بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم الاستاذ الفاضل المقصود قوله تعالى( ليواطئوا عدة ما حرم الله )
قال ابن كثير : (
هذا مما ذم الله تعالى به المشركين من تصرفهم في شرع الله بآرائهم الفاسدة ، وتغييرهم أحكام الله بأهوائهم الباردة ، وتحليلهم ما حرم الله وتحريمهم ما أحل الله ، فإنهم كان فيهم من القوة الغضبية والشهامة والحمية ما استطالوا به مدة الأشهر الثلاثة في التحريم المانع لهم من قضاء أوطارهم من قتال أعدائهم ، فكانوا قد أحدثوا قبل الإسلام بمدة تحليل المحرم وتأخيره إلى صفر ، فيحلون الشهر الحرام ، ويحرمون الشهر الحلال ، ليواطئوا عدة الأشهر الأربعة كما قال شاعرهم - وهوعمير بن قيس المعروف - بجذل الطعان:
لقد علمت معد أن قومي كرام الناس أن لهم كراما ألسنا الناسئين على معد
شهور الحل نجعلها حراما فأي الناس لم ندرك بوتر
وأي الناس لم نعلك لجاما
[ص:151 ]قالعلي بن أبي طلحةعنابن عباسفي قوله : (إنما النسيء زيادة في الكفر) قال : النسيء أنجنادة بن عوف بن أمية الكنانيكان يوافي الموسم في كل عام ، وكان يكنى "أبا ثمامة" ، فينادي : ألا إنأبا ثمامةلا يحاب ولا يعاب ، ألا وإن صفر العام الأول حلال . فيحله للناس ، فيحرم صفرا عاما ، ويحرم المحرم عاما ، فذلك قول الله : (إنما النسيء زيادة في الكفر) [ إلى قوله : ( الكافرين ) وقوله (إنما النسيء زيادة في الكفر) ] يقول : يتركون المحرم عاما ، وعاما يحرمونه .
وروىالعوفيعنابن عباسنحوه .
وقالليث بن أبي سليم، عنمجاهد، كان رجل منبني كنانةيأتي كل عام إلى الموسم على حمار له ، فيقول : يا أيها الناس ، إني لا أعاب ولا أحاب ، ولا مرد لما أقول ، إنا قد حرمنا المحرم ، وأخرنا صفرا . ثم يجيء العام المقبل بعده فيقول مثل مقالته ، ويقول : إنا قد حرمنا صفرا ، وأخرنا المحرم . فهو قوله : (ليواطئوا عدة ما حرم الله) قال : يعني الأربعة (فيحلوا ما حرم الله) لتأخير هذا الشهر الحرام )
وفقنا الله تعالى وإياكم.