ماذا قصد ابن الجوزي بـ الهيكل العلوي الخفيف وبالمركز السفلي الثقيل؟

إنضم
01/02/2016
المشاركات
707
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
الإقامة
مصر
ابن الجوزي: "ما أحسن مَا قَالَ بعض العرب إن البعرة تدل عَلَى البعير، فهيكل علوي بهذه اللطافة ومركز سفلي بهذه الكثافة أما يدلان عَلَى اللطيف الخبير"
(تلبيس إبليس) (1/ 40)

ماذا قصد ابن الجوزي بـ الهيكل العلوي الخفيف وبالمركز السفلي الثقيل؟
 
قد يقصد بالهيكل العلوي: الخلق العلوي العظيم الخفي عن أعين الناس ويشير به إلى عوالم الملائكة والجنة والنار والسماوات العلى، والمركز السلفي: يراد به الخلق المادي الكثيف الملموس المرئي من الناس كالارض والسماء والكواكب والأجسام والأجرام، والذي يستلزم النظر فيه الإيمان بالعالم العلوي اللطيف الخفي عن أعيننا بدلالة الخلق المادي الكثيف.
وكلاهما يدلان على الصانع العليم سبحانه وتعالى.

وقد يريد ابن الجوزي تنزيه الله عن التمثيل المتبادر للذهن بأن الكون كالبعرة التي لا بد لها من بعير خلفها، فنزه الله عن ذلك ونسب البعرة للكون الملموس والبعير للعالم اللطيف العلوي المسخر من الله تعالى.
والله تعالى أعلم
 
لا أظنه يحاول إقناع الدهرية عن طريق استخدام دليل خفي لا يرى.. فهذا يسمى مغالطة المنطق الدائرى.
 
الاجتزاء لا يفي بالغرض :

لو تتبعنا السياق الذي قال فيه ابن الجوزي هذه المقولة لاتضح المقال كما اسلفت بأنه يشير من جهة للخلق الملموس المادي ومن جهة للخلق الخفي كالعقل والنفس والروح ويستطرد في الاحتجاج بحجج عقلية بالغة:

ذكر تلبيسه عَلَى الدهرية:
قال المصنف قد أوهم إبليس خلقا كثيرا أنه لا إله ولا صانع وأن هذه الأشياء كانت بلا مكون وهؤلاء لما لم يدركوا الصانع بالحس ولم يستعملوا فِي معرفته العقل جحدوه وهل يشك ذو عقل فِي وجود صانع فَإِن الإنسان لو مر بقاع ليس فيه بنيان ثم عاد فرأى حائطا مبنيا علم أنه لا بد لَهُ من بان بناه فهذا المهاد الموضوع وهذا السقف المرفوع وهذه الأبنية العجيبة والقوانين الجارية عَلَى وجه الحكمة أما تدل عَلَى صانع وما أحسن مَا قَالَ بعض العرب إن البعرة تدل عَلَى البعير فهيكل علوي بهذه اللطافة ومركز سفلي بهذه الكثافة أما يدلان عَلَى اللطيف الخبير ثم لو تأمل الإنسان نفسه لكفت دليلا ولشفت غليلا فَإِن فِي هَذَا الجسد من الحكم مَا لا يسع ذكره فِي كتاب ومن تأمل تحديد الأسنان لتقطع وتقريض الأضراس لتطحن واللسان يقلب الممضوغ وتسليط الكبد عَلَى الطعام ينضجه ثم ينفذ إِلَى كل جارحة قدر مَا تحتاج إليه من الغذاء وهذه الأصابع التي هيئت فيها العقد لتطوي وتنفتح فيمكن العمل بِهَا ولم تجوف لكثرة عملها إذ لو جوفت لصدمها الشيء القوي فكسرها وجعل بعضها أطول من بعض لتستوي إذا ضمت وأخفي فِي البدن ما فيهقوامه وهي النفس التي إذا ذهبت فسد العقل الذي يرشد إِلَى المصالح وكل شيء من هذه الأشياء ينادي أفي اللَّه شك وإنما يخبط الجاحد لأنه طلبه من حيث الحس ومن الناس من جحده لأنه لما أثبت وجوده من حيث الجملة لم يدركه من حيث التفصيل فجحد أصل الوجود ولو أعمل هَذَا فكره لعلم أن لنا أشياء لا تدرك إلا جملة كالنفس والعقل ولم يمتنع أحد من إثبات وجودهما وهل الغاية إلا إثبات الخلق جملة وَكَيْفَ يقال كيف هو أَوْ مَا هو ولا كيفية لَهُ ولا ماهية ومن الأدلة القطعية عَلَى وجوده أن العالم حادث بدليل أنه لا يخلو من الحوادث وكل مَا لا ينفك عَن الحوادث حادث ولا بد لحدوث هَذَا الحادث.


فهود يستدل بالملموس على الخفي الغير محسوس.
وبكلاهما على وجود الله تعالى وهذا دليل ظاهر وخفي يقودان لصانع حكيم، ولكن خفاء الدليل ممكن الادراك عن طريق الحوادث الظاهرة وهذا سيّد ادلة المؤمنين على وجود الله.
 
"هيكل علوي بهذه اللطافة ومركز سفلي بهذه الكثافة أما يدلان عَلَى اللطيف الخبير"
لاحظ "يدلان".
"العلوي" هنا دليل، لا "مستدل عليه". فزعمت في كلامك أنه "خفي عن أعين الناس"! ثم ناقضت نفسك وقلت "ليس دليلا خفياً". كل هذا التخبط نابع من خطأ تفسيرك الأول لكلامه.
 
أسمو و اترفع عن الرد عليك لسوء ادبك الذي اعرفه من السابق ولكن ظننت أنك تحليت بشيء منه فوجدتك قد فقدت ما تبقى منه، وفوق أنك لا تفهم ولا تفقه، وبدلا من أن تستوضح فأنت تضلّل وتجهّل كما يفعل اقرانك من الملحدين الذين تعلمتَ منهم سوء الخلق.
سلاماً
 
لا بأس. إن لم تستطع شيئا فدعه لمن هو أعلم به.
ابن الجوزي هنا يستدل على وجود الله بـ المهاد الموضوع والسقف المرفوع.. المركز السفلي والهيكل العلوي..الأرض والسماء. لا بالملائكة والجنة أمام ملحدين منكرين لها أصلا!
 
السلام عليكم
أظن والله أعلم هو يقصد جسم الإنسان لأنه بعدها قد قال : ( ثم لو تأمل الإنسان نفسه لكفت دليلا ولشفت غليلا فإن في هذا الجسد من الحكم ما لا يسع ذكره في كتاب ومن تأمل تحديد الأسنان لتقطع وتقريض الأضراس لتطحن واللسان يقلب الممضوغ وتسليط الكبد على الطعام ينضجه ثم ينفذ إلى كل جارحة قدر ما تحتاج إليه من الغذاء .......)
، أي الهيكل العلوي اللطيف يقصد به اللحم والمركز السفلي الكثيف يقصد به العظم ، وثم هنا جائت لمزيد من التفصيل غير الهيكل والمركز .
والله أعلم
 
لحم وعظم؟! يبدو أن كتب القدماء صارت طلاسم منغلقة!

راعوا السياق التاريخي للمصطلحات الفلكية يرحمكم الله!
 
أظن يقصد بها السماوات و الأرض، لأن البعرة تدل على البعير كما أن خلق السموات و الأرض دليلان متناقضان(السماء يقابلها الارض و الليل يقابله النهار، كما ان السفلي يقابلها العلوي و الخفيف يقابله الثقيل)لخلق الله يدلان على وجود الله..

قوله تعالى : إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) سورة الاعراف 190


لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم قام يصلي، فأتاه بلال يؤذنه بالصلاة، فرآه يبكي فقال: يا رسول الله، أتبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر! فقال: يا بلال، أفلا أكون عبدًا شكورًا، ولقد أنزل الله عليَّ الليلة آية: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} ثم قال: ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها) رواه ابن حبان في "صحيحه".

و الله أعلم
 
عودة
أعلى