ما الفرق بين التأمل ....و....الأستنباط

إنضم
13/04/2006
المشاركات
2
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اخواني في الله ما الفرق بين التأملات القرآنيه و الأستنباط ؟ وهل الشروط المطلوبه في المفسر كذلك مطلوبه في المتأمل وفقكم الله ؟
 
( الاستنباط ) له دلالة أوسع

( الاستنباط ) له دلالة أوسع

التأمل : الأصل فيه مادة ( أمل) بمعنى الرجاء ، وقالوا : ( التأمل ) : التثبت ، تقول : تأملت الشيءَ ، أي : نظرت إليه مستثبتاً له ، وتأمل الرجلُ : تثبت في الأمر والنظر - هكذا ورد في اللسان ، وجاء في كليات أبي البقاء (التأمل) : هو استعمال الفكر . ومنه نفهم أن التأمل يكون رجاءَ الفهم الثابت أو بُغية الوصول إلى إدراك معنى خفي لا يبدو من النظرة العابرة . والتأمل يثمر الفهم وقد يصاحب الفهم تسجيل مكتوب لما انكشف من معانٍ ، أو مقروء ، والتأمل يقع من كل أحد ثم تختلف مقادير الفهم لاعتبارات مختلفة .

أما الاستنباط فمأخوذ ( أنبط ) الماء إذا استخرجه ، ومن هذا المعنى جاء تفسير قول الله عز وجل : ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) النساء / 83 أي : يستخرجونه . واستخراج الأحكام يلازمه التأمل لا محالة و يلزمه الكتابة أو القول المسموع فهو أعم من التأمل إذ يشمل التأمل وزيادة ، وعلى ذلك فالشروط المطلوب توافرها في المفسر بدءا من التأمل وانتهاء إلى الاستنباط تجمع كل ذلك والله أعلم .
 
اخي منصور مهران بارك الله فيك على هاذا التوجيه

لاكن اذا فسر الشخص آيه تفسيرآ لم يفسره أحدآ من اهل العلم المتقدمين وكذلك المعصرين فهل يمكن القول ان تفسيره جائز ؟

وهل الآيه إذا جاء مايفسرها من السنه لايقبل أي تفسير لها الا ماجاء في السنه؟
 
أحسب أن أي وجه من المعاني المحتملة لدلالات الألفاظ هو جائز إن شاء الله ، ولو لم يقل به أحد ممن سبقونا بالتفسير ، وبهذا نعلل كثرة التفاسير وتعدد اتجاهاتها على مدى أربعة عشر قرنا ؛ فكل مفسر تأمل واستنبط في ضوء ثقافة عصره وسعة علمه وإحاطته بجملة الأحكام وحاجة الناس إلى فهم متجدد لهذه الأحكام يناسب ما استجد من الحوادث : فقد أتى بالمطلوب شرعا والله أعلم .
 
أخي الكريم محمد بن مفلح وفقه الله
الاستنباط في اللغة: هو الاستخراج، استفعال من أَنْبَطْتُ كذا ومنه قوله تعالى : ( لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) [النساء: 83] أي: يستخرجونه.
وأصله من النَّبْط: وهو الماء الذي يخرج من البئر أول ما تحفر.
وأما في الاصطلاح فقال ابن القيم (ت: 752هـ): (استخراج الأمر، الذي من شأنه أن يخفى على غيرِ المُسْتَنْبِط) [ إعلام الموقعين : 1 / 172 ] .
ويشترك المعنى اللغوي والاصطلاحي في وجود المشقة التي يخرج بها المستنبط بعد أن كان خفياً ، وهذه المشقة والجهد في المحسوسات تتمثل في مشقة الجسد عند استخراج الماء ، وأما في الأمور المعنوية وهي محل السؤال فهي مشقة الذهن في الـتأمل والتدبر والتفكر لاستخراج العبر والفوائد والمعاني .
وبهذا يعلم أن التأمل باب للاستنباط وطريق إليه .
والله أعلم ..
 
أخي منصور مهران بارك الله فيك لي تعليق على قولك : أحسب أن أي وجه من المعاني المحتملة لدلالات الألفاظ هو جائز إن شاء الله ، ولو لم يقل به أحد ممن سبقونا بالتفسير ، وبهذا نعلل كثرة التفاسير وتعدد اتجاهاتها على مدى أربعة عشر قرنا ؛أ.هـ
وذلك أن الأصل أن يحمل معنى كلام المتكلم على مقصوده هو ، وعليه فليس لأحد أن يتكلم في التفسير بما تحتمله معاني الألفاظ فإن قوما فعلوا ذلك وقعوا في الضلال والعياذ بالله .
ويدل على ذلك أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا إذا أشكل عليهم أمر من الوحي لجئوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واستفسروا منه كماهو منثور في كتب السنة والتفسير وكذلك كان يفعل التابعون مع الصحابة لأنهم شهدوا الوحي والتنزيل وعلموا ما لم يعلمه غيرهم .
ومن هنا فليس لأحد العدول عن التفسير الوارد في القرآن والسنة ثم آثار الصحابة والتابعين فهم أعلم منا بذلك؛ أما الاختلاف الوارد في كثير من أقوالهم فإنه من اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
قال ابن كثير رحمه الله في مقدمة تفسيره مبيناً أحسن طرق التفسير: فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟
فالجواب: إن أصح الطرق في ذلك أن يُفَسَّر القرآن بالقرآن، فما أُجْمِل في مكان فإنه قد فُسِّر في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، بل قد قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، رحمه الله: كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن. قال الله تعالى: { إِنَّا أَنزلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا } [ النساء: 105] ، وقال تعالى: { وَأَنزلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نزلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [ النحل: 44] ، وقال تعالى: { وَمَا أَنزلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [النحل: 64] .
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه" يعني: السنة. والسنة أيضًا تنزل عليه بالوحي، كما ينزل القرآن؛ إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن، وقد استدل الإمام الشافعي، رحمه الله وغيره من الأئمة على ذلك بأدلة كثيرة ليس هذا موضع ذلك.
والغرض أنك تطلب تفسيرَ القرآن منه، فإن لم تجدْه فمن السنة ............وحينئذ، إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم، كالأئمة الأربعة والخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، وعبد الله بن مسعود، رضي الله عنه .قال الإمام أبو جعفر محمد بن جرير حدثنا أبو كُرَيْب، حدثنا جابر بن نوح، حدثنا الأعمش، عن أبي الضُّحَى، عن مسروق، قال: قال عبد الله -يعني ابن مسعود -: والذي لا إله غيره، ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت؟ وأين نزلت؟ ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله منى تناله المطايا لأتيته . وقال الأعمش أيضًا، عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا .
ومنهم الحبر البحر عبد الله بن عباس، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترجمان القرآن وببركة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له حيث قال: "اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل"....إلخ ما قال رحمه الله
 
شكر الله لك يا أبا فاطمة

شكر الله لك يا أبا فاطمة

ولست أنازعك فيما قلته ، وهو قول نافع إن شاء الله ، ولكني أهيب بك أن تذكر مم جاءت هذه المعاني التي تراها في عشرات كتب معاني القرآن ؟ منها مثلا كتاب ( بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز ) للفيروزابادي : هل رُوِيَتْ جميعها في آثار التفسير ؟ لقد سمعت شيخنا محمود محمد شاكر ، رحمه الله ، يقول : ألفاظ القرآن الكريم معدودة ، ولكن معانيه تشمل كلام العرب كله ، ثم قال : انظروا في تفسير الطبري ستجدون ألفاظ القرآن تسبح في بحار المعاني ، وقد قال الطبري : ( أولى العبارات أن يُعَبر بها عن معاني القرآن أقربها إلى فهم سامعيه ) - انظر تفسير الطبري ج 16 ص 241 طبعة دار هجر - وهل ترى سامعيه زمن الوحي كسامعيه في زماننا ؟ فحيث يختلف الفكر والثقافة تتسع المعاني أو تضيق ، والله الموفق .
 
أخي منصورـوفقه الله ـ أود أن ألفت انتباهك للنظر إن كنت توافقني في أن هناك فرقاً بين مقامين : بين معاني الألفاظ مفردة حال تركيبها وبين معاني الألفاظ المركبة جملة ؛ فثم فرق بين أن أقول : إن معنى هذه اللفظة وتلك في هذا التركيب كذا وكذا . وبين أن أقول: إن معنى التركيب كله كذا.
والذي لا أمتري فيه أن مجال حديثنا هو المقام الثاني وعليه فلا أرى وجهاً للاحتجاج في هذا المقام بما هو خاص بالمقام الأول .
ما ورد في كتب الوجوه والنظائر وكتاب بصائر ذوي التمييز إنما هو راجع لبيان معاني الألفاظ حال تركيبها والذي يحدده السياق مطابقة لما ورد عن العرب وليس فيه اجتهاد إلا ببيان أن المعنى الخاص في أحد التراكيب هو المقصود دون غيره من بقية المعاني الواردة عن العرب أو بمعنى آخر : تحديد المقصود من المشترك بأحد معانيه على حسب ما يقتضيه السياق.
أما موضع حديثنا فذلك شيء آخر.
ومفاد كلام الطبري رحمه الله أن المفسر ينبغي أن يراعي حال المخاطبين ولست أرى أن ذلك يقتضيه ـ فضلاً عن أن يلزمه ـ الإتيان بمعنى لم يقل به أحد من سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين الذين نسأل الله جل وعلا أن يحشرنا وإياكم والمسلمين جميعاً معهم إنه على كل شيءقدير.
 
عودة
أعلى