ما أقبح الرجل يتعاطى العلم خمسين سنة لا يعرف إلا فنا واحدا

إنضم
23/04/2003
المشاركات
805
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله ، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:

فهذه قصة أعجبتني ذكرها الخطيب البغدادي رحمه الله قال ـ تاريخ بغداد 11/407 ـ :
أخبرنا الحسين بن محمد أخو الخلال حدثنا الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عباد بن العباس بالري أخبرنا عبد الله بن محمد الإيجي حدثنا محمد بن الحسن الأزدي أخبرنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني قال:
ورد علينا عامل من أهل الكوفة لم أر في عمال السلطان بالبصرة أبرع منه ، فدخلت مسلما عليه ، فقال لي: يا سجستاني من علماؤكم بالبصرة ؟
قلت: الزيادي أعلمنا بعلم الأصمعي ،
والمازني أعلمنا بالنحو ،
وهلال الراي أفقهنا ،
والشاذكوني من أعلمنا بالحديث ،
وأنا رحمك الله أنسب إلى علم القرآن ،
وابن الكلبي من أكتبنا للشروط ،

قال: فقال لكاتبه: إذا كان غد فاجمعهم إلي ،

قال: فجمعنا ، فقال: أيكم المازني ؟ قال أبو عثمان: هأنذا يرحمك الله ، قال: هل يجزئ في كفارة الظهار عتق عبد أعور ؟
فقال المازني: لست صاحب فقه رحمك الله أنا صاحب عربية ،
فقال يا زيادي: كيف يكتب بين رجل وامرأة خالعها على الثلث من صداقها؟
قال: ليس هذا من علمي هذا من علم هلال الرأي،
قال يا هلال: كم أسند ابن عون عن الحسن ؟
قال: ليس هذا من علمي هذا من علم الشاذكوني ،
قال: يا شاذكوني من قرأ (يثنوني صدورهم) ؟
قال: ليس هذا من علمي هذا من علم أبي حاتم ،
قال يا أبا حاتم: كيف تكتب كتابا إلى أمير المؤمنين تصف فيه خصاصة أهل البصرة ، وما أصابهم في الثمرة ، وتسأله لهم النظر والنظرة ؟
قال: لست رحمك الله صاحب بلاغة ، وكتابه أنا صاحب قرآن ،

فقال:
ما أقبح الرجل يتعاطى العلم خمسين سنة لا يعرف إلا فنا واحدا حتى إذا سئل عن غيره لم يجل فيه ، ولم يمر
ولكن عالمنا بالكوفة الكسائي لو سئل عن كل هذا لأجاب.
وذكره ابن الجوزي في كتاب الأذكياء ص89 .

فليكن لنا معشر الأحبة عبرة من هذه القصة ، ولا يعمد أحدنا إلى فن واحد يفني فيه كل وقته ، أو معظمه ، وهو بعد ذلك لن يحيط به ! بل قد لا يحسنه !
فما أجمل بطالب العلم أن يكون ملما ، ومطلعا على أكثر الفنون كـ : القرآن وعلومه ، والحديث وعلومه ، والعقيدة ، والفقه وأصوله وقواعده ، والعربية بفنونها المختلفة ، والتاريخ وأخبار وسير الأوائل ، والسلوك والزهد والآداب ....
ولا يعني هذا نبذ التخصص لا بل كما قيل :

خذ علماً مِنْ كلِ علم ** ومن علمٍ كل علمِ

وهذه المشكلة كما ترى قديمة جدا ، وانظر ما قال ابن الجوزي ـ التحقيق في أحاديث الخلاف 1/22 ـ :

قال : ..كان السبب في إثارة العزم لتصنيف هذا الكتاب أن جماعة من إخواني و مشايخي في الفقه كانوا يسألوني في زمن الصبا جمع أحاديث التعليق وبيان ما صح منها و ما طعن فيه و كنت أتوانى عن هذا لشيئين أحدهما اشتغالي بالطلب ، والثاني : ظني أن ما في التعاليق في ذلك يكفي فلما نظرت في التعاليق رأيت بضاعة أكثر الفقهاء في الحديث مزجاة يعول أكثرهم على أحاديث لا تصح ويعرض عن الصحاح ويقلد بعضهم بعضا فيما ينقل ثم قد انقسم المتأخرون ثلاثة أقسام:
القسم الأول: قوم غلب عليهم الكسل ورأوا أن في البحث تعبا و كلفة فتعجلوا الراحة واقتنعوا بما سطره غيرهم
والقسم الثاني: قوم لم يهتدوا إلى أمكنة الحديث وعلموا أنه لا بد من سؤال من يعلم هذا فاستنكفوا عن ذلك
والقسم الثالث: قوم مقصودهم التوسع في الكلام طلبا للتقدم والرئاسة واشتغالهم بالجدل والقياس ولا التفات لهم إلى الحديث لا إلى تصحيحه ولا إلى الطعن فيه وليس هذا شأن من استظهر لدينه وطلب الوثيقة من أمره ولقد رأيت بعض الأكابر من الفقهاء ويقول في تصنيفه عن ألفاظ قد أخرجت في الصحاح لا يجوز أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذه الألفاظ ويرد الحديث الصحيح ويقول هذا لا يعرف و إنما هو لا يعرفه ثم رأيته قد استدل بحديث زعم أن البخاري أخرجه وليس كذلك ثم نقله عنه مصنف آخر كما قال تقليدا له ثم استدل في مسألة فقال دليلنا ما روى بعضهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا و رأيت جمهور مشايخنا يقولون في تصانيفهم دليلنا ما روى أبو بكر الخلال بإسناده عن رسول الله و دليلنا ما روى أبو بكر عبد العزيز بإسناده و دليلنا ما روى ابن بطة بإسناده و جمهور تلك الأحاديث في الصحاح وفي المسند وفي السنن غير أن السبب في اقتناعهم بهذا التكاسل عن البحث و العجب ممن ليس له شغل سوى مسائل الخلاف ثم قد اقتصر منها في المناظرة على خمسين مسألة وجمهور هذه الخمسين لا يستدل فيها بحديث فما قدر الباقي حتى يتكاسل عن المبالغة في معرفته فصل و ألوم عندي ممن قد لمته من الفقهاء جماعة من كبار المحدثين عرفوا صحيح النقل وسقيمه وصنفوا في ذلك فإذا جاء حديث ضعيف يخالف مذهبهم بينوا وجه الطعن فيه وإن كان موافقا لمذهبهم سكتوا عن الطعن فيه وهذا ينبيء عن قلة دين وغلبة هوى .اهـ.
وانظر: ما كتبه العلامة حَمْدُ بنُ سليمان الخطابي في مقدمة كتابه معالم السنن .
والكلام يطول ، ويتشعب وفي المذكور إشارة فيها غنية للبيب ،
ولابن الجوزي ـ على ما أذكر ـ كلام حسن في صيد الخاطر ، ولا أدري أين ذهب كتابي حين كتبتُ هذه السطور...

وقد جمع كثير من أهل العلم بين معظم العلوم ، وتبحروا فيها ، ولم يقتصروا على فن واحد فهل لنا أن نقتدي بهم ؟

أرجو من الله التيسير ، والتوفيق .

وصلى الله على نبينا وخليلنا محمد وآله وسلم .
 
شكر الله لك أخي عبدالرحمن على هذه المشاركة القيمة

وتعليقاً عليها أقول : ليكن منهج المتعلم والقارئ حول هذه القضية :

نوع قراءاتك في مختلف فروع العلم والمعرفة لتلم بأساسيات كل علم والأمور الهامة فيه ، ولكي لا تكره علما لأنك تجهله ، والإنسان عدو ما جهل كما قال الشاعر:

تـفـنـن و خذ من كل علم ، فإنما * * * يـفـوق امرؤ في كل فـن له علم
فأنـت عـدو للـذي أـنت جاهـل * * * به ، ولعلم أنت تـتــقـنـه سلم

ثم ركز على تخصص معين تميل أليه أكثر لتتزود منه بعلم أكبر،فتكون ثقافتك أوسع بالاطلاع على مختلف العلوم ويكون تخصصك في علم بعينه أكثر من غيره سبيلا إلى الإحاطة بمعظم جوانب هذا العلم دون أن تترك مطالعاتك للعلوم الأخرى و الأخذ من كل منها بطرف.

 
جزاك الله خيرا على هذا التعليق ، ونفع به ....

والقصة مذكورة في المنتظم لابن الجوزي 9/172

ووفيات الأعلام لابن خلكان 2/432
 
جـــــزاكم الله خـــــيراً ، وبــــــارك الله فــــــيكم .
 
وجدت كتابي وهذا ما أردت نقله عن ابن الجوزي رحمه الله _ صيد الخاطر 159_ :

فصل التخطيط لتحصيل العلوم النافعة

رأيت الشره في تحصيل الأشياء يفوت الشره عليه مقصوده‏.‏

وقد رأينا من كان شرهاً في جمع المال فحصل له الكثير منه وهو مع ذلك حريص على الازدياد‏.‏

ولو فهم علم أن المراد من المال إنفاقه في العمر فإذا أنفق العمر في تحصيله فات المقصودان وكم رأينا من جمع المال ولم يتمتع به فأبقاه لغيره وأفنى نفسه كما قال الشاعر‏:‏ كدودة القز ما تبنيه يهدمها وغيرها بالذي تبنيه ينتفع وكذلك رأينا خلقاً يحرصون على جمع الكتب فينفقون أعمارهم في كتابتها وكدأب أهل الحديث ينفقون الأعمار في النسخ والسماع إلى آخر العمر ثم ينقسمون‏.‏

فمنهم من يتشاغل بالحديث وعلمه وتصحيحه ولعله لا يفهم جواب حادثة ولعل عنده للحديث - أسلم سالما الله - مائة طريق‏.‏

وقد حكي لي عن بعض أصحاب الحديث أنه سمع جزء بن عرفة عن مائة شيخ وكان عنده سبعون نسخة‏.‏

ومنهم من يجمع الكتب ويسمعها ولا يدري ما فيها من صحة حديثها ولا من فهم معناها فتراه يقول الكتاب الفلاني سماعي وعندي له نسخة والكتاب الفلاني والفلاني فلا يعرف علم ما عنده من حيث فهم صحيحه من سقيمه‏.‏

وقد صده اشتغاله بذلك عن المهم من العلم فهم كما قال الحطيئة‏:‏ زوامل للأخبار لا علم عندها بمثقلها إلاّ كعلم الأباعر لعمرك ما يدري البعير إذا غدا بأوساقه أوراح في الغرائر ثم ترى منهم من يتصدر بإتقانه للرواية وحدها فيمد يده إلى ما ليس من شغله فإن أفتى أخطأ وإن تكلم في الأصول خلط‏.‏

ولولا أني لا أحب ذكر الناس لذكرت من أخبار كبار علمائهم وما خلطوا ما يعتبر به ولكنه لا يخفى على المحقق حالهم‏.‏

فإن قال قائل‏:‏ أليس في الحديث منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا‏.‏

قلت‏:‏ أما العالم فلا أقول له اشبع من العلم والا اقتصر على بعضه‏.‏

بل أقول له‏:‏ قدم المهم فإن العاقل من قدر عمره وعمل بمقتضاه وإن كان لا سبيل إلى العلم بمقدار العمر غير أنه يبني على الأغلب‏.‏

فإن وصل فقد أعد لكل مرحلة زاداً وإن مات قبل الوصول فنيته تسلك به‏.‏

فإذا علم العاقل أن العمر قصير وأن العلم كثير فقبيح بالعاقل الطالب لكماله الفضائل أن يتشاغل مثلاً بسماع الحديث ونسخه ليحصل كل طريق وكل رواية وكل غريب‏.‏

وهذا لا يفرغ من مقصوده منه في خمسين سنة خصوصاً إن تشاغل بالنسخ‏.‏

ثم لا يحفظ القرآن‏.‏

أو يتشاغل بعلوم القرآن ولا يعرف الحديث‏.‏

فإن قال قائل‏:‏ فدبر لي ما تختار لنفسك‏.‏

فأقول‏:‏ ذو الهمة لا يخفي من زمان الصبا‏.‏

كما قل سفيان بن عيينة‏:‏ قال لي أبي - وقد بغت خمس عشرة سنة - إنه قد انقضت عنك شرائع الصبا فاتبع الخير تكن من أهله فجعلت وصية أبي قبلة أميل إليها ولا أميل عنها‏.‏

كما قال سفيان بن عيينة‏:‏ قال لي أبي - وقد بلغت خمس عشرة سنة - إنه قد انقضت عنك شرائع الصبا فاتبع الخير تكن من أهله فجعلت وصية أبي قبلة أميل إليها ولا أميل عنها‏.‏

ثم قبل شروعي في الجواب أقول‏:‏ ينبغي لمن له أنفة أن يأنف من التقصير الممكن دفعه عن النفس‏.‏

فلو كانت النبوة مثلاً تأتي بكسب لم يجز له أن يقنع بالولاية‏.‏

أو تصور أن يكون مثلاً خليفة لم يحسن به أن يقتنع بإمارة‏.‏

ولو صح له أن يكون ملكاً لم يرض أن يكون بشراً‏.‏

والمقصود أن ينتهي بالنفس إلى كمالها الممكن لها في العلم والعمل‏.‏

وقد علم قصر العمر وكثرة العلم فيبتدىء بالقرآن وحفظه وينظر في تفسيره نظراً متوسطاً لا يخفى عليه بذلك منه شيء‏.‏

وإن صح له قراءة القراءات السبعة وأشياء من النحو وكتب اللغة وابتدأ بأصول الحديث من حيث النقل كالصحاح والمسانيد والسنن ومن حيث عليم الحديث كمعرفة الضعفاء والأسماء فلينظر في أصول ذلك‏.‏

وقد رتبت العلماء من ذلك ما يستغني به الطالب عن التعب‏.‏

ولينظر في التواريخ ليعرف ما لا يستغني عنه كنسب الرسول صلى الله عليه وسلم وأقاربه وأزواجه وما جرى له‏.‏

ثم ليقبل على الفقه فلينظر في المذهب والخلاف وليكن اعتماده على مسائل الخلاف فلينظر في المسألة وما تحتوي عليه فيطلبه من مظانه كتفسير آية وحديث وكلمة لغة‏.‏

ويتشاغل بأصول الفقه وبالفرائض وليعلم أن الفقه عليه مدار العلوم‏.‏

ويكفيه من النظر في الأصول ما يستدل به على وجود الصانع فإذا أثبته بالدليل وعرف ما يجوز عليه مما لا يجوز وأثبت إرسال الرسل وعلم وجوب القبول منهم فقد احتوى على المقصود من علم الأصول‏.‏

فإن اتسع الزمان للتزيد من العلم فليكن من الفقه فإنه الأنفع‏.‏

ومهما فسح له في المهل فأمكنه تصنيف في علم فإنه يخلف بذلك خلفه خلفاً صالحاً‏.‏

ثم يعلم أن الدنيا معبرة فيلتفت إلى فهم معاملة الله عز وجل فإن مجموع ما حصله من العلم يدله عليه‏.‏

فإذا تعرض لتحقيق معرفته ووقف على باب معاملته فقل أن يقف صادقاً إلا ويجذب إلى مقام الولاية‏.‏

ومن أريد وفق‏.‏

وإن الله عز وجل أقواماً يتولى تربيتهم ويبعث إليهم في زمن الطفولية مؤدباً ويسمى العقل‏.‏

ومقوماً ويقال له الفهم ويتولى تأديبهم وتثقيفهم ويهيء لهم أسباب القرب منه‏.‏

فإن لاح قاطع قطعهم عنه حماهم منه وإن تعرضت بهم فتنة دفعها عنهم‏.‏

فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم ونعوذ به من خذلان لا ينفع معه اجتهاد‏.‏
 
بسم الله الرحمن الرحيم

ولعبقري الدنيا الإمام ابن حزم الظاهري كلام نفيس في هذه المسألة يكتب بماء الذهب قال-عليه الرحمة والغفران:(من اقتصر على علم واحد لم يطالع غيره أوشك أن يكون ضحكة وكان ما خفي عليه من علمه الذي اقتصر عليه أكثر مما أدرك منه لتعلق العلوم بعضها ببعض كما ذكرنا وأ نها درج بعضها إلى بعض كما وصفنا ومن طلب الاحتواء على كل علم أ وشك أن ينقطع وينحسر ولا يحصل على شئ وكان كالمحضر إلى غير غاية إ ذ العمر يقصر عن ذلك وليأ خذ من كل علم بنصيب ومقدار ذلك معرفته بأغراض ذلك العلم فقط ثم يأ خذ مما به ضرورة إلى ما لابد منه كما وصفنا ثم يعتمد العلم الذي يسبق فيه بطبعه وبقلبه وبحيلته فيستكثر منه ما أمكنه فربما كان ذلك منه في علمين أ و ثلاثة أو أكثر على قدر زكاء فهمه وقوة طبعه وحضور خاطره وإكبابه على الطلب وكل ذلك بتيسير الله تعالى فلو بإرادة المرء كان لكان ُمنى كل أحد أن يكون أ فضل الناس والفهم والعناية مقسومان كقسمة المال والحال
{وا لحظ مقسوم فأ جمل في الطلب} اهـ
قال سفير الإفادة:في هذه النص النفيس فوائد يعرفها الحاذق فلا نطيل القول باستخراجها.

قال سفير الإفادة:ويتأكد ذلك(أي النظر في فن غير الفن المتخصص فيه )إذا كان الفن المتخصص فيه له تعلق بفن آ خر قال الإمام ابن الجزري:(ولاشك عند كل ذي لب أن من تكلم في علم ـ ولوكان إماماً فيه ـ وكان العلم يتعلق به علم آ خر وهو غير متقن لما يتعلق به داخله الو هم والغلط عند حا جته إليه)اهـ
قال سفير الإفادة: وقد سطر ظاهري نجد العلامة / أبو عبد الرحمن ابن عقيل تجربة له في إحدى كتاباته عن هذه المسألة فقال بعد كلام له سبق:( بل جربت أن تحقيق الموسوعيين أصلب وأمهر من تحقيق المتخصصين في الأمور النظرية بالذات لأ ن من أ نفق عمره مثلا في أ صول الفقه دارسا ومدرسا كالضفدعة في البركة يحسب أ ن الحقيقة هي مابين أسوارها الأربعة وكثيرا ما تخمل موهبة المتخصصين لإلفهم العادة والتكرار وتخلف عنصر الاشتياق وعشق العمل
أما الموسوعي إذا تطرق إلى التخصص في مسأ لة جزئية فإ نه يحمل نظرية شمولية ووسائل متعددة مع عنصر الاشتياق والعشق الذي د لف به إلى التخصص )اهـ
 
قال سفير الإفادة: في تعقيبي ثلاث نصوص؛ أولها لابن حزم، وثانيها:لابن الجزري، وثالثها: لابن عقيل

أما النص الأول:فمصدره رسالة لطيفة لأبي محمد سماها (مراتب العلوم ) ص: 77-78
قال سفير الإفادة:وهو مطبوع ضمن رسائل ابن حزم الأندلسي (ج:4) بتحقيق الدكتور النابه /إحسان عباس
وأما النص الثاني: فمرجعه مصنف جليل لأبي الخير موسوم بـ:(منجد المقرئين ومرشد الطالبين)ص:46
قال سفير الإفادة:وهو مطبوع أيضاً بعناية /علي بن محمد العمران.
والنص الأخير:اقتبسته من مقولة لأبي عبد الرحمن بعنوان: (الموسوعية وتصنيف العلوم )ضمن كتابه الأدبي الماتع( هكذا علمني ورد زورث) ص:59
 
في كتاب الآداب الشرعية لابن مفلح :
فَصْلٌ ( فِي فَضْلِ الْجَمْعِ بَيْنَ الْحَدِيثِ وَفِقْهِهِ وَكَرَاهَةِ طَلَبِ الْغَرِيبِ وَالضَّعِيفِ مِنْهُ ) .
ذكر فيه كلاماً جيداً له صلة بالموضوع ، وفيه نقلٌ عن الجوزي ، ومنه :
( وَقَدْ أَوْغَلَ خَلْقٌ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ فِي كِتَابَةِ طُرُقِ الْمَنْقُولَات , فَشَغَلَهُمْ عَنْ مَعْرِفَةِ الْوَاجِبَاتِ , حَتَّى إنَّ أَحَدَهُمْ يُسْأَلُ عَنْ أَرْكَانِ الصَّلَاةِ فَلَا يَدْرِي , لَا بَلْ قَدْ أَثَّرَ هَذَا فِي الْقُدَمَاءِ , ثُمَّ رَوَى بِإِسْنَادِهِ أَنَّ امْرَأَةً وَقَفَتْ عَلَى مَجْلِسٍ فِيهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَبُو خَيْثَمَةَ وَخَلَفُ بْنُ سَالِمٍ فِي جَمَاعَةٍ يَتَذَاكَرُونَ الْحَدِيثَ , فَسَأَلَتْهُمْ عَنْ الْحَائِضِ تُغَسِّلُ الْمَوْتَى وَكَانَتْ غَاسِلَةً , فَلَمْ يُجِبْهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ , وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَنْظُرُ إلَى بَعْضٍ , فَأَقْبَلَ أَبُو ثَوْرٍ فَقَالُوا لَهَا : عَلَيْك بِالْمُقْبِلِ , فَسَأَلَتْهُ فَقَالَ : نَعَمْ تُغَسِّلُ الْمَيِّتَ لِحَدِيثِ عَائِشَةَ رضي الله عنها { أَمَا إنَّ حَيْضَتَك لَيْسَتْ فِي يَدِك } وَلِقَوْلِهَا { : كُنْت أَفْرُقُ رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْمَاءِ وَأَنَا حَائِضٌ } قَالَ أَبُو ثَوْرٍ : فَإِذَا فَرَقَتْ رَأْسَ الْحَيِّ فَالْمَيِّتُ بِهِ أَوْلَى , قَالُوا : نَعَمْ رَوَاهُ فُلَانٌ وَحَدَّثَنَا بِهِ فُلَانٌ وَنَعْرِفُهُ مِنْ طَرِيقِ كَذَا , وَخَاضُوا فِي الطُّرُقِ وَالرِّوَايَاتِ فَقَالَتْ الْمَرْأَةُ : فَأَيْنَ كُنْتُمْ إلَى الْآنَ .[ الله أعلم بصحة هذه القصة ، ولعل بعض إخواننا يتحفنا بحكم عليها إن تيسر ] ....
ثُمَّ رَوَى بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ قَالَ : كُتِبَ إلَى أَبِي ثَوْرٍ لَمْ يَزَلْ هَذَا الْأَمْرُ فِي أَصْحَابِك حَتَّى شَغَلَهُمْ عَنْهُ إحْصَاءُ عَدَدِ رُوَاةِ { مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا } فَغَلَبَهُمْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ عَلَيْهِ قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي ( صَيْدِ الْخَاطِرِ ) : فَهُوَ كَمَا قَالَ الْحُطَيْئَةُ :
زَوَامِلُ لِلْأَخْبَارِ لَا عِلْمَ عِنْدَهَا **** بِمُتْقَنِهَا إلَّا كَعِلْمِ الْأَبَاعِرِ
لَعَمْرُك مَا يَدْرِي الْبَعِيرُ إذَا غَدَا **** بِأَوْسَاقِهِ أَوْ رَاحَ مَا فِي الْغَرَائِرِ

ثُمَّ ذَكَرَ الْعُلُومَ وَقَالَ : إنَّ الْفِقْهَ عَلَيْهِ مَدَارُ الْعُلُومِ , فَإِنْ اتَّسَعَ الزَّمَانُ لِلتَّزَيُّدِ مِنْ الْعِلْمِ فَلْيَكُنْ مِنْ الْفِقْهِ ؛ فَإِنَّهُ الْأَنْفَعُ . وَقَالَ فِيهِ : وَلَقَدْ أَدْرَكْنَا فِي زَمَانِنَا مَنْ قَرَأَ مِنْ اللُّغَةِ أَحْمَالًا فَحَضَرَ بَعْضُ الْمُتَفَقِّهَةِ فَسَأَلَهُ عَنْ الْحَدِيثِ الْمَعْرُوفِ : { لَوْ طَعَنْت فِي فَخِذِهَا أَجْزَأَك } فَقَالَ : هَذَا لِلْمُبَالَغَةِ , فَقَالَ لَهُ الصَّبِيُّ : أَلَيْسَ هَذَا فِي ذَكَاةِ غَيْرِ الْمَقْدُورِ عَلَيْهِ ؟ فَفَكَّرَ الشَّيْخُ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ : صَدَقْت .
وَأَدْرَكْنَا مَنْ قَرَأَ الْحَدِيثَ سِتِّينَ سَنَةً فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فِي الصَّلَاةِ فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ ؟ وَأَدْرَكْنَا مَنْ بَرَعَ فِي عُلُومِ الْفِقْهِ فَكَانَ إذَا سُئِلَ عَنْ حَدِيثٍ لَا يَدْرِي مَا يَقُولُ ؟ وَأَدْرَكْنَا مَنْ بَرَعَ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَوْمًا : إنِّي أَدْرَكْتُ رَكْعَةً مِنْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ فَأَضَفْت إلَيْهَا أُخْرَى فَمَا تَقُولُ ؟ فَسَبَّهُ وَلَامَهُ عَلَى تَخَلُّفِهِ وَلَمْ يَدْرِ مَا الْجَوَابُ .
وَأَدْرَكْنَا مَنْ بَرَعَ فِي عُلُومِ الْقِرَاءَاتِ فَكَانَ إذَا سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ يَقُولُ : عَلَيْك بِفُلَانٍ .
هَذِهِ كُلُّهَا مِحَنٌ قَبِيحَةٌ , فَلَمَّا رَأَيْت فِي الصِّبَا أَنَّ كُلَّ مَنْ بَرَعَ مِنْ أُولَئِكَ فِي فَنِّهِ مَا اسْتَقْصَى , وَإِنَّمَا عَوَّقَتْهُ فُضُولُهُ عَنْ الْمُهِمِّ , وَمَا بَلَغَ الْغَايَةَ رَأَيْت أَنَّ أَخْذَ الْمُهِمِّ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ هُوَ الْمُهِمُّ , فَإِنَّهُ مِنْ أَقْبَحِ الْأَشْيَاءِ أَنْ يَطْلُبَ الْمُحَدِّثُ عُلُوَّ الْإِسْنَادِ وَحُسْنَ التَّصَانِيفِ , فَيَقْرَأَ الْمُصَنَّفَاتِ الْكِبَارِ وَيَطْلُبَ الْأَسَانِيدَ الْعَوَالِيَ وَيَكْتُبَ , فَيَذْهَبَ الْعُمْرُ وَيَرْجِعَ كَمَا كَانَ , لَيْسَ عِنْدَهُ إلَّا أَجْزَاءٌ مُصَحَّحَةٌ لَا يَدْرِي مَا فِيهَا وَقَدْ سَهِرَ وَتَعِبَ .
وَإِذَا سَاءَلْته عَنْ عِلْمِهِ **** قَالَ عِلْمِي يَا خَلِيلِي فِي سَفَطْ
فِي كَرَارِيسَ جِيَادٍ أُحْكِمَتْ*** وَبِخَطٍّ أَيِّ خَطٍّ أَيِّ خَطْ
وَإِذَا سَاءَلْته عَنْ مُشْكِلٍ ****حَكَّ لَحْيَيْهِ جَمِيعًا وَامْتَخَطْ
وَيَتَفَقَّهُ صَبِيٌّ صَغِيرٌ فَيُفْتِي فِي مَسْأَلَةٍ عَجَزَ ذَلِكَ الشَّيْخُ عَنْهَا , وَإِنَّمَا أَشْرَحُ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ لِلتَّعْلِيمِ , انْتَهَى كَلَامُهُ . ....
وَقَالَ أَبُو حَيَّانَ النَّحْوِيُّ الْمُتَأَخِّرُ الْمَشْهُورُ فِي أَثْنَاءِ كَلَامٍ لَهُ : وَأَمَّا إنَّ كان صَاحِبَ تَصَانيفٍ وَيَنْظُرُ فِي عُلُومٍ كَثِيرَةٍ , فَهَذَا لَا يُمْكِنُ أَنْ يَبْلُغَ الْإِمَامَةَ فِي شَيْءٍ مِنْهَا , وَقَدْ قَالَ الْعُقَلَاءُ : ازْدِحَامُ الْعُلُومِ مُضِلَّةٌ لِلْمَفْهُومِ , وَلِذَلِكَ تَجِدُ مَنْ بَلَغَ الْإِمَامَةَ مِنْ الْمُتَقَدِّمِينَ فِي عِلْمٍ مِنْ الْعُلُومِ لَا يَكَادُ يَشْتَغِلُ بِغَيْرِهِ , وَلَا يُنْسَبُ إلَى غَيْرِهِ وَقَدْ نَظَمْتُ أَبْيَاتًا فِي شَأْنِ مَنْ يَنْهَزُ بِنَفْسِهِ . وَيَأْخُذُ الْعِلْمَ مِنْ الصُّحُفِ بِفَهْمِهِ :
يَظُنُّ الْغَمْرُ أَنَّ الْكُتْبَ تَهْدِي **** أَخَا فَهْمٍ لِإِدْرَاكِ الْعُلُومِ
وَمَا يَدْرِي الْجَهُولُ بِأَنَّ فِيهَا**** غَوَامِضَ حَيَّرَتْ عَقْلَ الْفَهِيمِ
إذَا رُمْت الْعُلُومَ بِغَيْرِ شَيْخٍ ****ضَلَلْت عَنْ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ
وَتَلْتَبِسُ الْعُلُومُ عَلَيْك حَتَّى ****تَصِيرَ أَضَلَّ مِنْ توِمَا الْحَكِيمِ
أَشَرْت إلَى قَوْلِ بَعْضِهِمْ :
قَالَ حِمَارُ الْحَكِيمِ تومَا ****لَوْ أَنْصَفُونِي لَكُنْت أَرْكَبُ
لِأَنَّنِي جَاهِلٌ بَسِيطٌ **** وَصَاحِبِي جَاهِلٌ مُرَكَّبُ
وَقَالَ بَعْضُهُمْ :
إذَا لَمْ تَكُنْ حَافِظًا وَاعِيًا**** فَجَمْعُك لِلْكُتْبِ لَا يَنْفَعُ
وَتَحْضُرُ بِالْجَهْلِ فِي مَوْضِعٍ**** وَعِلْمُك فِي الْكُتْبِ مُسْتَوْدَعُ
وَمَنْ كَانَ فِي عُمُرِهِ هَكَذَا**** يَكُنْ دَهْرَهُ الْقَهْقَرَى يَرْجِعُ
وَمِنْ الْمَشْهُورِ :
فَدَعْ عَنْك الْكِتَابَةَ لَسْتَ مِنْهَا**** وَلَوْ سَوَّدْت وَجْهَك بِالْمِدَادِ
ومثله :
وَلِلْعُلُومِ رِجَالٌ يُعْرَفُونَ بِهَا**** وَلِلدَّوَاوِينِ كُتَّابٌ وَحُسَّابُ .)
انتهى مختصراً

تذييل : العلوم المهمة التي لا يسع أحد من المسلمين الجهل بمهماتها هي : علم العقيدة وعلم الفقه ، وكلما توسع طالب العلم في هذين العلمين أكثر كان ذلك أفضل .
أما العلوم الشرعية الأخرى : فالتخصص مطلوب لاتقانها ، وهو من فروض الكفايات ، وأما أن يطالب الجميع بالتوسع فيها ، فهذا ما لا سبيل إليه إلا في النادر . والله أعلم .
 
قال الإمام ابن قتيبة (ت:376):
وأما طعنهم عليهم - أي: أهل الحديث - بقلة المعرفة لما يحملون, وكثرة اللحن والتصحيف, فإن الناس لا يتساوون جميعاً في المعرفة والفضل, وليس صنف من الناس إلا وله حشوٌ وشوب.
فأين هذا العائب لهم عن الزهري, أعلم الناس بكل فن, وحماد بن سلمة, ومالك بن أنس , وابن عون, وأيوب, ويونس بن عبيد, وسليمان التيمي, وسفيان الثوري, ويحيى بن سعيد , وابن جريج, والأوزاعي, وشعبة , وعبد الله بن المبارك, وأمثال هؤلاء المتقنين؟,

على أن المنفرد بفن من الفنون لا يعاب بالزلل في غيره,

وليس على المحدث عيب أن يزل في الإعراب, ولا على الفقيه أن يزل في الشعر,

وإنما يجب على كل ذي علم أن يتقن فنه؛ إذا احتاج إليه الناس فيه, وانعقدت له الرئاسة به.

وقد يجتمع للواحد علوم كثيرة, والله يؤتي فضله من يشاء,
وقد قيل لأبي حنيفة - وكان في الفتيا ولطف النظر واحد زمانه -: ما تقول في رجل تناول صخرة, فضرب بها رأس رجل فقتله , أتُقيدَه به؟
فقال: لا ولو رماه بأبا قبيس.
... ولا أعلم أحداً من أهل العلم والأدب إلا وقد اُسقط في علمه, كالأصمعي, وأبي زيد, وأبي عبيدة , وسيبويه, والأخفش, والكسائي, والفراء, وأبي عمرو الشيباني, وكالأئمة في قراءة القرآن, والأئمة من المفسرين.
وقد أخذ الناس على الشعراء في الجاهلية والإسلام الخطأ في المعاني وفي الإعراب, وهم أهل اللغة وبهم يقع الاحتجاج.
فهل أهل الحديث في سقطهم إلا كصنف من الناس. ا.هـ
> تأيل مختلف الحديث (ص:75- 76).
وأرجوا قراءة باقي كلامه فإنه نفيس.
 
الأخ الفاضل عبد الرحمن سديس .. جزاكم الله خيرا ولا شك أن ما تبتغيه وما قصدته هو منهج المسلم الصحيح فالمؤمن كما قال صلى الله عليه وسلم " كيس فطن " والإحاطة بالعلوم من شروط الكياسة والفطنة التي نأمل أن يتصف بها المسلمون اليوم .. ولكن هذا المقصد الذي ترومونه والغاية التي تنشدونها تصح إن غضضنا الطرف عن ما يسمى ( روح العصر ) وهذا أمر لعمر الله لا أحسبه هينا حتى يكون نسبة مهملة لا تؤخذ بالحسبان ..ولا أخاله يكون يوما كذلك .. فتوجه الأمة اليوم ليس هو في ذاك الزمان وطلب العلم اليوم -بل الاستغراق في طلبه- ليس كذاك أيضا والغاية التي تحرك الأمة اليوم غيرها بالأمس..بل وحتى موقع عدو الأمة من الأمة غيره بالأمس ناهيك عن الضغط الذي يرزح المسلم تحته اليوم في ضل مجتمعات تكالبت عليها الأمم والحضارات من حيث ندري ولا ندري ( بغثها..و..وغثها ) وبما حملت واحتملت فأنشبت أظفارها في جسد الأمة ولا زالت مثخنة بالجراح ..كل هذا وذاك قد يقصر بالمسلم عن الغاية التي قصدتموها..على أنها غاية أيما غاية لو وجد لذلك سبيلا .. وبرأيي – وأرجو أن أكون خاطئا - لأن نقنع بمسلم وحتى بعشرة يتقنون علما واحدا على أصوله خير لنا من أن نقحم مائة فيما قد تقصر هممهم عن بلوغه وبالتالي يضيع تخصيص العلم عندنا كما تضيع الطاقات التي قد بددناها بتلك العلوم عن غير طائل .. والمسألة كما أسلفت أخي الفاضل تتعلق بروح العصر التي تنبض في فكر الأمة وضميرها ..ولو تأملنا معا حال الأمة اليوم لأدركت -على الأقل- أن في كلامي شيئا من الصواب ..من حيث أن الصواب كل الصواب فيما قلتم وفيما أردتم ..فجزاك الله خيرا
 
عودة
أعلى