ماهي ضوابط التشدد أو التساهل في الإقراء ؟

إنضم
11 مارس 2009
المشاركات
1,240
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الرياض- حضرموت
نسمع كثيراً مَن يقول: إنَّ فلاناً متشدِّد في الإقراء، وآخر يُطلق على آخر متساهل في الإقراء . فما هي ضوابط التساهل أو التشدد في الإقراء ؟!
هل التساهل كقراءة رواية أو أكثر في ليلة واحدةٍ أو ثلاث ليال أو نحو ذلك ؟
أم التساهل هو إقراء أكثر من شخص في وقت واحد ؟
أم التساهل في ترك بعض الأحكام التجويدية أحياناً ؟
أم التساهل عدم التركيز على الحفظ كثيراً ؟
أم التساهل راجعٌ لتصدُّر المقرئ ولم يكن أهلاً للإقراء ؟
هذه بعض الأسئلة التي تدور حول تساهل بعض القرَّاء في الإقراء فيما ظهرت لي ، وأتوجَّه إلى مشايخنا في هذا الملتقى المبارك: في معرفة ضوابط هذا التساهل في الإقراء، ولاسيِّما وقد جاء عن بعض أئمتنا في التحذير من التساهل في الإقراء، فمن ذلك ما جاء عن الإمام الذهبي - رحمه الله - في ترجمة محمد بن أحمد بن سعود، المعروف بابن صاحب الصلاة، قال ابن الأبَّار: لم آخذ عنه لتسمُّحه في الإقراء والإسماع، سامح الله له ) . قال الذهبي: قلتُ: وأنا رأيتُ له ما يدلُّ على تسمُّحه بخطه أنَّ بعض القرَّاء قرأ عليه في ليلة واحدة ختمةً كاملةً برواية قالون ) - معرفة القراء الكبار 1/1199 - . وانظره في غاية النهاية لابن الجزري 2/88.
وجاء في ترجمة محمد بن علي بن صلاح المعروف بالحريري: وتصدَّر للإقراء، قرأ عليه محمد ابن شيخنا ابن اللبان وغيره ، جالسني كثراً ، ولم يكن بالماهر ) . غاية النهاية 2/203 .
وجاء في ترجمة محمد بن عبد الله بن سليمان أبو عبد الله الكلبي: وكان أميَّاً لا يكتب ولم يكن بالضابط ولا ممن يعرف الأداء ، وكان عنده كتب سمعها من أبي أحمد فكانت تُقرأ عليه، أقرأ الناس بالقيروان وببلده ) . غاية النهاية 2/179 .
وجاء في ترجمة ابن الوثيق إبراهيم بن محمد الأندلسي: أن الشيخ مكين الدين الأسمر دخل يوماً إلى الجامع الجيوشي بالإسكندرية فوجد شخصاً واقفاً وسط صحنه وهو ينظر إلى أبواب الجامع فوقع في نفس المكين الأسمر أنه رجل صالح وأنه يعزم للرواح إلى جهته ليسلم عليه ففعل ذلك وإذا به ابن وثيق ولم يكن لأحد منهما معرفة بالآخر ولا رؤية فلما سلَّم عليه قال له: أنت عبد الله بن منصور، قال: نعم، قال: ما جئت من المغرب إلا بسببك لاقرئك القراءات، قيل: فابتدأ عليه المكين الأسمر تلك الليلة الختمة بالقراءات السبع من أولها وعند طلوع الفجر إذا به يقول من الجنة والناس فختم عليه الختمة جمعاً بالقراءات السبع في ليلة واحدة ) غاية النهاية 1/25، 1/460 .
فبعد عرض بعض التساؤلات وبعض النماذج من حال القرَّاء حول تساهل القرَّاء، أعود على بدء إلى مشايخي الكرام وأخوتي الفضلاء أهل القرآن لأقول: ما هي ضوابط التساهل في الإقراء ؟

ملاحظة: وسيُلحق ما ذكرتُه - إن شاء الله - بعدة تساؤلات ونماذج للتشدد في الإقراء بمثل هذا، لكن بعد الإجابة والنقاش حول التساهل أولاً - استفدتُ في بعض هذا مما كتبه الدكتور محمد بن فوزان العمر - وفقه الله - حول الموضوع -
 
سؤال مهم وموضوع جميل..
بارك الله فيك أخي الكريم.

وأظن أن أكثر ما يبنى عليه إطلاق التشدد والتساهل هذه الأيام هو ما يتعلق بأحكام التجويد، وإقراء أكثر من شخص في وقت واحد.
 
سؤال مهم وموضوع جميل..
بارك الله فيك أخي الكريم.
وأظن أن أكثر ما يبنى عليه إطلاق التشدد والتساهل هذه الأيام هو ما يتعلق بأحكام التجويد، وإقراء أكثر من شخص في وقت واحد.
شكر الله لك مرورك أخي الكريم: محمد بن حامد العبَّادي - وفقه الله -
سأذكر بعضاً من صور التساهل التي رأيتُها أو حدَّثني عنها بعض الإخوان ممن رأوا ذلك عند بعض مشايخ الإقراء:
1) إقراء أكثر من شخص واحد، فلقد رأيتُ من بعض المشايخ من يقرئ أكثر من واحد، فكنتُ أقرأ عليه في كتاب التيسير للدَّاني ويتابع معي من نسخته، ويقرأ آخر عليه رواية حفص، وآخر يقرأ ورش، وآخر يقرأ الثلاث، وأحياناً يقرئ أكثر من ذلك العدد - مع جلالة علم هذا الشيخ في القراءات العشر الصغرى والكبرى، وما منعني من قراءة القرآن عليه إلا هذه الطريقة .
2) أخبرني بعض أحبتي عن بعض المشايخ المعروفون بالإقراء أنَّه يقرئ اثنين بالقراءات السبع جمعاً، كلاً بموضع آخر - ولي مع هذا عودة - .
3) زرتُ أحد مشايخ الإقراء بإحدى المراكز للقراءة عليه، فرأيته جالساً يتصفح الكمبيوتر ويراجع بعض بحوثه فيما يظهر لي، وطالبٌ يقرأ عليه بالسبع جمعاً .
4) حدَّثني غير واحد أحبتي عن بعض المقرئين المشهورين، أنه أقرأهم بالدَّور كل طالبٍ يقرأ آية غير التي قرأها الأول حتى ختموا، وأجاز الجميع، وبعضهم يعملها في إقراء الطيبة هكذا .
5) إذا قرأ الطالب لحفص مصحفاً كاملاً ، فلا يلزمه في باقي القراء إلا بقراءة أوجه الخلاف، فمثلاً: رواية شعبة قد ينهيها بقراءة أوجه الخلاف بمجلس واحد، وهكذا بقية القرَّاء، وقد رأيتُ ذلك من بعضهم .
6) أثناء جمع القراءات يجعل جلسة لقالون مثلاً، ثم الثانية لورش بمقطع آخر، ثم الثالثة لابن كثير، بالمقطع الثالث.. وهكذا، وهذا كثيراً ما سمعنا ورأينا من بعضهم .
فهذه بعض أساليب التساهل في الإقراء في نظري، أرجو من مشايخي وأساتذتي وإخواني تقويم ما اعوج منها وتصحيحه، وإرشادي في ذلك .
 
جزاك الله خيرا أخي أبا إسحاق الحضرمي على طرح هذا الموضوع المهم، ومن صور التساهل أيضا أن يغفل الشيخ عن الطالب حال القراءة بكلام جانبي أو نوم، أوعدم استحضار الشيخ للأوجه لكبره وضعفه.
ومن التساهل إجازة الطالب وهو لا يعرف بل لا يحفظ متنا في التجويد، وقد نبه العلماء وأهل الأداء على لزوم معرفة المتلقي للقرآن الكريم علم التجويد رواية ودراية.
 
شكر الله لك مرورك أخي الكريم: محمد بن حامد العبَّادي - وفقه الله -
سأذكر بعضاً من صور التساهل التي رأيتُها أو حدَّثني عنها بعض الإخوان ممن رأوا ذلك عند بعض مشايخ الإقراء:
1) إقراء أكثر من شخص واحد، فلقد رأيتُ من بعض المشايخ من يقرئ أكثر من واحد، فكنتُ أقرأ عليه في كتاب التيسير للدَّاني ويتابع معي من نسخته، ويقرأ آخر عليه رواية حفص، وآخر يقرأ ورش، وآخر يقرأ الثلاث، وأحياناً يقرئ أكثر من ذلك العدد - مع جلالة علم هذا الشيخ في القراءات العشر الصغرى والكبرى، وما منعني من قراءة القرآن عليه إلا هذه الطريقة .
2) أخبرني بعض أحبتي عن بعض المشايخ المعروفون بالإقراء أنَّه يقرئ اثنين بالقراءات السبع جمعاً، كلاً بموضع آخر - ولي مع هذا عودة - .
3) زرتُ أحد مشايخ الإقراء بإحدى المراكز للقراءة عليه، فرأيته جالساً يتصفح الكمبيوتر ويراجع بعض بحوثه فيما يظهر لي، وطالبٌ يقرأ عليه بالسبع جمعاً .
مسألة إقراء اثنين وثلاثة في آن واحد
قال الإمام الذهبي في ترجمة المقرئ علم الدين السخاوي (تلميذ الإمام الشاطبي) شرح (الشاطبية) في مجلدين وشرح (الرائية) في مجلد وشرح (المفصل) في أربعة أسفار وله (جمال القراء) في مجلد و(منير الدياجي في تفسير الأحاجي) في مجلد، وفسر نصف الكتاب العزيز في أربع مجلدات، مات قبل إكماله.
قال القاضي في وفيات الأعيان: رأيته مراراً راكباً بهيمة إلى الجبل وحوله اثنان أو ثلاثة يقرؤون عليه دفعة واحدة في أماكن متفرقة من القرآن مختلفة، وهو يرد على الجميع
قلت: ما علمت أحداً من المقرئين ترخَّص في إقراء اثنين فصاعدا، إلا الشيخ علم الدين، وفي النفس من صح تحمل الرواية على هذا الفعل شيء، فإن الله ما جعل لرجل من قلبين في جوفه. ولا ريب في أن هذا العمل خلاف السنة، لأن الله تعالى يقول: ((وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا)) فإذا كان هذا يتلوا في سورة، وهذا في سورة، وهذا في سورة في آن واحد ففيه جملة مفاسد:
أحدها: زوال بهجة القرآن عند السامعين.
وثانيها: أن كل واحد يشوش على الآخر مع كونه مأموراً بالإنصات.
وثالثها: أن القارئ منهم لا يجوز له أن يقول: قرأت على الشيخ علم الدين وهو يسمع، ويعي ما تلوته، كما لا يسوغ للشيخ أن يقول لكل فرد منهم: قرأ عليَّ فلانٌ القرآن جميعه وأنا منصت لقراءته، فما هذا في قوة البشر، بل هذا مقام الربوبية، كما قالت أم المؤمنين عائشة:(( سبحان من وسع سمعه الأصوات)) وإنما يصح التحمل إجازة الشيخ للتلميذ ولكن تصير الرواية بالقراءة إجازة لا سماعاً من كل وجه.
وهذا ينطبق أيضاً على من كان يتصفح الكمبيوتر أو كتاب أو نحوه!!! والله أعلم
 
مما رأيت من التساهل عند بعض المشايخ المشهورين بالإقراء باليمن عدم التركيز على الأحكام التجويدية فيأخذ الطالب الإجازة من هذا الشيخ وقراءته أشبه بقراءة العوام.
 
موضوع قيم أشكر أخي أبا إسحاق، وأرجو أن نقرأ المزيد من التحرير والتتبع لمثل هذه المسألة، واقتراح الحلول العمليَّة للحد من التساهل بصوره غير المقبولة، وترشيد التشدد غير المقبول.
 
تساؤلات حول ضوابط التشدد عند المقرئين في الإقراء

تساؤلات حول ضوابط التشدد عند المقرئين في الإقراء

موضوع قيم أشكر أخي أبا إسحاق، وأرجو أن نقرأ المزيد من التحرير والتتبع لمثل هذه المسألة، واقتراح الحلول العمليَّة للحد من التساهل بصوره غير المقبولة، وترشيد التشدد غير المقبول.
شكر الله لك مرورك وتعليقك مشرفنا المبارك
الموضوع بحاجة إلى جمع ما جاء عن المقرئين الأوَّلين في معرفة ذلك ، وسأعرض الآن نقلاً عن الإمام الداني - حمه الله - في نهيه عن التشدد فقال: ( فأمَّا ما يذهب إليه بعضُ أهل الغباوة من أهل الأداء من الإفراط في التمطيط والتعسف في في التفكيك والإسراف في إشباع الحركات وتلخيص السَّواكن إلى ذلك من الألفاظ المستبشعة ، والمذاهب المكروهة ، فخارج عن مذاهب العلماء وجمهور سلف الأمة ، وقد وردت الآثار عنهم بكراهة ذلك ، وبكيفيته حقيقته ....... ) ا.هـ التحديد في الإتقان والتجويد صـ87 تحقيق: غانم قدوري الحمد .

فهل من التشدُّد في الإقراء تخليص المرقق بترقيقه إذا وقع بين المفخمَّات ؟
أم التشدد في ضبط حفظ القرآن وعدم السماح بالخطأ فيه أبداً ؟
أم التشدد برفع الصوت على الطلاب وزجرهم إذا أخطأوا ؟
أم التشدد بتحقيق المعاني الدقيقة في الأداء مثل التفكيك في مثل ( فقعوا )، ( يوم هم ) وغيرها ؟
أم غير ذلك ؟

فهذه بعض التساؤلات في معرفة ضابط التشدد في الإقراء ، أرجو من مشايخي الكرام وإخواني الفضلاء إدلاء أرائهم في هذا الموضوع ، ولي عودة عليه - إن شاء الله - ناقلاً آثار السَّلف والعلماء في النهي عن التشدد في الإقراء .
وبعد هذا كلّه أحاول جمع شتات هذه المسألة ومتفرقاتها، وعرضها على أهل الشأن لنرى رأيهم فيها ، فلا تبخلوا علينا بمداخلاتكم وإضافاتكم، فالموضوع جدير بالعناية .
 
مما رأيت من التساهل عند بعض المشايخ المشهورين بالإقراء باليمن عدم التركيز على الأحكام التجويدية فيأخذ الطالب الإجازة من هذا الشيخ وقراءته أشبه بقراءة العوام.
أخي الكريم إبراهيم الفقيه حفظك الله:
فيأخذ الطالب الإجازة من هذا الشيخ وقراءته أشبه بقراءة العوام
أشعر أن هذه العبارة فيها شيء من المبالغة, خاصة أنها في بعض المشايخ المشهورين, نعم قد يجاز الطالب من بعض الشيوخ ولم يصل بعد إلى الإتقان الذي ينبغي أن يصل إليه المجاز وهو مما يمكن أن يطلق عليه تساهلاً, لكن ليس إلى الحد الذي ذكرتَه.
ومعذرةً سيدي إبراهيم الفقيه ما قصدتُّ الاعتراض عليك.
 
[FONT=&quot]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT]
[FONT=&quot]مما يجدر على حافظ القرآن الاعتناء به ـ في نظري القاصر، وقد أغفله[/FONT] [FONT=&quot]إخواننا ـ قبل خوض غمار البحث عن الإجازة في القرآن الكريم، أن يكون سائرا[/FONT] [FONT=&quot]في طلبه على أساس متين، وأرض مذللة بعلوم الآلة وعلى رأسها علم اللغة[/FONT] [FONT=&quot]العربية من نحو وصرف وبلاغة وفهم لمعاني الكلام، لأن المجازين في عصرنا[/FONT] [FONT=&quot]الحاضر ـ وما أكثرهم ـ قد برزوا إلى الناس في حلة الانتهاء من الطلب،[/FONT] [FONT=&quot]ويراهم الرائي في عداد المتقنين، وقد رأيت الواحد منهم وقد صار يشارإليه بالبنان، وتصدى لإقراء القرآن، لا يحسن يقيم جملة، سواء في كلامه أو كتاباته، من غير أن يلحن، فضلا أن يُستمتع ببلاغته وحسن[/FONT] [FONT=&quot]سبكه للكلام، وقد غفل المسكين أنه يقرئ أحسن الحديث، وأبلغ العبارات،[/FONT] [FONT=&quot]وأسمقها في سماء المعاني. وإذا نظرنا إلى حسن فهمه لكتاب الله عز وجل نجده[/FONT] [FONT=&quot]في معزل عن ذلك، لأنه لا يحفظ غريب كلماته، ولا يفقه جميل عباراته، ولا[/FONT] [FONT=&quot]يعرف أسباب نزوله، فكيف بمثل هذا أن يحسن ترتيله، ويجود وقفه وابتداءه؟[/FONT].
[FONT=&quot]لقد صب علماء القراءات والتجويد في عصرنا الحديث اهتمامهم على تجويد[/FONT] [FONT=&quot]اللفظ، وتحسين الأداء، وتطريب الصوت بالنغم، وهذه الأمور الثلاثة[/FONT] [FONT=&quot]لا تعدو أن تكون وسائل توصلنا إلى الغاية الحميدة التي من أجلها أنزل الله سبحانه وتعالى[/FONT] [FONT=&quot]كتابه: كتاب أنزلناه مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب، لذلك تجد أحدنا إذا أنصت لتلاوة من التلاوات، أو دخل في صلاته مأموما في أحد المساجد، يخرج بتقرير تفصيلي حول قراءة المرتل أو الإمام: من حيث حسن صوته، وحسن تلفظه للحروف، وهل فخم حروف التفخيم، وأحسن قرع حروف القلقلة، وفرّق بين الصغرى والكبرى منها، وهل أشبع الغنن، وأعطى المدود حقها من الحركات، وهل وهل وهل؟...[/FONT]​
[FONT=&quot]وإذا سألته عن المعاني التي أفادها من المقدار الذي قرأه الإمام من الآيات، يفغر فاه مندهشا، ولا يحير جوابا.[/FONT]​
[FONT=&quot]إنني لا أقلل من شأن هذا الفن أبدا ـ وكيف ذلك وقد امتن المولى عليّ بالتخصص فيه ـ، وإنما أردت أن أستذكر وإخواني مدى حاجتنا إلى التربية الروحية التي أودعها الله سبحانه في كتابه، وإذا كان المشتغلون بكتاب الله عز وجل قد خلت قلوبهم من هذه التربية فكيف بغيرهم، وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إن لله أهلين من الناس، قالوا من هم يارسول الله؟، قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته"، أخرجه أحمد وابن ماجه، قال الإمام السندي: "أهل القرآن: أي حفظته العاملون به"، ولا يعمل به إلا من علمه وفقهه.[/FONT]​
[FONT=&quot]اللهم يا كريم رقق بالقرآن العظيم قلوبنا، وجدد الإيمان في قلوبنا، وارفع الغشاوة والقسوة عن قلوبنا، آمين. [/FONT]​
 

وهذا ينطبق أيضاً على من كان يتصفح الكمبيوتر أو كتاب أو نحوه!!! والله أعلم
أحسن الله إليكم أظنه قياسا مع الفارق ؛ لأن من يطالع كتابا أو يتصفح النت يسمع القارئ الذي يقرأ عليه بوضوح ، ويرد عليه إن أخطأ وقد رأينا هذا كثيرا . والله أعلم
 
أحسن الله إليكم أظنه قياسا مع الفارق ؛ لأن من يطالع كتابا أو يتصفح النت يسمع القارئ الذي يقرأ عليه بوضوح ، ويرد عليه إن أخطأ وقد رأينا هذا كثيرا . والله أعلم
هذا الكلام فيه نظر!! يمكن للمقرئ أحيانا أن يشتغل بأمور سهلة، كفتح الكمبيوتر أو إغلاقه، أو النظر إلى عنوان كتاب مع التلميذ، أو الأكل القليل، أو نحو ذلك.
أما أن يتصفح الفيسبوك، أو يقرأ مشاركة ماتعة من الملتقى، أو يشاهد مقطعا من اليوتوب، فهذا لا يمكن وقت القراءة عليه، لأن الله تعالى يقول "ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه".
وقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خميصة لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة فلما انصرف قال : " اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي "
فإذا كانت خميصة ذات أعلام فقط ألهت النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاته، وهو رسول الله، فما فعل هذه الشبكة العنكبوتية التي جُمعت فيها فتن الشبهات والشهوات برجل مسكين يتربصه الشيطان ليصرفه عن تدبر القرآن واستماعه؟؟؟؟
 
أخي الحبيب
بارك الله فيك وزادك حرصا وغيرة على كتابه العزيز
وأظنك حسبت أخاك يدعو المقرئين إلى التساهل أو التشاغل بأمور أخرى حال الإقراء ، وليس الأمر كذلك ، فقط أردت أن أقول أنه ربما يحدث أحيانا ما أشرت إليه من بعض المقرئين ، لدقائق معدودة في جلسة الإقراء لا طوال الوقت ، ومن الأشياء اليسيرة لا كالتي ذكرت في مشاركتك من شبهات وشهوات ونحوها ، ومع ذلك يكون المقرئ منهم منتبها متيقظا غير غافل عن ما يقرأ عليه ؛ لما آتاه الله من حفظ وإتقان وضبط واستحضار ، والأكمل بلا خلاف ألا يفعل ذلك .
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى
 
4) حدَّثني غير واحد أحبتي عن بعض المقرئين المشهورين، أنه أقرأهم بالدَّور كل طالبٍ يقرأ آية غير التي قرأها الأول حتى ختموا، وأجاز الجميع، وبعضهم يعملها في إقراء الطيبة هكذا .
6) أثناء جمع القراءات يجعل جلسة لقالون مثلاً، ثم الثانية لورش بمقطع آخر، ثم الثالثة لابن كثير، بالمقطع الثالث.. وهكذا، وهذا كثيراً ما سمعنا ورأينا من بعضهم .
فهذه بعض أساليب التساهل في الإقراء في نظري، أرجو من مشايخي وأساتذتي وإخواني تقويم ما اعوج منها وتصحيحه، وإرشادي في ذلك .

هاتان طريقتان معروفتان يفعلهما بعض المقرئين ربما من باب الاختصار ، ولا أرى فيهما شيئا إن كان الطالب أمينا في نقله بعد ذلك ، فيُبَيِّن حين يؤدي الطريقة التي تحمَّل بها .
فيقول فالحالة الأولى : أخبرنا بالقراءات السبع أو العشر شيخنا فلان قراءةً عليه لبعض القرآن وسماعا لبقيته وإجازةً .
وفي الثانية يبين طريقة الجمع ، فيقول حال الأداء : أخبرنا قراءةً عليه للقراءات السبع أو العشر جمعا بالتحزيب وإجازةً .
والطريقة الثانية هذه ، مع صحتها وعمل المشايخ بها ، أقل من الأولى من حيث مرتبة التحمُّل - خاصة إن لم يقرأ الطالب غيرها - ؛ لأن الطالب - في هذه الحالة - لم يقرأ ولم يسمع بعض القرآن ببعض الروايات ، إنما يرويه إجازةً .
والله أعلم
 
سأذكر بعضاً من صور التساهل التي رأيتُها أو حدَّثني عنها بعض الإخوان ممن رأوا ذلك عند بعض مشايخ الإقراء:
5) إذا قرأ الطالب لحفص مصحفاً كاملاً ، فلا يلزمه في باقي القراء إلا بقراءة أوجه الخلاف، فمثلاً: رواية شعبة قد ينهيها بقراءة أوجه الخلاف بمجلس واحد، وهكذا بقية القرَّاء، وقد رأيتُ ذلك من بعضهم .
فهذه بعض أساليب التساهل في الإقراء في نظري، أرجو من مشايخي وأساتذتي وإخواني تقويم ما اعوج منها وتصحيحه، وإرشادي في ذلك .
أما رواية الحروف فلا بأس بها ، وقد فعلها المتقدمون بلا نكير ، فكم نرى في كتب القراءات من قولهم : "وروى الحروف عن فلان ، أو روى عنه الحروف فلان" ، وتبعهم بعض المتأخرين والمعاصرين على ذلك ، ولا أظنها تعد من باب التساهل ، ويمكن قياسها أيضا على الجمع بالحرف ، وهو مقبول ، فإن القارئ حينئذ لا يقرأ الأية مرة أخرى ، بل يقرأ الكلمة المختلف فيها فقط ، فيكون قد قرأ القرآن مرة واحدة ، وكلمات الخلاف فقط هي التي كررها .
فإن كان قرأ كما في المثال قرأ القرآن كاملا برواية حفص من قبل ، فلِمَ نلزمه بقراءته كاملا مرة أخرى إذا أراد قراءة حروف شعبة ؟! وخاصة أننا لا نلزمه بإعادة الآية حين يجمع بالحرف ، الفرق فقط أنه في حالتنا هذه يقرأ كلمات الخلاف في مجلس آخر ، بدلا من أن يعيدها مع الرواية الأخرى في المجلس الأول .
والله أعلم .
 
ومن صور التساهل أيضا عدم استحضار الشيخ للأوجه لكبره وضعفه.
قال الذهبي - رحمه الله - في الموقظة : "فمن تغير بسوء حفظ ، وله أحاديث معدودة قد أتقن روايتها : فلا بأس بتحديثه بها زمن تَغَيُّرِه ، ولا بأس بأن يجيز مروياته حال تغيره ، فإن أصوله مضبوطة ما تغيرت ." اهـ
ويقاس عليه المقرئ الذي ضعُف استحضاره ؛ لكبر سنه ، أو لقلَّة إقرائه ؛ فقد كان متقنا وصح تحمُّله قديما ، والقراءات متواترة محفوظة بحفظ الله وإن نسي الشيخ بعض أوجهها ، وعليه فإن كان الطالب عالما بالقراءات ذاكرا لها ، فلا بأس أن يقرأ على مثل الشيخ المذكور لعلو سنده مثلا ، ولا بأس بإجازته كذلك . والله أعلم .
 
ومن التساهل إجازة الطالب وهو لا يعرف بل لا يحفظ متنا في التجويد، وقد نبه العلماء وأهل الأداء على لزوم معرفة المتلقي للقرآن الكريم علم التجويد رواية ودراية.
لا تلازمَ بين التجويد العِلْمي والعَمَلي ، فقد تجد قارئا متقنًا لأحدهما دون الآخر ، والأولى الجمع بينهما بلا شك ؛ فمعرفة القواعد النظرية لعلم التجويد تفيد في تطبيقه ، ومَن جمع بين النظري والعملي يكون أحذقَ - غالبا - ممن اقتصر على العملي فقط ، وإن كان الأصل في القرآن التلقي والمشافهة ومحاكاة الطالب شيخه ، وإن لم يكن عالما بالقواعد النظرية .
وعليه ، فأقول : إن كان الطالب قد أحسن الترتيل ، وأقرَّه شيخه على أدائه ، ووقوفه وابتدائه ، فلا أرى إلزامه أو اشتراط بلوغه درجة عالية من الدراية ، وإلا فكيف كان سلفنا يقرؤون قبل تقعيد القواعد واستقرار المصطلحلات وانتشار المصنفات . والله أعلم .
 
كان شيخنا المقرئ عمر الريحان الدمشقي رحمه الله، يقرئنا في صباح كل يوم، وكان قيما على جامع بالصالحية بدمشق -فرج الله عنها-، فكان ربما قام يقم المسجد، وهو يستمع إلى قراءة طلابه، والمسجد فارغ والصوت عال، فيصحح من أقصى المسجد "فخم الراء.. رقق كذا ..".
 
مسألة إقراء اثنين وثلاثة في آن واحد
قال الإمام الذهبي في ترجمة المقرئ علم الدين السخاوي (تلميذ الإمام الشاطبي) شرح (الشاطبية) في مجلدين وشرح (الرائية) في مجلد وشرح (المفصل) في أربعة أسفار وله (جمال القراء) في مجلد و(منير الدياجي في تفسير الأحاجي) في مجلد، وفسر نصف الكتاب العزيز في أربع مجلدات، مات قبل إكماله.
قال القاضي في وفيات الأعيان: رأيته مراراً راكباً بهيمة إلى الجبل وحوله اثنان أو ثلاثة يقرؤون عليه دفعة واحدة في أماكن متفرقة من القرآن مختلفة، وهو يرد على الجميع
قلت: ما علمت أحداً من المقرئين ترخَّص في إقراء اثنين فصاعدا، إلا الشيخ علم الدين، وفي النفس من صح تحمل الرواية على هذا الفعل شيء، فإن الله ما جعل لرجل من قلبين في جوفه. ولا ريب في أن هذا العمل خلاف السنة، لأن الله تعالى يقول: ((وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا)) فإذا كان هذا يتلوا في سورة، وهذا في سورة، وهذا في سورة في آن واحد ففيه جملة مفاسد:
أحدها: زوال بهجة القرآن عند السامعين.
وثانيها: أن كل واحد يشوش على الآخر مع كونه مأموراً بالإنصات.
وثالثها: أن القارئ منهم لا يجوز له أن يقول: قرأت على الشيخ علم الدين وهو يسمع، ويعي ما تلوته، كما لا يسوغ للشيخ أن يقول لكل فرد منهم: قرأ عليَّ فلانٌ القرآن جميعه وأنا منصت لقراءته، فما هذا في قوة البشر، بل هذا مقام الربوبية، كما قالت أم المؤمنين عائشة:(( سبحان من وسع سمعه الأصوات)) وإنما يصح التحمل إجازة الشيخ للتلميذ ولكن تصير الرواية بالقراءة إجازة لا سماعاً من كل وجه.
وهذا ينطبق أيضاً على من كان يتصفح الكمبيوتر أو كتاب أو نحوه!!! والله أعلم

جزاكم الله خيرا..لدي سؤال لو كان القارئ متقنا للرواية وأخذها عن شيخ أقرأه بهذه الطريقة؛ أي معه اثنان أوثلاث طلبة في مجلس واحد هل يؤهله لإقراء طالب واحد وبنفس السند مع الإتقان والتركيز معه؟
 
جزاكم الله خيرا..لدي سؤال لو كان القارئ متقنا للرواية وأخذها عن شيخ أقرأه بهذه الطريقة؛ أي معه اثنان أوثلاث طلبة في مجلس واحد هل يؤهله لإقراء طالب واحد وبنفس السند مع الإتقان والتركيز معه؟
نعم يجوز للطالب أن يروي ويسند عن شيخه ؛ فقد أُجيز منه على كل حال ، أعني وإن فرضنا إن الشيخ الذي كان يُقرئ هذا الطالب قد فاته شيئ يسير أو لم يميِّز بعض الكلمات لسماعه من غيره في نفس الوقت ، فالإجازة تجبر هذا الفوت ، وبها يروي الطالب القرآن كاملا ، فقد أذن له شيخه في ذلك ، ولا أظن شيخا يقرئ أكثر من طالب الآن - وهو موجود وأعرف بعضهم - إلا من وجد في نفسه القدرة على ذلك ، والوارد عن السخاوي - رحمه الله - أنه كان يميز قراءة كل طالب عن الآخر ، والدليل ما نقله الشيخ مدثر - وفقه الله - أنه كان يردُّ على الجميع ، وهم يقرؤون في أماكن متفرقة من القرآن مختلفة ، إذن فهو شيئ ممكن ، وإن كان الأولى تركه . والله أعلم .
وإن نص الطالب بعد ذلك في إجازته لغيره على الطريقة التي تحمَّل بها هو عن شيخه من باب الورع فلا بأس ، فيقول مثلا : وأخبره أنني قرأت القرآن على شيخي فلان - وهو يسمعني وغيري - . وإن كنت أرى في ذلك شيئا من التكلف . والله أعلم .
 
جزاكم الله خيرا.
لدي سؤال آخر: ماهي ضوابط الإقراء عبر النت وإلى أي مدى تم اعتماد الأمر لدى أهل هذا الفن؟ وهل يلزم من أتقن وأخذ القراءات عبر النت أن يصرح بالأمر كلما أقرأ شخصا وأن يذكره في السند؟
أحتاجا مبحثا وافيا في المسـألة أرجو أن أجد الأجوبة لديكم.
 
جزاكم الله خيرا.
لدي سؤال آخر: ماهي ضوابط الإقراء عبر النت وإلى أي مدى تم اعتماد الأمر لدى أهل هذا الفن؟ وهل يلزم من أتقن وأخذ القراءات عبر النت أن يصرح بالأمر كلما أقرأ شخصا وأن يذكره في السند؟
أحتاجا مبحثا وافيا في المسـألة أرجو أن أجد الأجوبة لديكم.
وإياكم
أختي الفاضلة ،
هذا رابط الموضوع الذي سألتِ عنه ، فلتراجعيه مشكورة مأجورة
http://vb.tafsir.net/tafsir33988/
وإن بقي عندكِ بعض الأسئلة فتفضلي بها هنا أو في الموضوع المخصص
وفقكِ الله
 
من صور التشدد القديم ما روي عن الداني أنه قال "لم يمنعني من أن أقرا على أبي طاهر إلا أنه كان فظيعاً وكان يجلس للاقراء وبين يديه مفاتيح فكان ربما يضرب بها رأس القارىء إذا لحن فخفت ذلك فلم أقرأ عليه وسمعت منه كتبه" انظر غاية النهاية في طبقات القراء.
 
أبو محمد عبد الله بن محمد المعروف بالكواب كان .. يقرئ بالتجويد ويضبط على القراءة أشد ضبط، وقد قرأ عليه السبع جماعة فما أكملوها إلا في نحو اثني عشر عاما.
 
عودة
أعلى