ما المقصودب""أخاهم صالحا""

إنضم
30/10/2004
المشاركات
342
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
قال القرطبي

في قوله تعالى


[color=990033]((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ))

إِلَى ثَمُود أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّه " وَهُوَ ثَمُود بْن عَاد بْن إِرَم بْن سَام بْن نُوح . وَهُوَ أَخُو جديس , وَكَانُوا فِي سَعَة مِنْ مَعَايِشهمْ ; فَخَالَفُوا أَمْر اللَّه وَعَبَدُوا غَيْره , وَأَفْسَدُوا فِي الْأَرْض . فَبَعَثَ اللَّه إِلَيْهِمْ صَالِحًا نَبِيًّا , وَهُوَ صَالِح بْن عُبَيْد بْن آسَف بْن كَاشِح بْن عُبَيْد بْن حَاذِر بْن ثَمُود . وَكَانُوا قَوْمًا عَرَبًا . وَكَانَ صَالِح مِنْ أَوْسَطهمْ نَسَبًا وَأَفْضَلهمْ حَسَبًا فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّه تَعَالَى حَتَّى شَمِطَ وَلَا يَتَّبِعهُ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيل مُسْتَضْعَفُونَ .[/color]

ولم أجد عنده تفسير الأخوة المذكورة في الآية


فهل عند غيره هذا التفسير
 
المقصود أخوة النسب والقرابة .
وقد أشار القرطبي إليها في قوله :(وَكَانَ صَالِح مِنْ أَوْسَطهمْ نَسَبًا وَأَفْضَلهمْ حَسَبًا ).

وفقكم الله.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أخي الفاضل حسني، الأخوة هنا هي أخوة النسب، كما تقول: ( فلان أخو بني تميم ) أي نسباً. ومن لوازم هذه الأخوة الحرص، فيحرص المرء على دعوة أقربائه أكثر من حرصه على دعوة غيرهم، كما قال تعالى: ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) وقال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً ).

ولعل الحكمة من جعل الأنبياء في أقوامهم أنهم يعرفون لسانهم وعاداتهم ويعرفون ما يناسبهم وما لا يناسبهم، فيكون ذلك أقدر لهم على البلاغ. كما أن الأقوام يعرفون ما كانوا عليه قبل البعثة من الصدق والاستقامة، فيكون ذلك أرجى للاستجابة. والله أعلى وأعلم.

فذكر الأخوة هنا - والله أعلم بمراده - فيه بيان شدة كفر هؤلاء القوم، حيث لم يرعوا لهذه الأخوة حقاً، بل حملهم غيظهم من الدعوة الحقة على تسفيه هذا النبي وإيذائه على ما بينهم من روابط النسب.
ولعل هذا يشبه قوله تعالى: ( قل ما أسألكم عليه إلا المودة في القربى ) فهنا يذكرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما بينهم من القرابة، وما يلزم منها من لين ومودة - عندهم - فيكفوا عنه أذاهم. والله أعلى وأعلم.

أما الأخوة الحقيقية، فهي أخوة الدين، وهي التي من لوازمها الولاء والمحبة والنصرة والتراحم، فهذه تكون من المسلم إلا للمسلمين.

أما الكفار فليسوا بإخوان لنا باعتبار هذه الأخوة الحقيقية، فلا ولاء لهم ولا محبة ولا نصرة ولا رحمة، ولو كانوا آباء أو إخواناً أو أبناء، كما قال تعالى: ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ). ولنا في صحابة نبينا خير مثال حيث قاتل الابن أباه والأب ابنه، كل ذلك لله تعالى.

فإذا اتضح ذلك، علمنا أخي أن الكافر قد يكون أخاً للمسلم في النسب، لكن لا يحمله ذلك على التعصب له، إذ نسبنا للإسلام أشرف وأغلى من كل نسب. والكافر الذي لا يربطنا به نسب، فليس بأخ، ولا يصح أن يقال له: أخ، ولو كان مواطناً لنا أو زميل عمل أو غير ذلك.

وأذكر مسألة هنا لتتمة الفائدة، وذلك لشدة ارتباطها بهذا الموضوع، وهي مسألة الولاء والبراء. فقد افترق الناس فيها على ثلاث فرق:

طرف ميع الدين وفرط، فقال بجواز محبة المسلم للكافر، وأن الكفار إخوان لنا! وأن ليس جهاد في الإسلام إلا جهاد الدفع! والله المستعان.
وطرف غلا في الدين وأفرط، فقال: يجب بغضهم، وإيذاؤهم، وأفتى بحل أموالهم! فتراه فظاً غليظاً! ولا حول ولا قوة إلا بالله.

والوسط الذي عليه كبار علمائنا أن المسألة فيها جهتان: فمن الناحية القلبية، فيجب علينا أن نبغض كل الكفار، وأن نبرأ إلى الله تعالى منهم. ومن ناحية المعاملة والسلوك نفصل: فمن كان حربياً قاتلناه واستحللنا ماله، ومن لم يكن كذلك آتيناه حقه، بل وأحسنا إليه تأليفاً لقلبه. والمعاهد والمستأمن والذمي ليسوا بحربيين.
ولا يخفى عليك أخي أهمية لزوم أقوال أهل العلم الكبار في مثل هذه الأزمنة، وخاصة في هذه المزلات والملمات، ولا يحسن أن يتكلم فيها كل أحد ويدلي بدلوه.

فالطرف الأول أعمل قوله تعالى: ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ) وما كان عليه هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم من عيادة جاره اليهودي وقبول هدية امرأة يهودية وهدية حاكم الأقباط، وغير ذلك.
والطرف الثاني أعمل قوله تعالى: ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده ) وما فعل أبو بصير من قطع الطريق على قوافل قريش وغير ذلك.
وكل منهما أهدر أدلة المقابل له، أما أهل السنة فكانوا أسعد الأمة بجمع الأدلة، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

هذا، والله سبحانه أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
 
الحقيقة يا أخ فيصل أن إضافاتك على العين والراس


ولكني لم أسأل عن كل ما أضفت


ومثلي يعرف ما قلته في إضافتك ---بل من لا يعرف أن الأخوة الحقيقية هي أخوة الدين


قال تعالى(([color=990033]إنما المؤمنون إخوة))[/color]

ومثلك يعرف أن في اللغة مجاز وكنايات مع ان البعض يحلو له إنكار حصوله في القرآن الكريم


وأنا سالت سؤالا ---هل الأخوة هنا أخوة بيولوجية؟؟


أم أن هناك مجاز في الآية وان المقصود غير الظاهر


تماما كالسؤال عن آية(([color=990033]إنه ليس من أهلك)[/color]) في معرض الحديث عن إبن سيدنا نوح


أي هل هو حقيقة ليس من أهله أم هناك مجاز في الآية؟؟


وكالسؤال عن آية (([color=990000]يا أخت هارون[/color])) وواضح فيها أن الظاهر غير مراد لأن مريم ليست أختا بيولوجية لهارون فلا إشكال
 
السلام عليكم أخي ورحمة الله وبركاته،

أما نفي المجاز في القرآن واللغة فقد قال به محققون من كبار أهل العلم، وراجع إن شئت رسالة المجاز لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فقد رد فيها على سيف الدين الآمدي وما كتب في مبحث المجاز في إحكام الأحكام، وهو رد نفيس، فيه درر غالية تفيد الموافق له والمخالف.

أما عن الأخوة فالذي تعلمته هو ما ذكرت لك سابقاً، أنها أخوة نسب، أي هو من قومهم، كما تقول: ( فلان أخو القرشيين ) أي أنه منهم. وهذا حقيقة لا مجاز كما هو ظاهر.

أما قوله تعالى: ( يا أخت هارون ) فأذكر أن أهل التفسير يذكرون أن لها أخاً اسمه هارون، وليس هو هارون أخا موسى عليهم السلام أجمعين. فهو حقيقة كذلك.

وقوله تعالى: ( إنه ليس من أهلك ) فهو نفي للحقيقة لا لمطلق الأهلية. بمعنى أنه ليس ممن يصح أن تحب وتوالي وتدافع عنه كما يستحق القريب من قريبه. ومثل هذا قول العرب للابن العاق لأبيه، ليس بولد فلان، لا يريدون نفي النسب، إنما يريدون نفي حقيقة البنوة التي تستلزم الاحترام والطاعة ونحوهما. وهذا المثال وغيره ذكرها الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في رسالة الإيمان، فأصل قاعدة نفيسة نافعة، مضمونها: أن النفي قد يكون لتحقق الشيء، لا لمطلق ماهيته ووجوده.
ومن الأمثلة التي ضربها أنه لو صنع لك نجار باباً فجاء رديئاً غير مناسب، تقول: ما صنعت شيئاً، لا تريد نفي الصنع ذاته، لكن تريد نفي الإتقان والجودة. هكذا أذكره، والله أعلم.
وهذا نافع جداً في كثير من النصوص في الفقه والتفسير والعقيدة وغيرها. كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( والله لا يؤمن.. من لا يأمن جاره بوائقه ) وقوله: ( لا صلاة في حضرة طعام ) وغيرها.

ثم هل هذا حقيقة أم مجاز؟ أما على قول من نفى المجاز من الأئمة فليس بمجاز كما هو ظاهر، وعلى قول من يثبت المجاز فيحتمل والله أعلم.

أما عن ما كتبت مما ليس فيه جواب على سؤالك، فإنما أردت التذكير بمسائل يحتاج إليها القارئ. والله يجزي ويثيب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
جواب الأخ فيصل القلاف جواب مفصل ، ومرتب يدل على علم وأدب.
وردك يا أخ جمال فيه تعالم غير مبرر ، والذي يستفيد من الجواب ليس السائل فحسب، بل هو وغيره من القراء.
ثم لي ملاحظة أخي جمال على مشاركاتك التي رأيتها كثرت كثرة غيرمفيدة في الغالب ولا محررة . فاقتصد وحرر مسائلك فهذا الموقع يرتاده طلاب علم يهمهم الجودة لا الكثرة وأعتذر للمشرفين لكنني أعتبر الموقع للجميع.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الفاضل فهد الناصر نصر الله به دينه، أشكرك على مبالغ إطرائك. وأخونا جمال لم يقصد تعالماً إن شاء الله تعالى، لكنه أدلى بما فتح الله عليه، ولولا حبه التعلم ما طرح الموضوع للنقاش، ولقنع بما خال في رأسه من رأي. وكذلك كثرة مواضيعه، هذا كله يدل على طلبه للتعلم، وقد يكون السؤال هيناً في نظر امرئ لما امتن الله به عليه من علم، بينما يعظم في نظر غيره لما أراد الله به خيراً ليتعلم.
والله أسأل أن يؤلف بين قلوبنا، إنه سبحانه جواد كريم.
 
أشكر الأخ فيصل على حسن ظنه بي


والذي أظن أنه بدأت تربطني به أواصر مودة على الرغم من خلافاتنا في فرعيات بسيطة
 
الأخ جمال حسني الشرباتي
أخوهم، لأنه بشر مثلهم من ولد أبيهم آدم. ويجوز أن يكون أخاهم لأنه من قومهم ، كما ذكر الأخوة أعلاه وفقهم الله .
 
الأخ أبا عبد الرحمن


إن لم يكن قولك هذا مجازا فماذا يكون


(([color=990033]أخوهم، لأنه بشر مثلهم من ولد أبيهم آدم. ويجوز أن يكون أخاهم لأنه من قومهم ، كما ذكر الأخوة أعلاه وفقهم الله .))[/color]
 
عودة
أعلى