ماهية التفسير الموضوعي وكيفية البحث فيه

إنضم
01/03/2006
المشاركات
144
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
[align=justify]

تمهيد التفسير الموضوعي ويشتمل على:-

• أولاً: تعريف التفسير الموضوعي.

• ثانياً: نشأة التفسير الموضوعي.

• ثالثاً: أنواع التفسير الموضوعي.

• رابعاً: أقسام التفسير الموضوعي.

• خامساً: أسباب ظهور التفسير الموضوعي.

• سادساً: أهمية التفسير الموضوعي.

• سابعاً: طريقة البحث في التفسير الموضوعي





التمهيد: التفسير الموضوعي وأهميته:
التفسير الموضوعي يمكن القول عنه أنه علم حديث، لم يكن معروفاً كعلم مستقل فيما سبق، وإن كانت وجدت له لبنات، أشار إليها علماؤنا الأفاضل من خلال أقول النبي  أو أصحابه من بعده، أو التابعين من بعدهم.
ولم يفرد سابقا لهذا العلم مصنفات كغيره من العلوم، وإنما جاء في ثنايا بعض العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم وعلومه.
وفي هذه الكلمة الموجزة يود الباحث أن يعرض لبعض النقاط الموضحة الدقيقة لحقيقة هذا العلم، من حيث تعريفه، وأهميته، واختلافه عن أنواع التفسير الأخرى وأنواع هذا التفسير.
• أولا: تعريف التفسير الموضوعي:
لعل أشمل تعريف وقف عليه الباحث لهذا العلم مما ذكره الدكتور مصطفى مسلم بقوله: " هو علم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية من خلال سورة أو أكثر" (1).
• ثانيا: نشأة علم التفسير الموضوعي:
لم يظهر مصطلح " التفسير الموضوعي" إلا في القرن الرابع عشر الهجري إلا أن لبنات هذا اللون من التفسير وعناصره الأولى كانت موجودة منذ عصر التنزيل في حياة رسول الله  (2).
وبما أن التفسير الموضوعي ظهر حديثاً؛ لذا لم يتكلم المفسرون السابقون عن قواعده وخطواته وألوانه، ولكن العلماء والباحثين المعاصرين أقبلوا عليه يدرسونه ويقصدونه ويتحدثون عن قواعده وأسسه وكيفيته.
فظهرت مؤلفات كثيرة في هذا المجال ومنها كتاب " الأشباه والنظائر" لمؤلفه مقاتل بن سليمان البلخي المتوفى سنة 150هـ وذكر فيه الكلمات التي اتحدت في اللفظ واختلفت دلالاتها حسب السياق في الآية الكريمة.


وإلى جانب هذا اللون ظهرت دراسات تفسيرية لم تقتصر على الجوانب اللغوية بل جمعت بين الآيات التي تربطها رابطة واحدة أو تدخل تحت عنوان معين، كالناسخ والمنسوخ لأبي عبيد القاسم بن سلام التوفي سنة 224هـ ولازال هذا الخط مستمر إلى يومنا هذا(1).
وقد توجهت أنظار الباحثين إلى هدايات القرآن الكريم حول معطيات الحضارات المعاصرة وظهور المذاهب والاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية، والعلوم الكونية والطبيعية.
ومثل هذه الموضوعات لا تكاد تتناهى فكلما جد جديد في العلوم المعاصرة، التفت علماء المسلمين إلى القرآن الكريم ليسترشدوا بهداياته وينظروا في توجيهات الآيات الكريمة في مثل هذه المجالات(2).
• ثالثا: أنواع التفاسير من حيث منهج المفسرين:
أنواع التفاسير كثيرة ولكن يمكن حصرها في نوعين:
النوع الأول: التفسير الموضعي التجزيئي: وهو الذي يرجع فيه المفسر إلى موضوع واحد من القرآن الكريم، متتبعا الآيات في سورها، إما بالمأثور أو بالرأي المحمود، وإما أن يكون تحليلياً، أو إجمالياً عند الاختصار، أو مقارنا بين تفاسير مع بعضها.
النوع الثاني: التفسير الموضوعي: وهو التي يلتزم به المفسر مصطلحا أو موضوعاً أو سورة من القرآن الكريم ويقيم منها بناء متكاملاً.
• رابعا: أقسام التفسير الموضوعي:
ويمكن حصر أقسام هذا التفسير في ثلاثة أقسام:
القسم الأول: التفسير الموضوعي للمصطلح القرآني: بحيث يختار الباحث لفظة أو مصطلحاً، تتكرر في القرآن كثيراً، فيتتبعها من خلال القرآن، ويأتي بمشتقاتها ويستخرج منها الدلالات واللطائف.
القسم الثاني: التفسير الموضوعي لموضوع قرآني: بحيث يختار الباحث موضوعاً من القرآن، له أبعاده الواقعية في الحياة أو العلم أو السلوك.....، مما يفيد المسلمين منه ويشكّل منه موضوعا معينا، يخرج بخلاصة تساعد على حل مشاكل المسلمين ومعالجة أمورهم.
القسم الثالث: التفسير الموضوعي للسور القرآنية: وهو أن يختار الباحث سورة من القرآن، تكون مدار بحثه – وهذا موضوع الباحث في هذا البحث – ويخرج منها بدراسة موضوعية متكاملة(1).
وهناك نوع رابع من أنواع التفسير الموضوعي وهو: [ التفسير الموضوعي للقرآن الكريم متكاملا]، بحيث تتضافر جهود عدد من الطلاب للبحث في الوحدة الموضوعية للقرآن الكريم، وإخراجه في صورة واقعية وإلى حيز الوجود.
وهذه فكرة طيبة، تحتاج إلى من يتبناها ويدعّمها، ويحوطها بالعناية لتكون لبنة طيبة في هذا المجال الجديد.
• خامسا: أسباب ظهور التفسير الموضوعي:
إن من أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور التفسير الموضوعي هي:
1- تجدد حاجات المجتمع وبروز أفكار جديدة ونظريات علمية حديثة لا يمكن تغطيتها ورؤية حلول صحيحة لها إلا باللجوء إلى التفسير الموضوعي، والطبيعة العامة لهذا العصر حيث شهد تحكم الجاهلية في العالم وقيادتها للبشرية وانتفاش الكفر، والآراء الجاهلية الكافرة ووصولها إلى عقول المجتمعات الإسلامية وتصعيد الغزو الفكري ضد المسلمين بشتى الوسائل المرئية والمسموعة، مما دعت الحاجة من المفكرين المسلمين من التوجه إلى القرآن الكريم وتدبّره واستخراج حقائقه ودلالاته التي فيها تفنيد هذه الأفكار الضالة الكافرة الغازية ومواجهتها ووقاية المسلمين من شرورها، وفي هذا حسن إدراك المفكرين المسلمين المعاصرين لمهمة القرآن الجهادية في المواجهة، مثل قوله تعالى:{ فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبير}( الفرقان:52).


2- الوضع العام المحزن للمسلمين في هذا العصر، حيث تم القضاء على الخلافة الإسلامية وأقصي الإسلام عن الحكم والتوجيه، ونشأت مناهج حياة في بلاد المسلمين على أسس غير إسلامية، وأصبح الإسلام غريباً في مؤسساته، مما دعا العلماء المسلمين إلى العودة إلى القرآن والالتزام به وتطبيق توجيهاته ومبادئه في حياتهم.
3- مواكبة التطور العلمي المعروف في هذا العصر، حيث شهد العصر الحديث تجوع العلماء والباحثين إلى مزيد من التخصص الدقيق، والتعمق المنهجي العلمي وتجميع الجزيئات المتفرقة في اطر عامة موحدة(1).
4- إصدار أعمال علمية موضوعية عامة تتعلق بالقرآن وألفاظه وموضوعاته ساعدت هذه الدراسات المعجمية العلمية الباحثين في القرآن الكريم وسهلت عليهم استخراج الموضوعات القرآنية من السور والآيات.
5- التفات أقسام التفسير في الدراسات العليا في الكليات الشرعية والجامعية وتشجيع طلاب العلم إلى الكتابة في التفسير الموضوعي والبحث في الموضوعات القرآنية(2).

• سادسا: أهمية التفسير الموضوعي:
التفسير الموضوعي هو تفسير العصر والمستقبل وله أهمية كبرى عند المسلمين وحاجتهم إليه ماسة، وهذا التفسير يحقق للمسلمين فوائد عديدة من حيث صلتهم بالقرآن وتعرفهم على مبادئه وحقائقه، وتشكيل تصوراتهم وتكوين ثقافتهم، ومن حيث عملهم على إصلاح أخطائهم وتكوين مجتمعاتهم، والوقوف أمام أعداء الإسلام(3).
وتبرز أهمية التفسير الموضوعي في:
1- حل مشكلات المسلمين المعاصرة وتقديم الحلول لها على أسس حث عليها القرآن الكريم.
2- تقديم القرآن الكريم تقديماً علمياً منهجياً لإنسان هذا العصر، وإبراز عظمة هذا القرآن وحسن عرض مبادئه وموضوعاته، واستخدام المعارف والثقافات والعلوم المعاصرة أداة لهذا الغرض.
3- بيان مدى حاجة الإنسان المعاصر إلى الدين عموماً وإلى الإسلام خصوصاً، وإقناعه بأن القرآن هو الذي يحقق له حاجاته ومتطلباته.
4- يقوم العلماء والباحثون بالوقوف أمام أعداء الله وتفنيد آرائهم وأفكار الجاهلية(1).
5- عرض أبعاد ومجالات آفاق جديدة لموضوعات القرآن، وهذه الأبعاد تزيد إقبال المسلمين على القرآن.
6- إظهار حيوية وواقعية القرآن الكريم حيث إنه يصلح لكل زمان ومكان فلا ينظر الباحثون إلى موضوعات القرآن على أنها موضوعات قديمة نزلت قبل خمسة عشر قرنا، وإنما يعرضونها في صورة علمية واقعية تناقش قضايا ومشكلات حية.
7- التفسير الموضوعي يتفق مع المقاصد الأساسية للقرآن الكريم، ويحقق هذه المقاصد في حياة المسلمين.
8- التفسير الموضوعي أساس تأصيل الدراسات القرآنية وعرضها أمام الباحثين عرضاً قرآنياً منهجياً وتصويب هذه الدراسات وحسن تخليصها مما طرأ عليها من مشارب وأفكار غير قرآنية.
9- عن طريق التفسير الموضوعي يستطيع الباحث أن يبرز جوانب جديدة من وجود إعجاز القرآن الذي لا تنقضي عجائبه.
10- تأهيل الدراسات القرآنية وتصحيح مسارها.
11- بالتفسير الموضوعي ينفذ الباحثون أمر الله بتدبر القرآن الكريم وإمعان النظر فيه وإحسان فقهه وفهم نصوصه(2).



• سابعاً: طريقة البحث في التفسير الموضوعي:
الخطوات المرحلية المتدرجة التي يراها للسير في التفسير الموضوعي لسورة واحدة(1):
1- ذكر اسم السورة التوقيفي، وإذا كان لها أكثر من اسم توقيفي يذكرها، ويبين حكمة تسميتها بذلك الاسم، ويلاحظ الصلة بين اسمها التوقيفي وبين موضوعها العام.
2- معرفة اسم السورة الاجتهادي سواء أطلقه عليها علماء سابقون، أو تمكن هو من إدراكه والربط بين اسمها الاجتهادي وبين موضوعها.
3- تحديد زمان ومكان نزول السورة، وهل هي مكية أم مدنية؟.
4- بيان جو نزول السورة، وهل نزلت في المرحلة المتقدمة أو المرحلة المتوسطة أو المتأخرة من مرحلة الدعوة الإسلامية في عهدها المكي أو المدني؟.
5- تحديد أهداف السورة الأساسية ومقاصدها الرئيسة، واستخراج هذه الأهداف والمقاصد من خلال القراءة الواعية المتدبرة لآيات السور عدة مرات، والاستدلال على كل هدف أو مقصد يسجله بمجموعة من آيات السورة.
6- التعرف على موضوع السورة الرئيس، ثم التعرف على محاور السورة وخطوطها الرئيسة وربط هذه المحاور والخطوط مع عمود السورة والاستشهاد على ذلك بآيات السورة.
7- ربط السورة بما قبلها من السور حسب ترتيب المصحف من حيث التناسب في الموضوع العام لكل منها.
8- تقسيم السور الطويلة والمتوسطة إلى أقسام وبيان مقدمة السورة وأقسامها وخاتمتها وتوزيع آياتها على الأقسام.
9- إذا لم يتيسر تقسيمها إلى أقسام، تقسم إلى وحدات أساسية وذكر موضوع كل وحدة وآياتها وبيان الصلة بين تلك الوحدات.
10- استخلاص أهم حقائق السورة والدلالات التي نقررها، والإشارة إلى أبعاد السور الواقعية وكيفية معالجتها لمشكلات الإنسان المعاصرة.
11- الإطلاع على تفسير السور في أمهات الكتب كتفاسير، ابن كثير وسيد قطب و لمعرفة تفسيرها التحليلي في هذه التفاسير.[/align]
 
بارك الله فيك أخي الحبيب سلطان الفقيه

وجازاك الله خيرا
 
نشكر الأخ عدنان على جهده ولعلي اضيف بعض مصادر التفسير الموضوعي من بينها
كتاب نظم الدرر للبقاعي
النبأ العظيم عبد الله دراز
البداية في التفسير الموضوعي عبد الحي الفرماوي
السنن التاريخية في القرآن محمد باقر الحكيم
في ظلال القرآن ، التصوير الفني في القرآن الكريم لسيد قطب
الوحدة الموضوعية في القرآن الكريم محمد محمود حجازي .
دراسات في التفسير الموضوعي زاهر بن عواض الألمعي .
المدخل الي التفسير الموضوعي عبد الستار فتح الله سعيد
مباحث في التفسير الموضوعي مصطفى مسلم
التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق . صلاح الخالدي .
التفسير الموضوعي نظرية وتطبيقا ،أحمد رحماني .
تجميع آيات الموضوع لآيات القرآن الكريم، نوح أحمد محمد
نحو تفسير موضوعي لسور القرآن الكريم ، محمد الغزالي .
الأساس في التفسير، لسعيد حوى
التفسير الموضوعي للقرآن الكريم ،سميح عاطف الزين .
تفسير حبنكة الميداني .

كما نشر في الجزائر كتاب في الشهر السابق بعنوان دروس في التفسير الموضوعي " التنظير للمنهج " للدكتوره صونيا وافق أستاذ التفسر الموضوعي بجامعة الأمير الإسلامية
 
بارك الله فيك أخيتي الفاضلة

جهد تشكرين عليه اخيتي

جازاك الله خيرا
 
عودة
أعلى