للعطار ورقة 88ظ .[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref23[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][23][/FONT][/FONT][FONT="] ) ابن الجزري، النشر1/207، وهداية القاري، ص43.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref24[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][24][/FONT][/FONT][FONT="] ) ابن الجزري، النشر1/207.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref25([FONT="][FONT="][25][/FONT][/FONT] ) ابن الناظم، شرح طيبة النشر ص35.[FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref26[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][26][/FONT][/FONT][FONT="] ) مسلم بن الحجاج النيسابوري ت261هـ، صحيح مسلم 1/564 رقم الحديث 822. وصحيح البخاري 6/112.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref27[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][27][/FONT][/FONT][FONT="] ) النووي، يحيى بن شرف الدين ت 676هـ، شرح صحيح مسلم 6/104، 105، ومؤسسة مناهل العرفان- بيروت, ومكتبة الغزالي- دمشق. [/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref28[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][28][/FONT][/FONT][FONT="] ) ابن منظور الإفريقي، جمال الدين محمد بن مكرم، لسان العرب، مادة زمم 12/274 دار صادر- بيروت بلا تاريخ. والفيروز أبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب، القاموس المحيط 4/126، فصل الزاي، باب الميم ،دار الفكر- بيروت سنة 1403هـ-1983م.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref29[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][29][/FONT][/FONT][FONT="] ) أبو معشر الطبري ، عبد الكريم بن عبد الصمد، ت478هـ ، التلخيص في القراءات الثمان، ص32. ط1 سنة 1412هـ-1992م دراسة وتحقيق: محمد حسن عقيل موسى، والموضح، 1/158،157 .[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref30([FONT="][FONT="][30][/FONT][/FONT] ) الترمذي، محمد بن عيسى بن سورة، ت297هـ، سنن الترمذي، 4/266 رقم الحديث 4016 و4020 وقال حديث حسن صحيح . وابن ماجة ، السنن ، 1/428 رقم الحديث 1347.[FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref31[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][31][/FONT][/FONT][FONT="] ) مسلم، صحيح مسلم 1/550،549، رقم الحديث 798، وسنن الترمذي، 4/244 رقم الحديث 3068.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref32[FONT="]([/FONT][FONT="][FONT="][32][/FONT][/FONT][FONT="] ) المرادي ، المفيد ، ص38[/FONT][FONT="][/FONT]