مختصر أصول تدبر القرآن الكريم للدكتور عبدالمحسن المطيري

سعد تركي

New member
إنضم
15 نوفمبر 2011
المشاركات
16
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
الرياض
هذا مجمل ما قيّده القلم مما ذكره د. عبدالمحسن بن زبن المطيري (الأستاذ المساعد بجامعة الكويت) من قواعد وأصول تدبر القرآن الكريم في محاضرته القيمة التي ألقاها بديوانية الأستاذ عبدالله الشدي برعاية مركز تفسير للدراسات القرآنية.. سائلا المولى عزوجل أن ينفع به الإخوة والأخوات في الملتقى.
أصول تدبر القرآ
ن الكريم
[/COLOR]
1- الأصل الأول: مقصد السورة:
ويمكن معرفة مقصد السورة من خلال معرفة خمسة أمور:
أ‌. سبب نزول السورة، ومثاله:سورة آل عمران، وقد ذكر العلماء أنها سورة الرد على النصارى، واستخلصوا ذلك من سبب نزول السورة؛ فإنها نزلت في وفد نجران وكانوا نصارى.
ب‌. اسم السورة: ومثاله سورة الشرح، ويسميها العلماء سورة أسباب شرح الصدور، وقد استملت على عشرة أسباب للسعادة لمن تدبرها.
ت‌. مطلع السورة: ومثاله سورة مريم ، وهي سورة الرحمة، أخذا من مطلعها:(ذكر رحمة ربك عبده زكريا)
ث‌. كلمة مكررة في السورة: ومثاله سورة البقرة، وقد تكررت فيها لفظة التقوى، مما يجعل من أعظم مقاصدها الأمر بالتقوى والترغيب فيه والحض عليه.
ج‌. خاتمة السورة: ومثاله سورة الصف، سورة العزِّة لدين الله، وقد دلَّ على ذلك خاتمة السورة: (فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن انصار الله)
2- الأصل الثاني: دلالات الألفاظ: وتقسم إلى:
- دلالة المنطوق، وتقسم إلى:
أ‌. دلالة مطابقة، وهو دلالة النص على كلِّ معناه.
ب‌. دلالة تضمن، وهو دلالة النص على بعض معناه.
ومثاله: أسماء الله تعالى تدلُّ على أمرين: الذات والصفة، كاسم (العزيز) مثلا، فإن العزيز هو الله وهو صاحب العزة، فإن استفدت من الاسم الأمرين فهو مطابقة، وإن استفدت أمرا واحدا فقط فهو تضمن.
ومن أمثلة دلالة التضمن من القرآن الكريم ماذكره ابن القيم في قوله تعالى: (كلا إن الإنسان ليطغى) أن من العلم ما يكون طغيانا إذا حمل صاحبه على الظلم والتعدي واحتقار الخلق .. ورد الحق!
- دلالة المفهوم، وتقسم إلى:
أ‌. مفهوم موافقة، ويسميه العلماء بدلالة الأولى.
ب‌. مفهوم مخالفة، وهو دلالة اللفظ على عكس معناه.
مثال مفهوم الموافقة:
- قوله تعالى عن الوالدين: (ولا تقل لهما أفٍّ) فالنهي عن السب والشتم والضرب من باب أولى.
- قوله تعالى: (وشاورهم في الأمر) إذا كان النبي _صلى الله عليه وسلم_ مأمورا بمشاورة أصحابه وهو المؤيد بالوحي فغيره من باب أولى.
- قوله تعالى: (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) قال الدكتور بكر أبو زيد رحمه الله: إذا كان هذا النهي - بنص القرآن - عن مجرد التمني، فكيف بمن ينكر الفوارق الشرعية بين الرجل والمرأة!
- قوله تعالى: (ولا تأتوا السفهاء أموالكم) قال ابن القيم: إذا كان هذا أمرا بحفظ المال؛ فحفظ العلم ممن يفسده ويضره أولى!
- قوله تعالى: (ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك) إذا كان الفض والغلظة ينفران الناس عن النبي لو كان كذلك فمن دونه لو كان فضا أولى بأن ينفر الناس عنه!
- قوله تعالى: (والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين) إذا كان هذا قول الخليل فمن بعده من المؤمنين أحرى أن يكونوا أشد خوفا وطلبا للاستغفار!
- قوله تعالى: (يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت) إذا كانت المرضعة وهي أشد حالات التعلق بالولد قد ذهلت عن رضيعها فمن سواها أولى بأن يذهل!
- قوله تعالى: (يوما يجعل الولدان شيبا) إذا كان هذا حال الولدان _ولم يجر عليهم قلم التكليف_ من هول ذلك اليوم فكيف بأصحاب الذنوب والخطايا!
- قوله تعالى: (إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا) قال ابن القيم: هذا وصف الخدم، فما ظنك بالمخدومين!
مثال مفهوم المخالفة:
- الدلالة على صلاة الجنازة على المؤمنين من نهيه تعالى عن الصلاة على الكافرين في قوله: (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره) فالنهي عن الصلاة على الكافر دليل على جوازه على المؤمن.
- قوله تعالى عن الكفار: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) استدل بها الإمام الشافعي على جواز رؤية المؤمن لله تعالى بعد حجب الكافر عنه.
- قوله تعالى: (والله لايهدي القوم الظالمين) قال الشيخ ابن عثيمين : من أخذ بالعدل كان حريا بالهداية؛ فإذا كان لا يهدي الظالمين لظلمهم فإنه يهدي العادلين لعدلهم.
- قوله تعالى: (ولا تقربوا الزنى) دليل على الأمر بالعفة.. وهكذا جميع النواهي في القرآن تدل على الأمر بضدها.
- دلالة الاقتضاء، ويقسم إلى:
أ‌. دلالة الإشارة
ب‌. دلالة الالتزام
والفرق بينهما: أن الإشارة في النص لفظةٌ تدل عليه لكن لم يسق النص من أجل ذلك، والالتزام لا يوجد في النص ما يدل عليه لكنه يلزم منه.
مثال دلالة الإشارة:
- قوله تعالى: (وإذ غدوت من أهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال) فيه إشارة إلى فضل البكور والمبادرة إلى العمل أخذا من قوله(غدوت)
- قوله تعالى: (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا) فيه إشارة إلى أن لزوم المحاريب من أعظم أسباب انفتاح الرزق.
- قوله تعالى: (إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) قال الشيخ السعدي رحمه الله: من أعظم حواجب الرحمة عدم القيام بحقوق المؤمنين.
- قوله تعالى: (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما) وفيه إشارة إلى أنه يشرع للخطيب أن يقوم في الخطبة.
- قوله تعالى: (لا تخرجوهن من بيوتهن) قال الشيخ بكر أبو زيد: إضافة البيوت إلى المرأة فيه دلالة على قرار المرأة في بيتها، وأهمية إعطائها مزيدا من الرأي في إدارة أمور البيت وشؤونه.
- قوله تعالى عن إبليس: (فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين) فيه إشارة إلى إخراج وطرد المتكبرين..
- قول شيخ الإسلام ابن تيمية: إذا سمى الله أو رسوله الشيء بأحد أوصافه فهو إشارة إلى أنه ركن فيه. كقوله صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة) والوقوف بعرفة فرض الحج الأعظم.
مثال دلالة الالتزام:
- قوله تعالى: (تب يدا أبي لهب وتب .. وامرأته حمالة الحطب) استدل به الإمام الشافعي على صحة أنكحة الكفار؛ لأن صحة النسبة فرع صحة العقد.
- قوله تعالى: (إنا نراك من المحسنين) فيه إشارة إلى ظهور سمت الصالحين وصلاحهم ومحبة الناس لهم.
- قوله تعالى عن قيل يوسف: (وقد أحسن بي ربي إذ أخرجني من السجن) لم يذكر محنته الكبرى معه إخوته من رميه في الجب ومحاولة قتله وإبعاده عن أبيه إشارة إلى كمال أخلاقه حتى لا يحرج إخوته بعد عفوه عنهم.
- قوله تعالى: (فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) فيه دليل على جواز اتخاذ الزاد في السفر.
- قوله تعالى:( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا) الرطب إنما يكون جنيا في الصيف؛ ففيه إشارة إلى زمن ولادة المسيح وهو الصيف، والرد على النصارى الذين يحتفلون بمولد المسيح أول السنة الميلادية التي تكون في عز الشتاء.
- قوله تعالى عن قيل الرجل الصالح: (قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين) فيه إشارة إلى اشتراط الولي في النكاح، وجواز أن يخطب الرجل لابنته، وجواز التخيير في العقد، وجواز أن يكون المهر عملا، ووجود الحج في السابق، وصلاح الرجل لأنه يحسب السنة بعبادته الحج، وتعليق الأشياء بالمشيئة، وعد تزكية النفس..
- قوله تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم) فيه إشارة إلى تعلم اللغة.
3- الأصل الثالث: المناسبات:
وأُطلق عليها "الدلالات المتجاورة" وهي خمسة أنواع:
أ‌. النوع الأول: علاقة الآية بخاتمتها، مثاله:
- قوله تعالى: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ).ختم بهذين الاسمين ترهيبا للرجال لئلا يعتدوا على النساء بعد حصول الطاعة منهن.
- قوله تعالى: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ومشهور قصة الأعرابي الذي سمع قارئا ختم هذه الآية بقوله: (وهو الغفور الرحيم) فأنكر عليه قائلا: لو غفر ورحم لما قطع لكن عزِّ وحكم فقطع! وهو مأخوذ من علاقة الآية بخاتمتها.
- قوله تعالى: (يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن) فإذا كان كل يوم هو في شأن؛ فاجمعوا قلوبكم لدعائه وتعرضوا لرحمته كل حين..
- قوله تعالى: (فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ذكر السيوطي أن قارئاً ختم بقوله {غَفُورٌ رَّحِيمٌ} فسمعه أعرابي فأنكره، وقال: الحكيم لا يذكر الغفران عند الزلل؛ لأنه اغترارٌ به.
- قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) ختم بهذين الاسمين لمناسبتهما للإغاثة؛ لأن الولي يحسن إلى مواليه، والحميد يعطي ما يحمد عليه.
- قوله تعالى: (واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم اليه تحشرون) ختم بذكر الحشر في أوقات الحج؛ ليذكروا المحشر الأكبر في المحشر الأصغر.
- قوله تعالى: (إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ختم بهذين الاسمين؛ لأن المقام مقام غضب وانتقام ممن اتخذ مع الله إلها آخر فناسب ذكر الحكمة والعزة. وهناك توجيه آخر: أن غفرانه سبحانه عن عزة وحكمة وليس عن ضعف وخور.
- قوله تعالى: (ثم استوى على العرش الرحمن) قرن الاستواء على العرش باسم الرحمن ؛ لأن العرش محيط بالمخلوقات وقد وسعها والرحمة محيطة بالخلق واسعة لهم علي اختلاف أنواعهم؛ فاستوى على أوسع المخلوقات، بأوسع الصفات.
ب‌. النوع الثاني: علاقة الآية بالتي تليها، مثاله:
- قوله تعالى: (الحمد لله ربِّ العالمين) لما كان اتصافه برب العالمين ترهيبا قرنه بقوله (الرحمن الرحيم) للترغيب.
- قوله تعالى: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) مناسبة قرن العبادة بالرزق؛ لبيان أن الرازق هو الذي يستحق العبادة.
- قوله تعالى: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) إيذانٌ بأن الإيمان بالبعث يبعث على الأعمال الصالحة والإحسان إلى الضعفاء، وأن عدم الإيمان بالبعث هو الذي يبعث على جحود الحقوق وعدم الإحسان إلى الضعفاء وظلمهم.
- قوله تعالى: (إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وأنحر) دليل على وجوب الشكر بالعبادة لله تعالى عند حصول النعم.
- قوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً (105) وَاسْتَغْفِرِ اللّهَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً) فائدة الاستغفار بعد ذكر الحكم بين الناس؛ لمزيد شرح الصدر وإلهام الصواب والتسديد والفتح من الله في الحكم والقضاء والفتوى.
ت‌. النوع الثالث: علاقة السورة بالتي تليها، ومثاله:
- قوله تعالى في فاتحة الكتاب: (اهدنا الصراط المستقيم) ثم قال في أول السورة التي تليها: (ذلك الكتاب) فكأنه يقول: إذا أردت الصراط المستقيم فهذا هو الكتاب.
- قوله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق) والسورة التي تليها (إنا أنزلناه في ليلة القدر) فهناك علاقة بينهما.
ث‌. النوع الرابع: علاقة القسم بالمقسم به، مثاله:
- قوله تعالى: (والنجم إذا هوى ما ضلَّ صاحبكم وما غوى) العلاقة بين النجم والنبي _صلى الله عليه وسلم_ ثلاثة أمور: الارتفاع، والهداية، والإضاءة.
- قوله تعالى: (والعاديات ضبحا.... إن الإنسان لربه لكنود) أقسم بالخيل التي تفدي صاحبها بنفسها لقاء طعامها وشرابها وأن الإنسان مع ما أغدق الله عليه من النعم التي لاتحصى لربه لكنود!
- قوله تعالى: (يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين) أقسم بالرسالة على المرسل لبيان صدق الرسالة.
ج‌. النوع الخامس: أسرار الترتيب، مثاله:
- قوله تعالى: (وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) ذكر الطواف وهو خاص بالبيت، ثم الاعتكاف هو أعم بالمساجد الثلاثة، ثم ذكر الركع السجود العام في كل مسجد ومكان.. فبدأ بالأخص فالأعم.
- قوله تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً)
تقديم صدق الوعد على الرسالة دلالة على فضله.
- قوله تعالى: (فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) قدم الظالم لنفسه لئلا ييئس من رحمة الله، وأخَّر السابق بالخيرات لئلا يعجب بعمله.
رابعا: قواعد متفرقة:
1- الجمع بين آيتين للدلالة على معنى ثالث، مثاله:
- قوله تعالى: (فلما رأينه أكبرنه) مع قوله: (فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين) يدل على إن النساء يعجبهن حسن المنظر وأما الرجال فجمال المنطق والمخبر.
- قوله تعالى: (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى) مع قوله: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ) يدلُّ على أن جميع الصحابة من أهل الجنة. قاله ابن حزم.
- قوله تعالى: (وحمله وفصاله ثلاثون شهراً) مع قوله تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) يدل على أن أقل مدة الحمل ستة أشهر، فإذا كان مجموع الحمل والإرضاع ثلاثين شهراً وكانت مدة الرضاع منه سنتين كان الباقي في المدة وهو ستة أشهر متعينًا للحمل.
- قوله تعالى: (وسيجنبها الأتقى) مع قوله تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) يدل على أن أفضل هذه الأمة وأكرمها على الله بعد نبيها هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
- قوله تعالى: (قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي) مع قوله تعالى: (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) يدل على أن اللحية من سنن الأنبياء.
- قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) مع قوله تعالى: (ذلك لمن خشي ربه) يدل على أن خير البرية هم العلماء؛ لأنهم يخشون الله.
2- الفرق بين الآيات المتشابهات، مثاله:
- قوله تعالى: (رب اجعل هذا بلدا آمنا) مع قوله تعالى: (رب اجعل هذا البلد آمنا) والفرق بين الآيتين: أنهما دعاءان مختلفان؛ فالأول كان بمكة قبل أن تكون بلدا والثانية بعد عمارتها.
- قوله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) مع قوله تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً) والفرق بينهما: في الآية الأولى قال: "من إملاق"أي أنكم الآن في حالة فقر متحققة، ومع ذلك لا تقتلوا أولادكم، فإن الله عز وجل سوف يرزقكم أنتم لرفع حالة الفقر الموجودة فعلاً ، ويرزق معكم الأولاد: "وإياهم"..
وفي الآية الثانية قال: "خشية إملاق"..أي خوفاً من الفقر مستقبلاً عندما ترزقون بالأولاد.. أي أنكم الآن لستم في فقر، وإنما تخافون الفقر مستقبلاً.. فطمأنكم الله عز وجل أنه سيتكفل برزق هذا الذي سيأتي مستقبلاً وهو الولد ، وسيرزقكم معه إن شاء الله..
- (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم) مع قوله تعالى: (يريدون أن يطفئوا نور الله) والفرق بينهما: أن الأولى في الكفار والثانية في المنافقين، فالكفار فعلهم للإطفاء مباشر؛ لذا جاء باللام لتحقيق مباشرتهم لإطفاء نور الله بخلاف المنافقين فإنهم يريدون فعلا يؤدي إلى الإطفاء.
- قوله تعالى: ( وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ) مع قوله تعالى: (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ) والفرق بينهما: أنهما نفسان اثنتان، نفس أولى ونفس ثانية، النفس الأولى هي الجازية والنفس الثانية هي المجزي عنها، ومادام هناك نفسان فالمعنى أنه سيأتي إنسان صالح في يوم القيامة ويقول يا رب أنا سأجزي عن فلان أو أغني عن فلان أو أقضي حق فلان، النفس الأولى أي النفس الجازية تحاول أن تتحمل عن النفس المجزي عنها.
والحمد لله ربِّ العالمين..
 
عودة
أعلى