مؤلفات حديثة ضد القرآن : مؤلفون وهميون

الباجي

New member
إنضم
29 يناير 2005
المشاركات
80
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الحمد لله.

هذه فصلة من بحث مطول ينتظر خروجه قريبا - إن شاء الله - في إحدى المجلات العلمية ... بعنوان < ماذا أرادوا بالقرآن > أو < الغارة على القرآن > كتبه الأخ العزيز الأستاذ الصديق بشير نصر ... أحد المهتمين منذ زمن طويل بالمستشرقين وبحوثهم حول الإسلام وعلومه ...
أهدي هذه الفصلة للأخ الفاضل أبو عبد المعز بمناسبة سؤاله عن هذه الشخصية المتخفية ...
ومما يستحق الملاحظة هنا أن المدعو لكسمبرغ ليس بدعا فيما أتى به من نتائج في كتابه ... ولا في المنهجية التي سلكها ... فقد سبقه إلى بعض ذلك بعض أئمة الإستشراق من أمثال " نولدكه " و" جيفري " ... وإنما يفوقهم هذا المتستر بالجرأة ... واتساع نطاق بحثه ... ليس أكثر ...

مؤلفات حديثة ضد القرآن : مؤلفون وهميون:

ظاهرة ( المؤلفين الوهميين ) تشكّل حالة جديرة بالتأمل والدراسة . وأقلّ ما تُفسّرُ به أنها حالة إفلاس . ولم يعرف التاريخ الثقافي إلا حالات نادرة في حقب مختلفة ، وفي ثقافات مختلفة ، وفي أزمنة متباعدة . أما أن يخرج كتاب مجهولون بأسماء مستعارة ، في زمن واحد ، وبيئة واحدة ، ومن ثقافة واحدة ، وفي موضوعٍ واحد فإنّ ذلك يدعو إلى الريبة والشكّ .
والأصل أن ينسبَ الناسُ إلى أنفسهم ما يصنعون من آثارٍ وأعمالٍ لا أن يخفوها تحت أسماء وهمية ، والإنسان بطبعه يبحث عن كلّ ما من شأنه أن يرفع من قدْره . وقد رأينا من يعتدي على أعمال غيره فينسبها إلى نفسه عدواناً ، وأما أن يتخلى المرء على ما يخصّه إلى غيره ولو كان اسماً مستعاراً فذلك هو الغريب الشاذ .
وفي العقد الأخير خرجت علينا مطابع الغرب ودور نشره بمؤلفاتٍ خطيرة تستخف بالإسلام وتشكك في القرآن بأسماء مستعارة لكتّاب مجاهيل . ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ ، بل روّجت آلة الإعلام الغربي والأمريكي لهذه المؤلفات بطبعها مرّات ومرّات ، والدعاية لها بالعرض في أكبر المجلات والصحف ، فضلاً عن توزيع بعضها مجّاناً على الشبكة الدولية للمعلومات .
وسنعرض هنا لأربعة كتب لأسماء وهمية ، أثير حولها ضجّة إعلامية كبيرة للفت الأنظار إليها .

غلاف كتاب كريستوف لوكسنبرج:

[align=center]كريستوف لوكسنبورج
قراءة سريانية – آرامية للقرآن : مساهمة في تحليل لغة القرآن [/align]
كريستوف لوكسنبورج هو مؤلف كتاب قراءة سريانية أرامية للقرآن : مساهمة في تحليل اللغة القرآنية . Die Syro-Aramaische Lesart Des Koran
Ein Beitrag zur Entschlüsselung der Qur'ansprache قامت بنشره سنة دار نشر ألمانية هي دار الكتاب العربي .Das Arabischen Buch
وقد أثار الكتاب ضجّة كبيرة في الأوساط العلمية لم تنقطع بعد . فما سرّ هذه الضجة ، وما حقيقة مؤلفه ؟

هانس شيلر.
كريستوف لوكسنبورج اسم مستعار يُقدّم على أنه عالمٌ ألماني متخصص في اللغات السامية القديمة ، ويدرّس بالجامعات الألمانية ، دون ذكر لأسم هذه الجامعات . وبعد أن ثار الجدل بين الباحثين في هويّة هذا الكاتب اعترف هانس شيلر صاحب دار النشر التي تولّت طبعه
بأن اسم المؤلف مستعار ، وقد دفعه إلى ذلك الخوف على حياته من المتطرفين المسلمين الذين قد يثيرهم ما ورد في الكتاب من نتائج تهدم إرثهم القديم عن القرآن ، لا سيمّا عندما أخفق في العثور على ناشر لكتابه في المانيا وخارجها عدا صاحب دار الكتاب العربي للنشر .
والشخص الوحيد من الباحثين الغربيين الذي حاول أن يميط اللثام عن صاحب هذا الاسم المستعار هو البرفيسور فرنسوا دي بلوا في عرضه لهذا الكتاب بمجلة الدراسات القرآنية
Journal of Qur'anic Studies , Vol. V, Issue 1, 2003,pp92-97 .
يقول دي بلوا في آخر عرضه المشار إليه :
” لعله من الضروري في نهاية هذا العرض أن نتكلم قليلاُ عن المؤلف والاسم المستعار له . جاء في المقالة المنشورة في نيويورك تايمز 2 / 3 / 2002 ( وهي المقالة التي انتشرت بشكل كبير لاحقاً عبر الإنترنت ) إشارة إلى أنّ مؤلف الكتاب هو كريستوف لوكسنبرج العالم باللغات السامية القديمة في المانيا . ومن الواضح جداً من خلال ذلك العرض أنّ هذا الشخص ليس عالماً باللغات السامية القديمة إنه واحد من أولئك الذين يتكلمون بعض اللهجة العربية ، وليس له تمكن من الفصحى ، وله معرفة بالسريانية بالقدْرِ الذي يمكّنه من استخدام القاموس السرياني ، مع فهم سطحي لمنهجيات للغات السامية المقارنة . وكتابه ليس عمل عالم محترف ، ولكنه عمل هاوٍ . ولست أعرف ماذا يعني كاتب مقال نيويورك تايمز ( الكساندر ستيل ) بقوله " في ألمانيا " . فحسب معلوماتي كريستوف لوكسنبرج ليس ألمانياً ولكنه مسيحي لبناني . والأمر لا يتعلّق بعالمٍ بفقه اللغة ( فيلولوجي ) جسور ، ينفض الغبار عن كتب بلغات مهجورة في أقاليم المانية ثم يخرج على العالم بنشر نتائجه باسم مستعار ليتجنب التهديد بالموت من قبل المتطرفين المسلمين . باختصار إنه كاتب يكتب من برج عاجي كسلمان رشدي . وليس ثمة عالم باللسانيات في أوروبا أو أمريكا يحتاج إلى محو هويته ، وليس له الحق في فعل ذلك . “ .

القرآن لم يكتب باللغة العربية:
لقد نال كتاب لوكسنبرج من التقريظ ما لم ينله غيره في العقود الأخيرة .
يقول روبرت فينيكس Robert Phenix Jr وكورنيليا هورن Cornelia Horn من قسم اللاهوت بجامعة القديس توماس في دراستهما عن هذا الكتاب المنشورة بمجلة الدراسات السريانية. Journal of Syriac Studies, Vol.6, No.1, January2003.
” ليس ثمة عمل في تاريخ تفسير القرآن يماثل هذا العمل ، ولا يوجد لذلك نظير إلا في الدراسات النقدية للإنجيل . وقد حرر لوكسنبرج الباحثين من سطوة التراث التقليدي للمفسرين المسلمين . وسواء أكان لوكسنبرج على صواب أم خطأ فيما جاء به إلا أنه وضع تفسير القرآن في منعطف حرج كان قد بلغه مفسرو الإنجيل قبل قرنٍ من الزمان . لقد أظهر هذا العمل لجميع مفسري القرآن قوة المنهج العلمي للفيلولوجيا وقيمتها في إنتاج نص قرآني أوضح “ .
ويقول الباحثان في آخر عرضهما للكتاب :
” لا بدّ لأية دراسة علميّة للقرآن في المستقبل أن تأخذ هذا المنهج بعين الاعتبار .. لقد أبدى لوكسنبرغ ارتياباً في مسألة نقاء القرآن من حيث كونه نصّاً عربياً خالصاً ، وعريّاً عن المعضلات اللاهوتية والفقه لغويّة التي تعرّضت لها تواريخ نقل النصوص المقدسة كالتوراة العبرية برواياتها المختلفة “ .
ويقول الكسندر ستيل Alexander Stille في عرضه للكتاب الذي نشر في نيويورك تايمز2/ 3 / 2002 وهو بعنوان (نظرات راديكالية جديدة للإسلام وأصول القرآن)
Radical New Views of Islam and the Origins of the Koran

صفحة من إحدى نسخ المصاحف التي عثر عليها ب بصنعاء :
” يؤكد كريستوف لوكسنبرج العالم الألماني باللغات السامية القديمة أن القرآن قد أسيء فهمه كما أسيئت ترجمته على مدى قرون من الزمن . ولقد استند في بحثه على نسخ قديمة من القرآن[ يعني مخطوطات مصحف صنعاء التي اكتشفت في العقود الأخيرة مدفونة بسقف المسجد ] تظهر أن جزءاً من القرآن مأخوذ من نصوص مسيحية آرامية كانت موجودة قديماً ولكن أسيء فهمها من قبل المسلمين الذين جاءوا بعد ذلك وأعدوا نسخ القرآن الشائع بين الناس اليوم . ينطلق الكتاب من فكرة أنّ لغة الكتابة التي كانت سائدة في بلاد العرب قبل وإبان ظهور الإسلام هي اللغة الآرامية.
وكان الآراميون الذين اعتنقوا النصرانية يُعرفون بالسريان ، ويتكلمون الأرامية لغة الرُّها الواقعة في شمال غرب بلاد ما بين النهرين . وبسبب انتشار النصرانية على يد السريان في سوريا وبلاد الرافدين أصبحت السريانية لغة الكتابة في تلك البلاد وتجاوزتها إلى البلدان المجاورة كبلاد فارس والجزيرة العربية . ومن هنا يفترض لوكسنبرج أن القرآن نزل بِاللغة السريانية وهي لغة الكتابة في عصر نزول الوحي ، ولذلك لا يمكن فهم الألفاظ الغامضة فيه إلا بردّها إلى أصلها السرياني .وأصول تفكير لوكسنبرج ترجع إلى دراسات وبحوث سابقة ، ولعلّ من أهمها وأبرزها بحوث الفونس مينجانا Alphonse Mingana. وبذا يمكننا القول بأنّ نظرية لوكسنبرج التي هلّل لها الغرب ليست جديدة . وهي في أحسن أحوالها تطبيق عملي لأراء مينجانا . ولا ريب أنّ مينجانا أكثر تأهيلاً من غيره للبحث في تأثير السريانية على لغة القرآن ، ربما لأنه تعلّم السريانية في صباه في الموصل على أيدي الرهبان ، وأنشغل بها طيلة عمره .
ومشكلة الاستشراق في العقود الأخيرة الاعتماد على القواميس الموضوعة في اللغات السامية كالآرامية ، والسريانية ، والأكادية ، مع دراسة قصيرة قد لا تتجاوز بضعة أسابيع في نحو تلك اللغات فيصبح بذلك الدارس عالماً في اللغات السامية ، أو لمجرد قراءة سريعة في كتب مختصرة لتعليم النحو السرياني ككتاب نولدكه ( مختصرالنحو السرياني ) ، أو كتاب (فقه اللغات السامية) لكارل بروكلمان . وهذا تدليس حقيقي ، وتجنٍّ على المعرفة . وقد قُيّض لنا أن نلتقي ببعض هؤلاء ممن يزعمون أنهم علماء باللغات السامية وهو لا يفرّق في العربية بين الشِّعر والشَّعرِ ، ويزعم أنه يريد أن يصحح أخطاء النحاة واللغويين.
وهذا يصدق على المدعو لوكسنبرج ، إذ أن نظريته لا تتعدى الألفاظ ، ولهذا نراه يجري مقارنات لفظية بين المفردات العربية والسريانية أو الآرامية دون أن يكلّف نفسه عناء المقارنة بين نحو تلك اللغات . وهذا الأمر يبطل كلّ نظريته في الأصول السريانية للألفاظ القرآنية .
فمنهج لوكسنبرج في التعامل مع الألفاظ القرآنية التي يراها غامضة هو أن يعمد إلى إعادة إعجام الرسم المهمل بإعادة وضع النقط على اللفظ بجعل الخاء جيماً والراء زاياً والباء تاءً وهكذا حتى يقع على لفظ سرياني ملائم ينضبط به المعنى القرآني على حدّ زعمه . ولكن فاته شيءٌ مهمّ لم يتفطّن إليه وهو أنّ إعادة إعجام الألفاظ يترتب عليه أحياناً تغيير في الموقع الإعرابي وهذا يهدم البنية النحوية للجملة فلا يبقى أيّ معنى .

أثر ألفونس مينجانا على كريستوف لوكسنبورغ :
كتب مينجانا في سنة 1927 دراسة نُشِرت بمجلة مكتبة جون ريلاندز بمانشستر بعنوان ( التأثير السرياني على أسلوب القرآن ) Syriac Influence on the Style of the Kuran ، يقول في مطلعها :
” لا شكّ أنّ الوقت حان لإخضاع نصَّ القرآن لنفس النقد الذي تعرّض له الكتاب المقدّس اليهودي العبري والآرامي ، والكتب المسيحية اليونانية .. وإني لمقتنعٌ بأنّ معالجةً شاملةً لنصّ القرآن بعيداً عن الشّراح المسلمين ستؤتي ثماراً وفيرةً من المعلومات القيّمة . ومن الضروريّ أن يتسلّح الباحثُ بمعرفة كافية بالسريانية ، والعبرية ، والحبشية . والسريانية في نظري أكثر نفعاً من العبرية والحبشية لتأثيرها الواضح على القرآن . “ .
وشرع مينجانا في بيان مواضع تأثير السريانية على أسلوب القرآن ، وجعلها في ستة وجوه : أسماء الأعلام ، والمصطلحات الدينية ، والكلمات العامة ،والإملاء ، وبناء الجمل ، والإحالات التاريخية الأجنبية .
والقولُ بوجود ألفاظ قرآنية من لغاتٍ غير عربية مسألة لم ينفها أكثر المسلمين ، والنافون منهم ذهبوا إلى أنها بدخولها إلى اللسان العربي تعرّبت . يقول السيوطي في كتابه الإتقان ( 1 : 137) في معرض الجمع بين المثبتين والنافين :
” والصواب عندي مذهب فيه تصديق القولين جميعاً ، وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية كما قال الفقهاء ، ولكنها وقعت للعرب فعرّبتها بألسنتها وحوّلتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها فصارت عربيّة ، ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب . فمن قال إنها عربية فهو صادق ، ومن قال إنها أعجمية فصادق ، ومال إلى هذا القول الجواليقي وابن الجوزي وآخرون . “ .
ولذلك فإنّ فكرة ردّ بعض الألفاظ القرآنية إلى السريانية بتحوير في بنيتها بشكل يعجم المهمل ويهمل المعجم يعدّ محاولة متطرفة للتفسير .
وليس هذا المكان الضيّق ملائماً لبسط القولِ في هذا الموضوع .
ومما جاء نتيجةً لهذا المنهج في كتاب لوكسنبرغ أن لفظة ( قسورة ) سريانية وليس معناها ( الأسد ) كما فهم المفسرون المسلمون ، وأصلها في السريانية ( قوصرا ) كما هي في الآرامية ( قوسره ، و قوصره ) والرسم القرآني قسوره أصح سريانياً ويلفظ ( قاسورا ) بإمالة الواو ، ومعناها ( الحمار الهرم الذي لا يقوى على حمل شيء ) ، وهذا المعنى مضحك بلا ريب إذ لا معنى لفرار الحمر المستنفرة من حمار عجوز .
ويسخر لوكسنبرغ من فهم العرب حيث يجعلون لفظة ( قسورة ) بمعنى ( الأسد ) وهي تعني ( الحمار ) ، ويجعلون لفظة ( الحمار ) في قوله تعالى (وانظر إلى حمارك ....) الآيةبمعنى البهيمة ، ومعناها الصحيح كما في السريانية ( صفة للإنسان ) .
ويذهب لوكسنبرغ إلى أنّ لفظة ( الطعام ) في الآية تعني ( العقل والفهم ) كما في السريانية ( طعما ) وفي بعض المصاحف ترسم لفظة ( طعامك ) محذوفة الألف ( طعمك ) وهذا يشبه قول العامة ( كلام بلا طعمه ) بمعنى بلا فهم . و ( الشراب ) هي ( شربا ) في السريانية ، و ( يتسنه ) في السريانية تعني لم يتغيّر . وبذلك يكون التفسير الصحيح للآية ( انظر إلى حالك وعقلك لم يتغير ) .
والمراد بقوله تعالى: ( وانظر إلى حمارك ... ) الآية لا يمكن بلوغه إلا بتحوير رسم اللفظة فتكون ( جمارك ) ومعناها في السريانية ( كمالك ) من الكمال والتمام ، فقوله تعالى( انظر إلى حمارك ...). معناه : إذاً انظر إلى كمالك ، وبذلك يستقيم معنى اللفظة مع السياق العام للآية .
وهكذا على هذا النحو يمضي المدعو لوكسنبورغ في قراءته للقرآن . ولم يجد النقّاد الغربيون ما يثيرهم في هذه الرسالة بحق إلا تلك التحويرات التي أجراها الكاتب بإلغاء آيات الجهاد ، والتأويل العجيب لقوله تعال: ...( حور مقصوراتفي الخيام ...) الآية.
وقوله تعالى ( كذلك وزوجناهم بحور عين ).
ويستغرق لوكسنبرغ في تحليل معنى ( حور العين ) أربعين صفحة من كتابه ( من 221 إلى 260 ) ، ويخرج علينا في نهاية المطاف بتفسير مضحك وهو أن لفظة ( الحور ) صفة للعنب الأبيض ، وأن لفظة ( عين ) صفة لبريق الحجارة الكريمة ، والمعنى الذي ذهل عنه المفسرون طيلة قرون هو أن طمع المجاهدين والشهداء في الجنة حيث الحوريات وَهْمٌ ، إذ لا ينتظرهم إلا جِفانُ من العنب !! .

كيف ذلك ؟ إنّ لفظة ( زوّجَ ) في الآية والتي تعني النكاح أخطأ الكُتّاب في رسمها بعد الإعجام ، والأصحّ أنها ( روّح ) أي: أراح وأنعشَ ، ومعنى الآية إذاً هو روّحنا عليكم بجفنات بيضٍ وجواهر من بللور ، وليس المراد من ذلك النساء البيض الواسعات الأعين . وعن قوله تعالى : ( ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون ) يقول إنّ المراد من لفظة أزواج في الآية ، بناء على ما وصل إليه من استنتاجات ، أنواع ، أي لهم فيها أنواع من الثمار !! ، وقوله تعالى :( فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم و لا جان )لا يعني في نظرية لوكسنبورغ إلا جفنات الجنة التي لم يدنسها قبلهم إنس ولا جان ، غير أنّ أوّل الآية لا يؤيّد زعمه حيث لم يقدّم تفسيراً ما المراد بـ ( قاصرات الطرف ) .

إنّ أدق دراسة نقدية خرجت لهذا الكتاب ، بعيداً عن العرض السريع الذي قامت به مجلات ومواقع غربية ، ذلك البحث القيّم الذي شارك فيه ثلاثة من الباحثين : م . سيف الله ، ومحمد غنيم ، وشبلي زمان والمنشور بموقع Islamic Awareness تحت عنوان :

[align=left]From Alphonse Mingana to Christoph Luxenberg
[Arabic Script & The Alleged Syriac Origins of the Qur'an[/align]
 
أخي الكريم الباجي وفقه الله :
هل خرج البحث , وفي أي مجلة , وحبذا لو تتحفنا به كاملاً .
 
جزاك الله خيراً أخي الباجي ولو أن كلام هذا الدعي متهافت لا يحتاج للرد
ولكن......... ماذا نفعل في زمان أضحى فيه القسورة حماراً؟؟؟؟
 
أخي الباجي
ارجو منك أن تضع اسم المجلة حتى نفهم الموضوع جيدا
فأنا أعاني من أمثال هؤلاء في ألمانيا
 
جزى الله شيخنا الباجي خيرًا على هذه الفصلة القيمة ، وقد سبق لي من عامين تقريبًا سؤال المستشرق الألماني الدكتور موراني عن هذا الأبتر لوكسنبرج فأجابني بما يفيد أنه نكرة في عالم البحث "العلمي" الاستشراقي ، بل إن كتابه ليس له مكان يذكر في الدراسات المعاصرة , وإن مؤلفه ترك فيه معايير البحث الموضوعي وجاء بآراء لا يوافق عليها أحد تقريبا .

وسؤالي للدكتور موراني وجوابه عليه موجودان في الملتقى على هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2114

من المشاركة رقم 6 وما بعدها .

والحمد لله أولاً وآخرًا .
 
ليس هذا في الغرب فقط

ليس هذا في الغرب فقط

أحسن الله إليك أخي
لكن هذا ليس في الغرب فقط .
فقد وقع تحت يدي كتاب من هذا القبيل بعنوان : الفرقان لابن الخطيب جمع القرآن وتدوينه ، هجاؤه ورسمه ، تلاوته وقراءاته ، وجوب ترجمته وإذاعته . نشر دار الكتب العلمية بيروت .
اشتريت الكتاب لأهمية موضوعه وظناً مني أن مؤلفه من أهل العلم لما أطلق على نفسه ( ابن الخطيب ) مع ملاحظة أنه لم يكتب اسمه الحقيقي على طرة الكتاب وإنما اكتفى بما تقدم . وإنما كتب اسمه بعد الإهداء بخط دقيق : محمد محمد عبد اللطيف . دون بيانات عنه وكان هذا أول الغدر كما يقال .
فإذا ما تصفحت موضوعات الكتاب وجدت ما لا يقوله مسلم .
ويكفي فقط أن تقرأ قوله :
التناقض الموجود في رسم المصحف
والناظر لهذا الاختلاف الذي أوردنا بعضه يرى أن الرسم القديم يقلب معاني الألفاظ ويشوهها تشويهاً شنيعاً ويعكس معناها بدرجة تكفر قاريه وتحرف معانيه .............
هذه فقرة نقلتها من صفحة فتحتها بعفوية لنقل شيء يسير منه وما خفي كان أعظم .
 
المطابع لم يعد لها هم سوى حصد الأموال وإن كان ذلك على حساب القرآن والعياذ بالله، والأدهى أن يكون أصحابها مسلمون، وقد تقع في أيد غير متخصصة في العلوم الشرعية أو الدراسات القرآنية فيتضاعف الإفساد والإساءة. مع الأسف ليس هناك مراقبة صارمة لدور الطبع والنشر تضرب على أيدي هؤلاء العابثين
 
عودة
أعلى