ما سبب الزهد في يوسف عليه السلام عند من باعه ؟

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
في قوله تعالى :
( وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ ).
 
في أبحاث مؤتمر تفسير سورة يوسف، وجدت رأياً يقول بأن الذين شروه (باعوه) بثمن بخس هم إخوته،
فيكون ترتيب الأحداث كما يلي:
- اتفقوا على رميه في جب على طريق القوافل.
- فعلوا ذلك.
- انتظروا مدة من الزمن خلف ساتر قرب الجب.
- جاءت السيارة وأخرجوه من الجب.
- ظهر إخوته وزعموا أنه عبد آبق لهم مسجون في الجب.
- لكونهم فتيان ولكونهم مستعجلين باعوه بثمن بخس للسيارة.
- في الوضع الطبيعي مثله يباع بثمن غال، ولكنهم حتى (يُسروه بضاعة) قاموا بإخفاء ملامح وجهه حتى لا يعرف في المنطقة (تسويده بالفحم).

هذا ما قرأته - وقد لا أتبناه بالضرورة -، لكنني أنقله للفائدة.
 
انتظار إخوة يوسف مدة خلف ساتر قرب الجب ليظهروا ويزعموا أن أخاهم عبد آبق لهم مسجون في الجب وقيامهم بتسويد وجهه بالفحم !
هل شيء من هذا يقوم على دليل ؟
وجزى الله شيخنا د. عبدالرحيم خيرا
 
قال بعض المفسرين بقول قريب ومشابه لما نقله الدكتور عبد الرحيم ، والغريب مشابة هذا القول بما ورد في العهد القديم ، كتاب سفر الخروج ، فكأنه من الاسرائيليات .

الترجيح بين الاقوال والصواب في ذلك ، انقل اليكم كلام الشيخ المغامسي حول الاية هنا

تمهيد ومحاولة لاجابة سؤال المشاركة
بسؤال لماذا باع السياره ، يوسف عليه السلام بثمن رخيص ...
1- لايستطيعوا المكث ، وحاجتهم للمال بسرعة لداعي الرحيل ، ولكن نلاحظ هنا إمكانية إجتماع حب السلعة ومعرفة قيمتها والحزن على بيعها بالرخص في نفس الوقت، فلا زهد هنا .
2- التملق للمشترى لسلطته او جاهه (العزيز ) ،وهنا ايضا اجتماع حب السلعة ومعرفة قيمتها والحزن على بيعها بالرخص وارد ، فلا يصح الزهد هنا .
3- ارادوا التخلص منها على وجه السرعة ، كالسارق الذي يبيع ما لايملك ، هنا لاتهمه السلعة فهي ليست ملكا له اصلا او بها عيب (السرقة ) فيخفي ذلك بالثمن المخفض والرخيص وبشكل مبالغ .

قوله تعالى { وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) } (سورة يوسف )

فالعطف في الاية 20 يتضمن: المعطوف عليه وحرف العطف والمعطوف ثم المعنى المستفاد من التركيب.
المعطوف عليه ، قوله تعالى (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ )
المعطوف ، قوله تعالى (كَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ )
والمعنى المستفاد من التركيب -والله اعلم - هي النقطه الثالثه اعلاه ، فزاهدين تلقى الضوء على السبب الحقيقي لبيعهم الرخيص ، وهو الشعور بالخيانة والذنب ، دلنا على ذلك قوله تعالى (اسروه ) فدسهم ليسوف عليه السلام واخفائه من البداية ، لامبرر له سوي سوء الطويه ودنائة الخلق ، ونعم القران يكذب الرواية الاسرائيلية .

والله اعلم
 
هذا موضوع سابق تناول هذه القضية تقريبا:

من الذين شروه بثمن بخس؟

قال الحق جل وعلا:

فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15) وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ (18) وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)

أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى (وشروه بثمن بخس دراهم معدودة):

القول الأول: اخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك قال جاءت سيارة فنزلت على الجب فأرسلوا واردهم فاستقى من الماء فاستخرج يوسف فاستبشروا بأنهم أصابوا غلاماً لا يعلمون علمه ولا منزلته من ربه فزهدوا فيه فباعوه، وكان بيعه حراماً وباعوه بدراهم معدودة.

القول الآخر: أن إخوته باعوه أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: { وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً } يعني إخوة يوسف أسروا شأنه وكتموا أن يكون أخاهم وكتم يوسف شأنه مخافة أن يقتلن إخوته واختار البيع فباعه إخوته بثمن بخس.

وعن مجاهد رضي الله عنه في قوله: (وشروه) قال: إخوة يوسف باعوه حين أخرج المدلي دلوه. الدر المنثور 4/12 للسيوطي.

والقول الأول المروي عن الضحاك اختاره الشيخ الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير 6/242-244 فقال:

(كان هؤلاء الســــيارة من الإســـماعيلين كما في التوراة، أي أبناء إسمـــاعيل بن إبراهـــيم عليهما الســـلام وقيل كانوا من أهل مدين، وكان مجيــئهم الجب للاســتقاء منها، ولم يشــــعر بهم إخوة يوســف إذ كانوا قد ابتعدوا عن الجب.

ومعنى (أسروه) أخفوه؛ والضمير للسيارة لا محالة، أي أخفوا يوسف عليه السلام، أي خبر التقاطه خشية أن يكون من ولدان بعض الأحياء القريبة من الماء قد تردى في الجب، فإذا علم أهله بخبره طلبوه، وانتزعوه منهم لأنهم توسموا منه مخائل أبناء البيوت، وكان للشأن أن يعرفوا من كان قريباً من ذلك الجب، ويعلنوا كما هو الشأن في التعريف باللقطة، ولذلك كان قوله (وأسروه) مشعراً بأن يوسف عليه السلام أخبرهم بقصته، فأعرضوا عن ذلك طمعاً في أن يبيعوه.)

ثم يزيد الشيخ ابن عاشور رحمه الله في تأكيد ما ذهب إليه في قوله معنى (شروه): باعوه، يقال: شرى كما يقال باع، ويقال: اشترى كما يقال: ابتاع.

ثم قال ومن فسر (شروه) باشتروه أخطأ خطأ أوقعه فيه سوء تأويل وكانوا فيه من الزاهدين، وما ادعاه بعض أهل اللغة أن شرى واشترى مترادفان في معنييهما يغلب على ظني أنه وَهِمَ إذ لا دليل يدل عليه.

وفيما ذكره الشيخ ابن عاشور رحمه الله بيان أن الذي باع يوسف عليه السلام هم السيَّارة وليس إخوته، وقد كان سبب اختلاف المفسرين في ذلك هو بسبب اختلافهم في عود الضمائر في الآيات، ويحسم الشيخ ابن عاشور عود الضمائر بقوله: وضمائر الجمع كلها للسيَّارة على أصح التفاسير.

الترجيح بين القولين

ينقسم السياق لأجزاء وأحوال بيّنة قسمتها بالألوان في رأس هذا المبحث فميزت السياق الأول – سياق التنفيذ – بلون وعلامة نهايته قوله تعالى (إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) وبوحي الله لنبيه يوسف انتهت علاقة يوسف بأخوته في هذه المرحلة فلا وجه لاستمرار الفعل السيئ بعد وعد الله. وذكر في هذا السياق (يوسف وأخوته)

ثم بلون آخر يتميز السياق الثاني وهو مشهدهم وهم يبكون بين يدي والدهم عشاءاً حيث لا يسهل تبين كذبهم من وجوههم ، وفي ذلك دلالة على بعد الجب عن مسكن ابيهم وهذا يبعد ان يكونون قد عادوا لانتظار من يلتقطه وختمه بقوله تعالى (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُون). وذكر في هذا السياق (يعقوب وأخوة يوسف)

والسياق الثالث وهو محل الاشكال : ( وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) ، وفيه (يوسف عليه السلام ، السيارة ، مشتري يوسف)

وتفصيل وجاهة القول بأن السيارة هم من باعه هو كالآتي:

أولا : ففي معرض تآمر إخوة يوسف على أخيهم استقر رأيهم على إلقاءه في الجب (ليلتقطه) بعض السيارة إذ قال جل جلاله: قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10)

وهذا ما اتفقت عليه آرائهم وممالأتهم فلم يقل (يشتريه) بعض السيارة أو (يبتاعه) بعض السيارة ، بل (يلتقطه) فيجدونه حين يريدون رفع الماء من البئر ، وهذه دلالة بينه على أنه كان عليه السلام في حكم (اللُّقَطَة) بالنسبة للسيارة وهنا تأتي أمامنا عدة أسئلة تجيب على نفسها وهي:


  • · كيف تباع اللقطة ؟؟ إذا كنا نعلم أن من التقط شيئا فلا يحق لأحد أن يدعي فيه ؟
  • · كيف يقبل السيارة من غلمان جهال أن يبتاعوا منهم غلاماً مثلهم ؟ وظاهرهم أخوة له فيقول تعالى : ( قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89).
  • · كيف يصمت يوسف ولا ينبيء عما حدث له ويباع لهم أمام إخوته وهو صامت لا يدفع عن نفسه بأنه حر وإنما تآمروا عليه.
  • · لماذا يسرّون يوسف بضاعة إن كانوا قد اشتروه ودفعوا ثمنه ؟
ثانيا: القائلين بان من باعه إخوته لديهم إشكال واحد ، وهو كيف يستبشرون به ثم يبيعونه بثمن بخس ؟ ، وهنا فتوجيه ذلك يسير جدا فإيجادهم للغلام في البئر تم من قبل واردهم فاستبشر بأن وجد غلاما صدفة (لقطة) فالتقطه وقال يا بشرى ، مستبشرا بما لقيهُ لا يملكه احد فأصبح لهم فأخفوه في بضاعتهم لئلا يدعي عليهم فيه أحد حتى يبتعدون عن مكان الجب فيبيعونه عاجلا بأي ثمن يعرض عليهم ليتخلصوا منه ويقبضوا ثمناً أياً كان هذا الثمن قليلا فهو مجزيء لهم حيث لم يدفعوا للغلام مقابل فقد وجدوه صدفة في البئر.

وصغر الغلام وضعفه لا يرغِّبُ المشترين فيه لأنه لا يقوى على مشاق العمل والسخرة والعبودية ، وملامحه لا تبين عن أنه ممن يباع ويشترى فيخشى من يشتري مثله أن يدعي فيه أحد فلا يستطيع على شراء مثله وضمان ثمنه الا شخص متنفذ في مصر لا يتمكن أحد من مقاضاته او الادعاء عليه فكان المشتري عزيز مصر ، وقد يكون المشتري الثاني او الثالث فقد يكون المشتري من السيارة غير العزيز ولكن الإضمار في القرآن ينقل القاريء إلى ما يستحق الذكر من القصص.

ثالثا : قال تعالى (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80)

والتفريط غير البيع ، فالقاؤه في الجب وتركه حتى يلتقطه السيارة بعد ان وجدوه فجأة لهو قمة التفريط ، وإلا لكان القول ( بيعكم ليوسف).

وأخيرا فالسياق بيّنٌ لا لبس فيه ولا إشكال ولو تتبع القارئ السياق من أول السورة إلى آخرها لوجد دلالات ترد القول بأن البائعين هم إخوة يوسف ، فسياق البيع لم يكن يتضمن الا يوسف والسيارة أما اخوته فقد انتهى الحديث عنهم وتحول القصص القرآني لمشهد مختلف تماما واشارة ذلك وعد الله ليوسف عليه السلام بان يبنئ إخوته بفعلهم. والله أعلى وأعلم
 
عودة
أعلى