ماهو التوجيه اللغوي عند المفسرين لأقوالهم في تفسير قوله تعالى : ( فضحكت ) ؟

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
قال تعالى : ( وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ) .
قال بعض المفسرين ضحكت للبشارة بالولد !
كيف ؟ والبشارة جاءت بعد الضحك في الآية !
 
قال بعض المفسرين ضحكت للبشارة بالولد ! كيف ؟ والبشارة جاءت بعد الضحك في الآية !

بشارتين ، لابراهيم عليه السلام ، فسمعتها سارة رضى الله عنها ، ثم بشرت (بشارة خاصة لها ) .. فالضحك كان من البشارة الاولى قوله تعالى { فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28) } (سورة الذاريات ).

والله اعلم
 
{وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71)}[هود:69-70-71]
الفعل (ضحكت) ورد مرة واحدة في القرآن الكريم ، وفي هذا السياق . فالقصة تبدأ بهذه المقدمة {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ} وهي مقدمة لما يأتي من الكلام ، وكما يقول سيد قطب : " ولا يُفصح السياق عن هذه البشرى إلا في موعدها المناسب بحضور امرأة إبراهيم ! " ويقول كذلك : " وإبراهيم يدرك ما وراء إرسال الملائكة إلى قوم لوط ! ولكن حدث في هذه اللحظة ما غير مجرى الحديث : {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ} .. وربما كان ضحكها ابتهاجا بهلاك القوم الملوثين ، { فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} ..
فمن خلال السياق يتبين أن الضحك سببه ما رأت وما سمعت من الملائكة في شأن قوم لوط .
يقول سيد طنطاوي : " والمراد بالضحك هنا حقيقته . أي : فضحكت سروراً وابتهاجاً بسبب زوال الخوف عن إبراهيم ، أو بسبب علمها بأن الضيوف قد أرسلهم الله لإِهلاك قوم لوط ، أو بهما معا "

والله أعلم وأحكم
 
أساتذتي الكرام
هل أنا واهم في تصور أن من المفسرين من قال : فضحكت أي لسماعها البشارة بالولد ؟
فإن أسعفني أحد بالجواب يحسن إلي وإلا رجعت إلى التفاسير بعد بضعة أيام، ونعود إلى السؤال حينها.
وأما مناقشة الأوجه الأخرى من كلام المفسرين فلي عندها بعض التساؤلات :
- القول بأن ضحكها لزوال الخوف عن ابراهيم عليه السلام .
أليست هي أحرى بالخوف من إبراهيم ؟ كما أن زوال الخوف ليس مدعاة للتبسم في العادة !
- القول بأن ضحكها لسماعها خبر قرب نزول العذاب بقوم لوط .
أليس هذا مدعاة إلى الذهول والوجل لا التبسم ؟
كما جاء في الآيات التي بعدها ( فلما ذهب عن إبراهيم الروع ) و ( يجادلنا في قوم لوط ) و ( يا إبراهيم أعرض عن هذا ) و ( وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ) .
هذا والله أعلم وأسأله تعالى أن يجزيكم خيرا .
 
جزيت خيرا أستاذنا د. عبدالرحيم
- أحسب أن القول بأن معنى ضحكت أي حاضت قول مستبعد .
- كما أن القول بأن المعنى ضحكت تعجبا من البشارة بالولد يرد عليه الإستشكال نفسه الذي أوردته على أن المعنى ضحكت سرورا بالبشارة بالولد ، وهو أن الضحك سابق للبشارة .
- ولا أرى حاجة لتكلف الجمع بين الآية في سورة هود والآية في سورة الذاريات إذ لا تعارض بينهما موجود أصلا.
 
وكيف لا تضحك من هلاك قوم لوط ، وهلاكهم يعتبر بشرى لكل نساء العالم .
قوم بدلوا السنة الإلهية وعطلوا التمتع بالمرأة حتى أصبحت بضاعة بائرة في عالمهم ، مصداقا لقوله تعالى : {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79)}[هود:78-79]
هلاك قوم لوط معناه الرجوع إلى الفطرة الطاهرة الحلال : المرأة للرجل والرجل للمرأة . وهذا ما أضحك امرأة إبراهيم عليه الصلاة والسلام .
جاء خبر الهلاك ، فضحكت فبشروها بالولد . وهي دلالة واضحة : خبر الهلاك ، الضحك ، الخصوبة ، وتستمر الحياة من جديد على الفطرة الطاهرة .
ضحكت وحُق لها أن تضحك ، بينما إبراهيم عليه الصلاة والسلام جادل في قوم لوط ؛ لأن نظرته تختلف : {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ}[هود:75] .

والله أعلم وأحكم
 
ما أوردته أستاذي عبدالكريم في 7 يبدو لي أنه أقوى أقوال أهل التفسير وبينه وبين غيره من الوجوه بون لا يخفى، لكني شخصيا أجد في فهمه صعوبة وإشكالا كما بينت قبل ، فكيف يرد الابتسام لسماع خبر عذاب الله يوشك أن ينزل بقوم مكانا ليسوا منهم ببعيد ؟
ألم يرد عند أحد من المفسرين أنها ضحكت لما علمته من أن ضيوف زوجها هم ملائكة من الله منزلين على بيت إبراهيم عليه السلام وأهل بيته سيما أنها واقفة تباشر ضيافتهم وإن من وراء ستار كما اجتهد بعضهم في الوصف ؟
فكان مناسبا مقابلة سرورها بهم وحلولهم في بيت الزوجية أن اتجهت إليها الملائكة مبشرة إياها بالولد وهي لا ولد لها ، خلاف ابراهيم عليه السلام فله أولاد من غيرها.
هذا والله أعلم .
 
أخي الكريم ، الملائكة لا تحابي أحدا ، ولا تكافئ أحدا .
إنهم مكلفون برسائل وأعمال معينة بلغوا كلا منها في حينه وكما أراد الله تعالى .

والله أعلم وأحكم
 
وكيف فهمت يا أستاذي أن الملائكة تحابي أو تكافيء أحدا ؟ ماهذا الكلام ؟
الملائكة مكلفة بالنزول على بيت ابراهيم عليه السلام وإخباره بما كلفهم الله عزوجل به من إنزال العذاب بقوم لوط وأن زوجه سارة ستنجب له الولد !
 
أخي فهمت ذلك من قولك : " فكان مناسبا مقابلة سرورها بهم وحلولهم في بيت الزوجية أن اتجهت إليها الملائكة مبشرة إياها بالولد وهي لا ولد لها ، خلاف ابراهيم عليه السلام فله أولاد من غيرها. "
وإن لم تكن عن قصد .

مع فائق التقدير والاحترام
 
الملائكة مأمورة في كل ماتقول وتفعل ، ولكن الأحداث تتابعها فيه تناسب مع سياق الكلام ، فكان مما يقوي الوجه المذكور أن السرور بحضور الملائكة منزل زوجها جاء بعده اتجاه الملائكة لها بالبشارة .
هذا ماقصدته ، وشكرا لفضيلتكم على التنبيه .
 
أقترح عليكم منهجا في فهم القصة .
فنحن نعلم أن الله صرَّف القصص القرآني ، حيث نجد القصة الواحدة جاءت بأشكال هي في الحقيقة متكاملة فيما بينها .
إذن ، أقترح النص الوارد في سورة هود والنص الوارد في سورة الذاريات ، ونحاول أن نوفق بينهما ونخرج بالنتيجة .
 
النص الأول من سورة هود :
{وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ (73)}
النص الثاني من سورة الحجر :
{وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ (55) قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56) }
النص الثالث من سورة الذاريات :
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ (25) فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (27) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) قَالُوا كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30)}
 
أظن الأخ عبدالكريم يقترح هذا التصور:
وقعت بشارتان:
في البشارة الأولى (سمعت) وفي الثانية (استمعت)

لنتخيل المشهد،،
خافت على زوجها من " القوم المنكرون "
وقفت قريباً من الباب (بدافع الفضول، الخوف على زوجها، البيت ضيق..)
سمعت بشارة الملائكة لزوجها (سورة الذاريات)
صكت وجهها وقالت - أو تساءلت - متعجبة: عجوز عقيم تلد؟
فنادوها وبشروها هي (سورة هود)
تأكدت بعد أن استمعت في المرة الثانية من أن ما سمعته في المرة الأولى لم يكن تهيؤات فضحكت وقالت: يا ويلتا...

* وقعت البشارة مرتين
الأولى لإبراهيم عليه السلام أصالة وهي سمعت بها تبعاً
والثانية لها أصالة واستمعت إليها
وقد ضحكت بعد الثانية (التأكد) رغم أنها سمعت الأولى.
 
من خلال الآيات يتبين أن :
ضيوف إبراهيم عليه السلام هم ملائكة مكرمون مرسلون إليه من الله سبحانه وتعالى .
سلموا عليه فرد عليهم السلام {فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} ، { فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (27)} . ذهب إلى أهله وهيأ الأكل ، فما لبث أن جاء بعجل سمين مشوي ، فقربه إليهم ، لكن لم تصله يد الضيوف فقال لهم متعجبا : ألا تأكلون ؟ {فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً} ، وعبر عن خوفه بقوله : {قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ} ، { قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28)} . وتفسره بتفصيل : { قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ (55) قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56)} ، في هذه اللحظة كانت امرأة إبراهيم عليه السلام قريبة منهم حيث سمعت ما دار بينهم في شأن البشرى : { وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) } ، عند ذلك : { فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) قَالُوا كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30)} . في الأول ضحكت عندما سمعت البشرى وكانت قائمة ، فأقبلت نحوهم صائحة فلطمت وجهها متعجبة وقالت : عجوز عقيم ! ؟ فأكد لها الملائكة أن الأمر لله تعالى وهو الحكيم في صنعة العليم بخلقه .
وبهذا من خلال تصريف القصص في القرآن الكريم نستطيع أن نركب الحلقات المتتابعة - وهو عمل اجتهادي صرف ، يعتمد على السياق – ومنه يتبين من خلال هذه القصة أن الضحك كان على إثر سماع البشرى .

والله أعلم وأحكم
 
أساتذتي الكرام
القصة واحدة في جميع المواضع وإنما جاءت في كل موضع بتصوير فيه زيادة مشهد أو نقص مشهد أو جاءت بوجه بلاغي آخر في سياق القصة ..
الأمر الذي لا يمكنني تصوره ولم يمر علي أن أحدا من أهل التفسير أو ممن كتب في تأصيله وقرر قواعده قال به هو أن : تكرار القصة في مواضع عديدة من القرآن هي قصة مقطعة في تلك المواضع وفي كل موضع يذكر جزء من القصة والجزء الذي يليه يوجد في الموضع الآخر ، وهكذا ..
ليس الأمر كذلك في القصص القرآني ، والله أعلم .
إنما تكرار القصص في القرآن جاء لحكم عظيمة عديدة ليس هذا موضع سوق كلام أهل العلم في ذلك، لكن الأمر عندي كذلك أنه وجه من وجوه الإعجاز البلاغي في القرآن فحيثما قرأ في هذا الكتاب قاريء فإن رسالة واضحة تبلغه تدعوه للإيمان والإستسلام وتحذره من الكفر وعاقبته .
نعود إلى الآيات الواردة في نزول الملائكة ضيوفا على إبراهيم عليه السلام قبل توجههم لتنفيذ أمر الله بإنزال العذاب بقوم لوط ، إن كل مشهد زائد في موضع لا يمكن ترتيب وقته إلا في سياق الآيات نفسها التي ذكرت فيه القصة ولا يمكن قص هذا المشهد من موضع ولزقه في موضع آخر جاء في سياق آيات أخرى ، لأن ذلك يتطلب دليلا عليه ولا دليل .
آمل من أساتذتي الأفاضل التوجيه والإفادة .
 
مداخلة لا علاقة لها بموضوع النقاش:
{ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ } [هود:71]
في هذه الآية العظيمة دلالة قاطعة أن الذبيح إسماعيل وليس إسحق ، فالبشرى لم تكن فقط بإسحق بل بذريته وبابنه يعقوب عليهما السلام فكيف يكون الذبيح وقد سبق البشارة بذريته قبل مولده ؟؟ فهنا نعلم بأن اسحق كان موعوداً بالحياة والذرية فلم يكن ليوحى لأبيه خلاف ما وعد الله في بشارته لسارة والله أعلم.
 
و اضافة لما ذكرت ، اخي عدنان ، ان التسمية باسحاق ويعقوب ، كانت من عند الله ، فسماهم الله سبحانه وتعالى ، والفائدة الثانية أن سارة رضى الله عنها ، عاشت حتى رأت ولد ولدها عليهما السلام.

والله اعلم
 
من خصائص القصص القرآني أن عددا منه تم تصريفه على مساحات قد تقل وقد تتسع ، مثال ذلك قصة موسى عليه السلام . وبعض القصص جاءت دفعة واحدة بكل جزئياتها مثل قصة يوسف عليه السلام .
والقصص التي تم تصريفها ، نستطيع أن نحصل على جزئياتها بواسطة تجميعها وليس تركيبها .
وبما أننا مازلنا في موضوع قصة إبراهيم عليه السلام ، نعطي مثالا لذلك :
من هم ضيوف إبراهيم ؟ مرسلون / مكرمون / ملائكة {إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ}
البشارة وقعت مرتين : في الأول لإبراهيم / وفي المرة الثانية لامرأته
وضعية امرأة إبراهيم : كانت داخل البيت { فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ} ثم بعدها كانت واقفة {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ} ثم أقبلت نحوهم {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ}.
ما هو الدليل على أن الوقوف كان سابقا على الإقبال ، تؤكده الآيتان : {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)}
فعندما سمعت ما دار بين إبراهيم والملائكة من موضوع البشرى ضحكت فبشروها ، عندها أقبلت نحوهم مطلقة صيحة وضربت وجهها وقالت متعجبة : {عجوز عقيم} وهو كلام مختصر تفسره الآية { قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ} . عندها شرح لها الملائكة أن الأمر لله ولا عجب في ذلك ؛ لأنه هو القادر على كل شيء وهو الذي يتصرف بحكمة وعلم {قَالُوا كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} .
من خلال هذا المثال يتبين : أن القرآن يفسر بعضه بعضا . وأن فهم القصص القرآني لا يتم بواسطة تركيب القطع . بل يتم من خلال فهم الآيات باعتبار السياق ، والدلالات المعبرة عن جزئيات القصة من خلال مجموع الآيات التي تتناول نفس الموضوع . أضف إلى ذلك أن كل تغطية للقصة يجيء في موضعه الخاص الذي يؤدي مهمة معينة ، من خلال جو السورة والحالة النفسية التي يعيشها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، مصداقا لقوله تعالى : { وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ}[هود:120] .

والله أعلم وأحكم
 
استاذي الفاضل عبدالكريم عزيز نفع الله بعلمه
أن القرآن يفسر بالقرآن فذلك أمر مسلم به لا جدال فيه ولا مراء ، ولكن في إعمال وتطبيق هذه القاعدة يقع التوفيق ويقع الجنوح عنه أيضا .
لازلت -أخي المبارك- لا أجد فيما تقول دليلا من أي وجه على أن البشارة سابقة لضحك سارة !
بل أجد أنك لم تعد في عرضك أن قمت بالتركيب الذي منعته - ومنعك له صحيح .
ولعل من عنده إضاءات علمية تساعد على تجلية الأمر إضافة على ما أفادنا به الأستاذ عبدالكريم - جزاه الله خيرا - يتصدق علينا بها .
 
جاء في المنار :
{ وَٱمْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ } [هود: 71] وكانت امرأة إبراهيم في تلك الحال قائمة أي واقفة - ولعل قيامها كان للخدمة - فضحكت قيل تعجباً مما رأت وسمعت، وقيل سروراً بالأمن من الخوف أو بقرب عذاب قوم لوط لكراهتها لسيرتهم الخبيثة، وقيل تعجباً من البشارة بالولد وهذا يكون أولى إن كانت البشارة قبل الضحك، والظاهر أنها بعده لعطفها عليه بالفاء وهو { فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ } وزعم الفراء أن فيه تقديماً وتأخيراً، ولا مقتضى ولا مسوغ له، لأن لضحكها أسباب ذكرنا بعضها وزاد غيرنا عليها، على إن بشارتها كانت بالتبع لبشارة بعلها وهو المقصود بالذات وصرح به في سور الحجر والصافات والذاريات خاصا به، أي بشرناها بالتبع لتبشيره بإسحاق، ومن بعد إسحاق يعقوب يعني أنه سيكون لإسحاق ولد أيضاً. قرأ ابن عامر وحمزة وحفص (يعقوب) منصوبا بفعل مقدر تفسره قرينة الكلام كوهبناها من وراء إسحاق يعقوب .
انتهى .
قوله والبشارة لها جاءت تبعا لبشارة ابراهيم عليه السلام قول أجده متكلفا !

 
التخريج اللغوي الوحيد الذي وجدته عند المفسرين أن هناك تقديم وتأخير في الكلام .
فهل لأهل اللغة من الإخوة الأعضاء كلام هنا ؟
 
التخريج اللغوي الوحيد الذي وجدته عند المفسرين أن هناك تقديم وتأخير في الكلام .
فهل لأهل اللغة من الإخوة الأعضاء كلام هنا ؟

التقديم والتأخير في الآية قال به وهب بن منبه وغيره
ورد هذا القول ابن كثير في تفسيره حيث قال:
(... وقال وهب بن منبه: إنما ضحكت لما بشرت بإسحاق. وهذا مخالف لهذا السياق؛ فإن البشارة صريحة مرتبة على ضحكها).
فرد -رحمه الله- قول وهب بن منبه -رحمه الله- لمخالفته لأصل ترتيب السياق؛ لأن قوله يقتضي القول بأن الآية من المقدم الذي معناه المؤخر فيكون معنى الكلام: وامرأته قائمة فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب فضحكت وقالت: ياويلتى أألد وأنا عجوز ...
ووجه رد هذا القول هو مخالفته أصل الترتيب مع عدم تعذر حمل المعنى عليه، فلا يقال بالتقديم والتأخير إلا إذا تعذر حمل المعنى على أصل الترتيب
وهنا يمكن حمل المعنى على أصل ترتيب الآية، فالبشارة مترتبة على الضحك لا العكس؛ لأنها عطفت على الضحك بالفاء العاطفة التي تقتضي الترتيب والتعقيب.
 
يقول البقاعي (ت:885 ه) : " { وامرأته } أي جاءته الرسل بالبشرى أي ذكروها له والحال أن زوجة إبراهيم التي هي كاملة المروءة وهي سارة { قآئمة } قيل : على باب الخيمة لأجل ما لعلها تفوز به من المعاونة على خدمتهم ، فسمعت البشارة بالولد التي دل عليها فيما مضى قوله { بالبشرى } { فضحكت } أي تعجبت من تلك البشرى لزوجها مع كبره ، وربما ظنته من غيرها لأنها - مع أنها كانت عقيماً – عجوز ، فهو من إطلاق المسبب على السبب إشارة إلى أنه تعجب عظيم { فبشرناها } أي فتسبب عن تعجبها أنا أعدنا لها البشرى مشافهة بلسان الملائكة تشريفاً لها وتحقيقاً أنه منها { بإسحاق } تلده { ومن وراء إسحاق يعقوب } أي يكون يعقوب ابناً لإسحاق . والذي يدل على ما قدّرته - من أنهم بشروه بالولد قبل امرأته فسمعت فعجبت - ما يأتي عن نص التوراة ، والحكم العدل على ذلك كله قوله تعالى في الذاريات { قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها } [ الذاريات : 28-29 ] - الآية . "
 
أما أنا فقد وجدت ضالتي في مشاركة شيخنا الدكتور عبدالرحمن المطيري - جزاه الله خيرا - واستقر عندي أن البشارة مرتبة على الضحك ، والله أعلم .
وينبني على هذا عندي أن وجه الضحك لا ينبغي أن يناقض هذا الترتيب .
ولي أن أسأل أيضا ألا يعد وجها قويا أن يكون ضحك سارة بسبب انكشاف حال الضيوف لها ولزوجها أي كونهم من ملائكة الله المقربين وقد حلوا عليهم ضيوفا وحالها قائمة تباشر ضيافتهم ؟ وحسبك بهم ضيوفا مكرمين مبجلين ومباركين ، وحسبك بذلك مدعاة للضحك سرورا وحبورا.
 
منهج البقاعي في تفسير معنى (فضحكت) :
1 - استطاع البقاعي أن يتوقف عند مفردة (فضحكت) ويفسرها بـ : (تعجبت) . وهو ما أكده الراغب الأصفهاني في مفرداته : " {وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ}[هود:71] ، وضَحِكُهَا كان للتّعجّب بدلالة قوله : {أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ}[هود:73] ، ويدلّ على ذلك أيضا قوله : {أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ} إلى قوله : {عَجِيبٌ}[هود:72] ." من ذلك يتبين أن الضحك كان للتعجب .
2 – أما مفردة :" { قآئمة } قيل : على باب الخيمة لأجل ما لعلها تفوز به من المعاونة على خدمتهم ، فسمعت البشارة بالولد التي دل عليها فيما مضى قوله { بالبشرى } ."
وذلك لأن الترتيب التسلسلي كان كالتالي : البشرى لإبراهيم – الضحك – البشرى لسارة – تساؤلها عن تعذر وقوع هذه البشرى – اطمئنانها – خبر إهلاك قوم لوط .
وكأن كل ما حدث في القصة لسارة هو حدث اعتراضي فقط . ويؤكده قوله تعالى :
{ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى} ، {قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم (53) قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون (54) قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين (55) قال ومن يقنط م رحمة ربه إلا الضالون (56) } . وهذه هي البشرى الأولى الموجهة إلى إبراهيم والتي سمعتها سارة عندما كانت قائمة وضحكت من أجلها متعجبة ، {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ (73)} .
كانت سارة قائمة فسمعت البشرى لزوجها فضحكت تعجبا فوجهوا لها البشرى تشريفا لها فأقبلت نحوهم وحالها يدل على أنها أشد تعجبا { فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) قَالُوا كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30)} .
وهذا هو الجزء الأول من المشهد ، ويتبعه خبر إهلاك قوم لوط : { قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ} ، { فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ }[هود:74] .
3 – البقاعي يعطينا تبريرا لاختياره عندما يقول : " والذي يدل على ما قدّرته - من أنهم بشروه بالولد قبل امرأته فسمعت فعجبت - ما يأتي عن نص التوراة ، والحكم العدل على ذلك كله قوله تعالى في الذاريات { قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها } [ الذاريات : 28-29 ] - الآية . " باعتماده على ما جاء في التوراة ويصدقه القرآن الكريم . وأعتقد أن ما جاء من تعليل لضحك سارة على لسان وهب بن منبه عندما قال : " ضحكت لما بشرت بإِسحاق ، وهي كبيرة " له علاقة بما يوجد في التوراة ويصدقه القرآن كما أكد البقاعي .

والله أعلم وأحكم
 
نعم هناك تقديم وتأخير.
أي :فبشرناها فضحكت
ومثله :فدنا فتدلى.أي :فتدلى فدنا.
وهذا المذهب معروف في لغة العرب،وله شواهد.
وليتك ترجع إلى تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة فقد تطرق له وأثاره.
 
ما قاله وهب بن منبه يفهم حسب سياق إسرائيلي . فقوله : " ضحكت لما بشرت بإِسحاق ، وهي كبيرة " فهو يعني ما جاء في سفر التكوين 18 : "وقالوا له : أين سارة امرأتك ؟ فقال : ها هي في الخيمة . فقال : إني أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك ابن . وكانت سارة سامعة في باب الخيمة وهو وراءه . وكان إبراهيم وسارة متقدمين في الأيام ، وقد انقطع أن يكون لسارة عادة كالنساء . فضحكت سارة في باطنها قائلة : أبعد فنائي يكون لي تنعم وسيدي قد شاخ ؟ فقال الرب لإبراهيم : لماذا ضحكت سارة ؟ هل يستحيل على الرب شيء ؟ " وهذا بالضبط ما عناه البقاعي عندما أكد لنا أن القرآن يصدقه .
ولذلك كان تعليق ابن كثير على قول ابن منبه بقوله : " وقال وهب بن منبه : إنما ضحكت لما بشرت بإسحاق . وهذا مخالف لهذا السياق " تعليق غير صحيح ؛ لأنه لو تحقق من مصدر هذه المعلومة الإسرائيلية كما فعل البقاعي ، لعلم أنه يعني بكلامه : أنها بُشرت من خلال سماعها لما دار بين الضيوف وزوجها فضحكت ، فتم إبلاغها بالبشارة المباشرة {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ (73)}[هود:71-72-73] .

والله أعلم وأحكم ، والحمد لله رب العالمين
 
احسنت اخي عبد الكريم احسنت وبارك الله فيك ، وحتى السياق في سوره هود نجده يشهد لهذا المذهب وان ضحكها كان له علاقة ببشارة ابراهيم عليه السلام السابقة ، وحواره مع الملائكة ({ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) } (سورة هود ) ، فالضحك وعلاقته بالبشارة واضحة للعطف السببي الذي يربط بينهما ، واسؤا الاقوال على الاطلاق في رايى القول بالتقديم والتاخير بلا دليل سوي الاستحسان ،ويليه في السوء من قال أن ضحكها كان بسبب هلاك قوم لوط ، وهي رضي الله عنها ، زوجة خليل الله عليه السلام وفي بيت النبوة وتعرف تماما، مايعني الهلاك من عند الله فلا مدعاة للضحك في هذه المسألة المؤلمه ، ولا معنى للضحك في هذا الموقف سوي الشماته وهذا لاينسب ابدا لزوج خليل الله عليه السلام ، { فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75) } (سورة هود ) هذا هو خلق ابراهيم عليه السلام وزوجه ساره رضي الله عنها .
وختاما انتبه اخي محمد ال الاشرف للعطف لانني لاحظتك تركزمكتفيا بسياق السورة فقط ، والايات القبلية والبعديه وهو اصل صحيح ولكن اين إعمال الروابط بين الكلمات في الاية الواحده ، فلها دور لايغفل في تحديد وتوجيه السياق ايضا ، وأشير كذلك لمسألة أخرى .. لن نستطيع تمييز مجرى الاحداث بين روابط وفواصل القصة الواحدة إلا بالسياق القراني وكما جاء وتقررفي الاصول وإلا فاتنا العلم الكثير وقد تكلم عنه اخونا عبد الكريم عزيز بتفصيل في مشاركاته السابقة .


والله اعلم
 
لا يا أخي الكريم عمر
ماهكذا نتناول كلام أهل العلم
فينبغي لنا أن لا نصم وجها من أوجه التفسير التي تناقلها أهل العلم بالسيء والأسوء !
وفي هذا الموضع لا نقول بأن شيئا من أقوال المفسرين باطل بل كلها لها وجه في التفسير...
وجل مبتغاي من إثارة النقاش أن يعينني الأساتذة والمشايخ في هذا الملتقى المبارك على ضبط العبارة لمعنى الآية المراد ترجمتها كي لا تحدث ارباكا عند القاريء في اللغة المترجم إليها ( والقاريء للترجمة - خاصة غير المسلم - حين يظهر له تناقض في سبك العبارة أو لا منطق في تركيب الكلام قد ينسبه إلى الله تعالى علوا كبيرا ولا يصل لذهنه أن الخطأ ناشيء من عند المترجم ) وحسبي أن أقف عند هذا الحد.
عفا الله عني وعنك .
 
وفي هذا الموضع لا نقول بأن شيئا من أقوال المفسرين باطل بل كلها لها وجه في التفسير...
بل باطله ولاوجه لها ،فالقول بالتقديم والتاخيرفي كتاب الله لازمه وجود ايات مقلوبه لانفهما الا بترتيب القلب ، والقول الثاني لازمه ان زوجة ابراهيم عليه السلام ، فيها خصلة من مساوي الاخلاق (الشماته ) ، ولايوجد نبي واحد عليهم السلام ، اظهر فرحه بهلاك قومه ، وكذلك الظن بزوجاتهم الصالحات .

وغفر الله لنا ولكم وللجميع
والله اعلم
 
أخي عمر تنبه وأقصر عن إنكار أصل صحيح وراسخ في لسان العرب.
ولست أدري أنى لك أن ترجم إسلوب القلب وتتحجج بأنه إعمل بالاستحسان راميا أنه تفسير بلاعلم!!!
نددت -حرصا-أن القلب إذا أجري سيلحق التفسير مالايحمد عقباه من العبث.
إلا أن الأمر لايحتمل كل هذا القلق...
وتفسير كتاب الله مركب رفيع وطريق فسيح لايتجشمه إلا الكبار بل وكبارالعلماء ومن أجله تورع بعض السلف من التصدر فيه.
وماذلك إلا أن التفسير يستلزم فهم القرآن الكريم وفق مافهمه من نزل فيهم.وهم العرب العرباء.
وتعلم يا أخي ماتورع فيه أبوبكر وعمر رضي الله عنهما في بعض ماطلب تفسيره.وماكان ذلك إلا أنه إشكال لغة وتساؤل وجه أهو في لغة العرب؟
أما تفسير تفسير كلام المفسرين فهذا مجال ليس هو التفسير الذي يسترهبه العلماء وسيتوقره الإئمة النجباء.
وعد واقرأ ماسطره ابن قتيبة رحمه الله في كتاب تأويل مشكل القرآن عند باب (المقلوب)ستر أن هنالك معاني كريمة ماتتهيأ إلا بإسلوب القلب.
بلغنا الله وإياك باحات العلم وجنات النعيم..
 
عودة
أعلى