في مدارسة هذه الآية الكريمة من سورة الكهف نتطلع لفهم حقائق ذكرت في هذه الآية ونتلمس توجيهها سوية فنتسائل :
من المتنازعين في أهل الكهف ؟ وماهو الأمر الذي يتنازعونه بينهم ؟؟؟ ، ولماذا أشار الغالبين ببناء مسجد عليهم ولماذا أشار الآخرين ببناء بنيان عليهم ؟؟
بارك الله فيك اخي عدنان .. من المتنازعين في أهل الكهف ؟
هم اهل المدينة التي خرج منها فتية الكهف ، وهم سادة القوم . وماهو الأمر الذي يتنازعونه بينهم ؟؟؟ البناء او المسجد ولماذا أشار الغالبين ببناء مسجد عليهم ؟؟ هم المؤمنون منهم ولماذا أشار المغلوبين ببناء بنيان عليهم ؟؟ اشك في ضعف إيمان هؤلاء
لقولهم (ربهم ) ولم يقولوا (ربنا ) ،والبناء معرض لشتى الاهواء والاغراض، والمسجد لاغرض له الا العبادة (عبادة الله سبحانه وتعالى ) .
حياكم الله اخي عمر
أما القول بأن من أشار ببناء البنيان هم ضعفاء الإيمان للسبب الذي تفضلت به وهو قولهم [ربهم] فلا أراه كذلك فقد ورد في غير موضع مثل ذلك في القرآن الكريم ، يقول تعالى :
{ وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَٰكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ } [هود:29]
فهذا نوح يحاجج عن اتباعه فيقول ربهم .
فمالهدف من البناء والمسجد وكيف يكون بناة المسجد مؤمنين ؟
الصحيح ما اشرت إليه ، اخي عدنان ، ولادليل هنا يؤكد قلة ايمانهم بمفرده ( ربنا ) ، ولكن حدث التنازع بينهم ، ولكل فريق كانت له حجة ، فالمسجد لمقصد العبادة والاستغفار لإهل الكهف كما ورد في الحديث الصحيح لإبن عباس رضي الله عنهما هنا ، فماهو مقصد البناء ، هل لمقصد سد الذرائع ومن الغلو في امر فتية الكهف ، ولكن البناء في حد ذاته علامه واشاره لمكان وجودهم .
الآية دالة على العثور عليهم وبناء مسجد عليهم ، وما ورد في الرابط يدل على العثور على واحد منهم فقط والبقية عثر على كهفهم فقط ولم يشاهدهم أحد.
ثم أن القول بأن المسلمين اتخذوا على قبورهم مسجدا بدون انكار على هذا الفعل يقع سندا لقول القبوريين والمتصوفة بجواز التبرك بالقبور رجوعا الى هذا القول في حين أن النبي صلى الله عليه وسلم جرم هذا الفعل ونهى عنه ولعن من أتاه من اليهود والنصارى ، وهذا برأيي مرده الى الاضطراب في فهم حقيقة الآية لأننا إن أثبتنا ايمان اولئك القوم سوغنا فعلهم وان نفيناه خالفنا مضمون الآية !
اين ذكرت القبور في الايات السابقة حتى يستدل بها القبوريين ، فلا احد من المتنازعين يعلم ماحدث للفتية على وجه الدقه فقد دخل واحد منهم الكهف ولم يخرج عليهم مرة أخرى ، والمسجد في ظني كان منهم تبركا وتيمنا بالبقعة وليس لموت احد أو قبره .
وبالنسبة للاعثار فقد كان لفتية الكهف ، بمثابة الشاهد على طول المدة التي غابوا فيها عن القرية ، فالاعثار اخبرهم به من خرج لشراء الطعام فكانت فائدته لهم وليس لاهل القرية المتنازعين .
أولا القول بأنهم قبروا واتخذ فوق قبورهم مساجد قول المفسرين فمثلا يقول صاحب التحرير والتنوير رحمه الله :
وإنما رأوا أن يكون البناء مسجدا ليكون إكراما لهم ، ويدوم تعهد الناس كهفهم ، وقد كان اتخاذ المساجد على قبور الصالحين من سنة النصارى ، ونهى عنه النبيء صلى الله عليه وسلم كما في الحديث يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عائشة رضي الله عنها : ولولا ذلك لأبرز قبره ، أي لأبرز في المسجد النبوي ، ولم يجعل وراء جدار الحجرة .
واتخاذ المساجد على القبور ، والصلاة فيها منهي عنه ; لأن ذلك ذريعة إلى عبادة صاحب القبر أو شبيه بفعل من يعبدون صالحي ملتهم ، وإنما كانت الذريعة مخصوصة بالأموات ; لأن ما يعرض لأصحابهم من الأسف على فقدانهم يبعثهم على الإفراط فيما يحسبون أنه إكرام لهم بعد موتهم ، ثم يتناسى الأمر ، ويظن الناس أن ذلك لخاصية في ذلك الميت ، وكان بناء المساجد على القبور سنة لأهل النصرانية ، فإن كان شرعا لهم فقد نسخه الإسلام ، وإن كان بدعة منهم في دينهم فأجدر . أ.ه
أما الإعثار فقال رحمه الله فيه:
الظرف متعلق بـ أعثرنا ، أي أعثرنا عليهم حين تنازعوا أمرهم ، وصيغ ذلك بصيغة الظرفية ; للدلالة على اتصال التنازع في أمر أهل الكهف بالعثور عليهم بحيث تبادروا إلى الخوض في كرامة يجعلونها لهم ، وهذا إدماج لذكر نزاع جرى بين الذين اعتدوا عليهم في أمور شتى جمعها قوله تعالى " أمرهم " ، فضمير " يتنازعون " و " بينهم " عائدان إلى ما عاد الله ضمير " ليعلموا " .
ويعني رحمه الله أن التنازع كان حادثا قبل العثور عليهم تنازعا في موتهم بين نفيه واثباته
حديث ابن عباس رضى الله عنهما ، احب الي من غيره ، وهو مما لايقال بالراي ، فلا ذكر للقبور في الايات ولا في الحديث ، فاهل القرية لا علم لهم بما حدث للفتية ، فقد كان اخر عهدهم بهم دخول احدهم للكهف ولم يخرج اليهم احد ، وحتى نحن لانعلم ماحدث لهم بالضبط ، فعلمهم عند الله وحده سبحانه وتعالى .
وقوله تعالى ({ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) } (سورة الكهف 25) هل نسطيع من الاية ، ان نقول متى ماتوا ، او انهم ماتوا بالكهف ، كهذا بغير دليل .. لا اعلم ..
الإشكالات على مفاهيم الآية وأقوال المفسرين رحمهم الله
تشتمل المفاهيم الشائعة عن هذه الآية الكريم على عدد من الإشكالات الظاهرة والضمنية والتي وجدت في التفاسير ولوحظت من خلال استقراء قصة أهل الكهف ولعلنا نجملها هنا:
أولاً : القول بأن المتنازعين مسلمين وكفَّار وأنَّ الغالبين على أمرهم كفار ربما ينافي وعد الله لهم بأن يهيئ لهم من أمرهم رشداً (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) فعلى ذلك فقد انتهى بهم الأمر إلى البناء عليهم فأصبحوا مزار ضلال وشرك.
ثانياً : القول بأن الغالبين على أمرهم مسلمين فهذا أشد وأنكى، إذ كيف يعظَّم هؤلاء الفتية بفعل مخالفٍ لأصول العقيدة الإسلامية الصحيحة؟ خصوصاً إذا علمنا أن الحكم في هذه المسائل ثابت منذ خلق الأرض ومن عليها وليست مختصة بأتباع محمد صلى الله عليه وسلم فقد لعن عليه الصلاة والسلام النصارى واليهود عندما ارتكبوا هذا الفعل.
توجيه الآية الكريمة
قبل تفصيل التوجيه أرجح أن القوم المتنازعين في أمر أهل الكهف جميعهم مسلمين مؤمنين وليس فيهم أهل كفر لأن ذلك متسقٌ مع ما هيأه الله من أمر رشيد لعباده المؤمنين ولكنهم تنازعوا في أمر لا علاقة له بتعظيم مقامهم أو تكريمهم أو تقديسهم كما سيأتي ، ونقول تفصيلا في الآية:
وكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ: هيأنا السبب ليعثر أهل المدينة على أولئك الفتية بما كان منهم من إرسال احدهم بفضة مسكوكة من عهدهم البائد فعرفوا واستدل الناس عليهم والتقوا بهم ، وهنا وبهذا التعبير (أعثرنا) دليل كما قال أشار ابن عاشور أن اختفائهم كان معلوماً عند أهل المدينة تأسيساً على قوله (أعثرنا عليهم).
لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا: أي يعلم الفتية أن الله وقاهم من شر عدوهم وحقق وعده للعباد المؤمنين بإضفاء الحماية والحفظ لهم طيلة هذه السنين ، ذلك ابتداءً ، ثم يعرف المؤمنين من أهل المدينة الذين عثروا عليهم بذلك الوعد الحق من الله فيثبت الإيمان في قلوبهم.
إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ: أي أهل المدينة يتنازعون في أمر الفتية بعد موتهم ولا يلزم ان يكونوا فريقين فقد يكونوا أكثر من ذلك ولكن ما هو وجه الخلاف ؟
يتبين بوضوح أن الخلاف متعلق بجثامين أولئك الفتية ، ففي حين أفضى بعض القوم لدفنهم اعترض على الدفن آخرين فلم يتحققوا من أن موتتهم تلك لا قيامة بعدها حتى الساعة ، فخافوا أن يبعثهم الله قبل الساعة كما بعثهم فيكون دفنهم إذ ذاك خطأً فبقي فريقان متفقان على عدم جواز دفنهم خشية بعثهم مرة أخرى.
فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ: أي اجعلوا أجسادهم تحت سقف وابنوا بناءً أو اجعلوهم في كهفهم وابنوا على مدخله فإن بعثوا قبل قيام الساعة كان بعثهم متحققاً وربهم أعلم بهم (أي ربهم أعلم بموعد بعثهم) وهو أعلم إن كانت هذه موتتهم الكبرى أم سيقومون من موتتهم هذه كما قاموا بعد ثلاثمائة وتسع سنين.
قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا : أي يكونوا في بناء ضمن مسجد يختلف الناس إليه حتى لا يعبث أحدٌ بأجسادهم التي (لم تدفن) ولا يقصد أن يكون مسجداً على قبورهم لأنهم لم يدفنوا أصلا ولكن ضمن حرم مسجدٍ لكي لا يتجرأ أحد على أجسادهم بالسوء.
ولنا في كتاب الله مرجع في ذلك إذ يقول تعالى (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ) فلا يقصد ذات المقام لأنه لا يحتمل اتخاذه مكانا للصلاة بذاته ولكن ما يحيط به مما يلي الكعبة (الحجر) وفي أقوال الجمهور هو كل الحرم كما ورد في أقوال المفسرين رحمهم الله.
إذاً فخلاصة الأمرمما يظهر والله أعلم أن الله هيأ لهم من أمرهم رشداً وأعثر المؤمنين من أهل المدينة عليهم وحصلت العبرة لدى الفريقين فأهل الكهف اعتبروا من حالهم فتحققت ثقتهم بوعد الله وحفظه وحمايته وتهيئة الرشد والخير لأوليائه ، وأهل المدينة من المؤمنين تحقق لهم رؤية اهل الكهف والعثور عليهم بعد سنين طويلة تواتر الحديث عنهم ورأوا بأنفسهم كيف أن الله يحفظ المؤمنين الصادقين بحفظه.
ثم أنهم ما لبثوا أن ماتوا فاضطرب أهل المدينة هل يدفنونهم ويقبرون أجسادهم ؟ فاعترض ونازع في ذلك عدد منهم خشية أن يبعثهم الله ثانية فيكون دفنهم حائلاً دون تحقق ذلك ، فأشاروا أن يجعلون أجسادهم ضمن بناء يحميهم إن حدث وبعثهم الله لقوم آخرين ، وكان رأي الغالبين إما لسلطةٍ في أيديهم أو لغلبةٍ عدد أو وجاهة رأيهم ورجحانه أن يكون هذا البناء ضمن مسجد يختلف الناس إليه فتسلم أبدانهم من العبث ،واما دفنهم وقبرهم لم يرد ولا دليل عليه أصلاً.
وبهذا ندرأ الأقوال التي تنسب البناء على القبور أو اتخاذها مصلى أو الصلاة إليها فلم يرد أساساً ما يدل على دفنهم أو التبرك بهم حتى يتخذ أحدٌ هذه الآية ذريعة للتبرك بالقبور ، وبذلك الفهم أيضاً يدرأ التعارض مع الصحيح من الأحاديث الشريفة التي ينهى فيها صلى الله عليه وسلم عن البناء على القبور أو اتخاذها مساجد لعدم المجئ على ذلك في الآية أصلاً، والله أعلى وأعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
احسن الله اليك اخي عدنان
لقد أصبت حين قلت ان جميع المتنازعين مؤمنين
والدليل قول الذين غلبوا على أمرهم كلمة مسجد ....وأصبت حين ذكرت سبب تنازعهم ايدفنونهم فلعل الله يحييهم ثانية ام لا
ودليل اخر على ان من وجدوهم وعثروا عليهم مؤمنين قول الله تعالى ليعلموا ان وعد الله حق ويؤمنوا بالساعة .. معناها انهم تعلموا هذا الدرس والآية الإيمانية بدليل ومعجزة إلهية جليلة عجيبة
واسئلك هنا تشجيعا وتحفيزا مالفرق بين عثر ووجد وهل لاستعمال لفظة ( أعثرنا) من دلائل ومعاني؟؟ .. ولا اعلم اجابة فهذا سؤال استفهامي بحق
بارك الله فيكم
حياكم الله أخي اورهان
أولا الفرق بين (وجد) (عثر) (أعثر) وجد الشيء: حصل عليه ولا يلزم أن يسبق الإيجاد وحصول الشيء بحث وطلب ، فقد يكون ذلك فجأة كأن يسير رجل في طريق فيجد ضالة أو مفقوداً أو يفجأ بوجود عدو أو يجد لقطة ثمينة ونحو ذلك بلا افراغ الجهد في طلب ذلك الشيء الموجود يقول تعالى (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا) (آل عمران 37) فهو عليه السلام فوجيء بالرزق ولم يسبقه طلب أو بحث ، وقوله تعالى:( وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ) (القصص 23) كذلك في قصة موسى فهو لم يعثر على الأمة بعد طلب او المرأتين بل وجدهما أي حصل عليه بدون طلب يسبقه . أما العثور على الشيء فهو ما يسبقه جهد وطلب وبحث ونصب حتى حصوله ودليل ذلك في كتاب الله تعالى في سورة المائدة في تزكية الشهداء إذ يقول تعالى ( فَإِنْ عُثِرَ عَلَىٰ أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ) (107) المائدة
فحال الشهداء يستلزم البحث والطلب التقصي عن استحقاقهما الإثم (الخيانة والكتمان والكذب) من عدمه لتزكية الشهداء ، وهنا فائدة فقهية عظيمة على هامش ما نبحث فيه بدلالة المفردة القرآنية الدقيقة التي يتبع ايرادها هنا وجوب البحث والتقصي عن حال الشهداء وصدق أيمانهم من كذبها.
ولقوله تعالى (أعثرنا) دلالة عظيمة بلا شك تتجاوز ما لو قيل (عثروا) فالدلالة أنهم جدوا في طلب معرفة أمر أولئك الفتية ولكنهم لم يعثروا على شيء حتى أعثر الله عليهم بأن هيأ لهم أسباباً أوصلتهم للعثور عليهم وكشف أمرهم ولولا ما قَدَّرَهُ الله من إفاقتهم وذهابهم للقرية لما تحقق العثور ، فكان تحققه بفعل خارج عن طلبهم إستثناه الله فجعل من تحقيقه تعريفاً لأهل القرية بحال أهل الكهف ، والدلالة الهامة الناتجة عن وجود هذه المفردة هو كما اسلفت في الرد الأسبق أن حال أهل الكهف واختفائهم معلوم لدى أهل القرية كالأسطورة يتناقلونها جيلا بعد جيل حتى تحقق العثور عليهم ولا شك أن ذلك اوقع من دعوى مجردة من واقعة سابقة او قصة متوارثة ، وإيجادهم يكون بذلك حدث عظيم لا يداني وقوعه لمن لم يسبق له السماع بقصتهم.
والله أعلم
السلام عليكم احسنتم وها انا أثقل عليكم بسؤال قد فكرت فيه للتو وإنما المدارسة والفوائد تخرج من المدارسة ولا تسيء الظن بأسئلتي فالقصد خير
ما دلالة استعمال مسجد وهل المساجد كانت مألوفة برايك في تلك الأزمان وهل يسجد اليهود وهل يسجد النصارى
صحيح اننا نؤمن بان الملائكة سجدت لآدم .. لكن كعلم تاريخي موضوعي لاهوتي هل في دين اليهود او النصارى ما تبقى من السجود شيء ام اختفى منهم
انا اظن ان اليهود كانت تسجد بوضع الرأس على الارض لكنها اندرست او تغيرت ولكن غير متأكد ويستدعي ذلك بحثا
الأخ الكريم أورهان أولا فلا مجال لإساءة الظن البتة وأنا لست بأهلٍ للسؤال ولكن من باب النقاش والأخذ والرد لعل الله يجري الحق بما نكتب ، وصحيٌ جداً أن يتداخل الإخوة لعل أذهاننا تنفتق عن مفاهيم جديدة ونتائج وجيهة. ثانياً فقبل الحديث عن مفهوم المسجد أودّ أن أؤكد - على ما نتفق عليه جميعاً- بأن دين محمد صلى الله عليه وسلم ليس بدين جديد بل هو دين الله الذي يتعبد به منذ خلق البشر إلى اليوم ، وطالت التحريفات وتسمية الأشياء بغير اسمها طالت معالم تلك الأديان القديمة ولكنها امتداد لدين واحد ، فدين آدم ونوح وهود وصالح وكافة الأنبياء حتى محمد صلى الله عليه وسلم كان الإسلام ، فيقول تعالى :
وما يتبع هذه التسمية من عبادات ورموز كالصلوات والذبح والحج والسجود والركوع والدعاء والذكر كلها موجودة في كل دين وشريعة اختلفت قليلا تبعاً لثقل الفرض على قوم دون آخرين فكانت الصلوات لدى اليهود مثلاً مطابقة لصلاة المسلمين اليوم ماعدا بعد التغييرات الطفيفة وثقلها وعدد الفروض ثم اتى الاسلام فخفف تلك الشرائع الثقيلة يقول تعالى:
وإذا علمنا أن وجود البيت الحرام كان منذ نزول آدم على هذه الأرض كفانا ذلك مؤونة تتبع المساجد بعد ذلك الوقت وحتى يومنا الحاضر ، فالتسميات التي تتبع دور العبادة التي يسجد فيها لله (مسجد ، صومعة ، بيت الله ) واخذت تسميات مختلفة أخرى تتبع لغة القوم الذين كانوا يرتادون تلك المساجد . اليهود الارثودوكس لا زالوا يمارسون صلاتهم الشبيهة جدا بصلاتنا ولعلي اعرض هذا الفيديو لصلاة اليهود لننظر كيف أنها عبارة عن ذكر وركوع وسجود :
وإذا علمنا أن المسيح عليه السلام إنما هو متبع لشريعة موسى عليه السلام نعلم كيف أن تلك الصلاة مفروضة باسمها وحركاتها وركوعها وسجودها على النصارى أيضاً ولكن بكل تأكيد دخل على دين النصارى واليهود ما دخل من ضلال ووثنية غيرت في اصل الصلاة الحقيقية التي فرضها الله جل وعلا على المسلمين آنذاك.
ولعلنا نتذكر كيف كان موسى عليه السلام يرد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليلتمس التخفيف من ربه جل وعلا في مسالة الصلاة حتى اصبحت خمس صلوات في اليوم والليلة ، فموسى عليه السلام ما كان يتحدث عما لا يعلم بل كانت هي ذات الصلاة المفروضة على المسلمين إلا أنها عند اليهود أثقل واكثر وبقيود اشد مما افترضه الله على أتباع محمد صلى الله عليه وسلم.
والله اعلم.