ما هي شروط المباهلة ؟

إنضم
18/04/2012
المشاركات
3,483
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
جدة
159581: شروط المباهلة



السؤال: ما هي شروط المباهلة ؟

الجواب :


الحمد لله
معنى
المباهلة : أَن يجتمع القوم إِذا اختلفوا في شيء فيقولوا : لَعْنَةُ الله على الظالم منا .
انظر : "لسان العرب"
start.gif
11 /71
end.gif
.
وهي مشروعة لإحقاق الحق وإزهاق الباطل ، وإلزام الحجة من أعرض عن الحق بعد قيامها عليه ،

والأصل في مشروعيتها آية المباهلة ،

وهي قوله تعالى :

start.gif
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ
end.gif
آل عمران / 61 .

قال ابن القيم رحمه الله :


" السُّنَّة فى مجادلة أهل الباطل إذا قامت عليهم حُجَّةُ اللهِ ولم يرجعوا ، بل أصرُّوا على العناد أن يدعوَهم إلى المباهلة ، وقد أمر اللهُ سبحانه بذلك رسولَه ، ولم يقل : إنَّ ذلك ليس لأُمتك مِن بعدك "
انتهى من"زاد المعاد"
start.gif
3 /643
end.gif


وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :

" ليست المباهلة خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم مع النصارى ،
بل حكمها عام له ولأمته مع النصارى وغيرهم ؛
لأن الأصل في التشريع العموم ،
وإن كان الذي وقع منها في زمنه صلى الله عليه وسلم في طلبه المباهلة من نصارى نجران فهذه جزئية تطبيقية
لمعنى الآية لا تدل على حصر الحكم فيها "

انتهى من"فتاوى اللجنة الدائمة"
start.gif
4 /203-204
end.gif
.

ويشترط للمباهلة شروط ، من أهمها :

- إخلاص النية لله تعالى ؛ وأن يكون الغرض من المباهلة إحقاق الحق ونصرة أهله وإبطال الباطل وخذلان أهله .
فلا يكون الغرض منها الرغبة في الغلبة للتشفي وحب الظهور والانتصار للهوى ونحو ذلك .

- أن تكون المباهلة بعد إقامة الحجة على المخالف ،
وإظهار الحق له بالأدلة الواضحة والبراهين القاطعة .

- أن يتبين من أمر المخالف إصراره على الباطل وعناده للحق وانتصاره للهوى ؛ فإن المباهلة تسعى بالمبطل إلى لعنة الله وغضبه ،
ولا يجوز أن يُدعى بذلك إلا لمن يستحقه من المشاقين المعاندين .

- أن تكون في أمر هامٍّ من أمور الدين ، ويرجى في إقامتها حصول مصلحة للإسلام والمسلمين ، أو دفع شر المخالف ، ولا يجوز أن تكون في المسائل الاجتهادية التي يسوغ فيها الاختلاف .

قال أحمد بن إبراهيم في "شرح قصيدة ابن القيم"
start.gif
1 /37
end.gif
:


" وأما حكم المباهلة : فقد كتب بعض العلماء رسالة في شروطها المستنبطة من الكتاب والسنة والآثار وكلام الأئمة ، وحاصل كلامه فيها : أنها لا تجوز إلا في أمر مهم شرعا وقع فيه اشتباه وعناد لا يتيسر دفعه إلا بالمباهلة ، فيشترط كونها بعد إقامة الحجة ، والسعي في إزالة الشبه ، وتقديم النصح والإنذار ، وعدم نفع ذلك ، ومساس الضرورة إليها " انتهى .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

شروط المباهلة - islamqa.info

 
المباهلة في الإسلام هي الملاعنة،


أي الدعاء بنزول اللعنة على الكاذب من المتباهلين المتلاعنين،

والبَهلة اللَعنة

والبهل هو اللعن


كما جاء في القاموس المحيط وتاج العروس.

 
غرض المباهلة

إعلاء الحق وإزهاق الباطل

وإقامة الحجة على من استكبر على الحق.

وهي مذكورة في الآية المعروفة باسم آية المباهلة:

( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ

فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ

وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ

ثُمَّ نَبْتَهِلْ
فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )

سورة آل عمران : 61
 
سبب نزول الآية

هو قدوم وفد نصارى نجران المدينة
ومجادلتهم رسولَ الله حول المسيح عيسى بن مريم.

حيث روى البخاري في صحيحه عن حذيفة بن اليمان قوله:


«جاء العاقب والسيد صاحبا نجران
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان أن يُلاعناه،

فقال أحدُهما لصاحبه:
لا تفعل فوالله لئن كان نبياً فلاعنا لا تفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا.

قالا:
إنا نعطيك ما سألتنا وابعث معنا رجلاً أميناً،
ولا تبعث معنا إلا أميناً.»


وقد ذكر
الحافظ ابن حجر
في شرح هذا الحديث:


«وفيها مشروعية مباهلة المخالف
إذا أصر بعد ظهور الحجة،
وقد دعا ابن عباس إلى ذلك ثم الأوزاعي،
ووقع ذلك لجماعة من العلماء.

ومما عُرفَ بالتجربة
أن من باهَل وكان مبطلاً لا تمضي عليه سنة من يوم المباهلة،

ووَقَعَ لي ذلك مع شخص
كان يتعصب لبعض
الملاحدة
؛
فلم يقُم بعدها غير شهرين
.
»


فتح الباري للحافظ ابن حجر :
8 / 95
 
قال الإمام ابن القيم:

«إن السنة في مجادلة
أهل الباطل
إذا قامت عليهم حجة الله، ولم يرجعوا،
بل أصروا على العناد،
أن يدعوهم إلى
المباهلة،

وقد أمر الله، بذلك رسوله صلى الله عليه وسلم،
ولم يقُل : إن ذلك ليس لأمتك من بعدك.

ودعا إليها ابنُ عمه عبد الله بن عباس،
من أنكر عليه بعض مسائل الفروع،
ولم يُنكر عليه الصحابة،

ودعا إليه الأوزاعي سفيان الثوري في مسألة رفع اليدين،
ولم يُنكَر عليه ذلك،
وهذا من تمام الحجة»

زاد المعاد : 3 /643
 
فمشروعية المباهلة ليست خاصة بالنبي،
بل هي للأمة،
ومما يدخل في ما أٌمرنا بالتأسي به فيه من أمور الدين.

فمباهلة أهل الباطل أمر مشروع،

غير أنه لا يُصار إليه إلا مع الجزم بصحة ما عليه المباهل وصدقه فيه،

وترتب مصلحة شرعية على المباهلة كإقامة الحجة،

وليس لأمر من أمور الدنيا.
 
198398: هل تجوز مباهلة من ينكر الحديث الصحيح ؟

السؤال :

هل يجوز مباهلة من ينكر الحديث الصحيح ؟

الجواب :
الحمد لله

أولا :

اتفق أهل العلم على أنَّ مَن أنكر حجية السنة بشكل عام ،
أو كذَّبَ حديث النبي صلى الله عليه وسلم
- وهو يعلم أنه من كلامه صلى الله عليه وسلم – فهو كافر .

راجع لمعرفة حكم من يرد الحديث الصحيح جواب السؤال رقم :
(115125) .

 
سبق أن كتبت عن أحكمام المباهلة والآيات الواردة فيها في سورة آل عمران، وقد نشرت في مجلة البيان، كما أنها موجودة في كتابي : منهج القرآن الكريم في محاربة الشرك . وهي موجودة في الملتقى تحت الرابط الذي ذكرته في الأعلى.
 
ثانيا :

المباهلة مشروعة لإحقاق الحق وإبطال الباطل ،

عند إصرار المخالف المعاند على باطله .


قال ابن القيم رحمه الله :

" السُّنَّةَ فِي مُجَادَلَةِ أَهْلِ الْبَاطِلِ إِذَا قَامَتْ عَلَيْهِمْ حُجَّةُ اللَّهِ ،

وَلَمْ يَرْجِعُوا ، بَلْ أَصَرُّوا عَلَى الْعِنَادِ :

أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِلَى الْمُبَاهَلَة ِ،

وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِذَلِكَ رَسُولَهُ ،

وَلَمْ يَقُلْ: إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ لِأُمَّتِكَ مِنْ بَعْدِكَ،

وَدَعَا إِلَيْهِ ابْنُ عَمِّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ

لِمَنْ أَنْكَرَ عَلَيْهِ بَعْضَ مَسَائِلِ الْفُرُوعِ ،

وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ ،

وَدَعَا إِلَيْهِ الْأَوْزَاعِيُّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فِي مَسْأَلَةِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ ،

وَلَمْ يُنْكَرْ عَلَيْهِ ذَلِكَ،

وَهَذَا مِنْ تَمَامِ الْحُجَّةِ "


انتهى من "زاد المعاد"
(3/ 561-562) .
 
وقال ابن حجر رحمه الله
في فوائد قصة أهل نجران :

" وَفِيهَا : مَشْرُوعِيَّةُ مُبَاهَلَةِ الْمُخَالِفِ إِذَا أصر بعد ظُهُور الْحجَّة ،

وَقد دَعَا ابن عَبَّاسٍ إِلَى ذَلِكَ ، ثُمَّ الْأَوْزَاعِيُّ ،
وَوَقَعَ ذَلِكَ لِجَمَاعَةٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ .

وَمِمَّا عُرِفَ بِالتَّجْرِبَةِ :
أَنَّ مَنْ بَاهَلَ وَكَانَ مُبْطِلًا ،
لَا تَمْضِي عَلَيْهِ سَنَةٌ مِنْ يَوْمِ الْمُبَاهَلَةِ ،

وَوَقَعَ لِي ذَلِكَ مَعَ شَخْصٍ
كَانَ يَتَعَصَّبُ لِبَعْضِ الْمَلَاحِدَةِ ،
فَلَمْ يَقُمْ بَعْدَهَا غَيْرَ شَهْرَيْنِ " .

انتهى "فتح الباري" (8/ 95) .
 
لكن ينبغي أن ننتبه إلى عظم ذلك الأمر ،
وأن المباهلة ليست من ترف القول أو الفعل ؛
بل هو مقام عظيم ،
لا يصلح أن يتصدى له إلا من كان عالما بذلك المقام ،
من أهل العلم والدين ،
ثم يكون ذلك في أمر مهم ،
يرجى من ورائه حصول خير عام ،
أو دفع شر وضرر ، أو فتنة ، أو شبهة في الدين .

وإنما الشأن العام :
أن يُنصح المخالف ، ويؤتى له بالأدلة ، وبكلام العلماء ،
ويُستأنى في أمره ، ويُصبر عليه ،
ويُدعى له بالهداية .

 
ولذلك :
لم يحصل هذا الأمر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
إلا مرة واحدة ،
ولا تكاد تحصل في حياة العالم إلا في القليل النادر ،
ومن الأئمة والعلماء والدعاة والمصلحين :
من يمر عليهم العمر كله ،
ولا تحصل له المباهلة .

 
فإن كان من ينكر الحديث الصحيح وينكر حجيته
من رءوس البدع والضلالة وممن يجالَس ويُسمع له ،
ويخشى منه إفساد الشباب ونشر البدعة ،

فمثل هذا يجادله العلماء ويخاطبه العقلاء
وتقام عليه الحجة ،

فإن تمادى في غيه ،
وخُشي منه على الناس وخاصة الشباب أن يفتنهم ،
فرأى العلماء أن دعوته للمباهلة
فيها دفع لفساده وحماية للناس من فتنته ،
فلهم أن يباهلوه .

راجع لمعرفة شروط المباهلة
جواب السؤال رقم : (159581) .

وللمزيد عن الكلام عنها
راجع جواب السؤال رقم : (132473) .

والله تعالى أعلم .

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل تجوز مباهلة من ينكر الحديث الصحيح ؟ - islamqa.info
 
132473: استفسار عن رأي شيخ الإسلام في آية المباهلة


السؤال :
ما هو رأي شيخ الإسلام ابن تيمية في آية المباهلة


الجواب :

الحمد لله
أولا :

المباهلة هي الملاعنة ،
والمقصود منها أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء ،
فيقولوا : لعنة الله على الظالم منا.

ينظر : "النهاية في غريب الأثر" (1/439) .

وآية المباهلة هي قوله تعالى :

( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ
خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ *
الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ *
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ
فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ
وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ
ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ).

[آل عمران/59-61]

وكان سبب نزول هذه الآية

أن وفد نصارى نجران حين قدموا المدينة
جعلوا يُجادلون في نبي الله عيسى عليه السلام ،
ويزعمون فيه ما يزعمون من البنوة والإلهية .

وقد تصلبوا على باطلهم ،
بعدما أقام عليهم النبي صلى الله عليه وسلم البراهين
بأنه عبد الله ورسوله .

فأمره الله تعالى أن يباهلهم .

فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المباهلة ،
بأن يحضر هو وأهله وأبناؤه ،
وهم يحضرون بأهلهم وأبنائهم ،
ثم يدعون الله تعالى أن ينزل عقوبته ولعنته على الكاذبين .

فأحضر النبي صلى الله عليه وسلم
علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ،
وقال : هؤلاء أهلي .

فتشاور وفد نجران فيما بينهم :
هل يجيبونه إلى ذلك ؟

فاتفق رأيهم أن لا يجيبوه ؛
لأنهم عرفوا أنهم إن باهلوه هلكوا ،
هم وأولادهم وأهلوهم ،
فصالحوه وبذلوا له الجزية ،
وطلبوا منه الموادعة والمهادنة ،
فأجابهم صلى الله عليه وسلم لذلك .

ينظر: "تفسير ابن كثير" (2 /49) ،
"تفسير السعدي" (1 /968) .


 
ثانياً :

ليس لشيخ الإسلام ابن تيمية رأي خاص في آية
المباهلة ،
بل كلامه فيها ككلام سائر أهل السنة ،
إلا أنه قد بيَّن بعض المفاهيم المغلوطة
التي يحاول البعض أخذها من هذه القصة .

ونستطيع أن نلخص كلام شيخ الإسلام في المباهلة
في نقاط :

1-إتيان النبي صلى الله عليه وسلم بعلي وفاطمة والحسن والحسين
رضي الله عنهم
عند
المباهلة ثابت بالأحاديث الصحيحة .

قال شيخ الإسلام:

" أما أخذه علياً وفاطمة والحسن والحسين في المباهلة
فحديث صحيح رواه مسلم
عن سعد بن أبي وقاص ،

قال في حديث طويل :
لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ
(
فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ...)
دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ :

اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي ".
انتهى .

"منهاج السنة النبوية"
(7 / 123) .


 
2-ليس في ذلك دلالة على أنهم أفضل هذه الأمة .

قال :

" لا دلالة في ذلك على الإمامة ولا على الأفضلية ". انتهى .

"منهاج السنة النبوية" (7/123)

وقال :

" ولا يقتضي أن يكون من
باهل به أفضل من جميع الصحابة ،
كما لم يوجب أن تكون فاطمة وحسن وحسين
أفضل من جميع الصحابة ". انتهى .

"منهاج السنة النبوية" (7 /125) .
 
3- المباهلة إنما يختار لها الإنسان أقرب الناس منه نسباً ،
لا أفضلهم عنده .

قال شيخ الإسلام :

" وسبب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء فقط :
أن
المباهلة إنما تحصل بالأقربين إليه ،
وإلا فلو باهلهم بالأبعدين في النسب
وإن كانوا أفضل عند الله لم يحصل المقصود .. ".

وقال :

" وهؤلاء أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه و سلم نسباً ،
وإن كان غيرهم أفضل منهم عنده ،
فلم يؤمر أن يدعو أفضل أتباعه ؛
لأن المقصود أن يدعو كل واحد منهم أخص الناس به ،
لما في جِبِلّة الإنسان من الخوف عليه
وعلى ذوي رحمه الأقربين إليه ...

والمباهلة مبناها على العدل ،
فأولئك أيضا يحتاجون أن يدعوا أقرب الناس إليهم نسبا ،
وهم يخافون عليهم ما لا يخافون على الأجانب ،
ولهذا
امتنعوا عن المباهلة
لعلمهم بأنه على الحق

وأنهم إذا
باهلوه حقت عليهم بُهْلة الله ،
وعلى الأقربين إليهم ".

انتهى .

"منهاج السنة النبوية" (5/45)
 
4- سبب تخصيص علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين بالمباهلة
أنهم أخص أهل بيته به في ذلك الوقت .

قال شيخ الإسلام:

" وأما آية
المباهلة فليست من الخصائص ،
بل دعا علياً وفاطمة وابنيهما ،
ولم يكن ذلك لأنهم أفضل الأمة ،
بل لأنهم أخص أهل بيته".

انتهى .

"مجموع الفتاوى" (4/419)

 
وقال :

" وآية
المباهلة نزلت سنة عشر لما قدم وفد نجران ،
ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قد بقي من أعمامه إلا العباس ،
والعباس لم يكن من السابقين الأولين ،
ولا كان له به اختصاص كعلي .

وأما بنو عمه فلم يكن فيهم مثل علي ،
وكان جعفر قد قتل قبل ذلك ... بمؤتة سنة ثمان ،
فتعين علي رضي الله عنه ".
انتهى .

"منهاج السنة النبوية" (7/125) .
 
وقال :

" لم يكن عنده إذ ذاك إلا فاطمة ،
فإن رقية وأم كلثوم وزينب كنَّ قد توفين قبل ذلك ...

وإنما دعا حسناً وحسيناً ؛

لأنه لم يكن ممن ينسب إليه بالبنوة سواهما ،
فإن إبراهيم ، إن كان موجودا إذ ذاك ،
فهو طفل لا يُدعى ".

انتهى .

"منهاج السنة النبوية" (7/ 129) .

 
5- ليس في آية المباهلة
دليل على أحقية علي بن أبي طالب رضي الله عنه للخلافة والإمامة ،
بزعم أن الله جعله مقام نفس الرسول بقوله :

( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ
وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ...) ،

والاتحاد في النفس محال ،
فلم يبق إلا المساواة له في الولاية العامة .

قال شيخ الإسلام :

" لا نسلم أنه لم يبق إلا المساواة ،
ولا دليل على ذلك ،
بل حمله على ذلك ممتنع ،
لأن أحداً لا يساوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
لا علياً ولا غيره .

وهذا اللفظ في لغة العرب لا يقتضي المساواة ،
قال تعالى في قصة الإفك
(
لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا ..)
ولم يوجب ذلك أن يكون المؤمنون والمؤمنات متساوين .

وقد قال الله تعالى في قصة بني إسرائيل
(
فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ
ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ
)

أي يقتل بعضكم بعضا ،
ولم يوجب ذلك أن يكونوا متساوين ،
ولا أن يكون من عبد
العجلَ مساوياً لمن لم يعبده .

وكذلك قد قيل في قوله
(
وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ )

أي لا يقتل بعضكم بعضاً ،
وإن كانوا غير متساوين .

وقال تعالى (
وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ )

أي لا يلمز بعضكم بعضاً ،
فيطعن عليه ويعيبه ،

وهذا نهي لجميع المؤمنين أن لا يفعل بعضهم ببعض
هذا الطعن والعيب ،
مع أنهم غير متساوين ،
لا في الأحكام ، ولا في الفضيلة ،
ولا الظالم كالمظلوم ،
ولا الإمام كالمأموم ...

فهذا اللفظ يدل على المجانسة والمشابهة ،
والتجانس والمشابهة يكون بالاشتراك في بعض الأمور ،
كالاشتراك في الإيمان
".

انتهى .

"منهاج السنة النبوية" (7 / 123) .


والله أعلم .


الإسلام سؤال وجواب

استفسار عن رأي شيخ الإسلام في آية المباهلة - islamqa.info
 
[TABLE="width: 98%"]
[TR]
[TD="align: center"]سنة المباهلة
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="align: center"]
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="align: center"]سامح محمد عيد محمد
أبو محمد الفاتح

[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="align: center"]
بسم الله الرحمن الرحيم

المباهلة: الملاعنة،
والابتهال: الاجتهاد في الدعاء،
وإخلاصه بإنزال اللعنة على
الكاذب من المتلاعنَين([1]).

وهيئتها:

أن يحضر هو وأهله وأبناؤه
وهم يحضرون بأهلهم وأبنائهم
ثم يدعون الله تعالى أن ينزل عقوبته ولعنته على
الكاذبين([2])

[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
----------------------------------

([1]) ((مختار الصحاح)) (مادة: ب هـ ل)، وانظر: ((تحرير ألفاظ التنبيه)) للنووي (ص: 247)
([2]) ((تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)) لعبدالرحمن السعدي (2/49).
 
قال الألوسي:

(وإنما ضم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى النفس
الأبناء والنساء
مع إن القصد من
المباهلة
تبين الصادق من
الكاذب
وهو يختص به وبمن يباهله؛

لأن ذلك أتم في الدلالة على ثقته بحاله،
واستيقانه بصدقه،
وأكمل نكاية بالعدو،
وأوفر إضراراً به لو تمت المباهلة ) ([3])




==========
([3]) ((روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني)) (3/189).
 
صيغة المباهلة:

ليس
للمباهلة صيغة معينة عند أهل السنة والجماعة
فهي تقال بأية صيغة،
حيث يدعو المتلاعنين بالدعاء بإنزال اللعنة
على
الكاذب فيهما([4]).

==========
([4]) وذهب الروافض إلى أن لها صيغة معينة وهي:
(اللهم رب السموات السبع ورب الأرضين السبع، عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم،
إن كان (ثم يذكر الشخص اسمه) جحد حقا وادعى باطلا؛
فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليماً،
وإن كان فلان (ثم يذكر اسم الشخص الذي يريد مباهلته) جحد حقا أو ادعى باطلا؛
فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليماً)
((رسائل الشيعة)) لمحمد بن الحسن الحر العاملي (7/135)
ومثل هذا الدعاء لا يثبت، والأمر كما ذكرنا بالمتن.
 
شروط المباهلة:

وللمباهلة
عدة شروط مستنبطة منها:

1- إخلاص النية لله سبحانه وتعالى
وألا يكون الانتصار لهوى النفس
أو لأمر من أمور الدنيا.

2- أن يترتب عليها مصلحة شرعية كإحقاق الحق،
وإقامة الحجة، وكشف الباطل.

3-
صحة ما عليه المباهل وصدقه فيه.

4- تقديم النصح قبلها ومحاولة إزالة الشبه ([5])



===========

([5]) انظر: ((توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم))
لأحمد بن إبراهيم بن عيسى (1/37)
 
حكم المباهلة:
المباهلة
سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم
في حق من أصر على العناد
من أهل الباطل والفساد
وذلك بعد إقامة الحجة والبرهان عليهم.

قال ابن القيم:

(إن السنة في مجادلة أهل الباطل
إذا قامت عليهم حجة الله، ولم يرجعوا،
بل أصروا على العناد
أن يدعوهم إلى المباهلة،

وقد أمر الله سبحانه بذلك رسوله،
ولم يقل:
إن ذلك ليس لأمتك من بعدك)([6]).



=========

([6]) ((زاد المعاد في هدي خير العباد)) لابن قيم الجوزية (3/643).
 
الأدلة:

أولاً: الكتاب:

1- قال تعالى:

{ قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ
خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ
فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}

[البقرة: 94-95]

 
قال الطبري:

(وهذه الآية مما احتج الله بها لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم
على اليهود الذين كانوا بين ظهراني مهاجره،
وفضح بها أحبارهم وعلماءهم.

وذلك أن الله جل ثناؤه أمر نبيه صلى الله عليه وسلم
أن يدعوهم إلى قضية عادلة بينه وبينهم،
فيما كان بينه وبينهم من الخلاف.
كما أمره الله أن يدعو الفريق الآخر من النصارى
- إذ خالفوه في عيسى صلوات الله عليه وجادلوا فيه -
إلى فاصلة بينه وبينهم من المباهلة.

وقال لفريق اليهود:

إن كنتم محقين فتمنوا الموت،
فإن ذلك غير ضاركم،
إن كنتم محقين
فيما تدعون من الإيمان
وقرب المنزلة من الله.

بل إن أعطيتم أمنيتكم من الموت إذا تمنيتم،
فإنما تصيرون إلى الراحة من تعب الدنيا ونصبها
وكدر عيشها،
والفوز بجوار الله في جنانه،

إن كان الأمر كما تزعمون:
من أن الدار الآخرة لكم خالصة دوننا.
وإن لم تعطوها علم الناس
أنكم المبطلون

ونحن المحقون في دعوانا،
وانكشف أمرنا وأمركم لهم.

فامتنعت اليهود
من إجابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك،
لعلمها أنها تمنت الموت هلكت،
فذهبت دنياها،
وصارت إلى خزي الأبد في آخرتها.

كما امتنع فريق النصارى
- الذين جادلوا النبي صلى الله عليه وسلم في عيسى ،
إذ دعوا إلى المباهلة -
من المباهلة.

فبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((ولو أن اليهود تمنوا الموت
لماتوا ورأوا مقاعدهم في النار

ولو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم
لرجعوا لا يجدون مالا ولا أهلا
))([7]))([8]).



============
([7]) رواه أحمد (1/248) (2225)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (6/308) (11061)،
وأبو يعلى (4/471) (2604). من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (8/231):
رجال أبي يعلى رجال الصحيح،
وقال ابن حجر في ((العجاب)) (1/287): إسناده صحيح،
وصححه الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (7/872)

([8]) ((جامع البيان في تأويل القرآن)) (2/361-362)

 
2- وقال تعالى:

{فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جاءك مِنَ الْعِلْمِ
فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ
وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ
ثُمَّ نَبْتَهِلْ
فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ
}

[آل عمران: 61]
 
قال ابن كثير:

({ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ
وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ
}

أَيْ: نُحْضِرهُمْ فِي حَال الْمُبَاهَلَة،

{ ثُمَّ نَبْتَهِل }

أَيْ: نَلْتَعِن،

{ فَنَجْعَل لَعْنَة اللَّه عَلَى الْكَاذِبِينَ }

أَيْ: مِنَّا وَمِنْكُمْ)([9]).


==========
([9]) ((تفسير القرآن العظيم)) (2/49).
 
وقال عبد الرحمن السعدي:

( فوصلت به وبهم الحال،
إلى أن أمره الله تعالى أن يباهلهم،
فإنه قد اتضح لهم الحق،
ولكن العناد والتعصب منعاهم منه )([10]).


==========
([10]) ((تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)) لعبدالرحمن السعدي (2/49).
 
3- وقال تعالى:

{ قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً
حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَـةَ
فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضْعَفُ جُنْـداً }

[مريم: 75]

قال ابن كثير:
( وهذه مباهلة للمشركين
الذين يزعمون أنهم على هدىً فيما هم فيه ) ([11]).


==========
([11]) ((تفسير القرآن العظيم)) (2/49).
 
4- وقال تعالى:

{ قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا
إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ
فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ
إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
}

[الجمعة: 6]
 
قال ابن كثير:

( فهم - عليهم لعائن الله -
لما زعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه،
وقالوا: لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا أو نصارى،
دُعوا إلى المباهلة
والدعاء على أكذب الطائفتين منهم،
أو من المسلمين.

فلما نكلوا عن ذلك
علم كل أحد أنهم ظالمون؛
لأنهم لو كانوا جازمين بما هم فيه
لكانوا أقدموا على ذلك،
فلما تأخروا
عُلم كذبهم )([12]).



==========
([12]) ((تفسير القرآن العظيم)) (5/258).
 
ثانياً: السنة:

عن حذيفة رضي الله عنه قال:

(جاء العاقب والسيد صاحبا نجران
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يريدان أن يلاعناه
فقال أحدهما لصاحبه لا تفعل ،
لا تفعل
فو الله لو كان نبيا فلاعنا
لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا.

قالا:
إنا نعطيك ما سألتنا وابعث معنا رجلا أمينا
ولا تبعث معنا إلا أمينا :
فقال لا بعثن معكم رجلا أمينا حق أمين،

فأستشرف له أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال:
قم يا أبا عبيدة بن الجراح،
فلما قام:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هذا أمين هذه الأمة)([13])

قال ابن حجر:
(
وفيها مشروعية مباهلة المخالف
إذا أصر بعد ظهور الحجة
)([14])


==========

([13]) رواه البخاري (4380) واللفظ له، ومسلم (2420).
([14]) ((فتح الباري)) (8/95)
 
ثالثاً: الآثار:

1- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
( من شاء لاعنته -أي: باهلته -
لأنزلت سورة النساء القصرى
بعد الأربعة الأشهر وعشرا )([15])



============
([15]) رواه أبو داود (2307)، وابن ماجه (1663)،
والبيهقي (7/430) (15872).

 
2- عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما أنه قال:

(من شاء باهلته
أنه ليس للأمة ظهار
) ([16])



===========
([16]) رواه الدارقطني في ((السنن)) (3/318) (267)،
والبيهقي (7/383) (15644).

 
3- وعنه أيضاً رضي الله عنهما:

( من شاء باهلته أن المسائل لا تعول ) ([17])



==========

([17]) ذكره ابن قدامة في ((المغني)) (7/25).
وحسنه الألباني في ((إرواء الغليل)) (1706).

 
4- وعن عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما - في قوله تعالى:

{ وَمَن ْيَقْنُتْ مِنْكُنَّ للهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً
نؤتِها أجْرَهَا مَرَّتَيْنِ
وأعتدنا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً }

[الأحزاب: 31-34 ]

قال:
( من شاء باهلته أنها نزلت في أزواج النبي )([18])


==========
([18]) ((تفسير القرآن العظيم)) (6/411).

 
عموم المباهلة:
المباهلة ليست خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم
بل هي عامة لجميع الأمة،

كما أنها ليست خاصة مع النصارى أو اليهود،

بل هي عامة مع كل مخالف يصر على ضلاله وعناده ،

ولا يرجع إلى الحق
رغم وجود الحجة والبرهان.

 
قال ابن القيم:

(إن السنة في مجادلة أهل الباطل
إذا قامت عليهم حجة الله،
ولم يرجعوا، بل أصروا على العناد
أن يدعوهم إلى المباهلة،
وقد أمر الله سبحانه بذلك رسوله،

ولم يقل:
إن ذلك ليس لأمتك من بعدك)([19]).



===========

([19]) ((زاد المعاد في هدي خير العباد)) لابن قيم الجوزية (3/643).
 
قال صديق حسن خان:

( والمباهلة جائزة بعد النبي صلى الله عليه وسلم
في أمر مهم شرعاً
وقع فيه اشتباه وعناد لا يتيسر دفعه إلا بها،

وقد باهل بعض السلف
كالحافظ ابن القيم في مسألة صفات الباري
والحافظ ابن حجر وغيرهما
جماعة من المقلدة
فلم يقوموا بها
وانهزموا ولله الحمد،

ومن منع منها الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلم يصب ولم يأت بدليل
وكأنه جاهل بمسائل الدين )([20])


=========
([20]) ((حسن الأسوة)) (ص62)
 
وسئلت اللجنة الدائمة

هل هي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم؟
وإن لم تكن كذلك،
فهل هي خاصة مع النصارى؟

فأجابت:

( ليست المباهلة خاصة بالرسول
صلى الله عليه وسلم
مع النصارى،

بل حكمها عام له ولأمته مع النصارى وغيرهم؛
لأن الأصل في التشريع العموم،
وإن كان الذي وقع منها في زمنه صلى الله عليه وسلم
في طلبه المباهلة من نصارى نجران
فهذه جزئية تطبيقية لمعنى الآية
لا تدل على حصر الحكم فيها )([21]).



============
([21]) ((فتاوى اللجنة الدائمة)) (1/4/203-204)
 
وقد طلب المباهلة
من العلماء المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين كثير؛
منهم:

الأوزاعي([22])،

وابن تيمية([23])،

وابن قيم الجوزية([24])،

وابن حجر([25])،

ومحمد بن عبدالوهاب([26])،

وصديق حسن خان([27])،

وثناء الله الأمر تسـري([28])،

وأبو مشاري الكويتي([29])،

ومحمد بن سليمان البراك([30])،

ومحمد بن عبدالرحمن الكوس([31]).



============
([22]) حيث طلبها من سفيان الثوري. انظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (8/95)
([23]) حيث طلبها من بعض خصومه. ((مجموع فتاوى ابن تيمية)) (4/82).
([24]) حيث طلبها من المعطلة.
((توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم))
لأحمد بن إبراهيم بن عيسى (1/31)

([25]) حيث طلبها من ابن الأمين المصري.
انظر: ((الضوء اللامع)) للسخاوي (6/186).

([26]) انظر: ((الدرر السنية في الأجوبة النجدية)) (1/55).

([27]) حيث طلبها من بعض مخالفيه ((عون الباري لحل أدلة صحيح البخاري)) (5/334).
([28]) حيث طلبها من ميرزا غلام أحمد القادياني
((القاديانية دراسات وتحليل)) لإحسان إلهي ظهير (ص154-159)

([29]) حيث طلبها من الرافضي حسن شحاتة.
([30]) حيث طلبها من الرافضي علي آل محسن.
([31]) حيث طلبها من الرافضي ياسر بن يحيى.

 
الممتنع من المباهلة:

الممتنع من المباهلة
يعتبر مبطلاً مهزوماً
غير عالمٍ أنه على الْحق.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية

- في امتناع النصارى
عن مباهلة النبي صلى الله عليه وسلم
بعد أن دعاهم لها -:

( والنصارى لما لم يعلموا أنهم على الحق
نكلوا عن المباهلة )([32]).



===========
([32]) ((الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح)) لابن تيمية (4/57)
 
عاقبة المباهلة:

ذكر بعض العلماء بأن عاقبة المباهلة
تقع عاجلا بأحد المتباهليْن،
أو في مدة لا تتجاوز الشهرين.

قال ابن حجر:

(ومما عرف بالتجربة أن من باهل وكان مبطلا ً
لا تمضي عليه سنة من يوم المباهلة،

ووقع لي ذلك مع شخص كان يتعصب لبعض الملاحدة فلم يقم بعدها إلا شهرين ) ([33])

وهو أمر لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء؛
فلا داع لتحديد مدة معينة
فلعل وقوعها يكون على الفور،
ولعله يقع بعد شهرين،
ولعله يقع بعد سنة أو أكثر،
ولعله يقع في الآخرة وليس في الدنيا.



==========
([33]) ((فتح الباري)) (8/95)

 
عودة
أعلى