ما الفرق بين قرآن وكتاب في الآيات؟

إنضم
7 مايو 2004
المشاركات
2,562
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
الخبر - المملكة ا
الموقع الالكتروني
www.islamiyyat.com
قال تعالى في سورة الجن على لسان الجن ( فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2))
وقال تعالى في سورة الأحقاف (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ (30))
وسؤالي هو ما دلالة الاختلاف بين التعبير بلفظ قرآن في سورة الجن والتعبير بلفظ كتاب في سورة الأحقاف؟
 
جزاك الله خيراً أختنا سمر
وبانتظار الإجابة معك !
 
في آية الأحقاف أخبر الجن عن كون الكتاب أنزل من بعد موسى فناسب التعبير بالكتاب ، وكأن المقصود بث الطمأنينة في نفوس المدعوين إلى اتفاق هذا الكتاب مع كتاب موسى في كونه من عند الله ، وأما في سورة الجن فكان الحديث عن هداية القرآن ووصفه بالعجب ولم يجر ذكر لموسى فجاءت العبارة بالقرآن
وهذه إجابة للدكتور فاضل السامرائي لعل فيها ما يفيد
ما الفرق بين دلالة كلمة الكتاب والقرآن؟ وما دلالة إستخدام ذلك الكتاب في الآية (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) البقرة) ولم تأت هذا الكتاب أو هذا القرآن أو ذلك القرآن؟
د.فاضل السامرائى :
كلمة قرآن هي في الأصل في اللغة مصدر الفعل قرأ مثل غفران وعدوان. (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ {18} القيامة) ثم استعملت علماً للكتاب الذي أُنزل على الرسول  (القرآن).
أما الكتاب فهي من الكتابة وأحياناً يسمى كتاباً لأن الكتاب متعلق بالخط، وأحياناً يطلق عليه الكتاب وإن لم يُخطّ (أنزل الكتاب) لم يُنزّل مكتوباً وإنما أُنزل مقروءاً ولكنه كان مكتوباً في اللوح المحفوظ قبل أن ينزّل على رسول الله صل1.
هذا من ناحية اللغة أما من ناحية الإستعمال فيلاحظ أنه يستعمل عندما يبدأ بالكتاب يكون يتردد في السورة ذكر الكتاب أكثر بكثير مما يتردد ذكر القرآن أو قد لا تذكر كلمة القرآن مطلقاً في السورة. أما عندما يبدأ بالقرآن يتردد في السورة ذكر كلمة القرآن أكثر الكتاب أو قد لا يرد ذكر الكتاب مطلقاً في السورة وإذا اجتمع القرآن والكتاب فيكونان يترددان في السورة بشكل متساو تقريباً ونأخذ بعض الأمثلة:
في سورة البقرة بدأ بالكتاب (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ {2}) وذكر الكتاب في السورة 47 مرة والقرآن مرة واحدة في آية الصيام (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ).
في سورة آل عمران بدأ السورة بالكتاب (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ {3}) وورد الكتاب 33 مرة في السورة ولم ترد كلمة القرآن ولا مرة في السورة كلها.
في سورة طه: بدأ السورة بالقرآن (مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى {2}) وورد القرآن فيها 3 مرات والكتاب مرة واحدة.
في سورة ق بدأ بالقرآن (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ {1}) وورد 3 مرات في السورة بينما ورد الكتاب مرة واحدة.
في سورة ص تساوى ذكر القرآن والكتاب.
في سورة الحجر بدأ (الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ {1}) ورد ذكر القرآن 3 مرات والكتاب مرتين.
في سورة النمل بدأ (طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ {1}) ورد ذكر القرآن 3 مرات والكتاب أربع مرات.
 
قال تعالى في سورة الجن على لسان الجن ( فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2))
وقال تعالى في سورة الأحقاف (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ (30))
وسؤالي هو ما دلالة الاختلاف بين التعبير بلفظ قرآن في سورة الجن والتعبير بلفظ كتاب في سورة الأحقاف؟
أولا: اعتقد أنه يجب التفريق بين كلام الله وكلام الجن ، فالله أخبر عن ما قالته الجن بكلامه هو الذي لا يشبه أي كلام ، بعبارة أخرى أن هذا الذي أخبر الله تعالى به ليس هو نص كلام الجن في الموضعين.
ثانياً: أنهم ربما وصفوه بالقرآن مرة ووصفوه بالكتاب مرة أخرى فأخبر عن كل قول في موضع .
ثالثاً: سورة الأحقاف كانت تتحدث عن القرآن ككتاب ، قال تعالى:
(حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)) الأحقاف
ثم إن الله تعالى ذكر أن هذا الكتاب مسبوق بكتاب موسى وجاء هذا مصدقا له :
(وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ) الأحقاف (12)
فناسب عند الحديث عن الجن أن يذكره بوصف الكتاب للدلالة على أنه كتاب مع أنه ذكره في الآية السابقة باسمه العلم " القرآن" :
(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30)) الأحقاف
وفي ذلك دلالة على أن رسالات الله إلى البشر رسالات مكتوبة في كٌتب فهي متحدة في وصفها مختلفة في مسمياتها : توراة ، زبور ، إنجيل ، قرآن.
هذا والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.​
 
جزاكم الله خيراً أيها الأفاضل على ما تفضلتم به من ردود وافية. وما كان سؤالي إلا للتأمل في استخدام اللفظين كتاب وقرآن مع أن المتكلم واحد وهم الجنّ. فبارك الله لكم وزادكم علماً.
 
يحتاج من يجيب على مثل هذا السؤال إلى عدة أمور قبل أن يجيب:
1/ الفرق اللغوي الدقيق بين الكلمتين( هذا متعلق بعلم متن اللغة).
2/ استقراء جميع الآيات المتعلقة بالكلمتين، وعدم الاكتفاء ببعض المواضع ؛ لأن هذا سيجعل التصور ناقصاً.
3/ الاطلاع على كلام أهل التفسير- وأخص في هذا الموضع البقاعي لاهتمامه بالألفاظ القريبة من المترادفة أكثر من غيره، وقد اهتم بهاتين اللفظتين خصوصاً-.
4/ ملاحظة أن ( القرآن) قُرِئت بوجهين في القراءات المتواترة عن النبي صلى الله عليه فالقرآن بالمد والقصر يختلف بهما المعنى ولا يتناقض(متعلق بعلم القراءات)، ولا بد من استحضار المعنيين عند التوجيه.
5/ معرفة مقاصد كل من سورتي الأحقاف والجن وتأريخ نزولهما وهل الآيات تصف حادثتين أم حادثة واحدة ( هذا متعلق بعدد من علوم القرآن مع السيرة النبوية).
وقد ربطت بعض المسائل ببعض العلوم عمداً كي لا يظن أحد أن تحديدَ كون الآيات تصف حادثة أو حادثتين -مثلاً- أمرٌ ذوقي يجتهد فيه من شاء بما شاء.
ومما يلاحظ وينبغي التنبه له أثناءالبحث أن الكتاب يشار إليه باسم الإشارة للبعيد( ذلك) ، والقرآن يشار إليه باسم الإشارة للقريب( هذا)، وهذا الأمر يحتاج أيضاً إلى استقراء لمعرفة اطراده في كتاب الله.
وفي النهاية فقد كتبت ما كتبته رغبة في تذكير نفسي ومن أحب في الله بأن الكلام على أي معنى في القرآن لا يصح أن يستعجل فيه الإنسان بل لا بد أن يعد له العدة اللائقة به ، والله أعلم.
 
أشكر الدكتورة سمر على إثارتها للموضوع وفقها الله ، وأشكر كل المعقبين والمجيبين على ما تفضلوا به وأفادوا .
وأحب التأكيد على الكلام الذي ذكره صديقنا العزيز الدكتور محمد نصيف وفقه الله ورعاه فهو كلام رائع جداً، كنتُ أتمنى أن أكتبه من زمن تعليقاً على التوجيهات البلاغية والبيانية للآيات القرآنية، وقد كنتُ جمعتُ بعض ضوابطه من خلال قراءتي في كتب الدكتور محمد أبو موسى حفظه الله وغيره من أهل العمق في توجيه الآيات من حيث البلاغة والبيان، رغبة في نشرها يوماً في الملتقى ، ولكن لا كلام لي الآن مع وجود الدكتور محمد نصيف.
وهي مسألةٌ أَتَمنَّى أن تخرج في مقالة مستقلة من الدكتور محمد نصيف في الملتقى العلمي مع زيادات وإضافات وأمثلة لتكون نبراساً للباحثين ، وأقترح أن يكون الموضوع بعنوان :

ضوابط التوجيه البياني للآيات القرآنية
إعداد
د. محمد بن عبدالعزيز نصيف

(يا أبا هاجر! أرجوك لا تقل لي : خَلّهْ بَحث ترقية تكفى
icon7.gif
)​
 
جزاكم الله خيراً جميعاً وأسمحوا لي أن أدعو أخي الفاضل الدكتور محمد نصيف أن يتحفنا بما لديه إجابة على سؤالي بارك الله بكم جميعاً وزادكم من فضله.
تعلّمت من الدكتور فاضل السامرائي أن أنظر في سياق الآيات في كل سورة لنخرج منها بنكتة بلاغية بورود لفظة ما في الآية لكن لم أصل بعد لدرجة أن أستنبط وحدي مثل هذا النكت البيانية لذا أرجو منكم أن تفيدوني في المسألة بما يثلج الصدر ويطفئ ظمأ طالبة علم.
القائل واحد في الآيتين وبالتأكيد هناك نكتة بيانية بلاغية في استخدام لفظ كتاب مرة ولفظ قرآن مرة وما زلت أنتظر فلا تحرمونا من فضلكم وعلمكم.
 
5/ معرفة مقاصد كل من سورتي الأحقاف والجن وتأريخ نزولهما وهل الآيات تصف حادثتين أم حادثة واحدة ( هذا متعلق بعدد من علوم القرآن مع السيرة النبوية).
.

الحديث يدل على أن الجن قد استمعوا إلى القرآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين أحدهما بعلمه والثانية بدون علمه :
ففي الصحيح عن ابن مسعود قال: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَفَقَدْنَاهُ فَالْتَمَسْنَاهُ فِي الْأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ فَقُلْنَا اسْتُطِيرَ أَوْ اغْتِيلَ قَالَ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا هُوَ جَاءٍ مِنْ قِبَلَ حِرَاءٍ قَالَ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْنَاكَ فَطَلَبْنَاكَ فَلَمْ نَجِدْكَ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ .فَقَالَ : " أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ الْقُرْآنَ" قَالَ فَانْطَلَقَ بِنَا فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ وَسَأَلُوهُ الزَّادَ فَقَالَ " لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ" فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "فَلَا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُمْ". رواه مسلم


وروى مسلم أيضا من حديث بن عباس رضي الله عنهما قال:
مَا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجِنِّ وَمَا رَآهُمْ انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمْ الشُّهُبُ فَرَجَعَتْ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا مَا لَكُمْ قَالُوا حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ قَالُوا مَا ذَاكَ إِلَّا مِنْ شَيْءٍ حَدَثَ فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ فَانْطَلَقُوا يَضْرِبُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا فَمَرَّ النَّفَرُ الَّذِينَ أَخَذُوا نَحْوَ تِهَامَةَ وَهُوَ بِنَخْلٍ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ وَقَالُوا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ فَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا يَا قَوْمَنَا
{ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا }
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ } .
وقد تكلم بن حجر رحمه الله تعالى عن اختلاف الروايات ونفي بن عباس وإثبات بن مسعود رضي الله عنهما ومما قال:
"فَيُجْمَعُ بَيْن مَا نَفَاهُ وَمَا أَثْبَتَهُ غَيْره بِتَعَدُّدِ وُفُود الْجِنّ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"
ولا شك أن اثبات أمر أو نفيه يحتاج إلى دليل ، ولكن يمكن القول أن حديث سورة الأحقاف وسورة الجن عن الجن ربما كان عن حادثة واحدة وذكر في كل سورة مالم يذكر في الأخرى كذكر حوار موسى عليه السلام مع فرعون في مواضع متعدده وفي كل موضع يذكر مالم يذكره في الموضع الآخر والموقف واحد.
 
الأخت الفاضلة سمر، لو كانت عندي الإجابة لأجبتُ، لكنني أعرف معالم الطريق إلى الإجابة ، وقد وصفتُه وربما غفلتُ عن جوانب أخرى من معالم الطريق، وهذا الطريق وعرٌ طويل ، والإجابة السريعة لا تتناسب مع طبيعة البحث في هذا المجال، والتخمين والحدس أمران لا يقبلان في الكلام عن بلاغة القرآن ، أما غلبة الظن فنعمل بها إن استفرغنا الجهد في الوصول للجواب، وأظن الجميع يوافق أن من يجيب على البديهة على مثل هذه الأسئلة لم يستفرغ جهده،وأنا أتمنى أن تكون عندي أو عند أي أخ إجابة لكن بشرط أن تكون الإجابة شافية مبنية على بحث، ودائما كنت أسأل الشيخ محمد أبو موسى - وقد قارب السبعين - مثل هذه الأسئلة فيقول : ليست عندي إجابة ، وإذا وجدتَ فأخبرني، يقولها وهو من أعلم الأرض -فيما أعلم- في بلاغة القرآن، وأظن أنه لو طرحت الأسئلة التي طرحتها على الشيخ في الملتقى أو على عامة المسلمين لأجاب الجميع ، وختاماً بعد هذه الإطالة أعود فأقول: لا أعرف الإجابة على السؤال، وإن وجدتها أو بعضها فسأذكرها بإذن الله.
 
بارك الله فيك أستاذي الفاضل وما كنت أقصد الإجابة المستعجلة وإنما أبقيت سؤالي إلى أن ييسر الله تعالى أمر الإجابة بإذنه. شاكرة ومقدرة لكل الإخوة على ردودهم الكريمة. ولو أن الدكتور فاضل السامرائي في الشارقة لاتصلت وسألته لكنه لم يرجع من العراق بعد.
 
جزاكم الله خيراً أيها الأفاضل على ما تفضلتم به من ردود وافية. وما كان سؤالي إلا للتأمل في استخدام اللفظين كتاب وقرآن مع أن المتكلم واحد وهم الجنّ. فبارك الله لكم وزادكم علماً.
الأخت الفاضلة سمر
الوصول في مثل هذه المسائل إلى شيء قطعي دونه "خرط القتاد" كما يقال.
والجدير بالاهتمام هنا هو هل ما ينقله لنا القرآن من حوارات وأقوال هل هو نقل بالنص أو بالمعنى ؟
وكتوضيح للمراد أقول:
هل الجن تكلمت مرة واحدة فقالت " إنا سمعنا قرآنا عجبا" وسكتت؟
أو قالت " إن سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى " وسكتت ولم تتكلم بعد ؟
إذا كان واحد من الأمرين هو الذي حدث يمكن أن نستكشل الأمر ونقول: هل قالوا كذا أم كذا ؟
ويمكن الإجابة لو كان الأمر كذلك على من يستشكل مع يقيننا بصدق المتكلم بتعدد المواقف والأقوال.
ولكن الذي أعتقده هو أن الله أخبرنا عن الجن وما قالوه وتداولوه فيما بينهم بكلامه هو بلسان عربي مبين وإلا لو كان المنقول هو النص لكان معظم سورة الجن من كلامهم لا من كلام الله تعالى.
اقول هذا لأني قد رأيت في بعض المواقع النصرانية من يطعن على القرآن بمثل هذه الاستشكالات وخصوصا في قصة موسى وفرعون.
الذي يمكن أن نقوله هو أن يمكن أن نلتمس الحكمة في: لماذا قال الله في الأحقاف " كتابا" وفي الجن " قرانا" ولكن الوصول إلى شيء قطعي وأنه هو الصواب دون سواه أرى أنه من غير الممكن.
والله أعلم​
 
أحسنت يا أبا سعد وفقك الله ووفق الجميع لما يحبه ويرضى .
فالشأن في مثل هذه المسائل هو البحث عن الأقرب والأوجه والأليق ونحو ذلك، وإلا فالقطع بمعنى لا يَتَعيَّنُ القول بغيره غيرُ مقبولٍ ولا مُمْكن .
 
عودة
أعلى