ما الحكمة من عدم ذكر أم يوسف عليه السلام في سورة يوسف؟

إنضم
03/06/2013
المشاركات
33
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
45
الإقامة
جدة
لدي سؤال يستحق البحث
حول قصة سيدنا يوسف: لماذا ذكر سبحانه وتعالى حالة الأب يعقوب وحالته لفقدان ولده، ولم يذكر الله سبحانه وتعالى أم سيدنا يوسف رغم أن ألم الام وخوفها على ولدها أكبر من الاب في الغالب!

س/لماذا كان هناك غياب لأم يوسف من القصه القرآنية
مع انها ذكرت في آواخر السورة : (ورﻓَﻊَ ﺃَﺑَﻮَﻳْﻪِ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﻌَﺮْﺵِ ﻭَﺧَﺮُّﻭﺍ ﻟَﻪُ ﺳُﺠَّﺪًﺍ)

[emoji101] نريد الإجابة [emoji101]
 
اخي ايمن ...
نجد في سورة يوسف عليه السلام ، محورالعلاقة بين الاباء والابناء ،
1-عند الرؤيا وفي اول السورة يوسف عليه السلام ذهب الي ابيه يخبره ..
{ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ } (سورة يوسف 4)
2- يعقوب عليه السلام يخبر يوسف بنعمة الله على ابويه من قبل ..
{ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ } (سورة يوسف 6)
3- تحاور الاخوة ، وان يعقوب عليه السلام (وليس الام ) يحب يوسف واخوه اكثر منهم
{ إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا } (سورة يوسف 8)
4- إستئذان الاخوة في اخذ يوسف عليه السلام من يعقوب عليه السلام
{ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ } (سورة يوسف 11)
5- يوسف عليه السلام في السجن يخبر صاحبي السجن
{ وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ } (سورة يوسف 38)

وهكذا نجد في جميع ايات السورة (تعلق الاحداث بالاباء والابناء ) ، فنرى ظهور يعقوب عليه السلام ، والتكلم عنه ، فهو نبي عليه السلام وعلاقته بإبنائه ، فجاءت خاتمه السورة كذلك مقدمه له عند الايواء والرفع على العرش
{ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ } (سورة يوسف 99)
{ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا } (سورة يوسف 100)

يوصلنا هذا ، لمبحث اخر وهو الفرق بين مفردتي (الابوين ) و (الوالدين ) في القران ، فالابوين هما الاب والام ولكن المفرده قدمت الاب في قصة يوسف عليه السلام ، لما سبق ذكره .. فالسياق كله في سورة يوسف عليه السلام وقصته ، كانت حول يعقوب عليه السلام (الاب ) وليس حول أم يوسف عليه السلام (الام ).
وعند ذكر (الوالدين ) في ايات اخرى كقوله تعالى { وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } (سورة البقرة 83) ، هما الام والاب ، ولكن هنا قدمت الام لما تضمنته كلمة (الوالدين ) لمعنى الولادة وعظم رتبة الاحسان لها وتقديمها على الوالد، فتأمل الفرق .

وإن شاء الله تجد في الاجابة خير ، يغني عن الخوض في امور لانعلمها إلا بوحي ، مثل كم كانت ام يوسف عليه السلام تحب إبنها (عليه السلام ، ورضى الله عنها ) ، لان ماتكنه لإبنها كان بلا شك حب عظيم لايعلم قدره إلا الله سبحانه وتعالى ، ولكن البشر هكذا خلقهم الله سبحانه وتعالى يتفاوتوا في التعبير عن حزنهم .

من سورة الكهف
قوله تعالى {{ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) } (سورة الكهف 80)
هنا نلاحظ ، تقديم الاب على الام ولكن الايمان يشملهما معا وكذلك الضرر يقع عليهما جميعا ويمكن إستنباط بعض الامور من هذا التقديم منها .. : أن ضرر طغيان وكفر الابن ، سيكون وقوعه وتاثيره على الاب بدرجه اكبر من الام .

والله اعلم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما يرد التعبير في القرآن الكريم (الوالدين) فالمراد الأبوين الحقيقيين اللذين ينتسب إليهما الإبناء ويكونوا نتاج زواج الأبوين ، فالوالدين تسمية متعلقة بالنسب ، ولكن الأبوة لا يشترط أن تكون متعلقة بالنسب المباشر ولكن بالرعاية والاطعام والتربية أو بالأبوة الإيمانية ، وكل والدين هما أبوين وليس كل أبوين والدين ، وإذا رجعنا لقوله تعالى:
{ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } [البقرة:133]
فقد تكون زوجة يعقوب عليه السلام التي حضرت برفقته لقصر يوسف عليه السلام لم تكن والدته (أمه) فوالدة يوسف (راحيل) توفيت أثناء ولادة ابنها بنيامين حسب المصادر التاريخية:

توفيت راحيل حين اشتد ألم الولادة بها أثناء إنجابها لابنها الثاني بنيامين، ودفنها زوجها النبي يعقوب في مدينة بيت لحم بفلسطين، وأكثر زوار القبر هم من اليهود، حيث يذهبون إليه لقراءة الكتب المقدسة.

وهنا نفهم سبب عدم مجيء القرآن الكريم على ذكر موقف والدته عليه السلام لأنها لم تكن حاضرة في الموقف ولكن من حضرت زوجة يعقوب عليه السلام فلم يكن لها عاطفة أمومة تجاه يوسف كما عواطف الأب يعقوب عليه السلام والله تعالى أعلم
 
اخي عدنان تامل التالي ..
قوله تعالى ({ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ } (سورة النساء 11)
فهل ترث زوجة الاب ، الابن ، الذي اعلمه لاترث فالاية فيها دليل على أن الوالدين الحقيقيين أطلق عليهما القران ( ابوين ) .

وهذا الحديث فيه تسمية العم بقية الاباء وبالوالد فهو قريب من اية سورة البقرة (133)
قوله صلى الله عليه وسلم للعباس رضي الله عنه ( ولِمَ لا أقولُ وأنت عمِّي وبقيَّةُ آبائي والعَمُّ والدٌ ) الراوي: أم الفضل بنت الحارث المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/278 خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن‏‏

اقول : والله اعلم ، بصحة الاصل والظاهر من الايات ، وهو وجود ام يوسف عليه السلام ولادليل ينفي ذلك ولكن قد تكون زوجة يعقوب عليه السلام الاخرى برفقتهم .

فما رايك ..

والله اعلم
 
حياكم الله اخي عمر:
قُلتُ :
فالوالدين تسمية متعلقة بالنسب ، ولكن الأبوة لا يشترط أن تكون متعلقة بالنسب المباشر
ففي مواضع كثيرة كانت دلالة الأبوة على أبوة الرحم كالموضع الذي تفضلت بإيراده فلم أنكر القول بأن اطلاق الأبوة على غير الوالدين ، ولكن النداء للوالدين لازم لأبوة النسب ولكن الأبوين لا يلزم على اطلاقه ، وتشيع دعوة الرجل لعمه أو لجده بالقول يا أبتِ ويا أبي ، وقد يطلق على المربي والكافل (بدون نسب طبعاً) ولكن أن يقول رجل لامرأة يا والدتي او لرجل يا والدي فهذا لا يجوز فالصلة بقولك (والدتي) ينبغي أن تكون صلة نسب بمقتضى الولادة .
أرجو أن تكون الفكرة وصلت
 
سؤال وجيه...
إلا أننا إذا نظرنا في كامل تلك السورة،وتأملنا جميع مواقفها،يظهر لنا أن بالغ الحزن،وعظيم البلاء،مع جميل الصبر والرجاء قد جرى لنبي الله يعقوب-عليه السلام-وكان في هذا الحال مايكفي عن ذكر مامضى على أم يوسف-عليه السلام-.
وهناك فائدة جليلة ذكرها الإمام ابن عاشور-رحمه الله-قد ضمنها في مقدمة تفسيره وهي :أن القرآن الكريم لايذكر جميع أحداث القصة،بل يأتي على أهم مافيها.
راجع ذلك إن أردت.
 
وفي قصة سيدنا موسى ورد ذكر امه ولم يرد ذكر اباه ....
فالعبرة بمقاصد الآيات والله اعلم
 
العلم بكتاب الله، فلا علم من هذا الكتاب الا وله ثمره علمها من علمها وجهلها من جهلها وان احتسب المؤمن ذلك في باب التدبر كان كافيا عما سواه
 
ثمة ملاحظة يحسُن أن تؤخذ بالاعتبار في الموضوع وهي مبدأ تغليب المذكر في التثنية فـ(ـالقمران: الشمس والقمر) ليس فيها تقديم للقمر على الشمس بل غُلّب القمر لتذكيره وهذا من قواعد اللغة. فالحضارة واللغة والأخلاق قامت على تغليب المذكر في الألفاظ. فلفظ "الأبوان" لا يُسلّم فيه تقديم للأب على الأمّ بل فيه فقط تغليب المذكر على المؤنث وهي قاعدة مطردة<ومن قواعد التغليب تغليب الاسم المفرد على المركب من لفظين مثل : (العمران: أبو بكر وعمر) فغُلّب لفظ عمر لا تقديما للشخص بل لإفراد اللفظ>.
أقول ذلك ليُتنبّه إلى أمر التغليب عند التحليل وأنه لا يقصد منه التقديم لأحد الطرفين على الآخر بل لنكتة لغوية فقط.
والله أعلم
 
الاخوة الكرام ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يراجع هذا البحث فهو قيم جدا في مادته ، للاخ محمد ابوزيد (جزاه الله عنا كل خير ) بعنوان تغليب المذكر على المؤنث في الخطاب القرآني .. والتالي مقتبس من الموضوع لتعلقه بما ذكر في المشاركات السابقة ، وزيادة بيان لما تفضل به الدكتور عبد الرحمن الصالح ...

ولو أخذنا مثالا يحتوي على أحكام، وتغليب مثل قوله تعالى:)وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ(([53]). وأريد هنا أن أنقل من بعض التفاسير حتى أتعامل مع عبارتها. يقول النيسابوري: والمراد بالأبوين الأب والأم. فغلب جانب الأب لشرفه، ومثله من التغليب في التثنية (القمران)([54]).
قد يتوهم البعض من كلمة: (لشرفه) تمييزا في التشريع الإسلامي ضد المرأة.
وهذا فهم خاطئ غير مؤصّل، إذ لم يكن تشريف الرجل على المرأة ـ الشرف العرفي في هذه الأيام ـ مرادا للشارع ولا المفسّر، ولذلك قال: ومثله في التثنية (القمران): يقصد الشمس والقمر، فجعل هذا مثل ذاك، مع أنه معلوم أن مسألة الشرف بالمعنى العرفي اليوم غير مقصودة، وغير ممكنة فيما يخص الشمس والقمر! وإنما المقصود بشرف القمر كثرة ذكره وترقبه والتأريخ به وجماله في الليالي وما شابه ذلك، وإن كانت الشمس أهم منه في الحياة بل حتى في القرآن الكريم لو تتبعنا موارد الشمس فيه.
نظير ذلك شرف الأب في هذه الآية التي تتحدث عن أبي الميت وأمه، بمعنى أن الأب المسؤولُ الأول عن الميّت، والمعنيّ بأحوال ابنه بعد موته، وإليه تتجه الأنظار للتصرف في مصيبة الموت التي ألمت بابنه المسمى على اسمه، وإن كانت الأم قد ذكرت في نصوص أخرى أعطتها أكثر من الأب، لما يقتضيه الحال في تلك النصوص([55]ومع ذلك فالتغليب يشملها هنا ضمنيا.
وهكذا فهم ابن عاشور قوله تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ(([56]). فقال: إن القوم يشمل النساء بطريق التغليب العرفي في الكلام، كما يشمل لفظُ: )المؤمنين( (المؤمنات) في اصطلاح القرآن، بقرينة مقام التشريع، فإن أصله التساوي في الأحكام إلا ما اقتضى الدليل تخصيص أحد الصنفين به([57]).

د ـ تغليب المذكر بصفة المؤنث
سيتضح المقصد من هذا العنوان من خلال المثال الآتي:
)وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ(([58]).
كلمة: (الوالدين) في اللغة مثنى يقصد به الوالد والوالدة، من باب تغليب المذكر، وإنما قلت: هو تغليب للمذكر بصفة المؤنث؛ لأن الكلمة مأخوذة من (الولادة) وهذا ما يكون على الحقيقة من المرأة لا الرجل، وحتى يشمل اللفظ القرآني الوالد والوالدة كان لا بد من هذا المثنى؛ لأنه لو قال بالتأنيث: (الوالدتين) لما شمل الوالد والوالدة في لغة العرب، كما أنه لا يكون لمولود واحد والدتان!
وحاد التعبير القرآني عن كلمة (الأبوين) التي تغلب المذكر من غير صفة للمؤنث فيه؛ لأن الآية الكريمة لم تذكر الأب، بل سورة لقمان كاملة ليس فيها لفظ: (أب)، وإنما ذكرت الأم الحامل، وذكرت الولادة والرضاع، وكل هذه الأمور نسائية، لذلك ناسب أن يكون التغليب بصفة من صفات المرأة، فالصيغة للرجل والمعنى للمرأة. وهكذا يكون حظ المرأة من هذا التغليب أكبر من حظ الرجل.
والتغليب بهذه الطريقة كأنه يشير إلى أن الإحسان في صحبة الأم مقدم على الإحسان للأب كما مر في الحديث.
ولإظهار المزيد من تكريم المرأة في القرآن الكريم، وعدم تمييز الرجل عليها أقول: إن كل آيات الإحسان للأب والأم في القرآن الكريم كانت بلفظ (الوالدين) ليكون حظ المرأة فيها أكبر من حظ الرجل.

والله اعلم
 
إذا علمنا أن أم يوسف غير أم إخوته عرفنا أن حب أم يوسف لا يوغر صدور إخوته لأنهم لا ينالون منها ما يناله ولدها ، فكان حب الوالد هو الذي يثيرهم ويشعرهم بمرارة الإيثار الذي يتحقق ليوسف دون إخوته وهذا هو مدار القصة لذلك انفرد الأب بالذِّكْر دون الأم وأن هذا الإيثار المنبعث من حب الأب لفرد من الأبناء يشعر الآخرين بالألم ويُوَلِّد في نفوسهم الحقد مهما عدل الأب في العطاء وسائر حقوق الأبناء المادية فالحب أغلى من ذلك كله ، فحقدوا على أخيهم من حب أبيهم له ولا يعنيهم حب الأم في شيء فليس في نفوسهم مطمع في حبها لهم يكون أو لا يكون لأن العبرة بالأب الذي هم شركاء فيه فدَأْبُ البيان القرآني أن يتجه في تجلية العظات إلى العناصر الرئيسة وإهمال ذِكْر العناصر التي لا تفصح عن شيء ذي بال سواء في وجودها أو عدم وجودها .
وبالله التوفيق
 
وقد يكون اختصاص يوسف عليه السلام بالحب والرعاية والعناية يعود في جزء منه لفقدان حنان الأمومة فكان مؤدى هذا العطف والحنان المتزايد ليتيم الأم هذا من دوافع الحسد والغيظ الذي ملأ قلوب بقية إخوته والله أعلم
 
لماذا يجب أن تذكر أم يوسف عليه السلام في قصته وهي لم تكن سببا في ما حصل له من إخوته!! فما حصل له كان بسبب حب أبيه يعقوب له ولأخيه الشقيق أكثر من إخوته، فالرؤيا كانت معبرة عن حال يوسف مع أبيه وإخوته، فيوسف هو بمثابة كوكب الأرض الذي هو الوحيد من ضمن كواكب المجموعة الشمسية الذي توجد به الحياة (النبوة) ، أما الكواكب السيارة الأخرى التي ضربت مثلا لإخوة يوسف فلا توجد بها حياة (ليسوا أنبياء)، والقمر هو أقرب للأرض من الكواكب الأخرى ، يدور حولها ،يضبط مواقيتها ، وينيرها ليلا، فهو يمثل يعقوب عليه السلام بقربه من يوسف حبا وعناية أكثر من إخوته، والشمس تمثل الأم التي تدور حولها كواكبها كأطفالها.
 
إذا بارك الله فيك أذكر لنا أقوال سلفنا في المسئلة حتى أتعلم منهم لأني ممن جهل ثمرة ما تقولون
والحمد لله أنكم وقفتم في طلب العلم وتدبر كتاب الله حتى بلغتم النقاش في هذه المسئلة
ورضى الله عن القائل أن هذا لهو التكلف يا عمر
 
سرّ القصة يكمن في الضمير (هم) في قوله عزّ وجلّ (رأيتهم) بدلا من رأيتهنّ أو رأيتها فاستخدام ضمير العاقل لغير العاقل يحمل الدليل الضمني على أنّ الرؤيا لم تكن عادية بل رؤيا نبوية فهم منها يعقوب عليه السلام أنه كائن لابنه شأن وأنّ نور النبوة سارِ فيه ولذلك حين زعموا له أنه قد أكله الذئب لم يصدّق لما يعرفه من هذه الرؤيا. فمن إعجاز القرآن ولا شكّ استخدام الضمير هم وهو للعقلاء مع غير العقلاء ليوحي بأن في الرؤيا شيئا إلاهيا
 
إنّ من أعظم وأجلّ فوائد سورة يوسف عليه السلام حديثها عن العواطف الإنسانية (الأبوة، البنوة، الأخوة، العلاقة بين الجنسين...) فهي تبيّن لنا إقرار القرآن لهذه العواطف الفطرية التي جُبل عليها الإنسان ولكن في الوقت ذاته تبيّن سلبياتها وكيفية إصلاحها أو التخلص منها وكذا إيجابياتها وكيفية الزام النفس بها.
وإذا كانت مشاعريعقوب عليه السلام محلّ عبرة وقدوة باعتباره نبيّ معصوم ... بحبّه وخوفه ورجائه بصبره وعفوه...وكل مشاعره الإنسانية، فإنّ أمّ يوسف كأخيه بن يامين ليست كذلك؛لأنّها إن بكت سيقال أمٌ بكت ابنها ما العجب في ذلك؟ أو أم أحبت ابنها ... إنّ القصة في القرآن لا يقصد منها وقائعها وأحداثها وإنّما أحكامها وعبرها، وهي ها هنا قائمة بيوسف ويعقوب عليهما السلام وبإخوة يوسف لا بأمه ولا بأخيه... والله أعلم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول تعالى :
وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ [يوسف:59]

قوله تعالى (ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ) دل ذلك على أن بنيامين شقيقٌٌ ليوسف ، وأن بقية الإخوة المعتدين إخوة لهما من أبيهما وفي ذلك قرينة على أن الأبوين المراد ذكرهما هما يعقوب وزوجهِ التي هي أم الإخوة ، وأن أم يوسف وبنيامين لم تكن حاضرة إما لوفاتها أو لغير ذلك.
 
عودة
أعلى