لأهمية علم الوقف والابتداء في الدرس القرآني خصه بعض القراء رواد بناء صرح مدرسة القراءات القرآنية في الأندلس في الفترة الممتدة ما بين القرن الخامس الهجري ومنتصف القرن السابع، بفائق عنايتهم، وكبير اهتمامهم، فأفرده بالتصنيف جماعة فأجادوا وأفادوا منهم:
1- مكي بن أبي طالب القيسي(ت 437 ﻫ)
يعد مكي من المكثرين في التصنيف في الوقف والابتداء في القرآن، فقد بلغ عدد مؤلفاته أحد عشر مؤلفا، وهي كالآتي:
الأول: "جزء فيه تعديل التجزئة بين الأئمة في شهر رمضان في قراءة القرآن في الأشفاع":
ذكره له ابن خير.
الثاني: "كتاب الوقف على كلا وبلى في القرآن":
بهذا الاسم حققه الدكتور حسين نصار. وحققه أحمد حسن فرحات باسم "شرح كلا وبلى، ونعم والوقف على كل واحدة منهن في كتاب الله – عز وجل -".
الثالث: "الهداية في الوقف على كلا":
ذكره له ياقوت الحموي، وحاجي خليفة، وطاش كبرى زاده باسم ـ"الهداية في الوقف"
الرابع: "كتاب اختصار الوقف على كلا وبلى ونعم":
بهذا الاسم ذكره القفطي ووصفه بأنه: "جزء."
واستنادا إلى أقوال المهتمين بتراث مكي من القدامى يتضح أن هذا الكتاب غير "كتاب الوقف على كلا وبلى في القرآن" فهذا في جزء وشرحه في جزئين، وهو ما رجحه الدكتور حسين نصار، في حين رجح بعض الباحثين أن العنوانين لكتاب واحد.
الخامس: كتاب "شرح التمام والوقف":
ذكره له القفطي وياقوت الحموي وابن خلكان وقالوا: «أربعة أجزاء». وذكر بعض الباحثين أنه قد يكون هو الكتاب المسمى بـ "شرح الوقف التام" أو "بيان الوقف". وتوجد نسخة منه بخزانة ابن يوسف بمراكش برقم 194.
السادس: كتاب "الوقف":
وهي قصيدة رائية تقع في 131 بيتا، نسبت لمكي بن أبي طالب القيسي، توجد نسخة منها بالخزانة العامة بالرباط برقم 672 (1371D)، وبداية هذا المخطوط بعد البسملة والصلاة على رسول الله – صل1 - «وقال القيسي شيخ الجماعة –رحمه الله - في الأجوبة المحققة:
أيا طالبا في الوقف حكما ممهدا # على كل حرف حين يتلى من الذكر.»
فاتضح بذلك أن هذا النظم ليس لمكي بن أبي طالب القيسي وإنما هو "الأجوبة المحققة" لأبي عبد الله محمد بن سليمان القيسي الضرير شيخ الجماعة بفاس.
السابع: كتاب فيه "شرح اختلاف العلماء في الوقف على قوله –تعالى- ((( يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ)))[الحج: من الآية 13.]
أحصاه القفطي ضمن مؤلفات مكي بن أبي طالب القيسي.
الثامن: كتاب "منع الوقف على قوله: ((( إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى)))"[التوبة: من الآية 107.]:
ذكره له القفطي، وقال: «جزء».
التاسع: كتاب "شرح معنى الوقف على (((وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ)))"[يونس: من الآية 65]:
عده القفطي من مؤلفات مكي.
العاشر: كتاب "شرح اختلاف العلماء في قوله –تعالى-: (((وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ)))[آل عمران : 7]":
ذكره له القفطي.
الحادي عشر: كتاب "الوقف على (((لَا))) دون (((جَرَمَ))) من قوله –تعالى- (((لَا جَرَمَ)))" [أول مواضعها هود : من الآية 22]:
ذكره له ابن الجزري.
2- أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الداني(ت 444 ﻫ)
ذكر لأبي عمرو الداني حوالي خمسة عشر كتابا في موضوع الوقف والابتداء وهي كالآتي:
الأول: "كتاب الاشتمال على معرفة القطع على الكلم المختلف فيهن":
ذكره الداني في فهرسته.
الثاني: "كتاب الاكتفا في معرفة الوقف والابتدا":
بهذا الاسم ذكره الحافظ أبو عمرو الداني. ونقل عنه ابن الجزري باسم "الاكتفاء في الوقف والابتداء".
وذهب الدكتور عبد الهادي حميتو إلى أن هذا الكتاب غير "كتاب المكتفى" الآتي ذكره، أما الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي فنص على أنه هو "كتاب المكتفى" وقد اطلع على نسخة منه بالجامعة الأمريكية ببيروت.
الثالث: "كتاب المكتفى في الوقف التام والكافي والحسن":
بهذا العنوان ذكره الحافظ أبو عمرو الداني في فهرسته.
وللكتاب نسخ كثيرة مخطوطة، حصل منها الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي على ثلاثين نسخة مكنته من تحقيق هذا الكتاب باسم "المكتفى في الوقف والابتداء" معتمدا في اختياره لهذه التسمية على ما ذكر على معظم النسخ وأقدمها. لكن الحافظ أبا عمرو الداني سماه في مطلع هذا الكتاب بـ"كتاب الوقف التام والوقف الكافي والحسن في كتاب الله – عز وجل -".
ويعد كتاب "المكتفى" من أهم ما ألف في الوقف والابتداء في كتاب الله – عز وجل -، والنقل المستفيض عن هذا الكتاب أكبر دليل على ذلك.
الرابع: "كتاب الاكتفاء في الوقف على كلا وبلى واختلاف العلماء فيها":
ذكره الحافظ أبو عمرو الداني في فهرسته.
وتوجد نسخة من كتاب باب اختصار القول في "كلا وبلى ونعم" في الوقف لأبي عمرو الداني في مكتبة الجامع الكبير (أوقاف صنعاء برقم 1590).
الخامس: "كتاب التحبير لمذاهب القراء في الوقف على المرسوم":
ذكره الحافظ أبو عمرو الداني في فهرسته.
السادس: "كتاب فيه مسألة الوقف على المشدد":
ذكره الحافظ أبو عمرو الداني في فهرسته.
السابع: "كتاب فيه الجواب عن الوقف في قوله: (((لَا جَرَمَ)))"[هود: من الآية 22]:
صرح أبو عمرو الداني بتصنيفه في فهرسته.
الثامن: "كتاب ما يعرض في الوقف من التغيير":
ذكره الحافظ أبو عمرو الداني في فهرسته.
التاسع: "كتاب الاهتداء في الوقف والابتداء":
لم يذكره الحافظ أبو عمرو الداني ضمن الكتب الواردة في فهرسته وأحال عليه في المكتفى.
وأشار إليه أيضا في جامع البيان، وذكر بعض الباحثين وجود نسخة منه في الأزهرية ضمن مجموع برقم (276)22283.
العاشر: "رسالة في الوقف":
ورد ذكرها في معجم مؤلفات الحافظ أبي عمرو الداني، ولعلها هي كتاب المكتفى سالف الذكر.
الحادي عشر: "كتاب الشرح والتبيين":
لم يرد له ذكر في فهرست تصانيف أبي عمرو الداني ولا بفهرس المِنْتُورِي، والذي دلل على وجوده وموضوعه شراح الدرر اللوامع. وموضوعه الوقف بالروم والإشمام، ولا أعلم له وجودا إلا ما احتفظ به شرح الدرر اللوامع للمنتوري من نقول.
الثاني عشر: "كتاب الوقف على الهمز":
ذكره الدكتور عبد الهادي حميتو في معجمه استنادا إلى إشارة ابن الجزري في "باب الوقف على الهمز". قال : «وأفرده أيضا بالتأليف أبو الحسن بن غلبون وأبو عمرو الداني وغير واحد من المتأخرين».
وهذا الكتاب أيضا لم يذكره الحافظ أبو عمرو الداني في فهرسته ولا أحد ممن أحصوا مؤلفاته.
الثالث عشر: "فائدة في أقسام الوقف القبيح":
منه نسخة مخطوطة برقم 1073 ضمن مجموع (33ب- 35أ) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالسعودية.
أوله: «الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. اعلم أن كلا حرف ردع وزجر؛ وهي في النصف الثاني من القرآن، وهي في ثلاثة وثلاثين موضعا في خمسة عشر سورة..»
آخره: «أخبرنا محمد بن علي قال: أخبرنا محمد بن القاسم قال: كان حمزة وغيره -ش- لا يستسمحون الوقف على هذا المعنى الذي تقدم ذكره من القبيح لأن القارئ يقدر على أن يتفقده ويتنحيه. قال أبو عمرو رضي الله تعالى عنه فهذه الأقسام أقسام الوقف القبيح فاعلمها وبالله التوفيق، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.»
الرابع عشر: "كتاب على الوقف في القرآن":
لم يرد له ذكر في فهرست تصانيف أبي عمرو الداني، وذكر كارل بروكلمان وجوده مخطوطا بباريس برقم: 4202.
الخامس عشر: "معرفة الوقف.":
أحال عليه أبو زيد عبد الرحمن ابن القاضي(ت 1082ﻫ) بهذا الاسم ونقل عنه.
وبعد مقارنتي لهذا النقل بما يضارعه في كتاب "المكتفى" ألفيت موضوعهما واحد، فتبين بذلك أن هذا الكتاب هو كتاب "المكتفى".
3- أبو عبد الله، محمد بن خيرة، ويعرف بابن العافية المقرئ النحوي(ت 478 ﻫ)
له:
"مسألة في الوقف على قوله –تعالى- (((أَيًّا مَا تَدْعُوا)))"[الإسراء : 110]:
ذكره ابن خير.
4- أبو محمد، عبد الله بن محمد بن السيد الأندلسي البطليوسي(ت 521 ﻫ)
له:
"رسالة في قوله –تعالى- (((هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ))) [الكهف: من الآية 44] هل يجوز الوقف على ﴿الْوَلَايَةُ﴾:
تحتفظ مكتبة تشتستر بيتي بنسخة منه برقم 4325، وتوجد بالجامعة الإسلامية بالسعودية نسخة ميكرو فيلم منه برقم 7547/4.
5- أبو الأصبغ، عبد العزيز بن علي بن محمد بن سلمة المعروف بابن الطحان السماتي الأندلسي(ت 560 ﻫ)
ألف:
"نظام الأداء في الوقف والابتداء":
حققه بهذا الاسم الدكتور علي حسين البواب. وبهذا الاسم ذكره المقري وإسماعيل باشا، أما ابن الجزري فيسميه "كتاب الوقف والابتداء".
6- محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن فَرَج بن سليمان بن يحيى بن سليمان ابن عبد العزيز القيسي، شاطبي، أبو عبد الله بن تُرَيْس والمكناسي(494 - 561 ﻫ)
من تآليفه كتاب:
"الابتداء بهمزة الأمر والإيواء في قوله - تعالى – +وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا _ [طه: 132] وقوله –سبحانه – (((فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ ))) [الكهف: 16].»
ذكره ابن الأبار.
7- عيسى بن عبد العزيز بن عبد الواحد بن سليمان اللخمي، يراه ابن الزبير من أهل قيجاطة، يكنى أبا القاسم(ت 629 ﻫ).
ألف في هذا النوع كتاب:
"الاهتدا في الوقف والابتدا"
ذكره له إسماعيل باشا.
وحاصل هذا المطلب أن المؤلفات في الوقف والابتداء في القرآن الكريم التي خطها بعض القراء رواد بناء صرح مدرسة القراءات القرآنية في الأندلس في الفترة الممتدة ما بين القرن الخامس الهجري ومنتصف القرن السابع بلغ عددها واحدا وثلاثين كتابا؛ طبع منها ثلاثة كتب، وتحتفظ خزائن المخطوطات بستة منها، وباقي الكتب وعددها اثنان وعشرون كتابا لا يعلم لها نسخ خطية – في حدود علمي -.
من كتاب "مدرسة القراءات القرآنية في الأندلس، وآثارها العلمية من القرن الخامس الهجري إلى منتصف القرن السابع" لمصطفى بورواض، بإيجاز كبير.
أخي الفاضل
ايت عمران لا، ليس الأمر كما قلت، ولكني أدرجت هذه المشاركة لثلاث مرات لكن الإدراج فشل، لطول المداخلة، وفشل إدراج الآيات بالرسم العثماني الذي كانت عليه الآيات القرآنية.