ما هي أوجه الاستفادة من تعدد القراءات ؟

محمد رشيد

New member
إنضم
04/04/2003
المشاركات
308
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته

أما بعد ،،

فأبدأ بتحية طيبة لأعضاء الملتقى عامة ، ثم شيخينا الفاضلين / عبد الرحمن الشهري ، أبي مجاهد العبيدي خاصة .
نعتذر لشيخينا الكريمين عن فترة الانقطاع الطويلة عن الملقتى إلأا أننا متشبثون به بحمد من الله تعالى ونعمة .

وبعد .. فمن خلال خلطتي ولقاءاتي بكثير من الشباب و مد جسور الثقة فيما بيننا للحصول على مكنون معتقدهم في الكثير من مسلمات دينهم .. كنت أقع على أمور لولا تلك الجسور ما كنت لأعلم بها من هؤلاء الشباب الذين يخشون تجاسر من يسمونه ( رجل الدين ) على الحكم بتكفيرهم وإخراجهم من ملة الإسلام بذلك الذي يكنونه في صدورهم .

من خلال ذلك ، كان مما قابلت أن قال لي أحدهم :

" أنا لا أعتقد بهذا الذي يسمى القراءات ، وأرى أن هذا لا يختلف عما عليه كتاب النصارى ، فتعدده يلزم منه تعدد القرآن لا سيما و أنه ليس اختلاف لهجات فقط ، بل اختلاف في نفس التركيب اللفظي "

فكان شروعي في بيان هذا الأمر ببعض المشاريع الصغيرة والتي أستبشر خيرا بثمرتها . بفضل من الله تعالى و منة .

إلا أنه كان مما استوقفني من خلال إعدادي لتلك المشاريع : الأوجه المستفادة من تعدد القراءات .

اي أنني لو اردت تحديد وحصر ( وعنصرة ) ما ينتج عنه تعدد القراءات من فوائد ، فماذا تكون تلك العناصر ؟

وهنا وجدت أنني أمام باب لا مجال لاجتهاد و إعمال فكر فيه ؛ حيث لم أخض هذا العلم ، و لم أحصر تفصيل اختلاف القراءات ، و إن كنت أحصرها في الأوجه السبعة إجمالا .

فما يمكن أن يفيدني به مشايخي الكرام .

وجزاكم الله خيرا

محمد رشيد
 
لتوضيح الفائدة المطلوبة :

ما هي أوجه الاستفادة من تعدد القراءات .

مثلا : التسهيل لنطق بعض الألفاظ على بعض الألسن ــ تعدد المعاني ــ .... إلخ
 
aأعانك الله ووقفك..
و إن كنت اسأل من خلال مقالك عن الذي أوصل هؤلاء الشباب "المسلم " إلى مثل هذه الحالة من رفض القراءات والتشكيك بها؟
ما السبب؟!
ومن يا تُرى المسئول
؟!
 
نحن المسؤولون أخي الكريم خالد .. تلذذنا بتقوقعنا في يبرجنا العاجي الجميل و أحطنا أنفسناو عثولنا بالكم الهائل من مسائل العلوم التي تحتاج إلأى تدقيقنا و استنباطنا ... التي لو لم نبت فيها بالحكم الفصل و القول المحقق فإن الدين سيهدم و يضيع العلم !! .. إلخ تلك الأوهام التي أحاط بها نفسه جمهور المنتسبين لطلب العلم .. و الحقيقة توضح أنهم جبنوا عن مواجهة هذا الواقع حتى صاروا من أجهل الناس به .

تعالى لأريك بعض الشباب المسلم .. و الذي صارحنا يوما بأنه داخليا غير مقتنع بالقرآن و أنه لا يظهر ذلك خشية من تهمة التكفير .. و حينما نسأله عن سبب عدم قناعته ترى أن السبب هو عدم فهمه لتحول الخطاب ( الالتفات ) و يشعر أن القرآن وضغه رجل و كان يسنى و هو يكتب ، فمرة يتكلم على لسان الله ، ومرة ينقلب كأنه هو المتحدث .. فلا يدري هل المتلكم هو الرسول أم الله أم بعض آخرين !!

هذا واقع نواجهه في مصر

وشاب آخر ـ وأمثاله كثر ـ وقت أن بنينا و بينه جسورا ، صرح بعدم قناعته بالعابادة لأن الله تعلى لا يحتاجها مني ، فكيف يفرض عليّ شيئا لا فائدة منه .

وشاب كذلك يصرح بأنه غير قانع بـ ( الأسلوب الساذج ) في للشرع في الترغيب ، فيقول : و هل أنا أكون حسن الخلق و أصلي و أصوم حتى تكون في النهاية الجائزة أنني أخلد في أكل ووطء . و هل هذا أسلوب ترغيب .. طيب أنا لا أريد وطأ و لا طعاما جيدا . فلتغرني بما هو اقيم . !!!

و نحن كطلبة علم متقنين و لدينا ملكات في ممارسة العلوم .. لو سمعنا مثل هذا لعلنا نطلق الحكم بالكفير ننصرف .

وإنا لله وإنا إليه راجعون
 
الأخ محمد رشيد
هذا الموضوع قد كتب العلماء والباحثون حوله كثيراً ، وهو من أهم موضوعات القراءات ، فليتك تراجعه قبل طرحه بهذه الطريقة التي يغلب عليها العاطفة ، والرغبة في الخير ، دون امتلاك لأدواته المنهجية ، فيما يبدو لي على الأقل.
وهؤلاء الشباب الذين ذكرتهم يعانون غياباً ثقافياً عن تراث المسلمين بجملته ، وليست المشكلة في هذا الغياب ، والانحراف الفكري هي تخلي العلماء عن تعليمهم فقط ، وإنما من أسبابه - ولعله أهمها - الحملة الشرسة الإعلامية التي عصفت بكثير من هؤلاء الشباب ، وغيبتهم عن فهم أبجديات الإسلام ، فضلاً عن فهم مثل هذه المسائل الدقيقة في علم القراءات .
فليتك تتريث في مثل هذه الموضوعات ، وتعود إلى ما كتبه العلماء في مثل هذا الموضوع ، فقد لحظت في كتابتك آثار الاستعجال ، وضعف التصور ، وإلقاء التهم جزافاً.
 
أخي الكريم .. لعلك تراجع المشاركات من بدايتها ؛ فسؤالي كان أكاديميا بحتا ، و كانت العاطفة منحصرة في الرد على سؤال أخينا خالد عبد الرحمن .

والمنهجية بارزة في سؤالي عن : حصر أوجه فوائد تعدد القراءات .

ولم أتهم أهل العلم بعدم تناوله ، ففرق بين ذلك و بين سؤالي عما كتب في ذلك . فلا أدري وجه توسعكم .
 
نرجو الإفادة ، بارك الله تعالى فيكم
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بكم أخي الكريم محمد رشيد ، وفقكم الله دوماً لكل خير .

أما جواب سؤالكم ، فكما هو معلوم لديكم أن علم القراءات يعنى بالأوجه المنقولة في تلاوة الكلمات القرآنية ، وخاصة مواضع الخلاف بين القراء ، وقد تقرر عند العلماء أن تعدد القراءات بمنزلة تعدد الآيات ، وأن القراءات أبعاض القرآن ، ومن هنا تظهر أهمية هذا العلم ، وأهمية الاطلاع على الأوجه المتعددة المنقولة على أنها قرآن نزل من عند الله عز وجل .
فالمفسر إذا اعتمد قراءة واحدة وأعرض عن غيرها ، فكأنما ترك بعض ما أنزل ، وأعرض عن تفسير القرآن بالقرآن الذي هو أول ما ينبغي أن يبدأ به.
والفقيه إن أعرض عن مواضع الخلاف في بعض آيات الأحكام أخطأ السبيل ولم يهتد لوجه الصواب فيها.
والنحوي إن ابتعد عن أهم مصدر لقواعده وهو القرآن وقراءاته الثابتة فقد جانب الصواب وبنى نحوه على أسا غير متين .
والتالي للقرآن إن حرم تعلم بعض القراءات فقد حرم التعبد ببعض ما نزل من عند الله للتعبد . وهكذا .
وأهمية علم القراءات تتداخل مع الحكمة من تعدد الأحرف وتنوع القراءات ، وفيما يلي تلخيص وترتيب لبعض ما ذكره العلماء من ذلك .

أهمية وفوائد تعدد الأحرف والقراءات :
1- التسهيل والتخفيف على الأمة ورفع الحرج عنهم ، وهذه أجل حكم إنزال القرآن على سبعة أحرف ، ولعلها علة ذلك .

2- أنها من أكبر الدلائل على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في تبليغه القرآن كما أنزل إليه ، فهي مع كثرتها لم تتضاد ولم تتناقض.

3- إن في تعددها كمال الإعجاز مع غاية الاختصار وجمال الإيجاز ، فكل قراءة بالنسبة إلى الأخرى بمنزلة آية مستقلة ، ولا يخفى أن تنوع المعاني تابع لتنوع الألفاظ ، ولو كانت كل قراءة تخالف الأخرى آيةً مستقلةً لكان القرآن أطول مما هو عليه .

4- في القراءات وتعددها تيسير لحفظه ونقله على هذه الأمة ، فإن من يحفظ آيةً واحدةً في كلماتها أوجه متعددة يجد من اليسر والسهولة ما لا يجده لو كان كل وجه في آية مستقلة.

5- كانت القراءات سبباً كبيراً – ولا زالت – لإعظام أجور هذه الأمة (من حيث إنهم يفرغون جهدهم ليبلغوا قصدهم في تتبع معاني ذلك واستنباط الحكم والأحكام من دلالة كل لفظ واستخراج كمين أسراره وخفي إشاراته ، وإنعامهم النظر وإمعانهم الكشف عن التوجيه والتعليل والترجيح ، والتفصيل بقدر ما يبلغ غاية علمهم ، ويصل إليه نهاية فهمهم {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى}[آل عمران 195] والأجر على قدر المشقة). [النشر لابن الجزري 1/53]

6- في تعدد القراءات وتنوعها علامة بارزة على فضل هذه الأمة على سائر الأمم ، يتجلى ذلك من خلال عنايتهم الفائقة بهذا الكتاب والتنقيب عنه لفظة لفظة ، وحركة حركة ، ونقلهم ذلك مسنداً .

7- حفظ القراءات لكثير من لغات العرب ولهجاتهم من الضياع والاندثار ؛ لأنها استعملت أفصح ما عندهم ، وبذلك خلدت لغتهم وذكرهم ، وفي ذلك من المنة عليهم ما لا يخفى.

8- جمعت هذه القراءات الأمة الإسلامية على لسان واحدٍ يوحد بيننا جميعاً .

9- تنوع القراءات يفيد أهل العلم أثناء تفسيرهم للقرآن ، وذلك في بيان الأحكام ، والجمع بين حكمين مختلفين ، والدلالة على حكمين شرعيين ، ودفع توهم ما ليس مراداً ، وبيان لفظ مبهم كلفظ العهن ، فقد ورد في قراءة أخرى الصوف.

ومن تدبر وجد أكثر من ذلك إن شاء الله.

وللاستزادة حول هذا الموضوع الهام ، وكما تفضل الأخ كشاف فقد كتب فيه كثيراً :- النشر في القراءات العشر لابن الجزري 1/52-53
- القراءات وأثرها في علوم العربية لمحمد سالم محيسن 1/37-39
- القراءات : أحكامها ومصادرها لشعبان محمد إسماعيل .
- مناهل العرفان للزرقاني 1/139-141
- القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري في تفسيره والرد عليه للهرري 130 –131
- وغيرها من المؤلفات في القراءات .
 
السلام عليكم ورحمة الله وركاته

أعتقد أن هذا الكتاب ( المعنى القرآني في ضوء اختلاف القراءات ) يحمل إجابة عن السؤال المطروح

وهذا رابطه
http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=876
 
السلام عليكم
الأخ الكريم محمد رشيد - سدّد الله خطاه ..
أضيف إلى ما ذكره الأخوة الأفاضل ، أغراضاً أربعة أخرى ذكرها فضيلة الأستاذ الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني - رحمه الله - في كتابه القيّم (قواعد التدبّر الأمثل لكتاب الله عزّ وجلّ) :

أولاً : التكامل الفكري ، فمن اختلاف القراءات في النصّ الواحد ما الغرض منه تأدية كل قراءة لمعنى لا تؤدّيه القراءة الأخرى ، فتقوم القراءتان أو الأكثر مقام تعدّد الآيات ، وتؤدّي القراءات المختلفات تكاملاً في المعاني المقصودة جميعاً .

ثانياً : التكامل في الأداء البياني ، كأن يراعى في النصّ توجيهه مرّة بأسلوب الحديث عن الغائب ، مثل (وما الله بغافل عما يعملون) ، وتوجيهه مرّة بأسلوب الخطاب الوجاهيّ المباشر ، مثل (وما الله بغافل عما تعملون) . وكأن يراعي في النصّ توجيهه بالبناء للمعلوم مرّة ، مثل (نغفر لكم خطاياكم) ، وتوجيهه مرّة أخرى بالبناء لما لم يُذكر فاعله ، مثل (يُغفَر لكم خطاياكم) و (تُغفر لكم خطاياكم) .

ثالثاً : التنويع في الأداء الفنّي الجمالي ، مع ما قد يتضمّنه من دلالات فكرية وبيانية . مثل جعل فعل الشرط بصيغة الفعل الماضي في قراءة ، وجعله بصيغة الفعل المضارع في قراءة أخرى ، نحو : (ومن تطوّع خيراً) و (ومن يطوّع خيراً) . ففي كل من القراءتين صيغة جمالية قصد التنزيل التنبيه عليها ، واستخدامها باعتبارها عنصراً من عناصر الإعجاز الفنّي .

رابعاً : إثبات وجوه عربية متكافئة ، فيما قسّمه علماء العربية حين أرادوا ضبط هذه اللغة بعد اختلاط الشعوب ، إلى علوم اللغة ، والنحو ، والتصريف ، والبلاغة . وجاء في التنزيل إثبات هذه الوجوه أمثلة يُقاس عليها ، وشاهداً دائماً على أنها من الوجوه الجائزة في العربية ، وأنه يحسن استمرار استعمالها في وجوه الكلام العربي ، مع ما تتضمّنه من تحقيق الأغراض الثلاثة الأول .

وبعد أن بيّن - رحمه الله - هذه الأغراض الأربعة وفوائدها ، قال : وقد تتداخل الأغراض الأربعة أو بعضها في نصّ واحد ، فيكون اختلاف القراءات فيه للتكامل الفكري ، وللتكامل في الأداء البياني ، وللتنويع في الأداء الفنّي الجمالي ، ولإثبات وجوه عربية ماكافئة . وهذه الأغراض الأربعة يمكن اعتبارها إحدى وجوه الإعجاز في القرآن المجيد .

كما أنه أفرد - رحمه الله - في الباب الأخير من كتابه القيّم دراسة تحليلية للقراءات التي تشتمل على غرض أو أكثر من هذه الأغراض في سورة البقرة .

فطالعه .. وفقّك الله وسدّد خطاك ..
 
أحمد الله الكريم ، رب العرش العظيم على ما أنعم به عليّ من إفادات مشايخنا الكرام .

أستاذنا الكريم الشهري ، ما ذكرتموه قد أوفى الغرض ، و هو عين المراد

أخانا لؤي الطيبي ، إضافاتك منظورة بعين الاعتبار

أخانا الخطيب ، نشكركم على رابط الكتاب الطيب
ــــــــــــــــــــــــ

حقيقة شيخنا الشهري ، كان يسهل عليّ تتبع أوجه فوائد اختلاف الأوجه السبعة ، إلا أن عدم جمغ علم القراءات لم يؤهلني للحصول على غرضي ، حيث الحصر لهذه الفوائد ، فيمكنني مثلا القول بأن تعدد اللهجات يفيد التيسير ، و لكن لا يمكنني القول دائما بأن تغير مباني الكلمة يفيد تغير معناها وإن كان يفيد التيسير . لكن هل يفيد تغددا في الحكم الشرعي ؟ هذا ما يعجز عنه غير الملم بأوجه القراءات السبع .

سلمت يمينكم و زادكم الله حرصا وعلما

محبكم / محمد رشيد
شبكة الشريعة التخصصية
www.sharee3a.net
 
ومما يلتمس أيضا ولم يذكر في ثنايا الفوائد أعلاه تصريحا
هو أن كلام الله ليس ككلام البشر، وما سمعنا عن أحد أنه كتب كتابا وقال ممكن أن تقرأه هكذا أو هكذا إلى ثلاثة أوجه مثلا فضلا عن سبعة مع ما فيها من الجمال وحسن الوقع في النفوس

ففضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه

أقصد لابد أن يكون كلام الله مختلفا من وجوه متعددة بل لا حصر لها، لكمال الله وإطلاق قدرته وعظمة صفاته وكلامه
 
لمحة جيدة مقبولة أخي الكريم أنمار . يمكن صياغتها كعنصر مستقل
 
ما زلنا نستفيد من الملتقى و أهله فجزاكم الله عنّا خير الجزاء
 
عودة
أعلى