ما سبب التوكيد في قوله (ونزَّلناه تنزيلا)؟

إنضم
24 يناير 2013
المشاركات
19
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
بغداد
السلام عليكم ورحمة الله
ما سبب التوكيد في قوله تعالى {ونزَّلناه تنزيلاً} في سورة الإسراء:106
 
قال ابن عاشور: وَفِي فِعْلِ نَزَّلْناهُ الْمُضَاعَفِ وَتَأْكِيدِهِ بِالْمَفْعُولِ الْمُطْلَقِ إِشَارَةٌ إِلَى تَفْرِيقِ إِنْزَالِهِ الْمَذْكُورِ فِي قَوْلِهِ: وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ [الْإِسْرَاء: 105].
وَطُوِيَ بَيَانُ الْحِكْمَةِ لِلِاجْتِزَاءِ بِمَا فِي قَوْلِهِ: لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ مِنِ اتِّحَادِ الْحِكْمَةِ. وَهِيَ مَا صَرَّحَ بِهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا [الْفرْقَان: 32] .
وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ: فَرَّقْنَا إِنْزَالَهُ رَعْيًا لِلْأَسْبَابِ والحوادث. وَفِي كَلَام الْوَجْهَيْنِ إِبْطَالٌ لَشُبْهَتِهِمْ إِذْ قَالُوا: لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً [الْفرْقَان: 32].
 
معنى كلام ابن عاشور السابق أن الغرض من التوكيد هو المبالغة في بيان الفرق بين النزول المذكور في قوله تعالى: (وبالحق أنزلناه) وبين التنزيل المذكور هنا، فالمقصور بالأخير هو بيان الحكمة من تفريق نزوله على السنوات، وأن هذا كان لتثبت به الأفئدة، وتتحقق به المراعاة للأسباب والحوادث المختلفة.​
 
عودة
أعلى