مامعنى أو في قوله تعالى:(لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ)

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
قال تعالى : ( فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ).
بأي معنى جاءت ( أو ) هنا ؟
وعلى ماذا يحمل المعنى الإجمالي للآية ؟
 
لقد ضربت في العديد من التفاسير فوجدت فيها رأيين اثنين لمعنى [أو]
وأكثر المفسرين لم يلتفت لـ [أو] منفردة
حتى كتب إعراب القرآن لم تبين معنى [أو] أهي للتخيير أم للجمع أم بمعنى بل وغير ذلك من معاني [أو].

أما الرأي الأول: [ التخيير] فذهب إليه الزمخشري والشعراوي وغيرهما ، ولم يذكراه صراحة.
قال الزمخشري في الكشاف:
[FONT=&quot]أى: يتذكر ويتأمّل فيبذل النَّصَفَةَ من نفسه والإذعان للحق أَوْ يَخْشى أن يكون الأمر كما تصفان، فيجرّه إنكاره إلى الهلكة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
وقال الشعراوي:
[FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot]يَتَذَكَّرُ} أي: النعم السابقة فيؤمن بالمنعم {أَوْ يخشى} يخاف العقوبة اللاحقة، فيؤمن بالله الذي تصير إليه الأمور في الآخرة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]

أما الرأي الثاني : «أَوْ» لِمَنْعِ الْخُلُوِّ دُونَ الْجَمْع.
وذهب إلى هذا الرأي الشوكاني في فتح القدير وأبو السعود في إرشاد العقل السليم ، ومحمد الأمين في [حدائق الروح والريحان]
قال الشوكاني رحمه الله:
[FONT=&quot]وقيل: لعلّ ها هنا بمعنى الاستفهام. والمعنى[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT][FONT=&quot] فانظرا هَلْ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى، وَقِيلَ: بِمَعْنَى كَيْ. والتذكير: النَّظَرُ فِيمَا بَلَّغَاهُ مِنَ الذَّكَرِ وَإِمْعَانُ الْفِكْرِ فِيهِ حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ سَبَبًا فِي الْإِجَابَةِ، وَالْخَشْيَةُ هِيَ خَشْيَةُ عِقَابِ اللَّهِ الْمَوْعُودِ بِهِ عَلَى لِسَانِهِمَا، وَكَلِمَةُ «أَوْ» لِمَنْعِ الْخُلُوِّ دُونَ الْجَمْعِ[/FONT][FONT=&quot]
والمقصود بـ [منع الخلو] الاجتهاد في دعوته والصبر عليه وبذل أقصى الجهد طوال الوقت [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
وحقيقةً لا أدري لماذا أنكر الشوكاني ومن تابعه إمكانية إفادة [أو] الجمع ،
ولا أدري لماذا لم يلتفت شيوخنا شيوخ التفسير لمعنى [أو] فلم يبينوا أهي للجمع أم للتخيير.

وقد ذكر بعضهم أنه قد سبق في علم الله أنه لن يهتدي ، ولن يؤمن ، والأمر بدعوته هنا لإقامة الحجة عليه بإرسال الرسل.
فهل هذا هو السبب في إنكار الشوكاني إمكانية إفادة [أو] الجمع؟
فضلا عن أن الشوكاني وغيره قد انصرفوا عن إفادة [أو] التخيير فلم يذكروه من قريب أو من بعيد.
لا أظن أن ذلك هو السبب ، لأن وقت حصول الأمر كانت العاقبة في علم الله وهي غيب على المخاطبين وعلى هذا الاعتبار فإمكانية إفادة [أو] الجمع قائم ، وإمكانية إفادة [أو] التخيير قائم. هذا رأيي والله أعلم.
 
لقد ضربت في العديد من التفاسير فوجدت فيها رأيين اثنين لمعنى [أو]
وأكثر المفسرين لم يلتفت لـ [أو] منفردة
حتى كتب إعراب القرآن لم تبين معنى [أو] أهي للتخيير أم للجمع أم بمعنى بل وغير ذلك من معاني [أو].

أما الرأي الأول: [ التخيير] فذهب إليه الزمخشري والشعراوي وغيرهما ، ولم يذكراه صراحة.
قال الزمخشري في الكشاف:
أى: يتذكر ويتأمّل فيبذل النَّصَفَةَ من نفسه والإذعان للحق أَوْ يَخْشى أن يكون الأمر كما تصفان، فيجرّه إنكاره إلى الهلكة.
وقال الشعراوي:
}يَتَذَكَّرُ} أي: النعم السابقة فيؤمن بالمنعم {أَوْ يخشى} يخاف العقوبة اللاحقة، فيؤمن بالله الذي تصير إليه الأمور في الآخرة.

أما الرأي الثاني : «أَوْ» لِمَنْعِ الْخُلُوِّ دُونَ الْجَمْع.
وذهب إلى هذا الرأي الشوكاني في فتح القدير وأبو السعود في إرشاد العقل السليم ، ومحمد الأمين في [حدائق الروح والريحان]
قال الشوكاني رحمه الله:

وقيل: لعلّ ها هنا بمعنى الاستفهام. والمعنى: فانظرا هَلْ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى، وَقِيلَ: بِمَعْنَى كَيْ. والتذكير: النَّظَرُ فِيمَا بَلَّغَاهُ مِنَ الذَّكَرِ وَإِمْعَانُ الْفِكْرِ فِيهِ حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ سَبَبًا فِي الْإِجَابَةِ، وَالْخَشْيَةُ هِيَ خَشْيَةُ عِقَابِ اللَّهِ الْمَوْعُودِ بِهِ عَلَى لِسَانِهِمَا، وَكَلِمَةُ «أَوْ» لِمَنْعِ الْخُلُوِّ دُونَ الْجَمْعِ
والمقصود بـ [منع الخلو] الاجتهاد في دعوته والصبر عليه وبذل أقصى الجهد طوال الوقت

وحقيقةً لا أدري لماذا أنكر الشوكاني ومن تابعه إمكانية إفادة [أو] الجمع ،
ولا أدري لماذا لم يلتفت شيوخنا شيوخ التفسير لمعنى [أو] فلم يبينوا أهي للجمع أم للتخيير.

وقد ذكر بعضهم أنه قد سبق في علم الله أنه لن يهتدي ، ولن يؤمن ، والأمر بدعوته هنا لإقامة الحجة عليه بإرسال الرسل.
فهل هذا هو السبب في إنكار الشوكاني إمكانية إفادة [أو] الجمع؟
فضلا عن أن الشوكاني وغيره قد انصرفوا عن إفادة [أو] التخيير فلم يذكروه من قريب أو من بعيد.
لا أظن أن ذلك هو السبب ، لأن وقت حصول الأمر كانت العاقبة في علم الله وهي غيب على المخاطبين وعلى هذا الاعتبار فإمكانية إفادة [أو] الجمع قائم ، وإمكانية إفادة [أو] التخيير قائم. هذا رأيي والله أعلم.
 
اخي / محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعل : فيها معنى الترجي والاختيار بين امرين وكلاهما في الاية خير ، فلعل هنا متعلقة بفرعون ، ومعللة بلين القول الذي ينفى الموانع بين المرء وفهم القول ، فيرجى منه(بسبب القول اللين ) ويختار التذكر فيتعظ ويثوب أو لعله (يرجى منه ذلك فلا عذر له) يختار الخشية ، وهي العلم والخوف من الله ، (أو) عاطفة وفيها التغاير بين التذكر والخشيه، والترقي من الادني إلي الاعلى .



والله اعلم
 
جزاك الله خيرا شيخنا د. محمد الجبالي على مابينتم ووضحتم بارك الله فيكم ونفعنا بعلمكم .
قال الله تعالى في الآية التي تليها :
فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ.
وقال تعالى :
فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ.
وفي هذا تقوية لمعنى التخيير والله أعلم .
فقولا له قولا لينا يطمعكما في أن يتدبر ويعتبر فيؤمن أو أن يخشى أن يلحقه سخطنا وعقابنا في الدنيا فيرسل بني إسرائيل ليذهبوا معكما .

أخي عمر بارك الله فيكم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
للمفسرين في معنى لعل هنا كلام طويل ، ذكرت لك أعلاه ما أظن السياق يلتئم به أكثر ، والله أعلم بمراده.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقول وبالله التوفيق قد يكون الأمر له وجه آخر غير ما تفضلتم به يضاف لما سبق من أقوال:
الهدف الأساسي من الدعوة هو التذكرة يقول تعالى :
{ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ } [الواقعة:73]
{ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ } [الحاقة:12]
{ وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ } [الحاقة:48]
{ إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا } [المزمل:19]
{ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ } [المدثر:49]
{ كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ } [المدثر:54]
{ إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا } [الإنسان:29]
{ كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ } [عبس:11]

فرسالة موسى عليه السلام لفرعون هدفها حصول التذكرة فإن لم تحصل فلعلها تحصل الخشية لأن الخشية ستقوده حتما للتذكرة التي إن لم تحصل بدءا فقد تحصل الخشية التي ستنجم عنها التذكرة وتبيانا لذلك يقول تعالى :
{ إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَىٰ } [طه:3]
فكانت هذه الآية تبيانا للآية موضع البحث على الوجه الذي اوردته فالخشية تحصل معها التذكرة
فكأنما تقول الآية (لعله يتذكر ، فإن لم يتذكر فلعله يخشى فتحصل التذكرة بحصول الخشية)

والله أعلى وأعلم وصل اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم
 
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .
فهذا مجرد تعليق على الآية كما أفهمها :

لعله يتذكر ...إن كان غافلا عن الحق.
لعله يخشى ...إن كان مستعليا على الحق.

والله أعلم
 
الحمد لله خلق الأرض والسموات العلى:
====
"فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ"
تأتي هذه الآية في سياق تكليف الله سبحانه وتعالى للكليم موسى وأخيه هارون عليهما السلام وإرشادهما للقيام بأمر تبليغ الرسالة لفرعون رأس الطغيان وأمرهما بإلانة القول له عندما يأتيانه ويتلطفا في حسن عرض الأمر عليه:
من أنتما :"رسولا ربك".
وماذا تريدان :"أرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم".
وما يحملني: "جئناك بآية من ربك".
وماذا لي :"السلام على من اتبع الهدى".
وماذا علي :"العذاب على من كذب وتولى".
فمن لين الكلام اختصاره والقصد فيه وعدم استطالته فلا ينقطع الفرط في الحوار فيكون الضعف والخوار أو يحصل الضجر والتذمر والملل فيكون الغضب والهلاك.
ولا يحملنكما ما تلقيانه من عنته ورعونته فيفت في عضدكما فتقصرا في تذكيره نعمي وآلائي وإذكاره بطشي وسخطي وغضبي ولا يفتر عزمكما في تحقيق الأمر فقد جاوز الحد في طغيانه وظلمه.
فقولا له قولا لينا سهلا سلسلا لأجله يتذكر أو يخشى ولا ينقطع رجاؤكما فيه البتة بتذكر أو خشية.
والتذكر والخشية بدلالة قوله تعالى :" وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ" وقوله تعالى :"فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ".
وما انقطع رجاء ربه فيه كذلك :"حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ" وأجيب ساعتها :"آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ" فسبق القول بأنه من المفسدين.
والمتدبر لقصة الكليم موسى عليه السلام يعجب من ملازمة التخيير بأو لشأنه منذ الالتقاط :" عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا"
والتخيير بأو في المحصلة :"يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ" والتخيير بأو في ردة الفعل :"يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَىٰ".
ولله در هذا القرآن انظر كيف استحالت في حق الله وعادت إلى أصلها :" إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ".
فكل على بابه أتى والسبيل إلى تأليف الأقوال كان المنحى والله أعلم.
 
أحسن الله اليك انت قبلا اخي الاشرف ولعلي ادرجه كمثال في مبحث التاسيس لعلم التفسير المقارن بعد استكمال الادوات لهذا المثال.
كم اسعدني مباركتك يا طيب الطيبين
 
القول اللين والأغراض الدعوية:
فهمت ـ على قول ـ أن تنويع ما يتلازم يحسن فيما تدعو له الحاجة, ويصير في حكم المقابل الصالح للتخيير, وأفتقد هنا أمثلة وشواهد عربية على ذلك فهل يمكن لأحد الفضلاء إفادتي ؟
كما أيضا إذا كانت للتخيير فهل يمكن أن نقول أن أحدهما وهو التذكير قد حصل فقد قامت الحجة على فرعون وتذكر بعد غفلته عبوديته بعد دعواه الربوبية..في حين انتفت الأخرى ، فتكون لعل على باب التحقيق في أحدهما وتكون أو لتقسيم العاقبة فإما يستجيب بالخشية او تقوم عليه الحجة بالتذكير وقد جاءت في آيات من القرءان كمقصد من مقاصد الرسالة كقوله تعالى: " ذكّر, إنما أنت مذكر" ..؟؟
وشكرا.
 
كما أنبه إلى أن "أو" لم تأت بعد طلب وإنما هي جملة خبرية بدليل أن موسى عليه السلام ليس له أن يختار في عاقبة فرعون.. والتخيير يمتنع فيه الجمع, ويتعذر على ذلك امتناع اجتماع التذكير مع الخشية وهو صحيح, ويسلم بما اقترحته من كون أو للتقسيم التي تدخل على الجمل الخبرية والله أعلم
فما رأي الأساتذة الكرام في ما ذكرت ؟؟
بارك الله في الجميع.
 
عودة
أعلى