ما هو التوجيه اللائق للمنسوب لابن عباس أن الكاتب نعس وهو يكتب ( ييأس )

محمد فال

New member
إنضم
15 يونيو 2007
المشاركات
66
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
المدينة المنورة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد: فهل عند أحد من الإخوة الأفاضل، توجيه لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما بإسناد صححه ابن حجر-رحمه الله- في الفتح (13/156) من أنه كان رضي الله عنه يقرأ قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا} [سورة الرعد: 31] "أفلم يتبين" بدل "أفلم ييئس" ( )ويقول: (كتبها الكاتب وهو ناعس)
أفيدونا بارك الله فيكم
 
التعديل الأخير:
[align=center]قال الزمخشري في كشافه ، في تفسير هذه الآية ( 1 / 617 ) :

(ويدل عليه أن عليا وابن عباس وجماعة من الصحابة والتابعين قرؤا :
أفلم يتبين وهو تفسير أفلم ييئس وقيل :
إنما كتبه الكاتب وهو ناعس مستوى السينات وهذا ونحوه مما لا يصدق في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل
من بين يديه ولا من خلفه وكيف يخفى مثل هذا حتى يبقى ثابتا بين دفتي الإمام .
وكان متقلبا في أيدي أولئك الأعلام المحتاطين في دين الله المهيمنين عليه لا يغفلون عن جلائله ودقائقه خصوصا عن القانون الذي إليه المرجع والقاعدة التي عليها البناء وهذه والله فرية ما فيها مرية .
ويجوز أن يتعلق " لو أن يشاء " بآمنوا على أو لم يقنط عن إيمان هؤلاء الكفرة الذين آمنوا بأن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولهداهم " تصيبهم بما صنعوا " من كفرهم وسوء أعمالهم " قارعة " داهية تقرعهم بما يحل الله بهم في كل وقت من صنوف البلايا والمصائب في نفوسهم وأولادهم وأموالهم " أو تحل " القارعة " قريبا " منهم فيفزعون ويضطربون ويتطاير إليهم شرارها ويتعدى إليهم شرورها " حتى يأتي وعد الله " وهو موتهم أو القيامة . وقيل : ولا يزال كفار مكة تصيبهم بما صنعوا برسول الله صلى الله عليه و سلم من العداوة والتكذيب قارعة لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لا يزال يبعث السرايا فتغير حول مكة وتختطف منهم وتصيب من مواشيهم . أو تحل أنت يا محمد قريبا من دارهم بجيشك كما حل بالحديبية حتى يأتي وعد الله وهو فتح مكة وكان الله قد وعده ذلك ...) .
[/align]
 
محاورة ومراجعة

محاورة ومراجعة



كلام الزمخشري تعليقا على قول ابن عباس في القراءة المزعومة عن ابن عباس : ( أفلم يأس ) ، وأن الكاتب كتبها : ييأس وهو ناعس ، وأن الكاتب زاد سنة واحدة ، فصار ( ييأس ) فقرئ كذلك . حسبما رواه الرازي .
وليس القول متعلقا بقراءة يتبين .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الكيلانية :
" إِنَّ السَّلَفَ أَخْطَأَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فِي كَثِيرٍ مِنْ الْمَسَائِلِ وَاتَّفَقُوا عَلَى عَدَمِ التَّكْفِيرِ بِذَلِكَ:
1) مِثْلُ مَا أَنْكَرَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ أَنْ يَكُونَ الْمَيِّتُ يَسْمَعُ نِدَاءَ الْحَيِّ .
2) وَأَنْكَرَ بَعْضُهُمْ أَنْ يَكُونَ الْمِعْرَاجُ يَقَظَةً .
3) وَأَنْكَرَ بَعْضُهُمْ رُؤْيَةَ مُحَمَّدٍ رَبَّهُ .
4) وَلِبَعْضِهِمْ فِي الْخِلَافَةِ وَالتَّفْضِيلِ كَلَامٌ مَعْرُوفٌ .
5) وَكَذَلِكَ لِبَعْضِهِمْ فِي قِتَالِ بَعْضٍ وَلَعْنِ بَعْضٍ وَإِطْلَاقِ تَكْفِيرِ بَعْضِ أَقْوَالٍ مَعْرُوفَةٍ .
6) وَكَانَ الْقَاضِي شريح يُنْكِرُ قِرَاءَةَ مَنْ قَرَأَ : { بَلْ عَجِبْتَ } وَيَقُولُ : إنَّ اللَّهَ لَا يَعْجَبُ ؛ فَبَلَغَ ذَلِكَ إبْرَاهِيمَ النخعي فَقَالَ : إنَّمَا شريح شَاعِر يُعْجِبُهُ عِلْمُهُ . كَانَ عَبْد اللَّه أُفُقه مِنْهُ فَكَانَ يَقُولُ : { بَلْ عَجِبْتَ } فَهَذَا قَدْ أَنْكَرَ قِرَاءَةً ثَابِتَةً وَأَنْكَرَ صِفَةً دَلَّ عَلَيْهَا الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَاتَّفَقَتْ الْأُمَّةُ عَلَى أَنَّهُ إمَامٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ .
7) وَكَذَلِكَ بَعْضُ السَّلَفِ أَنْكَرَ بَعْضُهُمْ حُرُوفَ الْقُرْآنِ :
أ- مِثْلَ إنْكَارِ بَعْضِهِمْ قَوْلَهُ : { أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا } وَقَالَ : إنَّمَا هِيَ : أو لَمْ يَتَبَيَّنْ الَّذِينَ آمَنُوا .ب- وَإِنْكَارِ الْآخَرِ قِرَاءَةَ قَوْلِهِ : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إلَّا إيَّاهُ } وَقَالَ : إنَّمَا هِيَ : وَوَصَّى رَبُّك .
ج - وَبَعْضُهُمْ كَانَ حَذَفَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَآخَرُ يَكْتُبُ سُورَةَ الْقُنُوتِ .
وَهَذَا خَطَأٌ مَعْلُومٌ بِالْإِجْمَاعِ وَالنَّقْلِ الْمُتَوَاتِرِ، وَمَعَ هَذَا فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ قَدْ تَوَاتَرَ النَّقْلُ عِنْدَهُمْ بِذَلِكَ لَمْ يُكَفَّرُوا، وَإِنْ كَانَ يَكْفُرُ بِذَلِكَ مَنْ قَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ بِالنَّقْلِ الْمُتَوَاتِرِ " .

فعلى ما ذكره ابن تيمية هنا يكون هذا خطأ من ابن عباس رضي الله عنهما ..
 
6) وَكَانَ الْقَاضِي شريح يُنْكِرُ قِرَاءَةَ مَنْ قَرَأَ : { بَلْ عَجِبْتَ }

لعله خطأ طباعي ، والصواب :وَكَانَ الْقَاضِي شريح يُنْكِرُ قِرَاءَةَ مَنْ قَرَأَ : { بَلْ عَجِبْتُ } بضم التاء .
 
هذا المتن فيه نكارة شديدة جدًا ، النكارة بادية فيه من وجوه :
الأول : إذا كان الكاتب نعس وهو يكتب مصحفًا ، فما بال المصاحف الباقية التي فيها الحرف نفسه ( ييأس ) .
الثاني : هل خفي على غير ابن عباس ، وظهر له فقط ، مع حرصهم على تدوين كتاب الله ، وقراءتهم لهذا المرسوم مرة بعد مرة ، وتصحيحهم له على زيد بن ثابت في المدينة ؟
ومن المعلوم أن صحة السند ـ في مثل هذا الحال ـ لا تكفي ، إذ القضية التي يتحدث عنها ليست جزئية قد تغيب عن كثيرين ، بل هي جزئية يعلمها كثيرون ، فكيف خفيت عليهم ؟
 
الذي ينبغي ان يدور عليه الكلام اولا ما مدى صحة هذا الاثر المنكر عن ابن عباس ثم بعد ذلك الاجوبة كثيرة عنه
وقد كتبت بحثا بعنوان الجواب عما خطأت به عائشة كتاب المصاحف وارسلته منذ زمن بعيد لشيخنا الشهري ولا ادري اين صار وكتبت بحثا اخر بعنوان دراسة ما روي عن عثمان في شان لحن القران وهو منشور في شبكة التفسير
وعلى العموم ارجو ان اكون بما كتبت قد فتحت الاذهان لدراسة مثل هذه الروايات
 
الحراسة الإلهية للقرآن الكريم

الحراسة الإلهية للقرآن الكريم

لقد تكفل الله تعالى بحفظ ا لقرآن الكريم كما هو معلوم بالنص وقد تمت كتابته من قبل كتاب الوحي بإملاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم في جو تحيط به الحراسة الإلهية حتى إن عبد الله بن سعد بن أبي سرح ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يملي عليه "عزيز حكيم "فيقول أو "عليم حكيم ؟ فيقول نعم، كل صواب وكل هذا كذب فضحه الوحي الى رسول الله فأهدر دمه هو وعبد الله بن خطل ومقيس بن حبابة ولووجدوا تحت أستار الكعبة ..الى آخر قصة توبة ابن أبي سرح وحسن إسلامه
إن مثل هذه المحاولات التي باءت كلها بالفشل تدل على عدم صحة ما نسب الى ابن عباس وغيره في كتابة الكاتب وهو ناعس أو خطئه في أمور ...لأن عين الله كانت تحرس كتابة القرآن من أوله الى آخره والله أعلم
 
هذا هو الإسناد
قال محمد بن جرير الطبري: (حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا القاسم قال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخِرِّيت أو يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها:"أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا" ؛ قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس) [جامع البيان: 16 /452]
والأثر لا مطعن في إسناده عند أهل الحديث، رجاله رجال الصحيحين غير القاسم بن سلام وهو إمام ثقة
وهذه العبارة تدخل في علم توجيه القراءات وهو علم له قواعده وأصوله وضوابطه

ومن الأوجه المعتبرة التي أشار إليها بعض الباحثين أن ابن عباس كان يقرأ بقراءة (أفلم يتبين) ولما سئل عن قراءة (أفلم ييأس) أنكرها والتمس تخريج سببها، وأخطأ في ذلك
ولهذه المسألة نظير عن ابن عباس أيضاً في قراءة (وقضى ربك) وكان يقرأها (ووصى ربك) قال: التصقت الواو بالصاد
ولها نظائر عن بعض الصحابة كإنكار بعضهم أن تكون المعوذتين من القرآن، قالوا: إنما كانت تعاويذ يتعوذ بها النبي صلى الله عليه وسلم

وكان بعض الصحابة ينكر ما لا يعرفه من القراءات وهذا لا يبطلها إذا ثبتت بإسناد صحيح
وقصة عمر بن الخطاب والحارث بن هشام معروفة في الصحيح وكانت بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فما بالك بما كان بعده

وهذه المسألة حالها كحال كثير من المسائل التي يعلم العالم فيها دليلاً ويخفى عليه دليل آخر مؤثر في الحكم فربما سارع إلى الإنكار
لا سيما مع كثرة التحديث
وقد بين الإمام مسلم طرفاً من ذلك في مقدمة صحيحه، وزاده توضيحاً وتقريراً شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه العظيم: (رفع الملام عن الأئمة الأعلام)

والقاعدة المتقررة في مثل هذه المسائل أن المثبت مقدم قوله على النافي
والقراءة إذا ثبتت بإسناد صحيح فهي صحيحة
وأما الخلاف المعروف في مسألة القراءة بما يخالف المصحف الإمام مما صح سنده فإنه لا يقتضي عدم صحة تلك القراءة؛ فليتفطن إلى ذلك.

ولكن هذا الوجه يشكل عليه أمران:
الأول: أن قراءة (أفلم ييأس) قد صحت عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً
الأمر الثاني: أن ابن عباس كان من صغار الصحابة سناً وقد قرأ على كبارهم كأبي بن كعب وزيد بن ثابت وطلب العلم عن عدد منهم؛ فيبعد جداً أن تخفى عليه هذه القراءة.

وأقرب منه أن يكون توجيهه توجيه اختيار لا توجيه إنكار

والمقصود الأعظم أن كل هذه المسائل لا تقدح في عصمة القرءان وأنه محفوظ بحفظ الله له
والقراءة التي في المصحف قد ثبتت بالتواتر اليقيني فلا مطعن فيها
وقراءة أفلم يتبين صحيحة ثابتة أيضاً
وأما ردود العلماء بعضهم على بعض فهو أمر آخر غير أمر الرواية يدخله الاجتهاد والخطأ
 


وكان بعض الصحابة ينكر ما لا يعرفه من القراءات وهذا لا يبطلها إذا ثبتت بإسناد صحيح
وقصة عمر بن الخطاب والحارث بن هشام معروفة في الصحيح وكانت بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فما بالك بما كان بعده


صوابه وهشام بن حكيم


للتنبيه فقط ، بعد إذن كاتبه، وجلّ من لا يسهو
 
أحسنت بالتنبيه جزاك الله خيراً وبارك فيك
هو هشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنه
والحفظ خوان
 

ومن الأوجه المعتبرة التي أشار إليها بعض الباحثين أن ابن عباس كان يقرأ بقراءة (أفلم يتبين) ولما سئل عن قراءة (أفلم ييأس) أنكرها والتمس تخريج سببها، وأخطأ في ذلك

ولكن هذا الوجه يشكل عليه أمران:
الأول: أن قراءة (أفلم ييأس) قد صحت عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً
الأمر الثاني: أن ابن عباس كان من صغار الصحابة سناً وقد قرأ على كبارهم كأبي بن كعب وزيد بن ثابت وطلب العلم عن عدد منهم؛ فيبعد جداً أن تخفى عليه هذه القراءة.

وأقرب منه أن يكون توجيهه توجيه اختيار لا توجيه إنكار

هذا كلام ينقض بعضه بعضا.... لو كان يقرئها " أفلم ييأس " لما أنكرها ولما ادعى أن الكاتب قد نعس... وهو ادعاء سخيف فلا يمكن ادعاء حدوث مثل هذا الخطأ في كل المصاحف ثم يخطئ القراء جميعا
 
هذا كلام ينقض بعضه بعضا.... لو كان يقرئها " أفلم ييأس " لما أنكرها ولما ادعى أن الكاتب قد نعس... وهو ادعاء سخيف فلا يمكن ادعاء حدوث مثل هذا الخطأ في كل المصاحف ثم يخطئ القراء جميعا



لا أدري ما وجه التناقض عندك
ولا من هو صاحب الادعاء السخيف

والتوجيه الذي ذكرته أشار إليه محمود شاكر حتى إنه أعد كتاباً بسبب هذه المسألة ذكره في تعليقه على هذا الأثر ولكنه لم يطبع

وأنا قلت إنه من الأوجه المعتبرة ومعنى المعتبرة أي التي لها حظ من النظر والاعتبار
وفرق بين المعتبرة والمعتمدة
والأستاذ محمود شاكر معروف بنظره العميق وحسن تحليله وتدقيقه وسعة اطلاعه
وأنا أوردت عليه إشكالين ربما تضعفان القول به وربما توجد إجابة عليهما لدى أهل البحث والنظر

والأثر ثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما من جهة الرواية
وفي جميع الحالات لا يطعن هذا الأثر في صحة القراءة بالسين فهي ثابتة بالتواتر من غير طريق ابن عباس كما سبق ذكره

وذكرت أيضاً صحتها عن ابن عباس وقد صحح الرواية بذلك عنه ابن حجر في الفتح وغيره
ونحتاج إلى النظر في تأريخ الروايتين عنه لتمييز أيهما المتقدم على الآخر فقد يفيد ذلك في تصويب التوجيه أو تخطئته

وأكرر:
لا أحد من الإخوة يدعي أن ما في المصاحف خطأ
الكلام كله في توجيه أثر ابن عباس مع جزمنا بصحة القراءة بالسين وصحة كتابتها كذلك في المصاحف
 
"أفلم يتبين" بدل "أفلم ييئس" ( )ويقول: (كتبها الكاتب وهو ناعس)
نعم لو كان ابن عباس يقرأ ( ييئس ) لما ساغ له أن يتهم الكاتب بأنه ناعس ، ويحتاج الامر إلى معرفة متى قال هذا ، وهل قراءته متأخرة ام متقدمة
أما قول أبي عمرو الشامي : وهو ادعاء سخيف 0 فأجزم بأن مراده ادعاء أن الكاتب نعس لا ما قاله الأخ عبدالعزيز الداخل ، ويحتاج الأمر لتثبت ودقة في العبارة والله أعلم
 
التعديل الأخير:
هذا المتن فيه نكارة شديدة جدًا ، النكارة بادية فيه من وجوه :
الأول : إذا كان الكاتب نعس وهو يكتب مصحفًا ، فما بال المصاحف الباقية التي فيها الحرف نفسه ( ييأس ) .
الثاني : هل خفي على غير ابن عباس ، وظهر له فقط ، مع حرصهم على تدوين كتاب الله ، وقراءتهم لهذا المرسوم مرة بعد مرة ، وتصحيحهم له على زيد بن ثابت في المدينة ؟
ومن المعلوم أن صحة السند ـ في مثل هذا الحال ـ لا تكفي ، إذ القضية التي يتحدث عنها ليست جزئية قد تغيب عن كثيرين ، بل هي جزئية يعلمها كثيرون ، فكيف خفيت عليهم ؟

[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
رد الزمخشري هذه الرواية عن ابن عباس رضي الله عنهما لنفس الأسباب ..
قال رحمه الله تعالى وعفا عنه :
وهذا ونحوه مما لا يصدق في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ..
وكيف يخفى مثل هذا حتى يبقى ثابتا بين دفتي الإمام ..
وكان متقلبا في أيدي أولئك الأعلام المحتاطين في دين الله المهيمنين عليه لا يغفلون عن جلائله ودقائقه ..
خصوصا عن القانون الذي إليه المرجع والقاعدة التي عليها البناء ..
وهذه والله فرية ما فيها مرية .


وقال عنها أبو حيان في تفسيره :
بل هو قول ملحد زنديق !

ووافقه الآلوسي فقال بعد نقل كلامه :
وعليه فرواية ذلك ... غير صحيحة !

كذلك مما يرد هذه الرواية أن القراءة الصحيحة المتواترة صحت عن ابن عباس ..
فلو كان ما نُسب إليه صحيحًا لما قرأ بها ..
قَالَ أَبُو بَكْر الْأَنْبَارِيّ [كما في تفسير القرطبي] :
رُوِيَ عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح أَنَّهُ قَرَأَ - " أَفَلَمْ يَتَبَيَّن الَّذِينَ آمَنُوا " وَبِهَا اِحْتَجَّ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ الصَّوَاب فِي التِّلَاوَة ; وَهُوَ بَاطِل عَنْ ابْن عَبَّاس , لِأَنَّ مُجَاهِدًا وَسَعِيد بْن جُبَيْر حَكَيَا الْحَرْف عَنْ اِبْن عَبَّاس , عَلَى مَا هُوَ فِي الْمُصْحَف بِقِرَاءَةِ أَبِي عَمْرو وَرِوَايَته عَنْ مُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس
.

كذلك وردت هذه اللفظة في مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس ..
ولو كانت هذه الرواية ثابتة لاستنكر ابن عباس اللفظة ..
ولما كان فسرها ولا استشهد لها بأشعار العرب .

والله تعالى أعلم .[/align]
 
هذا هو الإسناد
قال محمد بن جرير الطبري: (حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا القاسم قال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخِرِّيت أو يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها:"أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا" ؛ قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس) [جامع البيان: 16 /452]
والأثر لا مطعن في إسناده عند أهل الحديث، رجاله رجال الصحيحين غير القاسم بن سلام وهو إمام ثقة
وهذه العبارة تدخل في علم توجيه القراءات وهو علم له قواعده وأصوله وضوابطه

ومن الأوجه المعتبرة التي أشار إليها بعض الباحثين أن ابن عباس كان يقرأ بقراءة (أفلم يتبين) ولما سئل عن قراءة (أفلم ييأس) أنكرها والتمس تخريج سببها، وأخطأ في ذلك
ولهذه المسألة نظير عن ابن عباس أيضاً في قراءة (وقضى ربك) وكان يقرأها (ووصى ربك) قال: التصقت الواو بالصاد
ولها نظائر عن بعض الصحابة كإنكار بعضهم أن تكون المعوذتين من القرآن، قالوا: إنما كانت تعاويذ يتعوذ بها النبي صلى الله عليه وسلم

وكان بعض الصحابة ينكر ما لا يعرفه من القراءات وهذا لا يبطلها إذا ثبتت بإسناد صحيح
وقصة عمر بن الخطاب والحارث بن هشام معروفة في الصحيح وكانت بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فما بالك بما كان بعده

وهذه المسألة حالها كحال كثير من المسائل التي يعلم العالم فيها دليلاً ويخفى عليه دليل آخر مؤثر في الحكم فربما سارع إلى الإنكار
لا سيما مع كثرة التحديث
وقد بين الإمام مسلم طرفاً من ذلك في مقدمة صحيحه، وزاده توضيحاً وتقريراً شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه العظيم: (رفع الملام عن الأئمة الأعلام)

والقاعدة المتقررة في مثل هذه المسائل أن المثبت مقدم قوله على النافي
والقراءة إذا ثبتت بإسناد صحيح فهي صحيحة
وأما الخلاف المعروف في مسألة القراءة بما يخالف المصحف الإمام مما صح سنده فإنه لا يقتضي عدم صحة تلك القراءة؛ فليتفطن إلى ذلك.

ولكن هذا الوجه يشكل عليه أمران:
الأول: أن قراءة (أفلم ييأس) قد صحت عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً
الأمر الثاني: أن ابن عباس كان من صغار الصحابة سناً وقد قرأ على كبارهم كأبي بن كعب وزيد بن ثابت وطلب العلم عن عدد منهم؛ فيبعد جداً أن تخفى عليه هذه القراءة.

وأقرب منه أن يكون توجيهه توجيه اختيار لا توجيه إنكار

والمقصود الأعظم أن كل هذه المسائل لا تقدح في عصمة القرءان وأنه محفوظ بحفظ الله له
والقراءة التي في المصحف قد ثبتت بالتواتر اليقيني فلا مطعن فيها
وقراءة أفلم يتبين صحيحة ثابتة أيضاً
وأما ردود العلماء بعضهم على بعض فهو أمر آخر غير أمر الرواية يدخله الاجتهاد والخطأ

[align=center]جزاك الله خيرا. صحة الإسناد ، ولو كان مسلسلاً بالثقات ، لا تعصمه بالضرورة من علّة النكارة ، ولذلك أمثلة كثيرة مظانها علم أصول الحديث ، وكلام الشيخ مساعد في محله ، جارٍ على الجادة. [/align]
 
أحيي الإخوة الفضلاء على مناقشتهم، ومثل هذه المناقشات والنقول تثري البحث ويجد فيها من يقرأ الموضوع بعدنا مادة علمية قيمة ربما تغنيه عن مطالعة عدد كبير من الكتب


وللتوضيح مرة أخرى أقول:
التوجيه الذي سبق بيانه ذكره الأستاذ محمود شاكر رحمه الله
وأوردت عليه إشكالين:
أحدهما: أن القراءة بالسين صحت عن ابن عباس رضي الله عنهما
والآخر: أن ابن عباس رضي الله عنهما من صغار الصحابة سناً وأكثرهم سؤالاً وعلماً وقد قرأ على عدد من قراء الصحابة فيبعد جداً أن تخفى عليه هذه القراءة (أفلم ييأس)

وقلت: إن هذين الإشكالين ربما تضعفان القول بهذا التوجيه، وربما يوجد من أهل البحث والنظر من يجيب عنهما، فيصح.
وإنما قلت ذلك لمعرفتي بعمق كتابات الأستاذ محمود شاكر، وحرصه على التثبت والتحرير وبعده عن الاستعجال في إطلاق الأحكام.
ويكفي أنه ألف كتاباً بسبب هذه المسألة !
فلم أر من الأدب العلمي أن تلغى النتيجة التي توصل إليها ويهدر بحثه بحكم يطلقه المتعجل في دقائق معدودة إن لم تكن ثوانٍ
لذلك اكتفيت بإيراد الإشكالين، لما أظنه أن في رواد هذا الملتقى الكريم من أوتوا حظاً وافراً من سعة الاطلاع وحسن النظر والتحرير والبعد عن الاستعجال في إطلاق الأحكام.


وقلت: (وأقرب منه أن يكون توجيهه توجيه اختيار لا توجيه إنكار)
وكنت أتمنى أن ينقد هذا الاحتمال ويعطى حقه من النظر، وإن رأى أحد الباحثين المتأهلين غيره أرجح منه ذكره.

ولشرحه أقول: إن ابن عباس كان يختار القراءة بـ(أفلم يتبين) وقرأها كذلك على بعض الصحابة، كما قرأ أيضاً (أفلم ييأس) لكنه يختار الأولى، ولعلها كانت أشهر لما يدل عليه ما روي عن ابن كثير رحمه الله أنها القراءة الأولى، فلما سئل عنها ابن عباس قال ما قال باعتبار أن المختار عنده وعند عدد من الصحابة ما كان يقرؤه، واستغرب أن تكتب القراءة الثانية).

وهذا الاحتمال لم أجزم به، وإنما هو مطروح للمناقشة.

وأما قول أخي الفاضل د. فاضل: (نعم لو كان ابن عباس يقرأ ( ييئس ) لما ساغ له أن يتهم الكاتب بأنه ناعس)
فلعله أراد أن يبين لي وجه التناقض الذي أشار إليه أخونا أبو عمرو
فإن كان هذا مراده فالقراءة بالسين قد صحت عن ابن عباس رضي الله عنهما من عدة طرق، ولو لم تصح عنه لكان الأمر أهون في توجيه كلامه.


وأما قول أخي الفاضل: عبد الله الشهري : (صحة الإسناد ، ولو كان مسلسلاً بالثقات ، لا تعصمه بالضرورة من علّة النكارة ، ولذلك أمثلة كثيرة مظانها علم أصول الحديث ، وكلام الشيخ مساعد في محله ، جارٍ على الجادة)
فأقول: كلام الشيخ مساعد وجيه، وله حظ من النظر وهو سائر على الجادة كما تفضلت، بمعنى أنه بنى كلامه على أساس علمي، والكلام الذي ذكره دقيق، وإن كان متوجها إلى الدفاع عن قراءة السين، وليس هذا محل خلاف، لكنه قد يفيد من يدرس الأثر دراسة حديثية نقدية
إذ من المعلوم في علم العلل أنه لا ينبغي أن يُتعجل برد الحديث والأثر وإعلاله بمجرد استغراب المتن قبل أن تجمع طرقه وألفاظه، وقبل أن يكون له توجيه صحيح يحمل عليه.
فمن أعله والحالة هذه كان متعجلاً في حكمه.
أما من جمع طرقه وأقوال الأئمة فيه ودرسه رواية ودراية وكان من أهل الاجتهاد في هذا الشأن فله أن يحكم بما أدى إليه اجتهاده.
وهو بذلك محسن في البيان، مجتهد مأجور إن شاء الله تعالى .


وللفائدة أنقل كلام ابن حجر رحمه الله في فتح الباري، حيث قال: (8/474): (وروى الطبري وعبد بن حميد ـ بإسناده صحيح كلّهم من رجال البخاري ـ عن ابن عبّاس : أنّه كان يقرؤها : أفلم يتبيّن : ويقول : كتبها الكاتب وهو ناعس . ومن طريق ابن جريح ، قال : زعم ابن كثير وغيره أنّها القراءة الاولى : وهذه القراءة جاءت عن علي وابن عبّاس وعكرمة وابن أبي مليكة وعلي بن بديمة وشهر بن حوشب وعلي بن الحسين وابنه زيد وحفيده جعفر بن محمد ، في آخرين قرؤوا كلّهم : أفلم يتبيّن .
وأمّا ما أسنده الطبري عن ابن عبّاس فقد اشتدّ إنكار جماعة ممّن لا علم له بالرجال صحّته ، وبالغ الزمخشري في ذلك كعادته، إلى أن قال : وهي والله فرية ما فيها مرية ، وتبعه جماعة بعده، والله المستعان.
وقد جاء عن بن عبّاس نحو ذلك في قوله تعالى : ( وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه ) قال : ( ووصّى ) التزقت الواو في الصاد . أخرجه سعيد بن منصور بإسناد جيّد عنه .
وهذه الإشياء ـ وإن كان غيرها المعتمد ـ لكن تكذيب المنقول بعد صحّته ليس من دأب أهل التحصيل ، فلينظر في تأويله بما يليق به).



فائدة: فسر مجاهد رحمه الله قوله تعالى (أفلم ييأس)، بـ(أفلم يتبين) وهو من باب تفسير إحدى القراءتين بالأخرى باعتبار مؤداهما.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أورد ابن حجر هذه الراوية عن الطبري وعلق عليها انها مروية عن طريق الثقات ورجال البخاري، لكن بالبحث عنها في صحيح البخاري لم نجدها فيه. لنا أن نسأل لماذا لم يوردها البخاري في صحيحه إن كان رجالها من الثقات؟

هذه واحدة، الثانية إن صحت هذه الرواية عن ابن عباس وهو المتوفى عام 65 هجرية، بمعنى أنه شهد جمع القرآن على عهد أبي بكر وعثمان وكتابة المصحف الإمام، إن صحت هذه الراوية عنه وأنكره كونها "ييأس" هل نظن أن هذا الرأي لم يصل للصحابة ولم يصدعوا به إن كلن صحيحا؟ وهنا أشير إلى تعليق قاله أحد الإخوة عن الترتيب الزمني في آراء ابن عباس، فمن المؤكد- إن صحت هذذه الرواية عنه- أنه قال في زمن متأخر وأن الصحابة الآخرين ممن لهم مزيد على وتفصيل إحاطة بالقرآن قد أعلموه بخطأه ولذا صحت عنه القراء بـ "ييأس".

ونحن نعلم أن الصحابة لم يخافوا في الله لومة لائم، فلو صح الزعم الوارد في الرواية واستقر دون تصحيح من الصحابة، لما هدأ ابن عباس حتى يغير المكتوب من القرآن حتى يتوافق شكلا موضوعا مع المنطوق منه.

هدانا الله جميعا إلى سبيل الرشاد

وليد شحاته بيومي
[email protected]
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فهذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك، وأرجو أن تتسع صدور مشايخنا الفضلاء، فنحن والله نحبكم ونحب العلم الذي عندكم بارك الله فيكم.

لقد أدلى مشايخنا بدلائهم في المسألة، وقد أفادوا جزاهم الله خيرا.

وعندي بعض التساؤلات، وأرجو تصويبي إن أخطأت:

أولا: إن كان شرط الحديث الصحيح -أو الأثر الصحيح- أن يكون خاليا من الشذوذ والعلة، أوليس هذا بخبر شاذ مستغرب عن ابن عباس رضي الله عنهما؟

ثانيا: ألا يُحتمل أن يكون ابن عباس رضي الله عنها، قد قال ما قال، قبل أن يصله التواتر، أي قرأ الآية قراءة من صحيفة ورجح ما يراه أقرب معنى، لكن بعد وصول التواتر تراجع عن قوله؟

فما رأيكم جزاكم الله خيرا؟
 
الأثر في فضائل القرآن لأبي عبيد وليس فيه هذا الحرف
قال أبو عبيد
حدثنا يزيد ، عن جرير بن حازم ، عن يعلى بن حكيم ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أنه كان يقرأ « أفلم يتبين (1) الذين آمنوا »
حدثنا ابن أبي مريم ، عن نافع بن عمر الجمحي ، عن ابن أبي مليكة ، قال : « إنما هي » أفلم يتبين (1) « )
انتهى
بينما هو عند ابن جرير الطبري
حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا القاسم قال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخِرِّيت= أو يعلى بن حكيم=، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها:"أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا" ؛ قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ . (3)
انتهى

فهذا الحرف
(قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ)
غير موجود في فضائل القرآن
فلينظر وليحرر وليتأمل

في الدر المنثور (8/457هجر)
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=1965&stc=1&d=1221277766
وقد ذكر في الاتقان
( وما أخرجه ابن الأنباري من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه قرأ - أفلم يتبين الذين آمنوا أن لويشاء الله لهدى الناس جميعاً - فقيل له إنها في المصحف: أفلم ييأس، فقال: أظن الكاتب كتبها وهوناعس)
 
جزاكم الله خيرا.

إضافة إلى تنبيه الشيخ ابن وهب ، وهو تنبيه يستحق الدراسة ، أتمنى التأكد من أن عبارة "كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس" هي مقولة ابن عباس بالفعل ، فأنتم تعلمون أن المدرج من أنواع الزيادات التي تأتي من أحد الرواة - إما تعليقاً أو إيضاحاً أو إنكاراً ونحو ذلك - ثم يحسب القاريء عندما يرى الزيادة في ذيل الحديث أو الأثر أنها من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابي الموقوف عليه الخبر. ومن تأمل إسناد الطبري يجده صحيحاً ولكن لا يجد وضوحاً في المراد بكلمة "قال" ، من هو هذا الذي قال ؟ أهو ابن عباس ؟ أم عكرمة ؟ أم أحد الرواة ممن دونه إلى أحمد بن يوسف ؟ خاصة وأن الأثر من طريق أبي عبيد - كما تفضل الشيخ ابن وهب مشكوراً - لا توجد فيه هذه الزيادة مما قد يميل بكفة الترجيح نحو كون كلمة "قال" مدرجة من غير ابن عباس[1]. انظر الأثر أدناه ، تجد أن "قال" تحتمل أن يكون المراد بها ابن عباس كما تحتمل أن تكون من أحد الرواة.
قال محمد بن جرير الطبري: (حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا القاسم قال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخِرِّيت أو يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها:"أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا" ؛ قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس) [جامع البيان: 16 /452]

أتمنى حصر كل الطرق الممكنة ودراستها ولتكن هذه الجزئية على بال.

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
[1] "أسبغوا الوضوء" ، مثلاً من مدرج أبي هريرة رضي الله عنه ، وهذا المدرج أكثر خفاءً من زيادة "قال" الواردة في أثر ابن عباس - في حال افترضناها مدرجة من غيره - لأن الأخيرة هذه يطرقها الاحتمال من ظاهر الناظر إلى الإسناد بمفرده أما مدرج أبي هريرة فلا يتبين إلا من خلال طرق أخرى ليس فيها. فما بالك لو أضفنا قرينة الأثر من طريق أبي عبيد. ومن القرائن كذلك أنه لم يذكر قضية النعاس [كناية عن الغفلة] غير ابن عباس من الصحابة ، وقرينة أخرى ورود الأثر عن ابن عباس نفسه بقراءة ييأس.
 
[align=center]في حال ثبوت الكلام المذكور عن ابن عباس رضي الله عنه ، فإن للعدول إلى التأويل والتوجيه سعة تذيب رعونات الافتراق و تَبرُد خشونة الاختلاف.

يقول السمين الحلبي رحمه الله (عمد الحفاظ:4/349)) : "قال بعضهم اليأس بمعنى العلم لغةً للنجع ، وأنشد لجابر بن سحيم : [من الطويل]

أقول لهم بالشِّعب إذ ييسرونني = = = ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدمِ


أي ألم يعلموا ، وهو قول قتادة" أ.هـ.

هكذا نرى هامشاً دلالالياً عاماً يستوعب معنى "تبين" من البيان و "علم" من العلم ، ومعلوم - في الجملة - أن من تبيّن علِم ، ومن علِم فقد تبيّن. وهناك توجيهات أخر ولكني انتقيت هذا التوجيه. [/align]
 
الشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري - وفقه الله -
بارك الله فيكم ونفع بكم
ولكن رواية ابن الأنباري في المصاحف أصرح
ففي الإتقان
(وما أخرجه ابن الأنباري من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه قرأ - أفلم يتبين الذين آمنوا أن لويشاء الله لهدى الناس جميعاً - فقيل له إنها في المصحف: أفلم ييأس، فقال: أظن الكاتب كتبها وهوناعس)
انتهى
وكتاب ابن الأنباري مفقود
ولكن ذكر ابن حجر - رحمه الله - رواية عبد بن حميد في تفسيره
وعبد بن حميد متابع لأبي عبيد فهو يروي عن يزيد بن هارون

وهذا الجزء من تفسير عبد بن حميد مفقود
وممن روى الأثر سعيد بن منصور وكتابه ليس بين يدي الآن ولكن سعيد يرويه عن يزيد بن هارون
( في الغالب )
وابن المنذر وأيضا الجزء الذي فيه الأثر من كتاب ابن المنذر مفقود
وإن كان في الغالب أن رواية ابن المنذر من طريق سعيد بن منصور

فإذا رواية أبي عبيد في فضائل القرآن ورواية سعيد بن منصور وابن المنذر ليس فيه هذا الحرف

بينما نجد في رواية عبد بن حميد وابن الأنباري وابن جرير زيادة
(أظن الكاتب كتبها وهوناعس)
وقفت على مصدر آخر إن صح ما في كتاب السمرقندي
ألا هو كتاب عيسى بن أبان الفقيه الحنفي ( ت220)

وعيسى أيضا في الغالب يرويه عن يزيد بن هارون
قال السمرقندي الحنفي
( وروى ابن أبان بإسناده عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أنه كان يقرأ { أَفَلَمْ * يَتَبَيَّنَ } فقيل له : { وَلَوْ أَنَّ قُرْانًا سُيّرَتْ } فقال : إني لأَرى الكاتب كتبها وهو ناعس )
انتهى
وهذا هو المصدر الوحيد الذي أجد فيه من ينقل رواية عن عيسى بن أبان
وعيسى بن أبان أحد فقهاء الحنفية الذين ردوا على الإمام الشافعي - رحمه الله -
وقد رجحت في موضع آخر أنه من أهم مصادر الإمام الطحاوي في كتبه
وخاصة في كتابه شرح معاني الآثار وكتابه أحكام القرآن
وإن لم يصرح باسمه فإنه كان يأخذ منه ما يسمى بلغة العصر الفكرة العامة

وقد رد على عيسى الفقيه الشافعي المشهور ابن سريج
وعيسى بن أبان أحد من لهم أراء أصولية
انتهى

فالخلاصة أن الزيادة في كتاب عبد بن حميد ( الفتح ( 8\873)
ابن جرير من طريق أبي عبيد
( ومصدر ابن جرير في هذه الراوية هو كتاب القراءات لأبي عبيد أو كتاب آخر غير كتاب الفضائل فيما أظن وابن الأنباري ( الإتقان والدر المنثور ) وعيسى بن أبان ( تفسير السمرقندي الحنفي )

)

بينما في كتاب فضائل القرآن لأبي عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر فليس فيه هذا الحرف
ونتلخص مما سبق (وكما واضح بعضه طريقه الظن لا القطع لعدم وقوفنا على المصدر)

الراوة عن يزيد بن هارون

1\ سعيد بن منصور (لم أتحقق منه)
2\القاسم بن سلام
3\ عيسى بن أبان ( لم أقف عليه )
4\ عبد بن حميد
عيسى بن أبان روى الزيادة
عبد بن حميد روى الزيادة
سعيد لم يذكر الزيادة
أبو عبيد
(في فضائل القرآن له لم يذكرالزيادة , بينما نجد الزيادة في رواية الطبري من طريق أبي عبيد في كتاب القراءت أو كتاب آخر غير فضائل القرآن )
انتهى
تنبيه :
في رواية عيسى بن أبان زيادة فقيل له : { وَلَوْ أَنَّ قُرْانًا سُيّرَتْ }
تنبيه : فات السيوطي- رحمه الله - في الدر المنثور ذكر عبد بن حميد ولهذا نظائر وهذا فيه رد على من زعم أن السيوطي استوعب فإن الإنسان معرض للخطأ والوهم والنسيان
فهذا كتاب عبد بن حميد بين يدي السيوطي ومع هذا فاته ذكر عبد بن حميد
تنبيه آخر: يزيد بن هارون من شيوخ سعيد بن منصور وقد فات المزي - رحمه الله - ذكر سعيد بن منصور ضمن تلاميذ يزيد بن هارون
وفاته ذكر يزيد بن هارون ضمن شيوخ سعيد بن منصور
( نعم المزي لم يقصد أن يستوعب الشيوخ ولكني ذكرت هذا للفائدة )

والله أعلم بالصواب
 
وبعد مراجعة سنن سعيد بن منصور تبين أن كل ما ذكرته خطأ ومبني على ظن خاطىء
السنن (5\439-440) تحقيق الشيخ سعد الحميد - وفقه الله -
attachment.php

attachment.php
 
تنبيه : نجد في رواية سعيد بن منصور ( فليتبين ) بينما نجد في الروايات الأخرى أفلم يتبين
فليحرر المطبوع

فائدة : عيسى بن أبان نقل عنه ابن التركماني
قال ابن التركماني
في حديث
(أربع لا لعان بينهن وبين أزواجهن اليهودية والنصرانية تحت المسلم والحرة تحت العبد والأمة عند الحر والنصرانية عند النصراني)
قال ابن التركماني
(وقد روى هذا الحديث عبد الباقي بن قانع وعيسى بن أبان من حديث حماد بن خالد الخياط عن معاوية بن صالح عن صدقة أبى توبة عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده عنه عليه السلام)
انتهى
 
بارك الله فيكم
تنبيه : هذا ص 440 من سنن سعيد بن منصور

attachment.php
 
عودة
أعلى