"ما" موصولة ونافية في جملة واحدة ؟

إنضم
26/02/2009
المشاركات
1,878
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
في نقاش مع أحد الأخوة حول قوله تعالى :
( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)) ق
قال إن "ما" إذا أضيفت إلى الآية الأولى كانت موصولة ويجب أن تضاف جملة " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ" إليها حتى يتم المعنى.
وإذا أضيفت إلى الآية التي هي فيها كانت نافيه حتى يتم المعنى .
فما رأيكم بارك الله فيكم؟

 
السؤال غير واضح، وعلى كل فكون (ما) موصولية في هذا السياق فيه بعد في نظري، وأخشى أن يكون من باب التعسف في الإعراب، وقد تقرر عند أهل العلم أنه ينبغي في إعراب القرآن اعتماد الأقيس والأفشى في اللغة دون البعيد الغريب والله أعلم.
 
الأخوان الفاضلان عبد الرحمن ، ومحمد
سلام الله عليكما
توضيح السؤال:
الله تبارك وتعالى يقول:
(إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ) (17)
فأي شيء يتلقى المتلقيان ؟
الجواب:
(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ)
وعليه تكون الجملة تامة على هذا الوجه:
"إذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ ـ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ـ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ" أي يتلقى المتلقيان الذي يلفظ من قول. وهنا تكون "ما" موصولة.
وتكون في الآية التالية نافية :
(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (18)
وعليه يكون المعنى : ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد يتلقى جميع ما يلفظه من قول.
أرجو أن يكون اتضح المراد؟
 
يرحم الله عبدالقاهر الجرجاني.
كيف يكون هذا الفهم لآيات الله؟!
إذا كانت موصولة، فما موقع (إلا) في قوله :(إلا لديه رقيب عتيد)؟!
ألا يلاحظ تفكيك النظم العربي على هذا الاحتمال؟!
 
يرحم الله عبدالقاهر الجرجاني.
كيف يكون هذا الفهم لآيات الله؟!
إذا كانت موصولة، فما موقع (إلا) في قوله :(إلا لديه رقيب عتيد)؟!
ألا يلاحظ تفكيك النظم العربي على هذا الاحتمال؟!
رحم الله الجرجاني وسيبويه
إذا أضفت جملة " ما يلفظ من قول" إلى الآية الأولى فهي موصولة ، ولا يتم معنى الآية الأولى إلا بذلك.
وهي في الآية التي هي فيها نافية.
فأي تفكيك للنظم في هذا؟
أرجو أن تتأمل هذا يا دكتور مساعد أو تعطيني المعنى الصحيح للآية
أرى أن هذا من إعجاز النظم في القرآن يا دكتور مساعد "بسمة"
 
لننظر في نظم الجملة على كونها موصولة:
(إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ* مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ) ثم نقف هنا، أليس كذلك؟!
فإذا كان كذلك، فهل يجوز البدء بقوله ( إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)؟
فإن قلت :
نعود فنقول : (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، فهذا خطأ آخر، وهو تفكيك للنظم بلا ريب، هذا ما فهمته من سؤال صاحبكم، والله يحفظكم.
 
رحم الله عبد القاهر الجرجانى وسيبويه و جمعنا بهم فى الفردوس الأعلى . آمين
أولا : بعد إجابة شيخنا / مساعد الطيار فقد قطعت جهيزة قول كل خطيب .
رحمك الله أخى أبا سعد : عندما نقول أن (ما) موصولة فالآية الأولى يتم معناها هكذا ( إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول ) ، والآية الثانية تكون بدايتها ( إلا لديه رقيب عتيد ) فما موقع ( إلا ) إذا ، و هل يمكن البدأ بها فى القراءة أصلا ؟
ولنا عودة إلى الموضوع بإذن الله .
 
لننظر في نظم الجملة على كونها موصولة:
(إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ* مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ) ثم نقف هنا، أليس كذلك؟!
فإذا كان كذلك، فهل يجوز البدء بقوله ( إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)؟
فإن قلت :
نعود فنقول : (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، فهذا خطأ آخر، وهو تفكيك للنظم بلا ريب، هذا ما فهمته من سؤال صاحبكم، والله يحفظكم.
لا أيها الحبيب
ولكن أقول إن الجملة "ما يلفظ من قول" مشتركة بين الآيتين ليصح المعنى فيهما فلا تحتاج إلى تقدير إذا سئلت عن عمل المتلقيين وعن عمل الرقيب العتيد.
حفظكم الله ورعاكم ونفع بكم.
 
أخى الفاضل أبا سعد
ولماذا هذا التكلف والإلغاز ، والآية واضحة معناها ؟؟!!
يا أبا سفيان
ليس هناك تكلف ولا إلغاز ولكن هذه مسألة نبهني إليها من هو أصغر مني سنا وأقل مني علما فتأملتها فرأيتها وجيهة.
قد لا تراها أنت وربما غيرك كذلك.
وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى
 
هذا ما سماه ابن الجزري رحمه الله الوقف المتعسف، وسبقت مناقشة أمثلة منه مرارا في الملتقى، وأكتفي بنقل ما قاله في النشر، مع عدم مواقتي على بعض الأمثلة التي ذكر، لكون الوقف فيها سائغا عند العلماء:
قال رحمه الله:
"ليس كل ما يتعسفه بعض المعربين أو يتكلفه بعض القراء أو يتأوله بعض أهل الأهواء مما يقتضي وقفاً وابتداء ينبغي أن يعتمد الوقف عليه، بل ينبغي تحري المعنى الأتم والوقف الأوجه، وذلك نحو الوقف على: (((وارحمنا أنت))) والابتداء: (((مولانا فانصرنا))) على معنى النداء، نحو: (((ثم جاؤك يحلفون))) ثم الابتداء: (((بالله إن أردنا)))، ونحو: (((وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك))) ثم الابتداء: (((بالله إن الشرك))) على معنى القسم، ونحو: (((فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح))) ونحو: (((فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقاً))) ويبتدأ: (((عليه أن يطوف بهما)))، و(((علينا نصر المؤمنين))) بمعنى واجب أو لازم، ونحو الوقف على: (((وهو الله))) والابتداء (((في السموات وفي الأرض)))، وأشد قبحاً من ذلك الوقف على: (((في السموات))) والابتداء (((وفي الأرض يعلم سركم))) ونحو الوقف على: (((ما كان لهم الخيرة))) مع وصله بقوله: (((ويختار))) على أن "ما" موصولة، ومن ذلك قول بعضهم في: (((عيناً فيها تسمى سلسبيلا))): إن الوقف على (((تسمى))) أي: عيناً مسماة معروفة، والابتداء (((سل سبيلا))) هذه جملة أمرية، أي: اسأل طريقاً موصلة إليها، وهذا - مع ما فيه من التحريف - يبطله إجماع المصاحف على أنه كلمة واحدة.
ومن ذلك الوقف على: (((لا ريب))) والابتداء: (((فيه هدى للمتقين))) وهذا يرده قوله تعالى في سورة السجدة: (((لا ريب فيه من رب العالمين))) ومن ذلك تعسف بعضهم إذ وقف على: (((وما تشاءون إلا أن يشاء))) ويبتدئ: (((الله رب العالمين))) ويبقي (((يشاء))) بغير فاعل، فإن ذلك وما أشبهه تمحل وتحريف للكلم عن مواضعه يعرف أكثره بالسباق والسياق"اهـ.
 
هذا ما سماه ابن الجزري رحمه الله الوقف المتعسف، وسبقت مناقشة أمثلة منه مرارا في الملتقى، وأكتفي بنقل ما قاله في النشر، مع عدم مواقتي على بعض الأمثلة التي ذكر، لكون الوقف فيها سائغا عند العلماء:
قال رحمه الله:
"ليس كل ما يتعسفه بعض المعربين أو يتكلفه بعض القراء أو يتأوله بعض أهل الأهواء مما يقتضي وقفاً وابتداء ينبغي أن يعتمد الوقف عليه، بل ينبغي تحري المعنى الأتم والوقف الأوجه، وذلك نحو الوقف على: (((وارحمنا أنت))) والابتداء: (((مولانا فانصرنا))) على معنى النداء، نحو: (((ثم جاؤك يحلفون))) ثم الابتداء: (((بالله إن أردنا)))، ونحو: (((وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك))) ثم الابتداء: (((بالله إن الشرك))) على معنى القسم، ونحو: (((فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح))) ونحو: (((فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقاً))) ويبتدأ: (((عليه أن يطوف بهما)))، و(((علينا نصر المؤمنين))) بمعنى واجب أو لازم، ونحو الوقف على: (((وهو الله))) والابتداء (((في السموات وفي الأرض)))، وأشد قبحاً من ذلك الوقف على: (((في السموات))) والابتداء (((وفي الأرض يعلم سركم))) ونحو الوقف على: (((ما كان لهم الخيرة))) مع وصله بقوله: (((ويختار))) على أن "ما" موصولة، ومن ذلك قول بعضهم في: (((عيناً فيها تسمى سلسبيلا))): إن الوقف على (((تسمى))) أي: عيناً مسماة معروفة، والابتداء (((سل سبيلا))) هذه جملة أمرية، أي: اسأل طريقاً موصلة إليها، وهذا - مع ما فيه من التحريف - يبطله إجماع المصاحف على أنه كلمة واحدة.
ومن ذلك الوقف على: (((لا ريب))) والابتداء: (((فيه هدى للمتقين))) وهذا يرده قوله تعالى في سورة السجدة: (((لا ريب فيه من رب العالمين))) ومن ذلك تعسف بعضهم إذ وقف على: (((وما تشاءون إلا أن يشاء))) ويبتدئ: (((الله رب العالمين))) ويبقي (((يشاء))) بغير فاعل، فإن ذلك وما أشبهه تمحل وتحريف للكلم عن مواضعه يعرف أكثره بالسباق والسياق"اهـ.
يا أستاذنا الكريم
هذا ليس من الباب الذي ذكرت ، فلم أقل إنك تقف على " ما يلفظ من قول" ، ولكن نقول إنها بيان للآيتين
فلا يفهم معنى الآية الأولى إلا به ، كما أنه لا يفهم معنى الآية الثانية إلا بالتي قبلها.
وأعتقد أن الكلام واضح.
وعلى فكرة الآية من سورة البقرة ، تختلف عن الآية في سورة السجدة ، ففي البقرة يجوز الوقف على "لا ريب" ولا يختل المعنى.
وأما بقية الأمثلة فالتعسف فيها واضح.
ولكن أقول مرة أخرى موضوعنا ليس من باب الوقف والابتداء.


 
ولكن أقول مرة أخرى موضوعنا ليس من باب الوقف والابتداء.


كيف أخى ؟؟
موضوعك فى صلب باب الوقف والابتداء .
وكما أوضح أخى ايت عمران بارك الله فيه ، هذا الوقف فيه تكلف وتعسف فى نظرى والله أعلم .
ولى عودة للموضوع .
 
يا أستاذنا الكريم
هذا ليس من الباب الذي ذكرت ، فلم أقل إنك تقف على " ما يلفظ من قول" ، ولكن نقول إنها بيان للآيتين
فلا يفهم معنى الآية الأولى إلا به ، كما أنه لا يفهم معنى الآية الثانية إلا بالتي قبلها.
وأعتقد أن الكلام واضح.
ولكن أقول مرة أخرى موضوعنا ليس من باب الوقف والابتداء.
بارك الله في أبي سعد
إذا لم تقدر الوقف على (((قول))) من قوله تعالى: (((إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول))) فكيف يصح لك أن تجعل (((ما))) موصولة وبعدها (((إلا))) التي أتت لإبطال النفي السابق؟!
أما كون المعنى هو ما ذكرتم فهذا لا إشكال فيه، لكن لا تعرب (ما) على أنها موصولة، غاية ما في الأمر أن مفعول (((يتلقى))) حذف لدلالة الآية التالية عليه، كما حذف المبتدأ من قوله تعالى: (((عن اليمين))) لدلالة قوله: (((وعن الشمال قعيد))) عليه؛ إذا التقدير: (عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد) وإن كان الباب ليس واحدا.

 
هذا ليس من الباب الذي ذكرت ، فلم أقل إنك تقف على " ما يلفظ من قول" ، ولكن نقول إنها بيان للآيتين
فلا يفهم معنى الآية الأولى إلا به ، كما أنه لا يفهم معنى الآية الثانية إلا بالتي قبلها.
وأعتقد أن الكلام واضح.
نعم بارك الله فيك واضح، لكن هل القول أن الجمله بيان لما سبقها ومالحقها ملزم لأن تحمل ال(ما) على الموصولية والنفي؟
فإني أجدها مبينة مع قصرالـ(ما) على النفي؟
 
يا أبا سعد
أُعيذك من أن تكون ممن قيل فيه: ( من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب)
كيف تقول : (ولكن أقول مرة أخرى موضوعنا ليس من باب الوقف والابتداء)، بل هي في صلب هذا العلم كما ذكر الإخوة، والمسألة واضحة جدًا، ولا أدري لماذا لا تقتنع برأي المتخصصين في بابه.
لكم تمام محبتي ، والله يحفظكم.
 
التعديل الأخير:
يا أبا سعد
أُعيذك من أن تكون ممن قيل فيه: ( من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب)
كيف تقول : (ولكن أقول مرة أخرى موضوعنا ليس من باب الوقف والابتداء)، بل هي في صلب هذا العلم كما ذكر الإخوة، والمسألة واضحة جدًا، ولا أدري لماذا لا تقتنع برأي المتخصصين في بابه.
لكم تمام محبتي ، والله يحفظكم.
لقد شرحت وجهة نظري أو جهة نظر من لفت انتباهي إلى هذا وأعتقد أنها واضحة.
وأكرر مرة أخرى:
لو سألني سائل : ما الذي يتلقاه المتلقيان ؟
فأجبته: ما يلفظ من قول.
فهل جوابي صحيح أم خطأ ؟
وأنا لم أقل تقف على : ما يلفظ من قول ، ثم تبدأ مرة أخرى " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد".
إذا أنا لم أخالف المتخصصين
فهل هذا يرضيكم ؟

******
سؤال آخر في نفس السورة وحول "ما":
( قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ) ق(4)
هل "ما" في الآية موصولة ؟ أم نافية ؟ أم تحتمل الأمرين؟
 
أخى الحبيب أبا سعد .. لا أدرى ما مشكلتك مع " ما " الله المستعان .
لو سألني سائل : ما الذي يتلقاه المتلقيان ؟
فأجبته: ما يلفظ من قول.
فهل جوابي صحيح أم خطأ ؟
الجواب : خطأ .
سؤال آخر في نفس السورة وحول "ما":
( قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ) ق(4)
هل "ما" في الآية موصولة ؟ أم نافية ؟ أم تحتمل الأمرين؟

الجواب : موصولة .
والله أعلم .
 
أخى الحبيب أبا سعد .. لا أدرى ما مشكلتك مع " ما " الله المستعان .
مات "سيبويه" وفي نفسه شيء من "حتّى"
وعاش "أبو سعد" وفي نفسه شيء من "ما"
icon10.gif
icon10.gif
icon10.gif
 
أخى الحبيب أبا سعد .. لا أدرى ما مشكلتك مع " ما " الله المستعان .
لو سألني سائل : ما الذي يتلقاه المتلقيان ؟
فأجبته: ما يلفظ من قول.
فهل جوابي صحيح أم خطأ ؟
الجواب : خطأ .

.

ليس بيني وبين"ما" مشكلة ، معاذ الله.
لكن لماذا الجواب: خطأ يا أخانا عبد الرحمن؟
 
سؤال آخر في نفس السورة وحول "ما":
( قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ) ق(4)
هل "ما" في الآية موصولة ؟ أم نافية ؟ أم تحتمل الأمرين؟​

هي موصولة كما قال الأخ عبد الرحمن، ولا يجوز أن تكون نافية؛ لأن نقص الأرض من جسم الإنسان بعد موته معلوم ضرورة. فبين القول بموصوليتها ونفييتها تضاد هنا.
ولو قيل: إنها تحتمل أن تكون مصدرية (على تقدير: قد علمنا نقصانَ الأرض منهم) لكان له وجه في نظري، لكن لم أره منصوصا في كتب التفسير والإعراب؛ لذا أتوقف فيه حتى يتفضل متفضل بتوثيقه من كتب العلماء.
 
مزيد من التوضيح حول أن "ما" نافية لا موصولة في قوله تعالى " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب

مزيد من التوضيح حول أن "ما" نافية لا موصولة في قوله تعالى " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب

ما في قوله تعالى "ما بلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" نافية كما ذكر الإخوة الأفاضل لا غير ولا يصح بحال أن تكون موصولة في محل نصب على المفعولية لـ"يتلقى" ليس لمجرد تفكيك فقط بل تفكيك عظيم لا يستقيم معه معنى لأن بقية الآية "..إلا لديه رقيب عتيد" تفقد المعنى المفيد تماماً لفقد الاستثناء أحد أركانه وهو المستثنى منه الذي هو عمدتها وأهم ركائزها بدليل أنا لو حذفنا أداة الاستثناء والمستثنى "إلا لديه رقيب عتيد" وأبقينا جملة المستثنى منه "ما بلفظ من قول" لبقيت تفيد معنى تاماًّ وإن كان باطلاً في هذا السياق ولو عكسنا فأبقينا على أداة الاستثناء والمستثنى فقط لم نُعط كلاماً مفيداً في معناه خبراً أصلاً فلا يمكن الحكم عليه بصحة أو بطلان، ونكون قد نحونا بكلام ربنا هنا نحو الهذيان والعياذ بالله جلَ وعزَّ، وتعالى تنزيل العزيز الحكيم عن ذلك علوًّا كبيراً، والله اعلم.
 
ما في قوله تعالى "ما بلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" نافية كما ذكر الإخوة الأفاضل لا غير ولا يصح بحال أن تكون موصولة في محل نصب على المفعولية لـ"يتلقى" ليس لمجرد تفكيك فقط بل تفكيك عظيم لا يستقيم معه معنى لأن بقية الآية "..إلا لديه رقيب عتيد" تفقد المعنى المفيد تماماً لفقد الاستثناء أحد أركانه وهو المستثنى منه الذي هو عمدتها وأهم ركائزها بدليل أنا لو حذفنا أداة الاستثناء والمستثنى "إلا لديه رقيب عتيد" وأبقينا جملة المستثنى منه "ما بلفظ من قول" لبقيت تفيد معنى تاماًّ وإن كان باطلاً في هذا السياق ولو عكسنا فأبقينا على أداة الاستثناء والمستثنى فقط لم نُعط كلاماً مفيداً في معناه خبراً أصلاً فلا يمكن الحكم عليه بصحة أو بطلان، ونكون قد نحونا بكلام ربنا هنا نحو الهذيان والعياذ بالله جلَ وعزَّ، وتعالى تنزيل العزيز الحكيم عن ذلك علوًّا كبيراً، والله اعلم.

ربما الهذيان في ذهن من يريد ألا يفهم
أقول إن قول الله تعالى: " ما يلفظ من قول"
هو جواب على سؤال: ما الذي يتلاقه المتلقيان ؟ فالجواب " ما يلفظ من قول"
وتركيب الجملة الاستثنائية في قوله تعالى " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" واضح ومعروف للطالب المبتدي ، فلا يحتاج إلى توضيح وإلى شرح.
وحتى أوضح المراد أكثر أقول:إن كلا الآيتين يفتقر بعضهما إلى الآخر:
فلو سألنا: ماذ يتلقى المتلقيان ؟ فالجواب : ما يلفظ من قول.
ولو سألنا: ماذا يفعل الرقيب العتيد ؟ الجواب: يتلقى ما يلفظ من قول.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
توضيح حول ما قاله الأخ أبوسعد الغامدي

توضيح حول ما قاله الأخ أبوسعد الغامدي

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
إذن يا أخي الكريم لنتحاور قليلاً حتى نتبين الهذيان في ذهن من؟ فإن كان في ذهني فأنا راجع عنه وأستغفر الله منه، وأقول لك ابتداءً : ما الذي تريد أن توضحه من قولك : إن الآيتين يفتقر أحدهما إلى الآخر؟ فالافتقار درجات تتفاوت فقد يكون افتقاراً وثيقاً كافتقار المفعول للفعل أو العكس، وهو ما أنكرته أنا بينهما، وما زلت أنكره، واعتبر القول به إخلالاً بأصل تركيب الجملة وعبثاً وهذياناً يتنزه عنه كلام الله المعجز، والدليل ما أوضحته في كلامي عن أركان الاستثناء التي وإن كانت واضحة جلية فإن أحداً من المتحاورين لم يفصح عنها، فقصدت لفْتَ الأنظار إليها، لأنها الفيصل في النزاع هنا، ولم أقصد تعليمها للمتحاورين كما توهمت حين قلت:" وتركيب الجملة الاستثنائية في قوله تعالى " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" واضح ومعروف للطالب المبتدي".
وقولك : (أقول إن قول الله تعالى: " ما يلفظ من قول"
هو جواب على سؤال: ما الذي يتلاقه (الصواب : يتلقاه) المتلقيان) هو سؤال ليس موجوداً في الآية باتفاق، ولكنه افتراضي كما يفهم من قولك (فلو سألنا): والسؤال الافتراضي قد يربط الجملتين بحيث تكون التالية توضيحاً للسابقة كالتي يعتبرونها استئنافاً بيانيًّا مثلاً، لكن لا يترتب على ذلك ارتباط الجملتين ارتباطاً وثيقاً كأن يكون الفعل في الجملة الأولى ومفعوله في تاليتها لأن الجملتين – والحالة هذه - في حكم المنفصلتين من هذه الناحية، وحتى لو فُرض وجود السؤال في الآية فلا يدل بحال على أن ما في "ما يلفظ" موصولا مفعولا به لـ"يتلقى" في قولنا في السؤال المفترض " ما الذي يتلقَّاه المتلقيان" وإنما تدل عليه "أي المفعول" جملةُ " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" كلُّها دلالة فقط كما يعرف ذلك أهل العلم من الجملة البيانية هنا التي تكون إجابة لهذا السؤال المفترض الذي يثيره عدم وجود المسؤول عنه - وهو المفعول هنا - فيما قبلها، ولا أحسب أن أحداً أدرك مبادئ العربية الأولى أن يجوِّز موصولية ما هنا أو يعتب عليَّ تفصيلي في أركان الاستثناء الذي دعت إليه حاجة البيان، ولك أن ترجع إلى أهل العربية المتمكنين حولك فيما دار بيننا، وأمَلي بعد هذه الإطالة أن لا أضطر إلى ترديد البيت المشهور :
ومن أغيظ الأشياء للنفس صرفها . . . قواها إلى تفهيم من ليس يفهم
هدانا الله جميعاً لما يحب ويرضى.
والحمد لله رب العالمين
 
وقولك : (أقول إن قول الله تعالى: " ما يلفظ من قول"
هو جواب على سؤال: ما الذي يتلاقه (الصواب : يتلقاه) المتلقيان) هو سؤال ليس موجوداً في الآية باتفاق،
أولاً: ما شاء الله عليك دقيق الملاحظة ، ولهذا أردت أن تنوه بجهلي وضعفي في الإملاء.
ثانيا: لست من هواة المهاترات ، ولكني من الذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون.
ثالثا: أنا أكره أولئك الذين يحفظون بعض العبارات التي يتنقصون بها الآخرين ويظهرون مكانتهم ومبلغ علمهم ، فتراهم يرددون: هذا يهذي ، وذاك هالك ، وهذا مخذول ، وهذا محترق .........إلى آخر القائمة.
إن بيان الحق لا يكون بالتهجم على الآخرين واستخدام العبارات التي لا تليق.
أقول:
أصلحك الله يا صالح ، وخل عني جزاك الله خيرا.
أما سؤالي فهو للعقلاء فقط:
لو سألني سائل:
فقال: ما الذي يتلقاه المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ، فأجبته بقول : "ما يلفظ من قول" . فهل "ما" في جوابي نافيه أم موصولة؟
 
الهدوء الهدوء بارك الله فيكم، أنتم في غنى عن أن أذكركم بأننا هنا نتعلم...
لو سألني سائل:
فقال: ما الذي يتلقاه المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ، فأجبته بقول : "ما يلفظ من قول" . فهل "ما" في جوابي نافيه أم موصولة؟​

هي في جوابك موصولة، لكنها في الآية نافية (ابتسامة).
 
الهدوء الهدوء بارك الله فيكم، أنتم في غنى عن أن أذكركم بأننا هنا نتعلم...

[/INDENT]هي في جوابك موصولة، لكنها في الآية نافية (ابتسامة).
وأنا معك ـ بارك الله فيك ـ وهذا الذي أردت.
وانتهى الموضوع هنا.
ودعني انتقل إلى موضوع متعلق بالآية:
هل الذي يتلقاه المتلقيان أقوال الإنسان فقط ؟
ماذا عن أفعال الإنسان: النظر ، اللمس ، البطش ، أفعال القلوب ..؟
وإذا كانت كلها تكتب ـ وأظنه الراجح ـ لماذا خص القول هنا دون غيره؟
 
سامحني ياأخي والله إني ما قصدت في المشاركة الأولى إلا النصيحة حول الأخذ والرد بما أراه بدهياًّ حفاظاً على سلامة الآية وتحذيراً من صدع نظمها، ولم أقصد - علم الله - نسبة هذيان إلى شخص معين ولا الرد على شخص معين كنت متمثلاً قوله ولم أقل عن أحد إنه يهذي بل والله العليم بقلبي لم يكن في ذهني إلا التحذير من القول بموصولية "ما" لما يترتب عليها، فحملتَ كلامي على ما لم يكن في خاطري (ولك العذر فالشبهة قوية لكنها -والله العظيم - ما كانت حقيقة الحال)واشتددتَ فرددتُ بالمثل ولم أقصد مهاترة ولا بغياً ولم أستخدم عبارة أو تهجما لم تسبقني إليه وأسأل الله أن يعيذني وإياك من قصد إظهار المكانة أو مبلغ العلم، ثم لو أخطأ أحد في كون ما موصولية أو نافية وأصاب آخرُ لم يدل على أن المصيب أعلم بالتفسير أو غيره من المخطئ فالعلم لا يقاس بمسألة واحدة كما تعلم أباسعد - أسعدني الله وإياك - وأحسبك وأمثالك من رواد هذا المنتدى المبارك أعلم من أمثالي بكثير (ويعلم الله الشهيد أن هذا ما في قلبي ) فأنتم بين أهل العلم تعيشون ونحن البعداء القاصون والله أعلم بحقيقة الحال، وإليه المرجع والمآل


وأما "ما" في إجابتك السؤالَ بقولك اقتباساً من القرآن : ما يلفظ من قول فموصولة فقط، لكنها في الآية نافية فقط، فإن كنت تقصد ياأخي الكريم من قولك "ما نافية وموصولة في جملة واحدة" أنها في الآية نافية وفي إجابتك المقتبسة موصولة - والجملة واحدة - فقد زال الإشكال واتفق مقصدنا غفر الله لي ولك.
وإجابتي للمتواضعين فقط، جعلني الله وإياك من أهل التواضع، اللهم آمين،
وإنما رجعت إليك على خلاف ما طلبت لنتصارح ونتسامح فلعل موعدنا مع هاذم اللذات قريب، ولن أحرجك بالعود إليك مرة أخرى وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى وسلام الله عليك ورحمته وبركاته
 
قرأت على ما اذكر منذ اسابيع مشاركة للدكتور عبدالرحمن الشهري تفيد بأن احد الاخوة الكرام يعكف على دراسة الملتقى من جوانب عدة . وأقترح ان تكون احدى المواضيع المدرجة في هذه الدراسة ظاهرة الجدل لاجل الجدل الذي يمارسه بعض الاعضاء . وهذه المشاركة من افضل الأمثلة لدراسة هكذا ظاهرة . فقد طرح الاخ الغامدي لطيفة قرآنية في غاية البيان عن ترابط الآيات القرآنية وعن سمو النظم القرآني البديع دون ان يخل بالمعنى . ... فقامت الدنيا ولم تقعد ! وثار الأخوة في وجوه بعضهم البعض ... وبدأوا يفندون امكانية اعراب " ما" موصولة .... مع ان لا ابا سعد ولا حتى عوام العرب يعربونها على انها موصولة ... واغفلوا المعنى الذي طرح .... وذهب آخرون الى دروس في الوقف والابتداء !!!! .... ونسينا التمتع بالنظر الى هذا الاعجاز الذي ليس بعده اعجاز ....
كما العادة انتهى الجدل بنهاية سعيدة وتعانقت جميع الأطراف وبكى الجمهور .....(ابتسامة). ونسينا الموضوع .... ولم نجب على اسئلة ابي سعد...
وبقراءة سريعة لجميع المشاركات نجد ان معظم الوقت يهدر اما في تزكية النفس وان ليس لنا غاية في المداخلة الا ارضاء الله او في الخوض في مواضيع جانبية اتفق معكم انها مهمة ولكن ليس في هذا المقام .
ودعوني اشير هنا الى مشاركة اخرى في الملتقى بدأت لتناقش ثورة مصر العظيمة وكنت اتوقع ان يتم فيها مناقشة دور الاسلاميين في الثورة وان نصل الى بحث حكم المظاهرات مثلا و دراسة نصوص القرآن الكريم حول هذا المعنىى ...
ولكنني فوجئت بان معظم المداخلات كانت حول قتل النفس !!!!!!!
فهل يجب ان اعنون المشاركة القادمة بقتل النفس ، حتى يقوم الاخوة الكرام بنقاش ثورة مصر ..
اخوتي الكرام لنتفق جميعا على اننا هنا ليس لجاه ولا لصيت ولا لمنصب وان لا نكرر المجاملات الممجوجة عند كل اختلاف في الرأي ...
ولنتفق على ان لا يحيد النقاش عن الموضوع الاساسي المطروح....
والله الموفق
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد:

فقد اطلعتُ على سؤال الأخ أبي سعد وإجابات الإخوة الواضحة عليه وتفاجأتُ من الإعجاز الذي يزعمهُ البعضُ في إعراب (ما) موصولةً مع أن هذا الوجه الإعرابي تقييدٌ وتضييقٌ للمعنى وهو لا يتناسبُ مع دلالة الإعجاز بوجه, وتذكرت أثناء ذلك قاعدة استقر عليها عمل أئمة التفسير والوقف وهيَ: ( إذا تردد الأمر بين الحمل على الحذف والزيادة حُمِل على الحذف) , لأنه لا وجه للزيادة على اللفظ القرآني عند التفسير ما دام المعنى يتأدى بدونها , والأصل في الكلام عدم التقدير لأن التقدير طارئٌ.

ومن الناحية التطبيقية لهذه القاعدة نجد حمل (ما) على أنها موصولة سيضطرنا إلى إعادة ترتيب الكلام ليستقيم لنا هذا الحمْلُ , خلافاً لإبقائها نافيةً على الأصل.
وجعلُ (ما) موصولةً سيترتبُ عليه زيادةٌ في معمول الفعل (يَتَلَقى) وتخصيصه بما يلفظه المكلفُ , ومن قواعد التفسير أيضا (أن تُحمل أخبارُ القرآن على العموم حتى يردَ التخصيصُ لها) , ولا مُخصص للمُتَلَقى في هذه الآية إلا التقديرُ والظن المرجوحُ.

وهذا الأخير هو ما جعل أخانا أبا سعد يفترضُ الاتفاقَ على أن (ما) موصولةٌ ليستشكلَ فيقول:

هل الذي يتلقاه المتلقيان أقوال الإنسان فقط ؟
ماذا عن أفعال الإنسان: النظر ، اللمس ، البطش ، أفعال القلوب ..؟
وإذا كانت كلها تكتب ـ وأظنه الراجح ـ لماذا خص القول هنا دون غيره؟​

ولو بقينا على الأصل وعملنا في تحديد نوع (ما) بقواعد المفسرين وحملنها على العموم المطلق الذي لا يتقيد بالملفوظ دون المفعول لاتسعت لذلك دلالة الآية الكامنةُ في أن ما نافيةٌ لا موصولةٌ , ولما احتجنا إلى هذا الاستشكال وتكلف الإجابة عليه.

أضف إلى ذلك أن من شأن العرب في كلامها أن تحذف منهُ ما يدل عليه الظاهرُ من الخطاب , وهذا أفصحُ وأبلغُ من التنصيص عليه مع بيانه واتضاحه , ولا يتأتى ذلك في آيتنا إلا بحمل (ما) على أنها نافيةٌ , فشمول تلقي الملكين للفظ واضحٌ من ظاهر الخطاب وجعل الآية الأخرى نصا عليه أبعد في الفصاحة من الإطلاق الذي يشمله وغيره , والله تعالى أعلم.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد:​


فقد اطلعتُ على سؤال الأخ أبي سعد وإجابات الإخوة الواضحة عليه وتفاجأتُ من الإعجاز الذي يزعمهُ البعضُ في إعراب (ما) موصولةً مع أن هذا الوجه الإعرابي تقييدٌ وتضييقٌ للمعنى وهو لا يتناسبُ مع دلالة الإعجاز بوجه, وتذكرت أثناء ذلك قاعدة استقر عليها عمل أئمة التفسير والوقف وهيَ: ( إذا تردد الأمر بين الحمل على الحذف والزيادة حُمِل على الحذف) , لأنه لا وجه للزيادة على اللفظ القرآني عند التفسير ما دام المعنى يتأدى بدونها , والأصل في الكلام عدم التقدير لأن التقدير طارئٌ.​

سؤالي أخي الفاضل:
أين يتأدى المعنى بدون زيادة أو تقدير ؟
وتعال نتأمل الآيات بعيدا عن النصوص الأخرى من القرآن والسنة:
يقول الحق تبارك وتعالى:
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18))
وهنا لا بد من طرح بعض الأمور حتى يفهم النص:
فالآية الأولى تخبر عن علم الله المحيط بكل شيء حتى وساوس النفس.
والآية الثانية تخبر أن هناك متلقيان يتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ومن السياق وحده نعلم أنهما عن يمين وشمال الإنسان ، ومن خلال السياق وحده يمكن أن نفهم ماذا يتلقى المتلقيان وهو القول الملفوظ به.
ومن السياق وحده نعلم أن الوصف "رقيب عتيد" هو وصف للمتلقيين ، ومن السياق وحده نعلم افتقار كل آية لما قبلها وما بعدها حتى يتم المعنى بوضوح.
وقولك :
"ومن الناحية التطبيقية لهذه القاعدة نجد حمل (ما) على أنها موصولة سيضطرنا إلى إعادة ترتيب الكلام ليستقيم لنا هذا الحمْلُ , خلافاً لإبقائها نافيةً على الأصل.
وجعلُ (ما) موصولةً سيترتبُ عليه زيادةٌ في معمول الفعل (يَتَلَقى) وتخصيصه بما يلفظه المكلفُ , ومن قواعد التفسير أيضا (أن تُحمل أخبارُ القرآن على العموم حتى يردَ التخصيصُ لها) , ولا مُخصص للمُتَلَقى في هذه الآية إلا التقديرُ والظن المرجوحُ."
وأنا أقول:
أين العموم الذي تريد أن تحمل الآية عليه ؟ ومن أين أخذته؟
وحتى إذا حملنا الآية على العموم وهذا لا شك أنه معلوم من غير هذه الآيات يبقى السؤال:
وإذا كانت كلها تكتب ـ وأظنه الراجح ـ لماذا خص القول هنا دون غيره؟
بحاجة على إجابة
 
الأخ الكريم: أبا سعد
سألتم حفظكم الله قائلين: أين يتأدى المعنى بدون زيادة أو تقدير ؟
أين العموم الذي تريد أن تحمل الآية عليه ؟ ومن أين أخذته؟

والجوابُ: أن المعنى يتأدَّى بدون تقديرٍ إذا نحنُ نفينا عن (ما) الصلةَ وحملناها على النفي فتركنا معمول التلقِّـي عاماً يشملُ القولَ وغيرهُ وجعلنا المفعولَ محذوفاً , لأنَّ الأسماء الموصولة في ذواتها تفتقرُ إلى صلاتٍ مُوضحةٍ تُبينها وهذا ما لا نجدهُ في آيَتَيْنا من غير تكلفٍ , بخلاف النفي فهو غنيٌّ غيرُ مفتقرٍ , وهذه القضيةُ من عادةِ القرآنِ في اتساع المعاني , أعني: أن يُحذفَ المفعول قصداً إلى عموم العاملِ مثل فعل آيتنا (يَتَلَقَّى) فيكونَ تلقي المَلَكين للملفوظِ والمفعول بكل جارحةٍ سواءً كانت اللسان أو غيره , وهذا هو العموم الذي أريد حمل الآية عليه , بخلافِ ما لو أقحمنا الآية الأخرى وأثقلنا بها عبء السياق ليكونَ المعنى: إذ يتلقى المتلقيان الذي يلفظُ من قول , فهذا التحكمُ زيادةٌ منا على السياقِ وتخصيصٌ للعمومِ واستنباتٌ للإشكالِ في ذهن السامعِ المتذوق للوقوفِ القرآنية.
فإذا حملنا الآيةَ على الصلةِ اضطُررنا من غير حاجةٍ أن نصلها قراءةً وأداءً بما قبلها اتصالاً لا سبيل إلى انفكاكهِ إلا بضرورة انقطاعِ النفَسِ وذلك لأنَّ الوقفَ على الآيةِ الأولى والبداءةَ بالاسمِ الموصولِ مُستَقبَحةٌ عند أئمة الوقوفِ لأنَّ المعنى لا يتمُّ إلا باجتماعِ الصلةِ واسمها , وقد حكى الإجماعَ على ذلك كثيرٌ من علماء الوقفِ ونبَّه ابنُ الأنباريِّ عليهِ في باب ما لا يتم الوقفُ عليهِ فقال (وَلاَ عَلَى (الَّذي) وَ (مَا) و (مَنْ) دُونَ صِلاَتِهِـنَّ , وَلاَ عَلَى صِلاَتِهِنَّ دُونَ مُعرِبِهِنَّ) إيضاح الوقف 117.

ومأخذ هذا العموم كما أسلفتُ هو العادةُ القرآنيةُ والعربية في حذف المفعول قصداً إلى اتساع دلالة الفعل عليه وعلى غيره متى حسُنَ ذلك , ومن أمثلة ذلك في القرآن (وَاللَّهُ يَعْلَمُ) فمعمول فعل العلمِ حُذفَ قصداً لئلاَّ يبقى شيءٌ خارجاً عن اعتقادنا علمَ الله تعالى بهِ , وقوله تعالى (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ ) حُذف مفعولهُ قصداً لئلاَّ يُظَـنَّ اختصاصُ أحدٍ بالجنَّـةِ والدعوةِ إلى موجباتها من الإيمانِ قبل ذلك وأن ليس بين أحدٍ وبين اللهِ نسبٌ , إلى مئاتِ الأمثلة وألوفها في القرآنِ والعربيةِ المُجتمعةِ على ذلك.

وما تحسِبونهُ - حفظكم الله - افتقاراً من الآية الأولى إلى الثانيةِ حتى يستبين المعنى هو في حقيقتهِ استغناءٌ تامٌّ والله أعلمُ.

بقي سؤالكم الذي قلتم فيه: وإذا كانت كلها تكتب ـ وأظنه الراجح ـ لماذا خص القول هنا دون غيره؟ بحاجة على إجابة
والجوابُ عليه من وجوه:
* أنَّ في ذلكَ تنبيهاً بالأدنى على الأعلى , فكتابة اللفظ والمؤاخذةُ بهِ تدلُّ على أنَّ أفعال سائر الجوارحِ أبلغُ وأولى بالكتابة , وهذا ما يُسمى مفهومَ الموافقةِ أو فحوى الخطابِ , لأنهُ يفهمُ من الخطاب بطريق القطعِ , ولأنهُ أولى من المنطوقِ في إرادتهِ باللفظِ كما في قوله تعالى ((( فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا ))) فقد اقتُصر فيه على النهي عن العقوق بالقولِ وتُركَ النهيُ عنهُ بالفعل لدلالة الخطاب عليه بالأولى.

* أنَّ كتابةَ القول وتخصيصهُ بالذكر إشارةٌ إلى أنَّ مصارعَ الهالكينَ أكثرها بالألسنِ كما صحَّ عن النبي صل1 قوله (((وهل يكب الناس في النارِ على وجوههم - أو على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم ))) وقوله صل1 (((إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب))) إلى غير ذلك من النصوص المبينة خطورةَ القول.

* وهناك اجتهاداتٌ لبعضِ المفسرينَ تقول إن تخصيص القول بالذكر لأن المقصود ابتداءً من هذا التحذير المشركون وأنهم إنما كانوا يؤاخذون بأقوالهم الدالة على الشرك أو على تكذيب النبي صل1 أو أذاه ولا يؤاخذون على أعمالهم إذ ليسوا مكلفين بالأعمال في حال إشراكهم , والله تعالى أعلمُ.

 
أخي الفاضل محمود:
أنا مسلم منذ البداية أن "ما" في الآية نافية .
ولكن هل لوجود آية "ما" أثر في فهم المعني ؟
أم أن معنى الآية التي قبلها تام ومفهوم بدونها؟
من أين لك أن معمول التلقي عاما يشمل القول وغيره لو أن آية "ما" غير موجودة ؟
أليست آية " ما" بيانية للآية التي قبلها كما يقول المفسرون وأهل اللغة ؟
هذه الآيات الثلاث مثال على ترابط المعاني في الآيات:
ألا ترى أن قول الله تعالى في الآية :
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ )(16)
يحتاج إلى بيان الآية التي تليها :
(إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ )(17)
إذا هي بيان لمعنى القرب المذكور في الآية التي قبلها ، حتى لا تذهب العقول شتى المذاهب لتفسير معنى القرب المذكور في الآية.
وأن قوله تعالى في الآية :
(إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ )(17)
يحتاج إلى بيان الآية التي بعدها :
(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )(18)
ولو أن فصلنا الآيات بعضها عن بعض لأصبحت نوعا من الألغاز.
وبقيت أمور في الآيات تحتاج إلى بيان ، وبيانها في بقية القرآن والسنة ، ومنه فهمنا عموم معمول التلقي.

وأما قولك:

فإذا حملنا الآيةَ على الصلةِ اضطُررنا من غير حاجةٍ أن نصلها قراءةً وأداءً بما قبلها اتصالاً لا سبيل إلى انفكاكهِ إلا بضرورة انقطاعِ النفَسِ وذلك لأنَّ الوقفَ على الآيةِ الأولى والبداءةَ بالاسمِ الموصولِ مُستَقبَحةٌ عند أئمة الوقوفِ لأنَّ المعنى لا يتمُّ إلا باجتماعِ الصلةِ واسمها , وقد حكى الإجماعَ على ذلك كثيرٌ من علماء الوقفِ ونبَّه ابنُ الأنباريِّ عليهِ في باب ما لا يتم الوقفُ عليهِ فقال (وَلاَ عَلَى (الَّذي) وَ (مَا) و (مَنْ) دُونَ صِلاَتِهِـنَّ , وَلاَ عَلَى صِلاَتِهِنَّ دُونَ مُعرِبِهِنَّ) إيضاح الوقف 117.
فقد بينت رأيي في المسألة في أكثر من رد.
 
جزى الله أخانا الكريم محموداً الشنقيطي خيراً على ما ذكر حول آيتي "ق" من شرح وبيان، فقد كفى ووفى، غير أن ثَمَّ سهواً وسبق قلم في كلامه لا يخفى على من دونه فضلاً عنه كما لا يخفى على الإخوة الكرام أحببت التنبيه عليه وهو قول أخينا محمود:
(فإذا حملنا الآيةَ على الصلةِ اضطُررنا من غير حاجةٍ أن نصلها قراءةً وأداءً بما قبلها اتصالاً لا سبيل إلى انفكاكهِ إلا بضرورة انقطاعِ النفَسِ وذلك لأنَّ الوقفَ على الآيةِ الأولى والبداءةَ بالاسمِ الموصولِ مُستَقبَحةٌ عند أئمة الوقوفِ لأنَّ المعنى لا يتمُّ إلا باجتماعِ الصلةِ واسمها.....) . اهـ​
حيث إن الانفكاك هنا ليس بين الصلة واسمها لأنهما سيكونان – بهذا الاعتبار- في الآية الثانية، وما يستقبحه أئمة الوقوف إنما هو الوقف على اسم الموصول والابتداء بصلته، وهو الذي نبه عليه الأنباري وحكى الإجماع عليه الكثير، ولا يرتكب إلا لضرورة انقطاع النفس كما ذكر أخونا الفاضل، لأن اسم الموصول وصلته لا سبيل إلى انفكاكهما إذ الموصول دون صلته لا يتصور منه معنى ولو إفرادياًّ، فهو أقبح عند الوقف مما نحن بصدده، لأن اعتبار الصلة الذي اتفقنا جميعاً على بطلانه ليس - من حيث الوقف - إلا فصلاً بين الفعل مع فاعله من جهةٍ في الآية الأولى وبين المفعول الذي هو الموصول مع صلته في الآية الثانية من جهة أخرى، وهو واقع في آي القرآن بل وقع أن كان الفعل في الآية الأولى والفاعل في الثانية أيضاً كما في قوله تعالى :
{ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ } * { رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلاَةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَـاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلأَبْصَارُ }​
فإنهما آيتان عند بعض القراء تنتهي أولاهما بـ" وَٱلآصَالِ" وتبتدئ الأخرى بـ" رِجَالٌ "رغم قراءة هذا البعض" يُسَبِّحُ" في الآية الأولى بالبناء للمعلوم، والوقفُ على الآية الأولى هنا جائز، لأن القارئ سيواصل القراءة مباشرة بعد أخذ النفس، إذ الوقف في اصطلاح القراء على نية الاستئناف، فانقطاع القراءة اليسيرُ لا حرج فيه، إذ سرعان ما تُستأْنَف القراءة فيرتبط الفعل بفاعله في ذهن السامع، وانعدامُ الحرج في ارتباط الفعل بالمفعول أولى، وهو الذي معنا هنا، أما الذي يستقبح ولا يجوز في هذه الحالة فهو "القطع" في اصطلاح أهل التجويد وهو انقطاع القراءة بغرض الإعراض عنها لا استئنافِها، لأنه يترك السامع لا يدري المفعول به أو الفاعل فيتشوش المعنى لديه، ولا يتم، وكذلك الحال إذا استأنف القراءة بعد مدة مبثدِئاً بالفاعل دون فعله أو المفعول دون الفعل والفاعل.
فتلخص من هذا أن الخلل الأعظم والتفكيك الكبير على اعتبار ما موصولةً إنما هو اختزال "المستثنى منه" من جملة الاستثناء بدون دليل عليه فتقصر حينئذ عن تأدية كلام مفيد، ويضمحل معناها، فضلاً عما تفقده الآية الأولى من مستتبعات بلاغية أحسن عرضَها أخونا الفاضل "محمودٌ" أحسن الله إليه.
 
عودة
أعلى