أشهدتَ كهوف الارض كلها بأم عينك لتزعم أن كهفهم خارج أرضنا؟! ،
أشهدتَ شمسهم التي تدور حول كرتهم الارضية وحسبتَ مقدار سنينهم ؟!
أشهدت السموات والاراضين أم تتبعت ناسا ومسابيرهم وأكتشفت ما لم يكتشفوه ؟!
أشهدتَ عالم الجن وأنه عالم كبير جدا لم تسعه أرضنا بزعمك ومن ثم جعل الله عز وجل لهم أراضي أخرى؟!
أشهدت تنافسهم معنا على زروع أرضنا وثمارها ومن ثم تصورتَ أرض أخرى لهم بخيراتها ؟!
وهل شهد المفسرون باعينهم أصحاب الكهف، وعلموا العلم الأكيد المبني على الرؤية بالعين من أنهم بشر؟
إن ما قام به المفسرون هو نفس ما قمنا به وهو تأويل نصوص القرآن الكريم، لكنهم اعتمدوا في تأويلهم على مرويات أهل الكتاب والتي تقول أن الفتية من البشر وقد اضطهدوا من قِبل الإمبراطور الروماني لايمانهم بدين المسيح عليه السلام.
وهذا لا يتفق مع نصوص القرآن الكريم والتي تشير إلى أن القصة قديمة لأن اليهود وليس النصارى هم من سأل عنها، وكذلك أن ما قيل عنها من لدن أهل الكتاب هو مجانب للحقيقة.
كذلك قد نهانا القرآن الكريم عن الإلتفات لما قال أهل الكتاب في مروياتهم عن الفتية وهو - أي النهي - ما أخذنا به ولم يفعل المفسرون ذلك.
بل ان بعضهم قد ذكر أسماء الفتية واسم كلبهم ، فهل تراهم قد شهدوا الواقعة أم رأوا السجل الذي قد دُون فيه أسماء الفتية وكلبهم ؟
أخي الكريم :
إن المصدر الوحيد لدينا للقصة الحقيقية هو نصوص القرآن الكريم ، وما عدا ذلك فهو قول بشر يؤخذ منه ويرد عليه بما يتفق مع النصوص القرآنية.
وحيث ان القرآن الكريم قد نهانا عن الأخذ عن أهل الكتاب، وما قاله أهل الكتاب إن الفتية من البشر وأنهم اووا إلى كهف فارين بدينهم من حاكمهم وقومهم وأنهم ناموا مئات السنين ، وهو نفس ما جاء في كتب التفسير ، إذا بديهي أن كل ذلك غير صحيح، فالله جل وعلا قد قال : ( نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ)، إذا لابد أن نبحث عن هذا الحق في عمق النصوص القرآنية وليس من خلال الرواية المسيحية، وهذا عين ما فعلناه.
ولعل أكبر تساؤل في هذه القصة هو لِما الفرار من ناس بشريون كيفما كان حالهم فرارا غريزيا يتلوه الرعب ؟
الله جل جلاله لم يورد لنا الآية الثامنة عشرة من سورة الكهف لمجرد التسلية ، بل لابد أن ورائها أمر عظيم وتفسير جدير .
أنظر إلى ما توصلنا إليه بهدي من الله وله الحمد والشكر من توافق عددي عجيب بخصوص هذه الآية الكريمة ، فهي رقمها 18 في السورة التي ترتيبها 18 وعدد الآيات التي تخص أصحاب الكهف في السورة أيضا 18 فهل تعتقد ان كل هذا صدفة ؟ إنه أما يكون صدفة أو مقصود ، أما الأولى فحاشى أن يكون في كتاب الله صدفة، وإن كان مقصود فهذا يسترعي الإنتباه ولا يُمر عليه مرور الكرام .
فقولك إن الرعب كائن فيهم فحسب دون الحاجة الى تفسير، فهذا القول غير مقبول ، وأن كنت قد قبلت بذلك فهذا شأنك، اما نحن فقد طورنا بهدي من الله بحثا نسأل الله أن يكون صائبا منطلقين من تأويل هذه الآية الكريمة، ومن التعمق في فهم النصوص القرآنية المتعلقة بالقصة. ومستندين إلى تفسير القرآن بالقرآن والسنة.
فكانت المفاجأة السعيدة أن الأدلة يدعم بعضها بعض ويمكن الرجوع لذلك من خلال البحث.
فمثلا لماذا القيام قبل القول، وقد دحضدنا أقوال المفسرين دحضدا منطقيا.
لماذا انطووا في فجوة من الكهف تاركين الكهف على وسعه، لماذا عيونهم مفتوحة وهي ليست عادة نوم البشر .
لاحظ أن كل هذا منطقي لو كانوا من الجن على صنف الحيات، ولكن لو قلت انهم بشر فعليك أن تفسر لِما ذلك كله بعيدا عن القول أنها هكذا وحسب، لتريح نفسك من عناء البحث.
والأمر العجيب الذي لن تستطيع الفرار منه هو التوافق العجيب بين سورتي الكهف والجن، ليس توافقا لفظيا فحسب بل عددي أيضا .
فقد احصينا الكثير من توافق فواصل الآيات بين السورتين، وكذلك التوافق العددي بينهما، وساذكر لك على سبيل المثال ما يلي :
وردت كلمة الجن في القرآن الكريم 22 مرة ، وكلمة الجن وردت مرة واحدة في سورة الكهف الآية رقم 50
العلاقة بين الرقمين :
مجموعهما = 72 وهو ترتيب سورة الجن في المصحف.
الفرق بينهما = 28 وهو عدد آيات سورة الجن.
فهل هذا صدفة يا صبري ؟ أم مقصود ؟ وما العلاقة بين السورتين ؟ ولماذا سورة الجن بالذات التي ارتبطت لفظا وعددا بسورة الكهف ؟؟
ألم أقل لك أنني تفاجأت بهذا الترابط، وكلما بحثت لعل أن أجد ما يحول بيني وبين هذا التفسير من ان اصحاب الكهف هم من الجن، أو يثبت لي أنهم من البشر فانصرف عن هذا التأويل، لم أجد إلا أن الأدلة يدعم بعضها بعضا ولله الحمد والمنة.
زد إلى ذلك أن الله قد أخبرنا أن القصة بروايتها الكتابية ليست صحيحة، فلذلك لابد من البحث عن تفسير آخر.
القلة من يعلم أولئك الفتية وهذا نص القرآن، ولكن الكثرة من يعرفون انهم بشر وعددهم سبعة وناموا في كهف لمئات السنين ، ولا تقول لي بعنادك وهل أنت من القلة فسوف أقول لك وهل أطلعت على علم الله لتنفي أنني من القلة ، أن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
أشهدت مملكة سليمان بمحاريبها وتماثيلها تحت القدس وما حولها ، هلا صبرتَ لترى ما يُنقِّب عليه اليهود عليهم السام واللعائن تحت الاقصى وتستعجل البحث بتصوراتك التى أخشى أن تدينك يوم القيامة وليس تنجيك ؟!
أشهدت خلقهم ؟!
وهل تعتقد أن مملكة سليمان عليه السلام بهذا الصغر أن تنطوي كلها تحت القدس فقط ؟ وما الذي أدخلها تحت القدس اذا كانت أرض القدس صخرية وليست رملية كي تدفن بالرمال ؟
إن مملكة سليمان لا توجد ممالك تضاهيها إلى يوم الدين، فكان يجب أن نجد أثارها في كل بقعة، أو مراسلاتها مع الممالك المجاورة.
وحسبك من كلام البروفيسور إسرائيل فنكلشتاين وهو المعروف بأبي الآثار الإسرائيلية، قوله : لقد اعيانا البحث في كل مكان عن مملكة داوود وسليمان ولم نجد شيئا. بحثنا في كل نقب، وحتى في دلتا مصر وغور الأردن وأور في العراق. علما أنه يهودي ومصلحته إثبات وجود آثار هذه المملكة في فلسطين ليقول ان إسرائيل كانت هنا.
لن نحيد بنقاشنا هنا إلى أين مملكة سليمان فليس موضعه هنا.
لو اطلعت على حيّات في كهف ، فمن الطبيعي أنك سترتعب منهم ، فليس في ذلك عجب
أما لو اطلعت على بشر في كهف ، وأرتعبت منهم فذلك هو العجب والسر في قوله تعالى " لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً " ، وتناوله المفسرين في تأويلاتهم تنزيها لكلام الله عز وجل من الخوض فيما لا يتكلفوه ، وفيما ذكروه لم يكن بدعا من لغة العرب وفهمهم ، ومن يفهم أنه تضارب وتخمين عن جهالة منهم فهو مخطئ.
طبيعة عيون الحيات دائما مفتوحة فرؤيتها مفتوحة لا عجب فيه ، والعجب أن ترى عيونها مقفولة .
عين النائم من البشر من الطبيعي تكون مقفولة ، ولكن العجب أن تكون مفتوحة .
وقد واصلت حوارك الجدلي متطرقا إلى العجب في القصة ، فخلطت الحابل بالنابل، فالقرآن لم يتطرق إلى القصة أنها من العجب، ولكن أن كان ثم عجب فهو ليس مقرونا بالآية 18 وإلا لصرح بأن الإطلاع عليهم يؤدي للفرار منهم والرعب وذلك عجب.
كلا ، الأمر ليس كما تحاول أن تقنعنا به، فربما تصادف في حياتك إنسان قد يثير بتصرفه كأن يكون مختل عقليا ومسلح فيثر الخوف والرعب في قلبك لأنك لم تتنبأ بما يمكن أن يفعله فربما يطلق عليك النار ، لكن هذا ليس بعحب .
أما أن ترى مخلوقات غير البشر كالحيات مثلا وتقترب منك ويمد يده لك ليصافحك ويكلمك ويسلم عليك وإذا أذن للظهر قام فتوضأ للصلاة وصلى ، لاشك أن هذا ما يدعو للعجب وتقول سبحان الله الخالق العظيم.
تذكر أن آخر الزمان تخرج دابة تكلم الناس فليس العجب من أنها دابة بل من أنها تكلم الناس واظنك تعتقد أنها تخرج من باطن الأرض ، وأقول لك أنها والله اعلم تخرج من أحد الأرضين التي في السموات كما يخرج يأجوج ومأجوج. قال تعالى وهو على جمعهم إذا يشاء قدير.
كذلك قولك عن عيون البشر إنها من العجب إذا كانت مفتوحة أثناء نومهم ، ولعلك لم ترى الأطفال والكثير منهم ينامون وعيونهم مفتوحة فهل في ذلك عجب أو مدعاة للخوف والرعب؟ كلا.
وليس من الفصاحة أن تقول أن الحيات تتقلب على اليمين واليسار الذي هو يقينا فعل البشر.
تحدثت عن التقليب وقلت إنه ليس من الفصاحة القول أن تتقلب الحيات يمينا وشمالا ، نرد ونقول أننا لسنا بصدد الحديث عن الحيات الغير عاقلة المعروفة لنا بل بصدد خلق عاقل على شكل الحيات وقلنا كونهم مكلفون ولهم حياتهم ومدنهم وقراهم فهذا يستدعي أن يكون لهم أطراف يمسكون بها ويستعملوها ، والعجيب أن الحيات في غابر الأزمان كانت تمتلك ذلك بل ان حديث للرسول يشير إلى أن هذه الحيات الغير عاقلة هي مسخ للجن صورة ما يفيد أنها كانت تمتلك أطراف من قبل ويؤيد ما توصل إليه العلم الحديث.
لكن هناك شيء أخر ما يخص التقليب وهو انهم يُقلبون وليس يتقلبون من تلقاء أنفسهم كما يفعل البشر أثناء نومهم ، وكذلك أنظر وتأمل قوله تعالى ذات اليمين وذات الشمال ولم يقل على ايمانهم وشمائلهم. وقد استعمل نفس التعبير في الإشارة لحركة الشمس وتزاورها عن الكهف ، أي كأن هناك جهة ثابتة معروفة ذات اليمن وذات الشمال ، إن الأمر أكبر مما نستطيع الإحاطة به وفوق كل ذي علم عليم.
إِذْ قَامُوا فَقَالُوا " تنسب للبشر وليس للحيات فلو قيل ( إذ قامت فقالت ) أي إذ قامت الفتية وقالت ، وتتأولها أنت إذ قامت الحيات فقالت ، ولغة يقال انتصبت الحية ولا يقال قامت الحية ،
إن هذه سقطة منك يا صبري في اللغة العربية، لغة القرآن الكريم ، فالقرآن حين يتحدث عن عالم الجن أي ان كان صنفهم، حيات أو غير ذلك، فإنه يستعمل صيغة الإشارة للعاقل، أما لغير العاقل مثل الحيات المألوفة لنا فيستعمل صيغة جمع المؤنث، فلو قال الحيات قامت فهذا يعني أنها غير عاقلة، اما إخواننا من الجن فمن الفصيح أن يقول إذ قاموا فقالوا، وليس إذ قامت فقالت ، هذا معلوم في خطاب القرآن للعاقل وغير العاقل.
حركة الشمس ليست ذات أهمية في حياة الجن فقيل ان منهم من يسكنون في أماكن مظلمة في بعض بقاع الارض لا تشرق عليها شمس، ولكن حركة الشمس ضرورية لحياة البشر كما هو معلوم بداهةً
حتى قولك إن حركة الشمس ليست مهمة للجن لأنهم يعيشون في مناطق مظلمة ولكنها مهمة للبشر الذين يحتاجون ضوئها ودفئها لم توفق فيه ، ذلك أن الفتية عاشوا ردحا من الدهر بعيدا عن الشمس لتزاورها عن كهفهم ، فهو حسب قولك يؤيد أنهم جن وليس بشر ، فستقول المعجزة وتتخلى عنها حين الحديث عن التقليب لمنع الأرض من إبلاء أجسادهم.
مغزى ذكر وتكرار كلبهم معهم " سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ " ، فلو كانوا حيات فهل هذا كلبهم ليحرسهم ؟ وممن ؟ ، وأرى والله أعلم ، ان الكلب هو أساس الرعب ، ففي الدار من ديار البشر تراهم يربطون الكلب بسلسلة طوال النهار ويفكونه ليلا ليحرس الدار فثكلته أمه لو مر أحد من أمام الدار، فضلا عن جثث اهل الدار ملقاة على مدخل الدار متناثرة ، فحالتهم المنقطعة النظير بين موت وحياة ويقظة ورقدة تولّي المطّلع عليهم فرارا وتملأه رعبا من الكلب أولا ثم من منظرهم ثانيا.
لبث الحيات في الكهف عشرات أو مئات السنين حسب كلام الباحثين في ذلك ليس فيه عجب ، لطول أعمارهم ، وحاجتهم للطعام والشراب والهواء ليست كحاجة البشر الملحة في اليوم والليلة ، فيكون العجب فعلا هو طول مكث هؤلاء البشر لثلاثمائة سنة دون ان تتغير هيئتهم ، وليس كثير عجب أن يمكث الجن ذلك الزمن.
وأما الكلب فرجحنا في بحثنا المبارك أنه منهم أي عاقل من معشر الجن الذين على صنف الكلاب حسب حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ولذلك عُد معهم ولو كان كلب غير عاقل فليس من الطبيعي أن يعد معهم.
ومحاولتك لتفسير الرعب بالكلب غير موفقة البتة، بل تضاد نص القرآن الكريم، والذي أشار بكل وضوح أن الفرار والرعب منهم وليس كلبهم، فتأمل.
تحدثت أيضا عن عمر الجن، وأنه طويل دون دليل من القرآن، وهو عين السؤال الذي تساءله الأخ عدنان الغامدي واجبناه عليه في حينه. أما الحيات العادية فعمرها قليل بالنسبة لعمر الإنسان على عكس ما أردت أن تفهمنا إياه.
العدد والمدد المذكورة في هذه الآيات المقدسة لا يخرج عنها القول الحق الذي لا يعلمه إلا الله تبارك وتقدس ورسوله صلى الله عليه وسلم وقليل من الخلق هم فقط اللذين يعلمونه علم اليقين ،
تعليقك على قوله تعالى لا يعلمهم إلا قليل ، وقولك إنه يخص عدتهم، وهو ما قلنا إنه لا يتفق مع لغة الآية ، فلو أريد العدة لقال ما يعلمها وليس ما يعلمهم، ولكن الأرجح لغويا أنه يريد الفتية أنفسهم، وما يخص طبيعتهم وليس العدة.
لكن قصة أهل الكهف كما هو معلوم من اسباب نزولها ردت على اليهود مكرهم ، وثبتت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم ، وأيدته بالخبر الحق المبين ،
نعم لقد جاءت الرواية القرآنية لتؤيد الرسول ضد الرواية اليهودية والكتابية، والتي - أي رواية أهل الكتاب - تدعي انهم بشر، وعاشوا في كهف مئات السنين، فدحضد القرآن الكريم هذه الرواية، وهذا مما يثير الطمأنينة لدينا بصحة هذا البحث المبارك.
ينبغي أن يُعلم أن عالم الجن من عالم الغيب ، لا نعلم عنه إلا ما أعلمنا الله تبارك و تعالى عنه ، في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم .
وعلى هذا فلا نستطيع أن نتكلم عنهم بشيء إلا بما ورد في النصوص الشرعية ، وما عدا ذلك يبقى خافياً علينا ، قال تعالى : ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) الإسراء/36 .
قولك إن عالم الجن من علم الغيب إلا ما ذُكر في القرآن والسنة ، وهذا هو ما فعلناه فلم نتناول في بحثنا إلا المعلومات المستقاه من النصوص القرآنية والسنة الصحيحة، وتستطيع الرجوع للبحث وتأمل ذلك.