حتى كتب إعراب القرآن لم تبين معنى [أو] أهي للتخيير أم للجمع أم بمعنى بل وغير ذلك من معاني [أو].
أما الرأي الأول: [ التخيير] فذهب إليه الزمخشري والشعراوي وغيرهما ، ولم يذكراه صراحة.
[FONT="]أى: يتذكر ويتأمّل فيبذل النَّصَفَةَ من نفسه والإذعان للحق أَوْ يَخْشى أن يكون الأمر كما تصفان، فيجرّه إنكاره إلى الهلكة[/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]}[/FONT][FONT="]يَتَذَكَّرُ} أي: النعم السابقة فيؤمن بالمنعم {أَوْ يخشى} يخاف العقوبة اللاحقة، فيؤمن بالله الذي تصير إليه الأمور في الآخرة[/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="][/FONT]
أما الرأي الثاني : «أَوْ» لِمَنْعِ الْخُلُوِّ دُونَ الْجَمْع.
وذهب إلى هذا الرأي الشوكاني في فتح القدير وأبو السعود في إرشاد العقل السليم ، ومحمد الأمين في [حدائق الروح والريحان]
قال الشوكاني رحمه الله:
[FONT="]وقيل: لعلّ ها هنا بمعنى الاستفهام. والمعنى[/FONT][FONT="]:[/FONT][FONT="] فانظرا هَلْ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى، وَقِيلَ: بِمَعْنَى كَيْ. والتذكير: النَّظَرُ فِيمَا بَلَّغَاهُ مِنَ الذَّكَرِ وَإِمْعَانُ الْفِكْرِ فِيهِ حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ سَبَبًا فِي الْإِجَابَةِ، وَالْخَشْيَةُ هِيَ خَشْيَةُ عِقَابِ اللَّهِ الْمَوْعُودِ بِهِ عَلَى لِسَانِهِمَا، وَكَلِمَةُ «أَوْ» لِمَنْعِ الْخُلُوِّ دُونَ الْجَمْعِ[/FONT][FONT="]
والمقصود بـ [منع الخلو] الاجتهاد في دعوته والصبر عليه وبذل أقصى الجهد طوال الوقت [/FONT][FONT="][/FONT]
وحقيقةً لا أدري لماذا أنكر الشوكاني ومن تابعه إمكانية إفادة [أو] الجمع ،
ولا أدري لماذا لم يلتفت شيوخنا شيوخ التفسير لمعنى [أو] فلم يبينوا أهي للجمع أم للتخيير.
وقد ذكر بعضهم أنه قد سبق في علم الله أنه لن يهتدي ، ولن يؤمن ، والأمر بدعوته هنا لإقامة الحجة عليه بإرسال الرسل.
فهل هذا هو السبب في إنكار الشوكاني إمكانية إفادة [أو] الجمع؟
فضلا عن أن الشوكاني وغيره قد انصرفوا عن إفادة [أو] التخيير فلم يذكروه من قريب أو من بعيد.
لا أظن أن ذلك هو السبب ، لأن وقت حصول الأمر كانت العاقبة في علم الله وهي غيب على المخاطبين وعلى هذا الاعتبار فإمكانية إفادة [أو] الجمع قائم ، وإمكانية إفادة [أو] التخيير قائم. هذا رأيي والله أعلم.