ما الحكمة من التعبير بعبارة ( التي هو في بيتها) دون التعبير بلفظ "امرأة العزيز" ؟

إنضم
22/04/2010
المشاركات
1,136
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الاردن -- مدينة اربد
ما الحكمة من التعبير بعبارة ( التي هو في بيتها) دون التعبير بلفظ "امرأة العزيز" ؟

هذا المقطع من الآية: (وراودته التي هو في بيتها عن نفسه) لو امعنّا النظر فيه لوجدنا:
أن عبارة (التي هو في بيتها) يعني امرأة العزيز أو زليخا كما ذكرت التفاسير . ولكن:
ما الحكمة في عدم قوله سبحانه: امرأة العزيز أو زليخا بدلاً من هذه الجملة الطويلة
(التي هو في بيتها)
؟؟؟
أرجو من الأخوة الأفاضل الإفادة والتدارس لهذا المقطع من الآية . وبارك الله بكم.

 
لعل من الحكم في ذلك - والله أعلم - بيان توافر مقومات الفتنة واكتمال دواعيها بوجوده في بيتها وتحت سلطانها .
والله أعلم
وبانتظار مشاركات الفضلاء
 
الآية من شواهد تلخيص المفتاح ،ولذلك اهتم البلاغيون بها كثيراً فيمكن لمن أحب أن يراجع كلامهم في باب المسند إليه عند الكلام على تعريف المسند إليه بالموصولية، وإن كان القرآن ثرياً لا يحاط بكل أسراره وعند التأمل قد يجد المتأمل - لا المتعجل- لطائف لم يشيروا إليها .
 
لعل الحكمة تكون في الانصراف عن الإسم الدال الصريح لأجل الستر وعدم فضح الأعراض وصيانتها وخاصة لعلم الله تعالى فيما سيكون من توبة زليخا وإيمانها فلا يصلح أن يكون اسمها علماً على ما اقترفت فاكتفي بالتلميح دون التصريح. . وإن الهدف العام من القصة ليس الإسم ولا التشهير به .بل الأهم هو تبعات العمل والإجراءات الطارئة عليه وتبرئة يوسف عليه السلام بما الصق به. والله أعلم
 
أحسنت أبا أنس؛ ولكن لا عدول؛ إنّما هو التّنوّع في الألفاظ بلا تكرار؛ ليكتمل المشهد الفاصل بين اثنين؛ سيّد ومسود.
وليرينا أنّه مسود في بيتها وهي سيّدته، وكان ينبغي أن تكرم مثواه؛ كما أمرها زوجها الّذي اشتراه، وأن تحفظ غيبته وشرفه.
ولم يكشف القرآن الكريم ماهيّة هذه المرأة، ولا ماهيّة زوجها، ولا منصبه في سائر كلامه عنه قَبْلاً. وهذا أعلى مقامات السّتر.
ولم نعرف أنّ هذا البيت هو بيت العزيز، ولا أنّ هذه المرأة الّتي راودته هي امرأة العزيز؛ إلا بعد افتضاح أمرها، وانكشاف سرّها في حبّها ليوسف ومراودتها إيّاه، وتحدّث النّسوة بذلك غامزات من قناتها؛ فقلن: امرأة العزيز.
فالقرآن إذن لم يذكر امرأة العزيز؛ وإنّما النّسوة هنّ اللائي ذكرنها، وحينها عرفنا أنّ البيت الّذي فيه يوسف عليه الصّلاة والسّلام هو بيت العزيز. أمّا قبل فلا. فلا إله إلا الله الحييّ السّتّير.
السّؤال أبا أنس: لم قال الله تعالى: (( وراودته الّتي هو في بيتها))؛ ولم يصفها بامرأة العزيز، أو يذكر اسمها المأخوذ من الإسرائيليّات إذ لم يرد نصّ باسمها زليخا؟ ونتوقّف عند توقّف الوحي؛ وحَسْبُنَاهُ.
إذن لا عدول؛ بل ابتداءٌ بالسّتر في امرأة أبته، فعوقبت بالجزاء من جنس العمل، ففضحت نفسها لشهوتها، وفضحتها مثيلاتها من بيوتات القصور المخمليّة المترفة.
سترنا الله تعالى وإيّاك والمسلمين، والمستضعفين من غير المسلمين أجمعين.
والله تعالى أعلم وأحكم.
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
 
أحسنت يا نعيمـــان وبارك الله فيــك ..
هما - كما أعلم - وجهان فقط أختصرهما:
الأول: الستر عليها وعدم التشهير باسمها، أو بزوجها في إطار الحديث عن المراودة، إذ يحسن الستر.
والثاني: بيان كون يوسف عليه السلام في بيتها، وهذا أدعى لتسلطها عليه، فهو في مقام من يأتمر عادة بأمر سيده، وهي صاحبة البيت الآمرة الناهية، ولو كانا في مكان آخر لا سلطة لها عليه، لم يكن امتناعه واستعفافه بنفس القدر.
ومثل ذلك قوله صل1 : "ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال" فإن المنصب أدعى للامتثال، وفيه حماية له بحيث يأمن العقوبة ..
بارك الله فيك ..
 
أحسنت أبا أنس؛ ولكن لا عدول؛ إنّما هو التّنوّع في الألفاظ بلا تكرار؛ ليكتمل المشهد الفاصل بين اثنين؛ سيّد ومسود.
بارك الله بك أبا مصعب . وفي الحقيقة أن كلمة عدول لم تكن مني وقد كان عنوان مشاركتي غير هذا فتم تعديله والعدول عنه الى هذا العنوان وذلك باجتهاد الاخوة المشرفين بارك الله بهم.
 
إضافة

إضافة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالأمر في الإشارة إليها باسم الموصول عند البلاغيين كما ذكر أستاذنا الدكتور/ صالح صواب من أن في ذلك إظهار وتقوية لمدى عفة وطهارة يوسف إذ لم يقع في الفاحشة رغم فرط المخالطة، لأن كونه في بيتها أدعى لأن يستجيب لهذا الأمر، ومع ذلك استعصم.
ويضاف إلى ذلك أنه لا يحتاج لذكر الأسماء في سياق العظة والعبرة غالبا.
وكذا لأن في ذكر الإسم إيهام في حال تعدد من تسمى به.
مع مراعاة ما يتسم به القرآن ولغته الرفيعة قصدت لذاتها لتربية متلقيه على الحشمة والحياء وغير ذلك من أهداف النص القرآني.
اللهم علمنا وانفعنا بما علمتنا.
 
لعل الحكمة تكون في الانصراف عن الإسم الدال الصريح لأجل الستر وعدم فضح الأعراض اقتباس المشاركة الاصلية كتبت بواسطة تيسير الغول ربما يكون عدم ذكر الاسم ليس لمجرد ان الله تعالى سيستر عليها وهذا هو الصحيح وانما ان القرآن فى اغلب الاحيان لا يفصح عن ذكر الاسم وربما ان الله تعالى لا يريد ان يضعها فى موضع تذكر فيه وهى لا تسحق ان تذكر باعتبارها عمدت الى الفاحشة اى انها استطاعت ان تراود يوسف وهو لا يريدونلاحظ فى هذا التعبير القرآنى تحدث المولى عن يوسف بصفة الغيب وكذلك عنها بصفة الغيب فلماذا؟
 
ونلاحظ فى هذا التعبير القرآنى تحدث المولى عن يوسف بصفة الغيب وكذلك عنها بصفة الغيب فلماذا؟
هذا في اللغة اسمه اسلوب الضمير الغائب وهو كثير في القرآن الكريم . وبالطبع فهنا قصة حدثت في زمن بعيد والأصل أن تكون بالضمير الغائب لا الحاضر.
 
ما الحكمة في عدم قوله سبحانه: امرأة العزيز أو زليخا بدلاً من هذه الجملة الطويلة(التي هو في بيتها)؟؟؟
أرجو من الأخوة الأفاضل الإفادة والتدارس لهذا المقطع من الآية . وبارك الله بكم.

هل يليق بامرأة العزيز ( أي عزيز ) أن تراود فتاها ؟
وإذا فعلت ذلك ، فهل ستظل امرأة العزيز ؟
والله أعلم
 
هل يليق بامرأة العزيز ( أي عزيز ) أن تراود فتاها ؟
وإذا فعلت ذلك ، فهل ستظل امرأة العزيز ؟
والله أعلم
أليس هذا التعليل صحيحاً ، أخي الفاضل تيسير ؟
إن مراودة زليخا لفتاها ،جعلتها تفقد خصوصية كونها امرأة العزيز ،لتصبح كأي امرأة .
فمثل هذا العمل ، إذا كان مرفوضا من قبل المرأة في الوسط الشعبي ، فهو أكبر في الوسط المَلَكي ، بل ومستبعد ومستهجن ،ومَن يقع فيه ، يعني خسارة تلك الميزة ، بغض النظر عن الدين .
تخيّل أن ملكةً في عصرنا هذا تراود خادمها ، فهل ستبقى ملكة ؟( امرأة الملك ) أم أنها ستعود إلى حالتها قبل ان تحمل هذا اللقب ؟
 
أليس هذا التعليل صحيحاً ، أخي الفاضل تيسير ؟
إن مراودة زليخا لفتاها ،جعلتها تفقد خصوصية كونها امرأة العزيز ،لتصبح كأي امرأة .
فمثل هذا العمل ، إذا كان مرفوضا من قبل المرأة في الوسط الشعبي ، فهو أكبر في الوسط المَلَكي ، بل ومستبعد ومستهجن ،ومَن يقع فيه ، يعني خسارة تلك الميزة ، بغض النظر عن الدين .
تخيّل أن ملكةً في عصرنا هذا تراود خادمها ، فهل ستبقى ملكة ؟( امرأة الملك ) أم أنها ستعود إلى حالتها قبل ان تحمل هذا اللقب ؟
استاذنا الفاضل عبد الله. لفتة جميلة ولكن أظن أن فيها نظر فالعلم كما تعلم ليس فيه مجاملة بل مدارسة . فإذا كان مستهجناً على طبقة الملوك فعل تلك الرذائل كما تفضلتم .فما قولك بقول الله تعالى (قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ)
فأصبح الموضوع حسب هذه الآية دعوة ظاهرة للاستجابة وذلك امام حشد من النساء . فما رأيك استاذنا؟؟!!
 
استاذنا الفاضل عبد الله. لفتة جميلة ولكن أظن أن فيها نظر فالعلم كما تعلم ليس فيه مجاملة بل مدارسة . فإذا كان مستهجناً على طبقة الملوك فعل تلك الرذائل كما تفضلتم .فما قولك بقول الله تعالى (قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ)
فما رأيك استاذنا؟؟!!
طبعا لا مجاملة بل مدارسة .
ولأجل قولها هذا ، فقد تمّ تجريدها من لقب ( امرأة العزيز ) ، فما عاد يناسبها . ولا يعني هذا ان هذه الطبقة لا تقع في مثل هذا ، وإنما هو غير لائق في العرف ، فهي ليست كسائر النساء ، إنها امرأة العزيز ، وصدور المراودة منها ، لا يليق بأخلاق زوجات الملوك . ولعل هذا الحديث يفتح بابا آخر: لماذا امرأة العزيز ، وليست ( زوجة العزيز ) والله أعلم .
مع وافر التقدير والإكبار
 
وليرينا أنّه مسود في بيتها وهي سيّدته، وكان ينبغي أن تكرم مثواه؛ كما أمرها زوجها الّذي اشتراه، وأن تحفظ غيبته وشرفه.
أحسنت أبا مصعب ، ورأيك هذا قريب جدا من رأى الأخوة الأفاضل : أبو صفوت ، والدكتور صالح صواب ، وأرى معهم أن القرآن أراد أن يلفت الأنظار إلى أن يوسف عليه السلام كان تحت إمرة هذه المرأة ، وأنه بالرغم من ذلك قد استعصم
أى أن الدواعى إلى وقوعه فى المحظور كانت قوية ، فهى السيدة الآمرة الناهية فى بيتها ، وهو الفتى الذى عليه أن يأتمر بأمرها ، كما أن هذا الأسلوب القرآنى ( التى هو فى بيتها ) فيه تعريض بسلوكها المشين أو عتاب شديد اللهجة على سؤ استغلالها لسلطانها فى دارها ، وسؤ استغلال لسيادتها على فتاها ، كل تلك المعانى لا يؤديها إلا هذا التعبير المُعجز : " التى هو فى بيتها "
ولم نعرف أنّ هذا البيت هو بيت العزيز، ولا أنّ هذه المرأة الّتي راودته هي امرأة العزيز؛ إلا بعد افتضاح أمرها ، وتحدّث النّسوة بذلك
فالقرآن إذن لم يذكر امرأة العزيز؛ وإنّما النّسوة هنّ اللائي ذكرنها، وحينها عرفنا أنّ البيت الّذي فيه يوسف عليه الصّلاة والسّلام هو بيت العزيز. أمّا قبل فلا. فلا إله إلا الله الحييّ السّتّير.
هذه ملاحظة ممتازة منك أخى نعيمان أحييك عليها وأرفع لك عليها العمامة تقديرا واحتراما
icon7.gif
( ملحوظة : الأعاجم يقولون : أرفع لك القبعة ، ونظيرها عندنا : العمامة )
icon7.gif

ويمكن أن أُضيف إلى ما تفضلت بذكره أن القرآن لم يذكرها بوصفها امرأة العزيز إلا مؤخرا ، لأن هذا يُعد من عناصر المفاجأة التى يتميز بها الفن القصصى الرفيع ، ومن عناصر التشويق والإثارة فى السرد الروائى المتميز، فما بالنا بقصة قد وصفها قائلها عز وجل بأنها ( أحسن القصص )
السّؤال أبا أنس: لم قال الله تعالى: (( وراودته الّتي هو في بيتها))؛ ولم يصفها بامرأة العزيز، أو يذكر اسمها المأخوذ من الإسرائيليّات إذ لم يرد نصّ باسمها زليخا؟ ونتوقّف عند توقّف الوحي؛ وحَسْبُنَاهُ.
إذن لا عدول
اتفق معك فى أنه لا يوجد عدول عن ( امرأة العزيز ) و بالأخص عن ( زليخا ) هذه
icon7.gif

ولكن قد يكون هناك عدول عن تعبير آخر لم ينتبه إليه أحد ، فقد كان من الممكن أن يقول القرآن : " امرأة الذى اشتراه " بدلا من : " التى هو فى بيتها " ، لا سيما وقد ذكر من قبل هذا التعبير حين قال : " وقال الذى اشتراه من مصر لامرأته "
فالعدول محتمل أخى الكريم ، ولكن يبقى التعبير الذى آثره القرآن هو أفضل تعبير ممكن لأداء المعانى المرادة والتى ذكرناها – الأخوة وأنا - من قبل
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
وأنصحك أخى نعيمان بأن تبدأ فى تحرير تفسير للقرآن الكريم ، فإن لك فتوحات طيبة ولمحات موفقة ، وما زال أخوك رافعا لعمامته ، فاسمح لى بأن أضعها
icon7.gif
 
ومالحكمة من القول "في بيتها" وليس "في بيته"؟
هل معنى ذلك أن العزيز معدد الزوجات فنسبت البيوت لساكنيها من نساء العزيز؟ أم نسب البيت لها إمعاناً في بيان سلطتها وتسلطها في قصر العزيز؟
 
السياق لم يذكر أصلاً زوجها حتى يقول (بيته) هذا أولاً وثانياً البيوت تنسب الى ساكنيها من النساء ولا غضاضة في ذلك. الم تسمع ببيت عائشة وبيت حفصة ....؟ وتلك البيوت هي أيضاً للنبي عليه الصلاة والسلام.
 
أحسنت أبا مصعب ، ورأيك هذا قريب جدا من رأى الأخوة الأفاضل : أبو صفوت ، والدكتور صالح صواب ، وأرى معهم أن القرآن أراد أن يلفت الأنظار إلى أن يوسف عليه السلام كان تحت إمرة هذه المرأة ، وأنه بالرغم من ذلك قد استعصم
هذه ملاحظة ممتازة منك أخى نعيمان أحييك عليها وأرفع لك عليها العمامة تقديرا واحتراما
icon7.gif
( ملحوظة : الأعاجم يقولون : أرفع لك القبعة ، ونظيرها عندنا : العمامة )
icon7.gif

اتفق معك فى أنه لا يوجد عدول عن ( امرأة العزيز ) و بالأخص عن ( زليخا ) هذه
icon7.gif

ولكن قد يكون هناك عدول عن تعبير آخر لم ينتبه إليه أحد ، فقد كان من الممكن أن يقول القرآن : " امرأة الذى اشتراه " بدلا من : " التى هو فى بيتها " ، لا سيما وقد ذكر من قبل هذا التعبير حين قال : " وقال الذى اشتراه من مصر لامرأته "
فالعدول محتمل أخى الكريم ، ولكن يبقى التعبير الذى آثره القرآن هو أفضل تعبير ممكن لأداء المعانى المرادة والتى ذكرناها – الأخوة وأنا - من قبل
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
وأنصحك أخى نعيمان بأن تبدأ فى تحرير تفسير للقرآن الكريم ، فإن لك فتوحات طيبة ولمحات موفقة ،وما زال أخوك رافعا لعمامته ، فاسمح لى بأن أضعها
icon7.gif
أحسن الله إليك أخي الحبيب العليميّ، وبارك فيك، وأشكر لك ما سطّرت؛ وإن كنت أعدّك قد تجاوزت .. وغفر الله لك.
ولذلك فضع عمامتك (والعمائم تيجان العرب؛ توضع ولا توضع) ومثل فضيلتكم لا يحتاج إلى تفسيرهما والتّفريق بينهما!
أمّا نفيي "للعدول"؛ فلأنّ عنوان الموضوع كان: ما الحكمة من عدول القرآن الكريم عن لفظ امرأة العزيز إلى لفظ الّتي هو في بيتها؟
فنفيت أن يكون هناك عدول من هذا الّلفظ إلى ذاك اللّفظ.
وقد بيّن الأستاذ تيسير أنّ أحد المشرفين قد غيّره إلى هذا العنوان، فدخل مشرف آخر بعد ذلك فغيّره إلى العنوان الّذي تراه الآن.
فأصبحت بعض كتاباتنا كأنّها خارج السّياق. وهذه مشكلة تحتاج إلى حلّ.
والحلّ الأوّليّ الّذي أراه: أن ينوّه المشرفُ المعدِّلُ العنوانَ في مشاركة مستقلّة بذلك، ولا بأس من الاستشارة قبل الإغارة.
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
 
إضافة إلى ما ذكر الأفاضل
ثمة ظاهرة في اللغة وهي (اللامساس: taboo)
وقد أخذ اللغويون هذا المصطلح من القرآن الكريم، من قصة موسى عليه السلام والسامري، الذي صنع عجل بني إسرائيل، فكان عقابه، كما قال تعالى) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ( طه:97. وهو يعني تجنب اللغات بعض الألفاظ، التي تدل على معان سلبية، فتستبدل بها ألفاظا مقاربة لها في المعنى، في الإطار الإيجابي؛ وذلك بسبب الحساسية لتلك الألفاظ، ويوصف هذا بأنه ( تلطف في التعبير
واللامساس هو المسؤول عن عدولنا عن صيغة اسم المفعول إلى اسم الفاعل فنصف الشقة بأنها ساكنة، لا مسكونة. وأبرز مثال لهذا: أننا نلاحظ أن القرآن الكريم لم يستعمل لفظا صريحا يدل على العملية الجنسية بين الزوجين، وإنما لجأ إلى الكناية، تارة بالدخول، وأخرى بالإفضاء، ورابعة بالملامسة
إلا أن اللامساس لم يرد إخواننا الفلسطينيين أن يقولوا "كلبي" وهم يريدون "قلبي". فبقيت القاف عندهم كافا.
فاحتراما لهذا الملك - كما أشار د. صواب - لجأ القرآن إلى نفس الأسلوب لسببين:
1- اللامساس. ويعضده قوله تعالى {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً }النساء148
2- أن هذا الرجل - فيما يبدو - كان فاضلا كريم الأخلاق، يدل على ذلك شهادة يوسف عليه السلام له - في نفس الآية - {قال مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }يوسف23
ثم هذه المرأة لم تذكر بسوء في القرآن كما ذكرت نساء أخر: امرأة نوح - امرأة لوط - امرأة أبي لهب. فلعلها أحدثت توبة، وهي همت ولكنها لم تفعل، بدليل قوله تعالى {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ }يوسف52
وهو تتمة كلامها، لا من كلام يوسف عليه السلام، وكذا الآية التي بعدها كلامها لا كلامه عليه السلام
وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ{53}
والله أعلم
 
إلا أن اللامساس لم يرد إخواننا الفلسطينيين أن يقولوا "كلبي" وهم يريدون "قلبي". فبقيت القاف عندهم كافا.
بعض الفلسطينيّين من الفلّاحين فقط؛ لم "تردّهم ظاهرة اللامساس" فهم من يقلبون القاف كافاً؛ وبعض آخر من الفلاّحين مثلهم كمثل بني يمن يقولون: قلبي، بالقاف المزحلقة، والبدو: يفخّمون القاف واللّام تفخيماً شديداً ويمدّون الياء بشِدّة. وأهل المدن مثل سائر أهل الشّام ومصر وغيرهم: يرقّقونها رقّة القلب الرّقيق ذاته؛ فيقلبون القاف ألفاً مرقّقة، فيقولون: ألبي.
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
 
بارك الله بك د. نعيمان
وأريد أن أردد ما تفضلت به بطريقة أخرى لو سمحت لي:
الفلسطينيون على واسع لهجاتهم فإنهم بستخدمون كل الفاظ القاف التي يستخدمها العرب.
فبعض المناطق تلفظ القاف قافاً عربية فصيحة
والبعض الآخر يلفظها قافاً بدوية كما هو حال أهل اليمن
والبعض يقلبها كالهمزة وهم أهل الساحل جميعاً واهل المدينة وهم غالبية أهل فلسطين. فإذا أراد أن يقول قال يقول: آل
والبعض وهم الفلاحين يقلبها كافاً . وهي أيضاً فصيحة وردت في لهجات العرب الفصيحة كما ذكر ذلك أهل اللغة.
 
بعض الفلسطينيّين من الفلّاحين فقط؛ لم "تردّهم ظاهرة اللامساس" فهم من يقلبون القاف كافاً؛ وبعض آخر من الفلاّحين مثلهم كمثل بني يمن يقولون: قلبي، بالقاف المزحلقة، والبدو: يفخّمون القاف واللّام تفخيماً شديداً ويمدّون الياء بشِدّة. وأهل المدن مثل سائر أهل الشّام ومصر وغيرهم: يرقّقونها رقّة القلب الرّقيق ذاته؛ فيقلبون القاف ألفاً مرقّقة، فيقولون: ألبي.

وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
هؤلاء الفلاحون هم الذين عليهم القياس يا دكتور؛ لأنهم الأصل، وما علينا من المثقفين الذين يقلدون المصريين واللبنانيين والسوريين؟
وصحيح أن أهل فلسطين أدرى بشعابها، ولكن إن كنت مقيما خارجها - خاصة في الغرب - فقد فسدت لغتك، وأصبحت من المولدين الذين لا يحتج بكلامهم (ابتسامة)
وأنتظر تعليق تيسير فهو قد وافقني سابقا هنا
http://vb.tafsir.net/showpost.php?p=122080&postcount=3
فلا أدري هل يخالف الآن؟
أما إن كان من المولدين، فلا يحتج بكلامه أيضا
بل نحتاج شيبة فلسطينيا معمرا، أو على الأقل طاعنا في السن للتوثيق، كما كان القدامى يرحلون إلى البوادي
 
هؤلاء الفلاحون هم الذين عليهم القياس يا دكتور؛ لأنهم الأصل، وما علينا من المثقفين الذين يقلدون المصريين واللبنانيين والسوريين؟
وصحيح أن أهل فلسطين أدرى بشعابها، ولكن إن كنت مقيما خارجها - خاصة في الغرب - فقد فسدت لغتك، وأصبحت من المولدين الذين لا يحتج بكلامهم (ابتسامة)
وأنتظر تعليق تيسير فهو قد وافقني سابقا هنا
http://vb.tafsir.net/showpost.php?p=122080&postcount=3
فلا أدري هل يخالف الآن؟
أما إن كان من المولدين، فلا يحتج بكلامه أيضا
بل نحتاج شيبة فلسطينيا معمرا، أو على الأقل طاعنا في السن للتوثيق، كما كان القدامى يرحلون إلى البوادي
نعم أخي رصين كنا نتكلم عن القلب وأحواله وليس عن اللهجات . ففلسطين كما تعل هي جؤجؤ أرض الشام وعروسها . وهي أول من عرف المدنيّة والحضارة على طول ساحلها المتوسط . واللهجة الآراميّة القديمة وهي أصل عربي ما زال بعض أهل فلسطين متأثرين ببعض ألفاظها التي ما زالت ماثلة لغاية الآن . ومنها إبدال القاف همزة. واختلاف اللهجات ليس في فلسطين فقط فسوريا أيضاً ولبنان والأردن فيها الكثير الكثير من اللهجات المحلية التي لا يعرفها إلا المخالطين. بل إن من سكان فلسطين الآن ما زالوا متأثرين بالإمالة والترقيق والتفخيم في الجنوب الفلسطيني . وأيضاً في لبنان فإن الإمالة ما زالت واضحة في اللهجة الدارجة هناك. ولكن قلب القاف الى كاف خاصيّة فلسطينية مميزة لم يقترفها أحد غيرهم من العرب ولأنه قلب مميز فقد تميز أيضاً بالانتشار والذيوع حتى ظن أهل اليمن أنه عامة لهجة العماليق. ومع ذلك فإن أصل قلب القاف الى كاف عربي آرامي وما بعد الآرامي كذلك فقد اشتهر عند العرب بما اصطلح عليه بالكشكشة أو مصطلح آخر ذهب عن ذهني الآن ربما يكون حبيبنا الاستاذ رصين اليمني أعرف به منا.
 
عودة
أعلى