Follow along with the video below to see how to install our site as a web app on your home screen.
ملاحظة: This feature may not be available in some browsers.
حقيقة شدني الموضوع وأردت أن أبحث فوجدت أن الجبال جاءت موصوفة بلفظ "رواسي" في كل المواضع في القرآن ، ولم تأت بلفظ "راسيات" ولا مرة واحدة:
(وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )(3) الرعد
(وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) (19)الحجر
(وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (15) النحل
(وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) (31) الأنبياء
(أَمْ مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) (61)النمل
(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) (10) لقمان
(وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ) (10) فصلت
(وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (7) ق
(وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا) (27) المرسلات
ولم تأت لفظة " راسيات" إلا في آية واحدة صفة للقدور :
(يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) سبأ(13).
فهل من توجيه ؟
الجمع على السالم من المنطقى أن يكون أقرب إلى الاسم حيث أصبح كالعلم ؛ ثم هو -لو صح قولك - كان يجب أن يكون من الثلاثى حيث هو الأصل لا من المزيد الذى اختل فيه أصل الفعل بالزيادةأن العرب لم تجمع اسم الفاعل من الفعل الثلاثي المزيد الا على السالم وفي هذا دليل على أن السالم أقرب الى الفعل من التكسير. فكلمة "مسلم" مثلاً لا تجمع الا على السالم، فهي مشتقة من الفعل "أسلم" وهو مزيد من الثلاثي "سلم" . وتجمع على "مسلمون" وليس لها جمع تكسير.
وأظن أن القرآن لايقول بالصفة -رواسى - كناية عن الأصل - الجبال -......هذا فى حالة تقديرنا أن النص -والجبال الرواسى ألقاها -فنقول أنه حذف الجبال واكتفى بذكر كناية عنها .
والله أعلم
وفى النهاية يظل السؤال - ولو على فرض صحة أن التقدير : جبال رواسى - لماذا هذه قدور راسيات وهذه جبال رواسى ؟
هل نقول أن الأولى ترسى نفسها بنفسها والأخيرة مُرساة بقوة من خارجها أو العكس ....
أو أن القدور ترسو رغم وجود أسباب لعدم الرسو والجبال رسوها ثابت دائما لها ؟
أى مادلالة أن السالم يراعى الفعلية والتكسير يراعى الاسمية خاصة أن كلا منهما جمع لاسم الفاعل ؟
ما الغرض من اختلاف صيغة الجمع في رواسي وراسيات ، حافظين وحفظة، خازنين وخزنة...؟بسم الله الرحمن الرحيم
للإجابة على هذا السؤال نحتاج إلى قراءة صرفية للكلمات التي وردت في السؤال، والمعنى يدور حول ما يعرف بصيغ " المبالغة"، ومعروف أن المبالغة تعني كثرة تكرار الفعل ، وليس الموضوع حول الأسمية أو غيرها كما ورد في بعض التعليقات.
ففي الآية :يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُمِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِوَقُدُورٍرَاسِيَاتٍاعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَالشَّكُورُ ) سبأ(13؛ فإن قدور هي جمع كلمة "قدر" بكسر القاف، والقدر عند العرب مؤنث وتؤنث ، فنقول قدر "راسية"؛ ويكون الجمع قدور راسيات، والقدور راسيات في حال استخدامها، ولكن يمكن تحريكها ونقلها فحالة الرسو ليست دائمة ثابتة، ولذلك لا نستخدم صيغة المبالغة، و لا نقول قدور رواسي.
وأما الجبال ؛ فإن رسوها دائم وثابت مع دوران الأرض( أي أن فعل الرسو يتكرر بشكل مستمر ويناسبه صيغة المبالغة)؛ ولذلك جاء جمع جبل "راسي" على صيغة كلمة "رواسي" ، وهو على صيغة ما يعرف بمنتهى الجموع ويصاغ من "فاعل" على وزن "فواعل"، فيكون جبل "راسي" وجبال رواسي، ونقول "ثابت" و ثوابت، وجامد وجوامد، وهكذا...، وهذه الصيغة كما تفيد المبالغة في تكرار الفعل تفيد أيضا "المفاعلة والمشاركة" فالجبال تتفاعل وتتشارك مع الأرض في حالة الثبات والرسو.
ولو كان رسو الجبال عابرا ليس فيه مبالغة ولا مفاعلة ومشاركة لقلنا جبال راسيات، وهذا يفسر لماذا جاءت الجبال موصوفة بلفظ "رواسي" في كل المواضع في القرآن ولم تأت بلفظ راسيات و لا مرة واحدة، ولذلك جاء ذكر "رواسي" في وصف الجبال في جميع الآيات التي ذكر فيها الأرض حتى أصبحت كلمة "رواسي" دليلا ثابتا على أن المقصود بها الجبال.
وحافظ، إذا أردنا جمعها؛ يقابلها "حافظون" في حال الرفع و "حافظين" في النصب والخفض، ولكن إذا أردنا المبالغة نقول "حفيظ" على وزن "فعيل"؛فيكون جمع هذه الصيغة حفظة على وزن "فعلة"، وإذا كان مع المبالغة في تكرار الفعل هناك "المفاعلة والمشاركة" في الحفظ مع أمر آخر نقول "حوافظ" على صيغة "فواعل".
و كذلك خازن تجمع خازنون في حال الرفع و " خازنين" في حال النصب والخفض ولكن إذا أردنا المبالغة نقول "خزين" على وزن "فعيل" ويكون جمع هذه الصيغة "خزنة" على وزن "فعلة"، وإذا كان مع المبالغة هناك مفاعلة ومشاركة نقول في صيغة الجمع "خوازن".
والله تعالى أعلم.
إذا الأمر ليس له علاقة بالإسمية أو الحدث والفعلية أو الوصفية كما ورد في بعض التعليقات؛ بل الأمر يدور حول المبالغة وصيغ المبالغة، والمفاعلة والمشاركة وهذا مشروح في كتب علم الصرف.والله تعالى أعلم.