أبومجاهدالعبيدي1
New member
- إنضم
- 02/04/2003
- المشاركات
- 1,760
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 36
- الإقامة
- السعودية
- الموقع الالكتروني
- www.tafsir.org
بسم الله :
لابد قبل الخوض في تفصيلات هذا الموضوع المهم من موضوعات علوم القرآن من التعريف بمفردات عنوانه ، وهي : نزول ، وقرآن ، وسبعة ، وأحرف .
وقد سبق التعريف بكلمتي نزول ، وقرآن ، وذكر معنى كل كلمة في اللغة وفي الشرع ، وأمَّا ما يتعلق بتعريف كلمتي : سبعة ، وأحرف ، فهذا ما أريد توضيحه - إن شاء الله - في السطور التالية :
فسبعة وسبع : العدد المعروف بين الستة والثمانية ، تقول : سبع نسوة ، وسبعة رجال ، وقد تكرر ذكر السبعة والسبع والسبعين والسبعمائة في القرآن ، وفي الحديث .
والعرب تضعها موضع التضعيف والتكثير ، كقوله تعالى : { إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِيـنَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ } [ التوبة : 80 ] فهذا من باب التكثير والتضعيف ، لا من باب حصر العدد ، ولم يرد الله جل ثناؤه أنه عليه الصلاة والسلام إن زاد على السبعين غفر لهم ، ولكن المعنى إن استكثرت من الدعاء والاستغفار لم يغفر الله لهم . [انظر : تهذيب اللغة للأزهري 2/115 - 119 ، ولسان العرب لابن منظور 6/156 ، وانظر : عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي 2/192 . ]
وأمَّا المراد بسبعة في حديث { أنزل القرآن على سبعة أحرف } فهو حقيقة العدد على الصحيح الذي لاينبغي التعويل على خلافه كما سيتضح ذلك - إن شاء الله - عند سياق الأحاديث في هذا الباب .
وأمَّا أحرف : فهي جمع حرف ، وهو في الأصل : الطرف والجانب والحدّ ، فحرف الشيء طرفه ، ومنه حرف الجبل ، والسيف والسفينة لأطرافها ، وحروف الهجاء : أطراف الكلمة ، والحروف العوامل في النحو : أطراف الكلمات الرابطة لبعضها ببعض . [ انظر : تهذيب اللغة للأزهري 5/12 ، 13 ، ومعجم مقاييس اللغة لابن فارس 2/42 ، ولسان العرب لابن منظور 3/127 ، 128 ، وانظر كذلك : مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ص 228 ، وعمدة الحفاظ للسمين الحلبي 1/453 .]
وأمَّا كلمة حرف في الاصطلاح فلها عدة إطلاقات :
فهي تطلق على حرف الهجاء في اصطلاح الكاتبين والقارئين ، وتطلق على الكلمة غير المستقلة بالمعنى التي تربط بين الاسم والفعل أو بين الاسم والاسم في اصطلاح النحويين ، مثل على وعن ونحوهما ، وتطلق على كل كلمة تقرأ على وجوه متعددة من القرآن في اصطلاح علماء القراءات ، تقول : هذا في حرف ابن مسعود أي في قراءة ابن مسعود .[ انظر : تهذيب اللغة ولسان العرب في المواضع السابقة ، وانظر : كتاب الأحرف السبعة ومنزلة القراءات منها للدكتور حسن ضياء الدين عتر ص 120 . ]
وأمَّا معنى الحرف في اصطلاح الشارع فهو الكلمة لا حرف الهجاء ، ولذلك فإن لفظة { حرف } من الألفاظ التي شاع لها معنى غير المعنى المراد بها شرعاً .[ انظر : كتاب الحقيقة الشرعية في تفسير القرآن العظيم والسنة النبوية لمحمد عمر بازمول ص 78 . ]
فالمشهور الشائع عند أكثر الناس عندما يسمعون - مثلاً - حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه : { من قرأ القرآن ، فله بكل حرف عشر حسنات ، أما إني لا أقول ( الم ) حرف ، لكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف } [ أخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن ، باب : ماجاء فيمن قرأ حرفاً من القرآن ماله من الأجر رقم [2910] 5/161 من حديث عبدالله بن مسعود ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه ، وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم [2327] 3/9 : صحيح . وفي الحديث خلاف طويل في صحته وفي رفعه ووقفه ] . أن معنى الحرف هنا حرف الهجاء ، ويبنون على هذا الفهم أن قراءة كلمة ( الحمد ) مثلاً يحصل القارئ لها على خمسين حسنة لأن له بكل حرف عشر حسنات ، وهذا فهم خاطيء وإن كان هو المشهور عند أكثر الناس .
والصحيح أن معنى { الحرف } في هذا الحديث هو { الكلمة } .
قال ابن الجزري - رحمه الله - : ( وقد سألت شيخنا شيخ الإسلام ابن كثير - رحمه الله تعالى - : ما المراد بالحرف في الحديث ؟ فقال : الكلمة ، لحديث ابن مسعود - رضي الله عنه - : { من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات ، لا أقول ( الم ) حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف } .
وهذا الذي ذكره هو الصحيح ، إذ لو كان المراد بالحرف حرف الهجاء لكان ألف بثلاثة أحرف ، ولام بثلاثة ، وميم بثلاثة ، وقد يَعْسُر على فهم بعض الناس فينبغي أن يتفطن له ، فكثير من الناس لايعرفه )
ا هـ . [ النشر في القراءات العشر لابن الجزري 2/453 - 454 ، وانظر : تقرير ذلك في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 12/103 - 113 . ]
وأمَّا معنى نزول القرآن على سبعة أحرف فسوف يأتي تفصيله - إن شاء الله - في درس قادم ...
والله الموفق
لابد قبل الخوض في تفصيلات هذا الموضوع المهم من موضوعات علوم القرآن من التعريف بمفردات عنوانه ، وهي : نزول ، وقرآن ، وسبعة ، وأحرف .
وقد سبق التعريف بكلمتي نزول ، وقرآن ، وذكر معنى كل كلمة في اللغة وفي الشرع ، وأمَّا ما يتعلق بتعريف كلمتي : سبعة ، وأحرف ، فهذا ما أريد توضيحه - إن شاء الله - في السطور التالية :
فسبعة وسبع : العدد المعروف بين الستة والثمانية ، تقول : سبع نسوة ، وسبعة رجال ، وقد تكرر ذكر السبعة والسبع والسبعين والسبعمائة في القرآن ، وفي الحديث .
والعرب تضعها موضع التضعيف والتكثير ، كقوله تعالى : { إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِيـنَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ } [ التوبة : 80 ] فهذا من باب التكثير والتضعيف ، لا من باب حصر العدد ، ولم يرد الله جل ثناؤه أنه عليه الصلاة والسلام إن زاد على السبعين غفر لهم ، ولكن المعنى إن استكثرت من الدعاء والاستغفار لم يغفر الله لهم . [انظر : تهذيب اللغة للأزهري 2/115 - 119 ، ولسان العرب لابن منظور 6/156 ، وانظر : عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي 2/192 . ]
وأمَّا المراد بسبعة في حديث { أنزل القرآن على سبعة أحرف } فهو حقيقة العدد على الصحيح الذي لاينبغي التعويل على خلافه كما سيتضح ذلك - إن شاء الله - عند سياق الأحاديث في هذا الباب .
وأمَّا أحرف : فهي جمع حرف ، وهو في الأصل : الطرف والجانب والحدّ ، فحرف الشيء طرفه ، ومنه حرف الجبل ، والسيف والسفينة لأطرافها ، وحروف الهجاء : أطراف الكلمة ، والحروف العوامل في النحو : أطراف الكلمات الرابطة لبعضها ببعض . [ انظر : تهذيب اللغة للأزهري 5/12 ، 13 ، ومعجم مقاييس اللغة لابن فارس 2/42 ، ولسان العرب لابن منظور 3/127 ، 128 ، وانظر كذلك : مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ص 228 ، وعمدة الحفاظ للسمين الحلبي 1/453 .]
وأمَّا كلمة حرف في الاصطلاح فلها عدة إطلاقات :
فهي تطلق على حرف الهجاء في اصطلاح الكاتبين والقارئين ، وتطلق على الكلمة غير المستقلة بالمعنى التي تربط بين الاسم والفعل أو بين الاسم والاسم في اصطلاح النحويين ، مثل على وعن ونحوهما ، وتطلق على كل كلمة تقرأ على وجوه متعددة من القرآن في اصطلاح علماء القراءات ، تقول : هذا في حرف ابن مسعود أي في قراءة ابن مسعود .[ انظر : تهذيب اللغة ولسان العرب في المواضع السابقة ، وانظر : كتاب الأحرف السبعة ومنزلة القراءات منها للدكتور حسن ضياء الدين عتر ص 120 . ]
وأمَّا معنى الحرف في اصطلاح الشارع فهو الكلمة لا حرف الهجاء ، ولذلك فإن لفظة { حرف } من الألفاظ التي شاع لها معنى غير المعنى المراد بها شرعاً .[ انظر : كتاب الحقيقة الشرعية في تفسير القرآن العظيم والسنة النبوية لمحمد عمر بازمول ص 78 . ]
فالمشهور الشائع عند أكثر الناس عندما يسمعون - مثلاً - حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه : { من قرأ القرآن ، فله بكل حرف عشر حسنات ، أما إني لا أقول ( الم ) حرف ، لكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف } [ أخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن ، باب : ماجاء فيمن قرأ حرفاً من القرآن ماله من الأجر رقم [2910] 5/161 من حديث عبدالله بن مسعود ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه ، وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم [2327] 3/9 : صحيح . وفي الحديث خلاف طويل في صحته وفي رفعه ووقفه ] . أن معنى الحرف هنا حرف الهجاء ، ويبنون على هذا الفهم أن قراءة كلمة ( الحمد ) مثلاً يحصل القارئ لها على خمسين حسنة لأن له بكل حرف عشر حسنات ، وهذا فهم خاطيء وإن كان هو المشهور عند أكثر الناس .
والصحيح أن معنى { الحرف } في هذا الحديث هو { الكلمة } .
قال ابن الجزري - رحمه الله - : ( وقد سألت شيخنا شيخ الإسلام ابن كثير - رحمه الله تعالى - : ما المراد بالحرف في الحديث ؟ فقال : الكلمة ، لحديث ابن مسعود - رضي الله عنه - : { من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات ، لا أقول ( الم ) حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف } .
وهذا الذي ذكره هو الصحيح ، إذ لو كان المراد بالحرف حرف الهجاء لكان ألف بثلاثة أحرف ، ولام بثلاثة ، وميم بثلاثة ، وقد يَعْسُر على فهم بعض الناس فينبغي أن يتفطن له ، فكثير من الناس لايعرفه )
ا هـ . [ النشر في القراءات العشر لابن الجزري 2/453 - 454 ، وانظر : تقرير ذلك في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 12/103 - 113 . ]
وأمَّا معنى نزول القرآن على سبعة أحرف فسوف يأتي تفصيله - إن شاء الله - في درس قادم ...
والله الموفق