ليلة علمية ممتعة في المدينة النبوية مع مشرفي ملتقى القراءات والتجويد وعدد من الأعضاء

إنضم
9 يناير 2004
المشاركات
1,474
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
الإقامة
المدينة النبوية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده , وبعد :
فمن بركة المدينة النبوية على ساكنيها أنه يتسنى لهم لقاء كثير من العلماء عندما يأتون لزيارتها , فيستفيد منهم طلبة العلم ممن من الله عليهم بسكنى طيبة الطيبة .
وقد تشرفنا ولله الحمد والمنة واستفدنا كثيرا من عدد من مشرفي وأعضاء هذا الملتقى المبارك , وقابلت أنا شخصيا الكثير منهم لأول مرة هنا في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم .
ومن هذه اللقاءات التي جمعتنا بأبرز مشرفي هذا الملتقى المبارك هذه اللقاءات :
لقاء ماتع مع الدكتور عبد الرحمن الشهري في المدينة النبوية
اللقاء العلمي الثالث بالشيخ مساعد الطيار في المدينة المنورة
ومن هذه اللقاءات المباركة لقاء جمعنا باثنين من مشرفي قسم القراءات والتجويد وعدد من أعضاء هيئة التدريس بقسم القراءات بكلية القرآن بالجامعة الإسلامية بالمدينة وعدد من أعضاء هذا الملتقى المبارك .
ففي يوم الإثنين الموافق 3 / 8 / 1429بعد صلاة العشاء التقينا بفضيلة الشيخ غانم قدوري الحمد الذي جاء من العراق لزيارة المدينة ومكة , وحضر اللقاء فضيلة الشيخ الدكتور السالم الجكني , ورئيس قسم القراءات سابقا الدكتور / حسين العواجي , ووكيل كلية القرآن للدراسات العليا الدكتور / عادل رفاعي , والأخ ضيف الله العمري والأخ أبو عبد الله العاصمي اللذين كانا سببا في هذا اللقاء المبارك , وكاتب هذه السطور وعدد من الإخوة من طلاب الدراسات العليا .
وقد كان لقاءا علميا ماتعا دار فيه نقاش مع الدكتور غانم حول عدد من القضايا العلمية , منها ما يتعلق برسم المصحف ومنها ما يتعلق بالدراسات الصوتية وعلم التجويد , ومنه ما يتعلق بالقراءات , ومنها ما يتعلق بتحقيق الكتب العلمية وطباعتها .
وسوف نوافيكم بإذن الله بتفصيل أكثر حول هذا اللقاء , ولعل الإخوة الأفاضل : ( أبو سفيان ) ضيف الله العامري , والأخ أبو عبد الله يشاركونني في تلخيص الفوائد العلمية من هذا اللقاء .
أسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه .
 
أحسنتم يا أبا أسامة ، ونحن في انتظار خبر لقائكم لأستاذنا الدكتور غانم قدوري حفظه الله وبارك في علمه .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فتحية للشيخ محمد عمر الجنايني على هذه المتابعة الطيبة للقاء الإخوة المشايخ الكرام بفضيلة الأستاذ الدكتور غانم قدوري حفظه الله،في المدينة،
ولقد أخبرني صديقي وزميلي الدكتور ابومحمد حسين العواجي بهذا اللقاء ولكن صادف وقتها سفري إلى مدينة الطائف الجميلة،
وأشد على يدي أخي محمد عمر سلمه الله،هو وزملاؤه الكرام باستكمال ماوعد به من خلاصة لمجريات اللقاء الماتع في بيت العلماء،مجلس زميلنا الفاضل الدكتور عادل الرفاعي سلمه الله.والله الموفق.
 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم [/align]
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده , وبعد :
فمن المهم لطالب العلم مجالسة العلماء واللقاء بهم وسؤالهم عما أشكل عليه , والفوائد التي تجنى من مثل هذه المجالس من الصعب حصرها وذكرها كلها , فطالب العلم يستفيد من أدب الشيخ وسمته قبل أن يستفيد من علمه وفهمه .
وقبل أن أذكر لكم بعض الفوائد العلمية من هذا اللقاء , أحب أن أشير إلى الأدب الجم , والأخلاق العالية التي استفدتها من هذا اللقاء , وذلك من خلال مناقشة العلماء بعضهم لبعض , واللغة الراقية التي يتحدثون بها , وتأدبهم واحترامهم لغيرهم حتى لمن هم دونهم في العلم والعمر , وهذه الأمور لا يمكن اكتسابها إلا بالمجالسة والملازمة للعلماء وحضور دروسهم ومجالسهم .
وإليكم أهم ما جاء في هذا اللقاء :
بدأ د / غانم في بداية اللقاء بالتعرف على الإخوة الزملاء في الدراسات العليا , وسأل كل واحد عن رسالته للماجستير وما الذي يعمل عليه الآن في الدكتوراه , ودار نقاش علمي حول هذه الرسائل وغيرها من الكتب المخطوطة في القراءات والتجويد وما الذي يمكن أن يحقق منها في رسائل علمية .
وتحدث الشيخ د / غانم عن التيسير الذي حصل لطلاب العلم اليوم بالاستفادة من الانترنت , فقد وجدت كثير من المخطوطات على هذه الشبكة وأصبح من اليسير الحصول على نسخ منها وتحقيقها , وقد كانوا في السابق يجدون مشقة بالغة في هذا الأمر , وقال إن الأصل أن يعلن بين طلاب العلم في المواقع العلمية وغيرها أن فلانا يحقق الكتاب الفلاني حتى لا يتكرر الجهد , وحتى تصرف الجهود لمخطوطات أخرى لم تحقق , إلا أن مشكلة الإعلان عن مثل هذه المشاريع العلمية أن بعض الطفيليين يسرع في إخراج الكتاب بأي صورة إذا عرف أنك تعمل عليه .
وتطرق الشيخ إلى الكلام عن بعض كتب القراءات , وقال إنه فرح بطبع كتاب ( الكامل للهذلي ) إلا أنه بعدما اطلع على هذه النسخة المطبوعة وجدها رديئة وفيها الكثير من الأخطاء , فمثل هذا العمل من المفروض أن يعاد تحقيقه بشكل أفضل .
وقد سألت الشيخ عن كتابه ( رسم المصحف دراسة لغوية وتاريخية ) لماذا طبعه وأعاد طبعه مرة ثانية دون أي إضافة أو تعديل على ما كان كتبه في الماجستير سنة 1976 م ؟
وكان الشيخ قد ذكر في مقدمة الطبعة الثانية للكتاب أنه كان يحدث نفسه بإعادة كتابته مرة أخرى لتحقيق أمرين : الأول إعادة ترتيب فصوله , والثاني : إضافة ما استجد لديه من معلومات أو أفكار تتعلق بموضوعاته , إلا أن أحد الأساتذة نصحه بإبقائه على ما هو عليه , لكونه عملا علميا حظي بمراجعة عدد من الأساتذة , وتجربة البحث ينبغي أن يحافظ على صورتها الأولى , فأخذ بهذه النصيحة , وأعاد طبعه كما هو .
وقد ذكرت للشيخ وجهة نظري في أنه لو تيسر له طباعته مرة أخرى وأضاف في الهامش بعض المعلومات خاصة عن الكتب وما حقق منها لكان في هذا فائدة كبيرة , لأن كتابه هذا مرجع مهم في علم رسم المصحف , فوعد خيرا إلا أنه ذكر شدة انشغاله , وأنه دائما ما يقول في نفسه ( لو تيسر لي الوقت لإعادة طباعة الكتاب بتؤدة لكان أولى )

وذكر أحد الإخوة أنه يحقق كتابا في قسم التفسير للسمين الحلبي , فقال الدكتور / غانم : ( السمين الحلبي _ رحمه الله _ يكتب موسوعات ) , وقال الشيخ الدكتور / السالم : ( حلاوة السمين الحلبي في كتابه الدر المصون إنصافه لأنه قدم الحق على شيخه ) وذكر أحد الإخوة من قسم القراءات أن شرح السمين الحلبي للشاطبية فيه فوائد لا تجدها في غيره , وقد حقق جزءا منه الشيخ د / أيمن رشدي سويد , من أول الكتاب إلى أول باب الفتح والإمالة .( رسالة دكتوراه في جامعة أم القرى نوقشت عام 1419 وأجزيت بدرجة ممتاز ) , وقد طبعته دار نور للمكتبات بجدة .
إلا أنه وللأسف لم يكمل أحد هذا الشرح الرائع , والعجيب أن قسم القراءات في جامعة أم القرى يرفض من يتقدم لأكماله ولا أدري ما السر , وقد علق الدكتور السالم على ذلك( بأن عيب الجامعات أنهم لا يخرجون الكتاب كاملا فيأخذ الطالب جزءا من الكتاب ثم يرفض القسم إكماله , فيخرج الكتاب ناقصا , والأصل أن لا يقبل تحقيق كتاب إلا إذا أخذ كاملا سواء من طالب واحد أو عدد من الطلاب إن كان المخطوط كبيرا )

وسئل الشيخ د / غانم عن وصف بعض المتقدمين للطاء بأنها مهموسة هل هذا يعني أن المتأخرين أخطؤوا فيها أداءا ونطقا ؟
فأجاب الشيخ بأنها وصفت في كلام المتقدمين بأنها مجهورة ( علماء العربية واالتجويد قديما قالوا بأنها مجهورة , لكن علماء الأصوات الآن يقولون بأنها مهموسة , فعلماء الأصوات قالوا بما عرفوا وعلموا وتيقنوا منه , وعلماء التجويد [ علماء العربية سابقا ] أيضا قالوا بما عرفوا واتضح لهم .
فعلى سبيل المثال : سيبويه رحمه الله قال : ( لولا الإطباق لصارت الطاء دالا ) ونحن الآن إذا أزلنا الإطباق عن الطاء صارت تاء , فالاحتمالات الآن :
هل أخطأ سيبويه ؟
أم أن الطاء تطورت ؟
هذه احتمالات واردة .

وسئل د / غانم عن العلاقة بين علم الأصوات وعلم التجويد ؟ هل يمكن أن نجمع بينهما فنقول إن علم الأصوات يدخل فيه علم التجويد , أم نقول لكل علم خصائص مستقلة ؟
فمن أدب الشيخ ( مع أن السؤال موجه إليه ) أحال على الشيخ السالم الجكني , وتواضع بقوله : ( أخوكم الفقير : دراستي في اللغة العربية , ويسر الله تعاللا لي أن أقرأ في رسم المصحف , وكذلك علم الأصوات ) ثم قال : ( فعندما أقرأ في التجويد لا أجد فرقا أو تعارضا بين ما يقرره علم الأصوات الحديث وبين ما قرره علماؤنا السابقين إلا في مسائل تتعلق بإدارك الظاهرة )
وكانت مداخلة للدكتور السالم بطرح هذا السؤال عن كلام سيبويه السابق عن حرف الطاء :
هل العرب الذين عاصرهم سيبويه ينطقونها كما ينطقها العرب الآن ؟ ألا يكون هذا سبب في الاختلاف في وصفها ؟
فقال د / غانم : قد يكون هناك إشكال أو خطأ في الكتب أم في الأداء فلا إشكال ؟ لأن القرآن محفوظ بالتلقي , والأصل فيه التلقي( الرواية ) لكن ( الدراية ) تحرس الرواية , فإذا لم تكن هناك دراية وتدوين فالانسان قد يسمع الكلمة خطأ أو يؤديها أداءا خاطئا , وقد صرح بعض العلماء كالمرعشي وغيره فقال : ( لطول سلسلة الاسناد قد يدخل على أداء بعض الشيوخ بعض التحريفات فينبغي أن ينظر ما في الكتب إلى جانب الرواية )
قال د / غانم _ معلقا على هذا الكلام للمرعشي _ لكن أقول : أن هذا فيه شيئ من الصعوبة أن نخطأ الرواية بشيء موجود في الكتب , فقد يكون الخطأ ما في الكتاب , وليس الأداء , والأمر محتمل .

هذا تلخيص لبعض ما جاء في هذا اللقاء الماتع , وأعتذر عن التأخر عليكم لانشغالي في الفترة السابقة , أسأل الله أن يشغلني وإياكم بالعلم النافع والعمل الصالح , ولا زلت أدعوا الإخوة الكرام ( ضيف الله العامري وأبو عبد الله مهدي دهيم ) لأن يشاركوني في تلخيص بعض الفوائد ويحتسبوا الأجر في ذلك .
وإذا يسر الله لي الوقت فسأكمل لكم ما تيسر منها بإذن الله .
 
جزاك الله خيرا أخي الكريم ، وأعتذر منك ومن الإخوة الكرام ، وأعدكم إن شاء الله أن أكتب ما عندي في الأيام القليلة القادمة.
 
جزاك الله خيرا يا أخي أبا أسامة، وأعتذر لكم وللإخوة الكرام عن التأخر في المشاركة الانشغالي قليلا- والله المستعان.
فقلد استفدنا من شيخنا الأستاذ غانم قدوري-حفظه الله تعالى ورعاه- فوائد كثيرة، وقد اتصف فضيلته بالتواضع الجمّ والخلق الكريم.
وقد سئل فضيلته عن النسخ المخطوطة من كتاب: الجامع المفيد في صناعة التجويد فأجاب بأنه لا يعلم له إلا نسخة وحيدة فقط.
وسئل فضيلته عن حرف الضاد هل انحرف (نطقا) في فترة من الفترات؟؟ فقال: صرح الدارسون بهذا.. وما نستطيع أن ننسب (لسيبويه) أنه أخطأ في الوصف،.. سيبويه دقيق في وصف المخارج، فعندما وصف الضاد بأنها من الحافة أو من أقصى الحافة وأنه مستطيل وأنه رخو وأنه مجهور...إذا تضع هذا بجوار الضاد الآن ومن يقول إنها شديدة ومخرجها من طرف اللسان واللثة وما هي مستطيلة فاختلف المخرج واختلفت بعض الصفات كيف نفسر هذا الاختلاف هل أخطأ سيبويه في ذلك الوصف وهو نفس الصوت؟؟، العلماء السابقون-رحمهم الله- يقولون قلَّ من يحسنها تستعصي.. حتى قال سيبيويه استعصت على بعضهم فنطق بها ضعيفة، علماء القراءات والتجويد كانوا يشيرون وينصون أن الناس انحرفت الضاد على ألسنتهم، حتى ابن الجزري ذكر أربع صور لنطق الضاد..، موضوع التحول في الضاد حقيقة ثابتة والله أعلم.
كما نبه الشيخ حفظه الله بضرورة دراسة علم الأصوات فقال: كل متخصص في علم القراءات والتجويد عليه أن يذهب إلى هذا العلم ويتعمق فيه، وأشاد بكتب الدكتور (سمير شريف) (الدكتور بجامعة اليرموك) كتاب القراءات القرآنية بين العربية وعلم الأصوات، علم الأصوات رؤية فيزيائية، وله كتاب في اللسانيات.
وأشاد كذلك بمقالات الدكتورعلي المباركي وأن له بحوث منشورة بمجلة جامعة أم القرى (عن الغنة وعن المد وصوت القلقلة).
وسئل فضيلته عن مسائل علم التجويد هل هي مأخوذة ابتداءا من كتب أهل اللغة حيث يتناولون باب المخارج والصفات و..؟؟ فقال هذا صحيح، وقد كتبت في هذا المعنى (نشأة علم التجويد) فموضوعات مسائل علم التجويد موجودة في كتب علماء اللغة فكل علماء التجويد يعتمدون على سيبويه.

فهذا ما يسر إضافته والله الموفق.
 
من أبرز القضايا التي ركز عليها أستاذنا الدكتور غانم قدوري إزالة الفجوة وسوء الفهم بين الصوتيين والقراء وقال إنه يأمل أن يكون جيلنا(جيل الشباب) أكثر تفهما للعلاقة الوطيدة بين علم التجويد وعلم الأصوات ، فقلت له: إنني وكثير من إخواني عندنا قناعة بهذا الأمر ، لكننا نحتاج إلى مؤلفات ميسرة تطلعنا على مقدمات هذا العلم ،
فلعلكم شيخنا تقومون بهذه المهمة ، فقال ـ أطال الله عمره ـ : عندي مشروع في ذلك وهو عبارة عن شرحين للمقدمة الجزرية أحدهما وجيز ، والآخر بسيط أو موسع.
وسألته عن تحقيقه لكتاب المحكم لأبي عمرو الداني ، حيث ذكر في كتاب علم الكتابة العربية أنه يحقق المحكم على أربع نسخ خطية ، فأجابني بأنه سيعاود الاشتغال عندما يرجع إلى العراق .
وسألته عن سر تميز الباحثين العراقيين في بحوثهم التي يظهر منها إبداعهم وجلدهم وصبرهم على البحث والتنقيب ، وتقديم شيء يفيد الباحث والدارس ، (وهذا مما لا يختلف فيه اثنان) ، فأجاب بأن السبب في ذلك هو أن من يتميز في دراسته وفي بحوثه يجد وظيفة طيبة ، ويحتل مكانة مرموقة ، والعكس بالعكس.
وكان للأستاذ عبد الله خليفة وجهة نظر حيث قال لعل ذلك يرجع إلى طبيعة الإنسان العراقي وجبلته وطريقة عيشه ونشأته.
ويبدو أن الدكتور غانم بحكم عيشه في هذا الوسط العلمي من الباحثين المتميزين لم يشعر بهذا التميز الذي شعرنا به نحن.
والجدير بالذكر أن شيخنا الدكتور غانم كان يثنى ثناء عاطرا على التميز عندنا في السعودية ويمثل لذلك بكثرة حفاظ القرآن والمعتنين به تجويدا وقراءة ، والحرص على طباعة و نشر الكتب المتعلقة بالقرآن وعلومه.
وسألته عن العناية بعلم القراءات في العراق فأجاب بأنها بدأت في السنوات الأخيرة ، ولكن ليس بالشكل الموجود في السعودية ، أو مصر (مأرز هذا العلم).
وسألته عن الاختلاف بين بعض المعاصرين في تفخيم الغنة إذا تلاها حرف استعلاء
وذكرت له بيتا من نظم السمنودي:
والروم كالوصل وتتبع الألف****ما قبلها والعكس في الغن ألف
فأجاب بأنه لا يعرف شيئا من هذا الخلاف عند المتقدمين ، قال: والأقرب أنها تفخم إذا كان بعدها حرف استعلاء.
وسأله الأستاذ عبد الله خليفة عن سبب تحقيق أخيه الدكتور سالم قدوري لـ(جهد المقل) للمرعشي مع أنه قد حقق في رسالة علمية في مصر على يد الدكتور أبي السعود الفخراني ، فأجاب بأنه لم يعلم بهذا التحقيق ، ولم يطلع عليه.
هذا ما عندي قدمته لكم مشفوعا باعتذار عن التأخير ، فما كان لي أن أستنكف عن إتحافكم بفوائد شيخنا الكريم ، أو أستأثر بها دونكم.
أسأل الله أن يجزي شيخنا ووالدنا الأستاذ الدكتور غانم قدوري خير الجزاء ، وأن يغفر له ولوالديه ، وأن يجعل ما يقدمه من خدمة لتراثنا في ميزان حسناته يوم يلقاه
أستودعكم الله إلى لقاء قد يتأخر إلى بداية العام القادم.
واالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
جزى الله خيرا الأخوين الكريمين ( أبو عبد الله وأبو سفيان ) على استجابتهما الكريمة وتلخيصهما لهذه الفوائد القيمة من هذا اللقاء ومن غيره .
وأخص بالشكر أخي (أبو سفيان ضيف الله العامري ) على ما كتبه مما كان قد طرحه على الشيخ في غير هذا اللقاء الذي جمعنا بالشيخ , فقد تقابل مع الشيخ فيما يبدو أكثر من مرة وكان يوصله بسيارته , ولعله التقى هو والأخ عبد الله خليفة بالدكتور غانم في لقاء آخر , وخرجا بهذه الفوائد , التي لم نطلع عليها إلا من خلال هذا الملتقى المبارك .
فأسأل الله أن يجزيه خير الجزاء وأن يزيده علما وعملا .
وآمل أن يغير رأيه فيما قرره من الانقطاع عن الملتقى إلى بداية العام , فله مشاركات متميزة تدل على حرصه وجهده , وكم من الكتب الجديدة التي عرفتها من خلال مشا ركاته , فلعله يعيد النظر في ذلك , أسأل الله أن يبارك في الأوقات والأعمال .
كما أساله تعالى أن يجزل المثوبة والأجر للأخوين الفاضلين ( أبو عبد الله العاصمي , وأبو سفيان العامري ) اللذين كانا سببا في ترتيب هذا اللقاء وتنظيمه .
 
جزى الله خيرا الأخوين الكريمين ( أبو عبد الله وأبو سفيان ) على استجابتهما الكريمة وتلخيصهما لهذه الفوائد القيمة من هذا اللقاء ومن غيره .
وأخص بالشكر أخي (أبو سفيان ضيف الله العامري ) على ما كتبه مما كان قد طرحه على الشيخ في غير هذا اللقاء الذي جمعنا بالشيخ , فقد تقابل مع الشيخ فيما يبدو أكثر من مرة وكان يوصله بسيارته , ولعله التقى هو والأخ عبد الله خليفة بالدكتور غانم في لقاء آخر , وخرجا بهذه الفوائد , التي لم نطلع عليها إلا من خلال هذا الملتقى المبارك .
فأسأل الله أن يجزيه خير الجزاء وأن يزيده علما وعملا .
وآمل أن يغير رأيه فيما قرره من الانقطاع عن الملتقى إلى بداية العام , فله مشاركات متميزة تدل على حرصه وجهده , وكم من الكتب الجديدة التي عرفتها من خلال مشا ركاته , فلعله يعيد النظر في ذلك , أسأل الله أن يبارك في الأوقات والأعمال .
كما أساله تعالى أن يجزل المثوبة والأجر للأخوين الفاضلين ( أبو عبد الله العاصمي , وأبو سفيان العامري ) اللذين كانا سببا في ترتيب هذا اللقاء وتنظيمه .

شكرا لكم يا محب القراءات
وأشكركم على دعواتكم الصادقة
وما ذكرته أخي الفاضل من انقطاعي عن المنتدى لا أستطيعه ، وإذا رأيتني كتبت مثل هذا الكلام فقل (شنشنة أعرفها من أخزم).
والأهم من هذا كله أنه يجب علي أن أكتب عن صفة التواضع التي تميز بها شيخنا وأستاذنا ووالدنا الأستاذ الدكتور غانم قدوري حفظه الله.
وسألتقي بكم قريبا إن شاء الله ، ولن أنقطع عنكم إلا بالموت أو الزواج.
وفقكم الله جميعا.
 
شكرا لكم يا محب القراءات
وأشكركم على دعواتكم الصادقة
وما ذكرته أخي الفاضل من انقطاعي عن المنتدى لا أستطيعه ، وإذا رأيتني كتبت مثل هذا الكلام فقل (شنشنة أعرفها من أخزم).
والأهم من هذا كله أنه يجب علي أن أكتب عن صفة التواضع التي تميز بها شيخنا وأستاذنا ووالدنا الأستاذ الدكتور غانم قدوري حفظه الله.
وسألتقي بكم قريبا إن شاء الله ، ولن أنقطع عنكم إلا بالموت أو الزواج.
وفقكم الله جميعا.
أما الموت فأنت معذور فيه ;) , ولكن أسأل الله أن يطيل عمرك في طاعته وينفع بك ,
وأما الزواج فلا أوافقك في أن يكون سببا لانقطاعك عن الملتقى :) , وأقترح عليك أن تبحث عن طالبة علم من الأخوات في الملتقى حتى لا تنقطعا عنه .:D
 
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد مَنَّ الله عليَّ في الأسبوعين الأوَّلَيْنِ من شهر شعبان بأداء العمرة ، وزيارة المسجد النبوي الشريف ، والسلام على سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وصاحِبَيْهِ – رضي الله عنهما – وكانت تلك الأيام التي قضيتها في الديار المقدسة من أجمل الأيام ، وزَيَّنَتْهَا أمسيات علمية مفتوحة ، التقيت فيها بعدد من أساتذة الجامعات وطلبة الدراسات العليا المتخصصين بعلوم القرآن عامة والقراءات القرآنية خاصة ، ولقيت منهم من حسن الاستقبال ما تعجز الكتابة عن التعبير عنه ، ودارت في تلك الجلسات نقاشات علمية حول عدد من المسائل المتعلقة بالأداء ، وتاريخ القراءات ، ورسم المصحف ، وقد استفدت من تلك اللقاءات فوائد جملة ، ولفتت نظري إلى مسائل هي موضع اهتمام من أهل الاختصاص ، وقد أشار الإخوة إلى عدد منها.
ولا يسعني في هذا المقام إلا التوجه بالشكر الجزيل والعرفان بالجميل إلى الإخوة الأفاضل الذين تشرفت بالالتقاء بهم في طيبة الطيبة ، ومكة المكرمة ، ومدينة الطائف ، ومدينة جدة ، وأخص بالذكر منهم :
الأخ الأستاذ ضيف الله العامري الذي اجتهد في ترتيب اللقاء بعدد من الإخوة الأفاضل في المدينة المنورة ، في استراحة الأستاذ الفاضل الدكتور عادل رفاعي ، جزاهما الله تعالى كل خير .
والأخ الأستاذ عادل بن عبد الرحمن السنيد الذي حرص على ترتيب اللقاء في منزله بالهدا في الطائف ، جزاه الله تعالى خيراً ، والشكر موصول للأخ الأستاذ باسم اللحياني الذي سهر معي تلك الليلة حتى أوصلني إلى مكان إقامتي في مكة.
والأخ الدكتور سالم الزهراني الذي رتب اللقاء في منزل الدكتور أحمد فريح في مكة المكرمة ، جزاهما الله كل خير .
والأخ الأستاذ علي الغامدي الذي أبى إلا أن يشرفني بالحضور إلى منزله في العوالي في مكة ، ودعا عدداً من الإخوة المهتمين بالقرآن وعلومه ، جزاه الله كل خير .
وكانت لي قبل ذلك وبعده لقاءات طيبة نافعة مع عدد من أهل الفضل والعلم ، أخص بالذكر منها زيارتي للأستاذ الفاضل الشيخ محمد تميم الزعبني الذي استقبلني بكل حفاوة ، واستضافني في داره العامرة في المدينة المنورة من بعد صلاة العصر إلى صلاة العشاء ، تخللها أداء صلاة المغرب في مسجد قباء، ثم صلينا العشاء في المسجد النبوي، والحمد لله.
وتشرفت بزيارة الأستاذ الدكتور علي بن ناصر فقيهي مدير الشؤون العلمية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في مكتبه ، الذي أعطاني كثيراً من وقته ، ورحب بتعاوني معهم في خدمة مجلة البحوث والدراسات القرآنية ، جزاه الله خيراً ، والشكر موصول للأخ حذيفة الخالدي الذي صحبني في تلك الزيارة ، وفي زيارة أماكن أخرى في المدينة المنورة .
وكان ختام المسك الالتقاء بالأخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري في مدينة جدة ، الذي طالما تمنيت وتمنى أن يجمعنا اللقاء ، وقد تحقق ذلك بفضل الله تعالى ، وبدعوة كريمة من مركز الدراسات والمعلومات القرآنية التابع لمعهد الإمام الشاطبي في مدينة جدة ، والشكر موصول لفضيلة الأخ الأستاذ سالم بن صالح العماري مدير المركز الذي رتب هذا اللقاء ، والذي شرفني باللقاء بعدد من الأساتذة الأفاضل في داره العامرة ، جزاه الله تعالى كل خير .
وأجدد الشكر للأخ ضيف الله العامري ، والأخ محب القراءات محمد بن عمر ، ولكل الإخوة الذين التقيت بهم في تلك اللقاءات الطيبة ، وأعتذر عن عدم ذكر أسمائهم لطول القائمة ، لكني أرجو أن تظل أسماؤهم في الذاكرة ، عرفاناً بفضلهم ، وطيب لقائهم ، وحسن ظنهم بي ، أدعو الله تعالى أن يحفظهم من كل مكروه ، وأن ينفع المسلمين بعلمهم ، وأن يوفقهم لخدمة القرآن وعلومه المباركة ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحابته أجمعين ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .
 
نماذج من تواضع شيخنا وأستاذنا البحاثة غانم قدوري حفظه الله
ـ حينما أتى المدينة المنورة اتصل بي وأخبرني بأنه أتى ، وذلك لأنه يعلم أني حريص على لقائه ، ومتشوف لرؤيته منذ لقاءنا الأول عام 1426هـ.
ـ كان يسألني عن الإخوة أعضاء الملتقى في المدينة بحرص واهتمام ، وكان يذكر بعضهم باسمه.
ـ كان يبدو عليه ـ سلمه الله ـ التعب والإرهاق ، ومع ذلك كان حريصا على اللقاءات النافعة ، ومن ذلك أني نقلت إليه رغبة إخواننا ومشايخنا في الالتقاء به في إحدى الليالي ، فقال: إذا كانت هذه رغبة الإخوان فلا مانع عندي.
ـ يتمتع ـ حفظه الله ـ بلباقة عجيبة في مناقشته وطريقة حديثه.
ـ حينما التقى بأستاذنا الدكتور السالم الجكني ـ حفظه الله ـ اقترب منه وأراد تقبيل رأسه ، وقال له : أنت شيخي ، فتملكت الدهشة شيخنا الجكني واستفهم منه متعجبا ، فأخبره بأنه حكم أحد بحوثه ، مع أن الدكتور الجكني يقر له بالفضل ويعتبره شيخه وأستاذه.
ـ لا زالت كلماته التشجيعية ترن في أذني ، ومن ذلك أنه قال لي : أعجبني تعليقك في الملتقى في موضوع كذا وذكره ، (طبعا لم أنم تلك الليلة فرحا) ، وهكذا في عدة أمور.
هذا غيض من فيض ، ولعل عند إخواني ومشايخي ما هو أكثر من ذلك.
أسأل الله تعالى أن يغفر لشيخنا ووالدنا غانم قدوري ، وأن يعلي درجته في الدنيا والآخرة ، وأن يكتب له الأجر الكبير والثواب الجزيل ، وأن يجعل ما قدمه وما يقدمه من خدمة للقرآن وأهله في ميزان حسناته .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنيئا والله لمن قابلكم فضيلة الشيخ ، وكنت حريصا أن أتشرف بكم عند مقدمكم المدينة لكن الحمدلله على كل حال وهو من الخير الذي حرمت منه إما بسبب المرض أو الكسل أو أمور أخرى
ومع ذلك أعتب على بعض الإخوان من الزملاء ممن قابلكم عدم إعلامنا بقدومكم الميمون وغلبهم حرص المحدثين رحمهم الله على التفرد بالمشائخ ندعوا الله ان يوفقهم وينفع بهم
وبارك الله فيكم فضيلة الشيخ ونفعنا بكم وبأبحاثكم
 
نعم هذا هو خلق ونبل استاذنا الحبيب الدكتور غانم قدوري رعاه الله فكان لي نعم المشرف على رسالتي في الدكتوراه والناصح الامين والموجه الكريم فلك مني خالص التحية والتقدير وتقبل الله العمرة ورزقكم الحج المبرور والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
الحمد لله الذي جمعكم بالشيخ غانم وقد ظفرتم بالغنيمة ، وعند قراءتي لما تم بينكم وبين فضيلته شعرت بفضل هذا الملتقى علينا جميعا ، إذا لولاه بعد فضل الله تعالى لما علمنا شيئا عنكم ، وكم يفرح المسلم بهذه الروح الطيبة بين أهل القرآن ، وكم يسرنا لو علمنا بزيارة الشيخ وتشرفنا بمقابلته ، وأفضل من ذلك لو شرف مدينة أبها بزيارة تجعلها أبهى مما هي عليه ، لو فعل حفظه الله هذا لجمع بين برد جوها وحرارة القلوب للقائه والاستماع له 0
 
أشكر أخي الأستاذ عاصم الجنيد الله ، وأعتذر إليه ، فقد حان موعد مغادرتنا المدينة ، ولم يتح لي الاتصال به .
وأرحب بأخي الدكتور ضاري العاصي ، والحمد لله على السلامة ، وقد اشتقنا إلى سماع صوته الندي وهو يقرأ القرآن ، على الطريقة البغدادية !
وأشكر أخي الدكتور فاضل الشهري ، وأقول : جزاكم الله خيراً يا أهل أبها البهية . والحمد لله الذي جمع هذه القلوب في ظل الحب للقرآن وأهل القرآن ، أسأل الله تعالى أن يرضى عني وعنكم ، وأن يتقبل مني ومنكم صالح العمل وطيب الدعاء ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
 
ما شاء الله ... ما شاء الله هنيئاً لكم ياسادة بهذه الوفادة ، ووفقكم لتحصيل السعادة في الدنيا والآخرة ...
بارك الله بالعلامة المكرم الدكتور غانم قدوري الحمد وبكل الإخوة الذين التقوه وسعدوا بلقائه ... ورزقنا الله عز وجل مثل ما رزقهم بفضله إنه سميع قريب ...
 
اخي واستاذي الدكتور غانم الخير والعطاء والله لقد اسرني وجودك في هذا الموقع الكريم لنتعرف عن نشاطك العلمي الذي لا زلنا بجاجة اليه ونحن في المهجر والحمد لله والمنة نعلم وندرس ونرتل القران كما عاهدناكم لنحافظ على الامانة والعهدالذي اكتسبناه من علمكم واخلاقكم الكريمة والحمد لله لقد اوشكت على تسجيل ترتيل القران بصوتنا وسارسل لك اول نسخة منه ان شاء الله وتقبل تحياتي واحترامي والله يرعاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد

لي وقفة مختصرة على كلام شيخنا العلامة غانم قدوري الحمد الناتج عن سؤال أحد المشايخ الفضلاء في مسألة همس حرف الطاء. ونصّ السؤال هو :

هل العرب الذين عاصرهم سيبويه ينطقونها كما ينطق العرب الآن ؟ ألا يكون هذا السبب في الاختلاف في وصفها ؟

فقال شيخنا العلامة : "قد يكون هناك إشكال أو خطأ في الكتب أم في الأداء ؟ لأنّ القرءان محفوظ بالتلقي ، والأصل فيه التلقي الرواية لكن الدراية تحرس الرواية ، فإذا لم تكن هناك دراية وتدوين فالإنسان قد يسمع الكلمة خطأ أو يؤدّيها أداءً خاطئاً " ثم قال حفظه الله بعد نقله لكلام المرعشي : "لكن أقول : أنّ هذا فيه شيء من الصعوبة أن نخطّأ بشيء موجود في الكتب ، فقد يكون الخطأ ما في الكتاب وليس الأداء، والأمر محتمل "

أريد أن أتعرّض من خلال هذا الجواب العلميّ إلى بعض الجزئيات التي هي في نظري ذات أهمّيّة عظيمة والتي بها قد تنحلّ بعض ما يتخبّط فيه مشايخنا في التوفيق بين التلقي والنصّ عند التعارض.

الجزئية الأولى : قول شيخنا : " لأنّ القرءان محفوظ بالتلقي "

التعليق : إنّ الله حفظ القرءان كذلك بالنصوص المتضمنّة لما تلقاه أئمّتنا القدامى بأسانيدهم الصحيحة إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ؟ بل إنّ أصل هذه النصوص هو التلقي أي هي عبارة عن تُرجمان لما قرأه أئمّتنا أداءً عن مشايخهم. بل إنّ تدوينهم لتلك النصوص كان لسبب صيانة القرءان من اللحن الذي اعترى العرب أنذاك لا سيما عند دخول الأعاجم في الإسلام ، ولذلك اشتكى أئمّتنا كمكي القيسي والقرطبي وغيرهما قلّة المهرة المتقنين من أهل الأداء ، وهذا الذي حملهم على التدوين ، ولو كانت المشافهة لوحدها ضامنة لحفظ القرءان من اللحن لما لجأ هؤلاء إلى التدوين.

الجزئية الثانية : هو اقتصار اصطلاح الرواية على التلقي وكأنّ كلّ ما يُتلقى اليوم من المشايخ يُعدّ من رواية وهذا فيه النظرلوجود بعض الكيفيّات الأدائية التي نسمعها اليوم لم تثبت بالنصّ ولم يُنقل أدائها في الكتب ولم يثبت الخلاف فيها عند القدامى فهي دخلية على الرواية. والرواية تُعرف بنصوص المتقدمين المتضمنة لها ممن تقدّم عن طبقة الداني ومكي القيسي وتُعرف أيضاً بالأداء المُدوّن من طرف جهابذة قرون التدوين أي القرن الخامس والسادس والسابع إلى وقت ابن الجزريّ. ودليلي في ذلك ما ثبت في الأربع الزهر من إثباب البسملة وتركها فهي وإن ثبتت عن بعض أهل الأداء إلاّ أنّ أئمّتنا صرّحوا بأنّها لم تثبت رواية وإنّما هو استحباب لبعض الأئمّة ، لذا قال الإمام الشاطبيّ رحمه الله تعالى : وبعضهم في الأربع الزهر بسملا ......لهم دون نصّ" أقول فكان عدم ثبوت الوجه رواية لأجل افتقاره للنصّ. وقد نقلت أقوالاً في بحث بعنوان : "الخلاف عند علماء التجويد والقراءات " لمكي القيسي يُصرّح بأنّ الوجه الثابب بالنصّ أقوى من الذي لم يثبت بالنصّ. ومن اطلع على كتاب جامع البيان للداني والنشر لابن الجزري يدرك أنّ منهجهما يتمثّل في نقل الخلاف في المسألة إن وُجد ، ثمّ نقل النصوص الثابتة لكلّ وجه ثمّ التعريج في الأخير على التلقي فيقولون في آخر المطاف " وبه قرأت". فيبنون المسألة على النص أوّلاً ثمّ يُعرّجون على التلقي ، وهنا يظهر أنّ ثبوت الوجه بالنصّ يدلّ على ثبوته رواية بالضرورة بخلاف ما إذا ثبت الوجه بالأداء دون النصّ فقد يكون اصله استحباب واجتهاد دخيل على الرواية كما رأينا في مسألة الأربع الزهر.
وقد استدلّ إمامنا الشاطبي على ضعف وجه ترقيق الراء في {مريم } و { قرية } بعدم وجود نصّ وثيق في ذلك حين : " وما بعده كسرٌ أو اليا .....فمالهم بترقيقه نصّ وثيق فيمثلا" ومعناه أنّه لم يثبت الوجه بالرواية وإن ثبت فهو انفرادٌ من غير اشتهار ولا استفاضة عند أهل الأداء مما يوجب ردّ الرواية. فنلاحظ أنّ الرواية لها علاقة وثيقة بالنصّ خلافاً لمجرّد التلقي الذي لا يعضده أيّ نصّ معتبر.

فإن تقرّر أنّ مجرّد تلقي الوجه من الشيخ لا يستلزم ثبوته رواية وأنّ ثبوته بالنصّ يستلزمه ، فليس من الصعوبة إذن أن نخطأ ما هو عليه القراء اليوم بما في الكتب.


الجزئية الثالثة : ، قول شيخنا : " فقد يكون الخطأ ما في الكتاب وليس الأداء، والأمر محتمل "
أقول : أطلب من مشايخنا الفضلاء أن يسهروا وأن يكثّفوا جهودهم للفصل في هذه المسائل المهمّة وألاّ يتركوها في مجالها الواسع محمتل للكثير من الأراء المسببة في النزاع والخلاف. وأريد لفت اتنباههم على ضرورة تأصيل القواعد في التعامل مع مصادر علم التجويد والقراءات بحصر المصادر أوّلاً ثمّ التوفيق بينها عند التعارض. وهذا أولى في نظري من البقاء في الاحتمال الذي لا يُفضي إلى أيّ ثمرة عملية.


الجزئية الرابعة : هو التباس الوسيلة بالغاية أي أنّ الكثير من أهل العلم يظنّون أنّ التلقيّ في حدّ ذاته هو الغاية مع أنّه مجرّد وسيلة لقراءة القرءان قراءة صحيحة قريبة من قراءة أهل القرون المشهود لها بالخيرية.
فالغاية هو قراءة القرءان قراءة صحيحة سليمة ، والوسيلة هو التلقّي من أفواه المشايخ ، إلاّ أنّ لتلك الوسيلة ضوابط وقواعد لا بدّ أن تؤخذ بعين الاعتبار للوصول إلى الغاية ومن تلك الضوابط توثيق التلقّي بالنصوص والأداء المدوّن في عصر التدوين مما شاع وذاع وتلقته الأمّة بالقبول حتّى يكتسب التلقّي حجيّته القاطعة.


الجزئية الخامسة : أنّ التلقّي يفسّر النصّ من الناحية العملية والتطبيقية كما قال شيخ قراء دمشق الشيخ كريم راجح حفظه الله تعالى وهذا كلام صحيح إذ لا يمكن الإتيان بالإمالة على وجهها الصحيح إلاّ بالتلقي. لذا فالتلقي مفسّر للنصّ من حيث الكيفية ولا يمكن بأيّ حال أن يكون معارضاً له.

فنخلص مما تقدّم أنّ :
- التلقّي هو مجرّد وسيلة وليس حجّة في ذاته إلاّ بالضوابط التي وضعها أئمّتنا عليهم رحمة الله تعالى
- بالتلقي تتبيّن الكيفية المقروء بها على الوجه الصحيح ويفسّر مضمون ومقتضى النص الوارد في الباب

- حجيّة التلقي لا بدّ أن تخضع لشروط وضوابط كما أسلفت

وليس هدفي ممّا ذكرت مجرّد الاعتراض على شيخنا بالعكس ، فإنّي أغتنم فرصتي هذه لأدفع شيخنا إلى الخوض في عمق هذه المسائل لأهمّيّتها عندي من جهة و لتعمّ الفائدة بإذن الله تعالى.

أسأل الله تعالى أن يحفظ شيخنا العلامة غانم قدوري الحمد من كلّ مكروه وأن يوفّقه لما فيه الخير والصلاح وأي يرفعه في الدرجات العلا آمين آمين آمين.
 
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ فقد أفضتم في الخير وأفدتم به، وخضتم في ما استكن في نفسي وبحتم به، فلا عدمتم فضلا، وبوأتم من الجنة منزلا.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد

قول شيخنا : " قد يكون الخطأ ما في الكتاب وليس في الأداء والأمر محتمل."

أقول معلّقاً على هذا الكلام وبالله التوفيق.

إنّ نصوص الأئمّة لا تتغيّر مهما طال الأمد والزمان ، وقد قام شيخنا بتحقيق عدد من الكتب القديمة ولا يشكّ واحد منا أنّ ما يوجد في تلك الكتب هي من أقوال مؤلّفيها خاصّة إذا تعددت النسخ فإنّ احتمال الخطأ في تلك الكتب قليل ، ولا سيما إن كان المضمون مشهوراً ومستفاضاً عند الأئمّة ممّا يجعل الحكم عليه بالخطأ بعيداً ، خلافاً للتلقّي الذي قد يعتريه شيء من التغيير مع طول الزمان وطول سلسلة الإسناد مع ما قد يدخل في الأداء من اجتهادات وآراء و قلّة في الإتقان والضبط مقارنة مع من تقدّمهم. وقد صرّح علماء الأصوات بتغيير عدد من الحروف مع مرّ الزمان وما علموا بذلك إلاّ بعد ما اعتمدوا واستوثقوا نصوص الأئمّة القدامى التي جعلوها معياراً وميزاناُ للحكم على المنطوق به اليوم. فإن تغيّرت الضاد وبعض الحروف كالقاف والطاء على رأيهم فما الذي يمنع احتمال تغيّر البعض أو الكثير من الكيفيات والهيئات الأدائية ؟
فإن كان كذالك فكيف يكون الخطأ في الكتب وليس في الأداء كما يقول شيخنا مع أنّ التغيير ثابت في الأداء دون النصوص بل بالنصوص يُحكم على نوعية المنطوق به اليوم.

أسأل الله تعالى أن يفتح صدر شيخنا ليفيدنا في هذه المسألة فهي مسألة علمية كباقي المسائل التي لا تخلو من الاعتراض والنقد ولا ينقص ذلك من منزلة وقدر أهل العلم كما قيل :

على أنّه من كان شمساً مقامه ..........فلا المدح يُعليه ولا الذمّ ضائر.
 
عودة
أعلى