ما هو المراد بالساعة في الأحاديث؟

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع نادية
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

نادية

New member
إنضم
26/02/2010
المشاركات
176
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
ما هو المراد بالساعة في الأحاديث؟ هل المراد بها الساعة المعروفة الآن ؟ أو المراد بها فترة من الزمن ؟
كقول علي بن أبي طالب مثلاً عن الأمر بالصدقة عند مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم : (ما كانت إلا ساعة من نهار)
 
الأخت السائلة
السلام عليكم ورحمة الله

كنت قد كتبت دراسة منذ عدة سنوات، رددت فيها على تجاوزات علمية لأحد علماء الفلك في مسائل فقهية، وقد تناولت فيها موضوع "الساعة" عند العرب ضمن عدة مسائل عن الزمن، وأنقل إليك فقرة اقتبستها منها:

"الذي كانت عليه العرب في جاهليتهم من تلك الساعة هي الزمنية (المعوجة) وليست المستوية" فهذا صحيح بالمعنى الوصفي وليس بالمعنى الكمي. أي أن هذه الساعات التي نقلوها عن الحضارات المجاورة بعدد 12 ساعة بالنهار ومثلها بالليل، لم يكن استخدامهم لها إلا بمعنى البقع الزمنية لتمييز بعض النهار من بعض، وبعض الليل من بعض، وليس بالمعنى الحرفي لمعنى الساعات كما نستخدمها اليوم، إذ لا قيمة ولا معنى لساعة أطول أو أقصر من غيرها إذا لم يكن عندك ما تقيسه بواسطتها. والحقيقة أن الساعات بالمعنى الكمي لم تأت إلا بظهور الحاجة الفعلية إلى مقارنة بعض الأوقات ببعض، وتعيين أحداث بعينها في سياق الوقت. وهذا لم يظهر إلا مع الاهتمام بقياس الظواهر الفلكية من رصد للنجوم، والحاجة لمعرفة بدايات الشهور القمرية في مواعيد الاقترانات، والكسوفات. وهذا لم يكن من اهتمامات عرب الجاهلية ولا صدر السلام....

وأيضاً الفقرة الآتية:
وقد أعطوا (أي العرب) لكل ساعة من ساعات الليل والنهار أسماء تخصها تدل عليها: فأما ساعات الليل فهي: الشهادة، الغسق، العتمة، الفحمة، الموهن، القطع، الجوسم، الهتكة (العبكة)، التباشير، الفجر الأول، المعترض، وأخيراً الإسفار.
وأما ساعات النهار فمتسلسلة وفق الآتي: الدروز، البزوغ، الضحى، الغزال، الهاجرة، الزوال، الدلوك، العصر، الأصيل، الصبوب، الحدود (العشي)، ثم الغروب.
مع ملاحظة أن بعض الساعات قد تتعدد لها أسماء بين القبائل.

والخلاصة أن العرب عرفوا "الساعة" من الحضارات المجاورة، وخاصة البابلية، والتي قسموا فيها اليوم (أي النهار) إلى إثنتى عشرة ساعة (يقيسونها بالساعة الشمسية: المزولة) وكانوا يقسمون الليل أيضاً إلى إثنتى عشرة ساعة، فيكون مجموع ساعات الليل والنهار أربع وعشرين ساعة.

وكان الفرق بينها وبين ساعاتنا اليوم أن تلك الساعات كانت محض تقسيم لطول النهار. ولكن النهار يطول بالصيف ويقصر بالشتاء. فكانت ساعة النهار في الصيف أطول منها بالشتاء (وعكسها بالليل)، ومن ثم، لم تكن الساعة ثابتة الطول، ولذلك سُمّيت بالساعة المُعْوَجّة. ... ولم يتحول الناس إلى ساعة ثابتة الطول (والتي سميت بالساعة المستوية) عملياً إلا على يد واحد من أشهر علماء الفلك العرب هو ابن الشاطر (1304-1375م) ، والذي كان يعمل مُؤَقِّت المسجد الأموي بدمشق (كانت وظيفة المُؤقت أساسية عند العرب، ومهمته تعيين مواقيت الصلوات). ومن يومها فقط عرف الناس الساعة المستوية التي نستعملها الآن.

ويمكنك قراءة كامل الدراسة على الرابط الآتي:
توقيت وتَوقيت، أعجمي وعربي: حول توقيت مكة المكرمة وتوقيت جرينتش: تفنيد مزاعم ودرء مفاسد
 
عودة
أعلى