ما الحكمة من لفظ "كل" في قوله تعالى:"وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا"؟

إنضم
12/01/2013
المشاركات
701
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مراكش-المغرب
ما الحكمة من لفظ "كل" في قوله تعالى:"وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا"؟

بسم1

ما الحكمة من لفظ "كل" في قوله تعالى:"وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا"؟

معلوم أن التكليف في الأولى والحساب في الأخرى خاص بصنفين من أصناف المخلوقات وهما الثقلان -الإنس والجن-، أما غيرهم كالملائكة فلا تكليف ولا حساب، فما الحكمة إذا من الإتيان بلفظ "كل" المفيد للعموم في قوله تعالى:"إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)" -مريم-؟
 
"وقالوا اتخذ الرحمن ولدا
سبحانه
بل عباد مكرمون
لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون
يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى
وهم من خشيته مشفقون
ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين"
من سورة الأنبياء، عن الملائكة
 
لأنه يتحدث عنهم بصورة فردية وليس بصورة جماعية ، فعندما يتحدث أو يخاطب القرآن عموم الجنس يخاطبهم بصيغة المفرد أو المثنى كقوله تعالى :
{ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [الرحمن:13]​
فلأنه يخاطب جنس الجن والإنس كان خطابه عموميا بصيغة المثنى ، ولكن لأن الحساب مسألة فردية فنجده يقول تعالى :
{ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ } [الرحمن:31]​
فبرغم أنه يخاطبهم بصيغة المثنى فنراه يقول "لكم" ولم يقل لكما لأن المسألة متعلقة بالحساب وهو عملية فردية كقوله جل وعلا :
وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)​
واشتمال الملائكة وغيرها من المخلوقات في مسألة متعلقة بالحساب الذي يقتصر على المكلفين إنما هو لبيان تساوي الخلق أمام الله وخضوعهم التام لربهم ، فمن اشرك بأحد منهم أو ظن في عقيدته الفاسدة أن شيئا من الخلق العظيم يوم القيامة سيحاسِب ويحاكم الخلق فيغفر أو يعذب أو سيشترك مع الله في حساب الخلق فليعلم أنه سبحانه وتعالى سيحضر كل خلقه وسيأتونه افرادا لا معين ولا شفيع ولا ولي بنفسه أو لغيره ، وذلك جوابا ودحضا لزعم النصارى في الآية السابقة :
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا
والتي يضيفون فيها جبريل كأقنوم من الاقانيم الثلاثة التي يشركونها مع الله في الالوهية والربوبية ، لذلك عمم الفردانية والخضوع والضعف لجميع خلقه المكلفين وغير المكلفين حتى تنتفي فكرة الربوبية للروح القدس أو لأي خلق يشركه المشركون مع الله سبحانه وتعالى.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حسبما أذكر يوجد قول عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أن الكل سيقتص يوم القيامة من بعضهم البعض حتى الحجارة تقتص من بعضها والحيوانات تقتص ممن ظلمها ولذلك قال تعالى "كلهم ءاتيه يوم القيامة فردا"
والله تعالى أعلى وأعلم وأجل وأحكم وأعظم
دمتم سالمين
 
عودة
أعلى