أم الأشبال
New member
- إنضم
- 30/06/2004
- المشاركات
- 503
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله .
أما بعد :
هذا ما تيسر من تلخيص كتاب :
منهج الاستنباط من القرآن الكريم ، للدكتور فهد الوهيبي.
· الاستنباط في اللغة : لفظ يستخدم لكل ما خرج أو ظهر بعد خفاء.
· في الاصطلاح : استخراج الأمر الذي من شأنه أن يخفى على غير المستنبط .
· التفسير في اللغة : البيان أو كشف المغطى .
· في الاصطلاح : بيان معاني القرآن الكريم .
- الفرق بين الاستنباط والتفسير :
يشترط في الاستنباط الخفاء فيما يستنبط ، بحيث لا يوجد ما يدل ظاهرا على ارتباط هذا المعنى بالآية قبل الاستنباط . بخلاف التفسير ، وإذا وجد خفاء وغموض في التفسير فهو من جهة اللفظ ، كأن يكون اللفظ مشتركا بين معنيين أو أكثر ، أو مجملا ، ومرجع فهم ذلك كلام السلف ، وكتب اللغة ، والقرائن وغيرها مما يعين على فهم المراد .
· شمولية الاستنباط من القرآن الكريم :
قال تعالى :
( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) [ النحل :89]
وهذه الآية صريحة في أن هذا القرآن بيان لكل شيء ، وأول ما يدخل في ذلك ؛ بيان ما يحتاج إليه الناس في أمور دينهم من الحلال والحرام ، وبيان ما يقيم شؤون حياتهم .
· شمولية الاستنباط من جهة النص المستنبط منه :
ومعنى ذلك أن آيات القرآن كلها محل للاستنباط ، وقد ذكر العلماء أن أيات القرآن تتنوع بحسب موضوعها إلى آيات قصص ، وأحكام ومواعظ وغيرها ، ومع هذا يمكن أن تدل لآية ، وإن كانت ليست مما عد من آيات الأحكام على حكم فقهي أو عقدي أو لغوي بوجه من وجوه الدلالة المختلفة أو بقاعدة من قواعد الاستنباط.
وقد ألف عدد من العلماء الكتب فيما يستنبط من غير آيات الأحكام :
منهم الشيخ عبدالرحمن السعدي ، في كتابه [ بدائع الفوائد المستنبطة من قصة يوسف عليه السلام ]
وقد استنبط المفسرين الأحكام من آيات القصص والمواعظ وغيرها .
· أقسا م الاستنباط من القرآن الكريم :
- أقسام الاستنباط من النص باعتبار الظهور في معنى النص :
أ- الاستنباط من النصوص الظاهرة المعنى :
إن فهم النص هو أساس الاستنباط الصحيح من القرآن الكريم ، والنص الظاهر المعنى المراد به ما هو بين بنفسه يفهه التالي العربي دون الحاجة إلى تفسير ، وهذا النوع هو الأصل ، وهو أكثر القرآن الكريم.
وهذا القسم لا يختلف حكمه ولا يلتبس تأويله ، ومثال ذلك :
قال تعالى :
( إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ) [ الأنفال:65]
قال ابن عباس:... فكتب أن لا يفر المائة من المائتين .
قال الشافعي :
وهذا كما قال ابن عباس إن شاء الله ، وقد بين هذا في الآية ، وليست تحتاج إلى تفسير .
ب- وأما النصوص غير الظاهرة فهي تحتاج إلى تفسير .
ويندرج في هذه النصوص : جميه أنواع المبهم .
كقوله تعالى :
( إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ) [ الزمر : 3]
فإن ظاهره مشكل ؛ لأن الله سبحانه قد هدى كفارا كثيرا ، وماتوا مسلمين .
وكلفظ الصريم في قوله تعالى :
( فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ) [ القلم:20 ]
ولابد أن يلاحظ ما يلي :
1- الاستنباط من نص يحتاج إلى تفسير فلا يكون الاستنباط إلا بعد فهم المعنى ثم يكون الاستنباط بعد ذلك.
2- والاستنباط من النصوص غير ظاهرة المعنى متوقف على مقدمة أساسية وهي الرجوع للتفسير ؛ لذلك لابد أن يعرف المستنبط التفسير الصحيح للآية قبل أن يستنبط منها.
· أقسام الاستنباط إفرادا وتركيبا :
أ- الاستنباط من نص واحد :
وهو أن يكون الاستنباط من نص مفرد بلا ضم إلى نص آخر ، وهو أكثر القسمين وجودا في كتب أهل العلم.
مثال ذلك : قال تعالى :
( وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) [ المسد :4]
استنبط الشافعي منها وغيرها صحة أنكحة الكفار .
ووجه الاستنباط أن الله تعالى أضاف النساء إليهم ، وحقيقة الإضافة تقتضي زوجية صحيحة ، والأصل قي الإطلاق الحقيقة .
ب- الاستنباط بالربط بين نصين أو أكثر :
وهو ما يسميه ابن القيم [ دلالة التركيب ]
وهذا النوع من أدق أنواع الاستنباط لذا يقول ابن القيم :
" فهذا من ألطف فهم النصوص وأدقه "
ومثال ذلك : قال تعالى :
( أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ) [ طه : 93] مع قوله تعالى :
( إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) [ الجن :32]
استنبط منها أن مخالف الأمر يستحق العقاب.
ووجه الاستنباط :
أن آية طه تدل عل أن مخالف الأمر عاص ، وآية الجن تدل على أن العاصي معاقب ؛ فينتج من ذلك أن مخالف الأمر يستحق العقاب .
يتبع بإذن الله تعالى.
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله .
أما بعد :
هذا ما تيسر من تلخيص كتاب :
منهج الاستنباط من القرآن الكريم ، للدكتور فهد الوهيبي.
· الاستنباط في اللغة : لفظ يستخدم لكل ما خرج أو ظهر بعد خفاء.
· في الاصطلاح : استخراج الأمر الذي من شأنه أن يخفى على غير المستنبط .
· التفسير في اللغة : البيان أو كشف المغطى .
· في الاصطلاح : بيان معاني القرآن الكريم .
- الفرق بين الاستنباط والتفسير :
يشترط في الاستنباط الخفاء فيما يستنبط ، بحيث لا يوجد ما يدل ظاهرا على ارتباط هذا المعنى بالآية قبل الاستنباط . بخلاف التفسير ، وإذا وجد خفاء وغموض في التفسير فهو من جهة اللفظ ، كأن يكون اللفظ مشتركا بين معنيين أو أكثر ، أو مجملا ، ومرجع فهم ذلك كلام السلف ، وكتب اللغة ، والقرائن وغيرها مما يعين على فهم المراد .
· شمولية الاستنباط من القرآن الكريم :
قال تعالى :
( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) [ النحل :89]
وهذه الآية صريحة في أن هذا القرآن بيان لكل شيء ، وأول ما يدخل في ذلك ؛ بيان ما يحتاج إليه الناس في أمور دينهم من الحلال والحرام ، وبيان ما يقيم شؤون حياتهم .
· شمولية الاستنباط من جهة النص المستنبط منه :
ومعنى ذلك أن آيات القرآن كلها محل للاستنباط ، وقد ذكر العلماء أن أيات القرآن تتنوع بحسب موضوعها إلى آيات قصص ، وأحكام ومواعظ وغيرها ، ومع هذا يمكن أن تدل لآية ، وإن كانت ليست مما عد من آيات الأحكام على حكم فقهي أو عقدي أو لغوي بوجه من وجوه الدلالة المختلفة أو بقاعدة من قواعد الاستنباط.
وقد ألف عدد من العلماء الكتب فيما يستنبط من غير آيات الأحكام :
منهم الشيخ عبدالرحمن السعدي ، في كتابه [ بدائع الفوائد المستنبطة من قصة يوسف عليه السلام ]
وقد استنبط المفسرين الأحكام من آيات القصص والمواعظ وغيرها .
· أقسا م الاستنباط من القرآن الكريم :
- أقسام الاستنباط من النص باعتبار الظهور في معنى النص :
أ- الاستنباط من النصوص الظاهرة المعنى :
إن فهم النص هو أساس الاستنباط الصحيح من القرآن الكريم ، والنص الظاهر المعنى المراد به ما هو بين بنفسه يفهه التالي العربي دون الحاجة إلى تفسير ، وهذا النوع هو الأصل ، وهو أكثر القرآن الكريم.
وهذا القسم لا يختلف حكمه ولا يلتبس تأويله ، ومثال ذلك :
قال تعالى :
( إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ) [ الأنفال:65]
قال ابن عباس:... فكتب أن لا يفر المائة من المائتين .
قال الشافعي :
وهذا كما قال ابن عباس إن شاء الله ، وقد بين هذا في الآية ، وليست تحتاج إلى تفسير .
ب- وأما النصوص غير الظاهرة فهي تحتاج إلى تفسير .
ويندرج في هذه النصوص : جميه أنواع المبهم .
كقوله تعالى :
( إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ) [ الزمر : 3]
فإن ظاهره مشكل ؛ لأن الله سبحانه قد هدى كفارا كثيرا ، وماتوا مسلمين .
وكلفظ الصريم في قوله تعالى :
( فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ) [ القلم:20 ]
ولابد أن يلاحظ ما يلي :
1- الاستنباط من نص يحتاج إلى تفسير فلا يكون الاستنباط إلا بعد فهم المعنى ثم يكون الاستنباط بعد ذلك.
2- والاستنباط من النصوص غير ظاهرة المعنى متوقف على مقدمة أساسية وهي الرجوع للتفسير ؛ لذلك لابد أن يعرف المستنبط التفسير الصحيح للآية قبل أن يستنبط منها.
· أقسام الاستنباط إفرادا وتركيبا :
أ- الاستنباط من نص واحد :
وهو أن يكون الاستنباط من نص مفرد بلا ضم إلى نص آخر ، وهو أكثر القسمين وجودا في كتب أهل العلم.
مثال ذلك : قال تعالى :
( وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) [ المسد :4]
استنبط الشافعي منها وغيرها صحة أنكحة الكفار .
ووجه الاستنباط أن الله تعالى أضاف النساء إليهم ، وحقيقة الإضافة تقتضي زوجية صحيحة ، والأصل قي الإطلاق الحقيقة .
ب- الاستنباط بالربط بين نصين أو أكثر :
وهو ما يسميه ابن القيم [ دلالة التركيب ]
وهذا النوع من أدق أنواع الاستنباط لذا يقول ابن القيم :
" فهذا من ألطف فهم النصوص وأدقه "
ومثال ذلك : قال تعالى :
( أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ) [ طه : 93] مع قوله تعالى :
( إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) [ الجن :32]
استنبط منها أن مخالف الأمر يستحق العقاب.
ووجه الاستنباط :
أن آية طه تدل عل أن مخالف الأمر عاص ، وآية الجن تدل على أن العاصي معاقب ؛ فينتج من ذلك أن مخالف الأمر يستحق العقاب .
يتبع بإذن الله تعالى.