ما حكمة الترتيب في قوله تعالى يوم يفر المرء من أخيه

إنضم
30/04/2003
المشاركات
6
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الموقع الالكتروني
www.ahlalhdeeth.com
[align=center] بسم الله الرحمن الرحيم [/align]
الأخوة الفضلاء .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

ما حكمة الترتيب في قوله تعالى(( يوم يفر المرء من أخيه ووأمه وأبيه)) الآية .
فالترتيب له حكمة هل من متأمل ومتدبر يفيدنا

والله يرعاكم ويحفظكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محبكم أبو معاذ
 
و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته

المراد أن الذين كان المرء في دار الدنيا يفر إليهم و يستجير بهم فإنه يفر منهم في دار الآخرة و فائدة الترتيب واضحة و هي الفرار من الأبعد وهو الأخ ثم من الأبوين ثم من الزوجة و الولد من قبيل الترقي إلى الأحب عادة و الأقرب . قال الزمخشري : بدأ بالأخ ثم بالأبوين لأنهما أقرب منه ثم الصاحبة و البنين لأنهم أقرب و أحب . كأنه قال : يفر من أخيه بل من أبويه بل من صاحبته و بنيه و أيده الرازي في هذا .

أما النيسابوري فقد قال في غرائب القرآن و رغائب الفرقان ::
قال جار الله: إنما بدأ بالأخ ثم بالأبوين لأنهما أقرب منه، والفرار إنما يقع من الأبعد ثم من الأقرب، وأخر الصاحبة والبنين لأن البنين أقرب وأحب فكأنه قيل: يفر من أخيه بل من أبيه بل من صاحبته وبنيه.
وأقول: هذا القول يستلزم أن تكون الصاحبة أقرب وأحب من الأبوين ولعله خلاف العقل والشرع، والأصوب أن يقال: أراد أن يذكر بعض من هو مطيف بالمرء في الدنيا من أقاربه في طرفي الصعود والنزول فبدأ بطرف الصعود لأن تقديم الأصل أولى من تقديم الفرع، وذكر أوّلاً في كل من الطرفين من هو معه في درجة واحدة وهو الأخ في الأول، والصاحبة في الثاني على أن وجود البنين موقوف على وجود الصاحبة فكانت بالتقديم أولى . اهــ

و أختم بالتحرير و التنوير إذ يعطي ابن عاشور للترتيب معنى آخر . يقول :
ورتبت أصناف القرابة في الآية حسب الصعود من الصنف إلى من هو أقوى منه تدرجاً في تهويل ذلك اليوم.
فابتدىء بالأخ لشدة اتصاله بأخيه من زمن الصبا فينشأ بذلك إلف بينهما يستمر طول الحياة، ثم ارتُقي من الأخ إلى الأبوين وهما أشد قرباً لابْنيهما، وقدمت الأم في الذكر لأن إلْفَ ابنها بها أقوى منه بأبيه وللرعي على الفاصلة، وانتقل إلى الزوجة والبنين وهما مُجتمع عائلة الإِنسان وأشد الناس قرباً به وملازمة. اهــ

و الله أعلم .
 
الاخ ابو زينب....
نحس اضطرابا فى تعليل المفسرين...ابن عاشور مثلا يرى الترتيب"حسب الصعود من الصنف إلى من هو أقوى منه "...لكن ترتيب الوالدين لا يسير على القاعدة... قال".وقدمت الأم في الذكر لأن إلْفَ ابنها بها أقوى منه بأبيه"وهذا كما ترى مخالف..لمبدأ الصعود...اما التذرع برعاية الفاصلة..فضعيف جذا..فلا نحسب القرآن...يتخلى عن البلاغة لمصلحة الايقاع..'(.ومسألة الفاصلة ورعاتيها عند بعض المفسرين..كادت تصل الىشيء شبيه بمسألة الضرورة الشعرية...)

اما قول النيسابوري:هذا القول يستلزم أن تكون الصاحبة أقرب وأحب من الأبوين ولعله خلاف العقل والشرع، ...
لا اظن الشرع يجرم او يكره ..حب الصاحبة..ان كان اكثر من حب الوالدين....لكن الشرع نص على البر..وعدم العقوق.....وشتان بين الامرين..
اما خلاف العقل...فهذا غير صحيح...فالعادة ...هو شكوى الامهات من ...تفضيل الزوجات عليهن لا العكس...
 
[align=justify]بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم ،

لمعرفة اللمسة البيانية في هذا الترتيب ، نقارن بين ما جاء من ترتيب في سورة عبس وسورة المعارج :

قال تعالى في سورة عبس : ((يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ {34} وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ {35} وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ {36})) .
وقال تعالى في سورة المعارج : ((يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ {11} وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ {12} وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ {13} وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ {14})) .

فلاحظ أن هذا الترتيب في الأهل يتناسب مع سياق الآيات في السورتين . وإليك بيان ذلك :

بدأ في سورة (عبس) في ذكر بذكر الأخ فالأم فالأب فالصاحبة ثم الأبناء في الأخير . وفي سورة (المعارج) على عكس ذلك ، فقد بدأ بالأبناء فالصاحبة فالأخ فالفصيلة ثم انتهى بأهل الأرض أجمعين .

وسبب ذلك والله أعلم أن المقام في (عبس) مقام الفرار والهرب ، قال تعالى : ((يوم يفرّ المرء)) ، والإنسان يفرّ من الأباعد أولاً ، ثم ينتهي بألصق الناس به وأقربهم إليه ، فيكونون آخر من يفرّ منهم . والأخ أبعد المذكورين في الآية من المرء . وأن ألصقهم به زوجه وأبناؤه ، فنحن ملتصقون في حياتنا بأزواجنا وأبنائنا أكثر من التصاقنا بإخواننا وآبائنا وأمهاتنا . فقد تمرّ شهور بل ربما أعوام ونحن لا نرى إخواننا في حين نأوي كل يوم إلى أزواجنا وأبنائنا .

والإنسان قد يترك أمه وأباه ليعيش مع زوجه وأبنائه وهو ألصق بأبنائه من زوجه ، فقد يفارق زوجه ويسرحها ولكن لا يترك ابنه . فالأبناء آخر من يفرّ منهم المرء ويهرب .

وهكذا رتّب المذكورين في الفرار بحسب العلائق ، فأقواهم به علاقة هو آخر من يفرّ منه ، فبدأ بالأخ ثم الأم ثم الأب . وقدّم الأم على الأب ، ذلك أن الأب أقدر على النصر والمعاونة من الأم ، وهو أقدر منها على الإعانة في الرأي والمشورة ، وأقدر منها على النفع والدفع . فالأم في الغالب ضعيفة تحتاج غلى الإعانة بخلاف الأب . والإنسان هنا في موقف خوف وفرار وهرب . فهو أكثر التصاقاً في مثل هذه الظروف بالأب لحاجته إليه ، ولذا قدم الفرار من الأم على الفرار من الأب ، وقدم الفرار من الأب على الفرار من الزوجة ، لمكانة الزوجة من قلب الرجل وشدّة علاقته بها ، فهي حافظة سرّه وشريكته في حياته ، ثم ذكر الفرار من الأبناء في آخر المطاف ، ذلك لأنه ألصق بهم وهم مرجوون لنصرته ودفع السوء عنه أكثر من كل المذكورين .

هذا هو السياق في (عبس) سياق الفرار من المعارف وأصحاب العلائق أجمعين للخلو إلى النفس ، فإن لكل امريء شأناً يشغله وهمّاً يغنيه .

أما السياق في سورة (المعارج) ، فهو مختلف عما في (عبس) ذلك أنه مشهد من مشاهد العذاب الذي لا يطاق ، فقد جيء بالمجرم ، ليقذف به في هذا الجحيم المستعر ، وهذا المجرم يودّ النجاة بكل سبيل ولو أدى ذلك إلى أن يبدأ بابنه ، فيضعه في دركات لظى . فرتب المذكورين ترتيباً آخر يقتضيه السياق ، وهو البدء بالأقرب إلى القلب والأعلق بالنفس فيفتدي به فضلاً عن الآخرين .

وإن البدء بأقرب الناس وأحبهم إلى هذا المجرم وألصقهم بقلبه ليفتدي به ، يدلّ على أن العذاب فوق التصوّر ، وهوله أبعد من الخيال ، بحيث جعله يبدأ باقرب الناس إليه ، وأن يتخلّى عن كل مساومة ، فيبدأ يفدي نفسه بالأقرب إلى قلبه ثم الأبعد لذا بدأ ببنيه أعز ما عنده ثم صاحبته وأخيه ثم فصيلته ثم من في الأرض جميعاً والملاحظ أنه في حالة الفداء هذه لم يذكر الأم والأب وهذا لأن الله تعالى أمر بإكرام الأب والأم ويمنع الإفتداء بالأم أو الأب من العذاب إكراماً لهما.

المصدر : لمسات بيانية في نصوص من التنزل ، الدكتور فاضل السامرائي ، ص193-196
[/align]
 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم [/align]

[الأخوة الفضلاء بارك الله فيكم وجعلكم مباركين أينما كنتم فقد بذلتم جهداُ تشكرون عليه وهذا من باب المدارسة في العلم الذي يبقى في الذاكرة إن شاء الله تعالى فلكم مني الدعاء بالعلم النافع والعمل الصالح والفوز بالجنة والنجاة من النار اللهم آمين.


محبكم/ أبومعاذ
[/B]
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
قال تعالى في سورة عبس : ((يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ {34} وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ {35} وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ {36})) .
لمعرفة اللمسة البيانية في هذا الترتيب
والله اعلم : ان الترتيب .. كما فهمت ذلك من تفسير الشيخ الشعراوي ـ رحمه الله ـ
كل انسان سوف يفر يوم القيامة من اخيه لان جميع الناس لهم اخوة في الدين او في العرق وان كان يجهل امه او ابيه .
ثم جاء الترتيب بعد الاخ للام لانه هناك من له اخ وام وليس له اب ( مثل عيسى بن مريم عليه السلام )
ثم جاء الترييب للاب بعد الام .. للشاب الذي له اخ ( وإن كان اخوة الدين او العرق ) وام واب ولم يتزوج .
ثم جاء الترتيب للصاحبه .. لمن تزوج ولم يرزق بالذرية
ثم جاء الترتيب للابناء . لمن تزوج ورزق بالابناء .
 
كل ما تقدم مبني على أن الواو للترتيب والراجح أنها ليست له .
والأولى - والله تعالى أعلم - أن يكون الله تعالى ذكر هذه القرابات في الموضعين لبيان هول ذلك اليوم الذي يجعل المرء يفر عن أقرب الملاصقين له "الأخ ، الأم ، الأب ، الصاحبة ، والأولاد" ، وأنه لهول العذاب يود المجرم لو يفتدي بهم .
ولكن يبقى سؤال مهم ، وهو لماذا لم يذكر الوالدين في الذين يتمنى المجرم أن يفتدي بهم ؟
 
لم أجد في الرابط جوابا مقنعا لعدم ذكر الوالدين في المعارج .
فمن عنده وقت للبحث في كلام أهل العلم عن ذلك فليفدنا به مشكورا مأجورا.
 
لم أجد في الرابط جوابا مقنعا لعدم ذكر الوالدين في المعارج .

جاء في التحرير والتنوير نقلاً عن ابن العربي أن الأبوين دخلان ضمناً في قوله تعالى : (وفصيلته التي تؤويه).. ونقل عن مالك أن فصيلته هي أمه .
قال ابن العربي : قال أشهب : سألت مالكاً عن قوله تعالى : ( وفصيلته التي تؤويه ) ، فقال : هي أمه اهـ.
أي ويفهم منها الأب بطريق لحن الخطاب .
 
جاء في التحرير والتنوير نقلاً عن ابن العربي أن الأبوين دخلان ضمناً في قوله تعالى : (وفصيلته التي تؤويه).. ونقل عن مالك أن فصيلته هي أمه .
قال ابن العربي : قال أشهب : سألت مالكاً عن قوله تعالى : ( وفصيلته التي تؤويه ) ، فقال : هي أمه اهـ.
أي ويفهم منها الأب بطريق لحن الخطاب .
دخول الأبوين ضمنا ليس هو ما نريد ؛ فمعلوم أنهما داخلان في فصيلته وداخلان في قوله تعالى : "ومن في الأرض جميعا"
لكن السؤال محدد وهو لماذا لم يفردا بالذكر هنا كما أفردا بالذكر في عبس ؟
أما قوله تعالى : "وفصيلته التي تؤويه" فللعلماء فيها أقوال تصل إلى خمسة أو أكثر أصحها أن الفصيلة هي المعروفة وهي أقل من الفخذ كبني العباس بالنسبة لبني هاشم ؛ فالعباس فصيلة وهاشم فخذ.
 
عودة
أعلى