ما حكم التجويد تعلماً وتعليماً ؟

الحارث

New member
إنضم
26 مايو 2003
المشاركات
19
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإخوة الأفاضل أصحاب هذا المنتدى المبارك : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :

فيسرني الانتساب إلى هذه القافلة المباركة مستفيداً ومتعلماً , وأسأل الله تعالى أن يجعلنا مباركين أينما كُنّا .

سؤالي موجه إلى أهل الاختصاص والمشايخ الفضلاء المشرفين والمشاركين :

ما حكم التجويد تعلّماً وتعليماً ؟
وما جوابنا على من يهون منه , أو لا يهتم به علماً أو عملاً , وقد يكون من أهل العلم والدعوة , وممن يُشار إليه بالبنان , ثم يقع في هذه الأخطاء ؟

أرجوا أن أجد جواباً مفصلاً , و جزاكم الله كل خير .
 
أهمية التجويد وحكمه

أهمية التجويد وحكمه

بما أن رواد هذا الملتقى من طلبة العلم فأرجو قبل مناقشة هذا الموضوع مراجعة كتب المتقدمين كالإبانة لمكي والتحديد للداني والموضح للقرطبي وابن أبي مريم الشيرازي والتمهيد لأبي العلاء الهمداني وغيرها ، وذلك من أجل أن يكون الحوار على نور .
ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور .
 
جزاكم الله خيراً

ولا زلت أنتظر إجابة المتخصصين أهل الفن في هذا المنتدى المبارك .
 
جزى الله فضيلة الشيخ - إبراهيم الدوسري -على هذه الإطلالة المباركة في هذا الموقع الموفق - إن شاء الله -

ولو دللتنا ياشيخ على من بحث هذه المسألة بتوسع في مؤلف جمع شتات المسألة ، يكن ذلك منك فضل ،

ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أولو الفضل .
 
أرجوا أن لا يكون سؤالي صعباً على أهل التفسير , فأنا طالب فائدة .
 
الأخ الفاضل الحارث
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فقد كنت أجبت على سؤال يتعلق بحكم التجويد ، وأني سأذكر لك ما كتبت ، بالله التوفيق .
التجويد من جهة العموم يراد به تحسين القراءة ، وأن لا يُخرج به عن حدِّ اللفظ العربي في النطق .
ويمكن أن يقال : إنَّ التجويد إنما هو وصف للقراءة النبوية التي ورد ضبطها وحفظها من طريق أئمة القراءة كنافع وعاصم والكسائي وغيرهم .
وهؤلاء الكرام قد نقلوا حروف القرآن وكيفية نطق هذه الحروف ( أي : التجويد ) ، وهما أمران متلازمان لا يمكن أن ينفكَّ أحدهما عن الآخر ، فمن قَبِلَ عنهم نقل الحروف لزمه أن يقبل عنهم نقل الأداء ( أي : التجويد ) .
وإذا صحَّت هذه المقدمة ، فإن قراءة القرآن وأداءه بما نُقِلَ عن هؤلاء الأئمة سنة يلزم الأخذ بها ، ولا تصحُّ مخالفتها أو تركها إلا بدليل قويِّ يعترض به المعترض على علم التجويد .
وبما أنه قد كَثُرَ الكلام عن هذا العلمِ بما لا طائل تحته ، فإني سأذكر لك جُمَلاً أراها نافعةً ـ إن شاء الله ـ في تأصيل هذا العلم الذي جفاه بعض طلبة العلم ، وضَعُفَ في بحثه وتحرير أصوله المتخصصون إلا القليل منهم ، فأقول ، وبالله التوفيق :
أولاً : نزل القرآن بلغة العرب ، ولها طريقة في أداء حروفها ، ولم يرد أن القرآن خالف هذا الأداء من جهة الحروف ، فمن قرأ : » الحمد لله « قراها : » الهمد لله « ، قيل : إنه قد لحن لحنًا جليًا لأنه لم ينطق بالمنَزَّل على وجهه الذي نزل به .
ومن قرأ : » صراط الذين أنعمت عليهم « بضم التاء من » أنعمت « ، فإنه قد لحن لحنًا جليًا يخلُّ بالمعنى ، ولا يكون قد قرأ المنَزَّل على وجهه الذي نزل به .
ومن ثَمَّ فإنه يلزم قارئ القرآن أن يعرف نطق الحروف عربيةً حتى لا يُخلَّ بشيء من أداء القرآن .
ويحصل ضبط الحروف من هذه الجهة بمعرفة مخارج الحروف وصفاتها ، وأخص ما يُدرسُ في صفات الحروف ما له أثر في النطق ، كالهمس والجهر ، والشدة والرخاوة والتوسط ، والاستفال والاستعلاء ، والقلقلة . أما غيرها مما لا أثر له في النطق ، خصوصًا صفة الذلاقة والإصمات ، فإنها مما لا يدخل في النطق ، وليس لها أي أثر فيه .
وليُعلم أن دراسة مخارج الحروف وصفاتها ليس مما يختص به علم التجويد ، بل هو مما يُدرس في علم النحو واللغة ؛ لأن كلَّ كلام عربي ( من كلام العرب أو كلام الرسول صلى الله عليه وسلم أو كلام الله سبحانه ) لا يخرج عن هذين الموضوعين ، ولهذا تجد أن أعظم كتابٍ في النحو ، وهو كتاب سيبويه قد فصَّل هذه المسألة ، ومن تكلم في المخارج والصفات وما يترتب عليهما من الإدغام ، فهم عالة عليه .
والذي يتخلَّصُ من هذا : أن دراسة المخارج والصفات لازمة لكل كلام عربيٍّ ، لكي يُنطق به على وجه العربية .
ثانيًا : أن هذا العلم ككل العلوم الإسلامية من جهة ظهور التأليف فيه ، إذ ليس كل العلوم الإسلامية مما قد تشكَّل وظهرت مسائله في جيل الصحابة أو التابعين وأتباعهم ، بل إن بعضها مما تأخر ظهوره ، ولم يُكتب فيه إلا متأخرًا ، وإن كانت أصوله مما هو معروف محفوظ عند السلف ، سواءً أكان ذلك مما هو مركوز في فطرهم ومن طبائع لغتهم كعلم البلاغة ، أم كان مما تكلموا في جملة من مسائله ، ثم دون العلم فيما بعد ، كعلم الأحكام الشرعية .
وعلم التجويد مما كان مركوزًا عندهم بالفطرة والتعلم ، فالفطرة ؛ لأنهم عربٌ خُلَّصٌ ، والتعلم ، لقوله صلى الله عليه وسلم : » خذوا القرآن عن أربعة ... « ، فظهر أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكتفِ بسليقتهم العربية في قراءة القرآن ، بل أرشدهم إلى قراءته على الهيئة التي نزل بها ، ولذا قال : » من احب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أًُنزل ، فليقرأه على قراءة ابن أم عبدٍ « ، وهذا يدل على أنَّ له هيئة قرائية مخصوصة يعلمها بعض الصحابة دون بعض ، وفيها زيادة عما يعرفونه من سليقتهم العربية ، وإلا لما مكان لتخصيص الأربعة ، ولا لتخصيص ابن مسعود في الحديث الآخر أيُّ مزيَّة على بقية الصحابة ، والله أعلم .
ومن زعم أنه لا يجب الأخذ بالتجويد ، وان العربي في هذا العصر يجوز له القراءة على سليقته العربية ، فإنه يشبه من سيزعم أنه لا يلزم الناس تعلم النحو ، وأنهم عرب ، فيجوز لهم أن يتكلموا بسليقتهم .
فإن قيل : إنَّ ألسنة الناس قد فسدت منذ جيل التابعين ومن بعدهم ، وصار تعلم النحو لازمًا لمن أراد أن يعرف العربية ، وأن من يزعم اليوم أنه عربي ، ولا يلزمه تعلم النحو إنما هو ذو رأي فائل ، وقول باطل .
فيقال : إن فساد ألسنة الناس بالعربية قد جرَّ إلى فساد ألسنتهم في أداء القرآن ، ولإن كان الإنكار على من لا يرى دراسة النحو اكتفاءً بعربيته المعاصرة ، فإن الإنكار على من يزعم أنه يكفي في قراءته عربيته المعاصرة كذلك .
ثمَّ يقال له : من أين لك في عربيتك أن تقرأ برواية حفص عن عاصم » مجريها « بالإمالة ؟
فإن قال : لأنها هكذا رويت عنه ، وأن أقرأ بقراءته ؟
قيل له : فقد روي عنه الأداء ( التجويد ) الذي تخالف فيه ولا تراه علمًا ، فَلِمَ قبلت روايته في هذا وتركته في ذاك ؟
أليس هذا من قبيل التَّحكُّم ، والتَّحكُّم ـ كما قال الطبري ـ : لا يعجز عنه أحد .
ثالثًا : إنَّ بعض علم التجويد ( الأداء ) لا يمكن أخذه من طريق الصُّحِفِ البتة ؛ لأنه علم مشافهة ، وما كان من طريق المشافهة فإنه مما ينقله الآخر عن الأول ، ولا مجال للرأي في المشافهة .
واعلم أن مما يميِّز بحث القراء المجودين في هذا المجال عما تجده في كتب النحويين واللغويين أن ما عند المجودين منقول بالمشافهة إلى يومنا الحاضر ، أما ما يذكره النحويون واللغويون من المباحث اللفظية التي يذكرونها مما يتعلق بكيفية النطق فإنه لا يمكن معرفة كيفية النطق بها ؛ لأنه مما لا يُعرف بالقياس ، ولا يُدرك بغير المشافهة ، وليس لك فيها إلا نقل الكلام المدون دون كيفية نُطقِه.
رابعًا : إن علم التجويد كغيره من العلوم الإسلامية التي دوَّنَها علماء الإسلام وضبطوا أصولها ، فتجد أن تقسيم العلم ومصطلحاته الفنية مما يدخلها الاجتهاد .
ثمَّ إن هذا العلم قد دخله الاجتهاد في بعض مسائله ، وذلك من دقائق ما يتعلق بهذا العلم ، ومما يحتاج إلى بحث ومناقشة وتحرير من المتخصصين في هذا العلم ، وذلك في أمرين :
الأول : المقادير ، والمقصود بذلك مقدار الغنة والمدود والسكت وغيرها مما يُقدَّر له زمن بالحركات أو بقبض الأصبع أو بغيرها من موازين المجودين للزمن المقدَّر .
وليس القول بدخول الاجتهاد في المقادير يعني أنه لا أصل لها ،بل لها أصل ، لكن تقدير الزمن بهذا الحد بالذات مما تختلف فيه الطبائع ، ويصعب ضبطه ، فيقدره هذا بذاك العدد ، ويقدره آخر بغيره من العدد ، لكنهم كلهم متفقون على وجود مقدار زائدٍ عن الحدِّ الطبيعي لنطق الحرف المفرد .
فاتفاقهم على وجود هذا القدر الزائد مسألة ، واختلافهم في مقداره مسألة أخرى ، لذا لا يُجعَل اختلافهم في المقدار سبيلاً إلى الإنكار ، كما لا يُجعَلُ مقدارٌ من هذه المقادير المختلف فيها ملزمًا لعامة الناس ما داموا يأتون بشيءٍ منه ، إذ ليس كل امرئ مسلم يستطيع بلوغ الإتقان في القراءة .
الثاني : التحريرات : والمراد بها الأوجه القرائية الجائزة عند القراءِ عند جمع القراءات ، أو عند قراءة سورة ووصلها بما بعدها ، فإن ما يُذكر من الأوجه القرائية إنما هو على سبيل القياس للأوجه الجائزة ، ولا يلزم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بكل هذه الأوجه المذكورة ، كما يقال : لك في وصل الفاتحة بالبقرة ثلاثة أوجه : قطع الجميع ، ووصل الجميع ، وقطع الأول ووصل الثاني يالثالث ، فهذا من التحرير للأوجه الجائزة ، وليس من بيان الأوجه لواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد أشار إلى هذين النوعين ( التقديرات والتحريرات ) الشيخ المحقق الدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري في كتابه العظيم ( حديث الأحرف السبعة ، ط : مؤسسة الرسالة : 129 ـ 130 ) .
خامسًا : إن مما يدعو إلى التأمل والنظر في صحة ما تُلُقِّي من هذا العلم عبر القرون = اتفاق المجودين شرقًا وغربًا بلا اختلاف بينهم ، سوى في كيفيات أداء معدودة ، وهي في غالبها مما يدخل في محيط الاجتهاد .
وهذا الاتفاق يشير بقوة إلى أن لهذا العلم أصلاً ثابتًا مُتلقًا جيلاً عن جيل من لدن الرسول صلى الله عليه وسلم حتى عصرنا هذا ، ولو كان علم التجويد من المحدثات لوقع فيه مثل ما وقع في محدثات الصوفية من كثرة الطرق المتباينة ، وكثرة الأوراد المتغايرة ، ولما يقع مثل هذا الاختلاف عُلِم أنَّ المشكاة التي صدر عنها واحدة ، وهي التي صدر عنها نقل حروف القرآن جيلاً عن جيل .
سادسًا : إن ما يُعاب به التجويد من وجود بعض المتنطعين في القراءة أو المتشددين في التلقين ، أو المغالين في تأثيم الناس بعدم قراءتهم بالتجويد ، فإنه لا ينجرُّ على أصل العلم ، ولا يجعله علمًا حادثًا لا أصل له ، وهؤلاء الأصناف موجودون في كل عصر ومِصر ، وقد أشار إليهم المحققون من أعلام القراءة ؛ كالداني ( ت : 444 ) ، وأبو العلاء الهمذاني ( ت : 569 ) ، وغيرهم .
وهؤلاء المتنطعون لا يقاس عليهم ، ولا يحكم على العلم بهم ، ولو سار سائر على بعض العلوم ـ كعلم النحو والبلاغة والأصول ، وبعض مسائل الفقه ، وبعض تعصبات الفقها لمذاهبهم ـ وأخذ ينقدها بقول المتنطعين فيها ، لما سَلِم من العلوم إلا القليل ، ولخرج بعض العلوم من أن تكون علومًا معتبرةً ، وذلك ما لا يقول به طالب علم ، ولا عالم قد مارس العلوم وتلقاها .
سابعًا : إذا تبين ما تقدَّم ، فإنه يقال : إن تعلم التجويد من السنن التي دأب عليها المسلمون جيلاً بعد جيلٍ ، ومن ترك تعلمه مع القدرة عليه ، فقد أخلَّ بشيء من سنن القراءة ، وكفى بذلك عيبًا .
وأما عدُّ ترك الأحكام لحنًا ، فاللحن نوعان معروفان عند أهل الأداء ، فإن كان مما يُخِلُّ ببنية الكلمة ويظهرها عن عربيتها ، فهذا يُسمى اللحن الجلي ، ومن كان يلحن لحنًا من هذا النوع فإنه لا يُعدُّ قارئًا للقرآن ، ومثله ـ إن كان يستطيع التعلم وتركه ـ فإنه يأثمُ ، أما إن كان لا يستطيع ، فإن لا يأثم ، بدلالة قوله صلى الله عليه وسلم : » الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأه ويتتعتع فيه ، وهو عليه شاق له أجران « .
وإن كان يتعلق بتحسين الداء كعدم الإتيان بالغنة على وجهها ومقادير المدود فهذا يسمى اللحن الخفيَّ ، وتأثيم من ترك هذا الجنس من التجويد صعبٌ ، لكن من ظهر له صحة هذا العلم وصحة نقله عن الأئمة القراء ، فما باله يترك تعلمه وأداءه على هذا الوجه ؟!.
 
جزاك الله خيراً

جزاك الله خيراً

شكر الله لك شيخنا المبارك / مساعد الطيار ؛ فقد شفيت وأشفيت , وكم كنت أتمنى مثل هذا البيان من زمن .
أسأل الله تعالى أن ينفع به وبكم .
 
التجويد

التجويد

لا مزيد على ما أفاض به فضيلة الشيخ مساعد ، ولقد أجاد وأفاد ، وأكمد الجهّال .
وإسهاما في هذا الموضوع لدي المداخلة التالية :
تجويد القراءة إعطاء الحروف حقوقها بإخراجها من مخارجها وتوفيتها صفاتها ، والتسوية بين نظائرها ، من غير إفراط ولا تفريط (التمهيد في معرفة التجويد لأبي العلاء الهمداني صـ62 ولطائف الإشارات لفنون القراءات للقسطلاني 1/207 ) .
والمعوّل عليه في التجويد ما اعتبره أئمة القراءة أولي الدراية ، كما قال الخاقاني ( ت 325 هـ ) في رائيته :
وإن لنا أخذ القراءة سنة * عن الأولين المقرئين ذوي الستر
وقال مكي بن أبي طالب ( ت 437 هـ ) : " وليس قول المقرئ والقارئ : أنا أقرأ بطبعي وأجد الصواب بعادتي في القراءة لهذه الحروف من غير أن أعرف شيئاً مما ذكرته بحجة ، بل ذلك نقص ظاهر فيهما لأن من كانت حجته هذه يصيب ولا يدري ، ويخطئ ولا يدري ، إذ علمه واعتماده على طبعه وعادة لسانه يمضي معه أينما مضى به من اللفظ ، ويذهب معه أينما ذهب ، ولا يبني على أصل ، ولا يقرأ على علم ، ولا يقرئ عن فهم...فلا يرضين امرؤ لنفسه في كتاب الله جل ذكره وتجويد ألفاظه إلا بأعلى الأمور وأسلمها من الخطأ والزلل " (الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة لمكي بن أبي طالب صـ 254) .
وتلبية لطلب الأخ المحب الكبير لدلالته على كتاب مختص بذلك ، أقول هناك مؤلفات كثيرة ، ومنها القول السديد في بيان حكم التجويد للشيخ محمد بن علي ا لحسيني ، والوجيز في حكم تجويد الكتاب العزيز للدكتور محمد سيدي الأمين.
 
جزاك الله خيرا
فائدة: روى ابن الجزري رحمه الله في كتابه النشر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رجلا قرأ عليه (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) مسترسلة فقال عبد بن مسعود: ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن! قال: ( إنما الصدقات للفقراء) فمدها. والأثرصحيح مخرج في سلسلة الأحاديث الصحيحة
 
سؤالٌ :
أنا ممن يؤيِّدُ - وبقوَّة - أخذَ طالبِ العلمِ التجويدَ ، وصوتي - كما يقول أحبتي - حسنٌ - ولله الحمد - لكن يُشكل عليَّ كثيراً ما يتعلَّق بالمقادير ، وذلك أنني قد ابتليتُ بأحد المتقنين ممن يصلِّي خلفي - وهو شديد الملاحظة جدّاً - دائماً ما ينبهني على تفاوت حركات المدّ المنفصل ، وذلك أنني لا أراعيه بالضبطِ له ؛ ويتحكَّم في ذلك مراعاة التأمل أثناء القراءة ، والنَّفس ؛ فأجعله أحياناً أربع حركات ، وأحياناً خمس ، وأحياناً اثنتين ، وهكذا ؛ بخلاف المتصل ، والعارض للسكون ؛ فإني لا أُخلُّ به إلاَّ ما شاء الله ..

وأجد أن مراعاتي للمنفصل بهذه المقادير : حركتان ، أو أربع ، أو ستّ تصدّني عن كثيرٍ من التأمل ..

وسؤالي : هل عدم مراعاتي لذلك مما يخلُّ جداً عند من يأخذ بالتجويد ؟

آمل الإفادة .
 
أعانك الله على من خلفك ..

إن كنت قرأت على شيخ متقن وأقرك على مقدار المد عندك فلا تلتفت لكلام المنتقدين - وما أكثرهم - و للعلم فإن المد لا ينبغي فيه التكلف حتى أننا سمعنا الكثير من أئمة المساجد من فرط حرصهم يمدون اللازم حتى يصل إلى عشر حركات .. والله الموفق .
 
أعانك الله على من خلفك ..

إن كنت قرأت على شيخ متقن وأقرك على مقدار المد عندك فلا تلتفت لكلام المنتقدين - وما أكثرهم - و للعلم فإن المد لا ينبغي فيه التكلف حتى أننا سمعنا الكثير من أئمة المساجد من فرط حرصهم يمدون اللازم حتى يصل إلى عشر حركات .. والله الموفق .

أحسن الله إليك أخي ( سفير الغرباء ) ..

قراءتي كانت على متقنٍ ؛ لكن بتكلُّف أهل التجويد في مراعاة المدود ، وسؤالي عن الحال في الصلاة ؛ فإنني لا أراعي تساوي المنفصل في كل الآيات ..
 
جزيت الجنة ..

سدد وقارب في موضوع تساوي المد ..

و ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها .. ) .
 
بارك الله في الجميع .
الشيخ / مساعد قد أفاض في هذه المسألة وهو كعادته قد أجاد وأفاد لكن تبقى هناك إشكالية وهي :
علماء القراءة يقولون إن قارئ القرآن لا بد أن يقرأه مجودا ولا يجوز لأحد أن يقرأ القرآن من دون تجويد ويؤثمون من فعل ذلك ويستدلون لذلك بقوله تعالى (ورتل القرآن ترتيلا) وأحاديث من السنة منها (اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها ...) وحديث (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به) وحديث أم سلمة رضي الله عنها أنها نعتت قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم قراءة مفسرة حرفا حرفا وأثر ابن مسعود المعروف .
وبإجماع الأمة فقد اجتمعت الأمة المعصومة من الخطأ على وجوب التجويد من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى زماننا هذا ولم يختلف فيه أحد منهم وهذا من أقوى الحج .
ينظر هذه الأدلة في : هداية القاري إلى تجويد كلام الباري (1/48) ، وكتاب تيسير الرحمن في التجويد (ص/26) .
فهم بهذه الأدلة لا يجيزون قراءة القرآن من دون تجويد حتى وإن كان لا يستطيع تعلمه فهل هذا التوجه - يا شيخنا الفاضل - صحيح أم يحتاج كلامهم إلى قيد وإلى تحرير ؟
 
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم
يُرفع للفائدة
 
الأخ خليل الفائدة:
إن كنت قرأت القرآن على شيخ متقن، فأظنك تعلمت منه القراءة بقصر المنفصل وبطوله ـــ إن كانت قراءتك برواية حفص ــ
والقراءة بقصر المنفصل تحل إشكال التخفيف على الناس في الصلاة، فإنه لا ينبغي لقارئ القرآن الخلط في مقادير المدود في القراءة الواحدة، بل ذلك يذهب برونق القراءة وجمالها...وبما أنك أخذت القرآن على شيخ متقن فأنت تدرك ذلك جيدا.
وتبقى المقادير شيئا يؤخذ بالسماع مهما اجتهد المجتهدون في تمثيله بشيء ملموس كبسط الأصابع أو قبضها، فلذلك ليس هناك أنجع من إدمان الإستماع لقراءة المشايخ المتقنين في التدرب على التسوية بين مقادير المدود والغنن.
ويبقى شيئ مهم لا ينبغي إهماله، هو مراعاة نوع القراءة من حيث السرعة، بين حدر وتدوير وتحقيق، فالتي تصلح للصلاة بالناس ــ مثلا ـــ هي الأولى والثانية وليس الثالثة، والمقادير تختلف حسب نوع القراءة.
 
عودة
أعلى