ما رأيكم بهذا التفسير يا أحبة

الورشان

New member
إنضم
11/02/2009
المشاركات
58
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
"وماكان ربك مهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون"..
يقول الرازي في تفسير هذه الايه:
(إن المراد من الظلم في هذه الايه الشرك,والمعنى أن الله لايهلك أهل القرى بمجرد كونهم مشركين, إذا كانوا مصلحين في المعاملات فيما بينهم, يعامل بعضهم بعضا على الصلاح,وعدم الفساد)..!





خالد نزال الحربي
معلم قراءات _ ماجستير بالقرآن وعلومه
 
بارك الله فيك

هذا القول ذكره القرطبي و اختاره الطبري رحمهما الله و هو قول له حظ من النظر و الله أعلم
 
بارك الله أخي الكريم


خالد نزال الحربي
معلم قراءات _ ماجستير بالقرآن وعلومه
 
أرى أنه لا يتصور صلاح مع الشرك، فالشرك أصل الفساد. ولا سيما إذا كان الشرك عم قرية كاملة. ومعنى الآية واضح لا يحتاج إلى تكلف مثل هذا القول.
 
بارك الله فيك

بارك الله فيك

هذا التفسير قال به غير واحد من المفسرين منهم الطبري والقرطبي، حيث قال الأخير:
قوله تعالى: (وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى ) أي أهل القرى. (بِظُلْمٍ) أي بشرك وكفر. (وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ) أي فيما بينهم في تعاطي الحقوق، أي لم يكن ليهلكهم بالكفر وحده حتى ينضاف إليه الفساد، كما أهلك قوم شعيب ببخس المكيال والميزان، وقوم لوط باللواط، ودل هذا على أن المعاصي أقرب إلى عذاب الاستئصال في الدنيا من الشرك، وإن كان عذاب الشرك في الآخرة أصعب. وفي صحيح الترمذي من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:" إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده".​
 
هذا التفسير يؤدي إلى نتيجة لا تتوافق مع الهدي القرآني بوجه عام، وهو تصور وجود مجتمع عم فيه الشرك وخلا من الفساد، وهذا محال، فإن أصل الفساد هو الشرك.
 
واقع الحال يؤيد ذلك ، فالمشركين اليوم يعيشون في سلام وسعة رزق ولم يكن كفرهم سبباً لإيقاع العذاب عليهم وليس في هذا تهويناً أو إقلالاً من شأن الشرك والكفر مقارنة مع بقية صور الفساد ولكن الله يمدّ مدّاً يعود فيه كثير منهم لدين الله ولو اخذهم آنفاً لما اسعفهم الوقت للنجاة وهذا من عظيم رحمة الله ولطفه ، حتى اذا بعثوا قامت عليهم اقوى الحجج ووقع بهم بذلك أشنع العذاب، لا بل إن هذا المد والامهال اشر عليهم من اخذهم واهلاكهم فالدنيا عند الله لا تساوي جناح بعوضة والا لما سقى الكافر منها شربة ماء ولكن يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار ، اما في الدنيا فقوانين الرزق والمدد لا علاقة لها بكفر ولا بإيمان فيقول جل شأنه { كُلًّا نُمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا } [الإسراء:20] بل إنّ الله ليرزق الكافر العامل ويمنع المؤمن الكسول القاعد وهذه سنة ربانية ليس للايمان والكفر فيها سبيل (ليس تهويناً) ولكن هذه سنة الله.
هذا ما يتعلق بقول القرطبي وغيره أن الظلم هنا يعني الشرك والكفر وقد يقول قائل بظلم اي ظلم يقع عليهم رغم اصلاحهم وهذا أشمل فيجوز في ذلك القول القرى المؤمنة والكافرة والمعنى دلالة حرمة الظلم على الله إذ أن الاهلاك برغم الاصلاح ظلم فنفاه ربنا جلت قدرته عن ذاته .
أما القول أنه لا يُتصور صلاح مع الشرك فصلاح الدنيا برغم الشرك واقع وله في كتاب الله امثلة عديدة لأقوام وامم خلت صلح حالهم برغم شركهم وارسل الله اليهم انبياء فأطاعوهم وتغير حالهم الى الايمان واستمر صلاح دنياهم وترافق معه صلاح آخرتهم والمفيد ان نعلم أن صلاح الدنيا ليس دليل صلاح الآخرة وصلاح الآخرة لا يلزم معه صلاح الدنيا
والله أعلى وأعلم وصلى اللهم على محمد وآله
 
هذا التفسير يؤدي إلى نتيجة لا تتوافق مع الهدي القرآني بوجه عام، وهو تصور وجود مجتمع عم فيه الشرك وخلا من الفساد، وهذا محال، فإن أصل الفساد هو الشرك.

لم تذكر الآية موضوع الفساد و أنما الحديث عن العذاب للمشركين غير المفسدين هل يحل بهم اولا ؟؟
 
رايي من راي الشيخ محمد رحمه الله

رايي من راي الشيخ محمد رحمه الله

يقول الشعراوي رحمه الله
الحق سبحانه يقول هنا:
{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ } [هود: 117].
أي: لا يتأتى، ويستحيل أن يهلك الله القرى بظلم؛ لأن مراد الظالم أن يأخذ حق الغير لينتفع به؛ ولا يوجد عند الناس ما يزيد الله شيئاً؛ لأنه سبحانه واهب كل شيء؛ لذلك فالظلم غير وارد على الإطلاق في العلاقة بين الخالق سبحانه وبين البشر.
والقرى التي يصلح أهلها؛ لا يهلكها الله؛ لأن الإصلاح إما أن يكون قد جاء نتيجة اتباع منهج نزل من الله تعالى؛ فتوازنت به حركة الإنسان مع حركة الكون، ولم تتعاند الحركات؛ بل تتساند وتتعاضد، ويتواجد المجتمع المنشود.
وإما أن هؤلاء الناس لم يؤمنوا بمنهج سماوي، ولكنهم اهتدوا إلى أسلوب عمل يريحهم، مثل الأمم الملحدة التي اهتدت إلى شيء ينظم حياتهم؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم يمنع العقل البشري أن يصل إلى وضع قانون يريح الناس.
لكن هذا العقل لا يصل إلى هذا القانون إلا بعد أن يرهق البشر من المتاعب والمصاعب، أما المنهج السماوي فقد شاء به الله سبحانه أن يقي الناس أنفسهم من التعب، فلا تعضهم الأحداث.
وهكذا نجد القوانين الوضعية وهي تعالج بعض الداءات التي يعاني منها البشر، لا تعطي عائد الكمال الاجتماعي، أما قوانين السماء فهي تقي البشر من البداية فلا يقعون فيما يؤلمهم.
وهكذا نفهم قول الحق سبحانه:
} وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ { [هود: 117].
لأنهم إما أن يكونوا متبعين لمنهج سماوي، وإما أن يكونوا غير متبعين لمنهج سماوي، لكنهم يصلحون أنفسهم.
إذن: فالحق سبحانه وتعالى لا يهلك القرى لأنها كافرة؛ بل يبقيها كافرة ما دامت تضع القوانين التي تنظم حقوق وواجبات أفرادها؛ وإن دفعت ثمن ذلك من تعاسة وآلام.

ولكن على المؤمن أن يعلن لهم منهج الله؛ فإن أقبلوا عليه ففي ذلك سعادتهم، وإن لم يقبلوا؛ فعلى المؤمنين أن يكتفوا من هؤلاء الكافرين بعدم معارضة المنهج الإيماني.
ولذلك نجد ـ في البلاد التي فتحها الإسلام ـ أناساً بَقَوْا على دينهم؛ لأن الإسلام لم يدخل أي بلد لحمل الناس على أن يكونوا مسلمين، بل جاء الإسلام بالدليل المقنع مع القوة التي تحمي حق الإنسان في اختيار عقيدته.
يقول الله جَلَّ علاه:
{ لاَّ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواْ إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }[الممتحنة: 8].
فإذا كانت بعض المجتمعات غير مؤمنة بالله، ومُصْلِحة؛ فالحق سبحانه لا يهلكها بل يعطيهم ما يستحقونه في الحياة الدنيا؛ لأنه سبحانه القائل:
{ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ }[الشورى: 20].
 
عودة
أعلى