أبومجاهدالعبيدي1
New member
- إنضم
- 02/04/2003
- المشاركات
- 1,760
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 36
- الإقامة
- السعودية
- الموقع الالكتروني
- www.tafsir.org
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
رجح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن معنى : { نُنْسِهَا } في قول الله تعالى : { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (البقرة:106) : نؤخرها عندنا فلا ننزلها ، وأن معنى الآية على هذا : أن ما ننسخه من الآيات التى أنزلناها ، أو نؤخر نزوله من الآيات التى ننزلها بعد ( نأت بخير منها أو مثلها ) ؛ فكما أنه يعوضهم من المرفوع يعوضهم من المنتظر الذي لم ينزله بعد إلى أن ينزله . فإن الحكمة اقتضت تأخير نزوله فيعوضهم بمثله ، أو خير منه في ذلك الوقت إلى أن يجيء وقت نزوله ، فينزله أيضاً مع ما تقدم ، ويكون ما عوضه مثله أو خيراً منه قبل نزوله .
ثم بنى على هذا حكماً آخر ، وهو أن ما تقدم نزوله من القرآن أفضل مما تأخر نزوله .
قال رحمه الله : ( و قد تضمن هذا أن كل ما أُخر نزوله فلابد أن ينزل قبله ما هو مثله أو خير منه ، وهذا هو الواقع ؛ فإن الذي تقدم من القرآن نزوله لم ينسخ كثير منه خيرٌ مما تأخر نزوله ، كالآيات المكية فإن فيها من بيان التوحيد والنبوة و المعاد وأصول الشرائع ما هو أفضل من تفاصيل الشرائع كمسائل الربا والنكاح والطلاق وغير ذلك ؛ فهذا الذي أخره الله مثل آية الربا فإنها من أواخر ما نزل من القرآن وقد روى أنها آخر ما نزل وكذلك آية الدين والعدة والحيض ، ونحو ذلك قد أنزل الله قبله ما هو خير منه من الآيات التى فيها من الشرائع ما هو أهم من هذا ، وفيها من الأصول ما هو أهم من هذا .
ولهذا كانت سورة الأنعام أفضل من غيرها ، وكذلك سورة يس ، ونحوها من السور التى فيها أصول الدين التى اتفق عليها الرسل كلهم صلوات الله عليهم ؛ ولهذا كانت ( قل هو الله أحد ) مع قلة حروفها تعدل ثلث القرآن ؛ لأن فيها التوحيد ؛ فعلم أن آيات التوحيد أفضل من غيرها .
وفاتحة الكتاب نزلت بمكة بلا ريب كما دل عليه قوله تعالى : ﴿ و لقد آتيناك سبعاً من المثاني و القرآن العظيم ﴾ ، وقد ثبت فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال ( هي السبع المثاني و القرآن العظيم الذي أوتيته ) ، وسورة الحجر مكية بلا ريب وفيها كلام مشركي مكة و حاله معهم ؛ فدل ذلك على أن ما كان الله ينسأه فيؤخر نزوله من القرآن كان ينزل قبله ما هو أفضل منه .
و ( قل يا أيها الكافرون ) مكية بلا ريب ، وهو قول الجمهور ، وقد قيل إنها مدنية وهو غلط ظاهر .
وكذلك قول من قال الفاتحة لم تنزل إلا بالمدينة غلط بلا ريب ، ولو لم تكن معنا أدلة صحيحة تدلنا على ذلك لكان من قال إنها مكية معه زيادة علم ...) إلى آخر كلامه في مجموع الفتاوي ج:17 ص: 188 - 191[/align]
رجح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن معنى : { نُنْسِهَا } في قول الله تعالى : { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (البقرة:106) : نؤخرها عندنا فلا ننزلها ، وأن معنى الآية على هذا : أن ما ننسخه من الآيات التى أنزلناها ، أو نؤخر نزوله من الآيات التى ننزلها بعد ( نأت بخير منها أو مثلها ) ؛ فكما أنه يعوضهم من المرفوع يعوضهم من المنتظر الذي لم ينزله بعد إلى أن ينزله . فإن الحكمة اقتضت تأخير نزوله فيعوضهم بمثله ، أو خير منه في ذلك الوقت إلى أن يجيء وقت نزوله ، فينزله أيضاً مع ما تقدم ، ويكون ما عوضه مثله أو خيراً منه قبل نزوله .
ثم بنى على هذا حكماً آخر ، وهو أن ما تقدم نزوله من القرآن أفضل مما تأخر نزوله .
قال رحمه الله : ( و قد تضمن هذا أن كل ما أُخر نزوله فلابد أن ينزل قبله ما هو مثله أو خير منه ، وهذا هو الواقع ؛ فإن الذي تقدم من القرآن نزوله لم ينسخ كثير منه خيرٌ مما تأخر نزوله ، كالآيات المكية فإن فيها من بيان التوحيد والنبوة و المعاد وأصول الشرائع ما هو أفضل من تفاصيل الشرائع كمسائل الربا والنكاح والطلاق وغير ذلك ؛ فهذا الذي أخره الله مثل آية الربا فإنها من أواخر ما نزل من القرآن وقد روى أنها آخر ما نزل وكذلك آية الدين والعدة والحيض ، ونحو ذلك قد أنزل الله قبله ما هو خير منه من الآيات التى فيها من الشرائع ما هو أهم من هذا ، وفيها من الأصول ما هو أهم من هذا .
ولهذا كانت سورة الأنعام أفضل من غيرها ، وكذلك سورة يس ، ونحوها من السور التى فيها أصول الدين التى اتفق عليها الرسل كلهم صلوات الله عليهم ؛ ولهذا كانت ( قل هو الله أحد ) مع قلة حروفها تعدل ثلث القرآن ؛ لأن فيها التوحيد ؛ فعلم أن آيات التوحيد أفضل من غيرها .
وفاتحة الكتاب نزلت بمكة بلا ريب كما دل عليه قوله تعالى : ﴿ و لقد آتيناك سبعاً من المثاني و القرآن العظيم ﴾ ، وقد ثبت فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال ( هي السبع المثاني و القرآن العظيم الذي أوتيته ) ، وسورة الحجر مكية بلا ريب وفيها كلام مشركي مكة و حاله معهم ؛ فدل ذلك على أن ما كان الله ينسأه فيؤخر نزوله من القرآن كان ينزل قبله ما هو أفضل منه .
و ( قل يا أيها الكافرون ) مكية بلا ريب ، وهو قول الجمهور ، وقد قيل إنها مدنية وهو غلط ظاهر .
وكذلك قول من قال الفاتحة لم تنزل إلا بالمدينة غلط بلا ريب ، ولو لم تكن معنا أدلة صحيحة تدلنا على ذلك لكان من قال إنها مكية معه زيادة علم ...) إلى آخر كلامه في مجموع الفتاوي ج:17 ص: 188 - 191[/align]