{ مائة ألف "أو" يزيدون } ... "أو" ... كيف والله يعلم العدد قطعاً ؟

منيب عرابي

New member
إنضم
07/06/2010
المشاركات
143
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
وَإِنَّ يونُسَ لَمِنَ المُرسَلينَ ﴿139﴾ إِذ أَبَقَ إِلَى الفُلكِ المَشحونِ ﴿140﴾ فَساهَمَ فَكانَ مِنَ المُدحَضينَ ﴿141﴾ فَالتَقَمَهُ الحوتُ وَهُوَ مُليمٌ ﴿142﴾ فَلَولا أَنَّهُ كانَ مِنَ المُسَبِّحينَ ﴿143﴾ لَلَبِثَ في بَطنِهِ إِلى يَومِ يُبعَثونَ ﴿144﴾ فَنَبَذناهُ بِالعَراءِ وَهُوَ سَقيمٌ ﴿145﴾ وَأَنبَتنا عَلَيهِ شَجَرَةً مِن يَقطينٍ ﴿146﴾ وَأَرسَلناهُ إِلى مِائَةِ أَلفٍ أَو يَزيدونَ ﴿147﴾ فَآمَنوا فَمَتَّعناهُم إِلى حينٍ

حسب علمي فإن "أو" تفيد التخيير .... فكيف يعقل أن الله يقول إما مائة ألف "أو" يزيدون .... فالله يعلم العدد لا محالة فلماذا جاءت بصيغة التخيير ؟


في التفسير الميسر قرأت أن "أو" تعني "بل"...أي.... وأرسلناه إلى مائة ألف بل يزيدون !!!! هل هذا سائغ لغوياً ومقبول باللغة العربية ؟
 
أخي الكريم لقد تناول الأخ صلاح الدين ابو عرفة هذه الاية بالشرح على موقعه في بحث مستقل.. وعلق على لماذا مائة ألف أو يزيدون... وإن كانت ملاحظته تحتاج الى دراسة أكثر.. إلا أن ما جاء في عرضه للاية على الرابط في الأسفل قد يعطى بعدا أو فهما جديدا أو مخالفا لقصة يونس عليه السلام مع قومه وخصوصا موقف الإيمان الفجائي.

فهو يقول:

"لننتبه إلى الرقم مائة ألف أو يزيدون!، ولننتبه أن هذا أعلى رقم في القرآن؛ وأن القرآن لم يصرح بإحصاء الأمم، ولم يلتفت إلى كثرة المؤمنين أو قلتهم ﴿إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾، فلم التفت هنا إلى عدتهم وأحصاهم؟، ولمَ هذا التركيب مائة ألف أو يزيدون، دون أن يصرّح الله كم هم المزيدون؟، بما يوحي أن المائة ألف هم المطلوبون في الحكمة، والآخرون يزيدون!. فما سيجري من الآيات والحكمة يستلزم حدا أدنى بمائة ألف، يكونون حاضرين. فما يجري على أمة بـمائة ألف يجري على ما فوقهم، ولا تنفرض الحكمة والآية إلا على مائة ألف أو يزيدون.."


والله تعالى أعلم
 
هذه حلاوة الملتقى ... سجعلك تضطلع على آراء جديدة.
للأسف صفحة البحث لا تعمل عندي ... الأحرف على شكل علامات استفهام. غيرت الإنكودنغ دون جدوى.
سأرجب أفتحها مع إنترنت إكسبلورر
 
عندما أرسل يونس عليه السلام إلى مائة ألف كم يزداد عددهم في اليوم والشهر والسنة؟ ولا ندري كم لبث فيهم. لذلك ناسب أن يقال (أو يزيدون) لأن هذا هو الواقع الحتمي في المجتمعات المستقرة.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إخوتي الأعزاء أكرمكم الله تبارك وتعالى ,
والله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أعلم و أحكم , وَأَرسَلناهُ إِلى مِائَةِ أَلفٍ أَو يَزيدونَ ﴿147﴾ فيها دلالة عن إحدى طرق التعبير عن العدد.
 
يقول الشعراوي في تفسيره : " وقوله تعالى: { أَوْ يَزِيدُونَ } [الصافات: 147] هل الحق سبحانه لا يعرف عدد هؤلاء القوم على وجه التحديد؟ نعم يعرفهم سبحانه وتعالى، ولو أراد لذَكَرهم لنا تحديداً، إنما قوله { أَوْ يَزِيدُونَ } [الصافات: 147] ليس للدلالة على الزيادة، إنما لتأكيد العدد السابق المائة ألف، كما أعطيت فلاناً حقه ويزيد، فأنت لا تتحدثُ عن الزيادة إنما تؤكد على العدد، وأنه غَيْرُ ناقص؛ لأن الألفَ يُطلَق أيضاً على ما يقرب الألف مثل تسعمائة وتسعة وتسعين، إذن: فالزيادة هنا تؤكد تمام العدد. "
 
ما تقدم به الفاضلان عبد الكريم وسنان يصلح إذا كانت الآية: مائة ألف و يزيدون.
- مائة ألف ويزيدون يومياً أو شهرياً على ذلك
- مائة ألف ويزيد فليس أقل من مائة ألف "كما أعطيت فلاناً حقه ويزيد"

ولكن الآية تقول: مائة ألف أو يزيدون
 
للمفسرين فيها أقوال: بل يزيدون ، ويزيدون ، الشك بالنسبة للمخاطبين
وهذه قطعة من الكتاب الماتع للشيخ خالد السبت قواعد التفسير فيها توضيح لطيف:
2431.jpg
 
(أو) يعين معناها السياق:
"خذ هذا أو هذا": هنا تعني التخيير. ونلاحظ هنا أن لا شك.
أما قوله تعالى:"مائة ألف أو يزيدون" فلا تحمل معنى الشك. هنا (أو) بمعنى (بل). أي: مائة ألف بل أكثر. مما يعني أنهم لا يقلون عن المائة ألف بأي حال من الأحوال وإنما يزيدون.
 
السلام عليكم
والله تبارك وتعالى أعلم أنّ هذا أسلوبُ عدٍّ عند العرب . ففي اللغة العربية أكبر عدد هو مائة ألف . وليست العبرة في معرفة العدد مطلقاً.
و أسلوب عد آخر هو ألف إلا خمسين و هو عُمُر نوح .
و أيضاً من طرق العد الأخرى التي يستوعبها الناس هي الإضافة. ،كالأربعين هي ثلاثين زاءد عشرة كما في قول الله وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ
و بإختصار شديد في هذاإعجاز لغوي و ليس له علاقة بالعد, و دليل على أن اللغة العربية هي أصل كل الألسنة... فلا لسان يستطيع التعبير عن الأعداد بمهارة إلاّ اللسان العربي. فمثلا حتى يومنا هذا اللسان الفرنسي لا يستطيع التعبير عن ثمانين إلاّ أن يقول أربع عشرينات و كذلك كان السان الإنجليزي قبل القرن السادس عشر قبل أن يقتبسوا العد من اللغة العربية .
و عندما حاولوا العد ما بعد مائة ألف إختاروا مليون وهي من "مِلْ" (جَيْش) و "ون" للجمع.​
 
السلام عبيكم
وَأَرسَلناهُ إِلى مِائَةِ أَلفٍ أَو يَزيدونَ
لقد جاء يونس عليه السلام قومه رسولا مرتين
الأولى قبل التقام الحوت له .. وقد كانوا مائة ألف
والثانية بعد نجاته من الحوت وكانوا أكثر من مائة ألف
والله أعلم
 
ويقول ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ) في كتابه (مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين ) : " وقريب من هذا لفظة " أو " في قوله تعالى {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة} [البقرة: 74] وقوله: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون} [الصافات: 147] هو كالتنصيص على أن المراد بالأول الحقيقة لا المبالغة، فإنها إن لم تزد قسوتها على الحجارة فهي كالحجارة في القسوة لا دونها، وأنه إن لم يزد عددهم على مائة ألف لم ينقص عنها، فذكر " أو " ها هنا كالتنصيص على حفظ المائة الألف، وأنها ليست مما أريد بها المبالغة، والله أعلم."
 
(أو) يعين معناها السياق:
"خذ هذا أو هذا": هنا تعني التخيير. ونلاحظ هنا أن لا شك.
أما قوله تعالى:"مائة ألف أو يزيدون" فلا تحمل معنى الشك. هنا (أو) بمعنى (بل). أي: مائة ألف بل أكثر. مما يعني أنهم لا يقلون عن المائة ألف بأي حال من الأحوال وإنما يزيدون.

المعنى مفهوم بالنسبة لي ... ولكن هل هذا مقبول على لغة العرب؟ أن نستخدم "أو" بمعنى "بل" ؟
أعتقد أن هذا نفس الآية {فهي كالحجارة أو أشد قسوة} ... أي أن قلوبهم أشد قوسة من الحجارة ... رقق الله قلوبنا جميعاً
 
المعنى مفهوم بالنسبة لي ... ولكن هل هذا مقبول على لغة العرب؟ أن نستخدم "أو" بمعنى "بل" ؟
أعتقد أن هذا نفس الآية {فهي كالحجارة أو أشد قسوة} ... أي أن قلوبهم أشد قوسة من الحجارة ... رقق الله قلوبنا جميعاً

نعم هو مقبول على لغة العرب و يمكنك الجوع ألى الكتب التي اعتنت بحروف المعاني تجد دغيتك بإذن الله۔ من الكتب المختصرة كتاب الجنى الداني في حروف المعاني للمرادي، فقد ذكر فيه صاحبه سبعة أو ثمانية معان من معاني حرف أو، و لعل الأخ أبا مالك العوضي يفيدك في هذا،
 
السلام عليكم

فى قوله تعالى "ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ فَهِيَ كَٱلْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً " كل واحد من القلوب قسى ... فهل قست كلها على نقس الدرجة ... بالطبع لا
فماذا يمنع أن الآية " كَٱلْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً " وصف لدرجات القسوة ؟
 
السلام عليكم
إن كان كل هذا النقاش بسبب شبهة تقول : إنه لايعقل أن يعلم الله العدد على الحقيقة ، وأن الله يعلم درجة قسوة القلوب على الحقيقة ،
فإن القول بأن "أو" تعنى " بل " فيه اشكال أيضا
إن "بل " تفيد الاضراب عما قبلها ... فمعناها فى الآية أن الله لايعلم العدد يقينا ، ولا يعلم مدى قساوة القلوب ... فقال كالحجارة .. وكأن هناك استدراك ... بل أشد قسوة ؛
إن القول :بل أشد قسوة .....ينفى كونها كالحجارة .
وهذا غير مقبول
فلننس أن أو بمعنى بل ؛
إن أو على حقيقتها .. لاشك فى هذا
 
الإشكال الحقيقي يكون لو قال سبحانه:"مائة ألف"، عندها سيقول المعترض: لا يمكن أن يثبت العدد مدة الإرسال على مائة ألف. عندها سيتصدى له البعض فيقول: لم يذكر الزيادة لأنها معلومة بداهة.
"اولئك كالأنعام بل هم أضل": هم يشبهون الأنعام في ضلالهم، ولكن ضلالهم أشد. والمعنى الآتي قريب من هذا:"أولئك كالأنعام أو هم أضل".
ويمكن إذا أحببتم أن تحملوا أو على التخيير، بمعنى: فإذا علمت أنهم مائة ألف فهذا صحيح، وإذا قلت أنهم يزيدون فهذا أيضاً صحيح، لأن هذا طبيعة المجتمعات البشرية.
 
درست هذه الآية في رسالة التخصص

درست هذه الآية في رسالة التخصص

هذه إحدى المسائل التي تعرضت لدراستها في رسالة للتخصص بعنوان " درء إيهام التعارض بين آيات القرآن الكريم " جامعة الأزهر عام 2004 م وإليكم نص ما ورد فيها ..

مسألة : علم الله بما كان ويكون​
قال تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) .
وقال سبحانه :( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ) .
الإشكال : صريح الآية الأولى ومثلها في القرآن كثير أن علم الله تعالى محيط بكل ما كان ويكون ، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، بينما ظاهر الثانية يوهم الشك والتردد في الإخبار عن عدد من أرسل إليهم نبي الله يونس عليه السلام ، فكيف يتفق ذلك مع ما ثبت من إحاطة علم الله ؟
الجواب من وجوه :
الأول : أن ( أو ) في قوله تعالى : ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ) بمعنى بل التي للإضراب ، روي ذلك عن ابن عباس و قاله أبو عبيدة والفراء .
وفي لسان العرب : و " أو " تكون بمعنى " بل " في توسع الكلام ، قال ذو الرُّمة :
بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى ** وصورتها أو أنت في العين أملح
يريد: بل أنت .
قال أبو جعفر النحاس : وهذا خطأ عند أكثر النحويين الحذاق ولو كان كما قالا لكان وأرسلناه إلى أكثر من مائة ألف واستغنى عن أو."
وكذا رد ابن جِنِّىْ استشهاد الفراء ببيت ذي الرمة فقال : (أو) إذا كانت هنا على بابها من الشك كانت أحسن معنى وأعلى مذهبا ، ألا ترى أنه لو أراد بها معنى بل ، فقال بل أنت في العين أملح لم يف بمعنى أو في الشك ، لأنه إذا قطع بيقين أنها في العين أملح كان في ذلك سرف منه ، ودعاء إلى التهمة في الإفراط له ، وإذا خرج الكلام مخرج الشك كان في صورة المقتصد غير المتحامل ولا المتعجرف . فكان أعذب للفظه وأقرب إلى تقبل قوله ، وبعد فهذا مذهب الشعراء أن يظهروا في هذا ونحوه شكا وتخالجا ليُرُوا قوةَ الشَبَه واستحكام الشبهة ، ولا يقطعوا قطع اليقين البتة فينسبوا بذلك إلى الإفراط وغلق الاشتطاط ، وإن كانوا هم ومن بحضرتهم ومن يقرأ من بعد أشعارهم يعلمون ألا حيرة هناك ولا شبهة ، ولكن كذا خرج الكلام على الإحاطة بمحصول الحال "
وقال المبرد في المقتضب : إن قوما من النحويين جعلوا (أو) في هذا الموضع بمنزلة بل ، وهذا فاسد عندنا من وجهين :
أحدهما : أن (أو) لو وقعت في هذا الموضع بمنزلة بل لجاز أن تقع في غير هذا الموضع ، وكنت تقول : ضربت زيدا أو عمرا ، وما ضربت زيدا أو عمرا على غير الشك ، ولكن على معنى (بل) ، فهذا مردود .
والوجه الآخر : أن ( بل ) لا تأتي في الواجب في كلام واحد إلا للإضراب بعد غلط أو نسيان ، وهذا منفي عن الله عزوجل . " .
الثاني : أن (أو) في قوله نعالى ( أو يزيدون ) إنما هي بمعنى الواو ، أي "وأرسلناه إلى مائة ألف ويزيدون " ، كما في في قوله تعالى ( أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء ) قيل: تقديره وأن نفعل . وإليه ذهب ابن قتيبة فقال: إن بعضهم يذهب إلى أنها بمعنى بل يزيدون ، وليس هذا كما تأولوا وإنما هي بمعنى الواو " .
وذكره ابن جرير وجعل منه قول جرير بن عطية :
نال لخلافة أو كانت له قدرا ** كما أتى ربَّه موسى على قدر
قال : يعني نال الخلافة وكانت له قدرا .
لكنه لم ير أنه أولى الأقوال بل رأى غيره أقرب منه فعقب عليه قائلا : (أو) وإن استعملت في أماكن من أماكن الواو حتى يلتبس معناها ومعنى الواو لتقارب معنييهما في بعض تلك الأماكن ، فإن أصلها أن تأتي بمعنى أحد الاثنين فتوجيهها إلى أصلها ما وجد إلى ذلك سبيلا أعجب إلي من إخراجها عن أصلها ومعناها المعروف لها ".
وخطأه أيضا أبو جعفر النحاس فقال : وهذا أيضا خطأ لأن فيه بطلان المعاني.
و قال أبو البقاء العُكْبَرِي : ولا يجوز عند أكثر البصريين أن تحمل أو على الواو ولا على بل ما وجدنا عن ذلك مندوحة "
الثالث : أن المراد بذلك الإبهام على المخاطب كما قال أبو الأسود :
أحب محمدا حبا شديدا **وعباسا وحمزة والوصيا
فإن يك حبهم رشدا أصبه **ولست بمخطئ إن كان غيا
قال ابن جرير قالوا ولا شك أن أبا الأسود لم يكن شاكا في أن حب من سمى رشد ، ولكنه أبهم على من خاطبه .
وقد ذكر عن أبي الأسود أنه لما قال هذه الأبيات قيل: له شككت ! فقال: كلا والله ! ثم انتزع بقول الله تعالى : (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) فقال أو كان شاكا من أخبر بهذا في الهادي منهم من الضلال. .
و قال ابن الجوزي :
والعرب تبهم ما لا فائدة في تفصيله ، قال لبيد :
تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما **وهل أنا إلا من ربيعة أو مضر
أي هل أنا إلا من أحد هذين الفريقين وقد فنيا فسبيلي أن أفنى كما فنيا " .
الرابع : وقال ابن كثير : إن هذه الصيغة تستعمل في اللغة لإثبات المخبر عنه ونفي ما زاد عليه ، كقوله تعالى ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة ) أي ما هي بألين من الحجارة بل هي مثلها أو تزيد عليها في الشدة والقسوة وكذا قوله (يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية) وقوله (وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون) أي ليسوا أقل منها بل هم مائة ألف حقيقة أو يزيدون عليها فهذا تحقيق للمخبر به لا شك ولا تردد فإن هذا ممتنع ههنا" .
الخامس : قال أبو العباس المبرد ( إلى مائة ألف ) فهم فرضه الذي عليه أن يؤديه وقوله (أو يزيدون) يقول فإن زادوا بالأولاد قبل أن يسلموا فادع الأولاد أيضا فيكون دعاؤك للأولاد نافلة لك لا يكون فرضا. .
السادس : أن (أو) على بابها لمعنى الشك ، غير أن الشك ليس من الله تعالى بل من المخاطب أي يشك الرائي لهم فلا يدري أهم مائة ألف أو يزيدون ؟ .
قال ابن جني في الخصائص : فأما قول الله سبحانه :( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون) فلا يكون (أو) على مذهب الفراء بمعنى بل ، ولا على مذهب قطرب في أنها بمعنى الواو ، لكنها عندنا على بابها في كونها شكا . وذلك أن هذا كلام خرج حكاية من الله عز وجل لقول المخلوقين . وتأويله عند أهل النظر : وأرسلناه إلى جمع لو رأيتموهم لقلتم أنتم فيهم : هؤلاء مائة ألف أو يزيدون . .
وقال الزمخشري : (أو يزيدون) في مرأى الناظر ، أي إذا رآها قال هي مائة ألف أو أكثر ، والغرض الوصف بالزيادة ".
وقال أبو السعود : ( أو يزيدون ) أي في مرأى الناظر فإنه إذا نظر اليهم قال إنهم مائة ألف أو يزيدون والمراد هو الوصف بالكثرة.
وقال ابن منظور : قيل إن معناه (إلى مائة ألف) عند الناس ( أو يزيدون ) عند الناس ، وقيل ( أو يزيدون ) عندكم ، فيجعل معناها للمخاطبين أي هم أصحاب شارة وزي وجمال رائع فإذا رآهم الناس قالوا هؤلاء مائتا ألف ، فحاصل هذا القول أن معناه وأرسلناه إلى جمع لو رأيتموهم لقلتم هم مائة ألف ( أو يزيدون ) فهذا الشك إنما دخل الكلام على حكاية قول المخلوقين لأن الخالق جل جلاله لا يعترضه الشك في شيء من خبره وهذا ألطف ما يقدر فيه. . قلت وهو كما قال " ألطف ما يقدر فيه " .
 
السلام عليكم
د/ اسامة ... نقلت هذه الآراء .. ولم تخبرنا
مامعنى : ألطف مايقدر فيه
 
أضيف إلى الأقوال التي ذكرها الأخوة الأعضاء الكرام قول ذكره ابن عاشور رحمه الله وهو قوله :
فَيُحْتَمَلُ أَنَّ الْمُقَدَّرَيْنِ بِمِائَةِ أَلْفٍ هُمُ الْيَهُودُ وَأَنَّ الْمَعْطُوفَيْنِ بِقَوْلِهِ: أَوْ يَزِيدُونَ هُمْ بَقِيَّةُ سُكَّانِ (نِينَوَى) . اهـ
قوله بَقِيَّةُ سُكَّانِ (نِينَوَى) : أي من غير بني إسرائيل .

والراجح إن شاء الله في معنى قوله تعالى ( وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ) أن ذلك في مرأى الناظر لأن فيه استخدام للحرف بمعناه الأصلي الظاهر وعدم وجود ما يرد ذلك من دليل ثابت أو فهم غير جائز .

عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى: (وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون)
قال: " عشرون ألفا ".
رواه الترمذي برقم 3229 وقال هذا حديث غريب وضعفه الألباني .


قال ابن عاشور :

فَحَرْفُ أَوْ فِي قَوْلِهِ: أَوْ يَزِيدُونَ بِمَعْنَى (بَلْ) عَلَى قَوْلِ الْكُوفِيِّينَ وَاخْتِيَارِ الْفَرَّاءِ وَأَبِي عَلِيٍّ الْفَارِسِيِّ وَابْنِ جِنِّيِّ وَابْنِ بُرْهَانَ..
وَالْبَصْرِيُّونَ لَا يُجِيزُونَ ذَلِكَ إِلَّا بِشَرْطَيْنِ أَنْ يَتَقَدَّمَهَا نَفْيٌ أَوْ نَهْيٌ وَأَنْ يُعَادَ الْعَامِلُ، وَتَأَوَّلُوا هَذِهِ الْآيَةَ بِأَنَّ أَوْ لِلتَّخْيِيرِ، وَالْمَعْنَى إِذَا رَآهُمُ الرَّائِي تَخَيَّرَ بَيْنَ أَنْ يَقُولَ: هُمْ مِائَةُ أَلْفٍ، أَوْ يَقُولَ: يَزِيدُونَ.
وَيُرَجِّحُهُ أَنَّ الْمَعْطُوفَ بِ أَوْ غَيْرُ مُفْرَدٍ بَلْ هُوَ كَلَامٌ مُبِينٌ نَاسَبَ أَنْ يَكُونَ الْحَرْفُ لِلْإِضْرَابِ.

مامعنى : ألطف مايقدر فيه
قال صاحب القاموس : لطف من الكلامِ: ما غَمُضَ مَعْنَاهُ، وخَفِيَ.
والذي يظهر من كلام ابن منظور رحمه الله أن هذا هو القول الذي يرجحه .
 
هذه إحدى المسائل التي تعرضت لدراستها في رسالة للتخصص بعنوان " درء إيهام التعارض بين آيات القرآن الكريم " جامعة الأزهر عام 2004 م وإليكم نص ما ورد فيها ..

مسألة : علم الله بما كان ويكون​
قال تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) .
وقال سبحانه :( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ) .
الإشكال : صريح الآية الأولى ومثلها في القرآن كثير أن علم الله تعالى محيط بكل ما كان ويكون ، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، بينما ظاهر الثانية يوهم الشك والتردد في الإخبار عن عدد من أرسل إليهم نبي الله يونس عليه السلام ، فكيف يتفق ذلك مع ما ثبت من إحاطة علم الله ؟
الجواب من وجوه :
الأول : أن ( أو ) في قوله تعالى : ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ) بمعنى بل التي للإضراب ، روي ذلك عن ابن عباس و قاله أبو عبيدة والفراء .
وفي لسان العرب : و " أو " تكون بمعنى " بل " في توسع الكلام ، قال ذو الرُّمة :
بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى ** وصورتها أو أنت في العين أملح
يريد: بل أنت .
قال أبو جعفر النحاس : وهذا خطأ عند أكثر النحويين الحذاق ولو كان كما قالا لكان وأرسلناه إلى أكثر من مائة ألف واستغنى عن أو."
وكذا رد ابن جِنِّىْ استشهاد الفراء ببيت ذي الرمة فقال : (أو) إذا كانت هنا على بابها من الشك كانت أحسن معنى وأعلى مذهبا ، ألا ترى أنه لو أراد بها معنى بل ، فقال بل أنت في العين أملح لم يف بمعنى أو في الشك ، لأنه إذا قطع بيقين أنها في العين أملح كان في ذلك سرف منه ، ودعاء إلى التهمة في الإفراط له ، وإذا خرج الكلام مخرج الشك كان في صورة المقتصد غير المتحامل ولا المتعجرف . فكان أعذب للفظه وأقرب إلى تقبل قوله ، وبعد فهذا مذهب الشعراء أن يظهروا في هذا ونحوه شكا وتخالجا ليُرُوا قوةَ الشَبَه واستحكام الشبهة ، ولا يقطعوا قطع اليقين البتة فينسبوا بذلك إلى الإفراط وغلق الاشتطاط ، وإن كانوا هم ومن بحضرتهم ومن يقرأ من بعد أشعارهم يعلمون ألا حيرة هناك ولا شبهة ، ولكن كذا خرج الكلام على الإحاطة بمحصول الحال "
وقال المبرد في المقتضب : إن قوما من النحويين جعلوا (أو) في هذا الموضع بمنزلة بل ، وهذا فاسد عندنا من وجهين :
أحدهما : أن (أو) لو وقعت في هذا الموضع بمنزلة بل لجاز أن تقع في غير هذا الموضع ، وكنت تقول : ضربت زيدا أو عمرا ، وما ضربت زيدا أو عمرا على غير الشك ، ولكن على معنى (بل) ، فهذا مردود .
والوجه الآخر : أن ( بل ) لا تأتي في الواجب في كلام واحد إلا للإضراب بعد غلط أو نسيان ، وهذا منفي عن الله عزوجل . " .
الثاني : أن (أو) في قوله نعالى ( أو يزيدون ) إنما هي بمعنى الواو ، أي "وأرسلناه إلى مائة ألف ويزيدون " ، كما في في قوله تعالى ( أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء ) قيل: تقديره وأن نفعل . وإليه ذهب ابن قتيبة فقال: إن بعضهم يذهب إلى أنها بمعنى بل يزيدون ، وليس هذا كما تأولوا وإنما هي بمعنى الواو " .
وذكره ابن جرير وجعل منه قول جرير بن عطية :
نال لخلافة أو كانت له قدرا ** كما أتى ربَّه موسى على قدر
قال : يعني نال الخلافة وكانت له قدرا .
لكنه لم ير أنه أولى الأقوال بل رأى غيره أقرب منه فعقب عليه قائلا : (أو) وإن استعملت في أماكن من أماكن الواو حتى يلتبس معناها ومعنى الواو لتقارب معنييهما في بعض تلك الأماكن ، فإن أصلها أن تأتي بمعنى أحد الاثنين فتوجيهها إلى أصلها ما وجد إلى ذلك سبيلا أعجب إلي من إخراجها عن أصلها ومعناها المعروف لها ".
وخطأه أيضا أبو جعفر النحاس فقال : وهذا أيضا خطأ لأن فيه بطلان المعاني.
و قال أبو البقاء العُكْبَرِي : ولا يجوز عند أكثر البصريين أن تحمل أو على الواو ولا على بل ما وجدنا عن ذلك مندوحة "
الثالث : أن المراد بذلك الإبهام على المخاطب كما قال أبو الأسود :
أحب محمدا حبا شديدا **وعباسا وحمزة والوصيا
فإن يك حبهم رشدا أصبه **ولست بمخطئ إن كان غيا
قال ابن جرير قالوا ولا شك أن أبا الأسود لم يكن شاكا في أن حب من سمى رشد ، ولكنه أبهم على من خاطبه .
وقد ذكر عن أبي الأسود أنه لما قال هذه الأبيات قيل: له شككت ! فقال: كلا والله ! ثم انتزع بقول الله تعالى : (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) فقال أو كان شاكا من أخبر بهذا في الهادي منهم من الضلال. .
و قال ابن الجوزي :
والعرب تبهم ما لا فائدة في تفصيله ، قال لبيد :
تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما **وهل أنا إلا من ربيعة أو مضر
أي هل أنا إلا من أحد هذين الفريقين وقد فنيا فسبيلي أن أفنى كما فنيا " .
الرابع : وقال ابن كثير : إن هذه الصيغة تستعمل في اللغة لإثبات المخبر عنه ونفي ما زاد عليه ، كقوله تعالى ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة ) أي ما هي بألين من الحجارة بل هي مثلها أو تزيد عليها في الشدة والقسوة وكذا قوله (يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية) وقوله (وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون) أي ليسوا أقل منها بل هم مائة ألف حقيقة أو يزيدون عليها فهذا تحقيق للمخبر به لا شك ولا تردد فإن هذا ممتنع ههنا" .
الخامس : قال أبو العباس المبرد ( إلى مائة ألف ) فهم فرضه الذي عليه أن يؤديه وقوله (أو يزيدون) يقول فإن زادوا بالأولاد قبل أن يسلموا فادع الأولاد أيضا فيكون دعاؤك للأولاد نافلة لك لا يكون فرضا. .
السادس : أن (أو) على بابها لمعنى الشك ، غير أن الشك ليس من الله تعالى بل من المخاطب أي يشك الرائي لهم فلا يدري أهم مائة ألف أو يزيدون ؟ .
قال ابن جني في الخصائص : فأما قول الله سبحانه :( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون) فلا يكون (أو) على مذهب الفراء بمعنى بل ، ولا على مذهب قطرب في أنها بمعنى الواو ، لكنها عندنا على بابها في كونها شكا . وذلك أن هذا كلام خرج حكاية من الله عز وجل لقول المخلوقين . وتأويله عند أهل النظر : وأرسلناه إلى جمع لو رأيتموهم لقلتم أنتم فيهم : هؤلاء مائة ألف أو يزيدون . .
وقال الزمخشري : (أو يزيدون) في مرأى الناظر ، أي إذا رآها قال هي مائة ألف أو أكثر ، والغرض الوصف بالزيادة ".
وقال أبو السعود : ( أو يزيدون ) أي في مرأى الناظر فإنه إذا نظر اليهم قال إنهم مائة ألف أو يزيدون والمراد هو الوصف بالكثرة.
وقال ابن منظور : قيل إن معناه (إلى مائة ألف) عند الناس ( أو يزيدون ) عند الناس ، وقيل ( أو يزيدون ) عندكم ، فيجعل معناها للمخاطبين أي هم أصحاب شارة وزي وجمال رائع فإذا رآهم الناس قالوا هؤلاء مائتا ألف ، فحاصل هذا القول أن معناه وأرسلناه إلى جمع لو رأيتموهم لقلتم هم مائة ألف ( أو يزيدون ) فهذا الشك إنما دخل الكلام على حكاية قول المخلوقين لأن الخالق جل جلاله لا يعترضه الشك في شيء من خبره وهذا ألطف ما يقدر فيه. . قلت وهو كما قال " ألطف ما يقدر فيه " .

يبدو أن الموضوع أعقد مائة مرة مما تصورت أو أكثر :)

على كلٍ .... بالنسبة للقول الأخير ..
ما يخطر في بالي:
{حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عينٍ حمئة} .... دخول الشمس في الطين هو حكاية على قول المخلوق (ما يعتقده ذو القرنين) .... وهذا واضح من كلمة "وجدها".

ولكن هنا لا يوجد إشارة أن تكون الآية حكاية على قول المخلوقين...صحيح؟ {فأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون}
هل هناك آيات أخرى في القرآن الكريم استنتجنا أنها جاءت حكاية على قول المخلوقين ولا يوجد إشارة واضحة لذلك ؟
 
القول في تأويل قوله تعالى : ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ( 147 ) فآمنوا فمتعناهم إلى حين ( 148 ) فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون ( 149 ) )

يقول - تعالى ذكره - : فأرسلنا يونس إلى مائة ألف من الناس ، أو يزيدون على مائة ألف . وذكر عن ابن عباس أنه كان يقول : معنى قوله ( أو ) : بل يزيدون .

ذكر الرواية بذلك :

حدثنا ابن بشار قال : ثنا مؤمل قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن الحكم بن عبد الله بن الأزور ، عن ابن عباس ، في قوله ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ) قال : بل يزيدون ، كانوا مائة ألف وثلاثين ألفا .

حدثنا ابن حميد قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، في قوله ( مائة ألف أو يزيدون ) قال : يزيدون سبعين ألفا ، وقد كان العذاب أرسل عليهم ، فلما فرقوا بين النساء وأولادها ، والبهائم وأولادها ، وعجوا إلى الله ، كشف عنهم العذاب ، وأمطرت السماء دما .

حدثني محمد بن عبد الرحيم البرقي قال : ثنا عمرو بن أبي سلمة قال : سمعت زهيرا ، عمن سمع أبا العالية قال : ثني أبي بن كعب ، أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ) [ ص: 116 ] قال : يزيدون : عشرون ألفا .

وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول في ذلك : معناه إلى مائة ألف أو كانوا يزيدون عندكم ، يقول : كذلك كانوا عندكم .

وإنما عنى بقوله ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ) أنه أرسله إلى قومه الذين وعدهم العذاب ، فلما أظلهم تابوا ، فكشف الله عنهم . وقيل : إنهم أهل نينوى .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ) أرسل إلى أهل نينوى من أرض الموصل ، قال : قال الحسن : بعثه الله قبل أن يصيبه ما أصابه ( فآمنوا فمتعناهم إلى حين )

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله ( إلى مائة ألف أو يزيدون ) قال : قوم يونس الذين أرسل إليهم قبل أن يلتقمه الحوت .

وقيل : إن يونس أرسل إلى أهل نينوى بعد ما نبذه الحوت بالعراء .

ذكر من قال ذلك :

حدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : سمعت أبا هلال محمد بن سليمان قال : ثنا شهر بن حوشب قال : ( أتاه جبرائيل ، يعني يونس ، وقال : انطلق إلى أهل نينوى فأنذرهم أن العذاب قد حضرهم قال : ألتمس دابة قال : الأمر أعجل من ذلك قال : ألتمس حذاء قال : الأمر أعجل من ذلك قال : فغضب فانطلق إلى السفينة فركب ، فلما ركب احتبست السفينة لا تقدم ولا تؤخر قال : فتساهموا قال : فسهم ، فجاء الحوت يبصبص بذنبه ، فنودي الحوت : أيا حوت إنا لم نجعل يونس لك رزقا ، إنما جعلناك له حوزا ومسجدا ، [ ص: 117 ] قال : فالتقمه الحوت ، فانطلق به من ذلك المكان حتى مر به على الأيلة ، ثم انطلق به حتى مر به على دجلة ، ثم انطلق به حتى ألقاه في نينوى ) .

حدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا أبو هلال قال : ثنا شهر بن حوشب ، عن ابن عباس قال : إنما كانت رسالة يونس بعد ما نبذه الحوت .
 
السلام عليكم
أرى أن أو بمعنى أو
ولكى نفهم ذلك لابد أن نحلل كل كلمة
1- إن يونس عليه السلام أرسل إلى قوم فدعاهم فلم يؤمنوا فلم يصبر عليهم فذهب مغاضبا إياهم .... ولذلك أُمر نبينا ألا يكون مثله " فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ ٱلْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ "
2- إذن إنه أرسل قبل مسألة الحوت
3 - ثم أرسل بعد أن ألقاه الحوت إلى مائة ألف أو يزيدون
4 - العدد ذُكر له عند تكليفه بالرسالة ....فما أهمية ذكر العدد له ؟!
5-هل يقبل هذا التكليف ... أن يرسل إلى مائة ألف أو يزيدون ، وهو الذى لم يصبر على أقل من ذلك العدد بكثير
6- لقد قبل ، وصبر عليهم ، وبذل جهدا دعويا معهم حتى آمنوا جميعا
والله أعلم
 
عودة
أعلى