محاضرة(المجاز في اللغة والقرآن) لـلدكتور عبدالمحسن بن عبدالعزيز العسكر صوتاً ونصاً .

الأخ الفاضل / د.عبد الرحمن الشهري وفقك الله
هل يمكن أن نجعل قاعدة في منع المجاز في الصفات الإلهية :(القول بالمجاز فرع عن العلم بالكيفية ) فأقول :"محمد أسد" مجاز؛ لأني أعلم كيفية الأسد ،أما صفات الله عزوجل فلا يمكن أن أعرف كيفيتها فلا يصحّ حملها على المجاز.
 
أهني الدكتور عبد الرحمن الشهري صاحب الخلق الفاضل والعالم المتواضع في زمن أصبح حرف الدال رمزا للكبر إلا من رحم الله ... بعيد الأضحى المبارك ...
وأهنئ أعضاء المنتدى المبارك أيضا بعيد الأضحى وكل عام وأنتم بخير

بالنسبة للمحاضرة ناقصة ؟؟ لأن بعدها ولكن نحن ....
 
وقرر وقوع المجاز في اللغة والقرآن وأن الجماهير على هذا ،وأن نفي المجاز متعذر ، بل إثباته ضرورة .. وناقش مسألة صفات الله وكيف يرد على المعطلة في ذلك ، وأطال في موقف شيخ الإسلام من المجاز.
وقد طلب الدكتور بدر البدر من الشيخ الإذن في تفريغها وطباعتها.
ونحن في انتظار إنزال مادة اللقاء في الملتقى

جزاكم الله خيرا.

كنت قد طرحت موضوعاً بعنوان "ملاحظة لغوية نفسية قد تعزز موقف من يُقسِّم إلى حقيقة ومجاز" ، قررت فيه هذه القضية وبينت صعوبة الفكاك من وجود المجاز كظاهرة لغوية متأصلة في الخطاب البشري. وقد دارت مساجلات ومدارسات على هذا الرابط:


http://majles.alukah.net/showthread.php?p=128453&highlight=%C7%E1%E3%CC%C7%D2#post128453

كما أن الموضوع موجود على صفحات هذا المنتدى ولكن لم يعلق عليه أحد بما يثري.
 

شكر لله للدكتور العسكر وللأخ المحترم الأستاذ حسين وللدكتور عبد الرحمن وللأفاضل المعلقين قبلي ، ولأستاذنا الأستاذ الدكتور إبراهيم عبد الرحمن خليفة محاضرة مماثلة لمحاضرة الدكتور العسكر ألقاها ـ على ما أظن ـ في الرياض أثبت عين ما أثبته الدكتور ـ حفظه الله ـ ولكنه قامت عليه الدنيا بخيلها ورجلها و........ وإني إذ أحيي من كل قلبي الدكتور عبد المحسن على ما بذله وما أثبته ، إذ توسط واعتدل وأتى بالحق الحقيق بالاتباع ، والذي لا ينكره إلا من لم يتضلع من العربية العرباء ، ومن تنكر عينه ضوء الشمس ، وكل من اهتدى بهدي ما سطره الدكتور العسكر هو في ميزان حسناته ـ إن شاء الله تعالى ـ .
أسأل الله أن يرينا الحق حقا وأن يرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا وأن يرزقنا اجتنابه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
 
جزاكم الله خيرا على تفريغ المحاضرة. وقد استفدت كثيرا من محتواها عموما.

غير أن عبارة جميلة استوقفتني أكثر، وبقيَت تدور في ذهني أياما طويلة، فرغبت في كتابتها هنا، لعلها تستثير آخرين:

(( إن الأقلام المختلفة إذا تعاورت على باب من أبواب العلم، فلا شك أنها تزيده وضوحا وجلاء، وتكسب الموضوع عمقا )).

ورغم علمي بهذه الفكرة واستعمالي الكثير لها بالفرنسية، غير أنني اطلعت عليها بالعربية هنا لأول مرة. ولعل ما جلبني فيها أكثر هو فعل (تعاور) الذي لم أكن أعرفه سابقا. فبحثت عن معناه ووجدت أنه مرادف لفعل (تداول).

وأما صلب الفكرة، فهو ما أدعو إليه من ضرورة الانفتاح على التخصصات الأخرى للاستفادة من خبراتها، لأن النظر إلى أي موضوع متشعب من زاوية نظر واحدة لا يمكن إلا أن تؤدي إلى نظرة قاصرة غير كاملة. ولا يكتمل الإلمام به إلا بالمزاوجة بين زوايا النظر المتعددة.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت الملف المرفق بصيغة بي دي أف الذي أرفقه الدكتور الشهري وفقه الله .
وأحب ابتداء أن أشكر الجمعية على جهودها، ومنها هذه المحاضرة، كما أشكر الشيخ العسكر على ما بذله وقدمه ، وأشكر من فرغ المحاضرة.
وإن كان يجمل بالجمعية أن تحدد المحاور التي يراد من المتحدث التطرق لها، ولا يكفي ـ في نظري ـ أن يترك الموضوع للمتحدث بعمومه كما حدث في هذه المحاضرة .
فالمحاضرة تركت أهم الجوانب التي ينبغي الحديث عنها خصوصا لمن لم يكن متخصصا (والدعوة عامة).
فالشيخ وفقه الله لم يبين موقف المنكرين للمجاز إلا بحكايته أنهم أنكروه !
لكن:

1- ماذا يسمون هذه الأسلوب وما موقفهم من هذه النصوص ؟
2- ما هي أدلتهم في رده ؟
3- الرد على أهم أدلتهم .
فهذا هو أهم ما يتحدث به في هذا المقام.
أما أنه استعمله فلان وفلان، ولم تصح نسبته إلى فلان... إلخ
فهذه مع أهميتها إلا أنها ليست بأولى من ما ذكرت، إذ الأهمية الكبرى في تقرير ثبوته والرد على من أنكره.
حتى قرأت هنا أنه لا ينكره إلا من لم يتضلع من العربية العرباء ، ومن تنكر عينه ضوء الشمس !
وهذا الغلو في نظري من نتائج عدم عرض أدلتهم، مع أن ابن القيم أبطل المجاز في الصواعق من اكثر من خمسين وجها ...
المراد أن من أنكره لكلامه وجاهة، وله أدلة كان ينبغي أن تظهر ويرد عليها بعلم .
أما القواعد في الرد على المعطلة إلخ ، فليست من شأن المحاضرة، فلو أحال عليها لكفى، مع أنه أمر معروف مقرر في كتب العقائد، بل بعضه في كتب الأصول أيضا، وقد قرره من أنكر المجاز، كشيخ الإسلام وابن القيم وابن عثيمين أيضا قرر هذه القواعد في كتبه كالقواعد المثلى مع ترجيحه لنفي المجاز في كتابه أصول الفقه.

وأما الفتوى المنقولة عن القاسمي فنسبة ثبوتها إلى شيخ الإسلام ضعيفة؛ إذ الأسلوب من أضعف القرائن في هذا الباب،والقاسمي معاصر، وفي الفتوى ما يخالف ما قرره هذا العالم ونافح عنه، ومخالف لما نقل عنه، وفيما أحال إليه الأخ أبو فهر من الرابط كفاية في بيان عوارها .

وأرجو أن يقتصد طلاب الشيخ وأبناؤه وبقية الإخوة في المدح ويحرصوا على أن يقدموا للموضوع ما ينضجه، فهذا خير ما يقدم للشيخ وللعلم .
والله أعلم .
 
غير أن عبارة جميلة استوقفتني أكثر، وبقيَت تدور في ذهني أياما طويلة، فرغبت في كتابتها هنا، لعلها تستثير آخرين:
(( إن الأقلام المختلفة إذا تعاورت على باب من أبواب العلم، فلا شك أنها تزيده وضوحا وجلاء، وتكسب الموضوع عمقا )).
.
هذه ليست مضطردة بل ربما كان تعاور الأقلام مشتتا للفكرة ومخللا لها، ومن المثلة الحية في ذهني ما فعله الأصوليون في مبحث السنة وتأثير ذلك وغزوه لكتب المصطلح حتى أمتلأت كتب المصطلح بكلام الرازي وأبي المعالي الجويني والغزالي مع أنهم من أجهل أهل العلم بالحديث، وقد أفسدت بعض أقوال الأصوليون باب الصناعة الحديثية وخربت قواعدها حتى صححت الموضوعات والمنكرات وردت الأحاديث الصحيحة .
 
أشكر أخي الكريم عبدالله راشد وفقه الله على تعليقه . وأود افشارة إلى أن الحضور كانوا من الخاصة ، والقراء هنا كذلك . ونقصد بكونها عامةً أنها غير مختصة بأعضاء الجمعية . ومثل هذه المحاضرات واللقاءات لا يحضرها إلا راغب .
وأما عدم تطرق المحاضر لموقف المنكرين للمجاز ، فلم يكن في الحُسبان أن يغفله الدكتور عبدالمحسن ، وكنت - مثلك - أتوقع منه أن يعرضه ويعرض أدلته ، ويجيب عنها واحداً واحداً ، ولذلك حاولتُ والزملاء في التعقيبات أن نشير إلى بعضها لعل الدكتور عبدالمحسن يجيب عنها لتكتمل الصورة ، ولكن الوقت لم يكن من السعة بحيث يستوعب كل التفاصيل . غير أنَّ ما ذكره الدكتور عبدالمحسن في حقيقة الأمر مركزاً على مسائل دقيقة تُعدُّ مؤثرةً في بيان وجه الصواب في المسألة ، والمنكرون أدلتهم معروفة في كتبهم ، ومعظم الذين يتعرضون للمسألة في الدروس العلمية ولا سيما في تدريس العقيدة يستطردون في الاستدلال لرد المجاز ، فأدلة المنكرين عند الحضور معروفة ومشهورة ، ولكن الذين كنا ننتظره من المحاضر هو ما ذكره في درسه .
وأما القواعد التي ذكرها في الرد على من يستغل المجاز في تأويل الصفات ، فقد ذكرها ابن عثيمين كما تفضلتم ، ولكنه لم يذكرها على أنها مانعةٌ من منع المجاز ، وإنما ذكرها على سبيل العموم في باب الأسماء والصفات . وليست بهذا التفصيل الذي ذكره الدكتور عبدالمحسن على ما أذكره الآن على الأقل . ولعلك لو تكرمت وأحسنت إلينا بمراجعة كتاب (القواعد المثلى) وتحققت من ذلك لكان فيه فائدة للجميع .

وأما نفي فتوى القاسمي التي نسبها لابن تيمية ، فقد أشار المحاضر إلى أنه عرضها على عدد من العلماء ووافقوه على نسبتها لابن تيمية على الأقل من حيث أسلوبها، مع إنه كما تفضلتم غير كافٍ في نسبتها ، لكن التشكيك في نسبتها لابن تيمية لمجرد انفراد القاسمي بنسبتها له أيضاً فيه إشكال حيث إن كثيراً من كتب ورسائل ابن تيمية عُرفت ونشرت عن طريق جمال الدين القاسمي وطبقته من علماء سوريا وغيرهم . فكيف نثق بها إذن ؟
وسواء صحت هذه الفتوى أم لم تصح فليست الفيصل في الموضوع ، ومسألة المجاز ليست متعلقة بشخصيات المنكرين أو المثبتين ، وإنما هي مسألة علمية منهجية تتعلق باللغات عموماً لا بالعربية خصوصاً ، والبحث فيها له تفاصيل وأسرار كثيرة ليس هذا مكانها، ومناقشة القضية على أنها انتصار لفريق على فريق ليست مما يعين على فهم حقيقة الأمر والوصول فيه إلى بينة .
لكن بحسب هذه المحاضرة - برأيي المتواضع - أنها أثارت هذه القضية بين طلبة العلم والدارسين ، ومحاولة إعادة النظر في استدلالات الفريقين طلباً لفهم أعمق للمسألة وهذا ما أظن المحاضرة حققته إن شاء الله .
وأما تحديد عناصر المحاضرة للمحاضرين من قبل الجمعية فلا أراه مناسباًً حيث إن الجمعية تقصد من وراء هذا اللقاء الاجتماع للاعضاء واللقاء فيما بينهم لتجديد العهد واتصاله ، ثم يأتي الموضوع المطروح ليكون ميداناً للنقاش بين المتخصصين ، والعادة في اللقاء أن ينتقى الموضوع والضيف بعناية ويكون خاصاً بالأعضاء ، غير أن الراغبين في المشاركة من الزملاء هنا في الملتقى يحضرون طلباً للفائدة ، والجمعية تسعد بهم وتقدر لهم ذلك . ثم يأتي بعد ذلك نشر المحاضرة صوتًأ وكتابة فيكون ميداناً للنقاش البناء كما ترى ، وهذا من فضل الله وتوفيقه أخي الكريم عبدالله وفقك الله .
 
جزاكم الله خيرا.

كنت قد طرحت موضوعاً بعنوان "ملاحظة لغوية نفسية قد تعزز موقف من يُقسِّم إلى حقيقة ومجاز" ، قررت فيه هذه القضية وبينت صعوبة الفكاك من وجود المجاز كظاهرة لغوية متأصلة في الخطاب البشري. وقد دارت مساجلات ومدارسات على هذا الرابط:


http://majles.alukah.net/showthread.php?p=128453&highlight=%C7%E1%E3%CC%C7%D2#post128453

كما أن الموضوع موجود على صفحات هذا المنتدى ولكن لم يعلق عليه أحد بما يثري.

أشكرك أخي الكريم عبدالله على هذه الفائدة ، وقد قرأت معظم ما كتبته هناك أنت والصديق أبو مالك العوضي وقد أعجبني حواركم وتلك الفوائد والإيرادات والاستدلالات وأسال الله لكم التوفيق . ويبدو أننا سنخصص لك ولأبي مالك العوضي لقاء من لقاءات الجمعية لنسمع منكما وفقكما الله ونفع بكما .
 
وأما نفي فتوى القاسمي التي نسبها لابن تيمية ، فقد أشار المحاضر إلى أنه عرضها على عدد من العلماء ووافقوه على نسبتها لابن تيمية على الأقل من حيث أسلوبها، مع إنه كما تفضلتم غير كافٍ في نسبتها ، لكن التشكيك في نسبتها لابن تيمية لمجرد انفراد القاسمي بنسبتها له أيضاً فيه إشكال حيث إن كثيراً من كتب ورسائل ابن تيمية عُرفت ونشرت عن طريق جمال الدين القاسمي وطبقته من علماء سوريا وغيرهم . فكيف نثق بها إذن ؟
.


الذي في الفتوى المكذوبة -وهو برهان كذبها- نفي الشيخ لإنكاره للمجاز يوماً من دهره = وهذا كاف لتكذيب عشرة مجلدات تُنسب للشيخ لا فتوى واحدة..

وعموماً فقد فرغتُ ولله الحمد من نقد المحاضرة بكاملها وسيُرفع الرد بكامله غداً بإذن الله تعالى..
 
جزاكم الله خيرا. وأنا أستفيد منكم كثيرا في هذا الموضوع.

ومن قراءتي للمداخلات، أظن أن هناك مستويات أربع لدراسة الموضوع، قد يكون مفيدا فصل بعضها عن بعض:

1- هل المجاز ظاهرة لغوية إنسانية أم ؟
2- هل يستعمل العرب المجاز في كلامهم أم لا ؟
3- هل يوجد استعمل المجاز في القرآن الكريم أم لا ؟
4- هل تثبت نسبة قولين لابن تيمية في المجاز القرآني أم لا ؟

وأظن أن الإجابة عن السؤالين الأولين أمر أساسي للإجابة عن الثالث.
أما الرابع فقد لا يمكن الجزم فيه بشيء، ولذلك فالأولى النظر إلى أدلة الرأيين عوض إجهاد النفس في قائليهما.
 
تسجيلا لمتابعة الموضوع من زاوية مستقلة عن زوايا المتحاورين أقول:
بين أيدينا في هذا الحوار طرفان كلاهما ينتمي لمدرسة واحدة وهي المدرسة السلفية، لكن الطرف الأول منها المثبت للمجاز في القرآن والسنة يسعى لبيان أن إنكار المجاز في القرآن العظيم مكابرة لا يسع عاقلا فاهما أن يقول به فضلا عن أن يتخذه مذهبا، فإنكار المجاز في القرآن يؤدي إلى مخالفة الواقع ومخالفة ما عليه جمهور جمهور العلماء المسلمين من شتى المذاهب والمدارس وإنكار أن يكون القرآن نزل بلغة العرب أصلا لأنها بلا مجاز تفقد غالب حسنها. ولا يجد هذا الطرف حرجا في الإقرار بثبوت المجاز لكونه ينكر إنكارا تاما أن يتطرق المجاز إلى ما يتعلق بالمباحث العقدية المتعلقة بالصفات الإلهية.
أما الطرف الثاني وهو الذي يمثله منكرو المجاز مطلقا، فهؤلاء وإن ركبوا متن المكابرة بإنكارهم ما اتفق عليه الموافق لهم في بعض الأصول والمخالف لهم والكثرة الكاثرة من العلماء واللغويين وكل من له طرف في فهم علوم الدين من ثبوت المجاز في القرآن العظيم بجميع أنواعه وأقسامه وفروعه، فإنهم مشوا على قاعدة مهمة جنبتهم التحكم في شق من آرائهم على الرغم من أن التحكم أهون وأسهل ارتكابا من المكابرة، فهم علموا أن مقتضى التسليم بوقوع المجاز في القرآن العظيم التسليمُ بجواز تطرق المجاز للآيات المتعلقة بمباحث الصفات الإلهية، وإذا تطرق المجاز لها وصار محتملا فيها انفرط عقد التصميم على الحمل على الحقيقة والظاهر والذي طالما اعتقدوه ونافحوا عليه في مباحث العقائد. وأما الفريق الأول فلا يجد هذا لازما.

هذا تلخيص محل النزاع بين طرفي المدرسة السلفية، والأمر شائك وصعب، فإن كل طرف غير مستعد على ما يبدو للتسليم بفهم الآخر.
ولا يخفى أن الطرف الأول قادر على إقناع الطرف الثاني وذلك بعرض نماذح من آيات لا تحصى ولا تعد من الآيات القرآنية يستحيل بلاغيا حملها على مفهومها الظاهر بدون مراعاة نوع من أنواع المجاز. فإذا تعسف الفريق الثاني في فهمها وحملها على غير المجاز أفقد حسن القرآن العظيم وعطل غالب مفاهيمه وأرجعه نصا جامدا لا يصلح لكل زمان ولا يفي بحاجة الإنسان سيما المعرفية منها.
أما فيما يخص ابن تيمية، فإثبات كونه قائلا بثبوت المجاز ضمنا في بعض أقواله التي فسر بها بعض الآيات والأحاديث أمر هين يقف عليه كل من أنصف، لأنه وإن لم يسمّ بعض تفاسيره مجازا بالفعل فهي تفسيرات مجازية، فحمله معية الله تعالى مع عبادة على المعية العلمية هو تفسير مجازي وإن ادعى هو أن تلك المعية العلمية هي المعية الحقيقية، فالحقيقية هي المعية الممتنعة على الله تعالى والتي نفاها كل العقلاء من المسلمين وغيرهم، وتقديره مضافا محذوفا في حديث الأعمى الذي توسل بالرسول صلى الله عليه وسلم على ظاهر الحديث يشير إلى أنه لولا اعتقاده بثبوت المجاز لما ساغ له تقدير المضاف المحذوف ليدعي أن الأعمى توسل بدعاء الرسول لا بذات الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم. والأمثلة لا تحصى كثرة، والله الموفق لفهمها.
 
.... أمتلأت كتب المصطلح بكلام الرازي وأبي المعالي الجويني والغزالي مع أنهم من أجهل أهل العلم بالحديث، وقد أفسدت بعض أقوال الأصوليون باب الصناعة الحديثية وخربت قواعدها حتى صححت الموضوعات والمنكرات وردت الأحاديث الصحيحة .

من أين حصلت يا أخ على هذا الأدب الجم الذي تخاطب من خلاله علماء الأمة ، وتصفهم بالأفعل في الجهل في علم الحديث ، من أنت ومن هم ؟!!!!!!!!!!!!!!
أرى أن هذه اللهجة سرت في شريحة من المجتمع في الوسط العلمي ، ولا أدرى إلى متى ستظل ؟؟!!

أبو المعالي الجويني ، والرازي والغزالي من أجهل أهل العلم بالحديث؟؟؟؟!!!
والله ما تعلمنا في حياتنا تجريحا أثناء نقد العلماء هكذا !!!

أن أسلوبك خطأ ويحتاج منك إلى توبة نصوح .

هل قمت باستقراء تام كامل لأهل علم الحديث في أرض الله الواسعة حتى وصلت إلى هذه النتيجة ؟؟
ومن أنا وأنت بجوار هؤلاء الأعلام !!!
عندنا مثل مصري يقول : " هل كل من نفخ طبخ" ؟؟؟؟!!!

اللهم إنا نعوذ بك من الكنود ومن تحقير علماء الأمة والتنكر لجميلهم علينا .

ولقد أصابت المحاضرة الرائعة للدكتور العسكر الكثيرين بمرارة ، ولكن آن الأوان للأمة أن تبحث وتستيقظ من نومها وترى الحق حقا لذاته بغض النظر عن أي اعتبار آخر من إثبار أو نفي لشخص ما مهما كان وزنه وقيمته ، فهو لذاته يُحترم، لكن إن أردنا نقده ننتقده فلا يوجد أحد فوق النقد ولكن مع عفة اللسان واحترام الشيبة التي شابت في الإسلام .

وفي الختام أخبرني صديق عزيز أستاذ دكتور في علم البلاغة أن الدكتور إبراهيم التركي وهو من الإحساء ـ تقريبا ـ له رسالة ماتعه عنوانها :" إنكار المجاز عند ابن تيمية بين الدرس البلاغي واللغوي " فلتقرأ وليتنبه إليها ، ولو كان باستطاعة الزميل د. عبد الرحمن الشهري ـ وأخالها لا تفوته ـ أن يذكر منها ما يخص النقاش لطوق أعناق أهل العلم بفضل جزيل.
إذ لا يعرف الفضل إلا ذووه.
 
تسجيلا لمتابعة الموضوع من زاوية مستقلة عن زوايا المتحاورين أقول:
بين أيدينا في هذا الحوار طرفان كلاهما ينتمي لمدرسة واحدة وهي المدرسة السلفية، لكن الطرف الأول منها المثبت للمجاز في القرآن والسنة يسعى لبيان أن إنكار المجاز في القرآن العظيم مكابرة لا يسع عاقلا فاهما أن يقول به فضلا عن أن يتخذه مذهبا، فإنكار المجاز في القرآن يؤدي إلى مخالفة الواقع ومخالفة ما عليه جمهور جمهور العلماء المسلمين من شتى المذاهب والمدارس وإنكار أن يكون القرآن نزل بلغة العرب أصلا لأنها بلا مجاز تفقد غالب حسنها. ولا يجد هذا الطرف حرجا في الإقرار بثبوت المجاز لكونه ينكر إنكارا تاما أن يتطرق المجاز إلى ما يتعلق بالمباحث العقدية المتعلقة بالصفات الإلهية.
أما الطرف الثاني وهو الذي يمثله منكرو المجاز مطلقا، فهؤلاء وإن ركبوا متن المكابرة بإنكارهم ما اتفق عليه الموافق لهم في بعض الأصول والمخالف لهم والكثرة الكاثرة من العلماء واللغويين وكل من له طرف في فهم علوم الدين من ثبوت المجاز في القرآن العظيم بجميع أنواعه وأقسامه وفروعه، فإنهم مشوا على قاعدة مهمة جنبتهم التحكم في شق من آرائهم على الرغم من أن التحكم أهون وأسهل ارتكابا من المكابرة، فهم علموا أن مقتضى التسليم بوقوع المجاز في القرآن العظيم التسليمُ بجواز تطرق المجاز للآيات المتعلقة بمباحث الصفات الإلهية، وإذا تطرق المجاز لها وصار محتملا فيها انفرط عقد التصميم على الحمل على الحقيقة والظاهر والذي طالما اعتقدوه ونافحوا عليه في مباحث العقائد. وأما الفريق الأول فلا يجد هذا لازما.

هذا تلخيص محل النزاع بين طرفي المدرسة السلفية، والأمر شائك وصعب، فإن كل طرف غير مستعد على ما يبدو للتسليم بفهم الآخر.
ولا يخفى أن الطرف الأول قادر على إقناع الطرف الثاني وذلك بعرض نماذح من آيات لا تحصى ولا تعد من الآيات القرآنية يستحيل بلاغيا حملها على مفهومها الظاهر بدون مراعاة نوع من أنواع المجاز. فإذا تعسف الفريق الثاني في فهمها وحملها على غير المجاز أفقد حسن القرآن العظيم وعطل غالب مفاهيمه وأرجعه نصا جامدا لا يصلح لكل زمان ولا يفي بحاجة الإنسان سيما المعرفية منها.
أما فيما يخص ابن تيمية، فإثبات كونه قائلا بثبوت المجاز ضمنا في بعض أقواله التي فسر بها بعض الآيات والأحاديث أمر هين يقف عليه كل من أنصف، لأنه وإن لم يسمّ بعض تفاسيره مجازا بالفعل فهي تفسيرات مجازية، فحمله معية الله تعالى مع عبادة على المعية العلمية هو تفسير مجازي وإن ادعى هو أن تلك المعية العلمية هي المعية الحقيقية، فالحقيقية هي المعية الممتنعة على الله تعالى والتي نفاها كل العقلاء من المسلمين وغيرهم، وتقديره مضافا محذوفا في حديث الأعمى الذي توسل بالرسول صلى الله عليه وسلم على ظاهر الحديث يشير إلى أنه لولا اعتقاده بثبوت المجاز لما ساغ له تقدير المضاف المحذوف ليدعي أن الأعمى توسل بدعاء الرسول لا بذات الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم. والأمثلة لا تحصى كثرة، والله الموفق لفهمها.

سلمت يا أخانا الفاضل وأحسنت أحسن الله إليك.
 
جزاك الله خيرا يا دكتور عبد الرحمن ولعلي أراجعها لاحقا.

يا أخ خضر لم تصبني المحاضرة بشيء، وأنت لا تعلم رأيي في المجاز أصلا، وشاركت لإثراء الموضوع فقط .

أما من اشتشاط غضبك لأجلهم مع أن الأمر بين جدا، ولعلك تطلع على كتبهم لتعرف ذلك إن كان لك معرفة بالحديث، أو يمكنك معرفة ذلك من رأي المحدثين فيهم وسآتيك به لا حقا لتعرف أني لا أتكام خرصا وحتى تقلل من استخدام علامات الانفعال.

ولا أدري حين وصفت من أنكر المجاز بهذه الصفات وهم علماء أجلاء من أين تعلمت الأدب مع الفارق بين كلامي وكلامك ؟

وجواب على كلامك هو: أن كون العالم الفلاني جاهلا في فن من الفنون ليس سبا ولا شتما ولا انتقصا إلا عند من يظن فيه الكمال المطلق ، فهون على نفسك .

وبدأت ألمس أن البعض هنا انتشى طربا ويظنون أنهم على شيء !
 
وأرجو يا أستاذ خضر أن يكون تعليقك على كلامي دافعه قناعتك وإرادة الحق، ولا يكن كالمرة الماضية حين علقت على كلمتك: < لا ينكر المجاز إلا من لم يتضلع من العربية العرباء ، ومن تنكر عينه ضوء الشمس ! > وتناسيت خلالها أن منكره علماء كبار، فتركت الاعتذار عنها وبدأت بهجومك علي ولمزتني بقلة الأدب !

وهذا طرف مما وعدت به:

قال الحافظ الذهبي في السير: كان هذا الامام (أبو المعالي الجويني) مع فرط ذكائه وإمامته في الفروع وأصول المذهب وقوة مناظرته لا يدري الحديث كما يليق به لا متنا ولا إسنادا.

وقال ابن السمعاني في الأنساب: وكان قليل الرواية للحديث معرضا عنه.


وفي السير : قال أبو الفرج ابن الجوزي: صنف أبو حامد " الاحياء "، وملاه بالاحاديث الباطلة، ولم يعلم بطلانها.


هذا مقتطفات من كلام ابن حجر في التلخيص:

( تَنْبِيهٌ ) قَالَ إمَامُ الْحَرَمَيْنِ : رَأَيْت فِي كِتَابٍ مُعْتَمَدٍ : أَنَّ عَائِشَةَ رَوَتْ ذَلِكَ ، وَتَبِعَهُ الْغَزَالِيُّ فَقَالَ : قِيلَ : إنَّ عَائِشَةَ رَوَتْ ذَلِكَ ، وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى عَدَمِ اعْتِنَائِهِمَا مَعًا بِالْحَدِيثِ ؛ كَيْفَ يُقَالُ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُد الَّتِي هِيَ أُمُّ الْأَحْكَامِ .


( تَنْبِيهٌ ) : ادَّعَى إمَامُ الْحَرَمَيْنِ فِي النِّهَايَةِ أَنَّ ذِكْرَ نَفْيِ الْمَطَرِ لَمْ يَرِدْ فِي مَتْنِ الْحَدِيثِ ، وَهُوَ دَالٌّ عَلَى عَدَمِ مُرَاجَعَتِهِ لِكُتُبِ الْحَدِيثِ الْمَشْهُورَةِ فَضْلًا عَنْ غَيْرِهَا .

( تَنْبِيهٌ ) لَمَّا ذَكَرَ إمَامُ الْحَرَمَيْنِ هَذَا الْحَدِيثَ فِي النِّهَايَةِ ، قَالَ : إنَّهُ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ ، وَتَعَقَّبَهُ ابْنُ الصَّلَاحِ فَقَالَ : هَذَا مِمَّا يَتَعَجَّبُ مِنْهُ الْعَارِفُ بِالْحَدِيثِ ، وَلَهُ أَشْبَاهٌ بِذَلِكَ كَثِيرَةٌ أَوْقَعَهُ فِيهَا اطِّرَاحُهُ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ الَّتِي يَفْتَقِرُ إلَيْهَا كُلُّ فَقِيهٍ وَعَالِمٍ.

وغيرها كثير في هذا الكتب وغيره من كتب المحدثين.

وإطلالة يسيرة على كتاب العراقي <المغني عن حمال الأسفار> تبين مدى معرفة الغزالي بعلم الحديث.

وقال ابن تيمية : أبو المعالي مع فرط ذكائه وحرصه على العلم وعلو قدره في فنه كان قليل المعرفة بالآثار النبوية ولعله لم يطالع الموطأ بحال حتى يعلم ما فيه فإنه لم يكن له بالصحيحين البخاري ومسلم وسنن أبي داود والنسائي والترمذي وأمثال هذه السنن علم أصلا فكيف بالموطأ ونحوه ؟
وكان مع حرصه على الاحتجاج في مسائل الخلاف في الفقه إنما عمدته سنن أبي الحسن الدارقطني،
وأبو الحسن مع إتمام إمامته في الحديث فإنه إنما صنف هذه السنن كي يذكر فيها الأحاديث المستغربة في الفقه ويجمع طرقها فإنها هي التي يحتاج فيها إلى مثله فأما الأحاديث المشهورة في الصحيحين وغيرهما فكان يستغني عنها في ذلك. فلهذا كان مجرد الاكتفاء بكتابه في هذا الباب يورث جهلا عظيما بأصول الإسلام، واعتبر ذلك بأن كتاب أبي المعالي الذي هو نخبة عمره <نهاية المطلب في دراية المذهب> ليس فيه حديث واحد معزو إلى صحيح البخاري إلا حديث واحد في البسملة وليس ذلك الحديث في البخاري كما ذكره ولقلة علمه وعلم أمثاله بأصول الإسلام اتفق أصحاب الشافعي على أنه ليس لهم وجه في مذهب الشافعي.

أما الرازي فالأمر فيه أبين وأظهر .
والقصد أن هذا مع أنه الواقع فهو رأي أهل العلم وليس من كيسي، ولم أتكلم عليهم بمثل كلام من لمزني بقلة الأدب مع غفلته عن كلامه.
 
مرة أخرى، أضعتم علينا فرصة النقاش المفيد والموضوعي بمثل هذه الردود التي تركز على العواطف والأحاسيس عوض مناقشة الأدلة، وتركز على رأي فلان في العالم الفلاني، وهذا لا يهم الباحث عن الحق في شيء.

ولست أدري متى سننتهي من هذه الظاهرة الصوتية؟

والله المستعان
 
تكلمت بعلم في صلب الموضوع بما يثريه، وما يثري حتى مداخلتك السابقة مع أنها ليست من صميمه، وردي على من اتهمني حق مشروع، وليس في كلامي ما تخيلته من عواطف ولا أحسايس، وأرجو أن نزن كلامك على قدر ما في الموضوع، ومع أحترامي لك فأسلوبك هذا وفي الموضوع الآخر المحال عليه: غير حضاري ولا مؤدب.

والموضوع أمامك فأثره بما تقدر عليه بالعلم فقط .
 
قال الحافظ الذهبي في السير: كان هذا الامام (أبو المعالي الجويني) مع فرط ذكائه وإمامته في الفروع وأصول المذهب وقوة مناظرته

هلا تفضلنا على أنفسنا فتعلمنا من الكبار كيف يقدمون لنقدمهم غيرهم كما في العبارة السابقة؟
لا يدري الحديث كما يليق به لا متنا ولا إسنادا.
هل قال هو أجهل الناس ؟؟!! مع أنه نقد المماثل في العلم والفضل لمن ينتقده.

وقال ابن السمعاني في الأنساب: وكان قليل الرواية للحديث معرضا عنه.
لاحظ كلمة" قليل " لم يقل جاهل ولا أجهل ........


وفي السير : قال أبو الفرج ابن الجوزي: صنف أبو حامد " الاحياء "، وملاه بالاحاديث الباطلة، ولم يعلم بطلانها.
قال بعفة لسان لم يعلم ولم يستحضر مادة { ج هـ ل }

هذا مقتطفات من كلام ابن حجر في التلخيص:
.....إمَامُ الْحَرَمَيْنِ....وَتَبِعَهُ الْغَزَالِيُّ وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى عَدَمِ اعْتِنَائِهِمَا مَعًا بِالْحَدِيثِ
لازلنا مع النقد الموفق الذي تجنب عين ونص ما أعيبه وهو الرمي بالجهل
......
عَدَمِ مُرَاجَعَتِهِ لِكُتُبِ الْحَدِيثِ الْمَشْهُورَةِ فَضْلًا عَنْ غَيْرِهَا .[/color]
كلام يسمع ويحتذى

وقال ابن تيمية : أبو المعالي مع فرط ذكائه وحرصه على العلم وعلو قدره في فنه كان قليل المعرفة بالآثار النبوية

كلام دقيق حيث الوصف بقلة المعرفة لا الجهل ....

والقصد أن هذا مع أنه الواقع
أيُّ واقع يا أخي وقد خلا وصفك للعلماء فيما نحن بصدده من واقع بدليل ما نقلته أنت من كتب الأعلام الذين يحسنون التعامل مع علماء الأمة .
فهو رأي أهل العلم وليس من كيسي،
قلت: لعلك تتفضل على نفسك باستقراء ما سبق وتجزم بأن واحدا ممن نقلت عنهم لم يستعمل مادة الجهل مع أفعل التفضيل كما ذكرت مما يغضب كل ذي نهية..
ولم أتكلم عليهم بمثل كلام من لمزني بقلة الأدب مع غفلته عن كلامه.

أنا لا أغمز ولا ألمز مسلما بل حواري من جذوره يدور حول احترام العلماء فضلا عن تجريم وتحريم غمزهم أو لمزهم
ومع كل ذلك غفر الله لي ولك ولنتواصى بالأدب مع العلماء إذ لهم علينا عظيم الفضل
وقد امتدحهم ربنا في كتابه وقد أمرنا نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن نتأدب بأدب الله تعالى .
علما بأن أمام الحرمين والغزالي والرازي وغيرهم هم رحمنا العلمية الذين على موائدهم طعم العلماء والمتعلمون .
 
والموضوع أمامك فأثره بما تقدر عليه بالعلم فقط .

يا أخي:

هذا هو عين ما يطلبه منك من يقرأون لك ولغيرك: بالعلم فقط.
وأما أنا، فقد ذكرت سابقا أنني أرغب في الاستفادة فقط.

ما تقوم به أنت والأخ (أبو فهر السلفي) يصب فقط في الانتقاص من القيمة العلمية للشيخ المحاضر، كأن محاضرته ليس فيها اي شيء مما يمكن الاستفادة منه. وهذا عين العاطفية في القراءة. ولو أنكم بادرتم للحديث عن المسائل المفيدة التي تعرض إليها في محاضرته، أو دعوتم له بالبركة وخير الجزاء، ثم بادرم إلى القول بأن لديكم بعض التحفظ على أمور وردت في المحاضرة، لكان أسلوبكم مقبولا، وكان في صلب النقد العلمي الذي يرى الصواب صوابا والخطأ خطأ، ويعتذر للنقص أو الخطأ، ويشير إلى أن الهدف هو الإثراء فقط، مع حفظ القدر والمكانة العلمية لصاحبها.

أما ما قمتم به هنا، يا إخواني، فقارئكم لا يمكن إلا أن يشعر بأنكم تنتقصون من الرجل. وهذا غير مقبول.

وأود الإشارة إلى أن خطأكم في النقد قد يكون سببه تعاملكم مع هذا المحاضرة على أنها كتاب مقروء.

يا أخي: هذه محاضرة مسموعة، مدتها ساعة أو ساعة ونصف فقط. وسياقها خاص. ولذلك فيجب أن يتعامل معها في هذين الإطارين فقط.

ولو كانت كتابا معدا للنشر، فلا يشك أي قارئ نزيه أن الشيخ كان سيتعرض لجميع المسائل التي لم يفصّلها في المحاضرة، وأنه إنما لم يوردها اختصارا للكلام ورغبة في التركيز على ما لم يتعود المستمعون على سماعه، رغبة في تقديم الإضافة العلمية.

وهذا لا يمنع حق إبداء الرأي ونقد المحاضرة.

أرجوكم: عودوا إلى صلب الموضوع حتى نستفيد منكم ومن علمكم.

بارك الله فيكم، وألهمنا جميعا الرشد والصواب والإخلاص والسداد في كل أعمالنا.
 
هذا الكلام من الأخ محمد يدل على أنه لم يقرأ أول أربعة أسطر من ردي..
وفي ثنايا الرد تسليم للشيخ ببعض صوابه
وفضلاًعن هذا..

هل يُنكر على الناقد إن كان لم يرى في الكلام المنقود صواباً قط..

لا الطبع. مجرد هذا لا يُنكر وإنما المنكر إن عُلم تقصيره في الوقوف على هذا الصواب ولم يُظهر دليله على تمام الخطأ..

وأخيراً..

أي سابقة سوء بيننا وبين العسكر كي نستهدف شخصه الكريم (؟؟)

بالله عليك دع عنك هذا الكلام وانفع وانتفع لا غير..فقد أفسدت وما أصلحت..
 
يا أبا فهر، سلّمك الله،

قرأت مقالك بكامله، من أول كلمة إلى آخر كلمة، قبل أن أكتب ما كتبته.
والأسطر التي بدأت بها كلامك لا تعفيك من السقوط في توجيه النقد للرجل عوض الأفكار.

ليست القضية شخصية، عفا الله عني وعنكم، بل هي مسألة منهجية بحتة.
ولو لم تكتبوا ما كتبتكم بأسلوب الانتقاص لما كتبتُ ما كتبتُ.

وأنا لم أطالبك بالسكوت، يا أبا فهر. وليس من حقك أن تطالبني بالسكوت، طالما يرى كلانا في ما يكتبه خيرا :)
 
ما تقوم به أنت والأخ (أبو فهر السلفي) يصب فقط في الانتقاص من القيمة العلمية للشيخ المحاضر، كأن محاضرته ليس فيها اي شيء مما يمكن الاستفادة منه. وهذا عين العاطفية في القراءة. ولو أنكم بادرتم للحديث عن المسائل المفيدة التي تعرض إليها في محاضرته، أو دعوتم له بالبركة وخير الجزاء، ثم بادرم إلى القول بأن لديكم بعض التحفظ على أمور وردت في المحاضرة، لكان أسلوبكم مقبولا، وكان في صلب النقد العلمي الذي يرى الصواب صوابا والخطأ خطأ، ويعتذر للنقص أو الخطأ، ويشير إلى أن الهدف هو الإثراء فقط، مع حفظ القدر والمكانة العلمية لصاحبها.

أما ما قمتم به هنا، يا إخواني، فقارئكم لا يمكن إلا أن يشعر بأنكم تنتقصون من الرجل. وهذا غير مقبول..

يا أخي تفضل هذه مشاركتي اشرح لي كيف فهمت منها ما سطرتَه هنا ! :
وأحب ابتداء أن أشكر الجمعية على جهودها، ومنها هذه المحاضرة، كما أشكر الشيخ العسكر على ما بذله وقدمه ، وأشكر من فرغ المحاضرة.

وإن كان يجمل بالجمعية أن تحدد المحاور التي يراد من المتحدث التطرق لها، ولا يكفي ـ في نظري ـ أن يترك الموضوع للمتحدث بعمومه كما حدث في هذه المحاضرة .
فالمحاضرة تركت أهم الجوانب التي ينبغي الحديث عنها خصوصا لمن لم يكن متخصصا (والدعوة عامة).

فالشيخ وفقه الله لم يبين موقف المنكرين للمجاز إلا بحكايته أنهم أنكروه !
لكن:

1- ماذا يسمون هذه الأسلوب وما موقفهم من هذه النصوص ؟
2- ما هي أدلتهم في رده ؟
3- الرد على أهم أدلتهم .
فهذا هو أهم ما يتحدث به في هذا المقام.
أما أنه استعمله فلان وفلان، ولم تصح نسبته إلى فلان... إلخ
فهذه مع أهميتها إلا أنها ليست بأولى من ما ذكرت، إذ الأهمية الكبرى في تقرير ثبوته والرد على من أنكره.
حتى قرأت هنا أنه لا ينكره إلا من لم يتضلع من العربية العرباء ، ومن تنكر عينه ضوء الشمس !
وهذا الغلو في نظري من نتائج عدم عرض أدلتهم، مع أن ابن القيم أبطل المجاز في الصواعق من اكثر من خمسين وجها ...
المراد أن من أنكره لكلامه وجاهة، وله أدلة كان ينبغي أن تظهر ويرد عليها بعلم .
أما القواعد في الرد على المعطلة إلخ ، فليست من شأن المحاضرة، فلو أحال عليها لكفى، مع أنه أمر معروف مقرر في كتب العقائد، بل بعضه في كتب الأصول أيضا، وقد قرره من أنكر المجاز، كشيخ الإسلام وابن القيم وابن عثيمين أيضا قرر هذه القواعد في كتبه كالقواعد المثلى مع ترجيحه لنفي المجاز في كتابه أصول الفقه.

وأما الفتوى المنقولة عن القاسمي فنسبة ثبوتها إلى شيخ الإسلام ضعيفة؛ إذ الأسلوب من أضعف القرائن في هذا الباب،والقاسمي معاصر، وفي الفتوى ما يخالف ما قرره هذا العالم ونافح عنه، ومخالف لما نقل عنه، وفيما أحال إليه الأخ أبو فهر من الرابط كفاية في بيان عوارها .

وأرجو أن يقتصد طلاب الشيخ وأبناؤه وبقية الإخوة في المدح ويحرصوا على أن يقدموا للموضوع ما ينضجه، فهذا خير ما يقدم للشيخ وللعلم .
والله أعلم .
انتهى.
فهذا كلامي موجه للجمعية ولطلابه وله، والموجه له عامته فيما تركته وكنت أرى أنه كان ينبغي ذكره، لا في الاعتراض على صحة ما ذكره، فتأمل، وفقك الله بين ما كتبتُ وبين وصفك .

يا أستاذ خضر ما ذكرته نموذج سريع من النقول، وحاصله أنهم لا درية لهم بهذا العلم، وهذا هو الجهل، وأنا لم أقل أجهل الناس بل قلت " من أجهل أهل العلم بالحديث" وهذا مطابق، ولم أكن أكتب ترجمة حتى أقدم مآثرهم بل كلامي عارض.
ولم يخطر ببالي الانتقاص منهم لكن لبيان أن هذا العلم الذي تكلموا في أصوله وقواعد قبوله ورده وعلله وصحته وضعفه هم بعيدون عنه جدا.
 
أخي عبد الله الراشد،

ردودك التي أتت بعد ذلك هي المقصودة من كلامي. أما الكلام الذي أشرتَ إليه هنا، فليس فيه إشكال عندي.

بارك الله فيكم جميعا.
 
سؤال واضح للمانعين من المجاز:

إذا كان تكلُّم الله تعالى عندكم فعلا اختياريا، فله تعالى بناء على ذلك كل الاختيار في التكلّم بما شاء وكيف شاء، فهو فعال لما يريد، فله أن يختار التكلم بالحقيقة فقط، أو بالمجاز فقط، أو بالمركب منهما، فالمانع لتكلمه بالمجاز مانع لأمر جائز وقوعه بحسب الاختيار المقرّر للفعال لما يريد سبحانه، ولابد حينئذ للمانع من دليل من نص صريح نحو قول: ولا أتكلم إلا بالحقيقة، أو لا أتكلم بالمجاز، أو ما يقوم مقامهما؛ وإلا كان منعه تعطيلا للاختيار الإلهي وترجيحا من غير مرجح، وتحكما محضا، بل وهدما للأصل الذي قرره وهو فعله ما يريد تعالى وتكلمه بما يشاء، ومن جملة ذلك تكلمه بالمجاز إذا شاء، والآيات التي لا تحصى ولا تعد تشير إلى أنه تعالى شاء وأراد التكلم بالمجاز، وجملة تلك الإشارات والمتعاضدة لا يدفعها إلا نص صريح نحو ما ذكرنا في أن الكلام كله على الحقيقة لا مجاز فيه، وهذا النص لا يوجد، والعثور عليه أعز من العثور على النص المزعوم للإمامية في دعواهم النص على خلافة علي رضي الله تعالى عنه.

فعند استحضار أن الله تعالى فعال لما يريد، غير متقيد بإرادة العبيد، وأنه يتكلم بما شاء وكيف شاء، وأن كلامه الذي بين دفتي المصحف فيه من المعاني المجازية ما لم تتوقف الأقلام إلى يومنا هذا من التعبير والكشف عنه، ولم تتوقف العقول السليمة من استحسان معانيه والذهول أمام دقة تعابيره ومبانيه، فعند استحضار كل ذلك نعلم يقينا أن المانع للمجاز معطل لفعل إلهي اختياري بلا دليل، وذلك الفعل هو تكلمه بالمجاز إلى جانب تكلمه بالحقيقة، ونعلم أن المثبت للمجاز يعضده الاختيار الإلهي وشواهد اللغة العربية وواقع الحال وجود المجاز فعلا في القرآن العظيم.

فتلخيصا للسؤال نقول: هل للمانعين من المجاز في القرآن دليل قطعي على المنع؟؟
الجواب الواضح: لا.
وتعداد الأجوبة إلى خمسين أو خمسين ألف لا يفيد لأنها ظنية مرجوحة وهمية لا تصمد أمام الأصل الكبير وهو الاختيار الإلهي لفعل ما يشاء وتكلمه كما يشاء، والمعضود بواقع القرآن العظيم الذي لا تخلو سورة من سوره من معاني مجازية مبسوطة في كل كتب التفاسير كما بين ذلك العلماء النحارير الذين اشتعلت رؤوسهم شيبا في بيانها، باستثناء المانعين للمجاز أنكروا تلك المعاني المجازية بألسنتهم وإن لم تنكرها قلوبهم لكونها ملزمة بالتصديق بوجودها، وكأن الله تعالى منعهم من أجل إنكارهم ذلك الأمر الشبه ضروري من تصنيف تفاسير كاملة للقرآن العظيم لكونهم بذلك المنع للمجاز عطلوا أقلامهم عن الكشف عن مقاصد القرآن ومعانيه، فاستحقوا المنع من تصنيف التفسير على الكلام الرباني، فمنعوا خيرا كثيرا، فهل تعلمون منكرا للمجاز صنف تفسير حافلا للقرآن العظيم؟؟؟
 
أخي عبد الله الراشد،

ردودك التي أتت بعد ذلك هي المقصودة من كلامي. أما الكلام الذي أشرتَ إليه هنا، فليس فيه إشكال عندي.

بارك الله فيكم جميعا.

لكن ليس في ردودي التي بعده أي علاقة بالمحاضرة ولا موضوعها !

فما وجه قولك لي :

ما تقوم به أنت والأخ (أبو فهر السلفي) يصب فقط في الانتقاص من القيمة العلمية للشيخ المحاضر، كأن محاضرته ليس فيها اي شيء مما يمكن الاستفادة منه. وهذا عين العاطفية في القراءة. ولو أنكم بادرتم للحديث عن المسائل المفيدة التي تعرض إليها في محاضرته، أو دعوتم له بالبركة وخير الجزاء، ثم بادرم إلى القول بأن لديكم بعض التحفظ على أمور وردت في المحاضرة، لكان أسلوبكم مقبولا، وكان في صلب النقد العلمي الذي يرى الصواب صوابا والخطأ خطأ، ويعتذر للنقص أو الخطأ، ويشير إلى أن الهدف هو الإثراء فقط، مع حفظ القدر والمكانة العلمية لصاحبها
أما ما قمتم به هنا، يا إخواني، فقارئكم لا يمكن إلا أن يشعر بأنكم تنتقصون من الرجل. وهذا غير مقبول.. ..
 
الأخ زكريا وفقه الله وبقية الزملاء .
إلى هنا وقف التسجيل الجيد الذي قام به الأخ الكريم عبدالملك العسكر . ولدينا تسجيلات أخرى لكنها غير وافية ، ولعلي أستمع إليها مستقبلاً هنا، وفي التسجيلات الأخرى فإن وجدته واضحاً اضفته ، وإلا ففيما هنا كفاية إن شاء الله .

هل من جديد ، حول تتمة المحاضرة ؟ فإنني أرغب في سماع جواب الشيخ عن بعض الإشكالات التي طُرحت .
 
هل أجد المحاضرة صوتية عند أحد إخواني وياليت لو كانت بدقة عالية
 
عودة
أعلى