ما معنى تنزيل القرآن - الذي هو كلام الله حقيقة - ؟

إنضم
23/03/2007
المشاركات
120
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الحمد لله
السادة الأفاضل..
ما معنى تنزيل القرآن - الذ هو كلام الله تعالى حقيقة - ؟
سيما إذا علمنا أن التنزيل هو تحريك الشيء من الأعلى إلى الأسفل على التدريج.. كما يقتضيه بناء التفعيل الدال على الكثرة الدالة على التدريج.
هل أفاد المفسرون في ذلك شيئا يعول عليه؟
 
جزاك الله تعالى خيرا...
ولي بعض التعليقات والأسئلة... أستعرضها تباعا بعد إذنكم...
 
في الواقع.. الأسئلة كثيرة... أسأل الله تعالى أن يوسع صدور أهل العلم لتفهما والإجابة عنها...

المسألة الأولى:

قال الدكتور محمد القحطاني: النزول في اللغة : النزول في الأصل انحطاط من علو ، ويطلق ويراد به الحلول ، كقوله تعالى : ( فإذا نزل بساحتهم ) أي : حلّ . يقال : نزل فلان بالمدينة : أي حل بها . وأمّا معنى النزول في الشرع فهو نفس معناه في اللغة ، فالمراد الشرعي بكلمة "نزول" هو حقيقتها اللغوية . انتهى.

فقد عينتم الحلول كمعنى للنزول لغة.. وأنه لم ينقل في الشرع إلى معنى آخر.. والسؤال الأول أن الحلول في حد ذاته له معاني عديدة

فالحلول يقال بمعنى:

ـ القيامِ بالغيرِ، كحلول الأعرَاضِ بمَحالِّها – أي بالأجسام – كحلول اللون في الجسم.

ـ ويقال بمعنى الاستقرار، كحلول الجوهر أو الجسم في الحيِّز: وهو الفراغ المُتَوَهَّمُ الذي يشغَلُه شيءٌ مُمتَدٌّ أو غير ممتدٍّ.

ـ وقد يقال على الاتصاف، كحلول الصفة بالموصوف.

ـ وقد يقال الحلولُ على التقويم ، كحلول الصورة في المادة.

فأي المعاني من هذه ينطبق على حلول القرآن - الذي هو كلام الله حقيقة - حلولا حقيقيا في ذات جبريل عليه السلام أو في ذات الرسول صلى الله عليه وسلم.. فالتفصيل لازم في مثل هذه الألفاظ - التي لم تعهد مستعملة من طرف الشرع كالحلول - وبيان المراد منها... سيما إذا كان الكلام على حلول القرآن الذي هو بمعنى صفة من صفات الله تعالى لكون مرجعه إلى الكلام الذاتي...

وبعبارة أخرى: هل يجوز أن تحل صفة من صفات الله تعالى في ذات من ذوات المخلوقات... وهل ذلك يكون على إثر انفصال للصفة أو اتصال لذات الخالق بذات المخلوق أو على طريق أخرى؟؟

وهذه الأسئلة كما لا يخفى متفرعة على تفسير النزول "بالحلول".. والجواب عنها ضروري لبيان أدلة اعتبار "الحلول" على ظاهره...


المسألة الأولى:

قال الدكتور محمد القحطاني: من المعلومات التي لا مجال للشك فيها في دين الإسلام أن القرآن الكريم لم ينزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم جملة واحدة. انتهى

لقائل أن يقول:

ماذا نقول في مثل قوله تعالى:

(هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ) [آل عمران:7]

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ) [الكهف:1]

فالإنزال هو الهبوط من أعلى إلى أسفل دفعة واحدة، وقد عبر به دون نزّل بالتشديد المشعر بالتدريج إيذانا بأن الله تعالى ألقى القرآن في قلب نبيه صلى الله عليه وسلم أولا دفعة واحدة بلا واسطة ثم نزل به جبريل ثانيا بحسب الوقائع، ومن ثم قال تعالى وقت سبق النبي جبريلَ عند نزول الوحي: (وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً) [طه:114].
 
لا اعلم ان احدا من العلماء المعتبرين قال ان القران قد نزل دفعة واحدة على قلب النبي صلى الله عليه وسلم كما هو في المقال اعلاه
واما هذه الاسئلة وما يشبهها فقد اجاب عن كثير منها الباقلاني في كتابه الشهير الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به
على ان في بعض قوله ما لا يتابع عليه
 
قال الله تعالى : " أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها ... " فهل نزل ذلك دفعة واحدة ؟؟؟
 
شكرا لكما أخي جمال وأخي الأزهري..
لعلني أجيب الأخ الأول بأن عدم الوجدان لا يقتضي عدم الوجود.. وما ذكرته مشفوع بدليله.. ولا تناقض بين إنزال القرآن جملة واحدة على قلب النبي صلى الله عليه وسلم أولا، وبين تنزيله ثانيا منجما على حسب الوقائع بواسطة جبريل عليه السلام تذكيرا وتثبيتا لما قلبه الشريف صلى الله عليه وسلم..
وإذا تكرم الأخ الفاضل جمال بذكر بعض ما يتعلق بالنزول - بمعنى الحلول! - الحقيقي للقرآن - الذي هو كلام الله حقيقة!- وما فهمه من جواب عن تلك الأسئلة من كلام الباقلاني أو غيره سيكون في ذلك إثراء للموضوع بلا شك...
أخي الأزهري... ما علاقة إنزال القرآن - كلام الله حقيقة - بإنزال الماء!؟ ما وجه الشبه بين الإنزالين؟! أو كيف يتم القياس بينهما؟؟
جزاكم الله خيرا...
 
أشكر الأخ أبا عبيدة الهاني على مناقشته وأسئلته، وإن كنت أرى أن ما كتبته في الموضوع المحال إليه في الرابط السابق يكفي.
وأظن أن الموضوع لا يحتاج إلى البحث عن الكيفية ؛ لأنه موضوع غيبي ليس هناك ما يوضحه إلا الأدلة الثابتة من القرآن والسنة.
فأرى أن يقتصر على بيان ما دلت عليه ، ولا حاجة للخوض في التفاصيل لأن ذلك لا يفيد كثيراً.

وأنصح من أراد التوسع في هذا الموضوع بقراءة ما كتب الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع في كتابه : نزول القرآن.

وأرجو أن يكون فيما ذكر كفاية.
 
جزاك الله خيرا يا دكتور محمد..
وسيكون فيما ذكر كفاية..
على أن المحال يعتقد ولا يفسر ...
 
صدق الله العظيم، وبلغ نبيه المصطفى الأمين، ونحن على ذلك من الشاهدين، وبه مؤمنون ومصدقون إلى يوم الدين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
لكن الشرع المنقول، لم يأت بما تحيله العقول.. والله العزيز ذو الجلال، لم يكلف باعتقاد المحال..

وكل ما أردت استيضاحه ممن يحكم بحلول كلام الله حقيقة في المخلوقات أن يفسر ما تحت حكمه من تصورات... ما هي حقيقة الكلام عنده، ما هي حقيقة نزوله، كيف تلقى جبريل الكلام حقيقة وكيف حل فيه.. وليس ذلك سؤالا عن الكيفية بمعنى الحقيقة.. فذلك لا يسئل عنه.. لكن المراد تصور الموضوع والمحمول في القضية.. أو قل المسند والمسند إليه... فلا بد من تعقل ذلك كله لكي يكون حكمنا مبنيا أولا على فهم.. ثم لكي يعرف مدى مطابقته للواقع في نفس الأمر بما يتلائم مع الحقيقة من عدمه...

أعرف أن هذه الموضوعات محرجة جدا لمن اعتقد أن كلام الله تعالى حقيقة حروف وأصوات... والتزم جواز انفصال ذلك الكلام من ذاته تعالى ليتصل بجبريل الأمين عليه السلام... لكن إذا اعتقد ذلك فلا بد أن يسأل نفسه هل انتقال الكلام الحسي على ذلك من ذات إلى ذات جائز عقلا حتى يتفرع على ذلك الحكم بوقوعه؟؟ بمعنى آخر هل يجوز في العقل انتقال الصفات من ذات إلى ذات؟؟ فالكلام صفة.. وهذا متفق عليه سواء بين من يعتبره صفة معنوية وبين من يعتبره حروفا وأصواتا.. لكن يظهر على كلا القولين أن انتقال الصفات وقيامها بذاتها أثناء الانتقال محال كما أحلنا جواز انتقال ما تسميه النصارى أقانيم وحلولها في ذوات المخلوقات... أما إذا اتصلت الذوات أثناء عملية الانتقال فذلك من أمحل المحال أيضا...

وليس هذا خوضا في الحقيقة أصلا.. وإنما هي أسئلة تدور حول معرفة جواز ذلك من عدمه قبل الحكم بوقوعه ... ولو حكمنا على كل قول خالف العقل بأنه واقع ولا يجوز الخوض فيه بالعقل لكونه بحث عن الكيفية لالتزمنا الكثير من شناعات الفرق المنحرفة وعجزنا عن الرد عليهم بحجة أن الخوض في الكيفية ممنوع شرعا...

لم أتجرأ على طرح هذه الموضوعات الشائكة إلابعد ما تبين لي أن الملتقى يضم ثلة من العلماء لا بأس بها... فلست متوجها بكلامي إلى عوام الناس.. والمرجو من السادة الأفاضل بحث هذه المسائل والإجابة عنها بما يشفي الغليل.. فإن لم يفعل ذلك في مثل هذه الملتقيات فأين سيفعل...
 
يا أخي الكريم حفظك الله لنا أن نكتفي في غيبيات كنه النازل من الله ـ عز وجل ـ بالتصديق فحسب وعندما يأتي من يريد الجدال من أصحاب الفرق المنحرفة الضالة فسيكون لكل حادثة حديث ولكل سؤال جوابه المناسب له، المهم عندي كدارس للقرآن مع إيماني به أن أهتم بهدايات هذا المنزل المصدَّق مع استثمار الوقت في نشره وتعاليمه لا التدقيق والتحقيق في أمور لن ـ وأقول " لن" زمخشرية ـ أجنى من خلفها الشيء الكثير ‘ وعندي ـ كمتخصص في القرآن وعلومه ـ أنك لن تضار بعدم معرفتك لما تتفضل بطرحه وكفاك أخي الفاضل مقدمة ما قدمت أنت به في مشاركته الأخيرة ، وكفاك أيضاً ما قاله الأخ الدكتور أبو مجاهد خاصة وبقية أصحاب المشاركات في هذا الموضوع عامة ، ومن وجهة نظري لن تجد أكثر من ذلك إلا إذا كنت مصراً على المزيد فمرحبا بمزيد من عندك وكلنا آذان صاغية.
مع تحياتي.
 
الأخ أبو عبيدة الهانى ,
صيغة "تفعيل"كما فهمت من كلامك تعنى التدريج ولاأرى اشكال فى ذلك اذ أنها التى تصف الأمر بدقة حيث أن المتلقى النهائى وهم المكلفون لا يطيقون التلقى المباشر ولهذا لا بد من التنزل يتلقاه الروح الأمين وينزل به الى المجتبى من البشر الذى يتلقاه وان لجبينه يتفصد عرقا.الذى يبلغه لنا
وجاء فى حديث نزول رب العزة فى الثلث الأخير من الليل ما يفيد أن الله سبحانه ينزل فلا اشكال فى تنزل كلامه سبحانه
وأنا معك فيما يخص كلمة حلول , وأري ألا نستعمل هذا المصطلح !
 
كلام الأخ أبوعبيدة الهاني واستفساراته مهمة وقيمة ، يجاب عنها بنقضها بالدليل أو الموافقة عليها ، لا بتقديم النصائح الشخصية والمقترحات بأن هذا لا يخاض فيه وأن الأسلم عدم الكلام فيه؛ فهذه حيلة من يحيد عن الجواب إما هيبة وورعاً وهو ما أظنه ، وإما جهلاً لتصور السؤال ومسألته من الأساس .أو غير ذلك .
نعم : الأسلم السكوت عن مثل هذه المباحث؛ لكن قد حدث وأن عرضت على الملتقى، فلزم الأمر الجواب عليها أو القول بعدم وجود جواب ؛ وعلى السائل بحث الجواب في مكان آخر.
والله من وراء القصد .
 
ليس في الوساوس والشبهات التي ذكرها الأخ أبو عبيدة مما أحدثه المتكلمون بناء على اعتقادهم الفاسد في كلام الله تعالى، شيء جديد يستدعي طرحه هنا وتكلف الجواب عليه!

إذ قد أجاب أهل السنة والجماعة على هذه الوساوس وبينوا الحق فيها، حين تكلم بها مبتدعوها ممن أنكر الحرف والصوت بعد احراج المعتزلة لهم، ودونت في هذا مئات الصفحات، منها: "الرد على من أنكر الحرف والصوت" للإمام السجزي، و "التسيعينية" لشيخ الإسلام ابن تيمية، وغيرها من كتبه، وكتب تلميذه ابن القيم خصوصا في مختصر "الصواعق المرسلة" و"الكافية الشافية"، وفيها جواب كل شبهة أثارها القائلون بالكلام النفسي وغيرهم .
ومحل هذه المسائل كتب العقائد، والمواقع المتخصصة في المناظرات بين أهل السنة وغيرهم، وهذا الموقع المبارك درج منذ نشأته على تجنب إثارة مثل هذه المواضيع والبعد عنها.
 
جزيت خيراً على المداخلة كلها ، ونفع الله بكم .
أما قولكم :
،
ومحل هذه المسائل كتب العقائد، والمواقع المتخصصة في المناظرات بين أهل السنة وغيرهم، وهذا الموقع المبارك درج منذ نشأته على تجنب إثارة مثل هذه المواضيع والبعد عنها.
فيا ليت الإخوة جميعاً يلتزمون بذلك .خاصة وأن كثيراً من الأطروحات لا يعلم حقيقة من يطرحها إلا الله تعالى : هل هو جاهل يريد العلم ، أم مخالف متعنت يريد الشوشرة والإفساد ..الخ، فالتعامل مع مجهول العين والحال في مثل هذه الأمور أرى أنه " مضيعة للوقت "
والله من وراء القصد .
 
أحسنتم، بارك الله فيكم، وبعض هؤلاء المجاهيل كتبوا في مواقع أخرى مواضيع أخر، وظهر منهم التعنت وقصد التشويش، وإثارة الشبهات، ولعل المشايخ الكرام القائمون على هذا الصرح العظيم ينتبهوا لمثل هذا.
 
عودة
أعلى