مامعنى قوله تعالى:(فهو لكم)؟

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
قال الله تعالى:
(قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
جل أقوال المفسرين رحمهم الله تدور حول تفسير واحد مفاده :
قل (يا محمد ) لا أسأل لنفسي مالا على دعايتي لكم إنما أجري على الله فهو يثيبني على عملي , وقوله (فهو لكم) أي مالكم الذي تظنون أني أسعى له أجرا لقاء دعوتي إنما هو لكم ولا أريد منه شيئا.
اختار ما قدمه ابن جرير رحمه الله كنموذج لذلك المفهوم فيقول رحمه الله:
القول في تأويل قوله تعالى : قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47)
يقول تعالى ذكره: قل يا محمد لقومك المكذبيك، الرادين عليك ما أتيتهم به من عند ربك: ما أسألكم من جُعْلٍ على إنذاريكم عذاب الله، وتخويفكم به بأسه، ونصيحتي لكم في أمري إياكم بالإيمان بالله، والعمل بطاعته، فهو لكم لا حاجة لي به. وإنما معنى الكلام: قل لهم: إني لم أسألكم على ذلك جعلا فتتهموني، وتظنوا أني إنما دعوتكم إلى اتباعي لمال آخذه منكم. (انتهى كلامه رحمه الله)

ولكن الآية قد تحمل -والله أعلم- وجها آخر :
قل (يا محمد ) ما (موصولة بمعنى الذي) أسألكم من عبادة وتوحيد إنما أنتم من ينتفع به ( فهو لكم ) وليس لي انتفع به فالله يجزل ثواب عبادته ويقرر لكم اجرها وانا كذلك يؤتيني أجري على عملي الذي شهد كل دقائق الفعل لا يخفى عليه منه شيء سواء كان من عملي أو من أعمالكم.
وبمعنى آخر : إن كنتم تظنون أن الذي ادعوكم لاتباعه أجر لقاء دعوتي فهذا غير صحيح إنما مردود أجره لكم ومقابل فعله في موازين أعمالكم لا ينالني إلا ما يؤجرني الله عليه من عمل اؤديه وهو سبحانه شهيد على كل شيء .
والله اعلم
 
جزاك الله خيرا أخي عدنان.
ألا يحتمل أن يكون الكلام المقدر المحذوف هو:
(إني ما سألتكم على تبليغي إياكم الرسالة جعلا تؤدونه إلي، فإن زعمتم أني سألتكم على ذلك جعلا فهو لكم، مردود عليكم لا حاجة لي به)؟
وهذا عندي يلتأم به السياق أكثر من حمل المعنى على أنه رد لظن يراودهم.
والله أعلم.
 
بارك الله فيكم اخي محمد
هو وجه أيضا ، ففي السيرة من عرض قريش مالا وسيادة على النبي صلى الله عليه وسلم أن قريشا حين قالوا لأبي طالب هذه المقالة ، بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له : يا ابن أخي ، إن قومك قد جاءوني ، فقالوا لي كذا وكذا ، للذي كانوا قالوا له ، فأبق علي وعلى نفسك ، ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق ؛ قال : فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد بدا لعمه فيه بداء أنه خاذله ومسلمه ، وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عم ، والله لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله ، أو أهلك فيه ، ما تركته قال : ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبكى ثم قام ، فلما ولى ناداه أبو طالب ، فقال : أقبل يا ابن أخي ، قال : فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : اذهب يا ابن أخي ، فقل ما أحببت ، فوالله لا أسلمك لشيء أبدا .
فيتسق هذا المفهوم مع ما تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم من مغريات ومحاولات لصرفه عن الدعوة للتوحيد والاسلام ، فيكون الضمير في قوله (فهو لكم) عائدا على ما عرضوه من جعل وكلها معان وجيهة تقلب فيها رسول الله في دعوته ، وقد كان نفي سؤال الأجر (وما أسألكم عليه أجرا) أتت بصيغ متعددة في أحد عشر موضع منها ما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم ومنها ما يتعلق بإخوانه الأنبياء في رسالتهم لأقوامهم ، ذلك أن أول ما يتبادر لذهن من يبعث فيهم الرسول هو أنه يرمي للحصول على المال والرياسة او الحصول عليهما معا فيكذبونه ويؤذونه لحرمانه مما يرمي اليه - في اعتقادهم- فكان من أوائل التطمينات والاحتجاجات هو نفي الرغبة في الدنيا وحطامها سواء كأجر لترك الدعوة ، أو أجر يحصده النبي لقاء العبادات أو ملك يسوده على قومه جراء نبوته ، فتكون الحجج والدعايات التي يردها النبي تشمل الرد على كل تلك الاحتمالات فتعددت بذلك أوجه المعاني لذات اللفظ والتركيب اللغوي.
والله اعلم
 
لم لا يكون هذا من باب الترغيب لهم بدخول الدين والقبول به والاستسلام لامر الله ، فما يقدمه الانسان في النهاية سيكون له يفيده يوم القيامة ... فهو لكم...
 
التكسب من الدين شبهة تنفر من الانبياء ، فينبغي نفيها ودفعها لأن استقرارها في اذهان المدعوين يفسد الرسالة فوجب دفعها ودرءها عن أن تلتصق بالرسالة والآية في أصلها نفي وليست اثبات (ما سألتكم من أجر) فلا أتبين ماهو وجه الترغيب في النفي !
 
عودة
أعلى