محاسن كتابة المصحف الإمام ومبرراته/ د أحمد شرشال

محاسن كتابة المصحف الإمام ومبرراته/ د أحمد شرشال

  • ممتاز ويجب الحرص على طباعته

    الأصوات: 2 50.0%
  • جيد

    الأصوات: 0 0.0%
  • حسن

    الأصوات: 0 0.0%
  • مقبول مع ملاحظات

    الأصوات: 2 50.0%

  • مجموع المصوتين
    4
إنضم
05/08/2007
المشاركات
23
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
محاسن كتابة المصحف الإمام ومبرراته
بقلم : د أحمد بن أحمد شرشال
قسم القراءات ـ كلية الدعوة وأصول الدين ـ جامعة أم القرى
اسم المصحف : المصحف الإمام.
مبررات كتابة المصحف الإمام ومحاسنه :
1 ـ تصحيح لبعض المخالفات للرسم العثماني.
2 ـ تصحيح لمخالفات في الشكل والضبط
3 ـ تصحيح لمخالفات في وضع علامات الوصل والوقف.
4 ـ تصحيح لأوضاع بعض الحروف وطرق تصوير هجائها واستبعاد الدخيل منها.
5 ـ تصحيح للألوان المستعملة في المصاحف ، واستبعاد الدخيل منها.
6 ـ الإشارة بعلامة إلى رءوس الآي على جميع مذاهب علماء العد لتتقارب مواضع الوقف.
منهجي لكتابة المصحف الإمام يقوم على الأسس الآتية:
الأول : وضوح الحروف ، فجمال الخط وروعته في وضوحه ، لا في زخرفته.
الثاني : المطابقة التامة بين المكتوب والمقروء في مواضعها ما أمكن.
الثالث : تجريد المصحف الإمام من جميع المخالفات والأوجه الضعيفة.
ولست مبتدعا ، ولا مغيرا، ولا مخالفا في هذا المصحف الإمام ولو فعلت ذلك ، أو أوردته لكنت كذلك ، وإنما هو إحياء لما كاد يندثر ويندرس، وإصلاح وتصحيح لما خالف فيه الناس وجمع لما صح وتناثر في المصاحف وكتب الرسم والضبط/ والتزام كامل بإذن الله بما نص عليه علماء القراءات والرسم والضبط، ولا أزيد على ذلك.
فالخطأ يجب أن يصحح، وإن طال زمانه، والصواب يجب أن يقبل مهما كان مصدره، وفيما يلي تفصيل لمنهج المصحف الإمام، والله وحده الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
 
تابع لمحاسن كتابة المصحف الإمام ـ الحلقة الثانية.
أولا : منهج كتابة المصحف الإمام:
كتابة المصاحف ونسخها من أصولها، وإعرابها بالنقط والشكل المطابق للتلاوة ليست ميدانا لكل من هب ودب، وليست مهمة لكل أحد من الناس، وإنما هي صناعة القراء والمقرئين، وقبل هذا فإنها سنة نبوية، ورثها الخلف عن السلف.
وكتابة المصاحف ، وإعرابها بالنقط والشكل متصلة السند الكتابي بالمصاحف المهات التي أرسلها سيدنا عثمان رضي الله عنه إلى الأمصار الإسلامية، كما أن التلاوة الصحيحة متصلة السند المتواتر بالمشافهة والتلقي هذا في اللفظ، وذلك في الخط، فيجب أن يتطابقا، ولا ينقطعا.
وما لبث وصول تلك المصاحف الأمهات إلى الأمصار الإسلامية حتى بدأ الناس ينسخون مصاحفهم على وفقها، ثم يعرضون مصاحفهم عليها، فلم ينقطع سندها، بل وصفوا هجاءها وصفا دقيقا، وألفوا الكتب في بيان مرسومها وأوصاف حروفها.
واقتداء منا بسنة سيدنا عثمان رضي الله عنه نقوم بكتابة مصحف يكون إماما لجميع المصاحف التي تضمنت مخالفات من نواح شتى، فنجرد هذا المصحف الإمام من كل الوجوه الضعيفة والمخالفات ونجمع فيه كل ما صح وما تناثر في المصاحف الحالية، فيكون من هذا الوجه إماما لجميع المصاحف.
المصحف الإمام لا يعرف الحدود والأمصار ، ولا يعرف المذاهب ولا المشارقة ولا المغاربة، فهو لا يعرف إلإنتماء إلا للمصاحف الأمهات.
وضعت منهجا كاملا لكتابة المصحف الإمام ولم أراع في هذا المنهج إلا وضوح الحروف، ومطابقة المكتوب للمقروء في مواضعه، واتباعا لمرسوم المصاحف الأمهات كما نقله علماء القراءات ووصفوه، فجمال الخط وروعته في وضوحه، ومطابقة الخط للتلاوة لأداء أوجهها المنزلة.
فإذا تعارضت مذاهب الخطاطين مع التلاوة ـ كما هو الحال حيث رجحوا قواعد خطهم على أحكام التلاوة فأهملوها ـ فإني لا ألتفت إلى مذاهبهم في سبيل تحقيق ألفاظ التلاوة، فالواجب أن يكون الخط مطابقا للتلاوة، ومفصحا عنها، ومعبرا عنها من كل الوجوه بقدر الإمكان.
هذه المصاحف المتعددة المختلفة تنذر بضياع قواعد الرسم العثماني وبالحروف العربية، فهذا الاختلاف والتعدد والأنواع دون التزام بما كان عليه سلف هذه الأمة شبيه بما حدث في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه حتى أمر باستنساخ مصاحف أمهات، وباتلاف ما عداها، فنحن نكاد أن نقع فيما أنكره الخليفة الراشد أو أشد منه.
لذلاك قمت بتصميم منهج كامل لكتابة مصحف إمام تكون له الصدارة والإمامة لبقية المصاحف الكثيرة والمتنوعة يأتم به المبتئ ويذكر الحافظ، ويتهجى حروفه الأطفال، فيكون مطابقا من كل الوجوه لقواعد الرسم العثماني والحروف الواضحة والوقف والابتداء وعد الآي، ونخليه ـ بإذن الله ـ من جميع المخالفات والوجوه الضعيفة، ونلتزم في إعرابه بالنقط والشكل بالألوان التي نص عليها علماء القراءات، فنجعله إماما يتهجى حروفه الأطفال والشيوخ والعربي والعجمي ويزيل الالتباس في الحروف والكلم والآي والوقف والابتداء.
وهذه المخالفات والوجوه الضعيفة ليست وليدة الساعة، وإنما هي قديمة، وتوسع فيها المتأخرون، واستمرت وانتشرت حتى صار المنكر لها متهما لشيوعها بين الناس.
فهذا أبو عمرو الداني يقول:" كما يفعل ذلك قوم من جهلة النقاط، وأغبياء المعلمين" ثم قال :" وهذه المذاهب الفاسدة لا تصح عند التحقيق" ..." وإذا فسدت هذه المذاهب الثلاثة بالوجوه التي بيناها صح المذهب الأول" .
وهذه المذاهب التي جعلها الداني فاسدة موجودة، والعمل بها جار ومستمر.
 
تابع لمحاسن كتابة المصحف الإمام ـ الحلقة الثالثة.
وقال أبو داود:" كما يفعله كثير من الجهلة ممن ينتحل كتابة المصحف من أهل عصرنا بغير علم/ ولا تعلم من عالم معروف مشهور بالرواية وعلم الكتابة" "أصول الضبط ص 112"
أما الشيخ حسين بن علي الرجراجي ت 899 ضاق ذرعا بالمصاحف الموجودة في عصره، فأسقط الاحتجاج بها في باب الرسم لمخالفتها لقواعده فقال:" إذ لا حجة بالمصاحف الموجودة بين أيدينا اليوم، وإنما الحجة بالمصاحف القديمة التي كتبها الصحابة رضي الله عنهم، والتي اطلع عليها أبو عمرو الداني وأبو داود وغيرهما من الشيوخ المقتدى بهم في هذا الشأن"" تنبيه العطشان ورقة 46.
وقال الشيخ علي النوري الصفاقسي في رده على من أثبت الألف في الكلمة التي فيها قراءات:" فظهر بهذا فساد ما جرى به العمل في أرض المغرب من إثباته ـ الألف ـ فذلك باطل لا أصل له" ثم قال:" كذلك جرى عمل أهل المشرق بل لهم في الرسم فساد لا يرضى به ذو دين" " غيث النفع 213.
 
تابع لمحاسن كتابة المصحف الإمام الحلقة الرابعة.
ثانيا : المحافظة على صور الحروف العربية:
المصحف الإمام الذي ننوي القيام به يساهم مساهمة فعالة في نشر تعلم حروف اللغة العربية للشعوب الإسلامية والعربية، ولغير الناطقين بها لوضوح حروفه وكلماته، بل إنه اللبنة الأولى لتعليم الحروف العربية، ولا يحتاج إلى غيره من الكتب التي يتعلم فيها الطفال حروف الهجاء كالقاعدة البغدادية وغيرها، وذلك لما يجدون فيه من حروف واضحة غير متداخلة، ولا متضايقة، ولما يجدون فيه من الضبط والشكل المطابق للقراءة.
من منهجية المصحف الإمام أن نترك فسحة بين كل حرف وآخر ليتسنى لنا بدون مضايقة إلحاق المحذوف، والحركات والهمزات والمدات وغير ذلك مما يحتاج إليه من النقط والشكل والإعراب.
ويجب أن تكون هذه الحروف غير مطموسة، و ر مدغمة في بعضها ولا متداخلة، ولا مستحدثة لتكون علامات الإعراب فوق الحرف تماما أو تحته، ولا تكون بعيدة عنه، لأن من شأن العلامة أن تكون فوق المعلَم أو تحته.
وهذا من أهم أهداف المصحف الإمام للمحافظة على الحروف العربية، وتكاد صور بعض الحروف تندرس لما أصاب الخط العربي من تطور وزخرفة، فيكون مشروع كتابة المصحف الإمام بعون الله مستودعا للحروف العربية من الضياع والتلف لارتباطها بالقرآن الكريم، فالمصحف الإمام هو المستودع الحافظ لأشكال الحروف العربية ، وصورها الجميلة المعتبرة.
ونستبعد من المصحف الإمام الأشكال المحدثة لبعض الحروف الهجائية الدخيلة، ونصحح بعضها، ونتمم النقص الحاصل لبعضها الآخر، فهو يحقق غرضين في آن واحد تعليم حروف اللغة العربية يتهجاها الأطفال بسهولة ويسر، وقراءة القرآن، دمج الغرضين في غرض واحد، وجمع بين شرف الوسيلة ونبل المقصد.
جمال الخط وروعته في وضوحه، فلا نحتاج إلى زخرفة الخط، ولا نحتاج إلى أمهر الخطاطين، وإنما نحتاج إلى حروف واضحة، يستطيع المبتدئ أن يتهجاها، فالمصحف يراعي في كتابته جميع الناس عربهم وعجمهم.
وقد رأيت صعوبة في قراءة القرآن عند المبتدئين والأطفال والكبار في جنوب شرق آسيا، ولعل السبب في عدم وضوح بعض الحروف هو محاولة الخطاط أن تكون نهاية الصفحة هي نهاية للآية، فتتداخل الحروف وتتزاحم ويضايق بعضها بعضا.
فما أن يشعر الخطاط بأن الجزء المتبقي من الصفحة أو السطر لا يتسع لكتابة الآية بكاملها أو الكلمة ينصب اهتمامه وتركيزه على محاولة إتمام الآية أو الكلمة بأي شكل فتتقارب الحروف وتتداخل في بعضها، ومن ثم تفوته جودة الحروف وفصل بعضها عن بعض.
فتولد من ذلك خطأ آخر، وهو أن علامات الإعراب والنقط والشكل وإضافة ما نقص من هجائه لا تكون في موضعها تماما على الحرف أو تحته نتيجة المضايقة، وإدماج الحروف بعضها في بعض.
ونحن في مشروع كتابة المصحف الإمام نتجنب كل هذا ونعالجه بعون الله وتوفيقه، وكان الواجب أن تتوفر العناية الكاملة المطلقة لكتاب الله عز و جل من جميع الوجوه في رسمه وحروفه وإعرابه وأوقافه وتجزئته، لأنه محل اقتداء واهتداء في شكله وموضوعه، فالناس يقتدون به في كل شيء، واقتداؤهم به والعمل بما جاء فيه مطلوب، لا يرتاب فيه أحد.
 
هل كتابة المصحف الإمام ستكون بطريقة طباعية أو إلكترونية؟؟؟
لو كان طباعية فالأمر لن يزيد عن إعادة كتابة المصاحف القديمة فقط.
لو كان إلكترونيا، فأؤيد الفكرة، وإن كنت أقوم على تنفيذها فعليا على القراءات العشر.

بالتوفيق
 
الظاهر أن أخانا عرابي لم يمعن النظر في المقالة فلو تصبر حتى ختام المقالة ثم انظر وارجع البصر فيها كرتين وامعن فيما قاله أعلام عصرنا في المقروء والمكتوب لعلك حينها تغير رأيك في المصاحف القديمة وقيمتها العلمية حفظك الله وجزاك الله خيرا.
 
جزاكم الله خيرا أستاذنا الفاضل على ما قلت، ولكن سؤالي لا زال مطروحا.
وقد قرأت المكتوب جيدا، وظهرت في ذهني الأسئلة التالية:

= ما هي الرواية التي سيعتمدها المصحف في التشكيل؟؟ ولماذا؟؟
= ما هي نسخ المصاحف القديمة التي سيتم الاعتماد عليها؛ إذ إن الأمر أثار في ذهني فعل اللجنة التي شكلها الخليفة الراشد عثمان بن عفان - رضي الله عنه -؛ إذ رأت أن مصحفا واحدا لا يفي الأوجه التي يُقرأ بها القرآن، وبالتالي تعددت النسخ حتى تستوفي في إجمالها أوجه القراءة.
= هل سيفي هذا المصحف الأوجه المختلفة للقراءات القرآنية ورواياتها؟ فعلى سبيل المثال: ذكر في المقال أن منهج المصحف الإمام مراعاة مطابقة المكتوب للمنطوق ما أمكن، أفلا ترى معي أن هذا الأمر سيجعل المصحف مرتبطا برواية واحدة يكتب على أساسها؟؟؟ ولو كان الأمر فيه نية لتعديد المصاحف بإنتاجه بروايات مختلفة لكانت الحاجة ماسة هنا لعمل هذا المصحف بشكل إلكتروني؛ لأنه هو السبيل الوحيد لتنفيذ هذا المصحف بالضوابط التي أشار إليها الدكتور شرشال.
وهذا ما عنيته من سؤالي عن طبيعة المصحف مطبوع أم إلكتروني.
= من الأمور التي تحيرت معها - واعذر جهلي - مسألة وجود حروف كادت أن تندرس، وأخرى دخيلة، فهل لديكم توضيح لهذه النقطة؟؟

جزاكم الله خيرا، ونفع بكم
 
فكرة متميزة

فكرة متميزة

أوافق الأخ الفاضل الكريم الدكتور أحمد شرشال في ما ذكره من مسوغات إصدار مصحف بخط جديد يمتاز عن المتداول بين أيدي الناس بأمور توافق الصواب أو الأصوب وتبتعد عن اخطاء - ولو يسيرة - وجدت هنا وهناك.
وحتى تنضج الفكرة تماما وتستوي على سوقها ينبغي فتح الباب للحوار والنقاش حولها والاستماع إلى آراء الموافقين والمخالفين من أهل التخصص والاهتمام.
ومما أراه مناسبا في الأمر: اختيار خطاط متقن بارع لتنفيذ الفكرة.
تشكيل لجنة علمية لإنجاز العمل يراعى في اختيارها التمكن العلمي وتنوع البلدان، وطرح كل مسألة يُختلف فيها للبحث الدقيق والترجيح المبني على الدليل.
الجمع في إصدار العمل بين النسخة الورقية والإلكترونية.
إصدار المصحف أولا بالرواية الأكثر انتشارا وهي رواية حفص وإصدار نسخ لاحقا بالروايات المنتشرة حسب نسبة أعداد من يقرأ بها.
 
عودة
أعلى