أبومجاهدالعبيدي1
New member
- إنضم
- 02/04/2003
- المشاركات
- 1,760
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 36
- الإقامة
- السعودية
- الموقع الالكتروني
- www.tafsir.org
بسم الله
الوحي في اللغة : الإشارة ، والكتابة ، والإلهام ، والكلام الخفي ، وكل ما ألقيته إلى غيرك .[ لسان العرب لابن منظور 15/239 - 240 ، مادة ( وحي ) ]
وأصل الوحي : الإشارة السريعة كما في مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ص 858 ، وقال بعضهم : أصله في اللغة إعلامٌ في خفاء كما في عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي 4/335 .
وأمَّا تعريف الوحي في الاصطلاح الشرعي ، فقد اختلفت عبارات العلماء في تعريفه ، فمنهم من أوجز فقال : ( هو الإعلام بالشرع ، وقد يطلق الوحي ويراد به اسم المفعول منه ، أي الموحى ، وهو كلام الله المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم) [فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر 1/14 – 15] .
ومنهم من أسهب فقال : ( الوحي معناه في الشرع أن يُعلم الله تعالى من اصطفاه من عباده كلّ ما أراد إطلاعه إليه من ألوان الهداية والعلم ، ولكن بطريقة سرية خفية غير معتادة للبشر ) [مناهل العرفان لمحمد عبدالعظيم الزرقاني 1/64] .
ومنهم من أراد أن يأتي بما لم يأت به السابقون فقال : ( وقد عرفوه شرعاً : بأنه إعلام الله تعالى لنبي من أنبيائه بحكم شرعي ونحوه ، أمَّا نحن فنعرفه على شرطنا بأنه عرفان يجده الشخص من نفسه مع اليقين بأنه من قبل الله بواسطة أو بغير واسطة ، والأول بصوت يتمثل لسمعه أو بغيرصوت ، ويفرق بينه وبين الإلهام بأن الإلهام وجدان تستيقنه النفس وتنساق إلى ما يطلب من غير شعور منها من أين أتى ، وهو أشبه بوجدان الجوع والعطش والحزن والسرور ) [هذا تعريف محمد عبده للوحي في رسالة التوحيد كما نقله عنه تلميذه محمد رشيد رضا في كتاب الوحي المحمدي ص 44 ، 45 ، ونقله غيره من العلماء الذين ألّفوا في علوم القرآن . وانظر نقد هذا التعريف وبيان المآخذ عليه كتاب منهج المدرسة العقليَّة الحديثة في التفسير للدكتور فهد ابن عبدالرحمن الرومي 2/486 ومابعدها .]
وكل التعريفات السابقة لم تخل من مقال ونقد .
ولعل الأقرب في بيان معنى الوحي في الشرع أن يقال : هو إعلام الله تعالى لمن اصطفاه من عباده بطريق خفية سريعة . [من كتاب علوم القرآن الكريم للدكتور نور الدين عتر ص 15 .]
وهذا التعريف عندما يطلق الوحي ويراد به المصدر .
وأمَّا إذا أطلق وأريد به اسم المفعول ( الموحَى ) فإنه يقال في تعريفه : هو ما أنزله الله على أنبيائه وعرّفهم به من أنباء الغيب والشرائع والحكم . [من كتاب الوحي المحمدي لمحمد رشيد رضا ص 44 ].
ولمزيد من الإيضاح والبيان لمعنى الوحي الاصطلاحي الشرعي يُقال : ( ينقسم الوحي بمعناه الاصطلاحي إلى قسمين أساسين :
1 - وحي الله إلى ملائكته .
2 - وحي الله إلى رسوله من البشر .
وبيان ذلك : أنه قد جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية ما يبين أن الله يكلم الملائكة ويوحي إليهم ، كما قال تعالى : { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ... } الآيات [ البقرة : 30 ] ، وقال تعالى : { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ ءَامَنُوا" } الآية [ الأنفال : 12 ] .
والمذهب الصحيح الذي عليه أهل السنة والجماعة في كيفية وحي الله إلى جبريل بالقرآن أن جبريل - عليه السلام - قد سمع القرآن الكريم من الله تعالى بكلامه المخصوص وبالكيفية التي يعلمها الله تعالى وحده .
ويؤيد هذا ويدل عليه ماجاء في الحديث الشريف عن النواس بن سمعان - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي أخذت السماوات منه رجفة ، أو قال : رعدة شديدة خوفاً من الله عزوجل ، فإذا سمع ذلك أهل السموات صعقوا وخرّوا لله سجداً ، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل - عليه السلام - فيكلمه الله من وحيه بما أراد ، ثُمَّ يمر جبريل على الملائكة كلما مرّ بسماء سأله ملائكتها : ماذا قال ربنا يا جبريل ؟ فيقول جبريل : ( قال الحق وهو العلي الكبير ) فيقولون كلهم مثلما قال جبريل ، فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عزوجل } . [هذا الحديث أخرجه الطبري في تفسيره 10/373 ، والبيهقي في الأسماء والصفات 1/511 - 512 رقم [435] وقال محققه : إسناده ضعيف . وأخرجه أيضاً البغوي في تفسيره 6/398 ، وذكره ابن كثير في تفسيره 3/516 وعزاه لابن أبي حاتم ثُمَّ قال : ( وقال ابن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : ليس هذا الحديث بالتام عن الوليد بن مسلم - رحمه الله - ) .
والحديث ضعفه الألباني في ظلال الجَنَّة 1/227 .
والحديث ثابت بلفظ قريب من هذا ، وهو : ( إذا تكلم الله تعالى بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجرس السلسلة على الصفا ، فيصعقون ، فلايزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل ، حتى إذا جاءهم جبريل فزّع عن قلوبهم ، قال : فيقولون : يا جبريل ! ماذا قال ربك ؟ فيقول : الحق ، فيقولون : الحق الحق ) . فقد ذكره الألباني بهذا اللفظ في الصحيحة برقم [1293] ثُمَّ قال : ( أخرجه أبو داود 2/536 - 537 الحلبي ) وابن خزيمة في التوحيد ص 95 - 96 ، والبيهقي في الأسماء والصفات ص 200 عن أبي معاوية عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن عبدالله قال : قال رسول الله r فذكره . قلتُ : وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ... ) السلسلة الصحيحة 3/282 - 283 . وانظر أيضاً في تخريجه : كتاب شرح لمعة الاعتقاد للشيخ محمد بن عثيمين ، بتحقيق أشرف بن عبدالمقصود ص 76 ، 77 - حاشية ) .]
وأمَّا وحي الله إلى رسله من البشر فهو على نوعين :
النوع الأول : الوحي بغير واسطة وهو قسمان :
أولهما : الرؤيا الصالحة في النوم .
ثانيهما : الكلام الإلهي من وراء حجاب بدون واسطة في اليقظة لا في المنام .
النوع الثاني : الوحي إلى الرسل بواسطة الملك ، وهو الذي نزل به القرآن ، وله كيفيات متنوعة ، وآثار كثيرة سيأتي بيانها - إن شاء الله - ) . [ما بين القوسين مأخوذ باختصار شديد وبتصرف يسير من كتابي : مباحث في علوم القرآن للقطان ص 34 - 39 ، وبحوث منهجية في علوم القرآن الكريم لموسى إبراهيم الإبراهيم ص 17 - 19 . ]
الوحي في اللغة : الإشارة ، والكتابة ، والإلهام ، والكلام الخفي ، وكل ما ألقيته إلى غيرك .[ لسان العرب لابن منظور 15/239 - 240 ، مادة ( وحي ) ]
وأصل الوحي : الإشارة السريعة كما في مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ص 858 ، وقال بعضهم : أصله في اللغة إعلامٌ في خفاء كما في عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي 4/335 .
وأمَّا تعريف الوحي في الاصطلاح الشرعي ، فقد اختلفت عبارات العلماء في تعريفه ، فمنهم من أوجز فقال : ( هو الإعلام بالشرع ، وقد يطلق الوحي ويراد به اسم المفعول منه ، أي الموحى ، وهو كلام الله المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم) [فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر 1/14 – 15] .
ومنهم من أسهب فقال : ( الوحي معناه في الشرع أن يُعلم الله تعالى من اصطفاه من عباده كلّ ما أراد إطلاعه إليه من ألوان الهداية والعلم ، ولكن بطريقة سرية خفية غير معتادة للبشر ) [مناهل العرفان لمحمد عبدالعظيم الزرقاني 1/64] .
ومنهم من أراد أن يأتي بما لم يأت به السابقون فقال : ( وقد عرفوه شرعاً : بأنه إعلام الله تعالى لنبي من أنبيائه بحكم شرعي ونحوه ، أمَّا نحن فنعرفه على شرطنا بأنه عرفان يجده الشخص من نفسه مع اليقين بأنه من قبل الله بواسطة أو بغير واسطة ، والأول بصوت يتمثل لسمعه أو بغيرصوت ، ويفرق بينه وبين الإلهام بأن الإلهام وجدان تستيقنه النفس وتنساق إلى ما يطلب من غير شعور منها من أين أتى ، وهو أشبه بوجدان الجوع والعطش والحزن والسرور ) [هذا تعريف محمد عبده للوحي في رسالة التوحيد كما نقله عنه تلميذه محمد رشيد رضا في كتاب الوحي المحمدي ص 44 ، 45 ، ونقله غيره من العلماء الذين ألّفوا في علوم القرآن . وانظر نقد هذا التعريف وبيان المآخذ عليه كتاب منهج المدرسة العقليَّة الحديثة في التفسير للدكتور فهد ابن عبدالرحمن الرومي 2/486 ومابعدها .]
وكل التعريفات السابقة لم تخل من مقال ونقد .
ولعل الأقرب في بيان معنى الوحي في الشرع أن يقال : هو إعلام الله تعالى لمن اصطفاه من عباده بطريق خفية سريعة . [من كتاب علوم القرآن الكريم للدكتور نور الدين عتر ص 15 .]
وهذا التعريف عندما يطلق الوحي ويراد به المصدر .
وأمَّا إذا أطلق وأريد به اسم المفعول ( الموحَى ) فإنه يقال في تعريفه : هو ما أنزله الله على أنبيائه وعرّفهم به من أنباء الغيب والشرائع والحكم . [من كتاب الوحي المحمدي لمحمد رشيد رضا ص 44 ].
ولمزيد من الإيضاح والبيان لمعنى الوحي الاصطلاحي الشرعي يُقال : ( ينقسم الوحي بمعناه الاصطلاحي إلى قسمين أساسين :
1 - وحي الله إلى ملائكته .
2 - وحي الله إلى رسوله من البشر .
وبيان ذلك : أنه قد جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية ما يبين أن الله يكلم الملائكة ويوحي إليهم ، كما قال تعالى : { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ... } الآيات [ البقرة : 30 ] ، وقال تعالى : { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ ءَامَنُوا" } الآية [ الأنفال : 12 ] .
والمذهب الصحيح الذي عليه أهل السنة والجماعة في كيفية وحي الله إلى جبريل بالقرآن أن جبريل - عليه السلام - قد سمع القرآن الكريم من الله تعالى بكلامه المخصوص وبالكيفية التي يعلمها الله تعالى وحده .
ويؤيد هذا ويدل عليه ماجاء في الحديث الشريف عن النواس بن سمعان - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي أخذت السماوات منه رجفة ، أو قال : رعدة شديدة خوفاً من الله عزوجل ، فإذا سمع ذلك أهل السموات صعقوا وخرّوا لله سجداً ، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل - عليه السلام - فيكلمه الله من وحيه بما أراد ، ثُمَّ يمر جبريل على الملائكة كلما مرّ بسماء سأله ملائكتها : ماذا قال ربنا يا جبريل ؟ فيقول جبريل : ( قال الحق وهو العلي الكبير ) فيقولون كلهم مثلما قال جبريل ، فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عزوجل } . [هذا الحديث أخرجه الطبري في تفسيره 10/373 ، والبيهقي في الأسماء والصفات 1/511 - 512 رقم [435] وقال محققه : إسناده ضعيف . وأخرجه أيضاً البغوي في تفسيره 6/398 ، وذكره ابن كثير في تفسيره 3/516 وعزاه لابن أبي حاتم ثُمَّ قال : ( وقال ابن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : ليس هذا الحديث بالتام عن الوليد بن مسلم - رحمه الله - ) .
والحديث ضعفه الألباني في ظلال الجَنَّة 1/227 .
والحديث ثابت بلفظ قريب من هذا ، وهو : ( إذا تكلم الله تعالى بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجرس السلسلة على الصفا ، فيصعقون ، فلايزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل ، حتى إذا جاءهم جبريل فزّع عن قلوبهم ، قال : فيقولون : يا جبريل ! ماذا قال ربك ؟ فيقول : الحق ، فيقولون : الحق الحق ) . فقد ذكره الألباني بهذا اللفظ في الصحيحة برقم [1293] ثُمَّ قال : ( أخرجه أبو داود 2/536 - 537 الحلبي ) وابن خزيمة في التوحيد ص 95 - 96 ، والبيهقي في الأسماء والصفات ص 200 عن أبي معاوية عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن عبدالله قال : قال رسول الله r فذكره . قلتُ : وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ... ) السلسلة الصحيحة 3/282 - 283 . وانظر أيضاً في تخريجه : كتاب شرح لمعة الاعتقاد للشيخ محمد بن عثيمين ، بتحقيق أشرف بن عبدالمقصود ص 76 ، 77 - حاشية ) .]
وأمَّا وحي الله إلى رسله من البشر فهو على نوعين :
النوع الأول : الوحي بغير واسطة وهو قسمان :
أولهما : الرؤيا الصالحة في النوم .
ثانيهما : الكلام الإلهي من وراء حجاب بدون واسطة في اليقظة لا في المنام .
النوع الثاني : الوحي إلى الرسل بواسطة الملك ، وهو الذي نزل به القرآن ، وله كيفيات متنوعة ، وآثار كثيرة سيأتي بيانها - إن شاء الله - ) . [ما بين القوسين مأخوذ باختصار شديد وبتصرف يسير من كتابي : مباحث في علوم القرآن للقطان ص 34 - 39 ، وبحوث منهجية في علوم القرآن الكريم لموسى إبراهيم الإبراهيم ص 17 - 19 . ]