ليلة القدر في سورة القدر

إنضم
31/07/2005
المشاركات
107
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

الحمد لله والصلاة على رسوله وبعد :

استوقفتني عبارة ذكرها ابن رجب في اللطائف وأحببت أن أذكرها هنا وهي قوله :

( وقد استنبط طائفة من المتأخرين من القرآن أنها ليلة سبع و عشرين من موضعين :
أحدهما : أن الله تعالى كرر ذكر ليلة القدر في سورة القدر في ثلاثة مواضع منها ، و ليلة القدر حروفها تسع حروف والتسع إذا ضربت في ثلاثة فهي سبع وعشرون
و الثاني : أنه قال سلام الله عليه فكلمة هي : هي الكلمة السابعة و العشرون من السورة فإن كلماتها كلها ثلاثون كلمة .
قال ابن عطية : هذا من ملح التفسير لا من متين العلم . وهو كما قال . )


فماذا يقصد بملح التفسير ؟ وهل هذا يعني إدخالها في مفهوم التفسير ؟ وهل لها قيمة عند المفسرين ؟ ثم إن نظائرها كثيرة فهل ندخله من ملح التفسير مع أن الكثير منها متكلف ؟

أسئلة مرت بذهني وأنا أقرأ هذا الكلام لعلي أجد من مشايخنا الكرام إجابة عليها .
 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

الحمد لله والصلاة على رسوله وبعد :

استوقفتني عبارة ذكرها ابن رجب في اللطائف وأحببت أن أذكرها هنا وهي قوله :

( وقد استنبط طائفة من المتأخرين من القرآن أنها ليلة سبع و عشرين من موضعين :
أحدهما : أن الله تعالى كرر ذكر ليلة القدر في سورة القدر في ثلاثة مواضع منها ، و ليلة القدر حروفها تسع حروف والتسع إذا ضربت في ثلاثة فهي سبع وعشرون
و الثاني : أنه قال سلام الله عليه فكلمة هي : هي الكلمة السابعة و العشرون من السورة فإن كلماتها كلها ثلاثون كلمة .
قال ابن عطية : هذا من ملح التفسير لا من متين العلم . وهو كما قال . )


فماذا يقصد بملح التفسير ؟ وهل هذا يعني إدخالها في مفهوم التفسير ؟ وهل لها قيمة عند المفسرين ؟ ثم إن نظائرها كثيرة فهل ندخله من ملح التفسير مع أن الكثير منها متكلف ؟

أسئلة مرت بذهني وأنا أقرأ هذا الكلام لعلي أجد من مشايخنا الكرام إجابة عليها .

إذا كان هذا يعتبر دليلا ، فأولى منه ليلة أربع وعشرين للحديث:
(أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان ، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان ، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان ، وأنزل الزبور لثملن عشرة خلت من رمضان ، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان) حسنه الألباني رحمه الله تعالى.
والله يقول:
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (القدر : 1 )
ومع هذا فإنه يجب النظر في الأدلة جميعها حتى يخرج طالب العلم بحكم تطمئن له نفسه .


أما ملح التفسير أو ملح العلم ، فهي الملاحظات التي قد يتوقف عندها المفسر أو العالم والتي تلفت الانتباه لكن لا يستطيع أن يبني عليها حكما لأنها ليست من الطرق التي تستنبط بواسطتها الأحكام.
 
ملح التفسير: خواطر في عقول بعض العلماء أو المتدبرين والاكثر أن ليس هناك برهان أو دليل من نصٍّ أو غيره، ولذلك لا يعتمد كقولٍ فصلٍ في المسألة قيد البحث، وربما يحسب قولاً من الأقوال يوضع بجانبها...والله أعلم
ولكني أريد أن أسأل عن رأي من قال بتنقل الليلة في كل عام، بمعنى تكون هذا العام ليلة السابع والعشرين والسنة القادمة تكون ليلة الخامس والعشرين وهكذا...
 
ملح التفسير: خواطر في عقول بعض العلماء أو المتدبرين والاكثر أن ليس هناك برهان أو دليل من نصٍّ أو غيره، ولذلك لا يعتمد كقولٍ فصلٍ في المسألة قيد البحث، وربما يحسب قولاً من الأقوال يوضع بجانبها...والله أعلم
ولكني أريد أن أسأل عن رأي من قال بتنقل الليلة في كل عام، بمعنى تكون هذا العام ليلة السابع والعشرين والسنة القادمة تكون ليلة الخامس والعشرين وهكذا...

هذا كلام للدكتور سعد الخثلان حول الموضع نقلا عن شبكة نور الإسلام:

اختلف العلماء في هذه المسألة فمنهم من ذهب إلى أنها تتنقل ، قالوا لأنه لايمكن الجمع بين الأحاديث الواردة إلا بهذا القول ، وذهب جمهور العلماء إلى أنها ثابتة في ليلة معينة كل عام ، وهذا القول أرجح ؛ لأن ليلة القدر إنما اكتسبت شرفها بنزول القرآن فيها كما قال الله تعالى ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة) وكما قال عز وجل ( إنا أنزلناه في ليلة القدر) والقول بتنقلها لايتفق مع هذا المعنى ، ثم إن النبي صلى الله عليه أخبر بها وذهب ليخبر بها أصحابه فأنسيها ، ولو كانت تتنقل لكان لما أنسي بوقتها في ذلك العام أخبر بها في الأعوام التالية ، وأرجى الليالي موافقة لليلة القدر ليلة سبع وعشرين وهذا هو الذي عليه جمهور الصحابة وهو المذهب عند الحنابلة ، ويدل لذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه وأهله بقيام هذه الليلة وقام بهم حتى خشوا أن يفوتهم السحور، ولم يفعل ذلك في ليلة سواها ، وفي صجيج مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه انه كان يحلف ولا يستثني ان ليلة القدر ليلة سبع وعشرين ويستدل لذلك بالعلامة التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صبيحتها تطلع لاشعاع لها ، وقد دعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فأجمعوا على أنها في العشر الأواخر ، قال ابن عباس :- إني لأعلم - أو لأظن – أي ليلة هي ؟ فقال عمر : أي ليلة ؟ قال :-سابعة تمضي من العشر الأواخر قال عمر ومن أين علمت ذلك ؟ قال :-خلق الله سبع سموات وسبع أرضين وسبعة أيام ، وخلق الإنسان من سبع ويأكل من سبع ويسجد على سبع والطاف بالبيت سبع ورمي الجمار سبع وأشياء ذكرها فقال عمر : لقد فطنت لأمر مافطنا لهقال قتادة- أحد رواة الأثر – يأكل من سبع هو قول الله تعالى (فأنبتنا فيها حبا ....)رواه الطبراني قال الحافظ ابن كثير :- بإسناد جيد قوي ، ومن لطائف التفسير ماذكره بعض المفسرين أن سورة القدر تتكون من ثلاثين كلمة وأن الكلمة رقم ( 27) ( هي) يعني في قول الله تعالى ( سلام هي حتى مطلع الفجر) قالوا فكأن في هذا إشارة لتحديد هذه الليلة . والله تعالى أعلم "

ولغيره من أهل العلم كلام آخر ، وعليه على طالب العلم أن يستقصي البحث حتى تطمئن نفسه إلى قول من الأقوال.
 
وهذا جواب الشيخ بن عثيمين على شخص يدعى تركي سعد الخثلان ولا أدرى فلعله يكون هو الدكتور سعد أو غيره:

"السؤال: بارك الله فيكم من الرياض المستمع سعد بن تركي الخثلان المستمع الحقيقة له مجموعة أسئلة يقول أحب أن تعرضوها على فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين سؤاله الأول يقول فيه هل ليلة القدر ثابتة في ليلة معينة من كل عام أم أنها تنتقل من ليلة لأخرى من الليالي العشر في العام الآخر نرجو توضيح هذه المسألة بالأدلة؟
الجواب

الشيخ: ليلة القدر لا شك أنها في رمضان لقول الله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وبين الله تعالى في آية أخرى أن الله أنزل القرآن في رمضان فقال عز وجل (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأول من رمضان يرجو ليلة القدر ثم اعتكف العشر الأوسط ثم رآها صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر من رمضان ثم تواطأت رؤيا عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنها في السبع الأواخر من رمضان فقال أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر من رمضان فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر وهذا أقل ما قيل فيها أي في حصرها في زمن معين وإذا تأملنا الأدلة الواردة في ليلة القدر تبين لنا أنها تنتقل من ليلة إلى أخرى وأنها لا تكون في ليلة معينة كل عام فالنبي عليه الصلاة والسلام رأى ليلة القدر أو أوري ليلة القدر في المنام وأنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين وكانت تلك الليلة ليلة إحدى وعشرين وقال عليه الصلاة والسلام التمسوها في ليالي متعددة من العشر وهذا يدل على أنها لا تنحصر في ليلة معينة وبهذا تجتمع الأدلة ويكون الإنسان في كل ليلة من ليال العشر يرجو أن يصادف ليلة القدر وثبوت أجر ليلة القدر حاصل لمن قامها إيماناً واحتساباً سواء علم بها أم لم يعلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ولم يقل إذا علم أنه قامها فلا يشترط في حصول ثواب ليلة القدر أن يكون العامل عالماً بها بعينها ولكن من قام العشر الأواخر من رمضان كلها فإننا نجزم بأنه قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً سواء في أول العشر أو في وسطها أو في أخرها نعم. "
 
ذكر ابن حجر رحمه الله في تعيين ليلة القدر أكثر من أربعين قولا،رجّح أنها في وتر من العشر الأواخر من رمضان ،وأنها تتنقل جمعا بين الروايات،وقال رحمه الله:وأرجى أوتار العشر عند الشافعية ليلة إحد ىوعشرين أو ثلاث وعشرين ،وأرجاها عند الجمهور ليلة سبع وعشرين.أهـ,
وأما خروج الرسول صلى الله عليه وسلم ليخبرهم عن ليلة القدر ثم تلاحى رجلان من المسلمين فرفعت .فقرر الحافظ ابن حجر رحمه الله :أن الذي ارتفع علم تعيينها في تلك السنة.أهـ .
وليس في هذا دليل لمن قال إنها لاتتنقل.والقول بأن هذا قول الجمهور فيه نظر،فقد ذهب إلى تنقلها مالك وأحمد وغيرهما،وقال ابن عثيمين رحمه الله إن ها قول المحققين من أهل العلم.وممن نسب القول إلى الجمهور النووي رحمه الله ولعله يقصد جمهور الشافعية.
 
بوركتم أيها الأكارم ..
فقد وجدت فيما ذكر الإخوة وفي المواضيع السابقة التي نقلها الأخ العبادي جوباً ، ولدي بعض الإشكالات سأطرحها -إن شاء الله- في وقت أوسع ، ولتمام الفائدة هذا رابط الجزء الأول من :

ملح التفسير ولطائفه (1)


بقلم الدكتور : مساعد الطيار حفظه الله
 
هذه الإشـارةُ المليحةُ هي تنبيهٌ إلى أمر حقيقيٍّ في الشريعة ولكن بلفظٍ لا يمكنُ ولا يجوزُ الجزمُ بأنهُ أريد منهُ ذلك أصالةً وعليه:

فـالجزم بأن مجيء كلمة هي سابعةً وعشرين بين كلمات السورة أراد الله به أن ليلة القدر هي السابعةُ والعشرون فيه من التقول على الله ما لا يخفى , وإن صحَّ لازمُ ذلك القول , ولذا فـإنَّ صحيحَ السُّـنَّـة النبويةِ جاء بما يوافق هذه الإشـارة أو الاستنبـاط أو الاستئنـاسَ , فكان أبي بن كعب رضي الله عنهُ يقول (والله إني لأعلم أي ليلة هي ، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها ، وهي ليلة سبع وعشرين ) وعبدُ الله بنُ عمر رضي الله عنهما يقولُ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مَنْ كَانَ مُتَحَرِّيًا فَلْيَتَحَرَّهَا لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ )
 
وقد نقل هذه الملحة أيضا الثعلبي في تفسيره لسورة القدر , وهذه الأمور مما يستأنس بها ولا يقطع بها, ولها نظائر من فعل الصحابة كإبن عباس وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما .
 
عودة
أعلى