ما رأيكم في هذه الرسالة؟؟!

إنضم
18/11/2008
المشاركات
82
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
أرض الحرمين ومهبط الوحي
[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي لا أدري أتتني هذه الرسالة على بريدي الخاص ، وبصراحة استنكرت ما ذكر فيها ، حيث انها احتوت على حوار بين رجل ومرأة باآيات من القرآن الكريم
لا أدري ما رأي مشايخنا الكرام في هذه الرسالة؟!
وجزاكم الله خيرا [/align]



[align=center]مرت امرأة فائقة الجمال برجل فقير بل معدم، فنظر إليها وقلبه ينفطر شغفا بجمالها


ثم تقدم منها ودار بينهما الحوار الآتي:




الرجل : ' وزيّناها للناظرين '

المرأة : ' وحفظناها من كل شيطان رجيم '

الرجل: 'بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون '

المرأة: ' واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب '

الرجل: ' نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا '

المرأة: ' لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا '

الرجل: 'وإن كان ذو عسرة '

المرأة: ' حتى يغنيهم الله من فضله '

الرجل: و ' الذين لا يجدون ما ينفقون '

المرأة: ' أولئك عنها مبعدون '


عندها احمر وجه الرجل غيظا وقال: ' ألا لعنة الله على نساء الأرض أجمعين!! '



فأجابته المرأة:


' للذكر مثل حظ الأنثيين '[/align]
 
[align=center]هذا لعب وكذب يجب أن ينزه عنه كلام الله تبارك وتعالى[/align]
 
أخي سالم بن عمر وفقك الله لكل خير .
الرسالة التي عرضتها طلباً للجواب هي في غاية السوء وسوء الأدب والاستهزاء بالقرآن الكريم ، وقد يكون غرض من كتبها حسناً ، وربما أنه قرأ قصة المرأة التي يصفونها بأنها تتكلم بالقرآن ، وهي إن صحت لا تقل في سوء الأدب عن صاحب هذه الرسالة . فاستخدام الآيات بهذه الطريقة لا يجوز بالإجماع ، ولم يقل أحد بجوازه . وحديث العلماء عن مسألة حكم الاقتباس من القرآن ليست منه هذه الصورة مطلقاً .
 
أحسن الله إليكم مشائخنا الكرام وجزاكم الله خيرا
وفتح الله عليك د. عبدالرحمن الشهري على ما تفضلت به من بيان ونفع بك الأمة والإسلام والمسلمين .
 
"الاقتباس من القرآن الكريم" من كتاب مفاتيح التفسير 1/155
الاقتباس:
الاقتباس في اللغة: هو طلب القبس , وهو الشعلة من النار , ويستعار لطلب العلم , قال الجوهري في الصحاح: اقتبست منه علما: أي استفدته0
واصطلاحا: هو تضمين الشعر أو النثر بعض القرآن، لا على أنه منه، ويخرج بهذا القيد الأخير ما إذا قيل قبل الكلام المقتبس: قال الله تعالى ونحوه لأنه ليس باقتباس بل هو استشهاد مع إحالة إلى مصدر الاستشهاد.
*ويخلط كثيرون بينه وبين التضمين – الذي هو نوع من البديع – ( انظر: التضمين ) والواقع أن هناك فرقا بينه وبين التضمين، فالاقتباس هو أخذ كلمات أو عبارات قرآنية معالتغيير فيها، أما التضمين فهو أخذ كلمات أو آيات بنصها دون التغيير فيها ويشتركان في عدم الإحالة إلى المصدر. وممن جعلوا الاقتباس والتضمين شيئا واحدا صاحب كتاب "الفوائد المشوق "حيث قال: الاقتباس ويسمى "التضمين "هو أن يأخذ المتكلم كلاما من كلام غيره يدرجه في لفظه لتأكيد المعنى الذي أتى به فإن كان كلاما كثيرا أو بيتا من الشعر فهو تضمين وإن كان كلاما قليلا أو نصف بيت فهو "إيداع "وعلى هذا الحد ليس في القرآن منه شيء إلا ما أودع فيه من حكايات أقوال المخلوقين مثل ما حكاه القرآن الكريم عن قول الملائكة: { قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ } ( البقرة:30 ) ومثل حكاية أقوال المنافقين واليهود والنصارى ونحو ذلك.
*و يتنوع الاقتباس إلى نوعين: أحدهما: ما لم ينقل فيه المقتبَس ( بفتح الباء ) عن معناه الأصلي , ومنه قول الشاعر:
قد كان ما خفت أن يكونا إنا إلى الله راجعونا
وهذا من الاقتباس الذي فيه تغيير يسير , لأن الآية { وإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } ( البقرة: 156) .
والثاني: ما نقل فيه المقتبس عن معناه الأصلي كقول ابن الرومي:
لئن أخطأت في مدحك ما أخطأت في منعي
لقد أنزلت حاجاتي "بواد غير ذي زرع"
فقوله "بواد غير ذي زرع "اقتباس من القرآن الكريم ( من سورة إبراهيم:37) وهو في القرآن الكريم معني به "مكة المكرمة"إذ لا ماء فيها ولا نبات , فنقله الشاعر عن هذا المعنى الحقيقي إلى معنى مجازي هو: "لا نفع فيه ولا خير ".
* حكم الاقتباس فى ضوء ما يراه علماء الشرع:
إذا أردنا أن نقف على الحكم الشرعى فى قضية الاقتباس فإنه يجب علينا أولا أن نفرق بين حالتين للاقتباس الأولى أن يكون فى الشعر، والأخرى أن يكون فى النثر وإليك البيان:
أولا- الاقتباس فى الشعر
يرى بعض الفقهاء أن الاقتباس فى الشعر غير جائز أصلا لأنه يجب أن ينزه القرآن عن الشعر مطلقا وإن حسن الغرض وشرف المقصد إذ كيف يجوز ذلك فى ضوء نفى وصف الشعر عن القرآن الكريم بمقتضى آيات القرآن الكريم والتى منها قوله تعالى: "وما هو بقول شاعر "وقوله تعالى: "وما علمناه الشعر وما ينبغى له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين "وإذا كان بعض الفقهاء قد تحفظوا على الاقتباس من القرآن الكريم فى الشعر وإن كان فى مقامات شريفة، فإنهم قد أجمعوا على منع ذلك إذا كان الكلام غير لائق بالقرآن الكريم، وأما فى الأغراض اللائقة، فمنعه بعض المالكية وأجازه غيرهم، وخص بعض المجيزين أن يكون ذلك فى مقام الوعظ والثناء وفى النثر دون الشعر0 وقد وقع الاقتباس الجيد في الشعر أيضا من شعراء لا يشك فى حميتهم الدينية فلم ينكر عليهم، إلا من بعض المالكية.
ومن الاقتباس غير اللائق في الشعر قول القائل:

أوحى إلى عشاقه طرفه هيهات هيهات لما توعدون


وردفه ينطق من خلفه لمثل هذا فليعمل العاملون

وقال آخر:

قسما بشمس جبينه وضحاها ونهار مبسمه إذا جلاها


وبنار خديه المشعشع نورها وبليل صدغيه إذا يغشاها


لقد ادعيت دعاويا في حبه صدقت وأفلح من بذا زكاها


فنفوس عذالي عليه وعذري قد ألهمت بفجورها تقواها


فالعذر أسعدها مقيم دليله والعذل منبعث له أشقاها

وقد أثيرت قضية الاقتباس من القرآن الكريم فى الأعمال الأدبية والشعر حديثا بسبب عملين قد أثارا ضجة إعلامية وسخطا لدى الغيورين على القرآن
العمل الأول: تلك القصيدة التى نظمها الشاعر الفلسطينى محمود درويش وهي جزء من ديوانه "ورد أقل "الصادر عن دار توبقال المغربية عام 1986م. ولحنها أحد المطربين – هو المطرب اللبناني مارسيل خليفة - ليتغنى بها ومن فقراتها التى جاءت فيها:

"ماذا صنعت لهم يا أبي؟


الفراشات حطت على كتفيَّ،


ومالت عليّ السنابل،


والطير حطت على راحتي،


فماذا فعلت أنا يا أبي؟".

والشاعر يضع هذا المقطع بين مقطعين يذكر في أولهما عدوان إخوة يوسف عليه وفي الثاني يقول:

"همو أوقعوني في الجب،


واتهمو الذئب،


والذئب أرحم من إخوتي ..


أبتِ هل جنيت على أحد


عندما قلت إني: رأيت أحد عشر كوكبًا،


والشمس والقمر


رأيتهم لي ساجدين؟".

وهذا الجزء الأخير "إنى رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين "هو جزء من الآية (4) من سورة يوسف 0
العمل الثانى: تلك القصيدة التى لحنها مطرب كويتى وتغنى بها – هو المطرب عبد الله الرويشد - وقد أثارت بلبلة عما قريب حيث جاء فيها:
الحمد لله رب العالمين
وإياك نعبد وإياك نستعين إياك
وحينما أثيرت هاتان القضيتان وكان ذلك فى وقتين مختلفين برز نفس السؤال عن حكم الاقتباس من القرآن الكريم فى الشعر، ولذا آثرت الإشارة إلى هذه القضية بإسهاب لأهميتها.
ثانيا- الاقتباس فى النثر
الاقتباس فى النثر لاشئ فيه إذا حسن الغرض وشرف المقصد وقد وقع فى كلام النبى صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم من ذلك الكثير، وقد برز ذلك فى رسائله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى الفرس وهرقل الروم وغيرهما، ففى رسالته إلى كسرى التى أرسلها مع عبد الله بن حذافة جاء فيها: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وأدعوك بدعاية الله فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة "لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين "وهو اقتباس من قوله تعالى: "لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَياًّوَيَحِقَّ القَوْلُ عَلَى الكَافِرِينَ"(يس:70)وفى رسالته إلى هرقل الروم جاء: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فإنما عليك إثم الأريسين أي الفلاحين ويأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون وهو اقتباس من قوله تعالى: { قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَاوَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَوَلاَنُشْرِكَ بِهِ شَيْئاًوَلاَيَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } (آل عمران: 64)
وختاما وبعد هذا العرض يتضح لنا أن الاقتباس هو مباح بضوابط، أقلها ألا يكون فى الأعمال الماجنة التى لا ترعى لله حقا، فلعنة الله والملائكة والناس أجمعين على قوم لا يقيمون للدين شأنا {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } ( الشعراء:227 )
 
عودة
أعلى