ما حكم تقليد أصوات القراء؟ دعوة للمناقشة .....

أبو يعقوب

New member
إنضم
10/02/2005
المشاركات
331
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد انتشر بين بعض الشباب ظاهرة تقليد الأصوات, والتكلف وبذل الجهد في ذلك, فما حكم من يفعل ذلك؟

حتى إن بعضهم إذا سمعته يقرأ تقول إنه الشيخ سعود الشريم, لشدة التقليد والمحاكاة, وقس على ذلك في باقي القراء.

فأنا أدعوكم لمناقشة هذا الموضوع وبيانه بالتفصيل لأهميته البالغة

وجزاكم الله خيرا
 
[align=center]وسئل فضيلته – وفقه الله تعالى :عن حكم تقليد الإمام أحد القراء في قراءته؟
فأجاب بقوله:يجوز أن يقلد أحد القراء في قراءته,ما دام أداء القارئ الذي قلده جيداً.
أما الصوت فلا يقلده فيه.حرر في 14/4/1419هـ .
* * *[/align]


المرجع : فتاوى العلامة ابن عثيمين 15/159 .
 
كيف يقلده في القراءة
وكيف يقلده في الصوت

ما الفرق بينهما ؟
 
يتضح الفرق بينهما بالمثال :

كما لو قلدت إمرأة أو طفل قراءة الكلباني في طريقة الترتيل والتغني لا في طريقة التخشن في الصوت
 
هل معنى قول أبي أحمد :
كما لو قلدت إمرأة أو طفل قراءة الكلباني في طريقة الترتيل والتغني لا في طريقة التخشن في الصوت
هل معناه أنّ تقليد القراءة في طريقة الترتل والتغني جائز ؟

سبق لي أن ذكرت في موضع آخر وبمناسبة أخرى بعض الفقرات من مخطوط ربما تعود الى كتاب البدعة
ليحيى بن عمر الكناني ( ت 289 هــ) , عالم مدينة القيروان ومن تلاميذ سحنون بن سعيد ,

جاء فيه :

ولقد بلغني عن كثير ممن لا علم لهم أنهم بالوا (بفتح اللام) في هذه الأصوات المحدثة التي جاء النهي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه رضي الله عنهم والتابعين وتابعيهم بما قد اقتصصناه عنهم في كتابنا هذا الحديث الذي جاء :
ْزينوا القرآن بأصواتكم ,
فأخطؤوا في تفسيره , والحديث كما أحدثك به .
فتأوّل من لا علم له في هذه الأحاديث على غير تأويلها وظنوا أن تفسيرها ما أحدثوا
في القرآن من أصوات الغناء والحداء حتى صاروا من فتنتهم في ذلك , يزنوا أصواتهم تلك وزنا ويعلم ذلك بعضهم بعضا كتعليم المغنيات أصوات الغناء وحتى صاروا يسمون لآي القرآن أصوات مختلفة : لآية كذا صوت كذا , ولآية كذا صوت كذا .
وهذا حدث عظيم في الاسلام .
وانما تفسير (زينوا القرآن بأصواتكم ) أن يرتل القاريء قراءته
(وقد حكينا قراءته في اول هذا الكتاب) , حرفا حرفا كما كان النبي عليه السلام يقرأ بالترتيل كما أمره الله جل ذكره .
وقد حكينا قراءته في أول هذا الكتاب , ثم فسر ذلك أصحابه من بعده .
انتهــ .
فمن هنا فانّ التغني في القراءة مكروه عند القدماء .
 
تقليد الصوت من حيث الأصل لا شيء فيه إن شاء الله ، إذ إن من وسائل تحسين الصوت محاولة تقليد الصوت الحسن . لكن المذموم هو التكلف والتعمل في طلب ذلك ، وهذا واقع كما تفضل الأخ أبويعقوب . فإنه يكثر في أئمة المساجد ولا سيما من الشباب من يحاول تقليد القراء المشهورين. وقد صليت خلف كثير ممن يفعل ذلك وفقهم الله ، ولا شك عندي في حسن مقاصدهم ، ورغبتهم في الخير ، ولكنهم لو كانوا يشعرون بما يعانيه المأموم من العنت بسبب شعوره بتكلفهم لما فعلوا ذلك. وترك التكلف هو المطلوب في القراءة ، مع تحسين الصوت بقدر الاستطاعة .
وقد سبق أن طرحنا في هذا الملتقى بحثاً قيماً للدكتور بشار عواد معروف وفقه الله بعنوان :
[align=center]البيان في حكم التغني بالقرآن [/align]أنصح بقراءته كاملاً للتوسع في فهم المقصود بالتغني في القرآن .
وفقكم الله جميعاً لكل خير.
 
بارك الله في أخي أبا يعقوب على فتح مثل هذا الموضوع
وأضيف أن هناك مصيبة أخرى في أن بعضهم من شدة تعلقه بالقارئ يقلده حتى في الخطأ فليس مهما عنده صحة القراءة لكن التقليد هو الهدف نسأل الله العافية ، وفيه فتح باب على النفس من حيث المقصد ،حتى أن الانسان قد يحاول مرة ومرة كي يأت بنفس النغمة أو النبرة .....
ولو تم تحذير الشباب ونصحهم في البعد عن مثل هذا لكان أفضل، لأن الله لايكلف نفسا الا وسعها ، والانسان يقرأ على حسب استطاعته وقدرته.
والله أعلم وبارك الله في الجميع.
 
جزاكم الله خيرا على مشاركاتكم الطيبة وإثرائكم لهذا الموضوع

هل قرأتم رسالة للشيخ العلامة بكر أبو زيد بعنوان (بدع القراء القديمة والمعاصرة)

والذي لا يملك الرسالة يفتح كتاب ( تصحيح الدعاء ) للشيخ نفسه ص300

حيث ذكر فيه مبحثا في تقليد صوت القارئ

وأعطوني آراءكم
 
أبو يعقوب المحترم ,
لا أريد أن أجيب على سؤالك الأخير من الناحية الشرعية
غير أنني أظن :
ان كانت الأصوات التي يقلّدها بعض الناس اليوم
على ما وصفه يحيى بن عمر الكناني وغيره
غناء , فهو , اتباعا للسلف , مكروه .
وهناك أمثلة أخرى كثيرة في هذا الموضوع
وبعض الناس أو أغلبهم في المغرب الأقصى يسمّونه بالبدعة الحسنة ومنه ترتيل القرآن
قبل الأذان لصلاة الفجر وفيه نوع من الغناء كما سمعته عدة مرات .
 
الرد على الدكتور : موراني

الرد على الدكتور : موراني

بسم الله الرحمن الرحيم :

كون الدكتور يدعي أن التغني بالقرآن مكروه عند القدماء هذا غير صحيح لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "من لم يتغن بالقرآن فليس منا" رواه أبو داود وغيره ، وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة مرفوعاً : " ‏ما أذن الله لشيء ما أذن للنبي أن يتغنى بالقرآن " . فكيف يقول : إن التغني مكروه عند القدماء . وإذا كان يقصد أحد من العلماء بالتغني أسلوباً خاطئاً في التلاوة واصطلح عليه فلا يجوز أن نعمم الحكم . لأن التغني بمعنى الترنم كما دل عليه لفظ : "ما أذن لنبي في الترنم في القرآن" أخرجه الطبري ، وقال الإمام النووي يرحمه الله في كتاب التبيان : (أجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقرآن ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط , فإن خرج حتى زاد حرفا أو أخفاه حرم) .

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .
 
ذكر أبو عمار المليباري الحديث المرفوع :
" ‏ما أذن الله لشيء ما أذن للنبي أن يتغنى بالقرآن " .
وذكره دليلا على أن التغني بالقرآن غير مكروه عند السلف وترك ما جاء في شرح
هذا الحديث عند ابن حجر في الفتح الباري عن السلف !
أو عند ابن بطال في شرح صحيح الباخري (كلاهما في باب من لم يتغن بالقرآن ....)
كما لا يخفى علي أحد أن هناك اختلاف في معنى التغني بالقرآن غير أنّ أبو عمار ترك ذكر ذلك لسبب ما لعلّه سيشرحه
وقال بعضهم : أن يجهر بالقرآن , وبصوت حسن
ويتغنى بالمعنى أن يستغني به عما سواه من الأحاديث
الخ....
لا أرى في اعادة ما جاء شرح هذا الحديث خيرا نقلا من الكتب اذ لكلّ في وسعه أن يرجع الى هذا الأمر في كتب الشروح لكى يرى فيها الاختلاف .
أما التغني بمعنى الغناء كما وصفه يحيى بن عمر في الموضع المذكور أعلاه أن يكون لحرف كذا صوت كذا وهذا لا يجوز .
غير أنني كثيرا ما أسمع (حتى في الآذان) أنّه غناء بصوت الغناء مثل غناء المغنيات .
للتوضيح : انني لا أعارض هذه الظاهرة بل أشير اليها فحسب لأن موقفي من هذه الظاهرة ليس ألا موقف
المتأمل .
 
تعليق آخر على قول أبي عمار المليباري

تعليق آخر على قول أبي عمار المليباري

تعليق آخر على قول أبي عمار المليباري :
ورد الحديث المذكور أعلاه في صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان في كتاب الرقائق و باب 7 كما جاء ذكره .
وعلّق أبو حاتم تعليقا حسنا على هذا الحديث قائلا :
يتغنى بالقرآن : يريد يتحزن به ليس هذا من الغنية ولو كان ذلك من الغنية لقال : يتغانى به و ولم يقل : يتغنى به . وليس التحزن بالقرآن نقاء الجرم ( الجرم بكسر الجيم . الحلق) , وطيب الصوت وطاعة اللهوات بأنواع النغم بوفاق الوقاع , ولكن التحزن بالقرآن هو أن يقارنه شيئان : الأسف والتلهف ....الخ .

من هنا يبدو لي وكأن قراءة أبي عمار وفقه الله لهذا الحديث وفهمه له لا يعتبر صحيحا في ردّه على مشاركتي الأولى في هذا الموضوع الذي له أبعاده اليوم كما ذكرت أعلاه .
 
فهم الأخ العزيز أبي عمار لم يكن دقيقاً ، ولو تكرم بقراءة بحث الدكتور بشار عواد المرفق رابطه لاتضح الأمر وزال اللبس. والخلاف في المعنى اللغوي لكلمة (يتغن) قديم ، والصواب فيه واضح لمن اطلع على البحث . وفقكم الله جميعاً لكل خير.
 
هل تقليد الأصوات يعتبر من البدع؟

نرجو منكم الإجابة على هذا السؤال المهم ؟
 
بودي أن أرى مشاركة الشيخ إبراهيم الدوسري في هذا الموضوع

ومشاركات بقية المشايخ وطلبة العلم
 
أخشى أنكم نسيتم الموضوع


هل تقليد صوت القراء بدعة؟
 
الرد على الدكتور موراني

الرد على الدكتور موراني

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ووصحبه أجمعين ، وبعد : فإن من نعم الله عزوجل أن وهب لنا هذه النعمة العظيمة ؛ الدعوة عبر الشبكة العنكبوتية ، وأصبح باب الحوار والنقاش مفتوحاً ، وتبادل الآراء سهلاً .

وإنني كنت منشغلاً عن الرد عما ذكره الدكتور / موراني بخصوص التغني بالقرآن . فقد رددت عليه سابقاً حيث قال : إن السلف كرهوا التغني بالقرآن . فقلت حينئذ : إن ذلك مخالف للأحاديث الواردة في الحث على التغني بالقرآن ومنها حديث أبي هريرة في صحيح البخاري مرفوعاً : "لم يأذن الله لشيء ما أذن للنبي صلى الله عليه وسلم يتغنى بالقرآن" ، وحديث سعيد بن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" رواه أبوداود وغيره وصححه الألباني .

ثم وجدت تعقيبين للدكتور / موراني حيث ذكر أن هذه المسألة خلافية وأنني لم أذكر الآراء الأخرى لسبب ما! وفي التعقيب الآخر أورد عبارة للإمام الحافظ ابن حبان حيث قال : "قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم يتغنى بالقرآن يريد يتحزن به وليس هذا من الغنية ولو كان ذلك من الغنية لقال يتغانى به ..." كل هذا ليرد علي بأنه ليس المراد التغني وتحسين الصوت مع أن الحديث دلالته ظاهرة وبينة .

وأقول في هذا المقال رادًّا عليه : إن ما ادعاه الدكتور مخالف للأدلة الصحيحة الصريحة وإجماع الأمة . وقبل أن أسرد الأدلة وأقوال العلماء ؛ أذكر هنا ما يتعلق بالإجماع في المسألة . قال الإمام الحافظ النووي في (التبيان في آداب حملة القرآن 87) : "أجمع العلماء رضي الله عنهم من السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء الأمصار أئمة المسلمين على استحباب تحسين الصوت بالقرآن ، وأقوالهم وأفعالهم مشهورة نهاية الشهرة ، فنحن مستغنون عن نقل شيء من أفرادها" .

ولعلي لست في حاجة إلى ذكر الأدلة ، فالأدلة موجودة ويبقى النظر في الفهم . فإذا اختلفت الأفهام فالقاعدة : هي الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله وفهم السلف . فإذا نظرنا في كتاب الله فليس فيه آية تدل على الحث على تحسين الصوت في أثناء التلاوة . أما السنة فقد أوردنا حديثين سالفاً وهنا أضيف حديثاً آخر صريحاً وهو حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "زينوا القرآن بأصواتكم" رواه أبو داود والنسائي وهو حديث صحيح صححه الألباني وعبدالقادر الأرناؤوط .

ثم ننظر إلى فهم العلماء وأئمة المسلمين . وإنني لأعجب أشد العجب كيف يستدل الدكتور بقول ابن حاتم في الرد عليَّ مع أن كلامه موافق لما قلت . ولعلي أورد هنا العبارة كاملة ليتبين المراد ؛ قال الإمام أبو حاتم بن حبان في صحيحه بتحقيق الشيخ شعيب الأرناؤوط 3/29 : "قوله صلى الله عليه وسلم يتغنى بالقرآن يريد يتحزن به وليس هذا من الغنية ، ولو كان ذلك من الغنية لقال يتغانى به ولم يقل يتغنى به . وليس التحزن بالقرآن نقاء الجرم وطيب الصوت وطاعة اللهوات بأنواع النغم بوفاق الوقاع ولكن التحزن بالقرآن هو أن يقارنه شيئان الأسف والتلهف الأسف على ما وقع من التقصير والتلهف على ما يؤمل من التوقير ، فإذا تألم القلب وتوجع وتحزن الصوت ورجع بدر الجفن بالدموع والقلب باللموع فحينئذ يستلذ المتهجد بالمناجاة ويفر من الخلق إلى وكر الخلوات رجاء غفران السالف من الذنوب والتجاوز عن الجنايات والعيوب فنسأل الله التوفيق له" .

فإن مراد ابن حبان : الرد على من فسر التغني بالاستغناء أو الغنية وكذلك أنكر التكلف في القراءة بلا خشوع ووقار ، أما القراءة الحسنة الصوت الخاشعة فهي مطلوبة ، وهذا الذي نقوله وندعو إليه . ثم هب أن ابن حبان وافق الدكتور فنقول : إن جمهور العلماء ذهبوا إلى أن المراد بالتغني : تحسين الصوت . قال الإمام النووي رحمه الله في (التبيان 88) : "قال جمهور العلماء : معنى لم يتغن لم يحسِّن صوته" .

وللأمانة العلمية نقول : إن بعض الأئمة قد نقل عنهم ما يدل على إنكار التطريب والتحسين فنجيب على هذا الإشكال : أما إنكارهم فكما نقل عن الشافعي رحمه الله حيث روي عنه أنه كرهه ، ولكن حقق بعض علماء الشافعية أن محل الإنكار فيما إذا كانت القراءة بالإفراط بالتمطيط ومجاوزة الحد أما إذا كانت بدونها فلا بأس (انظر التبيان للنووي 89) . بل أوضح الإمام الطبري مراد الشافعي فنقل الحافظ ابن حجر عن الطبري في (فتح الباري 9/70) قال : "وذكر الطبري عن الشافعي أنه سئل عن تأويل بن عيينة التغني بالاستغناء فلم يرضعه ، وقال : لو أراد الاستغناء لقال لم يستغن وإنما أراد تحسين الصوت " ثم نقل عن ابن بطال : "قال ابن بطال : وبذلك فسره بن أبي مليكة وعبد الله بن المبارك والنضر بن شميل . ويؤيده رواية عبد الأعلى عن معمر عن ابن شهاب في حديث الباب بلفظ : "ما أذن لنبي في الترنم في القرآن .." أخرجه الطبري" ا.هـ.

وفي الختام ألخص هذا التحقيق في نقاط تالية :
1- قد دلت الأحاديث الصحيحة الصريحة على استحباب التغني والترنم بالقرآن .
2- قد دل الإجماع على استحباب تحسين الصوت في أثناء التلاوة .
3- ذهب جمهور العلماء إلى أن المراد بالتغني : تحسين الصوت .
4- ما نقل عن بعض الأئمة في كراهة التغني والتطريب محمول على الإفراط في التمطيط ومجاوزة الحد .

وأعتقد أن هذا البحث المتواضع كافٍ لطالب الحق . وصلى الله وسلم على نبيه ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
 
نصيحة

نصيحة

أرجو من الشيخ الفاضل / عبدالرحمن الشهري التأمل في بحثي المتواضع حول مسألة التغني بالقرآن والرد على د. موراني ، وهل كان فهمي غير دقيق أم أن الدكتور هو الذي قد أخطأ في فهم النصوص .

وجزاك الله خيراً
 
السلام عليكم

أطرح التالي للمناقشة:


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:

سبعين في واحد؟

الكلام عن الشيخ سعد النعماني النقال طويل، وهو موجود على القنوات والشبكة حاليا، لكن سأقتصر على بعض الأدلة والحقائق التي تثبت أن ما عنده صريح في مخالفة الشرع. نسأل الله أن يرده إلى الحق ردا جميلا عاجلا غير آجل.

هذا الرجل جاء بشيء جديد - ألا وهو تقليد أصوات الأئمة والقراء. هذا الفن الذي يظهر أنه متخصص فيه لم يسمع من غيره قبله قط.

هناك أدلة من الكتاب ثم من كلام الفقهاء والقراء على أن فعله محرم وبدعة صريحة.

فمن الكتاب قوله تعالى: "أفلا يتدبرون القرآن".
فالقراءة إن لم تكن بقصد التدبر أو في مجال التعليم الذي غايته التدبر فهي تخالف هذه الآية.

وقال تعالى: "قل أبالله وآيته ورسوله كنتم تستهزءون".

أخبرني بعض الثقات أنه يقرأ الآية في صوت إمام والأخرى في صوت إمام آخر (أظن الشيخين عبد الرحمن السديس وسعود الشريم إمامي الحرم المكي)، ولم أصدق أولئك الثقات حتى سمعت ذلك منه بأذني. وزاد بعضهم فقالوا: سمعناه يفعل ذلك في الصلاة! أين المكان للخشوع في الصلاة له ولمن اقتدى به حينئذ!؟ هذا من أخطاء الشيخ النقال، ويجب تحذير الناس من الاعتقاد بكونه أمرا حسنا. إن لم يكن هذا من الاستهزاء فما أدري كيف سيتحقق الاستهزاء بالشريعة، على أن قد رأينا تحقق الاستهزاء بما هو أقل من هذا بدرجات.
وكذلك سمعته ينقل الشيخ سبيل إمام الحرم المكي والذي قد كبر في السن، فبعض الناس يضحكون على تقليده إياه، وهذا حث الناس على الاستهزاء معه، ليس بكتاب الله فقط ولكن بإمام كبير السن وهذا لا ينـزل عن درجة الغيبة، أراد ذلك أم لا، رضي بذلك أم أبى، أحس بذلك أم لم يشعر.

وكل تحسين للصوت إلي يؤدي إلى الخلل في التدبر بآيات القرآن غير محمود. روى الإمام البخاري في الخلق بسند حسن عن نوفل بن إياس الهذلي قال:
كنا نقوم في عهد عمر بن الخطاب في المسجد، فيتفرق ههنا فرقة وههنا فرقة، وكان الناس يميلون إلى أحسنهم صوتا، فقال عمر: "أراهم قد اتخذوا القرآن أغاني، أما والله لئن استطعت لأغيرن." فلم يمكث إلا ثلاث ليال حتى أمر أبيا فصلى بهم.

وجه الدلالة أن عمر رضي الله عنه رآى خللا في المصلين في جانب التدبر، فإن كان هذا الذم متوجها إلى المستمع للقارئ فكيف القارئ بنفسه؟

ثم من عبارات الفقهاء ما روى الحنابلة عن الإمام أحمد رحمه الله في القراءة بالألحان: "بدعة لا تسمع. كل شيء محدث لا يعجبني، إلا أي يكون طبع الرجل كطبع أبي موسى (الأشعري، لأنه كان حسن الصوت بدون تكلف)."

وهذا الشيخ جاء بشيء محدث في الدين لم نسمعه في أسلافنا الأولين.

قال ابن مفلح في الفروع: ونقل غير واحد (عن الإمام أحمد): "أو يحسنه بلا تكلف".

سمعت الشيخ النقال في حين لم أكن أعرفه فجاء إلى مسجد كنت قد حضرت للصلاة فيه، فاشتكى بعد حوالي نصف ساعة عن حنجرته، فتوقف عن النقل - ولا أقول التلاوة - على المنبر أمام الناس لساعة يسيرة. فكيف لا ينشأ هذا التعب والألم إلا عن التكلف الذي هو مكروه أو محرم إجماعا فضلا عن التكلف بالنقل الذي ظاهر كلام الإمام أحمد يشعر بأنه بدعة محدثة!؟

وعند المالكية:
العبدري في التاج عن ابن رشد: إنما كرهه مالك لأنه أمر مبتدع ولأنهم يبتغون به الألحان على نحو ما يفعل في الغناء (أي لا تدبر في القراءة وقد يخالف قواعد التجويد باختلاف الأئمة والقراء)

وقال ابن القاسم: سئل مالك عن الألحان في الصلاة فقال لا يعجبني وأعظم القول فيه وإنما هذا غناء يتغنون به ليأخذوا الدراهم عليه.

وعند الحنفية:
الجصاص رحمه الله في مختصر اختلاف العلماء: وقال ابن وهب: سئل مالك عن النفر في المسجد يقولون لرجل حسن الصوت اقرأ علينا يريدون حسن صوته فكره ذلك وقال: إنما هو يشبه الغناء.

فالناس الذين يجتمعون حوله إنما يجتمعون لسماع تقليده لأصوات غيره، لا للتدبر في القرآن، وهذا القدر هو الذي يشبه سماع الأغاني.

ومن كلام القراء ما نقله الذهبي رحمه الله في السير عن حمزة الزيات رحمه الله أحد القراء السبعة: إن لهذا التحقيق (أي القراءة) حدا ينتهي إليه ثم يكون قبيحا.

وهذا الشيخ بلغ من القبح ما تتحير به النفوس السليمة، وكان من الواجب عليه الوقوف على صوت نفسه، لكنه لم يستطع أن يقف على إمام أو قارئ حتى أروى نفسه بتقليد سبعين منهم – نسأل الله السلامة والعافية. الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا.

وفقنا الله الجميع للهدى. إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان
وصلى الله وسلم على عبد ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه
 
وهذا الشيخ بلغ من القبح ما تتحير به النفوس السليمة، وكان من الواجب عليه الوقوف على صوت نفسه، لكنه لم يستطع أن يقف على إمام أو قارئ حتى أروى نفسه بتقليد سبعين منهم –
أظنك لم تنتبه إلى أن هذا القارئ ليس عربيا
فهو يفخر بأنه يقرأ القرآن كالعرب، ولا بأس بهذا تشجيعا له
ولو كان عربيا، فليس في ذلك شيء
وهذا الذي استشهدت به، يستعرض مهاراته في تقليد الأصوات، ليس في التلاوة فقط
بل في تنغيم الأذان، وكذا تكبيرات الركوع والسجود والقيام لو لاحظت
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان
حضرت مناقشة دكتوراة في كلية الألسن: جامعة عين شمس
فختم الباحث بهذه العبارة مقدمته،
فعلق المناقش: أ. د. أحمد كشك
"والشيطان زنبه إيه؟ هو حنا حنحمله كل بلاوينا؟
هو مين الي كتب؟ إنته، والا الشيطان؟"
 
الشيخ ماهر المعيقلي

الشيخ ماهر المعيقلي

السلام عليكم
هل تندرج قراءة الشيخ ماهر المعيقلي حفظه الله في إطار القراءة بالترعيد عند قراءته المدود؟؟
ارجو الافادة
 
أنا أرى أن التقليد لامانع فيه ، غير أنه ينبغى أن يعلم أنّ ( المقلد يحرق نفسه ويمجد غيره )
 
عودة
أعلى