هو عمدة التفاسير التي تعنى باللغة
هو عمدة التفاسير التي تعنى باللغة
منذ اقتنيت ( اللباب في علوم الكتاب ) لابن عادل ، وهو جليسي ؛ لأني وجدت فيه بغيتي من فقه لغة القرآن فابن عادل المتوفى في حدود سنة 880 هج يعد متأخرا نسبيا ، وقد تبحر في علوم العربية ، وجمع تفاسير السابقين ، وكتب الأشباه والنظائر من لغة القرآن الكريم - مع تقى وورع - ففتح الله عليه بهذا التفسير الماتع الذي يمكن أن تستغني به عن مطالعة كثير من كتب التفسير ، وأقرب شيء إلى نفس اللغوي الناظر فيه ما أودعه ابن عادل فيه من المباحث الفريدة والشواهد الشعرية الغفيرة العدد والربط بين معاني اللفظة الواحدة في كل موضع من كتاب ربنا وإعراب ينم عن فهم عميق لسياق الآية وصلتها بما قبلها وما بعدها . ودارس البلاغة يجد بغيته من البيان في القرآن بتوضيح المتذوق للمعاني وليس بتوضيح القواعد الجافة . و طالب علوم القرآن يجد مسائلها مبثوثة حسب ما يقتضيه المقام فكل متخصص في فن من فنون العلم يجد فيه مبتغاه ؛ فهذا كله يرغبني في مداومة النظر في ( اللباب في علوم الكتاب ) .
والرجل منظم الفكر مرتب المنهج رصين العبارة سلسها ومن الأمانة أن ندعو إلى قراءة كتابه بإمعان ففيه خير كثير إن شاء الله .
غير أن الطبعة الوحيدة بين أيدينا - وإن كانت بعض أجزائها رسائل جامعية - لا تزال بحاجة إلى تدقيق لما بدا فيها من هفوات لعل الناشرين يستدركونها في طبعة لاحقة إن شاء الله .