السّلام عليكم أخي الكريم عمرو ورحمة الله وبركاته
أعانك الله تبارك وتعالى على رسالتك، وأعان إخوانك، ووفّقكم لما يحبّ ويرضى.
كلام عامّ وخاصّ يرحمكم الله:
إن أخذت برأي العالمين الجليلين د. عبد الله ود. صالح حفظهما الله ونفع بعلمها مع تهنئتي لهما على هذا الموقف المشرّف، وتهنئتي لك على هذا الرّزق الحسن؛ فأرّخ لهذه المشاركة. وسأخبرك عند تواصلي معك -إن شاء الله- أهمّيّة التأريخ هنا.
وإن كان لي تعقيب يسير على تحذير الدّكتور الجيّوسيّ -حفظه الله- من الاتّهام الأكاديميّ للطّالب بالسّرقة العلميّة إن لم يقف على جهود من زامنه.
فالسّرقة العلميّة تكون مقصودة وإلا فهي ليست سرقة؛ مع علمي اليقينيّ أنّ بعض الأساتذة يتسرّعون في الحكم بالسّرقة على بعض من يناقشونهم دون يقين من أسف. وكم ظُلِم طلبة علم بسبب هذا الاندفاع غير الورع إن جاز لي أن أقوله؛ وكم كان صحيحاً -أيضاً- ما اكتشفوه من آخرين فجرّموهم بالسّرقة بيقين.
إذ ماذا يصنع طالب إن جاء عنوان رسالته؛ بل وكثير من محاور رسالته متّفق مع رسالة آخر؛ كلاهما ناقش في زمن متقارب ولم يطّلع أحدهما على رسالة الآخر! صحيح ينبغي أن يجهد الباحث نفسه حتّى لا يقع في مطبّ كهذا؛ ولكن إن وقع فأين السّرقة؟! بل هو التّوافق أو التّوارد.
وكم اطّلعنا على كتب صدرت أو أبحاث نوقشت يقول صاحبها: قد اطّلعت -بعد أن أتممت رسالتي وطبعتها ووفق عليها- على بحث فيه كذا وكذا شبيهاً برسالتي. تنويهاً على حرصه على متابعة ما تخرجه المطابع ودور النّشر والهيئات العلميّة، وتحوّطاً ممّن قد يتّهمه بالسّرقة العلميّة.
لكن -أخانا الكريم الكرميّ- أما وقد عرفت قبل مناقشتك فلا بدّ من الاطّلاع كما نصحك العالمان الجليلان حفظهما الله.
وإن أخذت برأي العالم الجليل د. حسن فقد انتهت القضيّة، وابدأ من جديد، ولا تأس على ما فاتك؛ فإنّ الدّكتوراه كغيرها رزق لا تعلم متى تأتيك ثمارها. ووالله ما من شيء يراه العبد حرماناً آنيّاً إلا سيجد تعويضه بما لا يقاس مستقبليّاً فيحمد الله على نعمه الّتي تترى بلا انقطاع.
ومحدّثك يا كرميّ -أكرمك الله- أضاع من عمره عقداً من الزّمان في دراسة مختلفة وعمل مختلف عمّا أنا عليه الآن، ثمّ تحوّلت دراسته كلّها فأَفَدْتُ (استفدت) من ذلك كثيراً؛ فكيف بك وأنت في تخصّصك ذاته وقد ازددت علماً ونضجاً بفضل الله تعالى وكرمه.
ولنتواصل يرحمك الله. وسييسّر الله لك أمرك ما خلصت نيّتك بحوله وطوله.
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
الخميس 28/ ذي و القعدة/ 1431هـ - 4/ 11/ 2010م.