ما الفارق بين المعرف بــالألف واللام واسم الموصول؟

يحيى صالح

New member
إنضم
3 سبتمبر 2008
المشاركات
149
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع كتبتُه بمنتديات المشكاة وأهل الحديث ولم يتفضل أحدٌ بالرد عليه!

سؤالي هو:
في القرآن نجد بعض الكلمات تأتي أحيانًا معرفة بـ "أل" وأحيانا تأتي باسم الموصول "الذي"...
فهل هناك فارق سواء في المعنى أو الاستخدام؟

1- المؤمنون، المؤمنين، الذين آمنوا
2- الكفار، الكافرون، الكافرين، الذين كفروا
3- المنافقون، المنافقين، الذين نافقوا

وجزاكم الله خيرًا
 
الفرق دقيق جدا وهو يحتاج إلى استقراء قبل الإجابة الشافية، لكن هذه إضاءات في المسألة:
1- يتعرض البلاغيون للفروق الدلالية والدواعي البلاغية للتعبير بمعرفة دون أخرى في باب المسند إليه ومراجعة كلامهم في ذلك الموضع مفيدة.
2- من المعارف المتقاربة جداً في دلالتها المعرف بـ( أل ) والاسم الموصول ( الذي ) - وهما محل سؤالك - ، وذلك لأن:
أ- ( أل ) إما أن تكون عهدية وإما أن تكون جنسية ، و(الذي) تأتي لما تأتي له اللام فتأتي بمعنى الجنسية وتأتي بمعنى العهدية أيضاً.
ب- أل من صيغ العموم وكذلك الذي.
وبسبب هذا التقارب يصعب تحديد السر في التعبير بأحدهما دون الآخر.
3- يمكن تلمس الفرق بينهما فيما يلي:
أ- فرق لفظي ظاهر وهو أن المعرف بأل أخصر من المعرف بالموصول ؛ فيمكن أن يقال إن الأصل هو المعرف بـ ( أل ) لأنه أخصر ما لم يكن المقام مقتضياً للإطناب .
ب- التعريف بالموصول يشير كثيراً إلى أن مضمون الصلة مما اشتهر بين الناس وصار معروفا- نص عليه ابن عاشور في مواضع متعددة -.
ج- صلة الموصول في قوله ( الذين ءامنوا ) - مثلاً- جاءت جملة فعلية والفعل له دلالته الخاصة المختلفة عن الاسم الذي تدخل عليه ( أل ) فالفعل - أي فعل - يدل على التجدد ، وهو حدوث الشيء بعد أن لم يكن [ ويعبر عنه بالحدوث والتجدد أو بالتجدد الحدوثي ] - كما يدل على التقييد بزمن من الأزمنة الثلاثة ،أماالاسم فلا يدل إلا على الثبوت - بمعنى إثبات الشيء للشيء- وقد يدل بشرط وجود القرينة - كالمدح مثلاً- على الدوام ؛ بمعنى دوام اتصاف الشيء بالشيء بدون انقطاع ، أما نحو قوله الذين يؤمنون فالفعل فيه مضارع وهو يفيد - مع إفادته لما سبق - أمراً آخر وهو التجدد الاستمراري [ والبعض يعبر بالتجدد والاستمرار فيسبب وهماً للقاريء أنه نفس التجدد الحدوثي الذي ذكرته أولاً]، والمراد بالتجدد الاستمراري هو تكرار حدوث الشيء مرة بعد أخرى بانقطاع.
4 - أظن أن تتبع تفسير البقاعي في المواضع التي ذكر فيها الأسلوبان أو أحدهما سيكشف لنا نتائج أحسن سواء كانت تؤيد ما ذكرته أو تخالفه.
 
أجدتَ وأفدتَ؛ بارك الله فيك
وإن تيسر لكم من الزيادات فبها ونعمت.
 
ال

ال

مع تقديري لكل الآراء ولمن لدي ما أقولهك
لماذا نريد أن نفترض أن ال التعريف هي متشابه مع الإسم الموصول ومن الذي أقرّ ذلك؟؟
ال التعريف من اسمها تعني أنها تعرف الإسم وتنفي عنه صفة الإبهام . فهل الإسم الموصول له نفس هذه الصفة؟؟؟
عندما نقول مثلاً الشمس نعني عين الشمس وهي التي في مجوعتنا الشمسية.
فهل يمكن أن نستخدم الذي أو التي لإعطاء نفس المعنى
ولكن ربما يكون هناك تقارب في معنا أل والذي في بعض الجمل وهذا الذي يمكن بحثه .
والحقيقة أن الموضوع جد دقيق ولا بد من عمق في الإجابة.نسأل الله تعالى أن يفتح علينا وعليكم
 
قولكم:[مع تقديري لكل الآراء...]
عفواً معظم ما ذكرته ليس رأياً مني ، وإنما هو ما يقرره أهل النحو وأهل البلاغة ( انظر حاشية الدسوقي على مختصر المعاني - باب المسند- وحاشية المنياوي على حلية اللب المصون للدمنهوري - باب المسند - ، تفسير ابن عاشور - البقرة : 21-)
قولكم [لماذا نريد أن نفترض أن ال التعريف هي متشابهة مع الاسم الموصول ومن الذي أقرّ ذلك؟؟]
هذا ليس افتراضا بل هو ما يقرره أهل العلم، وكما أن أل للتعريف فالاسم الموصول من المعارف ويبقى الخلاف في أيهما أعرف وهما على كل حال متقاربان في مستوى التعريف بخلاف الضمير - مثلا-، وبخلاف العَلَم الذي استشهدت به - عندما استشهدت بالشمس- ، وهذا التقارب له دليله الواضح الذي ذكرته وهي أن الموصولة تأتي للعهد وتأتي للجنس موافقة بذلك المعرف بـ أل ومما يؤكد التقارب أن ( أل ) تأتي موصولة عندما تدخل على المشتقات - وسؤال الأخ كان عن أمثلة من هذا الباب-
[ال التعريف من اسمها تعني أنها تعرف الاسم وتنفي عنه صفة الإبهام . فهل الاسم الموصول له نفس هذه الصفة؟؟؟] نعم هذا هو الأصل إذ هي معرفة مثلها بل الموصول أشد تعريفاً في كثير من المواضع؛ إلا عند غرض التفخيم - مثلاً - كما في آية النجم ( إذ يغشى السدرة ما يغشى)
[عندما نقول مثلاً الشمس نعني عين الشمس وهي التي في مجوعتنا الشمسية.
فهل يمكن أن نستخدم الذي أو التي لإعطاء نفس المعنى]
الشمس في كلامك عَلَمٌ بالغَلَبة فهي خارجة عن سؤالنا وكذلك إذا دخلت أل على الأسماء الجامدة كالأسد والحجر فإنها لا تتشابه مع الاسم الموصول لكن المسؤول عنه عند الأخ يحيى أوصاف مشتقة دخلت عليها أل وأسماء موصولة دخلت عليها أفعال وهي كثيرة جدا في القرآن.
[والحقيقة أن الموضوع جد دقيق ولا بد من عمق في الإجابة]
هذا ما صدرت به كلامي حيث قلت : (الفرق دقيق جدا وهو يحتاج إلى استقراء قبل الإجابة الشافية، لكن هذه إضاءات في المسألة:...) .
 
يبدو أننا سنتوقف عند الإضاءات وأنا معك بكل ما قلته استاذي إلا أنك ربما لم تفهمني . أنا أقصد أن الإسم الموصول لا يتشابه دوماً مع أل التعريف . فقط هذه هي النقطة التي أحببت أن أبينها . أما من ناحية التداخل في المعنى فنعم وخاصة في المثال الذي سئل عنه أخونا .
 
أحسن الله إليكما
ومما "يقع" منكما نقتات.
( ابتسامة )
 
أل التعريف والاسم الموصول

أل التعريف والاسم الموصول

ليس لي إلا أن أضيف بعض الإضاءات الأخرى لهذا الموضوع من كتاب الموجز في قواعد اللغة العربية لعل أحد من خلالها يقودنا الى مبتغانا:
تعريف الإسم الموصول هو اسم وضع لمعين بوساطة جملة تتصل به تسمى صلة الموصول، وتكون هذه الجملة خبرية معهودة لدى المخاطب مثل: جاءَ الذي أكرمك مع ابنتيْه اللتين أَرضعتهما جارتُك.
فجملة "أَكرمك" هي التي حددت المراد بـ "الذي" وسميت صلةً للموصول لأَنهما يدلان على شيءٍ واحد فكأَنك قلت: جاءَ مكرمُك، ولابدَّ في هذه الجملة من أَن تحتوي على ضمير يعود على اسم الموصول ويطابقه تذكيراً وتأْنيثاً وإفراداً وتثنية وجمعاً، وهو هنا مستتر جوازاً تقديره "هو" يعود على "الذي"1 وفي جملة "أَرضعتهما" عائد الصلة الضمير "هما" العائد على "اللتيْن". وقد تقع صلة الموصول ظرفاً أَو جاراً ومجروراً مثل: أَحضر الكتاب الذي عندك، هذا الذي في الدار.

أماالمعرف بـ "ال" فهو اسم اتصلت به "ال" فأَفادته التعريف. وهي قسمان "ال" العهدية، و"ال" الجنسية.
"ال" العهدية : إذا اتصلت بنكرة صارت معرفة دالة على معين مثل "أَكرم الرجلَ"، فحين تقول "أَكرم رجلاً" لم تحدد لمخاطبك فرداً بعينه، ولكنك في قولك "أَكرم الرجل" قد عينت له من تريد وهو المعروف عنده.
والعهد يكون ذكرياً إِذا سبق للمعهود ذكر في الكلام كقوله تعالى: {إِنّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً، فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} .
ويكون ذهنياً إِذا كان ملحوظاً في أَذهان المخاطبين مثل: {إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} . ويكون حضورياً إِذا كان مصحوبها حاضراً مثل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} أَي في هذا اليوم الذي أَنتم فيه.
"ال" الجنسية : وهي الداخلة على اسم لا يراد به معين، بل فرد من أفراد الجنس مثل قوله تعالى: {خُلِقَ الإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ} وهي إِما أَن ترادف كلمة "كل" حقيقة كالمثال السابق: خلق كل إِنسان
 
أخى الأحوذى محمد نصيف
بارك الله فيك ، فلقد أجدت وأفدت
ولكن يبقى سؤال :
يقول النحاة أن ( ال ) فى : الذى والتى وما إلى ذلك تعتبر زائدة ، ثم يضيفون أنها : زائدة لازمة !!
فهل أنت مقتنع بقولهم هذا ؟
وكيف تكون زائدة ، ومع ذلك تكون لازمة ؟!
بانتظار جوابكم ، وفقكم الله
 
عودة
أعلى