إن من أخص خصائص المجاز أنه يصح تكذيبه والقرآن لا يمكن أن يوجد فيه ما يمكن تكذيبه
أولاً : العلماء يقولون في تعبيرهم عن هذه المسألة : المجاز يصح نفيه ولا يقولون يصح تكذيبه !!
ثانياً : ليس المجاز فقط هو الذي يصح نفيه بل الحقيقة يجوز نفيها أحياناً باعتبار أمر آخر كمن يقول - وقد رأى رجلاً جميلاً - : "ليس هذا برجل ؛ هذا ملك" ... وقد جاء بذلك التنزيل "ماهذا بشرا إن هذا إلا ملك" مع أن يوسف عليه السلام بشر وليس ملكاً،
وكذلك جاء نفي الحقيقة في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان ... وحديث : أتدرون من المفلس ... الحديث فنفى معنى الإفلاس عمن لا مال له باعتبار أن الإفلاس الحقيقي الإفلاس من الحسنات مع أن من لا دينار له يسمى مفلساً في اللغة وفي الشرع كما في حديث معاذ لما أفلس وغيره.......
فهل يا ترى ننفي وجود الحقيقة في القرآن لأنه يجوز نفيها ؟؟!!
وكذلك الكنايات يجوز نفيها فقول النبي صلى الله عليه وسلم في أبي الجهم : لا يضع عصاه عن عاتقه " المراد أنه يضرب النساء أو أنه كثير الأسفار ومع ذلك لا بد أن يكون أبو الجهم يضع عصاه عن عاتقه لأن المراد من هذا التعبير لازمه، فهل ننفي الكناية في لغة العرب لأنه يصح نفيها ؟؟!!!
فقولكم المجاز يصح نفيه والقرآن لا يجوز نفيه ... حجة واهية ...
في قول الله - مثلاً - : وبلغت القلوب الحناجر ...
المعنى المراد - وهو شدة الخوف - لا يصح نفيه إنما يصح نفي ما قد يفهم وليس مرادا من كون القلوب وصلت الحناجر حقيقة ، فيقول من يثبت المجاز : ليس المراد من هذا التعبير بلوغ القلوب الحناجر حقيقة إنما المراد شدة الخوف ،
فماذا يقول نفاة المجاز عن مثل هذا ؟؟؟؟