أبو إسحاق الحضرمي
New member
نسمع كثيراً مَن يقول: إنَّ فلاناً متشدِّد في الإقراء، وآخر يُطلق على آخر متساهل في الإقراء . فما هي ضوابط التساهل أو التشدد في الإقراء ؟!
هل التساهل كقراءة رواية أو أكثر في ليلة واحدةٍ أو ثلاث ليال أو نحو ذلك ؟
أم التساهل هو إقراء أكثر من شخص في وقت واحد ؟
أم التساهل في ترك بعض الأحكام التجويدية أحياناً ؟
أم التساهل عدم التركيز على الحفظ كثيراً ؟
أم التساهل راجعٌ لتصدُّر المقرئ ولم يكن أهلاً للإقراء ؟
هذه بعض الأسئلة التي تدور حول تساهل بعض القرَّاء في الإقراء فيما ظهرت لي ، وأتوجَّه إلى مشايخنا في هذا الملتقى المبارك: في معرفة ضوابط هذا التساهل في الإقراء، ولاسيِّما وقد جاء عن بعض أئمتنا في التحذير من التساهل في الإقراء، فمن ذلك ما جاء عن الإمام الذهبي - رحمه الله - في ترجمة محمد بن أحمد بن سعود، المعروف بابن صاحب الصلاة، قال ابن الأبَّار: لم آخذ عنه لتسمُّحه في الإقراء والإسماع، سامح الله له ) . قال الذهبي: قلتُ: وأنا رأيتُ له ما يدلُّ على تسمُّحه بخطه أنَّ بعض القرَّاء قرأ عليه في ليلة واحدة ختمةً كاملةً برواية قالون ) - معرفة القراء الكبار 1/1199 - . وانظره في غاية النهاية لابن الجزري 2/88.
وجاء في ترجمة محمد بن علي بن صلاح المعروف بالحريري: وتصدَّر للإقراء، قرأ عليه محمد ابن شيخنا ابن اللبان وغيره ، جالسني كثراً ، ولم يكن بالماهر ) . غاية النهاية 2/203 .
وجاء في ترجمة محمد بن عبد الله بن سليمان أبو عبد الله الكلبي: وكان أميَّاً لا يكتب ولم يكن بالضابط ولا ممن يعرف الأداء ، وكان عنده كتب سمعها من أبي أحمد فكانت تُقرأ عليه، أقرأ الناس بالقيروان وببلده ) . غاية النهاية 2/179 .
وجاء في ترجمة ابن الوثيق إبراهيم بن محمد الأندلسي: أن الشيخ مكين الدين الأسمر دخل يوماً إلى الجامع الجيوشي بالإسكندرية فوجد شخصاً واقفاً وسط صحنه وهو ينظر إلى أبواب الجامع فوقع في نفس المكين الأسمر أنه رجل صالح وأنه يعزم للرواح إلى جهته ليسلم عليه ففعل ذلك وإذا به ابن وثيق ولم يكن لأحد منهما معرفة بالآخر ولا رؤية فلما سلَّم عليه قال له: أنت عبد الله بن منصور، قال: نعم، قال: ما جئت من المغرب إلا بسببك لاقرئك القراءات، قيل: فابتدأ عليه المكين الأسمر تلك الليلة الختمة بالقراءات السبع من أولها وعند طلوع الفجر إذا به يقول من الجنة والناس فختم عليه الختمة جمعاً بالقراءات السبع في ليلة واحدة ) غاية النهاية 1/25، 1/460 .
فبعد عرض بعض التساؤلات وبعض النماذج من حال القرَّاء حول تساهل القرَّاء، أعود على بدء إلى مشايخي الكرام وأخوتي الفضلاء أهل القرآن لأقول: ما هي ضوابط التساهل في الإقراء ؟
ملاحظة: وسيُلحق ما ذكرتُه - إن شاء الله - بعدة تساؤلات ونماذج للتشدد في الإقراء بمثل هذا، لكن بعد الإجابة والنقاش حول التساهل أولاً - استفدتُ في بعض هذا مما كتبه الدكتور محمد بن فوزان العمر - وفقه الله - حول الموضوع -
هل التساهل كقراءة رواية أو أكثر في ليلة واحدةٍ أو ثلاث ليال أو نحو ذلك ؟
أم التساهل هو إقراء أكثر من شخص في وقت واحد ؟
أم التساهل في ترك بعض الأحكام التجويدية أحياناً ؟
أم التساهل عدم التركيز على الحفظ كثيراً ؟
أم التساهل راجعٌ لتصدُّر المقرئ ولم يكن أهلاً للإقراء ؟
هذه بعض الأسئلة التي تدور حول تساهل بعض القرَّاء في الإقراء فيما ظهرت لي ، وأتوجَّه إلى مشايخنا في هذا الملتقى المبارك: في معرفة ضوابط هذا التساهل في الإقراء، ولاسيِّما وقد جاء عن بعض أئمتنا في التحذير من التساهل في الإقراء، فمن ذلك ما جاء عن الإمام الذهبي - رحمه الله - في ترجمة محمد بن أحمد بن سعود، المعروف بابن صاحب الصلاة، قال ابن الأبَّار: لم آخذ عنه لتسمُّحه في الإقراء والإسماع، سامح الله له ) . قال الذهبي: قلتُ: وأنا رأيتُ له ما يدلُّ على تسمُّحه بخطه أنَّ بعض القرَّاء قرأ عليه في ليلة واحدة ختمةً كاملةً برواية قالون ) - معرفة القراء الكبار 1/1199 - . وانظره في غاية النهاية لابن الجزري 2/88.
وجاء في ترجمة محمد بن علي بن صلاح المعروف بالحريري: وتصدَّر للإقراء، قرأ عليه محمد ابن شيخنا ابن اللبان وغيره ، جالسني كثراً ، ولم يكن بالماهر ) . غاية النهاية 2/203 .
وجاء في ترجمة محمد بن عبد الله بن سليمان أبو عبد الله الكلبي: وكان أميَّاً لا يكتب ولم يكن بالضابط ولا ممن يعرف الأداء ، وكان عنده كتب سمعها من أبي أحمد فكانت تُقرأ عليه، أقرأ الناس بالقيروان وببلده ) . غاية النهاية 2/179 .
وجاء في ترجمة ابن الوثيق إبراهيم بن محمد الأندلسي: أن الشيخ مكين الدين الأسمر دخل يوماً إلى الجامع الجيوشي بالإسكندرية فوجد شخصاً واقفاً وسط صحنه وهو ينظر إلى أبواب الجامع فوقع في نفس المكين الأسمر أنه رجل صالح وأنه يعزم للرواح إلى جهته ليسلم عليه ففعل ذلك وإذا به ابن وثيق ولم يكن لأحد منهما معرفة بالآخر ولا رؤية فلما سلَّم عليه قال له: أنت عبد الله بن منصور، قال: نعم، قال: ما جئت من المغرب إلا بسببك لاقرئك القراءات، قيل: فابتدأ عليه المكين الأسمر تلك الليلة الختمة بالقراءات السبع من أولها وعند طلوع الفجر إذا به يقول من الجنة والناس فختم عليه الختمة جمعاً بالقراءات السبع في ليلة واحدة ) غاية النهاية 1/25، 1/460 .
فبعد عرض بعض التساؤلات وبعض النماذج من حال القرَّاء حول تساهل القرَّاء، أعود على بدء إلى مشايخي الكرام وأخوتي الفضلاء أهل القرآن لأقول: ما هي ضوابط التساهل في الإقراء ؟
ملاحظة: وسيُلحق ما ذكرتُه - إن شاء الله - بعدة تساؤلات ونماذج للتشدد في الإقراء بمثل هذا، لكن بعد الإجابة والنقاش حول التساهل أولاً - استفدتُ في بعض هذا مما كتبه الدكتور محمد بن فوزان العمر - وفقه الله - حول الموضوع -