ما هو الموقف العلمي من "الميزان في تفسير القرآن" للطبطبائي الشيعي ؟

صابر يوسف

New member
إنضم
06/10/2014
المشاركات
18
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
40
الإقامة
الجزائر
بسم1السؤال : هل التفسير المسمَّى بـ " تفسير الميزان " الذي قام بتأليفه الطبطبائي موثوق به ، ولماذا ؟

الحمد لله
أولا :
مؤلف كتاب " الميزان في تفسير القرآن " من كبار الشيعة ومقدَّميهم ، وهو محمد حسين ، بن محمد ، المتصل نسبه بالطباطبائي التبريزي ، نسبة إلى " تبريز " ثاني مدن إيران بعد طهران . ولد سنة (1903م)، وأقام في " قم " يُعَلِّم ويتعلَّم حتى صار من كبار المتصدرين للتدريس والفتوى والتأليف في مدارس الشيعة هناك ، ولما توفي سنة (1981م) أعلنت الدولة الحداد الرسمي .
إذا علم ذلك فلا يسع المسلم إلا أن يتوقف فيما يرد في مؤلفات هذا الكاتب ابتداء ، لما عليه الشيعة الاثنا عشرية (الرافضة) من انحراف عقائدي خطير .
ثانيا :
هذا الكتاب " الميزان في تفسير القرآن " يُعَدُّ أولَ تفسير شيعي جديد بعد تفسيري " مجمع البيان " للطبرسي ، و " التبيان " للطوسي ، كانت بداياته على شكل محاضرات يلقيها الطباطبائي على طلابه ، صدر المجلد الأول منه سنة (1956م) ، وتوالت أجزاؤه حتى بلغ (20) مجلدا ، وترجم إلى الإنجليزية والفارسية .
هذه المعلومات ملخصة من رسالة ماجستير مقدمة إلى الجامعة الأردنية عام (1994م) " تفسير محمد حسين الطباطبائي الميزان في تفسير القرآن : دراسة منهجية ونقدية " للباحث : يوسف الفقير ، (ص/6-23)
ثالثا :
لنا على هذا التفسير الكثير من الملاحظات ، منها :
1- تشكيكه بوقوع النقص في القرآن الكريم - وهذا كفر نعرفه عن كثير من علماء الشيعة -، فقد قال وهو يتحدث عن توثيق النص القرآني بطرق عدد من الروايات في جمع القرآن :
" وبالجملة الذي تدل عليه هذه الروايات أن الموجود فيما بين الدفتين من القرآن هو كلام الله تعالى ، فلم يزد فيه شيء ، ولم يتغير منه شيء ، وأما النقص فإنها لا تفي بنفيه نفيا قطعيا " انتهى.
" الميزان " (12/125)
ويقول أيضا :
" وبالجملة الروايات السابقة كما ترى آحاد محفوفة بالقرائن القطعية نافية للتحريف بالزيادة والتغيير قطعا، دون النقص إلا ظنا ، ودعوى بعضهم التواتر من حيث الجهات الثلاثة لا مستند لها " انتهى.
" الميزان " (12/126)
2- التفسير الباطني الذي هو في حقيقته خروج عن الشريعة باسم الكشف والإلهام والفتوحات ، تجد ذلك في " تفسير الميزان " عند تفسير قوله تعالى : ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) النور/35
فهو ينقل البحث الروائي عن الإمام الصادق أنه سئل عن هذه الآية فقال : هو مثل ضربه الله لنا ، فالنبي والأئمة صلوات الله عليهم من دلالات الله وآياته التي يهتدي بها إلى التوحيد ومصالح الدين .
ثم يعلق الطباطبائي فيقول :
" الرواية من قبيل الإشارة إلى بعض المصاديق ، وهو من أفضل المصاديق ، وهو النبي صلى الله عليه وسلم والطاهرون من أهل بيته عليهم السلام ، وإلا فالآية تعم بظاهرها غيرهم من الأنبياء والأوصياء والأولياء " انتهى.
" الميزان " (15/141)
3- كثرة الموضوعات والمكذوبات والأحاديث التي لا أصل لها ، والتي يقرر من خلالها عقائد ومبادئ باطلة ، وهذه أمثلتها لا تحصى كثرة .

يقول الدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله :
" وأشهر تعاليم الإمامية الاثني عشرية أمور أربعة : العصمة ، والمهدية ، والرجعة ، والتقية .
أما العصمة : فيقصدون منها أن الأئمة معصومون من الصغائر والكبائر في كل حياتهم ، ولا يجوز عليهم شيء من الخطأ والنسيان .
وأما المهدية : فيقصدون منها الإمام المنتظر الذي يخرج في آخر الزمان ، فيملأ الأرض أمناً وعدلاً بعد أن مُلئت خوفاً وجوراً ، وأول مَن قال بهذا هو " كيسان " مولى عليّ بن أبي طالب في محمد ابن الحنفية ، ثم تسرَّبت إلى طوائف الإمامية فكان لكل منها مهدي منتظر .
وأما الرجعة : فهي عقيدة لازمة لفكرة المهدية ، ومعناها : أنه بعد ظهور المهدي المنتظر يرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا ، ويرجع عليّ ، والحسن ، والحسين ، بل وكل الأئمة ، كما يرجع خصومهم ، كأبي بكر وعمر ، فيُقتص لهؤلاء الأئمة من خصومهم ، ثم يموتون جميعاً ، ثم يحيون يوم القيامة .
وأما التقية : فمعناها المداراة والمصانعة ، وهي مبدأ أساسي عندهم ، وجزء من الدين يكتمونه عن الناس ، فهي نظام سري يسيرون على تعاليمه ، فيدعون في الخفاء لإمامهم المختفي ، ويظهرون الطاعة لمن بيده الأمر ، فإذا قويت شوكتهم أعلنوها ثورة مسلحة في وجه الدولة القائمة الظالمة " انتهى.
" التفسير والمفسرون " (3/65-66)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...الاخ الفاضل صابر...اما قولكم..
(
هذا الكتاب " الميزان في تفسير القرآن " يُعَدُّ أولَ تفسير شيعي جديد بعد تفسيري " مجمع البيان " للطبرسي ، و " التبيان " للطوسي)
فهذا لايصح لان تفاسيرهم كثيرة ومن الصعب إحصائها ولك هذه الاسماء
تفسير الصافي للكاشاني

تفسير البيان للخوئي

تفسير القمي

تفسير النعماني

مجمع البيان للطبرسي

تفسير عبدالله شبر

تفسير البرهان للبحراني

تفسير الميزان للطبطبائي

تفسير نور الثقلين للحويزي

تفسير تقريب القرآن لمحمد الشيرازي

الأَمْثَـلُ في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل لمكارم الشيرازي

تفسير التبيان للطوسي

تفسير فرات الكوفي

تفسير الإمام العسكري
ومن التفاسير الحديثة تفسير الخوئي وهو مرجعهم في النجف قبل المرجع
الحالي السيستاني....ومن أكثر علماء الامة الذين أوضحوا زيف عقائدهم وتفاسيرهم
شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وخاصة بكتابه(منهاج السنة النبوية في نقض
كلام الشيعة والقدرية)الذي ألفه الشيخ ردا على كتاب الكرامة للطوسي وهو كتاب ينتصر
لعقائدهم ويدعو لها....ومما أوضح فيه الشيخ ان تفسيرهم لايات القرآن اما انه يعتمد
على روايات مكذوبة لاتصح...او على روايات صحيحة لكنهم يؤولوها التأويل الباطل
الذي ينتصر لمذهبهم...ومن أنفع الدراسات عنهم رسالة الدكتوراه(عقيدة الشيعة الاثنى
عشرية...عرض ونقد)وهي لاحد الاساتذة السعوديين...وراجع ايضا موقع الشيخ
حسين المؤيد..وهو كان من علمائهم واخيرا ترك مذهبهم واتبع منهج اهل السنة
والجماعة....والسلام.

 
مؤثؤق به؟ لا شك. أي من الناحية العلمية جزء كبير منه معتبر، و الباقي يتخلله التمدهب الفقهي و الكلامي و هذا طبيعي عند كل فرق الأمة سنة و صوفية و سلفية و شيعة و خوارج و معتزلة. هذا الجزء الأخير هو أيضا موثوق به (عند الشيعة) عند الشيعة الحضارية بشكل أكبر و الشيعة الطائفية بشكل أقل. هذا السبب انه لم يستبعد من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم لمؤسسة مبدع التي تستبعد الغلاة ..
 
من الناحية العلمية جزء كبير منه معتبر، و الباقي يتخلله التمدهب الفقهي وهذا طبيعي عند كل فرق الأمة ..
نعم هذا صحيح
وهو من هذه الجهة يشبه تفسير الكشاف للزمخشرى المعروف بإعتزاله ، حيث نجد عقيدة المعتزلة مبثوثة فى ثنايا هذا التفسير ، ومع هذا فإنه يُعد من أجود كتب التفسير وخاصة فى النواحى البلاغية واللغوية
ولا ينبغى أن يدفعنا التعصب للمذهب إلى الغلو فى نقد من يخالفنا وجحد كل حسناته جملة واحدة
قال تعالى : " وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ "
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين....أخي العليمي المصري...هل ان الآية التي ذكرتها تنطبق على
موضوعنا وهو التفاسير المخالفة لعقيدة السنة والجماعة فليس بيننا وبين تلك التفاسير
(شنآن)أي بغض الا ما أبغضه الله تعالى ونهى عنه.....
والى الاخ الكريم شايب جزاه الله تعالى خيرا....ارى والله تعالى اعلم ان ذكر التفاسير
المخالفة في موسوعة التفسير يجب ان يكون مصحوبا بالتحذير منها...وإرشاد القارىء
الى أفضل الردود عليها....والله تعالى أعلم.
 
أخي الأستاذ البهيجي، من الناحية المبدئية اتفق معك لكن في الاختلاف رخصة للعمل العقلي يشتغل و يبحث عن حقيقة الموضوع أعني حقيقة ما يبينه النص في ذاته و حقيقة المطلوب من المتلقي ، و الذي لا نختلف فيه أو لا يجوز أو لا يستحسن الاختلاف فيه فيخاطب السمع و يرسم الحدود للعمل العقلي في نطاق التعامل المباشر في مجال الاستسلام لكن هل ينتمي البيان القرآني إلى مجال الاستسلام دون مجال البحث ؟ ثقافة التحذير تلك تتجاوز هذا السؤال أو تولد الشعور بهذا التجاوز و هنا يندمج العقل الشرعي النقدي في العقل الشرعي المذهبي أي البحث في الاستسلام كأن النص نفسه يحمل هذه الخاصية لتجويز أي نوع من الشرح و التفسير و التأويل و الاستنطاق و الأسقاط بينما التفاسير في الواقع لا تظهر القطيعة الكلية بينها حتى تلك التي اعتبرها الجامع التاريخي للتفسير متطرفة و متجاوزة للحدود. هذا الواقع يبرهن أن القرآن حقا هو بيان و هذا يعيق القراءة الحداثية مما جعل أهلها يبحثون عن عامل خارجي لأن حتى الباطنية لا تجدي نفعا. لذا علينا إحلال التأسيس و الحوار محل التحذير و الردود، ففي التاصيل نبحث في المتفق عليه عن أسس نعتمدها لتصنيف الذي ينتمي إلى المجال الأول و في الحوار تناقش المبررات و الآراء فيضطر المخالف إلى الاشتغال في الأسس و المناهج . أما قصة تحديد الأخطاء بالمذهب و أسبابه فلن تحدث نقلة علمية و لا خطوة نهضوية فكل يتمسك عندها بمذهبه و أسبابه حيث هنا تنتعش الطائفية على المستوى المعرفي ثم تواصل طريقها في القناعات فالواقع.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...الاخ الكريم شايب...انا لا أدعو الى التطرف في التحذير وتسفيه
المخالف...بل أدعو الى التعامل معه وفق مفهوم الآية الكريمة(أدع الى سبيل ربك بالحكمة
والموعظة الحسنة...)فليس من الحكمة التهجم على المخالف وتكفيره ووصفه بالاوصاف التي لايرضاها...إلا إني لا أتفق معك في قولك(
. أما قصة تحديد الأخطاء بالمذهب و أسبابه فلن تحدث نقلة علمية و لا خطوة نهضوية فكل يتمسك عندها بمذهبه و أسبابه حيث هنا تنتعش الطائفية على المستوى المعرفي ثم تواصل طريقها في القناعات فالواقع. ).....أخي الكريم ان مذهب الشيعة الامامية من
المذاهب التي يسعى أصحابه الى نشر معتقداته بكل وسيلة...فيجب علينا كدعاة أن نحذر
المسلمين من أفكاره التي تصادم العقيدة الاسلامية ومنهج أهل السنة والجماعة...فليست
المسألة من النوافل بل من الواجبات التي لايمكن التنازل عنها وأن ترى مايفعله دعاة
المذهب في مصر والسودان وغيرها...والله تعالى أعلم.
 
أحسن الله إليكم، هل أجد رابط لرسالة(تفسير محمد حسين الطباطبائي الميزان في تفسير القرآن : دراسة منهجية ونقدية " للباحث : يوسف الفقير)؟
 
أحسن الله إليكم، هل أجد رابط لرسالة(تفسير محمد حسين الطباطبائي الميزان في تفسير القرآن : دراسة منهجية ونقدية " للباحث : يوسف الفقير)؟

لا علم لي بوجودها لكن لو تتبعتم معلومات أدق عن الرسالة : في أي جامعة ، وتاريخها، واسم المشرف ونحو ذلك قد يفيد في الوصول للرسالة.
 
نعم فضيلة الشيخ: هي رسالة ماجستير في الجامعة الأردنية نشرت عام 1994م، اسم المشرف عبدالجليل عبدالرحيم
والجامعة الأردنية لا تتيح سوى لأعضاء التدريس فيها بتنزيل الرسائل كاملة
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وجاء في موسوعة الفرق في موقع الدرر السنية ما يلي:
(
المطلب الثامن: الميـــزانالتشكيل
بعد الحديث عن كتب للجعفرية الاثني عشرية ظهرت في القرون السابقة أرى أن ننظر فيما كتب علماؤهم المعاصرون، لنرى إلى أي مدى لا يزال التأثر بعقيدة الإمامة في تناولهم لكتاب الله العزيز.
ومن أكثر الكتب انتشاراً وشهرة، ولها مكانتها عند شيعة اليوم كتاب (الميزان في تفسير القرآن) ": للسيد محمد حسين الطباطبائي [SUP](1)[/SUP] . وأهم آثار الإمامة في هذا الكتاب تبدو فيما يأتي:-
أولا ً:عندما ينتصر لعقيدته في الإمامة، أو لشيء متصل بها، يقف من التحريف موقفاً غير حميد، ففي الحديث عن آية التطهير سبق أن أوردت قوله الذي يفيد احتمال وضع الصحابة للآيات في غير موضعها حيث قال (16 / 330) : " الآية لم تكن بحسب النزول جزءاً من آيات نساء النبي، ولا متصلة بها، وإنما وضعت بينها: إما بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​، أو عند التأليف بعد الرحلة " [SUP](2)[/SUP] .
وعند الحديث عن موقف شبر من التحريف ذكرت ما نسبه لأئمته من زيادة كلمة " أو محدث " بعد قوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ [الحـج: 52]، وذكرت كذلك (تفسير شبر) للمحدث بأنه الإمام يسمع الصوت ولا يرى الملك. وصاحب (الميزان) نراه يقول: " الروايات في معنى المحدث عن أئمة أهل البيت كثيرة جداً، رواها في (البصائر) و(الكافي) و(الكنز) و(الاختصاص) وغيرها. وتوجد في روايات أهل السنة أيضاً " [SUP](3)[/SUP] .
وإذا كان قوله ينحصر في معنى المحدث، إلاَّ أن روايات أئمته التي أشار إليها تتناول زيادة الكلمة في الآية الكريمة ومعناها [SUP](4)[/SUP] .
أما روايات أهل السنة فنجدها في الصحيحين وغيرهما: ففي البخاري " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​:((لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر)) [SUP](5)[/SUP] .
وفي مسلم: عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ أنه كان يقول: ((قد كان يكون في الأمم قبلكم محدثون، فإن يك في أمتى منهم أحد فإن عمر بن الخطاب منهم)). قال ابن وهب: تفسير محدثون ملهمون " [SUP](6)[/SUP] .
وفي الترمذي أن الرسول صلى الله عليه وسلم
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ أنه قال: ((قد كان يكون الأمم محدثون، فإن يك في أمتي أحد فعمر بن الخطاب)) وزاد الترمذي: " قال سفيان بن عيينة: محدثون يعني مفهمون " [SUP](7)[/SUP] .
فهذه الروايات إذن ليس فيها تحريف للقرآن الكريم، أو زعم استمرار الوحي وسماع صوته.
وعند قوله: فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ [ النساء:24].
روى عن أئمته بأنها إنما نزلت فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ [ النساء:24]، ثم يعقب بقول عام يبين رأيه في هذه الرواية وأمثالها حيث يقول:
" لعل المراد بأمثال هذه الروايات الدلالة على المعنى المراد من الآية دون النزول اللفظي " [SUP](8)[/SUP] .
فهو إذن لا يجزم بالتحريف أو عدمه، أي أنه في منزلة بين القمي والطوسي.
ثانياً: بينا لجوء الطوسي والطبرسي لتأويل بعض آي القرآن الكريم للاستدلال على عقيدة الإمامة، وهنا نجد صاحب (الميزان) يزيد عنهما غلواً وافتراء، فمثلاً آية الولاية التي تحدثنا عنها في الجزء الأول، نرى الطباطبائى يتناولها في أكثر من عشرين صفحة محاولاً أن يثبت بها الولاية، وضلال من لا يشاركه عقيدته، ويذكر أن علياً حاج أبا بكر بها فاعترف بأن الولاية لعلي [SUP](9)[/SUP] .
وعند قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ [النساء:59]. نراه يقول: " على الناس أن يطيعوا الرسول فيما بينه بالوحي، وفيما يراه من الرأي، وأما أولو الأمر منهم - كائنين من كانوا - لا نصيب لهم من الوحي، وإنما شأنهم الرأي الذي يستصوبونه، فلهم افتراض الطاعة نظير ما للرسول في رأيهم وقولهم، ولذلك لما ذكر وجوب الرد والتسليم عند المشاجرة لم يذكرهم بل خص الله والرسول ". [SUP](10)[/SUP] ثم قال: " وبالجملة لما لم يكن لأولي الأمر هؤلاء خيرة في الشرائع، ولا عندهم إلا ما لله ورسوله من الحكم - أعني الكتاب والسنة - لم يذكرهم الله سبحانه وتعالى
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ ثانيا، عند ذكر الرد. فلله تعالى إطاعة واحدة وللرسول وأولي الأمر إطاعة واحدة " [SUP](11)[/SUP] . ويبدو الاعتدال هنا في اختصاص الوحي بالرسول - صلى الله عليه وسلم
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ - ولكنه جعل رأي أولي الأمر كرأي الرسول سواء بسواء، وطاعتهم داخلة في طاعة الرسول، لينتهي من هذا إلى وجوب عصمتهم والنص عليهم، وأنهم هم أئمة الجعفرية! وذكر روايات تؤيد ما ذهب إليه، فأحال كتاب الله تعالى إلى كتاب من كتب الإمامة عند الجعفرية.
ونكتفي هنا بذكر إحدى رواياته، وتعقيبه عليها، ليتضح مدى الغلو والافتراء، وهاك نص الرواية: " في (تفسير البرهان) عن ابن بابويه، بإسناده عن جابر بن عبدالله الأنصارى, لما أنزل الله عز وجل
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ [النساء:59] قلت: يا رسول الله عرفنا الله ورسوله، فمن أولو الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك ؟ فقال: هم خلفائي ياجابر، وأئمة المسلمين من بعدي، أولهم علي بن أبي طالب، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، ستدركه ياجابر، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسين بن علي، ثم سميي محمد وكنيي، حجة الله في أرضه، وبغيته في عباده، ابن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه بالإيمان.
قال جابر: فقلت له: يارسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته ؟ فقال صلى الله عليه وسلم
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​: أي والذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجلاها سحاب، يا جابر هذا من مكنون سر الله ومخزون علم الله فاكتمه إلا عن أهله! " ثم عقب الطباطبائى بقوله: " وعن النعماني... عن علي في ما معنى الرواية السابقة، ورواها علي بن إبراهيم بإسناده عن سليم عنه، وهناك روايات آخرى من طرق الشيعة وأهل السنة! ومنها ذكر إمامتهم بأسمائهم، من أراد الوقوف عليها فعليه بالرجوع إلى كتاب (ينابيع المودة) وكتاب (غاية المرام) للبحراني، وغيرهما " [SUP](12)[/SUP] .
ثالثاً: وهو يتحدث عن منهجه في التفسير، واستدلاله بالروايات قال: " وضعنا في ذيل البيانات متفرقات من أبحاث روائية، نورد فيها ما تيسر لنا إيراده من الروايات المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​، وأئمة أهل البيت عليهم السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​، من طرق العامة والخاصة. وأما الروايات الواردة عن مفسري الصحابة والتابعين فإنها على ما فيها من الخلط والتناقض لا حجة فيها على مسلم " [SUP](13)[/SUP] .
وبالاطلاع على هذه الأبحاث الروائية وجدنا أنه لا يفترق كثيراً عن القمي والعياشي وأضرابهما، وعنهم أخذ أكثر رواياته، ولنضرب بعض الأمثلة:
من هذه الروايات " أن آدم لما أكرمه الله تعالى بإسجاد ملائكته له، وبإدخاله الجنة، قال: هل خلق الله بشراً أفضل مني ؟ فعلم الله عز وجل
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ ما وقع في نفسه فناداه، ارفع رأسك يا آدم، وانظر إلى ساق العرش، فنظر إلى ساق العرش فوجد عليه مكتوباً: لا إله إلاَّ الله، محمد رسول الله، علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. فقال آدم: يا رب من هؤلاء ؟ فقال عز وجل
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​: يا آدم، هؤلاء ذريتك، وهم خير منك ومن جميع خلقي، ولولاهم ما خلقتك، ولا الجنة ولا النار، ولا السماء ولا الأرض، فإياك أن تنظر إليهم بعين الحسد، فأخرجك عن جواري، فنظر إليهم بعين الحسد وتمنى منزلتهم، فتسلط عليه الشيطان حتى أكل من الشجرة التي نهي عنها، وتسلط على حواء فنظرت إلى فاطمة بعين الحسد حتى أكلت من الشجرة كما أكل آدم، فأخرجهما الله تعالى من جنته، وأهبطهما من جواره إلى الأرض ".
ثم عقب صاحب (الميزان) بقوله: " وقد ورد هذا المعنى في عدة روايات، بعضها أبسط من هذه الرواية وأطنب، وبعضها أجمل وأوجز " [SUP](14)[/SUP] .
وروى عن الكليني في قوله تعالى " 37: البقرة ": فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ [البقرة:37] قال: " سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ". وعقب بقوله: " وروي هذا المعنى أيضاً الصدوق والعياشي والقمي وغيرهم " [SUP](15)[/SUP] .
وروى عن الكليني أيضاً: " إن الله أعز وأمنع من أن يظلم، أو ينسب نفسه إلى الظلم، ولكنه خلطنا بنفسه، فجعل ظلمنا ظلمه، وولايتنا ولايته، ثم أنزل الله بذلك قرآناً على نبيه فقال: وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [ البقرة: 57], الأعراف:160[ [SUP](16)[/SUP] ]
وعن الكافي كذلك: " إذا جحدوا ولاية أمير المؤمنين فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون [SUP](17)[/SUP] .
وعن العياشي أن الإمام الصادق قال: " الذين باءوا بسخط من الله هم الذين جحدوا حق علي وحق الأئمة منا أهل البيت، فباءوا بسخط من الله " [SUP](18)[/SUP] .
وعنه كذلك في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ [البقرة: 159] عن الإمام الصادق: نحن نعنى بها، والله المستعان، إن الواحد منا إذا صارت إليه لم يكن له أو لم يسعه إلاَّ أن يبين للناس من يكون بعده [SUP](19)[/SUP] .
وعن العياشي أيضاً أن الرسول صلى الله عليه وسلم
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ كان يقـول: ((لا دين لمن لا تقية له)) [SUP](20)[/SUP] .
وعن القمي والكافي في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال: 24]، رويا أنها نزلت في ولاية الإمام علي [SUP](21)[/SUP] .
ومن هذا كله يتضح أثر الإمامة في هذا التفسير، وهو بلا شك أكثر غلواً من تفسير الطوسي، بل من الطبرسي، وأبحاثه الروائية نقلها من القمي والعياشي والكليني وغيرهم، فهو في هذا لا يكاد يفترق عن باقي الضالين. [SUP](22)[/SUP]
 
نعم فضيلة الشيخ: هي رسالة ماجستير في الجامعة الأردنية نشرت عام 1994م، اسم المشرف عبدالجليل عبدالرحيم
والجامعة الأردنية لا تتيح سوى لأعضاء التدريس فيها بتنزيل الرسائل كاملة


هذا ملخص + الفهرس للرسالة في 18 صفحة
 
عودة
أعلى